تتمة شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة؛ وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان ). متفق عليه.
وأما إيتاء الزكاة : فهو إعطاء الزكاة لمستحقها ، والزكاة هي المال الذي ، أو هي القسط من مالك الذي أوجبه الله تعالى عليك في الذهب والفضة والنقد وعروض التجارة والخارج من الأرض وسائمة بهيمة الأنعام ، فيجب أن تعطي زكاة هذه لمستحقها .
والمستحقون لها بينهم الله في قوله : (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )) .
وأما حج البيت : فهو قصد مكة لأداء المناسك ، وقد فرضه الله عز وجل على هذه الأمة في السنة التاسعة أو العاشرة من الهجرة .
وأما صوم رمضان : فهو صوم الشهر الذي بين شعبان وشوال ، وفُرِض في السنة الثانية من الهجرة .
فهذه أركان الإسلام من أتى بها فهو الإسلام وقد بنى على أساس متين ، ومن لم يأت بها فهو بين فاسق وكافر ، فمن لم يأت بالشهادتين فهو كافر ، ومن لم يصل فهو كافر ، ومن منع الزكاة فهو فاسق ، ومن لم يحج فهو فاسق ، ومن لم يصم فهو فاسق ، والله الموفق .
1 - تتمة شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة؛ وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله ). متفق عليه.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * في باب المحافظة على الصلوات الخمس فيما نقله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة ) : أُمرت الآمر له هو الله عز وجل ، أن يقاتل يقاتال الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة : فالذي أمرهم بقتالهم هو الذي خلقهم ، وله أن يتصرف في ملكه بما يشاء ، له أن يأمر بقتل هؤلاء وأن يأمر بقتالهم إلى أن يسلموا ، فإذا أسلموا كف عنهم ، وهذا الحديث مخصوص بقوله تعالى : (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )) .
وكذلك بحديث بريدة بن الحُصيب : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه بتقوى الله عز وجل ) : وذكر الحديث وفيه : ( أنهم إذا بذلوا الجزية فاقبل منهم وكف عنهم ) ، وعلى هذا فيقاتل الكفار إلى غايتين : إما أن يُسلموا وإما أن يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ، فإن لم يفعلوا لا هذا ولا هذا وجب على المسلمين قتالهم ، وقتال المسلمين لهم بأمر الله الذي هو ربهم ورب الكافرين ، ليس تعصبًا من المسلمين لدينهم ، وحُق لهم أن يتعصبوا له لأنه دين الله عز وجل ودين غير المسلمين دين باطل منسوخ لا يقبله الله عز وجل من أي أحد ، كما قال تعالى : (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )) .
وقوله : (( أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة ) سبق الكلام عليه .
( فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ) : وفي هذا دليل على أن الكفار إذا قوتلوا فأموالهم حلال لنا ، كما أننا نستبيح دماءهم فنستبيح أموالهم من باب أولى ، وكذلك أيضا نستبيح نساءهم وذرياتهم يكونون سبيا لنا ويكونون أرقاء للمسلمين ، لأننا نأخذهم بكلمات الله عز وجل ، وبأمره ودينه وشرعه .
( فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله ) .
وقد قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، قاتل مانعي الزكاة حتى راجعه الصحابة، وراجعه عمر في ذلك، ولكنَّ أبا بكر أصر على أن يقاتل مانعي الزكاة وقال : ( والله لو منعوني عناقًا ) أي : ماعزا صغيرة وفي رواية : ( عقالا ) عقالا ما تربط به البعير ( كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لقاتلتهم على ذلك ، يقول : فلما رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال علمت أنه حق ) .
ففي هذا دليل على أهمية الصلاة وأن الناس يقاتلون على تركها إلى أن يصلوا ، والله الموفق .
2 - شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن معاذ رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، ( فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم, واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات ، والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهن :
" عن معاذ رضي الله عنه قال : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال : إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكَرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نقل المؤلف النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * في باب المحافظة على الصلوات :
حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن معاذ بن جبل : ( أنه بعثه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى اليمن ) : اليمن معروف ، وهو جنوب الجزيرة العربية ، بعثه بالسنة العاشرة من الهجرة في ربيع الأول ، ولما أراد أن يبعثه قال له : ( إنك تأتي قوما من أهل الكتاب ) : وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى ، لأن الله أنزل على اليهود التوراة وعلى النصارى الإنجيل .
وإنما أخبره بذلك ليكون مستعدًا لهم ، لأن أهل الكتاب هم أعلم الناس في ذلك الوقت بشرائع الله ، فيحتاج الإنسان أن يعرف حالهم حتى يمكن أن يجادلهم بما يفحمهم ويخصمهم فيه .
( وليكن أول ما تدعوهم شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ) : وهذا هو مفتاح الإسلام ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وهذا لا يعني أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مختص بالرسالة ، فهناك رسل قبله : موسى وعيسى وغيرهم ، ولكن رسول الله وخاتم النبيين ، وشريعته نسخت جميع الشرائع ، فلا نبي بعده ، ولا شريعة سوى شريعته .
( فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ) : وهذا هو الشاهد ، وهي : الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر والجمعة بدل الظهر .
( فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ) : في أموالهم هذه إحدى روايات البخاري ، ( تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ) : الأغنياء هنا جمع غني : وهم الذين يملكون نصابا زكويا ، والغنى في كل موضع بحسبه ، فيفسر في باب وجوب الزكاة بملك نصاب زكوياً ، ويفسر في باب أهل الزكاة بأنه الذي يجد ما يكفيه وعائلته لمدة سنة فأكثر .
( فإن هم أطاعوك لذلك ووافقوا فإياك وكرائم أموالهم ) : يعني احذر أن تأخذ الطيب من الأموال ، بل خذ الوسط ، لا يُظلمون ولا يَظلمون ، لا تأخذوا الرديء فتظلم المستحقين للزكاة ، ولا الأجود فتظلم الذين تجب عليهم الزكاة خذ الوسط .
( واتق دعوة المظلوم ) : يعني أنك إن أخذت من كرائم أموالهم فقد ظلمتهم فيدعون عليك ، ( فاتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) : تصل إلى الله عز وجل ، ويستجيبها ولو كانت من كافر ، المظلوم إذا دعا الله ولو كان كافرا انتقم الله تعالى ممن ظلمه إما عاجلا وإما آجلا ، لأن هذا من باب إقامة العدل ، والله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين ، ومن تمام حكمه العدل بين عباده فيأخذ للمظلوم من الظالم : ( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) .
والشاهد من هذا الحديث قوله : ( فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ) ، والله الموفق .
3 - شرح حديث عن معاذ رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، ( فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم, واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ). رواه مسلم. وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن شقيق بن عبد الله التابعي المتفق على جلالته رحمه الله قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي بإسناد صحيح.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات ، والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهن :
" عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر تركَ الصلاة ) رواه مسلم .
وعن بُريدة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وعن شقيق بن عبد الله التابعي المتفق على جلالته -رحمه الله- قال : ( كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركُه كفر غير الصلاة ) رواه الترمذي بإسناد صحيح .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صَلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتُقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكَمَّل منها ما انتقص من الفريضة ؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه أحاديث في التحذير من إضاعة الصلاة :
حديث جابر وحديث بريدة : أما حديث جابر فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن بين الرجل وبين الكفر والشرك تركَ الصلاة ) ، حديث بريدة : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) : فهذان حديثان يدلان على أن تارك الصلاة كافر ، وأنه كافر كفراً مخرجا عن الملة ، فالذي لا يُصلي أشد من اليهود والنصارى ، اليهودي : لو ذبح لأكل الإنسان ذبيحته ، والنصراني لو ذبح لأكل الإنسان ذبيحته ، وتارك الصلاة لو ذبح فإن ذبيحته لا تحل ، تارك الصلاة مثلا لو كانت أنثى ما تصلي فإنه لا يحل للمسلم أن يتزوجها ، ولو كانت نصرانية جاز أن يتزوجها المسلم ولو كانت يهودية جاز أن يتزوجها المسلم .
تارك الصلاة لا يُقر على ترك الصلاة بل يقال : صل وإلا قتلناك ، واليهودي والنصراني يُقر على دينه إما بمعاهدة أو استئمان أو ذمة ، فدل ذلك على أن ترك الصلاة أعظم من اليهودية والنصرانية ، هذا الأمر الذي يتهاون به الناس اليوم .
وليُعلم أن الإنسان إذا ترك الصلاة ثم عُقد له على امرأة فإن النكاح غير صحيح ، ولو جامعها فإنه يجامعها بزنا والعياذ بالله ، وكذلك لو عُقد له وهو يصلي ثم ترك الصلاة انفسخ النكاح ، ووجب أن يفرق بينه وبين المرأة إلا أن يتوب ويعود للإسلام فيبقى على نكاحه .
وليُعلم أيضا أن تارك الصلاة إذا مات على ترك الصلاة ، فإنه لا يغسل ولا يُكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يدعى له بالرحمة ولا تناله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
ولكن كيف نصنع به ؟ هل نبقي جيفته للكلاب تأكلها ونحن نشاهد ؟
لا ، لأن هذا كسر لقلوب أقاربه لكن نخرج به براً ، في البر ونحفر له حفرة ما هو قبر ليس قبرا حفرة ونرمسه فيها بثيابه ، بدون تكفين ولا تغسيل ولا صلاة عليه ، ولا كرامة له ، ولولا أن أهله يتأثرون لقلنا : يبقى على وجه الأرض تأكله الكلاب والناس ينظرون إليه ، لكنه يُرمس اتقاء لنتنه ورائحته وخبثه ، وإذا كان يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنه يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف ) : رؤساء الكفر والعياذ بالله ، ما يحشر مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، يحشر مع هؤلاء ، وبهذا نعلم أن ترك الصلاة أمره عظيم ، وأنه يجب على من مات عنده ميت وهو لا يصلي أن يبعده عن مساجد المسلمين ، ولا يحل له أن يقدمه للمسلمين يصلون عليه وهو يعلم أنه مات وهو لا يصلي أبدا ، فإن فعل فهو مسيء إلى المسلمين ، والمسلمون ليس عليهم جُناح لأنهم ما علموا ، لأن الله قال : (( ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبدًا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون )) .
والذي لا يصلي كافر بالله ورسوله حتى لو قال : أنا أومن بأن الله موجود وأومن بأن الرسول محمد موجود لا يكفي هذا ، لأن المنافقين يقولون هالكلام هذا : (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله )) قال الله تعالى : (( والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون )) .
ثم اعلم أنه إذا مات لك ميت وهو لا يصلي فإنه لا يحل لك من ميراثه شيء على قول أكثر أهل العلم ، لأن ميراثه ليس لأقاربه المسلمين كما أنه هو لو مات عنه قريبه المسلم فإنه لا يرثه ، يعني مثلا إنسان مات وله ابن لا يصلي وله ابن عم من بعيد يصلي من يرثه ؟ ابن العم البعيد وابنه لا يرث .
ولو مات عن أبيه وهو لا يصلي وله عم والولد غني ومات عن أبيه الذي لا يصلي وعن عمه المسلم الذي يصلي فالمال لمن ؟ المال للعم ، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) : وهذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع الصحابة كما حكاه عنهم عبد الله بن شقيق أو شقيق بن عبد الله ، قال : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفرا إلا الصلاة ) ، وقال النووي في هذا الرجل : " إنه متفق على جلالته وثقته وعدالته وتحريه " ، وقد صرح علماؤنا المتأخرون كالشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- على أنه كافر كفر مخرج عن الملة ، وأنه مرتد عن دين الإسلام ، مع الأسف أن الناس الآن يتهاونون في هذا الأمر ، نسأل الله أن يهدينا جميعا لما فيه الخير والصلاح .
4 - شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ). رواه مسلم. وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن شقيق بن عبد الله التابعي المتفق على جلالته رحمه الله قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. رواه الترمذي بإسناد صحيح. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئا، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل منها ما انتقص من الفريضة ؟ ثم يكون سائر أعماله على هذا ). رواه الترمذي وقال حديث حسن.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا آخر حديث في باب فضل الصلاة والوعيد الشديد على من تركها، والنهي الأكيد :
وفيه أن أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله يوم القيامة الصلاة ، وهذا بالنسبة لحق الله عز وجل ، ( فأول ما يُحاسب عليه العبد الصلاة فإن صلحت فقد أفلح ونجح ) ، وإلا فعلى العكس خاب وخسر والعياذ بالله .
أما بالنسبة لحقوق الآدميين فأول ما يقضى بين الناس في الدماء لأنها أعظم الحقوق ، الدماء يعني القتل ، ثم يأتي بقية المحاسبة على ما بقي .
ولكن الله عز وجل إذا حاسب العبد على الصلاة وصلحت أفلح ونجح وإلا خاب وخسر ثم يأمر الله عز وجل أن يُنظر في أعماله : هل له نوافل فإنها يكمل بها الفرائض ، ولهذا كان من فضل الله ورحمته ونعمته وإحسانه أن شرع لنا النوافل خلف الصلوات وقبلها وفي كل وقت ، إلا الأوقات المنهي عنها ، المنهي عن الصلاة فيها ، وذلك لأن الإنسان لابد أن يكون في صلاته خلل فتكمل ، تكمل هذا الخلل بهذه النوافل ، فالظهر لها أربع ركعات قبلها وركعتان بعدها ، أربع ركعات بتسليمتين قبلها ، وركعتان بعدها ، وصلاة العصر ليس لها راتبة لكن لها سنة مطلقة ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( بين كل أذانين صلاة ) .
صلاة المغرب لها راتبة بعدها وسنة مطلقة قبلها ، الراتبة بعدها ركعتان .
صلاة العشاء بعدها ركعتان .
صلاة الفجر قبلها ركعتان .
صلاة الليل ، صلاة الوتر ، صلاة الضحى ، كل هذه النوافل يزداد بها أجر المصلي ، ويكمل بها النقص الذي حصل في الصلوات ، وهذه من نعمة الله عز وجل ، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .
5 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئا، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل منها ما انتقص من الفريضة ؟ ثم يكون سائر أعماله على هذا ). رواه الترمذي وقال حديث حسن. أستمع حفظ
باب فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأول، وتسويتها، والتراص فيها. عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ ) فقلنا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال: ( يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ). متفق عليه.
قال -رحمه الله تعالى- : " باب فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأُوَل، وتسويتها، والتراص فيها :
عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال : ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا : يا رسول الله ! وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف ) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب فضل الصف الأول والتراص في الصفوف وتسويتها وإتمام الأول فالأول " :
هذه مسائل متعددة بين -رحمه الله- حكمها بما ساقه من الأحاديث : فالحديث الأول عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم ، فقال : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ ) : الملائكة لهم عبادات متنوعة ، وهم عليهم الصلاة والسلام لا يستكبرون عن عبادة الله ولا يستحسرون : (( يسبحون الليل والنهار لا يفترون )) .
وتأمل قوله : (( يسبحون الليل والنهار )) : ولم يقل يسبحون في الليل والنهار ، لأنهم يستوعبون الوقت كله بالتسبيح ، (( يسبحون الليل والنهار لا يفترون )) .
ومن عباداتهم عند ربهم أنهم يصفون عند الله عز وجل كما قال تعالى : (( وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون )) ، وكيف صفوفهم ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يكملون الأول ) يعني فالأول ويتراصون .
إذًا فنحن إذا صففنا بين يدي الله في صلاتنا ينبغي أن نكون كالملائكة يكملون الأول فالأول ، ويتراصون .
والأول فالأول كما أنه من سنة الملائكة عند الله عز وجل ، ومما رغَّب فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، هو من الأمور التي ينبغي أن يتزاحم الناس عليها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث أبي هريرة : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ) يعني من الأجر ، ( ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) : يعني لو لم يجدوا طريقًا يصلون إلى الصف الأول إلا أن يستهموا عليه يعني يطقون قرعة لاستهموا ، وهذا يدل على فضيلة الصف الأول ، ويدل على أن الأفضل التراص في الصفوف ، ويدل على أنه يكمل الأول فالأول : فهذه ثلاث مسائل ، ينبغي للإنسان أن ينتبه لها : أولاً : ألا يقف في صف حتى يكمل الصف الذي قلبه ، ليكمل الأول فالأول.
ثانياً : في الصلاة يتراصون ، يلصق بعضهم كعبه ببعض ومنكبه بمنكبه حتى تتم المراصة ، لأنهم إذا لم يتراصوا أتدرون ما يحصل ؟
تدخل الشياطين بينهم كالحَذَف : كأولاد الغنم الصغار ثم يشوشون عليهم صلاتهم ، فإذا تراصوا ما بقي مكان ، ولكن يجب التنبه لمسائل :
المسألة الأولى : ليس المراد بالمراصَّة المراصة التي تشوش على الآخرين ، يعني يرصه حتى يتعبه ويؤذيه هذا لا ، لا يجوز ، المراصة ألا يكون بينك وبينه فرجة هذه المراصة ، أما المراصة التي يحصل بها أذية تشويش على أخيك الذي عندك فليست مطلوبة .
ثانيًا : الصف الأول لو لم يجد الناس إلا أن يستهموا عليه لاستهموا : ليس التقدم إليه بوضع المنديل أو وضع المهفة أو وضع الكتاب أو ما أشبه ذلك ، أو يتحجر الإنسان مكانًا حتى إني سمعت بعض الناس عندنا هنا في الجمعة جاء شخص متقدم ووجد المكان ما فيه شيء ، فتقدم إليه وصف فيه ، فجاء صاحبه الذي كان من عادته أن يصلي فيه ، وكأنما اشتراه من كيسه قال : ليش تجلس مكاني ؟ قال : ما قعدت في مكانك ، أنا وجدت مكان فاضي وجلست ، قال : لا هذا مكاني ، فالعادة أحط فيه مشلحي أحط فيه كذا أحط فيه كذا ، سبحان الله اشتريته من مالك ؟! المساجد لله عز وجل من جاء الأول فهو أحق ، وليس أحد أحق بمكانه من أحد أبدًا ، والإنسان ينبغي له أنه يتجنب هذه الأمور ، بل قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله : " إن التحجر حرام وأنه لا يجوز " ، حتى بعض الفقهاء قال : " يتوجه أن لا تصح صلاته " ، لأنه شبه مغصوب ، حيث إنه جلس في مكان لا يستحقه ، فالأول هو المستحق ، هل اشتريته بمالك أو مال أبيك الذي ورثته منه حتى تقيم عباد الله منه تقول : هذا مكاني ؟! سبحان الله !! إذا قدمت أول حياك الله ، ما قدمت ما لك مكان ، ولهذا لولا أني أخشى من الفتنة لأتيت على جميع الذين يضعون شيئا يتحجرون ورميتها في الشارع ، لكن نخشى من فتنة ومن عدواة ومن بغضاء نحن في غنى عنها ، لكن العاقل المؤمن خصيم نفسه ، يعرف أن ما له حق إلا بالتقدم ، أنا بلغني فيه أناس من الآن عصر الخميس يحجزون لصلاة الجمعة في الصف الأول ليش ؟ تروح تلعب مع أهلك أو في سوقك أو في حراثتك وتحجر الأماكن الفاضلة لمن يأتي وهو أحق بها منك بأي دليل ؟! الإمام مكانه معروف لا تقول ليش تتاخذ مكان لك أنت ؟ أنا مكاني معروف ، المؤذن يمكن نسمح له لأجل يكون قريب من الإمام ، أما غيرهم ما لهم حق في أي مكان .
فقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) يعني معناه أنهم هم يتقدمون ويتسابقون .
ثم إن التحجر فيه مضرة إن الإنسان يقول : خلاص أنا مكاني الآن مضمون ومتى ما رحت للمسجد رحت ، فينحرم من الخير بناء على أن مكانه مضمون .
فالمهم بارك الله فيكم أن المراد بقوله : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ) : من يتقدم بنفسه ، نعم إذا كان إنسان في المسجد يعني حضر وهو في المسجد ، ولكنه أراد أن يبتعد عن الصف الأول لأجل يقرأ أو يصلي أو يراجع أو ينام -ولا بأس بالنوم في المسجد- هذا لا بأس لأنه مستحقه ، لكن إذا يجب أن يصل إلى مكانه قبل أن تتصل الصفوف فيحتاج إلى تخطي الرقاب ، ( وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يتخطى الرقاب فقال : اجلس فقد آذيت ) .
وفي هذا الحديث حديث أبي هريرة الثاني : دليل على جواز الاستهام في القرب يعني يطق القرعة ، لو تنازع اثنان في الأذان قال واحد : أنا الذي يؤذن ، وقال : لا أنا الذي يؤذن ، وكلهم ما هو مؤذن راتب ، وكلهم متساوين في الصفات المطلوبة في الأذان ، فحينئذ نُقرع بينهم ، فمن خرجت له القرعة فهو الذي يؤذن ، ومع الأسف أنك ترى بعض الناس الآن جماعة مسافرين أو كاشطين أو ما أشبه ذلك كل واحد يقول للثاني : أذن أنت ، أذن أنت ، يا رجل الأذان خير لا يسمع صوتك شجر ولا مدر ولا حجر إلا شهد لك يوم القيامة ، كيف تترك الغنيمة هذه ؟! الذي ينبغي أنك انت الذي تبادر للأذان ، نسأل الله لنا ولكم الخير ، وأن يجعلنا من المتسابقين إلى الخيرات إنه على كل شيء قدير .
أبعد ؟
السائل : بعض الناس إذا قلت له تقدم أبعد !
الشيخ : أعوذ بالله .
السائل : ... .
الشيخ : إيش ؟
السائل : يسحب رجليه ، وبعضهم يفحج رجليه ويأخذ مكان آخرين ؟!
الشيخ : نعم .
السائل : فما رأيك في هذه المسألة ؟
الشيخ : رأيي في المسألتين كلهن خطأ ، رأينا بارك الله فيك أن هذا خطأ ، فأنت افعل السنة واجذبه يمك ، وإن استنكف واستكبر فالإثم عليه ، كذلك أيضًا بعض الإخوة كما قلت : يفحج رجليه ، تجد رجلهم مطابقة لرجل الثاني لكنه كتفه بعيد عنه ، هذا أيضاً غلط بعض الناس يظن هذا من السنة وليس من السنة ، الصحابة إذا وفقوا يتراصون حتى يكون المنكب يمس المنكب والكعب يمس الكعب ، وكل شيء على طبيعته ، ما هو معناه يفحج ، لا هذا غلط ، هذا فهم للسنة على غير حقيقتها .
6 - باب فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأول، وتسويتها، والتراص فيها. عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ ) فقلنا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال: ( يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ). متفق عليه. أستمع حفظ
قراءة من رياض الصالحين .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرًا فقال لهم : تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) رواه مسلم .
وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول : استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، لِيَلِني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ) رواه مسلم . وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف مِن تمام الصلاة ) متفق عليه .
وفي رواية البخاري : ( فإن تسوية الصفوف مِن إقامة الصلاة ) " .
التنبيه على حكم التقدم واستدبار المصلين بعد انتهاء الصلاة .
هذه الأحاديث في بيان فضل الصفوف نقلها النووي -رحمه الله- في * رياض الصالحين * :
وقبل أن أتكلم عليها أنبه على خصلة بدأ الناس يفعلونها ليست معروفة من قبل ، ألا وهي أنَّ الإنسان من حين أن يسلم يتقدم على إخوانه ويستدبرهم ، وهذا أخشى أن يكون داخلا في النهي الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ولا تدابروا ) ، وقد شكى إلي بعض الناس هذه الحال فقال : إنهم يصلون إلى جنبنا ثم يستدبروننا ويعطوننا ظهورهم ، لماذا ؟ ليس هناك حاجة أن الإنسان يقول أبي أتقدم من أجل أن أسمع كلام المتكلم ما في حاجة ، فإذا قال أنا أستضيق مثلا نقول : قم أبعد عن الصف حتى لا تكون مستدبرا لصحبك ، اذهب إلى القبلة أو إلى خلف حتى لا تستدبر إخوانك المسلمين ، ثم إني والعلم عند الله أشعر بأن الإنسان إذا تقدم يشعر بنفسه كأنه يعني إمام ولا متقدم على الناس ، والناس دونه مرتبة ، ولا ما أشبه ذلك ، وهذه لا أقولها جازماً بها لكن أخشى أن الشيطان يلعب على الإنسان ويتصور الناس خلفه.
فأنا أنصح إخواني من هذه الخصلة السيئة في نظري والعلم عند الله ، وأنا كلما رأيت إنسانا في الصف الأول آمره بالتأخر ، لكن الصف الثاني والثالث ما أدري عنهم ، لكن إذا إذا عرف الإنسان أن هذا أمر لا ينبغي فلا يفعله .
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها ). رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا، فقال لهم: ( تقدموا فأتموا بي. وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ). رواه مسلم. وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: ( استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ). رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سووا صفوفكم؛ فإن تسوية الصف من تمام الصلاة ). متفق عليه. وفي رواية البخاري: ( فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة ).
أما الرجال فكلما تقدموا فهو أفضل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام محذرا عن التأخر : ( لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) : وهذه خطيرة ، أن الإنسان كلما تأخر عن الصف الأول أو الثاني وهو في الثالث ، أو الثالث فهو في الرابع ، ألقى الله في قلبه محبة التأخر في كل عمل صالح والعياذ بالله ، ولهذا قال : ( لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) ، فأنت يا أخي تقدم في الصف الأول فالأول .
وقوله في الحديث : ( خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) : ما لم يكن النساء في مكان خاص لهن ، فإن خير صفوفهن أولها ، لأنه أقرب من الإمام ولا محذور فيه ، لأنهن بعيدات من الرجال فلا محذور في ذلك .
ثم ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسوي مناكب أصحابه عند التسوية ، مناكبهم يعني أكتافهم ، ويقول : ( استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) : يعني أن اختلاف الناس بعضهم متقدم وبعضهم متأخر يوجب اختلاف القلوب ، وهذا كما في صفوف الصلاة فهو أيضا فيما ذكرناه قبل قليل إذا تقدم الإنسان على إخوانه في الصف بعد السلام ، فهذا يخشى أن تختلف القلوب من أجله .
وآخر الأحاديث : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بتسوية الصف وقال : ( إن تسوية الصف من تمام الصلاة ) ، وهو كذلك ، وفي رواية : ( إقامة الصفوف من تمام الصلاة ) : فالذي ينبغي لنا أن نقيم صفوفنا بالتسوية وتكملة الأول فالأول ، والتراص ، حتى يكون ذلك من كمال صلاتنا ، والله الموفق .
9 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها ). رواه مسلم. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا، فقال لهم: ( تقدموا فأتموا بي. وليأتم بكم من بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ). رواه مسلم. وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: ( استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ). رواه مسلم. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سووا صفوفكم؛ فإن تسوية الصف من تمام الصلاة ). متفق عليه. وفي رواية البخاري: ( فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة ). أستمع حفظ
شرح حديث عن أنس رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة؛ فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: ( أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري ). رواه البخاري بلفظه، ومسلم بمعناه. وفي رواية للبخاري: وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه. وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنا قد عقلنا عنه. ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلا باديا صدره من الصف؛ فقال: ( عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ).
" عن أنس رضي الله عنه قال : ( أُقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال : أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري ) رواه البخاري بلفظه، ومسلم بمعناه .
وفي رواية للبخاري : ( وكان أحدنا يُلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه ) .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لتسونَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) متفق عليه .
وفي رواية لمسلم : ( أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القِداح، حتى رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يومًا فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلا باديا صدره من الصف، فقال : عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في تتمة باب إقامة الصفوف ، والحث على تسويتها وما يتعلق بذلك :
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسوي الصفوف ، فيقبل على الناس ويقول : ( أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري ) : فأمرهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإقامة الصفوف ، وأخبر أنه يراهم من وراء ظهره ، وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أنه في هذه الحالة المعينة يرى الناس من وراء ظهره .
أما فيما سوى ذلك فإنه كغيره لا يرى من وراء ظهره شيئا .
وأخبر صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير أنهم إما أن يسووا الصفوف أو يخالفن الله بين وجوههم ، فقال : ( عباد الله لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) .
واختلف العلماء في قوله : ( بين وجوهكم ) فقيل : المعنى أن الله يعاقبهم بأن يجعل وجوههم نحو ظهورهم ، فتلوى الأعناق، وقيل : المعنى .
10 - شرح حديث عن أنس رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة؛ فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: ( أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري ). رواه البخاري بلفظه، ومسلم بمعناه. وفي رواية للبخاري: وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه. وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنا قد عقلنا عنه. ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلا باديا صدره من الصف؛ فقال: ( عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ). أستمع حفظ