شرح حديث عن أنس رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة؛ فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: ( أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري ). رواه البخاري بلفظه، ومسلم بمعناه.
وفي رواية للبخاري: وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه. وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ). متفق عليه. وفي رواية لمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنا قد عقلنا عنه. ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلا باديا صدره من الصف؛ فقال: ( عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ).
الشيخ : فقيل : المعنى أن الله يعاقبهم بأن يجعل وجوههم نحو ظهورهم ، فتلوى الأعناق . وقيل : المعنى بين وجوهكم : أي بين وجهات نظركم ، وهو كالحديث الذي سبق : ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) ، وهذا المعنى أصح وأرجح ، أن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى أن نختلف بل قال : ( لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) : ومعلوم أن الاختلاف الظاهر يؤدي إلى اختلاف الباطن ، فإذا اختلف الناس فيما بينهم ظاهرًا أدى ذلك إلى اختلاف القلوب ، وإذا اختلفت القلوب صار الشر والفساد والعياذ بالله . وخلاصة هذا الباب كله : أننا مأمورون بتسوية الصفوف على النحو التالي : أولاً : تسوية الصف بالمحاذاة ، بحيث لا يتقدم أحد على أحد ، ولهذا كان الصحابة يُلصق أحدهم قدمه بقدم صاحبه ، ومنكبه بمنكبه ، وفي هذا الوصف دليل على فساد فهم هؤلاء الذين إذا وقفوا في الصف فَحجوا بين أرجلهم ، حتى يكون القدم لاصقًا بالقدم لكن المناكب متباعدة ، وهذا ليس من السنة ، هذا بدعة ، السنة أننا نتراص جميعاً يرص الواحد صاحبه بحيث يلصق كعبه بكعبه ومنكبه بمنكبه دون أن يفتح بين رجليه . ثانياً : تسوية الصف بإكمال الأول فالأول ، بحيث لا يصف أحد في الصف الثاني والأول لم يتم ، أو في الثالث والثاني لم يتم ، أو في الرابع والثالث لم يتم وهكذا . ثالثًا : أن الأولى إذا اجتمع رجال ونساء أن تبتعد النساء عن الرجال ، ( فإن خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) . رابعاً : سد الفرج ، ألا ندع للشياطين فرجا يدخلون من بيننا ، لأن الشياطين تسلط على بني آدم ابتلاء من الله سبحانه وتعالى وامتحانا ، فإذا وجدوا فرجة في الصف تخللوا المصلين حتى شوشوا عليهم صلواتهم . ومن ذلك ، من تمام الصفوف أنهم إذا كانوا ثلاثة فإنه يتقدم الثالث الإمام ويكون الاثنان خلفه ، سواء كان الاثنان بالغين أو صغيرين ، أو بالغ وصغير كلهم يكونون خلفه ، لأن ذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة النفل ، وصلاة الفرض مثل صلاة النفل إلا إذا قام دليل على الفرق بينهما ، والله الموفق .
شرح حديث عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية؛ يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) وكان يقول: ( إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول ). رواه أبو داود بإسناد حسن. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله ). رواه أبو داود بإسناد صحيح.
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رصوا صفوفكم وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف، كأنها الحذف ). حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم.
القارئ : والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأول، وتسويتها، والتراص فيها : " عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول : لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وكان يقول : إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول ) رواه أبو داود بإسناد حسن . وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولِينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله ) رواه أبو داود بإسناد صحيح . وعن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رُصّوا صفوفكم وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف، كأنها الحَذَف ) حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : هذه الأحاديث في تكملة هذا الباب الذي فيه بيان فضيلة الصف الأول ، وتكميل الأول فالأول من الصفوف ، فإن في هذه الأحاديث دليل على مسائل : أولاً : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يمسح صدور أصحابه ومناكبهم ، ليسوي صفوفهم ، ويقول : ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) . وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يسويه بيده الكريمة ، وكان هذا عادته ، ولما كثر الناس في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وزمن عثمان صار هناك رجال موكلون من قبل الخليفة يسوون الصفوف ، فإذا جاؤوا إلى الإمام وقالوا : إن الصفوف قد تمت وكَمَلت كبروا للصلاة ، وهذا دليل على عناية النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين بالصفوف والتراص فيها والتسوية ، وعدم فرجات الشيطان ، حتى تكون الصلاة تامة مستوية ، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة ، ومن إقامة الصلاة ، والله الموفق .
شرح حديث عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه؛ فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر ). رواه أبو داود بإسناد حسن. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ). رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف في توثيقه. وعن البراء رضي الله عنه قال: كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه؛ يقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: ( رب قني عذابك يوم تبعث - أو تجمع - عبادك ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وسطوا الإمام، وسدوا الخلل ). رواه أبو داود.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأُوَل، وتسويتها، والتراص فيها : " عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتموا الصف المقدَّم ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر ) رواه أبو داود بإسناد حسن . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ) رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف في توثيقه . وعن البراء رضي الله عنه قال : ( كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون عن يمينه، يُقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تبعث -أو تجمع- عبادك ) رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وسِّطوا الإمام، وسدوا الخلل ) رواه أبو داود " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : هذه بقية الأحاديث في بيان الصف الأول ، في بيان فضل الصفوف الأُوَل ، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بأن نكمل الصفوف الأول فالأول ، وأخبر أن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأُوَل ، وفي حديث أنس بن مالك الذي نقله المؤلف في هذا الباب : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أن نبدأ بالصف المقدم فالمقدم ، وما كان من نقص فليكن في المؤخر ) : يعني أمرهم أن يتموا الصفوف الأول فالأول وما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر ، وهذا يدل على أن من صف في الصف الثاني قبل تمام الأول ولو كان معه غيره فإنه لم يصب السنة ، بل السنة ألا يكون أحد في الصف الثاني حتى يتم الأول ، ولا في الثالث حتى يتم الثاني ، ولا في الرابع حتى يتم الثالث وهلم جرا ، هذه هي السنة ، وفي الأحاديث التي ذكرها المؤلف هنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ) ، لكن هذا الحديث فيه رجل مختلف في توثيقه ، وعلى هذا فيكون ضعيفًا وإن كان على شرط مسلم من حيث الإسناد ، لكن إذا كان فيه رجل مختلف في توثيقه فليكن ضعيفًا. أما الحديث الأخير أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أمر أن يوسط الإمام فقال : ( وسطوا الإمام ) : يعني معناه اجعلوه وسطا ، وهذا هو العدل أن يكون الإمام ليس مائلاً إلى اليمين ولا إلى الشمال يكون في الوسط ، ولهذا لما كان في أول الإسلام أو في أول الهجرة ، وكان الناس يصفون إذا كانوا ثلاثة صفًا واحدًا ، كان المشروع أن الإمام يكون بينهم ، ما يكون متطرفا من حيث اليسار ، بل يكون بينهم ، فدل ذلك على أن توسيط الإمام له أهمية ، وبه نعرف أن ما يفعله بعض الناس الآن تجدهم يكملون الصف الأيمن والصف الأيسر ليس فيه إلا القليل هذا خلاف السنة ، السنة أن يكون اليمين واليسار متقارباً، فإذا تساوى فهنا نقول : الأيمن أفضل ، يعني زيادة رجل أو رجلين في الأيمن لا بأس ، أما أن يكون نصف الصف يذهب والصف الأيسر ما فيه إلا قليل فهذا خلاف السنة ، لأن ذلك ليس فيه توسيط الإمام، وقد عرفتم أن الحديث الذي فيه أن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ، فيه رجل قد اختلف في توثيقه ، والله أعلم .
باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض وبيان أقلها وأكملها وما بينهما. عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة ) أو: (إلا بني له بيت في الجنة ). رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد الجمعة؛ وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء. متفق عليه.
وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة) قال في الثالثة: ( لمن شاء ). متفق عليه.
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض وبيان أقلها وأكملها وما بينهما : عن أم المؤمنين أم حبيبة ، رَملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما مِن عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة ) أو : ( إلا بُني له بيت في الجنة ) رواه مسلم . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء ) متفق عليه . وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة . قال في الثالثة : لمن شاء ) متفق عليه " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب فضل فضل النوافل والسنن الراتبة التابعة للمكتوبات " : واعلم أن من نعمة الله عز وجل أن شرع لعباده نوافل زائدة على الفريضة لتكمل بها الفرائض ، لأن الفرائض لا تخلو من نقص ، فشرع الله لعباده نوافل تكمل بها الفرائض ، ولولا أن الله شرعها لكانت بدعة ، لكن من نعمة الله أن شرع هذه النوافل حتى تكمل نقص الفرائض . والنوافل أنواع متعددة وأجناس منها : الرواتب ، الرواتب التابعة للمكتوبات وهي اثنتا عشرة ركعة : أربع قبل الظهر يسلم من كل ركعتين ، وركعتان بعدها ، هذه ست ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وركعتان قبل صلاة الفجر ، هذه اثنتا عشر ركعة ، من صلاهن في كل يوم وليلة بنى الله له بيتاً في الجنة كما في حديث أم حبيبة رضي الله عنها . والأفضل أن تصلى هذه الرواتب في البيت لا في حق المأموم ولا في حق الإمام ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) : حتى لو كنت في مكة أو في المدينة فالأفضل أن تصلي هذه السنن الراتبة في بيتك ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصليها في بيته ، ويقول : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) . وهناك نوافل تابعة للمكتوبات ، لكنها ليست كهذه الرواتب ، وهو ما رواه عبد الله بن مغفل رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ) وقال في الثالثة : ( لمن شاء ) ، لئلا يتخذها الناس سنة راتبة ، وعلى هذا فيكون بين كل أذانين يعني : بين الأذان والإقامة ، الفجر بين الأذان والإقامة سنة راتبة ، الظهر بين الأذان والإقامة سنة راتبة ، العصر ليس لها راتبة قبلها ولا بعدها لكن تدخل في هذا الحديث : أن الإنسان إذا أذن لصلاة العصر فينبغي أن يصلي ركعتين قبل الإقامة ، المغرب كذلك ليس لها سنة راتبة قبلها ، لكن يسن أن يصلي ركعتين بعد أذان المغرب ، وقد ورد فيها بخصوصها قال : ( صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب ، صلوا قبل المغرب، وقال في الثالثة : لمن شاء ) ، العشاء كذلك ليس لها راتبة قبلها لكن تدخل في هذا الحديث أن يصلي بعد الأذان وقبل الإقامة ركعتين . وإذا فاتت الرواتب التي قبل الصلاة ، إذا فاتت الإنسان بأن جاء والإمام يصلي الفريضة فإنه يقضيها بعد ذلك ، وإذا كان للصلاة سنتان أولى وأخرى وفاتته الأولى فإنه يبدأ أولا بالأخرى ثم بالقضاء ، مثال ذلك : دخل والإمام يصلي الظهر وهو لم يصل راتبة الظهر ، فإذا انتهت الصلاة يصلي أولا الركعتين اللتين بعد الصلاة ، ثم يقضي الأربع التي قبل. الجمعة قال ابن عمر رضي الله عنهما : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعدها ركعتين ) ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن يصلي الإنسان بعدها أربع ، فقال : ( إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعًا ) : فقال بعض العلماء : يقدم القول ، وتكون راتبة الجمعة أربعا ، وقال بعض العلماء : يجمع بين القول والفعل فتكون راتبة الجمعة ستة . وقال بعض العلماء : إن صليت راتبة الجمعة في المسجد فأربعة ، وإن صليتها في البيت فركعتان ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يصليها في البيت ركعتين وقال : ( صلوا بعد الجمعة أربعًا ) ، فإن صلى في المسجد فأربع ، وإن صلى في البيت فركعتان ، والأمر في هذا واسع إن شاء الله ، لكن ينبغي للإنسان أن يحرص على هذه السنن الرواتب لما فيها من خير وتكميل ناقص الفرائض ، والله أعلم . الطالب : ... .
السائل : شيخ بارك الله فيك ، بالنسبة لراتبة الفجر إذا فاتته فهل يصليها بعد الصلاة أو بعد طلوع الشمس ؟ الشيخ : إذا فاتت سنة الفجر فلا بأس أن تصليها بعد الصلاة ، لئلا تنساها إذا أخرتها إلى ما بعد صلاة الفجر ، أفهمت ؟! نقول : إذا فاتت سنة الفجر فأنت بالخيار إن شئت اقضها إذا صليت الفجر ، وإن شئت أخرها ، لكن الغالب أن الإنسان إذا أخرها ينسى أو يشتغل ، والأمر ما دام أنها ليس فيه نهي لأنها ذات سبب وتابعة للصلاة ، فصلها بعد أن تصلي الفجر . السائل : إذا نسيها فلم يصلها ! الشيخ : إي نعم إيش ؟ السائل : ... . الشيخ : متى ذكرتها صل .
باب تأكيد ركعتي سنة الصبح. عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة. رواه البخاري. وعنها قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر. متفق عليه. وعنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ). رواه مسلم. وفي رواية: ( لهما أحب إلي من الدنيا جميعا ). وعن أبي عبد الله بلال بن رباح رضي الله عنه مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤذنه بصلاة الغداة، فشغلت عائشة بلالا بأمر سألته عنه حتى أصبح جدا، فقام بلال فآذنه بالصلاة، وتابع أذانه، فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما خرج صلى بالناس، فأخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدا، وأنه أبطأ عليه بالخروج، فقال - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - : ( إني كنت ركعت ركعتي الفجر ) فقال: يا رسول الله إنك أصبحت جدا ! قال: ( لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما وأحسنتهما وأجملتهما ). رواه أبو داود بإسناد حسن.
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب تأكيد ركعتي سنة الصبح : عن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعًا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة ) رواه البخاري . وعنها رضي الله عنها قالت : ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشدَّ تعاهدًا منه على ركعتي الفجر ) متفق عليه . وعنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) رواه مسلم . وفي رواية لهما : ( أَحبُّ إلي من الدنيا جميعا ) . وعن أبي عبد الله ، بلال بن رباح رضي الله عنه ، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنه أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لِيُؤذنه بصلاة الغداة، فشغلت عائشةُ بلالاً بأمر سألته عنه حتى أصبح جِداً، فقام بلال فآذنه بالصلاة، وتابع أذانه، فلم يخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلما خرج صلى بالناس، فأخبره أنَّ عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جِدًا، وأنه أبطأ عليه بالخروج، فقال -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- : إني كنت ركعت ركعتي الفجر . فقال : يا رسول الله إنك أصبحت جِدًا ! فقال : لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما وأحسنتهما وأجملتهما ) رواه أبو داود بإسناد حسن " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : قال المؤلف النووي -رحمه الله- في كتاب * رياض الصالحين * : " باب تأكيد ركعتي الصبح " : يعني سنة الفجر ، تمتاز سنةَ الفجر وهي ركعتان قبل الصلاة بأمور : أولاً : أنه يسن تخفيفهما ، فلو أطالهما الإنسان لكان مخالفا للسنة ، بل يخفف حتى كانت عائشة تقول : ( إنه يخفف فيهما حتى أقول : أقرأ بأم القرآن ؟ ) ، من شدة التخفيف . ومنها : أنه يسن فيهما قراءة معينة إما : (( قل يا أيها الكافرون )) في الركعة الأولى و(( قل هو الله أحد )) في الثانية ، وإما : (( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا )) الآية في سورة البقرة ، و(( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم )) الآية في سورة آل عمران ، يعني مرة هذا ومرة هذا . ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على شيء من النوافل يعني رواتب الصلوات ، لم يكن أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر ، يتعاهدهما عليه الصلاة والسلام . ومنها : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أنهما خير من الدنيا وما فيها ، وأحب إليه من الدنيا وما فيها . ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعهما حضرًا ولا سفرًا ، كل هذه تتميز بها سنة الفجر ، فينبغي للإنسان أن يحافظ عليها ، وأن يحرص عليها حضراً وسفرًا وإذا فاتته قبل الصلاة فليصلهما بعد الصلاة ، إما في نفس الوقت ، وإما بعد ارتفاع الشمس قِيد رمح . وذكرت عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعا قبل الظهر ) : لكنهما بتسليمتين ، لأن الظهر راتبتها ست ركعات : أربع قبلها وركعتان بعدها ، فينبغي لنا أن نحرص على ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليه ، وأن نقتدي بسنته صلى الله عليه وسلم ما استطعنا فإن الله يقول : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا )) ، والله الموفق .
باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على جنبه الأيمن والحث عليه سواء كان تهجد بالليل أم لا. عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن. رواه البخاري. وعنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، هكذا حتى يأتيه المؤذن للإقامة. رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه ). رواه أبو داود، والترمذي بأسانيد صحيحة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على جنبه الأيمن ، والحث عليه ، سواءٌ كان تهجد بالليل أم لا : عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن ) رواه البخاري . وعنها رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن هكذا، حتى يأتيه المؤذن للإقامة ) رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه ) رواه أبو داود، والترمذي بأسانيد صحيحة، قال الترمذي : حديث حسن صحيح " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : سبق لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتي الفجر ، وسبق أن هاتين الركعتين تتميزان عن بقية الرواتب بمميزات سبق ذكرها ، ومن مميزاتهما أنه إذا صلى هاتين الركعتين اضطجع على شقه الأيمن كما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعل ، ثبت ذلك عن عائشة رضي الله عنها في * الصحيحين * : ( أنه كان إذا صلى سنة الفجر اضطجع بعدها على الجنب الأيمن ) . وفي حديث عائشة الثاني الذي رواه مسلم : ( أنه كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُسلم يصلي إحدى عشر ركعة ويسلم من كل ركعتين ) : وفي هذا دليل على وهم من توهم أنه إذا صلى إحدى عشر يصلي أربعًا جميعًا ثم أربعًا جميعا ثم ثلاثا جميعًا بناء على حديثها رضي الله عنها أنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعًا ، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا ) : فظن بعض الناس أنه يصلي أربعًا جميعًا ثم أربعًا جميعًا ثم ثلاثًا وهذا وهم أخذه من ظاهر الحديث ، فيحمل هذا على أنه يصلي أربعاً على ركعتين ركعتين ثم يستريح ، ثم يصلي أربعا على ركعتين ركعتين ثم يستريح ، ثم يصلي ثلاثا ، هكذا يجب أن يحمل ، لأن الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك واحد وهي عائشة ، والفعل واحد فيجب حمل بعضها على بعض لتتفق السنة . لا يقال : إنه يفعل هذا مرة وهذا مرة ، لأن كلمة كان تدل على دوام الفعل غالبا . وأما حديث أبي هريرة في أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( من صلى ركعتي الفجر أن يضطجع على جنبه الأيمن ) : فهذا وإن كان الترمذي وأبو داود قد روياه وقال المؤلف : " إنه بأسانيد صحيحة " ، فقد قال حبر الأمة وبحر العلوم العقلية والنقلية شيخ الإسلام ابن تيمية : " إن هذا حديث منكر ، وأنه لم يصح الأمر بها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " : أي بالضجعة بعد السجدتين ، بعد الركعتين في سنة الفجر ، وما قاله الشيخ هو الصحيح : أن الحديث منكر لا عبرة به ، يعني أن الرسول لم يأمر بأن يضطجع الرجل إذا صلى سنة الفجر على جنبه الأيمن. وقول المؤلف -رحمه الله- في الترجمة لا فرق بين المتهجد وغيره : إشارة إلى خلاف في ذلك ، وهو أن بعض العلماء قال : يسن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر مطلقا ، وبعضهم قال : لا يسن مطلقا ، وبعضهم قال : بالتفصيل : إن كان له تهجد فإنه يسن أن يضطجع بعدهما من أجل الراحة بعد التعب ، وإن لم يكن له تهجد فلا يضطجع . ومن أعجب الأقوال وأغربها أن بعض العلماء قال : إن الاضطجاع بعد سنة الفجر شرط لصحة صلاة الفجر ، وأن من لم يضطجع فصلاته باطلة ، وهذه من غرائب العلم غرائب الأقوال ، ما الرابط بين هذا الاضطجاع وبين الصلاة ؟ الاضطجاع منفصل عن الصلاة ولا علاقة له بها ، لكن ذكرناه لأجل أن تعجبوا من آراء بعض أهل العلم -رحمهم الله- أنهم يقولون أقوالاً لا يدل عليها عقل ولا نقل . والصحيح ما قاله شيخ الإسلام : " أنه إذا كان الإنسان متعبا من تهجده فإنه يستريح ، يضطجع على جنبه الأيمن ، وهذا بشرط ألا يخشى أن يغلبه النوم فتفوته الصلاة ، فإن خشي من ذلك فلا يضطجع إطلاقا " .
باب سنة الظهر. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها. متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعا قبل الظهر. رواه البخاري. وعنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيتي قبل الظهر أربعا، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، ويصلي بالناس العشاء، ويدخل بيتي فيصلي ركعتين. رواه مسلم. وعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، حرمه الله على النار ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: ( إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصل أربعا قبل الظهر صلاهن بعدها. رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
القارئ : " باب سنة الظهر : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها ) متفق عليه . وعن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعاً قبل الظهر ) رواه البخاري . وعنها رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيتي قبل الظهر أربعاً، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، ويصلي بالناس العشاء، ويدخل بيتي فيصلي ركعتين ) رواه مسلم . وعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، حرمه الله على النار ) رواه أبو داود، والترمذي وقال : حديث حسن صحيح . وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعاً بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال : إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن . وعن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصل أربعاً قبل الظهر صلاهن بعدها ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : قال المؤلف في * رياض الصالحين * : " باب سنة الظهر " وذكر أحاديث متعددة كلها تدل على أن الظهر لها ست ركعات : أربع قبلها بسلامين وركعتان بعدها . وأنه إذا نسي الإنسان أو فاته الأربع التي قبل الظهر فإنه يصليها بعد الظهر ، لأن الرواتب تقضى كما تقضى الفرائض ، ولكن قد ورد في حديث أخرجه ابن ماجه : ( أنه يبدأ أولًا بالسنة البعدية ثم بالسنة القبلية ) : فمثلا الظهر جئت والإمام يصلي ولم تتمكن من الراتبة قبل الصلاة نقول : صل ، وإذا انتهيت من الصلاة وأذكارها فصل ركعتين اللتين بعد الصلاة ، ثم صل ركعتين وركعتين للذي قبل الصلاة ، هذا هو السنة . وفي هذه الأحاديث دليل على أن الإنسان ينبغي له أن يحافظ على الرواتب لقول عائشة : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدع أربع ركعات قبل الظهر ) : يعني لا يتركها ، إلا أنه بالسفر لا يصلي سنة الظهر لا الأولى ولا التي بعدها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي راتبة الظهر إذا كان مسافرا ، والله الموفق .
القارئ : قال -رحمه الله تعال- : " باب سنة العصر : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر أربع ركعات، يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين، ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن . وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا ) رواه أبو داود، والترمذي وقال : حديث حسن . وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل العصر ركعتين ) رواه أبو داود بإسناد صحيح . باب سنة المغرب بعدها وقبلها : عن عبد الله بن مُغَفل رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلوا قبل المغرب . قال في الثالثة : لمن شاء ) رواه البخاري . وعن أنس رضي الله عنه قال : ( لقد رأيت كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواريَ عند المغرب ) رواه البخاري . وعنه رضي الله عنه قال : ( كنا نصلي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل المغرب، فقيل : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما ؟ قال : كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا ) رواه مسلم . وعنه رضي الله عنه قال : ( كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري فركعوا ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما ) رواه مسلم . باب سنة العشاء بعدها وقبلها : عبد الله بن مُغفل رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين كل أذانين صلاة ) متفق عليه " .
باب سنة العصر. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر أربع ركعات، يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين، ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين. رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل العصر ركعتين. رواه أبو داود بإسناد صحيح.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : هذه الأبواب في بيان سنة العصر والمغرب والعشاء ، وقد سبق بيان سنة الفجر وسنة الظهر . فأما العصر فمن السنن قبلها أن يصلي الإنسان أربع ركعات : استئناسًا بهذا الحديث : ( رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا ) : وهذه الجملة دعائية يعني أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا لمن صلى قبل العصر أربعا . وهذا الحديث وإن كان فيه مقال عند أهل العلم لكنه يرجى أن ينال الإنسان الأجر إذا صلى هذه الأربع .
باب سنة المغرب بعدها وقبلها. عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صلوا قبل المغرب ) قال في الثالثة: ( لمن شاء ). رواه البخاري. وعن أنس رضي الله عنه قال: لقد رأيت كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري عند المغرب. رواه البخاري. وعنه قال: كنا نصلي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل المغرب، فقيل: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما ؟ قال: كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا. رواه مسلم. وعنه قال: كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري فركعوا ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما. رواه مسلم.
الشيخ : وأما المغرب فلها سنة قبلها وبعدها ، لكن السنة التي قبلها ليست راتبة والتي بعدها راتبة . السنة التي قبلها فيها الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلوا قبل المغرب . وقال في الثالثة : لمن شاء ) : لئلا تتخذ سنة راتبة ، فإذا أذن المغرب فصل ركعتين سنة ، لكن ليست كالسنة التي بعدها راتبة مؤكدة ، بل هي سنة إن تركها الإنسان فلا حرج ، وإن فعلها فلا حرج ، ولهذا قال أنس : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يرانا نصلي فلم يأمرنا ولم ينهنا ) .
باب سنة العشاء بعدها وقبلها. عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بين كل أذانين صلاة ). متفق عليه.
الشيخ : وأما العشاء فلها سنة قبلها وبعدها ، لكن السنة قبلها ليست راتبة بل هي داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( بين كل أذانين صلاة ) . أما بعدها فيسن بعدها ركعتان ، فتبين في هذا أن الصلوات الخمس : الفجر لها سنة قبلها وليس لها سنة بعدها ، الظهر لها سنة قبلها وبعدها ، العصر ليس لها سنة قبلها ولا بعدها ، يعني راتبة ، لكن لها سنة غير راتبة قبلها أما بعدها فهو وقت نهي ، المغرب لها سنة بعدها أي راتبة وقبلها غير راتبة ، العشاء لها سنة بعدها يعني راتبة وقبلها وليست براتبة . هذه هي السنن التابعة للمكتوبات ، ومن فوائدها : أنه إذا حصل نقص بالفرائض فإن هذه النوافل تكملها ، والله أعلم .
باب سنة الجمعة. عن ابن عمر أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد الجمعة. متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا ). رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فيصلي ركعتين في بيته. رواه مسلم.
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب سنة الجمعة : عن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد الجمعة ) متفق عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعًا ) رواه مسلم . وعن ابن عمر رضي الله عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فيصلي ركعتين في بيته ) رواه مسلم " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : قال المؤلف النووي -رحمه الله- في كتابه * رياض الصالحين * : " باب سنة الجمعة " : الجمعة صلاة مستقلة ليست هي الظهر ، ولهذا لا تجمع العصر إليها : يعني لو كنت مسافرا ومررت ببلد وصليت معهم الجمعة فإنك لا تجمع العصر إليها ، لأنها مستقلة ، والسنة إنما جاءت بالجمع بين الظهر والعصر لا بين الجمعة والعصر ، ولأنها أي الجمعة تختلف عن سائر الصلوات بما يشرع قبلها وما يشرع بعدها وما يشرع في يومها . كانت ليس لها سنة قبلها يعني : ما لها راتبة ، إذا جاء الإنسان إلى المسجد يصلي ما شاء إلى أن يحضر الإمام من غير عدد معين ، يصلي أحيانا ويقرأ أحيانا حتى يأتي الإمام ، سواء صلى ركعتين أو صلى أربع ركعات أو ست ركعات أو ثمان ركعات على حسب نشاطه . وأما بعدها فلها سنة راتبة ، والسنة الراتبة التي بعدها ركعتان في البيت ، لقول ابن عمر رضي الله عنهما : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الجمعة لا يصلي بعدها شيئاً حتى ينصرف إلى بيته فيصلي ركعتين ) . وفي حديث أبي هريرة الذي ذكره المؤلف : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعًا ) : فاختلف العلماء -رحمهم الله- هل سنة الجمعة أربع ركعات يعني بسلامين أو ركعتان ؟ فمنهم من قال : إنها أربع ركعات ، لأن هذا هو الذي أمر به النبي عليه الصلاة والسلام ، وأما الركعتان فهما فعله ، وأمره مقدم على فعله ، فتكون أربع ركعات . ومنهم من قال : هي ركعتان فقط ، لأن هذا هو الذي ذكره ابن عمر رضي الله عنهما ، وأما الأربع فليست براتبة . ومنهم من فصَّل فقال : إن صلى سنة الجمعة في المسجد صلى أربعًا ، وإن صلى في البيت صلى ركعتين ، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله عليه- أنك إن تسننت للجمعة في البيت فالسنة ركعتان ، وإن تسننت في المسجد فالسنة أربعة . ومنهم من قال : يجمع بين هذا وهذا فيصلي أربعًا بأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويصلي ركعتين بفعله ، فتكون السنة بعد الجمعة ست ركعات ، والله الموفق . الطالب : بارك الله فيكم بالنسبة للأحسن السنة في المسجد أو السنة في البيت ؟ الشيخ : السنة في البيت أفضل .
الطالب : بالنسبة في هذا المقام ؟ الشيخ : يعني في الجمعة ؟! على اختيار شيخ الإسلام أن كله سواء إن صليت في البيت أو صليت في المسجد ، لكن في المسجد تزيدها تجعلها أربع ركعات . الطالب : وأيهما أعظم أجراً ؟ الشيخ : الله أعلم عند الله . القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب جعل النوافل في البيت سواء الراتبة وغيرها، والأمر بالتحول للنافلة من موضع الفريضة أو الفصل بينهما بكلام : عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) متفق عليه . وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا ) متفق عليه . وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قضى أحدكم صلاته في المسجد فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً ) رواه مسلم " . الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم : لما ذكر المؤلف -رحمه الله- الرواتب التابعة للمكتوبات بين في هذا الباب أن الأفضل للإنسان أن يصلي في بيته ، وذكر في ذلك أحاديث منها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلوا في بيوتكم صلوا في بيوتكم ) : فأمر أن يصلي في البيوت . ( فإن صلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة ) .