تتمة تفسير قول الله تعالى: (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) وقال تعالى: (( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله )) وقال تعالى: (( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسه وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )).
الطالب : ...
الشيخ : وغيره؟
الطالب : ...
الشيخ : التمييز بين الخبر والصفة، ثلاث فوائد: الاختصاص، والتوكيد، والتمييز بين الخبر والصفة، يعني: معناه ذلك هو الفوز العظيم الذي لا فوز مثله، وصدق الله ورسوله نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء ممن باعوا أنفسهم لله عز وجل، والله الموفق.
1 - تتمة تفسير قول الله تعالى: (( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) وقال تعالى: (( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله )) وقال تعالى: (( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسه وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )). أستمع حفظ
هل تأخذ الجزية من جميع الكفار ؟.
الشيخ : إيه نعم من جميع الكفار حتى من عبدة الأوثان.
السائل : ...
الشيخ : لا، نصًّا حديث بريدة: ( إذا لقيت عدوك من المشركين ) وذكر فيه الجزية، في صحيح مسلم.
تفسير قول الله تعالى: (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما )) وقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ساق المؤلف النووي رحمه الله آيات الجهاد في كتابه رياض الصالحين في باب كتاب الجهاد وفضله، وسبق الكلام على عدة آيات ونذكر الكلام على ما ذكره من هذه الآيات في قوله تعالى: (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم )) يعني: لا يستوي القاعدون والمجاهدون ونفي الاستواء ظاهر، لأن المجاهد قد بذل ماله ونفسه لله عز وجل، والقاعد قاعد إلا ما استثنى الله عز وجل في قوله تعالى: (( غير أولي الضرر )) يعني: غير الذين يتضررون إذا ذهبوا إلى الجهاد وهم ثلاثة أصناف ذكرهم الله تعالى في قوله: (( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج )) وكذلك الذين لا يجدون ما ينفقون أو كانوا ضعفاء في أبدانهم لقول الله تعالى: (( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله رسوله )) والثالث من قعدوا للتفقه في الدين لقوله تعالى: (( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة )) يعني: وقعد طائفة (( ليتفقهوا في الدين وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) فهؤلاء ثلاثة أصناف، أولي الضرر، والضعفاء الذين لا يجدون مالًا، والثالث من قعدوا ليتفقهوا في الدين، فهؤلاء معذورون إما لوجود مصلحة في بقائهم أعلى من مصلحة الجهاد كالذين قعدوا للتفقه في الدين، وإما لعذر لا يستطيعون معه أن يذهبوا إلى الجهاد، وقوله: (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم )) فالمجاهدون أفضل، وفي هذه الآية نفي الاستواء بين المؤمنين وأن المؤمنين ليسوا سواء، ومثل ذلك قوله تعالى: (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلًّا وعد الله الحسنى )) ونفي الاستواء في القرآن العزيز كثير (( قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور )) (( وما يستوي البحران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج )) والآيات كثيرة.
3 - تفسير قول الله تعالى: (( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما )) وقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )). أستمع حفظ
التنبيه على خطأ من يقول أن الإسلام دين مساواة.
التنبيه على خطأ من يقول : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.
تتمة تفسير قول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )).
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " كتاب الجهاد، قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم * وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكر النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في كتاب الجهاد عدة آيات في ذلك ومنها قول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم )) صدّر الله هذه الآيات بهذا النداء الشريف الموجه للمؤمنين من أجل إثارة هممهم وتنشيطهم على قبول ما يسمعون من كلام الله عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم )) القائل هل أدلكم هو ربنا جل وعلا، وهذا الاستفهام للتشويق يشوقنا جل وعلا بهذه التجارة التي يدلنا عليها، ويستفاد من قوله: (( هل أدلكم )) أنه ليس لنا طريق إلى هذه التجارة إلا الطريق الذي شرعه الله عز وجل هو الدال على ذلك (( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم )) وهذه التجارة ليست تجارة الدنيا لأن تجارة الدنيا قد تنجي من العذاب الأليم وقد تكون سببًا للعذاب الأليم، فالرجل الذي عنده مال لا يزكيه يكون ماله عذابًا عليه والعياذ بالله (( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )) (( ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرًا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير )) تجارة الدنيا قد تنجي من العذاب وقد توقع في العذاب، لكن هذه التجارة التي عرضها الله علينا عز وجل ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يقبلونها، يقول: (( تنجيكم من عذاب أليم )) أي عذاب مؤلم لأنه لا عذاب أشد ألمًا من عذاب النار أعاذني الله وإياكم منها، ما هذه التجارة؟ قال: (( تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )) هذه التجارة الإيمان بالله ورسوله وهذا يتضمن جميع شرائع الإسلام كلها، لكن نص على الجهاد لأن هذه السورة سورة الجهاد من أولها إلى آخرها كلها جهاد (( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيل صفًّا كأنهم بنيان مرصوص )) ثم ذكر ما يتعلق بذلك فهنا يقول: (( تجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم )) أي: تبذلون جهدكم في سبيل الله ببذل المال وبذل النفس (( ذلكم خير لكم )) خير لكم من كل شيء (( إن كنتم تعلمون )) يعني: إن كنتم من ذوي العلم، وفي هذه الآية وأمثالها يحسن الوقوف على قوله: (( ذلكم خير لكم )) ولا تصل، لا تقل: (( ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )) لأنك لو وصلت لأفهمت معنى باطلًا في الآية، لكان المعنى ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون وإن كنتم لا تعلمون فليس خيرًا لكم، هذا ليس مراد الله عز وجل، بل المعنى ذلكم خير لكم ثم قال إن كنتم من ذوي العلم كأنه يقول فاعلموا ذلك إن كنتم أهلًا للعلم، هذا العمل فما هو الثواب (( يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار )) جنات هي ما أعدها الله عز وجل لعباده الصالحين وبالأخص المجاهدين في سبيل الله، ( إن في الجنة مئة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله ) ولهذا جمع (( جنات تجري من تحتها الأنهار )) أي: أنهار تجري من تحتها من تحت قصورها وأشجارها وهي أنهار ليست كأنهار الدنيا، أربعة أسماء (( أنهار من ماء غير آسن )) يعني: لا يمكن أن يتغير بخلاف ماء الدنيا فإنه إذا بقي حائرًا يتغير (( وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى )) أنهار تجري أنهار العسل لم يخرج من النحل، واللبن لم يخرج من ضرع بهيمة، والماء لم يخرج من نبع أرض، وكذلك الخمر لم يكن زبيب أو تمر أو شعير أو غير ذلك، أنهار خلقها الله عز وجل في الجنة تجري كما يجري النهر، وهذه الأنهار ورد في الحديث أنها لا تحتاج إلى شق ولا إلى سد يعني ما يحتاج إنك تحفر للنهر حتى يجري ولا أن تضع له أخدودًا تمنعه من التسرب يمينًا وشمالًا قال ابن القيم في النونية:
" أنهار في غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان "
ثم هذا النهر يأتي طوع اختيارك أنت، تطلب أن يذهب يمينا يذهب يسارا يذهب أماما يذهب يتوقف يتوقف كما تشاء، وقوله: (( ذلك الفوز العظيم )) نعم (( ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم )) مساكن طيبة، طيبة في بنائها طيبة في غرفها طيبة في منظرها طيبة في مسكنها من كل ناحية وفيها الساكن فيها حور مقصورات في الخيام، خيام من لؤلؤ مرتفعة من أحسن ما تراه بصرًا، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتها وما فيهما ) اللبنة لبِن البناء ليس من الطوب والتراب بل هو من الذهب أو من الفضة ولهذا وصفها الله بالطيب، ثم إنه من طيبها أن ساكنها لا يبغي عنها حولًا، مساكن الدنيا مهما حسنت سترى ماهو أحسن من بيتك تقول ليت هذا لي، لكن في الجنة لا تبغي حولًا عن مسكنها ولن تقارن كل إنسان يرى أنه هو أنعم أهل الجنة، يالله من فضلك لئلا ينكسر قلبه لو رأى من هو أفضل منه لكن هو يرى أنه أنعم أهل الجنة، عكس ذلك أهل النار، أهل النار والعياذ بالله يرى أنه أشد أهل النار عذابًا وإن كان هو أهونهم، فهذه المساكن طيبة في جنات عدن، قال العلماء: العدن بمعنى الإقامة ومنه المعدن في الأرض لطول إقامته في معدنه ومكانه، أي: في جنات إقامة لا يمكن أن تزول أبد الآبدين، نسأل الله أن يجعلني وإياكم من أهلها (( ذلك الفوز العظيم )) نعم الفوز هو أن ينال الإنسان ما يريد وينأى مما يخاف العظيم الذي لا أعظم منه ربح ليس فوقه ربح عوض ليس فوقه عوض لهؤلاء الذين آمنوا بالله ورسوله وجاهدوا في سبيل الله، أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم منهم وألا يحرمنا هذا الفضل بسوء أعمالنا وأن يعاملنا بعفوه إنه على كل شيء قدير.
6 - تتمة تفسير قول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )). أستمع حفظ
قراءة من رياض الصالحين .
تتمة تفسير قول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )).
سبق لنا الكلام على قول الله تبارك وتعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم )) وبقي قوله تعالى: (( وأخرى تحبونها )) يعني: ولكم أخرى تحبونها، ثم بيّنها بقوله: (( نصر من الله وفتح قريب )) نصر من الله ينصركم الله به على أعدائكم، ولاشك أن الإنسان إذا انتصر على عدوه فإن ذلك له ربح عظيم، لأن الله تعالى يجعل عذاب عدوه على يده كما قال تعالى: (( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبهم )) فوائد عظيمة إذا عذّب الله عدوك على يديك، ولهذا قال: (( نصر من الله وفتح قريب )) وقد حصل هذا للمؤمنين في صدر هذه الأمة فتح الله عليهم فتوحات عظيمة وغنموا غنائم كثيرة، لأنهم قاموا بما يجب عليهم من الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله عز وجل، ثم قال: (( وبشر المؤمنين )) يعني: بشّر بهذه الأمور كلها من كان مؤمنًا بها قائمًا بما يجب عليه من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله.
8 - تتمة تفسير قول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين )). أستمع حفظ
شرح حديث عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ). متفق عليه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل ؟ قال: ( مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ) قال: ثم من ؟ قال: ( مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله، ويدع الناس من شره ). متفق عليه. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها ). متفق عليه.
9 - شرح حديث عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ). متفق عليه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أفضل ؟ قال: ( مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ) قال: ثم من ؟ قال: ( مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله، ويدع الناس من شره ). متفق عليه. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله تعالى أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان ). رواه مسلم. وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله؛ فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتنة القبر ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي وتصديق برسلي؛ فهو ضامن علي أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة. والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم؛ لونه لون دم، وريحه ريح مسك. والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني. والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل ). رواه مسلم وروى البخاري بعضه.
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في كتاب الجهاد: " عن سلمان رضي الله عنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه أُجري عليه عمله الذي كان يعمل وأُجري عليه رزقه وأمن الفتان ) رواه مسلم، وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن عثمان رضي الله عنه قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو عليّ ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم لونه لون دم وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة عليهم أن يتخلفوا عني والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ) رواه مسلم، وروى البخاري بعضه ".
الشيخ : هذه الأحاديث ساقها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في بيان فضل المرابطة في سبيل الله، يعني: أن يرابط الإنسان على الحدود أو تجاه العدو في سبيل الله عز وجل لإعلاء كلمة الله وحفظ دين الله وحفظ المسلمين، فإن هذا من أفضل الأعمال وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( رباط في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ) وفي هذه الأحاديث دليل على أن المرابط يجري عليه عمله إلى يوم القيامة وأنه يأمن فتنة القبر، يعني: أن الناس إذا ماتوا ودفنوا أتاهم ملكان يسألان الرجل عن ربه ودينه ونبيه إلا من مات مرابطًا في سبيل الله فإنه لا يأتيه ملكان يسألانه، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحكمة من ذلك فقال: ( كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة ) فالشهيد والمرابط كلاهما لا يأتيه الملكان في قبره فيسألانه بل يأمن من ذلك وهذا فضل عظيم وأجر عظيم، وأما حديث أبي هريرة الأخير ففيه دليل على فضيلة القتيل في سبيل الله، ولهذا أقسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لولا أن يشق على المسلمين ما تخلف عن سرية قط، ولكنه يتخلف عليه الصلاة والسلام أحيانًا لأشغال المسلمين وقضاء حوائجهم وعدم المشقة عليهم، وأقسم صلى الله عليه وسلم أنه يتمنى ويود أن لو قتل في سبيل الله ثم أحي فقتل ثم أحي فقتل، وهذا يدل على فضل القتل في سبيل الله ولا شك في هذا والقرآن واضح في ذلك، قال الله تعالى: (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفه ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )) وهذه الحياة البرزخية لا نعلم بها وليست كحياتنا، ولهذا قال تعالى: (( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )) حياة ما يعلم بها يعني لو فتحت على قبره لوجدت الإنسان ميتًا لكنه عند الله حي يرزق يأكل من الجنة بكرةً وعشيًّا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم الشهادة في سبيله، وأن يعيننا وإياكم على الجهاد في سبيل الله جهاد أنفسنا وجهاد أعدائنا إنه على كل شيء قدير.
10 - شرح حديث عن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان ). رواه مسلم. وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله؛ فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتنة القبر ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي وتصديق برسلي؛ فهو ضامن علي أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة. والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم؛ لونه لون دم، وريحه ريح مسك. والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني. والذي نفس محمد بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل ). رواه مسلم وروى البخاري بعضه. أستمع حفظ