تتمة باب الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )).
الشيخ : وأنزل عليه أعظم آية فيما يتعلق بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: (( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليمًا حكيمًا )) وقال الله تبارك وتعالى له: (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) فلما نزلت هذه القوارع العظيمة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جبر الله ذلك بقوله: (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا )) وبقوله: (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابًا مهينًا )) فانجبرت هذه القوارع التي نزلت من الله تعالى في حق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقوله: (( وملائكته )) يشمل كل ملك في السماوات والأرض، كل ملك في السماوات والأرض فإنه يصلي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومعنى الصلاة من الله على رسوله: الثناء عليه في الملأ الأعلى يعني أن الله يمدحه ويثني عليه ويبين فضله في الملأ الأعلى في الملائكة، وأما معنى الصلاة عليه من الملائكة والبشر: فهو الدعاء له بأن يصلي الله عليه، ثم لما ذكر أنه وملائكته يصلون عليه أمرنا بأن نصلي ونسلم نصلي عليه ونسلم، وهذا الأمر مطلق لم يبين متى لكن جاءت السنة بأنه يصلى عليه عليه الصلاة والسلام في مواضع، منها: في التشهد في الصلاة فإن الصحابة قالوا: " يا رسول الله علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا " قال: ( قولوا اللهم صل على محمد ) إلى آخره، ومنها: إذا ذكر اسمه فإنك تصلي عليه إما وجوبًا أو استحبابًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليّ ) وقال جبريل يخاطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك قل آمين " فقال: ( آمين ) فالصلاة عليه عليه الصلاة والسلام إذا ذكر واجبة عند كثير من العلماء ومستحبة عند أكثر العلماء، وقوله: (( صلوا عليه )) أي اسألوا الله الصلاة عليه قولوا اللهم صلّ على محمد، وسلموا عليه يعني اسألوا الله له السلامة من كل آفة في حياته ومن كل بلاء في حشره عليه الصلاة والسلام، لأن الأنبياء في الحشر كل يدعو يقول اللهم سلم اللهم سلم اللهم سلم، وكذلك يتضمن الدعاء بالسلامة لدينه وشريعته أن يسلمها الله تعالى من الأعداء فلا يسطو عليها بتحريف أو تغيير إلا سلط الله عليهم من يبين ذلك وهذا هو الواقع ولله الحمد، ثم ذكر المؤلف رحمه الله الأحاديث الواردة في ذلك ويأتي الكلام عليها إن شاء الله والله أعلم.
شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ). رواه مسلم. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي ) فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟! قال: يقول: بليت، قال: ( إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء ). رواه أبو داود بإسناد صحيح.
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى: " باب الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا ) رواه مسلم، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وعن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: يقول: بليت، قال: إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء ) رواه أبو داود بإسناد صحيح ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذه الأحاديث الثلاثة في بيان فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد تقدم لنا معنى الصلاة عليه، فالحديث الأول عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صلى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا ) يعني: إذا قلت اللهم صل على محمد صلى الله عليك بها عشر مرات، فأثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات، وهذا يدل على فضيلة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويدل على علو مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله، حيث جازى من صلى عليه بعشر أمثال عمله يصلي الله عليه عشر مرات، وأما الحديث الثاني حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن أولى الناس به أكثرهم صلاة عليه، أولى الناس به يوم القيامة وأقربهم منه من صلى عليه عليه الصلاة والسلام، أكثرهم صلاة على النبي هو أولى الناس به يوم القيامة، وهذا أيضًا يدل على الترغيب في كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما الثالث فهو حديث أوس بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن نكثر عليه من الصلاة يوم الجمعة، وأخبر بأن صلاتنا معروضة عليه تعرض عليه فيقال صلى عليك فلان بن فلان، أو تعرض عليه فيقال صلى عليك رجل من أمتك الله أعلم، هل يعين المصلي أو لا؟ المهم أنها تعرض على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقالوا: " يا رسول الله كيف تعرض عليك وقد أرِمت أو أرَمت؟ " يعني: بليت، فقال: ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام مهما بقوا في الأرض فإن الأرض لا تأكلهم، أما غير الأنبياء فإنها تأكلهم لكن قد يكرم الله تعالى بعض الموتى فلا تأكلهم الأرض وإن أبطؤوا، ولكننا لا نتيقن أن أحدًا لا تأكله الأرض إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ففي هذه الأحاديث الثلاثة الترغيب بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولاسيما في يوم الجمعة، ولكن أكثر الصلاة عليه كل وقت، فإنك إذا صليت مرة واحدة صلى الله عليك بها عشرًا، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عجل هذا ) ثم دعاه فقال له - أو لغيره - : ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعد بما شاء ). رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) رواه أبو داود بإسناد صحيح، وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ) رواه أبو داود بإسناد صحيح، وعن علي رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: ( سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجل هذا، ثم دعاه فقال له أو لغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد بما شاء ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث صحيح ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذه الأحاديث الأربعة أيضًا فيها الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفضيلة ذلك، فمنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( لا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم ) المعنى: لا تجعلوا القبر عيدًا تتكررون بالمجيء إليه كل سنة مرة أو مرتين أو ما أشبه ذلك، وفيه دليل على تحريم شد الرحل لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن الإنسان إذا أراد الذهاب إلى المدينة لا يقصد أن يسافر من أجل زيارة قبر الرسول، ولكن يسافر من أجل الصلاة في مسجده لأن الصلاة في مسجده خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام قال: ( وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم ) إذا صليت على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن صلاتك تبلغه حيث ما كنت في بر أو بحر أو جو قريبًا كنت أم بعيدًا، وكذلك حديث الثاني أنه ما من رجل مسلم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام، فإذا سلمت على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رد الله عليه روحه فرد عليك السلام، والظاهر أن هذا فيمن كان قريبا منه كأن يقف على قبره ويقول: " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " ويحتمل أن يكون عامًّا والله على كل شيء قدير، ثم ذكر المؤلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه حديث فضالة بن عبيد وفيهما أيضًا الحث على الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكن حديث فضالة بن عبيد الظاهر أن المراد بذلك التشهد وأن هذا الرجل تشهد ولم يثن على الله تعالى ولم يمجده ولم يصل على النبي ولكنه دعا مباشرة، ومعلوم أن التشهد فيه أولًا الثناء على الله بقولك: " التحيات لله والصلوات والطيبات " وفيه أيضًا السلام على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه ثم الدعاء، فيحمل أعني حديث فضالة بن عبيد على هذا على أن المراد بذلك الدعاء في الصلاة وأنه يسبق بالتحيات ثم بالسلام والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم بالدعاء، والله الموفق. السائل : يا شيخ بارك الله فيك بالنسبة للصلاة والسلام، نقول: عليه السلام فقط؟ أو اللهم صل عليه فقط، أو نجمع بينها؟ فما الراجح؟
هل يجوز إفراد الصلاة دون السلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟.
الشيخ : إيه نعم هو جائز أن يفرد السلام أو الصلاة، لكن الأفضل أن يجمع بينهما. السائل : وبعد التشهد في التحيات بعد أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله... الشيخ : الحديث جاء بأن خاتمته عبده ورسوله، والرسول علم أصحابه أول ما علمهم التشهد ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ).
شرح حديث عن أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك ؟ قال: قولوا: ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ). متفق عليه. وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن في مجلس سعد بن عبادة رضي الله عنه، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا: ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد؛ والسلام كما قد علمتم ). رواه مسلم.
وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال: قولوا: ( اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد ). متفق عليه.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: ( خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) متفق عليه، وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: ( أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم ) رواه مسلم، وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: ( قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد ) متفق عليه ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذه أحاديث ثلاثة في بيان كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه في كيفية الصلاة أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كيف يصلون عليه لأنه علمهم كيف يسلمون والذي علمهم إياه هو قوله: ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) أما الصلاة فعلمهم وقال: ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آله محمد ) وقد سبق أن معنى صلاة الله على العبد هي ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، والمراد بآل محمد هنا كل أتباعه على دينه، فإن آل الإنسان قد يراد بهم أتباعه على دينه وقد يراد بهم قرابته، لكن في مقام الدعاء ينبغي أن يراد بهم العموم، لأنه أشمل فالمراد بقولك وعلى آل محمد يعني جميع أتباعك، فإن قال قائل: هل تأتي الآل بمعنى الأتباع؟ قلنا: نعم، قال الله تعالى: (( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) قال العلماء معناه أدخلوا أتباعه أشد العذاب وهو أولهم، كما قال تعالى: (( يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود )) وقوله: ( كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ) الكاف هنا للتعليل، وهذا من باب التوسل بأفعال الله السابقة إلى أفعاله اللاحقة، يعني كما مننت بالصلاة على إبراهيم وآله فامنن بالصلاة على محمد وآله عليه الصلاة والسلام، فهي من باب التعليل وليست من باب التشبيه، وبهذا يزول الإشكال الذي أورده بعض أهل العلم رحمهم الله حيث قالوا كيف تلحق الصلاة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالصلاة على إبراهيم وآله مع أن محمدًا أشرف من جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فالجواب أن الكاف هنا ليست للتشبيه ولكنها للتعليل ( كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) حميد يعني محمود مجيد يعني ذو مجد والمجد هو العظمة والسلطان والعزة والقدرة وما إلى ذلك ( اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) كذلك أيضًا التبريك تقول اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد أي أنزل فيهم البركة، والبركة هي الخير الكثير الواسع الثابت كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد هذه هي الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذه هي الصفة الفضلى، وإذا اقتصرت على قولك اللهم صلّ على محمد كما فعل العلماء رحمهم الله في جميع مؤلفاتهم إذا ذكروا الرسول لم يقولوا هذه الصلاة المطولة لأن هذه هي الكاملة، وأما أدنى المجزء فأن تقول: " اللهم صل على محمد " أما حديث أبي مسير البدري وأسيد وأبي حميد الساعدي فهما مقاربان لهذا اللفظ، إلا أن في حديث أبي حميد الساعدي ذكر الأزواج والذرية، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يعني زوجاته والذي مات عنهن تسع زوجات وكان يقسم لثمان زوجات منهن، وأما التاسعة سودة فقد وهبت يومها لعائشة رضي الله عنها فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة، وبقية الزوجات يقسم لهن عليه الصلاة والسلام بالعدل يقسم بالعدل كما أمر بذلك عليه الصلاة والسلام، فالحاصل أن هذه الصفات الثلاث التي ذكرها المؤلف رحمه الله وساقها من الأحاديث الثلاثة متقاربة، ولكنها تصف الكمال من صفة الصلاة عليه فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كتاب الأذكار: باب فضل الذكر والحث عليه: قال الله تعالى: (( ولذكر الله أكبر )) وقال تعالى: (( فاذكروني أذكركم )) وقال تعالى: (( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين )) وقال تعالى: (( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون )) وقال تعالى: (( إن المسلمين والمسلمات )) إلى قوله تعالى: (( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما )). وقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا )).
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى: " كتاب الأذكار، باب فضل الذكر والحث عليه، قال الله تعالى: (( ولذكر الله أكبر )) وقال تعالى: (( فاذكروني أذكركم )) وقال تعالى: (( واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والأصال ولا تكن من الغافلين )) وقال تعالى: (( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون )) وقال تعالى: (( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات )) إلى قوله تعالى: (( والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا )) وقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلًا )) ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: " كتاب الأذكار " الأذكار جمع ذكر والمراد بذلك ذكر الله عز وجل، ثم ذكر باب فضل الذكر والحث عليه وذكر آيات متعددة، وليعلم أن ذكر الله تعالى يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح، أما القلب فهو تفكر، ذكر الله تعالى بالقلب أن يتفكر الإنسان في أسماء الله وصفاته وأحكامه وأفعاله وآياته، وأما الذكر باللسان فظاهر، ويشمل كل قول يقرب إلى الله عز وجل من التهليل والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة السنة وقراءة العلم، كل قول يقرب إلى الله فهو ذكر لله عز وجل، وأما الأفعال ذكر بالأفعال بالجوارح فهو كل فعل يقرّب إلى الله كالقيام في الصلاة والركوع والسجود والقعود وغير ذلك، لكن يطلق عرفًا على ذكر الله تعالى بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد، وذكر المؤلف رحمه الله في ذلك آيات منها قول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا وسبحوه بكرة وأصيلًا )) فخاطب الله المؤمنين وأمرهم بأن يذكروا الله تعالى ذكرًا كثيرًا في كل وقت وفي كل حال وفي كل مكان اذكر الله ذكرًا كثيرًا، وقال: (( وسبحوه بكرة وأصيلًا )) أي: قولوا سبحان الله في البكور والأصيل يعني في أول النهار وآخر النهار، ويحتمل أن يراد في النهار كله وفي الليل كله، وقال تعالى: (( واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون )) وهذا ذكرها الله عز وجل في سياق لقاء العدو فقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون )) فذكر الله تعالى من أسباب الثبات والفلاح والفلاح كلمة جامعة يراد بها حصول المطلوب والنجاة من المرغوب، وقال الله تعالى: (( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر )) قيل: المعنى ولما فيها من ذكر الله أكبر، وقيل: المعنى ذكر الله عمومًا أكبر وهو أن الإنسان إذا صلى كان ذلك سببًا لحياة قلبه وذكره لله عز وجل كثيرًا، وقال تعالى في وصف الخلّص من عباده: (( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات )) إلى قوله: (( والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا )) وقال تعالى: (( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )) والآيات في هذا كثيرة كلها تدل على فضيلة الذكر والحث عليه، وقد أثنى الله تعالى على الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، وبيّن أنهم هم أصحاب العقول فقال تعالى: (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النار )) فالمهم أننا نحث أنفسنا وإياكم على إدامة ذكر الله وهو لا يكلف باللسان واللسان لا يعجز ولا يتعب لو يبقى دائمًا لا إله إلا الله سبحان الله والحمدلله والله أكبر ما تعب، فهو سهل ولله الحمد وأجره عظيم، جعلني الله وإياكم من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات إنه على كل شيء قدير.
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ). متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ). رواه مسلم. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ). وقال: ( من قال سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر ). متفق عليه.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى: " باب فضل الذكر والحث عليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) متفق عليه، وعنه رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) رواه مسلم، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ) وقال: ( من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) متفق عليه ". الشيخ : هذه الأحاديث الثلاثة عن أبي هريرة رضي الله عنه كلها تدل على فضل الذكر، الأول: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) وهما كلمتان كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده خفيفة هما أيضًا ثقيلتان في الميزان، إذا كان يوم القيامة ووزنت الأعمال ووضعت هاتان الكلمتان في الميزان ثقلتا به، والثالث: حبيبتان إلى الرحمن وهذا أعظم الثوابين أن الله تعالى يحبهما، وإذا أحب الله العمل أحب العامل به، فهاتان الكلمتان من أسباب محبة الله للعبد، ما معنى سبحان الله وبحمده؟ المعنى أنك تنزه الله تعالى عن كل عيب ونقص وأنه الكامل من كل وجه جل وعلا مقرونًا هذا التسبيح بالحمد الدال على كمال إفضاله وإحسانه إلى خلقه جل وعلا وتمام حكمته وعلمه وغير ذلك من كماله سبحان الله العظيم، يعني ذي العظمة والجلال فلا شيء أعظم من الله تعالى سلطانًا ولا أعظم قدرًا ولا أعظم حكمة ولا أعظم علمًا فهو عظيم بذاته وعظيم بصفاته جل وعلا " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " فيا عبد الله أدم هاتين الكلمتين قلهما دائمًا، لأنهما ثقيلتان في الميزان وحبيبتان إلى الرحمن وهما لا يضرانك شيئًا خفيفتان على لسانك " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " فينبغي للإنسان أن يقولهما ويكثر منهما، ثم ذكر الحديث الثاني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لأن أقول سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ) أربع كلمات ( أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) يعني أحب علي من كل الدنيا، وهما أيضًا كلمات خفيفة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، الناس الآن يسافرون ويقطعون الفيافي والقفار والمهالك والمفاوز من أجل أن يربحوا شيئًا قليلًا من الدنيا قد يتمتعون به وقد يحرمون إياه، وهذه الأعمال العظيمة يتعاجز الإنسان عنها لأن الشيطان يكسله ويخذله ويثبطه عنها وإلا فهي كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام أحب إلى الإنسان مما طلعت عليه الشمس، وإذا فرضنا أن عندك ملك الدنيا كلها كل الدنيا عندك ملكها ما طلعت عليه الشمس وغربت ثم مت، ماذا تستفيد؟ لا تستفيد شيئًا، لكن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هي الباقيات الصالحات، قال الله تعالى: (( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا )) فينبغي لنا أن نغتنم الفرصة بهذه الأعمال الصالحة، أما الحديث الثالث والرابع فهو من قال في يومه مئة مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير حصل له هذه الأرباح الخمسة، أولًا: كان كمن أعتق عشر رقاب، والثاني: كتبت له مئة حسنة وحطت عنه مئة خطيئة وكانت له حرزًا من الشيطان، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا من عمل أكثر مما عمل، خمس فضائل إذا قلت لا إله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو وعلى كل شيء قدير، وهذه مئة مرة وهذه سهلة يمكن وأنت تنتظر صلاة الفجر بعد ما تأتي للمسجد تتسنن تقولها يمكن تكملها، أو وأنت في طريقك من بيتك إلى المسجد بعد طلوع الفجر تقولها تنتفع بها، وهذا أيضًا من الأمور التي ينبغي للإنسان أن يداوم عليها وينبغي أن يقولها في أول النهار لتكون حرزًا له من الشيطان، أما سبحان الله وبحمده فمن قالها مئة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، وهذه سبحان الله وبحمده تقولها في آخر النهار لأجل أن تحط عنك خطايا النهار، فانتهز الفرصة يا أخي انتهز الفرصة العمر يمضي ولا يرجع ما مضى من عمرك فلن يرجع إليك وهذه الأعمال أعمال خفيفة مفيدة ثوابها جزيل وعملها قليل، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
شرح حديث عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات: كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل ). متفق عليه. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله ؟ إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده ). رواه مسلم. وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله، والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السموات والأرض ). رواه مسلم. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علمني كلاما أقوله. قال: ( قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ) قال: فهؤلاء لربي، فما لي ؟ قال: قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني ). رواه مسلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل الذكر والحث عليه: " عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل ) متفق عليه، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده ) رواه مسلم، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ( جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علمني كلامًا أقوله، قال: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، قال: فهؤلاء لربي فما لي؟ قال: قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني ) رواه مسلم، وعن ثوبان رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) قيل للأوزاعي وهو أحد رواة الحديث كيف الاستغفار؟ قال: تقول: أستغفر الله أستغفر الله، رواه مسلم ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذه أحاديث ساقها المؤلف رحمه الله في باب فضل الذكر، وقد سبق لنا شيء من هذه الأحاديث فمنها أي من الأحاديث التي ساقها اليوم أن من قال " لا إله الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، يعني: كان كالذي أعتق رقاب من أشرف الناس نسبًا وهم بنو إسماعيل، لأن أشرف الناس نسبًا هم العرب وهم بنو إسماعيل، وأما العجم فلهم أباء آخرون، لكن ذرية إسماعيل هم العرب، فمن قال: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس، وهذا دليل على فضل هذا الذكر، كذلك أيضًا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده ) وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ).
شرح حديث عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا، وقال: ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام ). قيل للأوزاعي، وهو أحد رواة الحديث: كيف الاستغفار ؟ قال: تقول: أستغفر الله، أستغفر الله. رواه مسلم.
الشيخ : وكذلك حديث ثوبان لكنه ذكر مقيد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا انصرف من صلاته قال أستغفر الله يعني: استغفر ثلاثًا فقال: ( أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ) وإنما يستغفر الإنسان إذا فرغ من صلاته من أجل ما يكون فيها من خلل ونقص ويقول: " اللهم أنت السلام " يعني: اللهم إني أتوسل إليك بهذا الاسم الكريم من أسمائك أن تسلّم لي صلاتي حتى تكون تكفيرًا للسيئات ورفعة في الدرجات، والله الموفق.
شرح حديث عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ). متفق عليه. وعن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل وله الثناء الحسن. لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. قال ابن الزبير: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة مكتوبة. رواه مسلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب فضل الذكر والحث عليه: " عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) متفق عليه، وعن عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنهما ( أنه كان يقول دبر كل صلاة حين يسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، قال ابن الزبير: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة ) رواه مسلم ". الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذان الحديثان في بيان الأذكار المقيدة، لأن الأذكار تنقسم إلى قسمين، مطلقة ومقيدة ،منها مقيّد بالوضوء، ومنها ما هو مقيّد بالصلاة، فهذان الحديثان مقيدان بالصلاة، حديث المغيرة بن شعبة وحديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، أما حديث المغيرة فقد أخبر رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول إذا سلم من صلاته: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ومعنى لا إله إلا الله يعني: لا معبود حق إلا الله، فلا معبود في الكائنات يستحق أن يعبد إلا الله عز وجل، أما الأصنام التي تعبد من دون الله فليست مستحقة للعبادة حتى وإن سماها عابدوها آلهة فإنها ليست آلهة، بل هي كما قال الله تعالى: (( ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان )) فالمعبود حقًّا هو الله عز وجل، وقوله: ( وحده لا شريك له ) هذا من باب التأكيد، تأكيد وحدانيته جل وعلا وأنه لا مشارك له في ألوهيته له الملك، و( له الحمد وهو على كل شيء قدير ) له الملك المطلق العام الشامل الواسع ملك السماوات والأرض وما بينهما، ملك الآدميين والحيوانات والأشجار والبحار والأنهار والملائكة والشمس والقمر كل هذه ملك لله عز وجل ما علمنا وما لم نعلم، له الملك كله يتصرف فيه كما يشاء وعلى ما تقتضيه حكمته جل وعلا، ( وله الحمد ) يعني الكمال المطلق على كل حال، فهو جل وعلا محمود على كل حال في السراء وفي الضراء، أما في السراء فيحمد الإنسان ربه حمد شكر، وأما في الضراء فيحمد الإنسان ربه حمد تفويض، لأن الشيء الذي يضر الإنسان قد لا يتبين له وجهة المصلحة فيه، لكن الله تعالى أعلم فالله تعالى محمود على كل حال، و( كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أتاه ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات )( وإذا أتاه ما لا يسره قال الحمد لله على كل حال ) وأما ما يقول بعض الناس: " الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه " هذه كلمة خاطئة لم ترد ومعناها غير صحيح، وإنما يقال الحمد لله على كل حال ( اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) هذا أيضًا تفويض إلى الله عز وجل بأنه لا مانع لما أعطى، فما أعطاك الله لا أحد يمنعه، وما منعك لا أحد يعطيك إياه، ولهذا قال: ( ولا معطي لما منعت ) فإذا آمنا بهذا فمِمن نسأل العطاء من الله إذا آمنا بأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع إذن لا نسأل العطاء إلا من الله عز وجل.