تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر ). رواه البخاري، ورواه مسلم من رواية عائشة، وفي روايتهما قال ابن وهب: محدثون أي: ملهمون.
1 - تتمة شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر ). رواه البخاري، ورواه مسلم من رواية عائشة، وفي روايتهما قال ابن وهب: محدثون أي: ملهمون. أستمع حفظ
شرح حديث عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: شكا أهل الكوفة سعدا، يعني: ابن أبي وقاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، فقال: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين، وأخف في الأخريين، قال: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق، وأرسل معه رجلا - أو رجالا - إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم، يقال له أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، فقال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن. وكان بعد ذلك إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن. متفق عليه.
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب كرامات الأولياء وفضلهم: " عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: ( شكا أهل الكوفة سعدًا يعني ابن أبي وقاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعزله واستعمل عليهم عمارًا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، فقال: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين، قال: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق، وأرسل معه رجلًا أو رجالًا إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدع مسجدًا إلا سأل عنه ويثنون معروفًا، حتى دخل مسجدًا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة فقال: أما إذ نشدتنا فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا قام رياء وسمعة، فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن، وكان بعد ذلك إذا سئل يقول شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد، قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن ) متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
من الكرامات التي ذكرها بل نقلها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين وهي ما رواه جابر بن سمرة في قصة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكان سعد معروفًا بإجابة الدعوة يعني أن الله أعطاه كرامة، وهو أنه تعالى يجيب دعوته إذا دعا، وقد جعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أميرًا على أهل الكوفة، لأن المسلمين لما فتحوا العراق مصّروا الأمصار وجعلوا البصرة والكوفة وهما أشهر ما يكون في العراق، ثم إن أمير المؤمنين جعل لهما أمراء فأمّر سعد بن أبي وقاص على الكوفة، فشكاه أهل الكوفة إلى أمير المؤمنين عمر حتى قالوا إنه لا يحسن أن يصلي وهو صحابي جليل شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، فأرسل إليه عمر فحضر وقال إن أهل الكوفة شكوك حتى قالوا إنك لا تحسن أن تصلي، فأخبره سعد رضي الله عنه أنه كان يصلي بهم صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذكر صلاة العشاء وكأنها والله أعلم هي التي وقع تعيينها من هؤلاء الشكاة، فقال: " إني لأصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا أخرم عنها " يعني معناه لا أدعها استمر فكنت أطول في العشاء في الأوليين واقصر في الأخريين، فقال له عمر رضي الله عنه: " ذلك الظن بك يا أبا إسحاق " فزكّاه عمر لأن هذا هو الظن به أنه يحسن الصلاة وأنه يصلي في قومه الذين أمر عليهم صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولكن مع ذلك تحرى عمر رضي الله عنه لأنه يتحمل مسؤولية ويعرف قدر المسؤولية، أرسل رجالًا إلى أهل الكوفة يسألهم عن سعد وعن سيرته، فكان هؤلاء الرجال لا يدخلون مسجدًا ويسألون عن سعد إلا أثنوا عليه معروفًا حتى أتى هؤلاء الرجال إلى مسجد بني عبس فسألوهم فقام رجل فقال إما إن نشدتونا فإن هذا الرجل: " لا يعدل في القضية ولا يسير في السرية ولا يقسم بالسوية " فقولهم لا يسير في السرية يعني معناه لا يخرج في الجهاد ولا يقسم بالسوية إذا غنم، ولا يعدل في القضية إذا حكم بين الناس فاتهمه هذه التهم تهم ثلاث، فقال: " أما إن قلت كذا فلأدعون عليك بثلاث دعوات " دعا عليه أن يطيل الله تعالى عمره وفقره ويعرضه للفتن نسأل الله العافية، ثلاث دعوات عظيمة لكنه رضي الله عنه استثنى قال: " إن كان عبدك هذا رياء وسمعة " يعني لا بحق فأجاب الله دعاءه فكان هذا الرجل طويل العمر عمّر طويلًا وشاخ حتى إن حاجبيه سقطت على عينيه من الكبر وكان فقيرًا وعرّض للفتن حتى إنه في هذه الحال وهو كبير إلى هذا الحد يتعرض للجواري يعني للبنات يتعرض لهن في الأسواق يغمزهن والعياذ بالله، وكان يقول عن نفسه: " شيخ مفتون كبير أصابتني دعوة سعد " فهذا من الكرامات التي أكرم الله بها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
2 - شرح حديث عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: شكا أهل الكوفة سعدا، يعني: ابن أبي وقاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، فقال: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين، وأخف في الأخريين، قال: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق، وأرسل معه رجلا - أو رجالا - إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم، يقال له أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، فقال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن. وكان بعد ذلك إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن. متفق عليه. أستمع حفظ
فوائد شرح حديث عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: شكا أهل الكوفة سعدا، يعني: ابن أبي وقاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، فقال: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخرم عنها, أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين، وأخف في الأخريين، قال: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق، وأرسل معه رجلا - أو رجالا - إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم، يقال له أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، فقال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية, ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن. وكان بعد ذلك إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن. متفق عليه.
" اعتزل ذكر الأغاني والغزل *** وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الذكرى لأيام الصبا *** فلأيام الصبا نجم أفل "
قال فيها من جملة ما قال من الحكم:
" إنّ نصف الناس أعداء لمن *** ولي الأحكام هذا إن عدل "
ومن الفوائد أيضًا جواز دعاء المظلوم على ظالمه بمثل ما ظلمه كما دعا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بهذه الدعوات على من ظلمه، ومن فوائدها أن الله تعالى يستجيب دعاء المظلوم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن وأمره أن يأخذ الزكاة من أموالهم قال: ( إياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) فالمظلوم يستجيب الله دعاءه ولو كان كافرًا حتى لو هو كافر فيظلم ويدعو الله على من ظلمه أجاب الله دعاءه، لأن الله حكم عدل عز وجل يأخذ بالنصف والعدل لمن كان مظلوم ولو كان كافرًا، فكيف إذا كان مسلمًا؟ ومن فوائد هذا الحديث أنه يجوز للإنسان أن يستثني في الدعاء إذا دعا على شخص يستثني فيقول اللهم إن كان كذا فافعل به كذا، اللهم إن كان ظلمني فأنصفني منه أو فابتله بكذا وكذا، تدعو من مثل ما ظلمك وقد جاء الاستثناء في الدعاء في القرآن الكريم فقال الله تبارك وتعالى: (( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين * والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين * ويدرؤ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين * والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين )) ومن فوائد هذا الحديث أيضًا حرص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله على الرعية وتحمله المسؤولية وإحساسه بها وشعوره بها رضي الله عنه، ولهذا اشتهر بعدالته وحسن سياسته في الأمور كلها الحربية والسلمية والدينية والدنيوية، فهو في الحقيقة خير الخلفاء بعد أبي بكر بل هو حسنة من حسنات أبي بكر لأن الذي ولاه على المسلمين هو أبو بكر رضي الله عنه، فالحاصل أن هذا الحديث فيه فوائد نقتصر.
3 - فوائد شرح حديث عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: شكا أهل الكوفة سعدا، يعني: ابن أبي وقاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، فقال: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أخرم عنها, أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين، وأخف في الأخريين، قال: ذلك الظن بك يا أبا إسحاق، وأرسل معه رجلا - أو رجالا - إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة، فلم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم، يقال له أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، فقال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية, ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه للفتن. وكان بعد ذلك إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن. متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه خاصمته أروى بنت أوس إلى مروان بن الحكم، وادعت أنه أخذ شيئا من أرضها، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟ قال: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من أخذ شبرا من الأرض ظلما، طوقه إلى سبع أرضين ) فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها، واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت. متفق عليه. وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بمعناه, وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر تقول: أصابتني دعوة سعيد، وأنها مرت على بئر في الدار التي خاصمته فيها، فوقعت فيها، فكانت قبرها.
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب كرامات الأولياء وفضلهم: " عن عروة بن الزبير ( أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه خاصمته أروى بنت أوس إلى مروان بن الحكم وادعت أنه أخذ شيئًا من أرضها، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه إلى سبع أرضين، فقال له مروان لا أسألك بينة بعد هذا، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت ) متفق عليه، وفي رواية لمسلم: عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بمعناه ( وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر تقول أصابتني دعوة سعيد وأنها مرت على بئر في الدار التي خاصمته فيها فوقعت فيها وكانت قبرها ) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
من كرامات الأولياء أن الله سبحانه وتعالى يجيب دعوتهم حتى يدركوها بأعينهم، فهذا سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة ( خاصمته امرأة ادعت أنه أخذ شيئًا من أرضها فخاصمته عند مروان فقال: أنا آخذ من أرضها شيئًا بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: وماذا سمعت؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله به يوم القيامة من سبع أراضين ) أو ( طوقه يوم القيامة من سبع أراضين ) يعني: فكيف آخذ منها بعد أن سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كل مؤمن يؤمن بالله ورسوله إذا سمع مثل هذا الخبر الصادر عن الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه فإنه لا يمكن أن يظلم أحدًا من أرضه ولا شبرًا، فالرسول عليه الصلاة والسلام يخبر أنك لو أخذت شبرًا من الأرض وقيده بالشبر من باب المبالغة وإلا فإن أخذ أقل من ذلك ولو سانتي واحدًا فإنه يطوّق به يوم القيامة من سبع أراضين، إذا كان يوم القيامة جاءت هذه القطعة التي أخذها مطوقة في عنقه من سبع أراضين لأن الأراضين سبع طباق كما قال الله تعالى: (( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن )) والإنسان إذا ملك أرضًا ملك قعرها إلى أسفل السافلين إلى الأرض السابعة وإذا ملكها أيضًا ملك هوائها إلى الثريا لا أحد يستطيع أن يبني فوقه جسرًا أو يحفر تحته خندقًا، لأن الأرض له إلى أسفل السافلين وإلى أعلى السماء كلها له، إذا كان يوم القيامة وهذا قد اقتطع شبرًا من الأرض بغير حق فإنه يأتي يوم القيامة مطوقًا به عنقه نسأل الله العافية، وعند من عند جميع العالم كل شيء محشور يوم القيامة حتى الوحوش تحشر حتى الإبل حتى البقر حتى الغنم كلها تحشر يوم القيامة، وهذا يشاهد حاملًا هذه الأرض والعياذ بالله من سبع أراضين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لعن الله من غيّر منار الأرض ) غيّر منارها أي غيّر مراسيمها فأدخل شيئًا ليس له، وفي هذا دليل على أن بسط الأرض أو أخذ شيء بغير حق من كبائر الذنوب، لأن عليه هذا الوعيد العظيم اللعن وأنه يحمل به يوم القيامة، فما بالك بقوم اليوم يأخذون أميالًا بل أميال الأميال والعياذ بالله بغير حق، يأخذونها يضيقون بها مراعي المسلمين ويحرمون المسلمين من مراعيهم أو من طرقهم أو من مسيل أرضيتهم أو ما أشبه ذلك، هؤلاء سوف يطوقون ما أخذوا يوم القيامة والعياذ بالله، لأنهم أخذوها بغير حق المراعي للمسلمين عمومًا الخطوط الطرقات للمسلمين عمومًا الأودية أودية الأمطار للمسلمين عمومًا، ولهذا قال العلماء: " إن الإنسان لا يملك بالإحياء ما قرب من عامر وهو يتعلق بمصلحة هذا العامر " حتى لو أحياها وغرسها وبناها يقلع غرسه ويهدم بناؤه إذا كان هذا يتعلق بمصالح البلد، والبلد ليست ملكًا لفلان أو علان بل هي لعموم المسلمين، حتى لو فرضنا أن ولي الأمر أقطع هذا الرجل من الأرض التي يحتاجها أهل البلد فإنه لا يملكها بذلك، لأن ولي الأمر إنما يسعى لمصالح المسلمين لا يخص أحدًا بمصالح المسلمين دون أحد، وهذه المسألة خطيرة خطيرة للغاية ولهذا لما ارتفعت قيم الأراضي صار الناس والعياذ بالله يعتدي بعضهم على بعض، يدعي أن الأرض له وهي ليست له يكون جارًا لشخص ثم يدخل شيئًا من أرضه بأرضه وهذا على خطر عظيم حتى إن العلماء أقول لكم كلامًا تعجبون منه قالوا: " لو أن الإنسان بنى جدارًا ثم زاد في تشبيعه في لياسته إذا زاد في لياسته دخل على السوق سانتي متر اللياسة فقط فإنه يكون ظالمًا ويكون بذلك معاقبًا عند الله يوم القيامة " إلى هذا الحد الناس الآن والعياذ بالله يبلعون يبلعون أميالًا أو أمتارًا مع هذا الوعيد الشديد، سعيد بن زيد رضي الله عنه لما حدث مروان بهذا الحديث قال الآن لا أطلب عليك بينة لأنه علم أن سعيدًا لا يمكن أبدًا أن يأخذ من أرض هذه المرأة بدون حق، أما المرأة فقال سعيد رضي الله عنه: " اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها وأهلكها في أرضها " فماذا كان كانت هذه المرأة أعماها الله عز وجل قبل أن تموت، وبينما هي تمشي في أرضها ذات يوم إذ سقطت في بئر فماتت فكانت البئر قبرها في نفس الأرض التي كانت تخاصم سعيد بن زيد بها، وهذا من كرامة الله عز وجل لسعيد بن زيد أن الله أجاب دعوته وشاهدها حيًّا قبل أن يموت، وقد سبق لنا أن المظلوم تجاب دعوته ولو كان كافر إذا كان مظلومًا، لأن الله تعالى ينتصر للمظلوم من الظالم لأنه جل وعلا حكم عدل لا يظلم ولا يمكن أحدًا من الظلم، وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم كلام رب العالمين قال: (( إنه لا يفلح الظالمون )) فالظالم لن يفلح أبدًا، ولذلك انظر إلى هذه القصة وإلى قصة سعد بن أبي وقاص التي مضت أمس كيف أجاب الله الدعوة بل مضت قبل أمس كيف أجاب الله الدعوة دعوة هذا، وهذا هي عادة الله سبحانه وتعالى في عباده نسأل الله أن يحمينا وإياكم مما يغضبه.
4 - شرح حديث عن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه خاصمته أروى بنت أوس إلى مروان بن الحكم، وادعت أنه أخذ شيئا من أرضها، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟ قال: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من أخذ شبرا من الأرض ظلما، طوقه إلى سبع أرضين ) فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها، واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، وبينما هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت. متفق عليه. وفي رواية لمسلم عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بمعناه, وأنه رآها عمياء تلتمس الجدر تقول: أصابتني دعوة سعيد، وأنها مرت على بئر في الدار التي خاصمته فيها، فوقعت فيها، فكانت قبرها. أستمع حفظ
شرح حديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما حضرت أحد دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن علي دينا فاقض، واستوص بأخواتك خيرا, فأصبحنا، فكان أول قتيل؛ ودفنت معه آخر في قبره، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته غير أذنه، فجعلته في قبر على حدة. رواه البخاري.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب كرامات الأولياء وفضلهم: " عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( لما حضرت أحد دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقتولًا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن علي دَينًا فاقض واستوص بأخواتك خيرًا، فأصبحنا فكان أول قتيل ودفنت معه آخر في قبره، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر فاستخرجته بعد ستة أشهر فإذا هو كيوم وضعته غير أذنه فجعلته في قبر على حدة ) رواه البخاري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا بيان شيء من كرامات الأولياء التي ذكرها المؤلف رحمه الله في كتابه في رياض الصالحين في باب كرامات الأولياء وفضلهم، وذكر في هذا الحديث ما جرى لعبدالله بن حرام رضي الله عنه والد جابر بن عبد الله فإنه أيقظ ابنه جابرًا ليلة من الليالي وقال: " ما أراني إلا مقتولًا أو أول قتيل مع رسول الله صلى الله وسلم " وذلك قبيل غزوة أحد ثم أوصاه وقال إني لن أترك بعدي أحدًا أعز منك بعد رسول الله صلى عليه وعلى آله وسلم وأوصاه بأن يقضي دينًا كان عليه وأوصاه بأخواته، ثم كانت الغزوة فقتل رضي الله عنه عبد الله بن حرام قتل وكان القتلى في ذلك اليوم سبعين رجلًا، فكان يشق على المسلمين أن يحفروا لكل رجل قبرًا فجعلوا يدفنون الاثنين والثلاثة في قبر واحد، ودفن مع أبي جابر عبدالله بن حرام دفن معه رجل آخر، ولكن جابرًا رضي الله عنه لم تطب نفسه حتى فرّق بين أبيه وبين من دفن معه، فحفره بعد ستة أشهر من دفنه فوجده كأنه دفن اليوم لم يتغير إلا شيئًا في أذنه شيئًا يسيرًا، ثم أفرده في قبر أما عبد الله فأوفى رضي الله عنه دين أبيه واستوصى بأخواته خيرًا، حتى إنه تزوج أعني جابرًا تزوج بعد ذلك وتزوج امرأة ثيبًا فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ( هل تزوجت؟ قال: نعم، قال: بكرًا أم ثيبًا؟ قال: بل ثيبًا، قال: فهلا تزوجت بكرًا تلاعبك وتلاعبها وتضاحكك وتضاحكها؟ فقال: يا رسول الله إن أبي ترك أخوات لي ) وذكر أنه أخذ الثيب لتقوم عليهن في هذا من كرامة أبي جابر وهو عبد الله بن حرام أنه رضي الله عنه صدق الله رؤياه فصار أول قتيل في أحد، دفن ولم تأكل الأرض منه شيئًا إلا يسيرًا وقد مضى عليه ستة أشهر، وهذه من كراماته واعلم أن الإنسان إذا دفن فإن الأرض تأكله لا يبقى إلا عجب الذنب، عجب الذنب هذا يكون كالنواة لخلق الناس يوم القيامة تنبت منه الأجساد إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن الأرض لا تأكلهم، كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) أما غير الأنبياء فإن الأرض تأكلهم لكن قد يمنع الله الأرض أن تأكل أحدًا كرامة له، والله الموفق.
5 - شرح حديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما حضرت أحد دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإني لا أترك بعدي أعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن علي دينا فاقض، واستوص بأخواتك خيرا, فأصبحنا، فكان أول قتيل؛ ودفنت معه آخر في قبره، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته غير أذنه، فجعلته في قبر على حدة. رواه البخاري. أستمع حفظ
شرح حديث عن أنس رضي الله عنه أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله. رواه البخاري من طرق؛ وفي بعضها أن الرجلين أسيد بن حضير؛ وعباد بن بشر رضي الله عنهما.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب كرامات الأولياء وفضلهم: " عن أنس رضي الله عنه ( أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله ) رواه البخاري من طرق وفي بعضها أن الرجلين أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهط عينا سرية وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم بقريب من مئة رجل رام فاقتصوا آثارهم فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى موضع فأحاط بهم القوم، فقالوا: انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت: أيها القوم أما أنا فلا أنزل على ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم فرموهم بالنبل فقتلوا عاصمًا ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم، قال الرجل الثالث: هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيبًا، وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرًا حتى أجمعوا على قتله فاستعار من بعض بنات الحارث موسًى يستحد بها، فأعارته فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك، قالت: والله ما رأيت أسيرًا خيرًا من خبيب، فوالله لقد وجدته يوما يأكل قطفًا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبًا، فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب: دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين، فقال: والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت، اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تبق منهم أحدًا، وقال:
" فلست أبالي حين أقتل مسلمًا *** على أي جنب كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع "
وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرًا الصلاة، وأخبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن يأتوا بشيء منه يعرف، وكان قتل رجلًا من عظمائهم فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منه شيئًا ) رواه البخاري ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذان حديثان ساقهما النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب كرامات الأولياء وفضلهم، فمنها حديث الرجلين أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما كانا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ليلة مظلمة وكان ذاك الوقت ليس في الأسواق أنوار بل ولا في البيوت مصابيح، فخرجا من عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تلك الليلة، الليلة المظلمة فجعل الله تعالى بين أيديهما مثل المصباحين يعني مثل لمبة الكهرباء يضيء لهما الطريق، وليس هذا من فعلهما ولا بسبب منهما ولكن الله تعالى خلق نورًا يسعى بين أيديهما حتى تفرقا وتفرق النور مع كل واحد منهما حتى بلغا بيوتهما، وهذا من كرامة الله عز وجل من كرامة الله أن الله تعالى يضيء للعبد الطريق الطريق الحسي وفائدته حسية، فإن هذين الرجلين رضي الله عنهما وأرضاهما مشيًا في إضاءة وفي نور بينما الأسواق ليس فيها إضاءة ولا أنوار والليلة مظلمة، فقيض الله لهما هذا النور هناك أيضًا نور معنوي يقذفه الله تعالى في قلب المؤمن كرامة له، تجد بعض العلماء يفتح الله عليه من العلوم العظيمة الواسعة في كل فن ويرزقه الفهم والحفظ والمجادلة، ومن هؤلاء العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه فإن هذا الرجل منّ الله به على الأمة الإسلامية وما زالت الأمة الإسلامية تنتفع بكتبه إلى يومنا هذا، وقد توفي سنة سبعمئة وثمانية وعشرين يعني له مئات السنين والأمة تنتفع بكتبه، وقد أعطاه الله تعالى علمًا عظيمًا وفهمًا ثاقبًا وقوة في المجادلة ولا أحد يستطيع أن يجادله في شيء أبدًا ما قام له أحد حتى إنه رحمه الله قال: " أي إنسان يجادلني بالباطل ويستدل بآية أو حديث فإني أنا سأجعل الآية والحديث دليلًا عليه وليست دليلًا له " وهذه من نعمة الله عز وجل أن الله تعالى يعطي الإنسان قدرة إلى هذا الحد، وحتى إنه يتكلم مع المجادلين ويناظرهم ثم يقول لهم انظروا إلى قول فلان من زعمائهم في كتابه الفلاني وأتباع هذا الرجل الذي يجادلون فيه شيخ الإسلام لا يعلمون عن كتبه شيئًا وهو يعلم ما في كتبه، ومناظرته في العقيدة الواسطية مع القاضي المالكي عجيبة كان القاضي المالكي يحاول أن السلطان يبطش به، لكنه هو يقول هذا لا يمكن ولا يجري على مذهبه ولا يجري على مذهبكم أنتم أيها المالكية قلتم كذا وكذا ولا يمكن أن يدينني الوالي بهذا الذي ذكرت بناء على مذهبكم، فيبهت الرجل كيف يعرف من مذهبنا ما لا نعرفه، وله أيضًا رحمه الله في كل فن يد واسعة في كل فن له يد واسعة كان علمًا بالنحو والعربية والصرف والبلاغة، حتى إن تلميذه ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد بحث بحثًا دقيقًا جدًّا جدًّا في الفرق بين مدح وحمد وكيف تفرّق اللغة العربية بين المعاني في الكلمات بتقديم حرف أو تأخيره وأتى ببحث عجيب، ثم قال وكان شيخنا رحمه الله إذا تكلم بهذا أتى بالعجب العجاب يعني في مسائل اللغة والصرف وكان شيخنا يتكلم في هذا أتى بالعجب العجاب، ولكنه كما قال الشاعر:
" تألق البرق نجديًّا فقلت له *** إليك عني فإني عنك مشغول "
يعني: شيخ الإسلام مشتغل بما هو أكبر من مسألة نحوية أو بلاغية أو صرفية هو مشغول بأكثر من هذا، وفي يوم من الأيام قدم مصر وكان فيها أبو حيان اللغوي المشهور المفسر من العلماء الكبار في هذا الباب، وكان أبو حيان يمدح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وله في مدحه قصيدة عصماء منها قوله:
" قام ابن تيمية في نصر شرعتنا *** مقام سيد تيم إذ عصت مضر "
وسيد تيم هو أبو بكر رضي الله عنه، يعني إنه قام في الإسلام في محنة الإسلام والبدع مقام أبي بكر في يوم الردة ومدحه بقصيدة عصماء فلما قدم مصر.
6 - شرح حديث عن أنس رضي الله عنه أن رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله. رواه البخاري من طرق؛ وفي بعضها أن الرجلين أسيد بن حضير؛ وعباد بن بشر رضي الله عنهما. أستمع حفظ