تتمة شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كن فيهن كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ). متفق عليه.
واختلف العلماء رحمهم الله فيما إذا وعدت شخصا موعدا فهل يجوز أن تخلفه بلا ضرورة أو لا مثل أن تقول سآتيك غدا لدعوة دعاك إما غداء أو عشاء أو ما أشبه ذلك فهل يجوز أن تخلف الموعد من العلماء من يقول إنك إذا أخلفت الموعد لا تأثم ولكن الصحيح أنك تأثم إلا لعذر شرعي فإذا وعدت أخاك موعدا يجب أن توفي به لأنك وعدته وإخلاف الموعد من علامات أيش النفاق فهل ترضى أن تكون منافقا كل أحد لا يرضى فالصواب الذي دل عليه دلت عليه السنة وجوب الوفاء بالوعد وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأن إخلافه من النفاق لكن إذا كان لك عذر أو لم تعط موعدا صريحا بأن قلت لصاحبك آتيك إن شاء الله تعالى إذا لم يكن لي عذر فهنا إذا كان لك عذر لا بأس أنت في حل لأنك لم تعطه موعدا صريحا وكذلك أيضا إذا أخلفت لعذر مثل أن تذهب أن يكون تمام الوعد يحتاج إلى سيارة وخرجت وتعطلت السيارة ولم تتمكن من الوصول إليه في موعده فإن هذا عذر لاشك تعذر به
أما الخصلة الرابعة فهي ( إذا خاصم فجر ) نسأل الله العافية إذا وقعت خصومة بينه وبين غيره فجر والفجور بالخصومة ينقسم إلى قسمين:
الأول أن يجحد ما كان عليه
والثانية أن يدعي ما ليس له
ينقسم إلى قسمين:
الأول: أن يجحد ما كان عليه
والثانية: أن يدعي ما ليس له
مثال الأول إنسان مطلوب لشخص بألف ريال فأقام الطالب دعوة على المطلوب وأنكر المطلوب قال ما عندي لك شيء والطالب قد وثق منه ولم يشهد عليه فهنا يقول القاضي للمطلوب احلف وتبرأ ذمتك فحلف المطلوب أنه ليس له عندي شيء فهنا سوف يقضي الحاكم بأن هذا المدعى عليه المطلوب ليس عليه شيء هذه فجور في الخصومة
أما الثاني القسم الثاني أن يدعي ما ليس له بأن يقول عند القاضي أنا أطلب هذا الرجل مئة ريال فينكر المطلوب فيقول الطالب عندي بينة ويأتي ببينة زور يشهدون بأن له على فلان مئة ريال فالقاضي سوف يحكم بالبينة فإذا حكم لهذا المدعي ببينة الزور فإن هذا يعتبر ممن خاصم ففجر والعياذ بالله
ولهذا يجب التحرز في الخصومات من الكذب أو الالتواء أو المخادعة لأن كل هذا من الفجور في الخصومة نسأل الل تعالى أن يطهر قلوبنا وقلوبكم من النفاق والشك والشرك والريب إنه على كل شيء قدير
1 - تتمة شرح حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كن فيهن كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عذب، وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ). رواه البخاري.
الحمد لله رب العالمين والصلاة السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب تحريم الكذب " عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ رواه البخاري ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن .
قال الإمام النووي رحمه الله قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين في باب تحريم الكذب فيما نقله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد )
يعني من كذب في الرؤيا قال رأيت في المنام كذا وكذا وهو كاذب فإنه يوم القيامة يكلف أن يعقد بين شعيرتين ومعلوم أن الإنسان لو حاول مهما حاول أن يعقد بين شعيرتين فإنه لا يستطيع ولكنه لا يزال يعذب ويقال لا بد أن تعقد بينهما وهذا وعيد يدل على أن التحلم بحلم لم يره الإنسان من كبائر الذنوب
وهذا يقع من بعض السفهاء يتحدث يقول رأيت البارحة كذا وكذا لأجل أن يضحك الناس وهذا حرام عليه وأشد من ذلك أن يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي كذا وكذا وما اشبه ذلك فهو أشد وأشد لأنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما من تحلم بحلم رآه فهذا لا بأس به ولكن ينبغي للإنسان أن يعلم أن ما يراه الإنسان في منامه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم يكون خيرا ويستبشر به الإنسان ويفرح به الإنسان فهذا لا يحدث به إلا من يحب لأن الإنسان له حساد كثيرون فإذا رأى رؤية حسنة وحدث بها من لا يحب فإنه ربما يكيد له كيدا يحول بينه وبين هذا الخير الذي رآه كما فعل إخوة يوسف فإن يوسف بن يعقوب عليه الصلاة والسلام وعلى أبيه قال لأبيه (( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )) يعني رأيت هؤلاء الأحد عشر كوكب يعني نجوما والشمس والقمر كلها تسجد لي قال (( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين )) فلا تخبر إنسان ليس من أحبابك وأصدقائك الذين يودون لك ما يودون لأنفسهم لا تخبرهم بما ترى من رؤيا الخير
الثاني رؤيا شر هذا القسم الثاني مما يرى الإنسان في المنام رؤيا شر تزعج وتخوف فهذه لا تخبر بها أحدا أبدا لا صديقا ولا عدوا وإذا قمت من منامك فاتفل عن يسارك ثلاثا وقل أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت وإن كنت تريد أن تواصل النوم فنم على الجنب الآخر على الجنب الآخر يعني لا على الجنب الذي رأيت فيه ما تكره فإنها لا تضرك
فمن رأى ما يكره يعمل ما يلي:
أولا يتفل إن استيقظ يتفل عن يساره ثلاث مرات ويقول أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت
إن أراد أن يواصل النوم ينام على الجنب الثاني
إذا قام فلا يخبر بها أحدا لأن ذلك لا يضره فإذا فعل هذا فإن ذلك لا يضره بإذن الله
وكان الصحابة يرون الرؤيا تمرضهم وتقلقهم فلما حدثهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الحديث فعلوا ما أرشدهم إليه واستراحوا وكثير من الناس مبتلى يبحث عن الشر لنفسه يرى الرؤيا التي يكرهها ثم يحاول أن يقصها على الناس ليؤلوها له أو ليعبروها له وهذا غلط إذا رأيت رؤيا تكرهها فهذا عندك دواء من أحسن الأدوية بل هو أحسن الأدوية علمك إياه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
القسم الثالث رؤيا أضغاث أحلام ليس لها رأس ولا قدم يرى الإنسان أشيا متناقضة ويرى أشياء غريبة هذه لا تحدث بها أحدا ولا تهتم بها وقد ( حدث رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا قال يا رسول الله رأيت في المنام أني أن رجلا قد قطع رأسي قطع رأسي فذهب الرأس شاردا فذهبت وراءه لاحقا له فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا تحدث الناس بما يتلاعب بك الشيطان في منامك ) هذي من الشيطان يقطع راسك ويشرد وتلحقه هذي ما لها أصل ما لها رأس فمثل هذه الأشياء لا تهتم بها ولا تحدث بها أحدا
أما من رأى الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا رأى الرسول على الوصف المعروف الذي وصف في السيرة النبوية ورآه على هيئة حسنة فهذا يدل على خير لهذا الرآئي وأنه قد تأسى به أسوة حسنة وإن رآه على خلاف ذلك فليحاسب نفسه ليحاسب نفسه إن رآه مثلا يحدث الرسول ولكن الرسول معرض عنه أو الرسول قد ولى وتركه أو رآه على هيئة غير حسنة يعني مثلا من ثيابه أو ردائه أو إزاره أو ما أشبه ذلك فليحاسب نفسه فإنه يقصر في اتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم
أما المسألة الثانية ( من تسمع قوما وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ) يعني إنسان يتسمع إلى ناس وهم يكرهون أن يسمع فإنه يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة قال العلماء الآنك هو الرصاص المذاب والعياذ بالله والرصاص المذاب بنار جهنم أعظم من نار الدنيا تسعة وستين مرة يصب في أذنيه لأنه تسمع لقوم وهم يكرهون أن يسمع وسواء كانوا يكرهون أن يسمع لغرض صحيح أو لغير غرض لأن بعض الناس يكره أن يسمعه غيره ولو كان الكلام ما فيه خطر ولا فيه سب ولا في شيء لكن لا يريد أن أحد يسمع وهذا يقع فيه بعض الناس نسأل الله العافية تجد مثلا إذا رأى اثنين يتكلمون يأخذ المصحف ويجلس قريبا منه ثم يجري يطالع بالمصحف كأنه يقرأ وهو يستمع إليهم وهم يكرهون ذلك هذا الرجل يصب في أذنيه الآنك يوم القيامة فيعذب هذا العذاب والعياذ بالله وأما الشطر الثالث من الحديث وهو التصوير فيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في درس قادم والله الموفق
2 - شرح حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عذب، وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ). رواه البخاري. أستمع حفظ
تتمة شرح حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عذب، وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ). رواه البخاري.
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب تحريم الكذب " عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ومن استمع إلى حديث قوم وهم كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ) رواه البخاري "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق الكلام على أول حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما على جملتين منه الجملة الأولى من تحلم بحلم لم يره والثانية من استمع إلى قوم وهم له كارهون
أما الثالثة فهو ( من صور صورة فإنه يكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ )
واعلم أن الصورة تنقسم إلى قسمين: صور مجسمة بأن يصنع الإنسان تمثالا على صورة إنسان أو حيوان فهذا محرم سواء أراده لغرض محرم أو لغرض مباح مجرد هذا التصوير محرم بل هو من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المصورين وبين أن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله
والقسم الثاني الملون يعني ليس له جسم بل هو بالتلوين فهذا قد اختلف العلماء فيه فمنهم من أجازه وقال لا بأس به إلا إذا قصد به غرض محرم مثل أن يقصد به التعظيم تعظيم المصور فإنه يخشى إذا طال بالناس الزمن أن يعبدوه كما جرى لقوم نوح فيما يذكر أنهم صوروا صورة لرجال صالحين ثم عبدوها لما طال الزمن وقال بعض العلما إنه لا بأس به إذا كان ملونا واستدلوا بحديث زيد بن خالد وفيه ( إلا رقما في ثوب ) ( إلا رقما في ثوب ) قالوا هذا يدل على هذا مستثنى فيدل على أن المحرم ما له روح فقط ولكن الظاهر الراجح الذي عليه جمهور العلماء أنه لا فرق بين المجسم وبين الملون الذي يكون في الرقم كله محرم لأن الذي يرقم باليد صورة يحاول أن يكون مبدعا مشابها لخلق الله عز وجل فيدخل في العموم وأما الصور التي تلتقط التقاطا بالآلة المعروفة آلة التصوير الفوتوغرافية فهذه من المعلوم أنها لم تكن معروفة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام والمعروف في عهده التصوير باليد الذي يضاهي فيه الإنسان خلق الله عز وجل أما هذه فغير معروفة وليس الإنسان يصورها بيده ويخططها يخطط الوجه مثلا والعينين والأنف والشفتين وما أشبه ذلك لكنه يلقي ضوءا معينا تقدمت به معرفة الناس فتنطبع هذه الصورة في الورقة وهو لم ... شيئا في الورقة لم يصورها إطلاقا وإنما التقطت هذه الصورة بواسطة هذا الضوء فهذا لا شك أنه فيما نرى أنه لم يصور غاية ما هنالك أن الصورة انطبعت بالورقة فكان الذي في الورقة هو خلق الله عز وجل يعني هذه الصورة صورة التي خلقها الله والدليل على ذلك أن الإنسان لو كتب كتابا بيده ثم صوره بالآلة آلة التصوير فإنها إذا طلعت الصورة لا يقال إن هذا هو كتابة الذي حرك الآلة وصور بل يقال هذا كتابة الأول الذي خطه بيده فهذا مثله
ولكن يبقى النظر لماذا صور الإنسان لهذه الصورة الفوتوغرافية إذا كان لغرض محرم فهو حرام من باب تحريم الوسائل كما لو اشترى الإنسان سلاحا في فتنة أو بيضا لقمار أو ما أشبه ذلك يعني معنى أن هذا مباح الغرض منه المحرم فلا يجوز من باب تحريم الوسائل أما إذا كان لغرض مباح كتصوير رخصة السيارة وتصوير البطاقة الشخصية وما أشبه ذلك فهذا لا بأس بها هذا هو الذي نراه في هذه المسألة والناس ابتلوا بها الآن بل و... وصارت منتشرة في كل شيء ولكن يجب على الإنسان أن يعرف ويحقق ويميز بين ما حرمه الله ورسوله وبين ما لم يأت تحريمه فلا نضيق على عباد الله ولا نطيعهم في محارم الله
هذا إذا كان المصور له روح لقوله ( كلف أن ينفخ فيها الروح ) أما إذا كان المصور لا روح له كتصوير الأشجار والشمس والقمر والنجوم والجبال والأنهار فهذا لا بأس به لأنه ليس فيه روح وقال بعض العلماء ما كان ناميا كالشجر والزرع فإنه لا يجوز تصويره لأنه جاء في الحديث ( فليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة ) وهذا نامي فيشبه ما كان له روح ولكن هذا خلاف قول جمهور العلماء والصحيح أنه لا بأس به أما ما يصنعه الإنسان فلا شك أنه يجوز تصويره كالقصور والسيارات وما اشبه ذلك فصارت الآن الأقسام متعددة
ما يصنعه الإنسان بيده فهذا لا بأس بتصويره مثل السيارات القصور الأبواب وشبهها
وما هو من خلق الله عز وجل وليس بنامي ما ينمو كالشمس والقمر والنجوم والجبال والأنهار فهذا أيضا لا بأس به وهذا محل اتفاق
وما كان من خلق الله وليس له روح ولكنه ينمو كالشجر والزرع وما اشبهه فجمهور العلماء على أنه لا بأس به وذهب بعض العلماء ومنهم مجاهد بن جبر التابعي المشهور إلى أنه حرام والصحيح أنه لا بأس به
والرابع ما فيه روح فهذا لا يجوز أن يصور لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المصورين ولا فرق بين أن يكون بالرقم أو بالتمثيل
وأما مسألة التقاط الصور فهذا لا نرى أنه داخل في التصوير إطلاقا لأن الملتقط لم يحصل منه فعل فعل يكون به التصوير ولكن يبقى النظر هل إنه يلتقط هذه الصور لعمل محرم لشيء محرم أو لا هذا هو محل التفصيل في هذه المسألة والله الموفق
3 - تتمة شرح حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عذب، وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ). رواه البخاري. أستمع حفظ
باب بيان ما يجوز من الكذب: اعلم أن الكذب وإن كان أصله محرما، فيجوز في بعض الأحوال بشروط قد أوضحتها في كتاب: الأذكار، ومختصر ذلك: أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب. ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا، وإن كان واجبا كان الكذب واجبا. فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله، أو أخذ ماله، وأخفى ماله، وسئل إنسان عنه، وجب الكذب بإخفائه، وكذا لو كان عنده وديعة، وأراد ظالم أخذها، وجب الكذب بإخفائها. والأحوط في هذا كله أن يوري، ومعنى التورية: أن يقصد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذبا بالنسبة إليه، وإن كان كاذبا في ظاهر اللفظ، وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب، ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب، فليس بحرام في هذا الحال. واستدل العلماء لجواز الكذب في هذا الحال بحديث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، فينمي خيرا أو يقول خيرا ). متفق عليه. زاد مسلم في رواية: قالت أم كلثوم: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث؛ تعني: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب بيان ما يجوز من الكذب اعلم أن الكذب وإن كان أصله محرما فيجوز في بعض الأحوال بشروط قد أوضحتها في كتاب الأذكار ومختصر ذلك أن الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه وإن لم يمكن تحصيلة إلا بالكذب جاز الكذب ثم إن كان تحصيل ذاك المقصود مباحا كان الكذب مباحا وإن كان واجبا كان الكذب واجبا فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله أو أخذ ماله وسئل إنسان عنه وجب الكذب بإخفائه وكذا لو كان عنده وديعة وأراد ظالم أخذها وجب الكذب بإخفائها والأحوط في هذا كله أن يوري ومعنى التورية أن يقصد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذب بالنسبة إليه .. "
الشيخ : كاذبا
القارئ : " ليس هو كاذبا بالنسبة إليه وإن كان كاذبا في ظاهر اللفظ وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب فليس بحرام في هذا الحال
واستدل العلماء بجواز الكذب في هذا الحال بحدث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا ) متفق عليه زاد مسلم في رواية قالت أم كلثوم ( ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا أن الكذب محرم وأن منه ما هو كبيرة من كبائر الذنوب كالكذب على الله ورسوله
ذكر المؤلف في هذا الباب أن الكذب يجوز أحيانا إذا كان لمصلحة كبيرة عظيمة وأنه قد يجب الكذب إذا كان فيه دفع مضرة وظلم مثال ذلك في دفع المضرة والظلم أن يكون شخص ظالم يريد أن يقتل شخصا معصوما فيختفي هذا الشخص المعصوم عن الظالم وأنت تعلم مكانه تدري أين هو فسألك هذا الظالم الذي يريد قتله بغير حق أين فلان هل فلان في هذا فتقول لا ليس فلان في هذا وأنت تدري فيه فهذا لا بأس فيه بل هو واجب لإنقاذ المعصوم من الهلكة فإن إنقاذ المعصوم من الهلكة واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولكن الأفضل أن توري يعني تنوي معنى صحيحا ليس فيه كذب وإن كان ظاهر اللفظ أنه كذب فتقول مثلا إذا قال هذا الظالم فلان في هذا تقول ليس في هذا وتشير إلى شيء معين ليس فيه
كما يذكر أن الإمام أحمد رحمه الله جاءه رجل يسأل عن أحد التلاميذ أين فلان فقال الإمام أحمد ليس فلان هاهنا وما يصنع فلان هاهنا ويلمس يده يعني ليس في يدي وهو ما يصنع في يدي
هذا تورية فإذا قيل مثلا إذا جاءك هذا الظالم الذي يريد أن يقتل هذا الشخص بغير حق وقال هل فلان هاهنا تقول لا وتلمس يدك بيدك الأخرى يعني ليس في يدك أو إنسان مثلا ألح عليك بشيء وأنت لا تريد أن تعطيه لأنه يفسد المال فتقول والله ما بيدي شيء ويدك ليس فيها شيء ليس فيها دراهم ولا غيرها تقول ليس في يدي شيء وأنت صادق وهو يفهم أنه ليس عندك شيء أو يكون عندك عندك وديعة لشخص فيأتي إنسان ظالم ويقول أين وديعة فلان يعني إنسان حاط عندك أمانة دراهم قال احفظها لي فجاء شخص ظالم يريد أن يأخذ هذه الدراهم جاء إليه قال أين الوديعة التي أعطاك فلان أعطنيها فقلت والله ما عندي له وديعة والله ما عندي له وديعة تأول فتنوي بقولك والله ما عندي له وديعة يعني والله إن الذي عندي له وديعة تجعل ما بمعنى الذي وأنت صادق الذي لفلان عندك وديعة لكن يفهم المخاطب أن ما نافية وأنه ليس له عندك وديعة
فالحاصل أنه إذا كان هناك ظلم وأراد الإنسان أن يدفعه وكذب فهذا لا بأس به ولكن الأولى والأحسن أن يوري يعني ينوي معنى صحيحا ليس فيه كذب والمخاطب يظن أنه كذب
وكذلك أيضا إذا كان لمصلحة كبير كالكذب في الحرب الكذب في الحرب لا بأس به لأن فيه مصلحة كبيرة مثل أن تأتي عيون العدو يعني جواسيسه يسألون يقولون مثلا هل الجيش كبير وهل معه عدة وهل هو قوي فتقول نعم جيش كبير وعظيم ومعه عدة ولو كنت كاذبا هذا لا بأس به لأن فيه مصلحة كبيرة وهي إلقاء الرعب في قلوب الأعداء
وكذلك الإصلاح بين الناس يأتيك شخص قد ذكر له أن شخصا آخر يغتابه ويسبه فيأتي إليك ويقول سمعت أن فلانا قال في كذا وكذا فتقول أبدا ما قال فيك شيء هذا لا بأس به لأن فيه إصلاحا بين الناس
كذلك أيضا من المصلحة حديث الرجل زوجته وحديث المرأة زوجها فيما يوجب الألفة والمودة مثل أن يقول لها أنت عندي غالية أنت أحب إلي من سائر النساء وما أشبه ذلك وإن كان كاذبا لكن من أجل إلقاء المودة والمصلحة تقتضي هذا
فالمهم أن الكذب يجب إذا كان لإنقاذ معصوم من هلكة أو حماية مال معصوم من تلف ويباح إذا كان في مصلحة مصلحة عظيمة ومع ذلك فالأولى أن يوري أن يجعل الكلام تورية حتى يسلم من الكذب والله الموفق
4 - باب بيان ما يجوز من الكذب: اعلم أن الكذب وإن كان أصله محرما، فيجوز في بعض الأحوال بشروط قد أوضحتها في كتاب: الأذكار، ومختصر ذلك: أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب. ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا، وإن كان واجبا كان الكذب واجبا. فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله، أو أخذ ماله، وأخفى ماله، وسئل إنسان عنه، وجب الكذب بإخفائه، وكذا لو كان عنده وديعة، وأراد ظالم أخذها، وجب الكذب بإخفائها. والأحوط في هذا كله أن يوري، ومعنى التورية: أن يقصد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذبا بالنسبة إليه، وإن كان كاذبا في ظاهر اللفظ، وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب، ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب، فليس بحرام في هذا الحال. واستدل العلماء لجواز الكذب في هذا الحال بحديث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، فينمي خيرا أو يقول خيرا ). متفق عليه. زاد مسلم في رواية: قالت أم كلثوم: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث؛ تعني: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها. أستمع حفظ
باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه: قال الله تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم )). وقال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ). رواه مسلم. وعن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ). رواه مسلم. وعن أسماء رضي الله عنها أن امرأة قالت: يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا على آله وصحبه أجمعين .
قال المؤلف رحمه الله تعالى " باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه قال الله تعالى (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) وقال الله تعالى (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم
وعن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) رواه مسلم
وعن أسماء رضي الله عنها ( أن امرأة قالت يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني فقال النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب التثبت فيما يقول وما يتكلم به " لما ذكر رحمه الله تحريم الكذب والكذب أن يخبر الإنسان بما لم يكن على وجه صريح أعقبه بهذا الباب أن الإنسان يتثبت فيما ينقل ويتكلم به لا سيما في زمن الأهواء وكثرة القيل والقال والتحدث بما كان أو لم يكن ثم استدل لذلك بالآيات والأحاديث
قال الله تبارك وتعالى (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) لا تقف يعني لا تتبع ما ليس لك به علم ولا تتكلم إلا بما تعلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) وقال تعالى (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) يعني إلا عنده رقيب يراقب يرقب ما يقول عتيد حاضر فلا يغيب عنه وهذا تحذير من أن يتكلم الإنسان بشيء لا يعلم عنه لأنه بذلك آثم
ثم ذكر في ذلك حديث ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) يعني أن الإنسان إذا صار يحدث بكل ما سمع من غير تثبت وتأني فإنه يكون عرضة للكذب وهذا هو الواقع ولهذا يجيء إليك بعض الناس يقول صار كذا وكذا ثم إذا بحثت وجدت أنه لم يكن أو يأتي إليك ويقول قال فلان كذا وكذا فإذا بحثت وجدته لم يكن وأعظم شيء أن يكون هذا فيما يتعلق بحكم الله وشريعته بأن يكذب على الله فيقول في القرآن برأيه ويفسر القرآن بغير ما أراد الله أو يكذب على النبي عليه الصلاة والسلام يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا وهو كاذب أو ينقل حديثا يرى أنه كذب وهو لم ... ولكن يقول قال فلان كذا وكذا عن رسول الله وهو يرى أنه كذب فإنه يكون أحد الكاذبين كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويزداد أيضا إثم التقول إذا تشبع الإنسان بما لم يعط كما في حديث المرأة أنه يكون لها ضرة يعني زوجة أخرى مع زوجها فتقول إن زوجي أعطاني كذا أعطاني كذا وهي كاذبة لكن تريد أن تراغم ضرتها وتفسدها على زوجها فهذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) أي كذب والحاصل أنه يجب على الإنسان أن يتثبت فيما يقول وأن يتثبت فيمن ينقل إليه الخبر هل هو ثقة أو غير ثقة كما قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) ولا سيما إذا كثرت الأهواء وصار الناس يتخبطون ويكثرون من القيل والقال بلا تثبت ولا بينة فإنه يكون التثبت أشد وجوبا حتى لا يقع الإنسان في المهلكة والله الموفق
5 - باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه: قال الله تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم )). وقال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ). رواه مسلم. وعن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ). رواه مسلم. وعن أسماء رضي الله عنها أن امرأة قالت: يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ). متفق عليه. أستمع حفظ
باب بيان غلظ تحريم شهادة الزور: قال الله تعالى: (( واجتنبوا قول الزور )). وقال تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم )). وقال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )). وقال تعالى: (( إن ربك لبالمرصاد )). وقال تعالى: (( والذين لا يشهدون الزور )). عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين, وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور ! وشهادة الزور, فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب بيان غلظ تحريم شهادة الزور قال الله تعالى (( واجتنبوا قول الزور )) وقال تعالى (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) وقال تعالى (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) وقال تعالى (( إن ربك لبالمرصاد )) وقال تعالى (( والذين لا يشهدون الزور )) عن أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أنبئكم بأكبر )
الشيخ : أبي بكرة
القارئ : " عن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله النووي في كتابه رياض الصالحين " باب تعظيم تحريم شهادة الزور "
شهادة الزور أن يشهد بما يعلم أن الأمر بخلافه أو يشهد بما لا يعلم أن الأمر بخلافه أو بوفاقه أو يشهد بما يعلم أن الأمر على وفاقه لكنه على صفة غير الواقع هذه ثلاثة أحوال وكلها حرام لا يحل لإنسان أن يشهد إلا بما علم على الوجه الذي علمه فإن شهد بما يعلم أن الأمر بخلافه مثل أن يشهد لفلان مثل أن يشهد لفلان بأنه يطلب فلانا كذا وكذا وهو يعلم أنه كاذب فإن هذا والعياذ بالله شهادة زور ومثل أن يشهد لفلان أنه فقير يستحق الزكاة وهو يعلم أنه غني ومثل ما يفعله بعض الناس عند الحكومة يشهد بأن فلان له عائلة عدد أفرادها كذا وكذا وهو يعلم أنه كاذب والأمثلة على هذا كثيرة ويظن هذا المسكين الذي شهد بشهادة الزور يظن أنه نافع لأخيه وأنه بار به والواقع أنه ظالم لنفسه وظالم لأخيه أما كونه ظالما لنفسه فظاهر لأنه أثم وأتى كبيرة من كبائر الذنوب وأما كونه ظالما لأخيه فلأنه أعطاه ما لا يستحق وجعله يأكل المال بالباطل وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول هذا المظلوم كيف نصر الظالم قال تمنعه من الظلم فذلك نصره ) فهؤلاء الذين يشهدون بالزور والعياذ بالله يظنون أنهم ينفعون إخوانهم وهم يضرون أنفسهم وإخوانهم
ثم استشهد المؤلف بآيات بعضها سبق قريبا وبعضها لم يسبق فقال وقول الله تعالى (( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور )) وأول ما يدخل في قول الزور شهادة الزور وقد جعل الله تعالى ذلك مع الرجس من الأوثان أي مع الشرك فدل هذا على عظمه أي عظمة شهادة الزور وقال الله تعالى (( والذين لا يشهدون الزور )) يمدحهم وإذا كان هؤلاء مدحوا بعدم شهود الزور فأولى أن يمدحوا إذا لم يشهدوا الزور إذا لم يقولوا الزور وإذا كان عدم شهادة الزور مدحا دل ذلك على أن شهادة الزور أو القول بالزور قدح وضرر
ثم ذكر حديث أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) هذه ألا أداة عرض استفتح بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلامه للتنبيه تنبيه المخاطب إلى أمر ذي شأن ولهذا قال ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) قالوا بلى يا رسول الله قال ( الشرك بالله ) وهذا أعظم الظلم وأكبر الكبائر وأشد الذنوب عقوبة لأن من يشرك بالله فإن الله قد حرم عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار والثاني عقوق الوالدين يعني قطع برهما والوالدان هم الأب والأم والواجب على الإنسان أن يبر بهما
6 - باب بيان غلظ تحريم شهادة الزور: قال الله تعالى: (( واجتنبوا قول الزور )). وقال تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم )). وقال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )). وقال تعالى: (( إن ربك لبالمرصاد )). وقال تعالى: (( والذين لا يشهدون الزور )). عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين, وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور ! وشهادة الزور, فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. متفق عليه. أستمع حفظ