شرح رياض الصالحين-81b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
رياض الصالحين
الحجم ( 5.49 ميغابايت )
التنزيل ( 1034 )
الإستماع ( 284 )


4 - باب بيان ما يجوز من الكذب: اعلم أن الكذب وإن كان أصله محرما، فيجوز في بعض الأحوال بشروط قد أوضحتها في كتاب: الأذكار، ومختصر ذلك: أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب. ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا، وإن كان واجبا كان الكذب واجبا. فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله، أو أخذ ماله، وأخفى ماله، وسئل إنسان عنه، وجب الكذب بإخفائه، وكذا لو كان عنده وديعة، وأراد ظالم أخذها، وجب الكذب بإخفائها. والأحوط في هذا كله أن يوري، ومعنى التورية: أن يقصد بعبارته مقصودا صحيحا ليس هو كاذبا بالنسبة إليه، وإن كان كاذبا في ظاهر اللفظ، وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب، ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب، فليس بحرام في هذا الحال. واستدل العلماء لجواز الكذب في هذا الحال بحديث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، فينمي خيرا أو يقول خيرا ). متفق عليه. زاد مسلم في رواية: قالت أم كلثوم: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث؛ تعني: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها. أستمع حفظ

5 - باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه: قال الله تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم )). وقال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ). رواه مسلم. وعن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ). رواه مسلم. وعن أسماء رضي الله عنها أن امرأة قالت: يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ). متفق عليه. أستمع حفظ

6 - باب بيان غلظ تحريم شهادة الزور: قال الله تعالى: (( واجتنبوا قول الزور )). وقال تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم )). وقال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )). وقال تعالى: (( إن ربك لبالمرصاد )). وقال تعالى: (( والذين لا يشهدون الزور )). عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين, وكان متكئا فجلس، فقال: ألا وقول الزور ! وشهادة الزور, فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. متفق عليه. أستمع حفظ