شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب, قال: اضربوه, قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه. فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: ( لا تقولوا هذا، لا تعينوا عليه الشيطان ). رواه البخاري. وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قذف مملوكه بالزنى يقام عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال ). متفق عليه.
وكان الخمر على أربع مراحل:
المرحلة الأولى الإباحة أن الله أباحه للعباد إباحة صريحة فقال تعالى (( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا )) يعني تشربونه فتسكرون وتتجرون به فتحصلون رزقا هذي واحدة
ثم عرض الله تعالى بتحريمه فقال (( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )) ولم ينه عنهما وهذي المرحلة الثانية
والثالثة قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) فنهى عن قربان الصلاة في حال السكر وهذا يقتضي أنه يباح شرب الخمر في غير أوقات الصلاة
المرحلة الرابعة التحريم البات في قوله تعالى في سورة المائدة وهي من آخر ما نزل قال (( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه )) فاجتنبه الناس لكن لما كانت النفوس تدعوا إليها أي إلى الخمر وشربها جعل لها رادع رادع يردع الناس عن شربها وهو العقوبة ولم يقدر فيها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فعقوبة الشارب ليست حدا لكنها تعزير ولهذا ( جيء برجل شرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم اضربوه ) ولا قال أربعين ولا ثمانين ولا مئة ولا عشر أطلق فقاموا يضربونه منهم الضارب بثوبه ومنهم الضارب بيده ومنهم الضارب بنعله لكن ضربوا نحو أربعين جلدة فلما انصرفوا وانصرف الرجل ( قال رجل من القوم أخزاه الله ) يعني أذله وفضحه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تقل هكذا ) لا تدع عليه بالخزي رجل شرب مسكرا وجلد وتطهر بالجلد ( لا تعينوا عليه الشيطان ) فنهاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يسبوه مع أنه شارب خمر إذن ما موقفنا من شارب الخمر موقفنا أن ندعوا له بالهداية قل اللهم اهده اللهم أصلحه اللهم أبعده عن هذا وما أشبه هذا أما أن تدعوا عليه فإنك تعين عليه الشيطان
وفي هذا دليل على أن الخمر محرم وأن عليه عقوبة لكن في عهد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انتشرت الفتوحات ودخل في دين الإسلام أناس جدد وكثر شرب الخمر في عهده وكان رضي الله عنه رجلا حازما ناهيك به فأراد أن يعاقب شارب الخمر بعقوبة تكون أشد وأردع إلا أنه رضي الله عنه لورعه وتحرزه جمع الصحابة والمراد جمع ذوي الرأي مهو كل صحابي لأن السوقة وعامة الناس لا يصلحون لمثل هذه الأمور ولا لأمور السياسة وليس لعامة الناس أن يلوكوا ألسنتهم بسياسة ولاة الأمور السياسة لها أناس والصحون والقدور لها أناس آخرون ولو أن السياسية صارت تلاك بين ألسن عامة الناس فسدت الأمة لأن العامي ليس عنده علم وليس عنده عقل وليس عنده تفكير وعقله وفكره لا يتجاوز قدمه ويدل لهذا قول الله تعالى (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به )) ونشروه وصار لوك ألسنتهم قال الله تعالى (( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) فدل هذا على أن العامة ليسوا كأولي الأمر وأولي الرأي والمشورة فليس الكلام في السياسة في مجالس العامة ومن أراد أن تكون العامة مشاركة لولاة الأمور في سياستها وفي رأيها وفكرها فقد ضل ضلالا بعيدا وخرج عن هدي الصحابة وهدي الخلفاء الراشدين وهدي سلف الأمة فالمهم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لحزمه جمع ذوي الرأي من الصحابة وقال لهم ما معناه " كثر شرب الخمر " وإذا قل الوازع الديني يجب أن يقوى الرادع السلطاني لأنه إذا ضعف الأمر من الناحيتين الوازع الديني والرادع السلطاني انفلتت الأمة فاستشارهم ماذا يصنع فقال له عبدالرحمن بن عوف " يا أمير المؤمنين أخف الحدود ثمانون جلدة " ارفع العقوبة إلى ثمانين جلدة ويشير رضي الله عنه أعني عبدالرحمن إلى حد القذف فإن الله تعالى قال (( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة )) هذا أخف الحدود فرفع عمر رضي الله عنه عقوبة شارب الخمر إلى ثمانين وهذا كالنص الصريح على أن عقوبة شارب الخمر ليست حدا بل هي صريح لأنه قال أخف الحدود ثمانون ووافقه الصحابة على هذا ولم يقل عمر رضي الله عنه إنه ليس كذلك فرفعه عمر وجعل ذلك ثمانين جلدة من أجل أن يرتدع الناس وقد جاء في السنة ( أن شارب الخمر إذا شرب فجلد ثم شرب فجلد ثم شرب فجلد ثم شرب الرابعة فإنه يجب قتله ) هكذا جاء في السنن وأخذ بظاهره الظاهرية وقالوا شارب الخمر إذا جلد فإنه يقتل في الرابعة لأنه أصبح عنصرا فاسدا لم ينفع فيه فيه الإصلاح والتقويم وتوسط وقال جمهور العلماء إنه لا يقتل بل يكرر عليه الجلد وكلما شرب جلد وتوسط شيخ الإسلام رحمه الله فقال إذا كثر شرب الخمر في الناس ولم ينته الناس بدون القتل فإنه يقتل في الرابعة وهذا قول وسط روعي فيه الجمع بين المصلحتين مصلحة ما يدل عليه ظاهر النصوص الصريحة لأن عمر لم يرفع العقوبة إلى القتل مع أنه يقول إن الناس كثر شربهم وبين هذا الحديث الذي اختلف الناس في صحته وفي بقاء حكمه هل هو منسوخ أو غير منسوخ وهل هو صحيح أو غير صحيح وعلى كل حال فما اختاره شيخ الإسلام فهو عين الصواب أنه إذا كثر شرب الناس الخمر ولم ينته الناس بدون قتل فإنه يقتل الشارب في الرابعة
وليت ولاة الأمور يعملون هذا العمل لو عملوا هذا العمل لحصل خير كثير واندرأ شر كثير وقل شرب الناس للخمر الذي بدأ ينتشر والعياذ بالله وفي بعض البلاد الإسلامية انتشر كانتشار الشراب المباح كعصير الليمون وعصير البرتقال وما أشبه ذلك وهذا لا شك أنه مظهر غير مظهر المسلمين وأنه استباحة له في الواقع لأن كونه يبقى منشورا بين الناس يفتح الإنسان الثلاجة ويشرب الخمر والعياذ بالله هذا كالاستباحة وهذا ينطبق عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام ( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) فإن الناس هذه الأيام تقاسموا هذه الأشياء الأربعة منهم من انتشر في شعوبهم الزنا واللواط والعياذ بالله وصار عندهم يباع يذكر لنا أنه في بعض البلاد إذا نزلت الطائرة وإذا في المطار فتيات وفتيان يقال للنازل من تبي بنات وإلا بنين والعياذ بالله جميلة وإلا غير جميلة شابة وإلا غير شابة هذا استحلال الحر يعني الزنا أو اللواط
وفي بعض البلاد الخمر منتشر يباع في الأسواق ويشرب ليلا ونهارا وكأنه شراب حلال وفي بعض البلاد ولا يسما في المترفين من رعيتهم تجد الرجل كالمرأة يلبس الحرير واللين من الثياب وربما يلبس حلي الذهب قلادة أو إزرار أو خاتم أو ما أشبه ذلك
والمعازف الآن حدث ولا حرج المعازف منتشرة في غالب بلاد الإسلام إن لم أقل كل بلاد الإسلام فقد انتشرت والعياذ بالله المعازف بجميع أنواعها فنسأل الله السلامة والهداية وأن يصلح ولاة ورعاياهم إنه على كل شيء قدير
1 - شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب, قال: اضربوه, قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه. فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: ( لا تقولوا هذا، لا تعينوا عليه الشيطان ). رواه البخاري. وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قذف مملوكه بالزنى يقام عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قذف مملوكه بالزنى يقام عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال. متفق عليه.
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم سب المسلم بغير حق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال متفق عليه ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب تحريم سباب المسلم بغير حق ساق أحاديث وقبلها آية الحديث الأخير عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( من قذف مملوكه بالزنا أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال ) المملوك هو العبد يملكه الإنسان والمملوك كالسلعة يباع ويشترى ويوهب ويرهن ويوقف إلا أن أحكام الله عز وجل هو والحر على حد سواء في غير الأمور المالية والسيد مالك للرقيق لعينه يعني رقبته ولمنافعه فإذا قذف عبده بأن قال للعبد يا زاني أو يا لوطي أو ما أشبه ذلك من كلمات القذف فإنه لن يحد في الدنيا لأنه سيد والعبد مملوك لكن يقام عليه في دار عذابها أشد والعياذ بالله وهي الدار الآخرة يقام عليه الحد يوم القيامة
وعلى هذا فيكون قذف المملوك من كبائر الذنوب لأنه رتب عليه عقوبة في الآخرة تأخر وكل شيء رتب عليه عقوبة في الآخرة فإنه يكون من كبائر الذنوب كما قال أهل العلم رحمهم الله في حد الكبيرة
وأما لو زنى المملوك حقيقة وقذفه سيده بذلك فإنه لا حد عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إلا أن يكون كذلك يعني كما قال ) إلا أن يكون كما قال ولكن متى يكون كما قال يكون بأن يشهد عليه أربعة أربعة رجال عدول بأنه زنى ويصرحون بذكر حقيقة الوطي أو يقر هو بنفسه على نفسه فحينئذ يرتفع الحد عن السيد
واعلم أن الرقيق إذا زنى فإنه عليه نصف حد الحر كما قال الله تبارك وتعالى (( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة )) يعني الإماء (( فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب )) والذي يتنصب من عذاب المحصنات هو الجلد فيكون على الرقيق إذا زنى خمسون جلدة فقط قال العلماء ويسقط عنه التغريب لأن الزاني الحر إذا زنا وهو محصن فإنه يجلد مئة جلدة ويطرد عن البلد عاما كاملا أما الرقيق فإنه يجلد خمسين جلدة ولا يغرب لأن التغريب إضرار بسده فيكون هذا من باب تحميل الإنسان ما لم يحتمله وللسيد أن يقيم على عبده الحد إذا زنى لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ) فأمر السيد أن يجلده أما الحر فإنه لا يتولى جلده إلا الإمام أو نائبه حتى لو كان ابنك وزنى وهو بالغ عاقل فإنه لا يتولى إقامة الحد عليه فإنه لا يتولى إقامة الحد عليه إلا الإمام أو نائبه وكذلك لو زنى أخوك الذي هو صغير بعد بلوغه وهو عاقل فإنه لا يقيمه إلا الإمام أو نائبه أما السيد أما السيد فيقيمه على عبده خاصة في الجلد وأما لو سرق العبد فالسرقة فيها قطع يد ولا يتولى قطع اليد إلا الإمام أو نائبه فلهذا قال العلماء إن السيد لا يقيم الحد على عبده إلا إذا كان الحد جلدا والله أعلم
2 - شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قذف مملوكه بالزنى يقام عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال. متفق عليه. أستمع حفظ
باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ). رواه البخاري.
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) رواه البخاري ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب تحريم سب الأموات بغير حق أو مصلحة شرعية الأموات يعني الأموات من المسلمين أما الكافر فلا حرمة له إلا إذا كان في سبه إيذاء للأحياء من أقاربه فلا يسب وأما إذا لم يكن هناك ضرر فإنه لا حرمة له وهذا هو معنى قوله قول المؤلف رحمه الله بغير حق لأن لنا الحق أن نسب الأموات الكافرين الذين آذوا المسلمين وقاتلوهم ويحاولون أن يفسدوا عليهم دينهم أو لمصلحة شرعية مثل أن يكون هذا الميت صاحب بدعة قد نشرها بين الناس فهنا من المصلحة أن نسبه ونحذر منه ومن طريقته لئلا يغتر الناس به
ثم استدل لذلك بحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( لا تسبوا الأموات ) والأصل في النهي التحريم فلا يسبوا الأموات ثم علل قال ( فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ) وسبكم إياهم لا يغني شيئا لأنهم أفضوا إلى ما قدموا حين انتقلوا إلى دار الجزاء من دار العمل فكل من مات فإنه أفضى إلى ما قدم والتحق بدار الجزاء وقامت قيامته وانقطع عمله ولم يبق له حظ من العمل إطلاقا إلا ما دلت السنة عليه مثل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )
وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يحفظ لسانه عما لا فائدة منه فإن هذا طريق أهل التقى فإن عباد الرحمن إذا مروا باللغو مروا كراما وأما الزور فلا يشهدونه إطلاقا ولا يتكلمون إلا بحق والله الموفق
3 - باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ). رواه البخاري. أستمع حفظ
باب النهي عن الإيذاء: قال الله تعالى: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )). عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ). متفق عليه. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن الإيذاء قال الله تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ))
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب تحريم الإيذاء بغير حق
الإيذاء يشمل الإيذاء بالقول والإيذاء بالفعل والإيذاء بالترك أما الإيذاء بالقول فأن يسمع أخاه كلاما يتأذى به وإن لم يضره فإن ضره كان أشد إثما
والإيذاء بالفعل أن يضايقه في مكانه في جلوسه في طريقه وما أشبه ذلك
والإيذاء بالترك أن يترك شيئا يغتاظ منه أخوه المسلم فيتأذى به وإن كان لا بد كل هذا محرم وعليه هذا الوعيد الشديد وهو قول الله تبارك وتعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) احتملوا يعني تحملوا على أنفسهم البهتان وهو الكذب والإثم المبين وهو العقوبة العظيمة نسأل الله العافية
وفي قوله تعالى (( بغير ما اكتسبوا )) دليل على أنه لو أوذي الإنسان باكتسابه أي على عمل استحق أن يؤذى عليه فإنه لا بأس به كما في قوله تعالى (( واللذان يأتينها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما )) وكان هذا في أول الأمر أن اللوطي والعياذ بالله يؤذى صاحبها حتى يتوب ويعرض ثم بعد ذلك ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) قال شيخ الإسلام رحمه الله " أجمع الصحابة أن فاحشة اللواط يقتل فيها الفاعل والمفعول به " لكن المختلف كيف يقتل فبعضهم قال يرجم وبعضهم قال يلقى من أعلى شاهق في البلد ثم يتبع بالحجارة وبعضهم قال يحرق بالنار نسأل الله العافية فالمهم إن الإيذا بحق لا بأس به ومن ذلك أن يكون الرجل يكره الحق ويكره الخير فتفعل الحق فيتأذى به فهنا تأذى بحق لأن بعض الناس والعياذ بالله يتأذى إذا رأى رجلا متمسكا بالسنة تأذى به وكرهه هذا تمسك بالسنة وإن تأذى لأنك آذيته بحق
ثم ذكر حديثين أحدهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )
المسلم هو الذي سلم المسلمون من لسانه فلا يلعنهم ولا يسبهم ولا يشتمهم ولا يغتابهم ولا ينم فيهم كل آفات اللسان المتعلقة بالخلق قد كفها فسلم الناس منه وسلم المسلمون من يده أيضا لا يعتدي عليهم بضرب ولا سرقة ولا إفساد مال ولا غير ذلك هذا هو المسلم وهذا ليس المراد بذلك أنه ليس هناك مسلم سواه لكن المعنى أن هذا من الإسلام وإلا فالمسلم من استسلم لله تعالى ظاهرا وباطنا لكن أحيانا يأتي مثل هذا التعبير من أجل الحث على هذا العمل وإن كان يوجد سواه والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ومعلوم أن المهاجر من خرج من بلد الكفر إلى بلد الإسلام ليقيم دينه لكن يأتي تأتي الهجرة بمعنى آخر وهي أن يهجر الإنسان ما نهى الله عنه فلا يقول فعلا محرما ولا يفعل فعلا محرما ولا يترك واجبا بل يقوم بالواجب ويدع المحرم هذا المهاجر لأنه هجر ما نهى الله عنه
أما الحديث الثاني فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) فقوله من كان يؤمن ( من أحب ) هذا الاستفهام للتشويق وإلا فكل واحد يحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة لأن من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز فمن أحب ذلك فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر
وبناءا على هذا ينبغي للإنسان أن يكون دائما على ذكر الايمان باليوم الآخر وتذكره لأنه لا يدري متى يأتيه الموت فليكن دائما نصب عينيه الإيمان بالله واليوم الآخر
والإنسان إذا آمن بالله عز وجل وبمقتضى أسمائه وصفاته وآمن باليوم الآخر وما فيه من الثواب والعقاب فلا بد أن يستقيم على دين الله وهذا حق الله أعني قوله ( وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ) أما حق الآدمي فقال ( وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه ) فلا يؤذيهم لأنه لا يحب أن يؤذوه ولا يعتدي عليهم لأنه لا يحب أن يعتدوا عليه ولا يشتمهم لأنه لا يحب أن يشتموه وهلم جرا لا يغشهم في البيع والشراء وغير ذلك ولا يكذب عليهم لأنه لا يحب أن يفعل به ذلك وهذه قاعدة لو أن الناس مشوا عليها في التعامل فيما بينهم لنالوا خيرا كثيرا ويشبه هذا قول الرسول عليه السلام ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) والله الموفق
4 - باب النهي عن الإيذاء: قال الله تعالى: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )). عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ). متفق عليه. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ). رواه مسلم. أستمع حفظ
باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )). وقال تعالى: (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر قال الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) وقال تعالى (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر "
التباغض بالقلوب والتقاطع بالأفعال والأقوال أيضا والتدابر بالأفعال أيضا أما التباغض في القلوب فأن يبغض الإنسان أخاه المؤمن وهذا أعني بغض المؤمن حرام لأي شيء تبغضه قد يقول أبغضه لأنه يعصي الله عز وجل فنقول وإذا عصى الله لا تبغضه بغضا مطلقا الذي يبغض بغضا مطلقا على كل حال هو الكافر لأنه ما فيه خير أما المؤمن فإنه وإن عصى وإن أصر على معصية يجب أن تحبه على ما معه من الإيمان وأن تكرهه على ما معه من الفسق والعصيان فإن قال إنسان كيف يجتمع البغض والحب قلنا يجتمعان لأن كل واحد منهما منصب على وجه لم يتفقا في محل واحد أحبه لإيمانه وأكرهه لفسوقه نظير ذلك المريض يعطى دواء مرا رائحته كريهة فيحب هذا الدواء من وجه ويكرهه من وجه يحبه لما فيه من الشفاء ويكرهه لطعمه أو رائحته أو ما أشبه ذلك كذلك المؤمن أخوك أنت وإياه في أصل واحد وهو الإيمان لماذا تبغضه بغضا مطلقا أبغضه أبغضه على معه من المعصية لا بأس أحبه على ما معه من الإيمان وهذا يؤدي أعني إذا أحببته لما معه من الإيمان وكرهته لما معه من الفسق هذا يؤدي إلى أن تنصحه لأنك تعتقد أنه أخوك فتحبه وتود له ما تود لنفسك فتنصحه على ما تكرهه فيه من المعصية
ومن ذلك السلام عليه سلم عليه ولو كان عنده معصية إلا إذا علمت أنك إذا تركت السلام عليه اهتدى وصلحت أموره فهنا يكون الهجر دواءا نافعا
وأما التقاطع فهو تقاطع الصلة بينك وبين أخيك أخوك المؤمن له حق عليك أن تصله ولا يحل لك أن تقطعه لأنه أخوك حتى وإن كان عاصيا ولذلك تجد الإنسان يكرم جاره ولو كان جاره عاصيا يكرمه لأن من لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ) أكرم ولو كان عاصيا ولكن انصحه كذلك بعض الناس يقاطع أقاربه لأنهم قطعوه أو لأنهم على معصية وهذا خطأ صل أقاربك وإن كانوا عصاة صلهم وإن كانوا يقطعونك كما ( جاء رجل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله إن لي رحما أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم وقال كلمة أخرى فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كان الأمر كما قلت فكأنما تسفهم المل ) يعني كأنما تدخل في قلوبهم الرماد أو التراب الحار يعني تستمر على صلتهم ولو كانوا يقطعونك ولو كانوا يسيئون إليك ولو كانوا يعتدون عليك صلهم لأن من لا يصل إلا إذا وصل فليس بواصل بل هو مكافيء
التدابر أيضا التدابر لا يحل بين المؤمنين لكن هل هو التدابر في القلوب أو التدابر في الأبدان أو هذا وهذا هذا وهذا لا تدابروا في القلوب حتى ولو وجدت في أخيك أنه أدبر عنك بقلبه فاقرب منه وأقبل عليه (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) لو طبقنا هذه التوجيهات الإلهية والنبوية لحصل لنا خير كثير لكن الشيطان يلعب علينا يقول كيف تصله وهو يقطعك كيف تقبل عليه وهو يدبر عنك اتركه هذا ما فيه خير هذا من وحي الشيطان أما الله عز وجل والنبي عليه الصلاة والسلام فإن نصوص الكتاب والسنة كلها تحرم التدابر كذلك التدابر في الأبدان بعض الناس لا يهمه أن يصعر وجهه للناس وأن يعرض ربما يكون من كبريائه والعياذ بالله أنه يهارج يتكلم معك ووجهه للجانب الآخر نسأل الله العافية هذا لا يحل بعض الناس أيضا كالبهائم تجدهم جلوس في مكان واحد كل واحد ... للثاني دبره وظهره ما هذا هذا ليس أدبا لا أدبا شرعيا ولا أدبا عربيا ولا خلقا تجلسون معا كل واحد مدابر الثاني
إن الله وصف اهل الجنة بأنهم على سرر ايش؟ متقابلين التقابل صفة حميدة طيبة والتدابر صفة ذميمة خبيثة لكن بعض الناس همج ليس عندهم تربية إسلامية وتجدهم في المجالس متدابرين هذا غلط خطأ ومما يشبه هذا الفعل ما يفعله بعض الناس الآن إذا سلم من الصلاة وهو في الصف تقدم خلى الناس وراءه استقبلهم بدبره وفي ظنه أنه يتخيل في تلك اللحظة أنه ذو عظمة وأن الناس وراه لأني ما أظن أحدا يتقدم هذا التقدم إلا ويشعر وإن كان من غير قصد بالعظمة ولذلك ربما تجد بعضهم انتفخ يعمل كده بيديه ولقد رأيتموني أنهى عنه إذا وجدت إنسان تقدم أقول ارجع لأن هذا يشبه التدابر يشبه التدابر فإذا قال والله ضاق علي المكان وركبي توجعني ولا أستطيع أن أبقى مفترشا قلنا الأمر واسع والحمد لله قم تقدم وكن على الجدار وافعل ما شئت أو تأخر أما أن تتقدم على الناس تكون بين أيديهم والناس وراءك فهذا لا ينبغي هذه ثلاثة أشيا التباغض والثاني التقاطع والثالث التدابر كل هذا منهي عنه وأما الكلام على الآيات فسيأتي إن شاء الله تعالى في الدرس المقبل والله أعلم نعم
السائل : ... هل هذا دليل على ...
الشيخ : لا
السائل : ...
5 - باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )). وقال تعالى: (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )). أستمع حفظ
هل يكفي في الرد على السلام أهلا ومرحبا ؟.
تتمة باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )). وقال تعالى: (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر " وسبق معنى هذا
ثم استدل المؤلف رحمه الله لذلك بقول الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) وهذه الآية في سياق ذكر الطائفتين تقتلان فيصلح بينهما طائفة أخرى فقال الله عز وجل (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) وسياق الآيات يقول الله عز وجل (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) يعني لو اقتتلت طائفتان من المسلمين قبائل تقاتلت فيما بينها (( فأصلحوا بينهما )) والخطاب لمن له الأمر من المؤمنين الذين لم يقاتلوا (( فإن بغت إحداهما على الأخرى )) وأبت أن تصالح (( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )) يعني كونوا مع الطائفة العادلة التي ليست باغية قاتلوا الباغية (( حتى تفيء إلى أمر الله )) أي حتى ترجع إليه (( فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل )) أي فيما جرى بينهم من إتلاف أنفس أو أموال أو غير ذلك (( فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) فيقال مثلا كم قتلتم من نفس لطائفة منهما وللأخرى كذلك ثم يعادل بينهما ويصلح بينهما كم أتلفتم من مال فينظر ويعادل بينهما ويصلح بينهما ثم قال عز وجل (( فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) أي الذين يعدلون فيما ولاهم الله عليه (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) المؤمنون كلهم إخوة حتى الطائفتان المقتتلتان هم إخوة للذين أصلحوا بينهما
وفي هذه الآية رد صريح لقول الخوارج وفي الآية هذه رد صريح لقول الخوارج الذين يقولون إن الإنسان إذا فعل الكبيرة صار كافرا فإنه من أكبر الكبائر أن يقتتل المسلمون بينهم ومع ذلك قال الله فيهم في المقتتلين وفي التي أصلحت بينهما (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) فإذا كان الله تعالى أوجب الإصلاح بين المتقاتلين فكذلك أيضا بين المتعادين عداء دون القتل يجب على الإنسان إذا علم أن بين اثنين عداوة وبغضاء وشحناء وتباعد أن يحاول الإصلاح بينهما وفي هذا الحال يجوز أن يكذب للمصلحة فيقول مثلا لأحدهم إن فلانا لم يفعل شيئا يضرك وما اشبه ذلك ويتأول شيئا آخر غير الذي أظهره لهذا الرجل حتى يجري الصلح بينهما (( والصلح خير ))
أما الآية الثانية فهي قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) يعني أنكم لو ارتددتم عن دينكم فإن ذلك لا يضر الله شيئا يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه لقيامهم بعبادته واتباع رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن من أقوى أسباب محبة الله للعبد أن يتبع الرسول كما قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) فأنت إذا أحببت أن الله يحبك فاتبع الرسول الطريق بين واضح يقول الله عز وجل (( فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وهذا وصف المؤمن حقا أنه بالنسبة لإخوانه المسلمين ذليل متواضع متهاون متسامح أما على الكافرين فهم أعزة أعزة على الكافرين يعني أنهم أقوياء أمام الكافر لا يلينون له ولا يداهنونه ولا يحبونه ولا يوادونه لأن كل هذا بالنسبة للكافر حرام على المؤمن لا يجوز للمؤمن أن يواد الكافر ولا يجوز له أن يذل له لأن الله تعالى جعل له دينا يعلو على الأديان كلها بل يجب علينا أن نبغض الكفار وأن نعتبرهم أعداء لنا وأن نعلم أنهم لن يفعلوا بنا شيئا هو في مصلحتنا إلا لينالوا ما هو أشد مما نتوقع من الإضرار بنا لأنهم أعداء والعدو ماذا يريد أن يفعل بك يريد أن يفعل بك كل سوء وإن تظاهر بأنه صديق أو بأنه ولي لك فهو كاذب إنما يسعى لمصلحته لأنه لا أحد أصدق من الله عز وجل وهو يعلم ما في الصدور يقول عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) ويقول جل وعلا (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ))