تتمة باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )). وقال تعالى: (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )).
وقال تعالى في الآية الثالثة (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )) هذا وصف الرسول صلى الله عليه وسلم (( محمد رسول الله والذين معه )) يعني أصحابه وصفهم (( أشداء على الكفار )) أقويا على الكفار لا يلينون لهم ولا يداهنونهم ولا يوالونهم ولا يوادونهم لكن فيما بينهم رحماء بينهم يرحم بعضهم بعضا ويلين بعضهم لبعض ويرأف بعضهم ببعض فهذي حال المؤمنين ضد ذلك نقص في الإيمان من لا يرحم إخوانه المؤمنين فإن ذلك نقص في إيمانه وربما يحرم الرحمة لأن من لا يرحم لا يرحم والعياذ بالله وأيضا ضد ذلك التباغض احرص على أن تزيل كل سبب يكون سببا للبغضاء بينكم أنتم مسلمون كيف تبغضه بعض الناس يبغض أخاه من أجل لعاعة من الدنيا إما لأجل مال أو لأجل ما قابله ببشاشة أو ما أشبه ذلك هذا غلط حاول أن تزيل البغضاء بينك وبين إخوانك بقدر المستطاع وحاول أن تبتعد عن كل شيء يثير العداوة والبغضاء لأنكم إخوة نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح
1 - تتمة باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )). وقال تعالى: (( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) وقال تعالى: (( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )). أستمع حفظ
شرح حديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ). متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم وفي رواية له ( تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين ) وذكر نحوه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكر المؤلف رحمه الله الآيات الدالة على تحريم التقاطع والتدابر والتباغض
ذكر أحاديث منها حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا ) هذه أربعة أشياء نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم
الأول التباغض نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام حتى لو وقع في قلبك بغض لإنسان فحاول أن ترفع هذا عن قلبك وانظر إلى محاسنه حتى تمحو سيئاته بلغ 5و9 وقد أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذا حيث قال ( لا يفرق مؤمنا مؤمنة ) يعني لا يبغض المؤمن المؤمن يعني زوجته وأخته وأمه لكن يراد الزوجة هنا ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها خلقا آخرا ) وهذا يعني الموازنة بين الحسنات والسيئات بعض الناس ينظر إلى السيئات والعياذ بالله فيحكم بها وينسى الحسنات وبعض الناس ينظر للحسنات وينسى السيئات والعدل أن يقارن الإنسان بين هذا وهذا وأن يميل إلى الصفح والعفو والتجاوز فإن الله تعالى يحب العافين عن الناس فإذا وجدت في قلبك بغضاء لشخص فحاول أن تزيل هذه البغضاء وذكر نفسك بمحاسنه ربما يكون بينك وبينه سوء عشرة أو سوء معاملة لكنه رجل فاضل طيب يحسن إلى الناس يحب الخير يبذل فيه تذكر هذه المحاسن حتى تكون المعاملة السيئة التي يعاملك بها مضمحلة منغمرة في جانب الحسنات كذلك أيضا لا تتناجش المناجشة الزيادة في الثمن لغير إرادة الشراء مثلا رأيت سلعة وحرج عليها ونادى عليها في السوق سامها رجل مثلا بمئة ريال فنجشت عليه قلت بمئة وعشرة بمئة وعشرة وأنت لا تريدها لكن تريد أن يزيد الثمن على المشتري هذا حرام عدوان أما لو كنت رأيت السلعة رخيصة بمئة وزدت مئة عشرة وقلت بمئة وعشرة وأنت بالأول ما عندك نية لشرائها لكن استرخصتها فزدت حتى بلغت الثمن الذي لا ترى فيه مصلحة لك فتركته هذا لا بأس به لكن إذا كان قصدك العدوان على المشتري وأن تنكد عليه وتزيد عليه الثمن فهذا هو النجش وكذلك لو زاد في السلعة من أجل نفع البائع هو لا يعرف المشتري وليس بينه وبينه شيء لكن يريد أن ينتفع البائع فزاد في الثمن وهو لا يريد الشراء وإنما يريد نفع البائع سيمت السلعة بمئة فقال بمئة وعشرة لا إضرارا بالمشتري لأنه لا يعرفه وليس بينه وبينه شيء لكن من أجل نفع البائع هذا أيضا حرام لا يجوز وهو من المناجشة التي نهى عنها النبي عليه الصلاة والسلام
كذلك أيضا إذا أراد الأمرين جميعا يعني أراد أن ينفع البائع ويضر المشتري فهذا أيضا حرام وهو من النجش الذي حرمه الرسول عليه الصلاة والسلام
( ولا تدابروا ) سبق الكلام عليه ( ولا تقاطعوا ) يعني لا يقطع أخ أخاه بل يواصله بحسب العرف وبحسب السبب الداعي للصلة لأن القريب تصله لقربه الجار لجيرته الصاحب لصحبته وهكذا لا تقاطع اخاك صله فإن الله تعالى يحب الواصلين الذين يصلون أرحامهم
( ولا يحل لأحد أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) الهجر من التقاطع يعني يلقاه لا يسلم عليه في الحرم حرام إلا أن الشارع النبي صلى الله عليه وسلم رخص لك ثلاثة أيام لأن الإنسان ربما يكون في نفسه شيء على واحد يهجره له رخصة ثلاثة أيام بعد الأيام الثلاثة لا يجوز أن يلقاه فلا يسلم عليه إلا إذا كان على معصية إذا هجرناه تركنا فنهجره للمصلحة كما هجر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الثلاثة الذين خلفوا وتخلفوا عن غزوة تبوك وإلا فالأصل أن الهجر حرام وأما قول بعض العلماء وإطلاقه أن المجاهر بالمعصية يهجر فهذا فيه نظر فصار عندنا هجر إلى ثلاث جائز فوق الثلاث حرام إلا لمصلحة والله الموفق
2 - شرح حديث عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا ! أنظروا هذين حتى يصطلحا ). رواه مسلم. وفي رواية له: ( تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين ) وذكر نحوه.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الحديث ذكره المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب تحريم التباغض والتدابر والتقاطع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تفتح أبواب الجنة في كل يوم اثنين وخميس فيغفر لكل مسلم إلا رجلين بينهما شحناء فيقال أنظروا هؤلاء أنظروا هؤلاء حتى يصطلحا ) وكذلك عرض ( الأعمال على الله عز وجل يوم الاثنين والخميس فيغفر لكل مسلم إلا رجلين بينهما شحناء فيقال أنظروا هؤلاء حتى يصطلحوا ) فدل ذلك على أنه يجب على الإنسان أن يبادر بإزالة الشحناء والعداوة والبغضاء بينهم وبين إخوانه حتى وإن رأى في نفسه غضاضة وثقلا في طلب إزالة الشحناء فليصبر وليحتسب لأن العاقبة في ذلك حميدة والإنسان إذا رأى ما في العمل من الخير والأجر والثواب سهل عليه وكذلك إذا رأى الوعيد على تركه سهل عليه وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يذهب إلى الشخص ويقول يجب أن نصطلح ونزيل ما بيننا من العداوة والبغضاء فبإمكانه أن يوسط رجلا ثقة يرضاه الطرفان ويذهب إليه ويقول إني أجد بينك وبين فلان كذا وكذا فلو اصطلحتما وأزلتما ما بينكما من العداوة والبغضاء فيكون هذا حسنا جيدا والله الموفق
3 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا ! أنظروا هذين حتى يصطلحا ). رواه مسلم. وفي رواية له: ( تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين ) وذكر نحوه. أستمع حفظ
باب تحريم الحسد: قال الله تعالى: (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) أو قال: ( العشب ). رواه أبو داود.
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم الحسد .
قال الله تعالى (( أم يحسدون على ما آتاهم الله من فضله ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) أو قال ( العشب ) رواه أبو داود "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم الحسد "
الحسد هو أن يكره الإنسان ما أنعم االله به على غيره أن يكره الإنسان ما أنعم االله به على غيره من علم أو مال أو أهل أو جاه أو غير ذلك
والحسد من كبائر الذنوب ومن سمات اليهود والعياذ بالله كما قال الله تعالى عنهم (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم )) وقال تعالى (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )) أي ما أعطاهم من فضله (( فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما )) وحذر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الحسد وبين أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار العشب أو قال الحطب
ثم إن الحسد فيه اعتراض على قضاء الله وقدره لأن الحاسد لم يرض بقضاء الله وقدره يعني لم يرض أن الله أعطى هذا الرجل مالا أو أعطاه أهلا أو أعطاه علما ففيه اعتراض على قضاء الله وقدره
ثم إن الحسد جمرة في القلب والعياذ بالله كلما أنعم الله على عبده نعمة احترق هذا القلب والعياذ بالله حيث أنعم الله تعالى على عباده فتجده دائما في نكد ودائما في قلق
والحسد ربما يحصل منه بغي وعدوان على غيره ممن آتاه الله من فضله ربما يشوه سمعته عند الناس ويقول فيك كذا وفيك كذا وهو كاذب أو صادق لكن يريد أن يحسد هذا الرجل على النعمة فربما يحصل منه هذا العدوان على أخيه المسلم ثم إن الحسد لا يرد نعمة الله على عبده مهما حسدت ومهما بغيت فإنك لن تمنع فضل الله على عباده قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) وإلا فلن يضروك فالواجب على الإنسان إذا رأى من نفسه حسدا لأحد لأن يتقي الله وأن يوبخ نفسه ويقول لها كيف تحسدين الناس على ما آتاهم الله من فضله كيف تكرهين نعمة الله على عباده يقول أرأيت لو كان هذا هذه النعمة عندك أتحبين أن أحدا يحسدك عليها ويوبخها يوبخ النفس وكذلك يقول لها أنت لو حسدت وكرهت ما أعطى الله من فضله فإن ذلك لن يضر الحاسد يل هو ضرر على الإنسان نفسه فإن ذلك لن يضر المحسود بل هو ضرر على الحاسد وأشبه ذلك مما يوبخ به نفسه حتى يزول حتى يزول ما فيه من الحسد وحينئذ يطمئن ويستريح ولا يتنكد ولا يتكدر اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيء الأخلاق والأعمال لا يصرف عنا سيئها إلا أنت
4 - باب تحريم الحسد: قال الله تعالى: (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) أو قال: ( العشب ). رواه أبو داود. أستمع حفظ
باب النهي عن التجسس: قال الله تعالى: (( ولا تجسسوا )). وقال تعالى: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا، التقوى ههنا ) ويشير إلى صدره ( بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ). وفي رواية: ( لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا, ولا تناجشوا, وكونوا عباد الله إخوانا ). وفي رواية: ( لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا, ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا ). وفي رواية: ( لا تهاجروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض ). رواه مسلم بكل هذه الروايات، وروى البخاري أكثرها.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى لآه وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن التجسس قال الله تعالى (( ولا تجسسوا )) وقال تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا التقوى هاهنا ويشير إلى صدره بحسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) وفي رواية ( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا ) وفي رواية ( لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ) وفي رواية ( ولا تهاجروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض ) رواه مسلم بكل هذه الروايات وروى البخاري أكثرها ) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم التجسس "
التجسس أن يتتبع الإنسان أخاه ليطلع على عوراته سواء كان ذلك عن طريق مباشر بأن يذهب هو بنفسه يتجسس لعله يجد عثرة أو عورة أو كان عن طريق الآلات المستخدمة في حفظ الصوت أو كان عن طريق الهاتف فكل شيء يوصل الإنسان إلى تتبع عورات أخيه ومثالبه فإن ذلك من التجسس وهو محرم لأن الله سبحانه وتعالى قال (( يا أيها الذين اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا )) فنهى سبحانه وتعالى عن التجسس
ولما كان التجسس إيذاء لأخيك المسلم أردف المؤلف رحمه هذه مما استشهد به من هذه الآية بقول الله تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) لأن التجسس أذية يتأذى به المتجسس عليه ويؤدي إلى البغضاء والعداوة ويؤدي إلى تكليف الإنسان نفسه ما لم يلزمه فإنك تجد المتجسس والعياذ بالله مرة هنا ومرة هنا ومرة هنا ومرة ينظر إلى هذا ومرة ينظر إلى هذا فقد أتعب نفسه في أذية عباد الله نسأل الله العافية
ومن ذلك أيضا أن يتجسس على البيوت يعني من التجسس أن يتجسس على البيوت يقف عند الباب ويستمع لما يقال في المجلس ثم يبني عليه الظن الكاذب والتهم والتهم التي ليس لها أصل ثم ذكر المؤلف حديث أبي هريرة برواياته وأكثرها قد مر علينا لكن من أهم ما ذكر ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) وهذا مطابق لقول الله تبارك وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن )) لكن في الآية قال الله تعالى (( اجتنبوا كثيرا من الظن )) ولم يقل الظن كله لأن الظن المبني على القرائن لا باس به فهو من طبيعة الإنسان أنه إذا وجد قرائن قوية توجب الظن الحسن أو غير الحسن فإنه لا بد أن يخضع لهذه القرائن ولا بأس في ذلك لكن الظن المجرد هو الذي حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام وقال إنه أكذب الحديث لأن الإنسان إذا ظن صارت نفسه تحدثه تقول فعل فلان كذا وهو يفعل كذا وهو يريد كذا وما أشبه ذلك وهذا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام إنه أكذب الحديث
وفيه أيضا مما لم يمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كونوا عباد الله إخوانا كما أمركم ) يعني أنه يجب على الإنسان أن يكون أخا لأخيه بالمعنى المطابق للأخوة لا يكون عدوا له فإن بعض الناس إذا صار بينه وبين أخيه معاملة وساء الفهم بينهما في هذه المعاملة اتخذه عدوا وهذا لا يجوز الواجب أن الإنسان يكون أخا لأخيه في المحبة والإلفة وعدم التعرض له بالسوء والدفاع عن عرضه وغير ذلك من مقتضى الأخوة
( المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يكذبه ) وهذا أيضا قد مر علينا سابقا
وقال ( التقوى هاهنا ) يشير إلى صدره يعني في القلب وإذا اتقى القلب اتقت الجوارح لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا صلحت صلح الجسد كله ) يعني القلب بعض الناس تنهاهم مثلا عن شيء من الأشياء تقول أعف اللحية حرام عليك أنك تحلقها فيقول لك التقوى هاهنا طيب وين التقوى لو اتقى ما هاهنا اتقى ما هاهنا يعني لو اتقى القلب اتقت الجوارح بعض الناس تنصحه في طول الثوب تجد ثوبه إلى أسفل من كعبه تنصحه في ذلك فيقول لك التقوى هاهنا أين التقوى لو كان عندك تقوى في قلبك لاتقيت الله تعالى في قولك وفعلك لأنه إذا صلحت صلح الجسد كله لكن بعض الناس والعياذ بالله يجادل بالباطل كالكافرين جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق ومع ذلك لا يبقى جداله بالباطل على من عنده بصيرة يعرف أن هذا جدل ليس له أصل بل هو باطل
وهذا الحديث الذي ذكره المؤلف بألفاظه ينبغي للإنسان أن يتخذه مسارا له ومنهجا يسير عليه ويبني عليه حياته فإنه جامع لكثير من مسائل الأخلاق التي إذا تجنبها الإنسان حصل على خير كثير والله الموفق
5 - باب النهي عن التجسس: قال الله تعالى: (( ولا تجسسوا )). وقال تعالى: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا، التقوى ههنا ) ويشير إلى صدره ( بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ). وفي رواية: ( لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا, ولا تناجشوا, وكونوا عباد الله إخوانا ). وفي رواية: ( لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا, ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا ). وفي رواية: ( لا تهاجروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض ). رواه مسلم بكل هذه الروايات، وروى البخاري أكثرها. أستمع حفظ
شرح حديث عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم ). حديث صحيح، رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه أتي برجل فقيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمرا، فقال: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء، نأخذ به. حديث حسن صحيح. رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب النهي عن التجسس عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم ) حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح
وعن ابن مسعود رضي الله عنه ( أنه أتي برجل فقيل له هذا فلان تقطر لحيته خمرا فقال إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به ) حديث حسن صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم
باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه من الأحاديث التي يتبين فيها أن الإنسان لا يتجسس على إخوانه المسلمين ولا يتتبع عوراتهم بل ما ظهر منها فإنه يعامل من أظهرها بما يليق به وما لم يظهر فلا يجوز التجسس ولا التحسس كما في حديث معاوية رضي الله عنه أن الإنسان إذا تتبع عورات المسلمين أهلكهم أو كاد أن يهلكهم لأن كثيرا من الأمور تجري بين الإنسان وبين ربه لا يعلمها إلا هو فإذا لم يعلم بها احد وبقي عليه ستر الله عز وجل وتاب إلى ربه وأناب حسنت حاله ولم يطلع على عورته أحد ولكن إذا كان الإنسان والعياذ بالله يتتبع عورات الناس ماذا قال فلان وماذا فعل وإذا ذكر له عورة مسلم ذهب يتجسس إما أن يصرح وإما ان يلمح فيقول مثلا قالوا إن فلان قال كذا أو فعل كذا وكذا فينشر معايبه عند الخلق والعياذ بالله وفي الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في بيت أمه ) نسأل الله العافية جزاء وفاقا مثل ما تتبع عورات المسلمين يفضحهم يتتبع الرب عز وجل عورته حتى يفضحه نسأل الله العافية ولا يغنيه جدران ولا ستور
وكذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه أتي برجل تقطر لحيته خمرا لكنه شربه مختفيا ولكن هؤلاء القوم تجسسوا عليه حتى أخرجوه على هذه الحال فبين رضي الله عنه أن من أبدى لنا عورته أو عيبه أخذناه به ومن استتر بستر الله فلا نؤاخذه وهذا أيضا يدل على أنه لا يجوز التجسس
6 - شرح حديث عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم ). حديث صحيح، رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه أتي برجل فقيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمرا، فقال: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء، نأخذ به. حديث حسن صحيح. رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم. أستمع حفظ
باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة: قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث ). متفق عليه.
7 - باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة: قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث ). متفق عليه. أستمع حفظ
باب تحريم احتقار المسلمين: قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )). وقال تعالى: (( ويل لكل همزة لمزة )).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم احتقار المسلمين قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ))
وقال تعالى (( ويل لكل همزة لمزة ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بحسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) رواه مسلم
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ) فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا فقال ( إن الله إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم احتقار المسلم " احتقار المسلم ازدراؤه والسخرية به والاستهزاء به والحط من قدره وما أشبه ذلك وهذا محرم لما فيه من العدوان على أخيك المسلم الذي يجب أن تحترمه وأن تكن له كل تقدير لأنه أخوك والمؤمن أخو المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم استدل المؤلف رحمه الله بقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن )) فوجه الله الخطاب إلى المؤمنين (( يا أيها الذين آمنوا )) وتوجيه الخطاب للمؤمن دليل على أن ما يتلى عليه فهو من مقتضيات الإيمان وان فقده ومخالفته نقص في الإيمان كما أن تصدير الحكم في الندا يدل على الاهتمام به لأن الندا يعني تنبيه المخاطب لما يلقى إليه يقول (( لا يسخر قوم من قوم )) وهم الرجال (( ولا نساء من نساء )) وهن النسا الإناث والسخرية قد تكون بهيئته يسخر من هيئة هذا الرجل وقد يكون ذلك بخلقته يسخر من خلقته قصرا أو طولا أو ضخامة أو نحافة أو ما أشبه ذلك ويكون كذلك السخرية بكلامه وتقليد كلامه استهزاء وسخرية كما يفعل بعض السفهاء يقلد بعض القراء أو بعض العلماء يقلد أصواتهم سخرية واستهزا والعياذ بالله ويكون كذلك بالمعاملة يسخر به في معاملته الناس وكذلك في المشية المهم أن كل شيء فيه سخرية لأخيه فإنه داخل في هذه الآية (( لا يسخر قوم من قوم ولا نساء من نساء )) وبين الله عز وجل أنه ربما يكون هؤلاء الذين سخروا منهم ربما يكونون خيرا منهم عند الله وعند عباد الله ولهذا قال (( عسى أن يكونوا خيرا منهم )) هذا في القوم (( عسى أن يكن خيرا منهن )) هذا في النساء (( ولا تلمزوا أنفسكم )) أي لا تعيبوها وقوله (( أنفسكم )) من المعلوم أن الإنسان لن يعيب نفسه لكنه لما كان المؤمنون إخوة صار اخوك كنفسك فقوله (( لا تلمزوا أنفسكم )) يعني لا تلمزوا إخوانكم لكنه عبر بالنفس ليتبين أن أخوك بمنزلة نفسك فكما أنك تكره أن تلمز نفسك فاكره أن تلمز أخاك (( ولا تنابزوا بالألقاب )) ينبز بعضكم بعضا باللقب سخرية به إما أن يكون مثلا قبيلته يعزى إلى قبيلة فيها شيء من اللقب المكروه فينسبه إليها أو قبيلته فيها شيء من اللقب المضحك فينسبه إليها وما اشبه ذلك مما يكون نبزا بالألقاب (( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان )) يعني أنكم إن فعلتم ذلك كنتم من الفاسقين و(( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان )) الإنسان إذا لمز أخاه أو سخر منه أو ما أشبه ذلك فإنه يكون بذلك فاسقا وهذا يدل على أن السخرية بالمؤمنين وأن لمزهم وأن منابزتهم بالألقاب كلها من كبائر الذنوب (( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )) يعني إذا استمر على هذا ولم يتب إلى الله عز وجل فإنه ظالم ثم ذكر المؤلف آية أخرى وهي قوله تعالى (( ويل لكل همزة لمزة )) وويل هذه كلمة وعيد جاءت في القرآن في عدة مواضع وكلها تفيد الوعيد والتهديد على من فعل هذا (( لكل همزة لمزة )) أي يعيب غيره تارة بالهمز وتارة باللمز فاللمز باللسان والهمز بالجوارح فالهمزة اللمزة متوعد بهذا بالويل والعياذ بالله ثم ذكر المؤلف أحاديث يأتي الكلام عليها إن شاء الله في الدرس القادم
8 - باب تحريم احتقار المسلمين: قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )). وقال تعالى: (( ويل لكل همزة لمزة )). أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ). رواه مسلم، وقد سبق قريبا بطوله. وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنة، فقال: ( إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمظ الناس ). رواه مسلم. وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ! إني قد غفرت له، وأحبطت عملك ). رواه مسلم.
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم احتقار المسلمين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بحسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) رواه مسلم
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ) فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة فقال ( إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان فإني قد غفرت له وأحبطت عملك ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذه الأحاديث في بيان تحريم احتقار المسلم وقد سبق الكلام على الآيتين اللتين ساقهما المؤلف رحمه الله
أما هذه الأحاديث فهو حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( بحسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) بحسب حسب هنا يعني كافي يعني يكفي المؤمن من الشر أن يحقر أخاه المسلم وهذا تعظيم لاحتقار المسلم وأنه شر عظيم لو لم يأت الإنسان من الشر إلا هذا لكان كافيا فلا تحقرن أخاك المسلم لا في خلقته ولا في ثيابه ولا في كلامه ولا في خلقه ولا غير ذلك أخوك المسلم حقه عليك عظيم فعليك أن تحترمه وأن توقره وأما احتقاره فإنه محرم ولا يحل لك أن تحتقره
وكذلك حديث ابن مسعود وحديث جندب ابن عبد الله رضي الله عنهما كلاهما يدل على تحريم احتقار المسلم وأنه لا يحل لك حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث في حديث ابن مسعود أنه ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر قالوا يا رسول الله يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ) ظن الصحابة رضي الله عنهم أن الإنسان إذا تلبس لباسا حسنا وانتعل نعلا حسنا أن هذا من التعاظم والتعالي والتكبر فبين لهم النبي عليه الصلاة والسلام أن ليس الأمر كذلك قال ( إن الله جميل يحب الجمال ) جميل بذاته جل وعلا وبأفعاله وبصفاته وكذلك يحب الجمال يعني يحب التجمل فكلما كان الإنسان متجملا كان ذلك أحب إلى الله إذا كان هذ التجمل مما يسعه يعني ليس فقيرا يذهب يتكلف الثياب الجميلة أو النعل الجميلة لكنه قد أنعم الله عليه وتجمل فإن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده وكذلك حديث سفيان بن عبد الله نعم جندب بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر الحديث
الطالب : ...
الشيخ : نعم أخبر ( أن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان ) ( والله لا يغفر الله لفلان ) وكان هذا الرجل عابدا معجبا بعمله محتقرا لأخيه الذي رآه مفرطا فأقسم أن الله لا يغفر له فقال الله عز وجل ( من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ) يعني من ذا الذي يحلف علي أن لا أغفر له والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء إني قد غفرت له وأحبطت عملك أعوذ بالله تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته أهلكته لأنه قال ذلك معجبا بنفسه محتقرا لأخيه فأقسم أن الله لا يغفر له فغفر الله لهذا الرجل لأن معاصيه دون الشرك أو لأن الله تعالى من عليه فتاب وأما الآخر فأحبط عمله لأنه أعجب بعمله والعياذ بالله وتألى على ربه وأقسم عليه أن لا يغفر لفلان والله تعالى كامل السلطان لا يتألى عليه أحد ولكن إذا حسن ظن المرء بربه وتألى على الله في أمر ليس فيه عدوان على الغير فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) والله الموفق
الطالب : ...
الشيخ : نعم
القارئ : وعلى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم قال الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) وقال تعالى (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ))
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) رواه الترمذي وقال حديث حسن
باب تحريم الطعن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع قال الله تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) "
9 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ). رواه مسلم، وقد سبق قريبا بطوله. وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنة، فقال: ( إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمظ الناس ). رواه مسلم. وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ! إني قد غفرت له، وأحبطت عملك ). رواه مسلم. أستمع حفظ