باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة )). وقال تعالى: (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )). عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تظهر الشماتة لأخيك: فيرحمه الله ويبتليك ). رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
القارئ : وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم قال الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) وقال تعالى (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )) عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لاتظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) رواه الترمذي وقال حديث حسن باب تحريم الطعن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع قال الله تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اثنتان بالناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت ) رواه مسلم " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذان بابان ذكرهما المؤلف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين الأول الشماتة والثاني الطعن في النسب أما الشماتة فهو التعيير بالذنب أو بالعمل أو بحادثة تقع على الإنسان أو ما أشبه ذلك فيشهرها الإنسان ويبينها ويظهرها وهذا محرم لأنه ينافي قول الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة )) فإن الأخ لا يحب أن تظهر الشماتة في أخيه وكذلك ينافي قوله تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )) ثم ذكر المؤلف حديث واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) يعني أن الإنسان إذا عير أخاه بشيء فربما يرحم الله هذا المعير ويشفى من الشيء ويزول عنه ثم يبتلى به الذي عيره وهذا يقع كثيرا ولهذا جاء في حديث آخر فيه صحته نظر لكنه موافق لهذا الحديث ( من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ) فإياك وتعيير المسلمين والشماتة فيهم فربما يرتفع عنهم ما شمتهم به ويحل فيك
باب تحريم الطعن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع: قال الله تعالى: (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت ). رواه مسلم.
الشيخ : أما الثاني وهو الطعن في النسب فمعناه التعيير في النسب أو أن ينفي نسبه فمثلا يقول في التعيير أنت من القبيلة الفلانية التي لا تدفع العدو ولا تحرم الفقير ويذكر فيها معايب أو مثلا يقول أنت تدعي أنك من آل فلان ولست منهم أنت ما فيك خير هؤلاء القبيلة لو كنت منهم لكان فيك خير أو ما أشبه ذلك ثم ذكر حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( اثنتان بالناس هما بهم كفر ) يعني خصلتان يفعلهما الناس وهما من خصال الكفر ( الطعن في النسب ) والثاني ( النياحة على الميت ) النياحة على الميت أن يبكي عليه النساء أو الرجال أيضا لكن النساء أكثر على شبه ما تنوح الحمامة يعني يأتين بالبكاء برنة معروفة هذا حرام وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة ومن النياحة ما يفعله بعض الناس اليوم يجتمعون في بيت الميت ويؤتى إليهم بالطعام أو يصنعون هم الطعام ويجتمعون عليه فإن هذا محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النائحة والمستمعة وهؤلاء نواح لحديث جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال ( كنا نعد الاجتماع في بيت الميت وصنع الطعام من النياحة ) وهو صحابي جليل معروف فالصحابة يرون أن هذا من النياحة ولهذا ينهى أهل الميت إذا مات الميت أن يفتحوا أبوابهم للعزاء لأن ذلك منكر وبدعة فالصحابة ما كانوا يفعلون ذلك ثم هو فيه نوع من الاعتراض على قضاء الله وقدره والواجب على الإنسان الرضا والتسليم وأن يبقى بابه مغلقا ومن أراد أن يعزيه يجده في السوق أو المسجد إذا كان رجلا وأما النساء فلا حاجة إلى فتح الباب لهن واجتماعهن فالمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن النياحة من الكفر ( اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت ) ولا يغرنك فعل الناس فإن الله يقول (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )) وقال تعالى (( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )) فالمدار مهو على عمل الناس وأنها بعادة المدار على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين وعمل الصحابة رضي الله عنهم ما منهم أحد فتح بابه للمعزين أبدا وما اجتمعوا على ذلك بل كانوا يعدون هذا من النياحة ويبتعدون عنه أشد البعد لأن النياحة كما سمعتم كفر يعني من خصال الكفر والثاني أن الرسول عليه الصلاة والسلام لعن النائحة والمستمعة والله الموفق
باب تحريم الغدر: قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )). وقال تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا )).
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى " باب تحريم الغدر قال الله تعالى (( يا ايها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) وقال تعالى (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا )) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقا خصلة ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) متفق عليه وعن ابن مسعود وعن ابن عمر وأنس رضي الله عنهم قالوا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ) متفق عليه وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ) رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) رواه البخاري " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال النووي في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم الغدر " الغدر خيانة الإنسان في موضع الائتمان بمعنى أن يأتمنك أحد في شيء ثم تغدر به سواء أعطيته عهدا أو لم تعطه وذلك لأن الذي ائتمنك اعتمد عليك ووثق بك فإذا خنته فقد غدرت به ثم استدل المؤلف على تحريم الغدر بوجوب الوفاء لأن الشيء يعرف بضده وجوب الوفاء ساق له المؤلف رحمه الله آيتين من كتاب الله الآية الأولى قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) يعني ائتوا بها وافية كاملة على حسب العقد الذي اتفقت مع صاحبك عليه وهذا يشمل كل العقود يشمل عقود البيع فإذا بعت شيئا على أخيك فالواجب عليك أن تفي بالعقد إن كان بينكما شرط فأوف سواء كان عدميا أم وجوديا فمثلا إذا بعت على أخيك بيتا واشترطت عليه أن تسكنه لمدة سنة فالواجب على المشتري أن يمكنك من هذا وألا يتعرض لك لأنه شرط عليك أن يسكنه سنة وهذا مقتضى العقد بعت على أخيك شيئا واشترطت عليه أن يصبر بالعيب الذي فيه يعني قلت فيه عيب فاصبر به فيجب عليك أن توفي بذلك وأن لا ترده وإذا رددته فلا حق لك لكن يجب عليك من الأصل أن لا ترده وهاهنا مسألة يتخذها بعض الناس والعياذ بالله وهي حرام يبيع الشيء ويعرف أن فيه عيب ثم يقول للمشتري ترى أن ما بعت عليك إلا ما أمامك واصبر بجميع العيوب وهذا ما يعرف عندهم في حراج السيارات حراج تحت الميكروفون تجد السمسمار الذي هو الدلال تجده ينادي بأعلى صوته ويقول ترى ما بعت عليك إلا الكفرات ما بعت عليك إلا الكبوت ما بعت عليك إلا كذا وكذا وهو يعلم أن فيه العيب الفلاني لكن لا يذكره خداعا والعياذ بالله لأنه لو ذكره لنقصت القيمة فإذا لم يذكره صار المشتري مترددا يحتمل فيها عيب يحتمل ما فيها عيب فيبذل فيها ثمنا اكثر مما لو علم بالعيب المعين وهذا الذي باع على هذا الشرط ولو التزم المشتري بذلك إذا كان فيها عيب حقيقة فإنه لا يبرأ منه يوم القيامة سوف يطالب به ولا ينفعه هذا الشرط الواجب إذا علمت في السلعة عيبا أن تبين ... العيب الفلاني نعم لو افترض لو أن الإنسان اشترى سيارة وبقت عنده يوما أو يومين ولم يعلم بها عيبا ولم يشترط عليه عيب ثم أراد أن يسلم منها فقال بعت عليك بع عليك هذا اللي أمامك معيب وإلا سليم ما علي منه فهذا لا بأس به والمهم أن من علم العيب في السلعة يجب أن يبينه ومن لم يعلم فله أن يشترط على المشتري أنه لا رد له ولا يعود عليه بشيء ولا بأس به من الوفاء بالعقود ما يحصل بين الزوجين عند العقد تشترط المرأة شروطا أو يشترط الزوج شروطا فيجب على من اشترط عليه أن يوفي بالشرط مثل أن تشترط عليه أن لا تسكن مع أهله فيجب عليه أن يوفي لأن بعض النساء لا يرغب أن يسكن مع أهل الزوج لكونه سمع عنهم أنهم نكد وأنهم أهل تشويش وأهل نميمة فتقول شرط أن لا أسكن مع أهلك فيجب عليه أن يوفي بذلك لأن الله قال (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) أو شرطت عليه ألا يخرجها من بيتها مثلا هي ربة أولاد من زوج سابق وتزوجها رجل جديد فقالت الشرط أن لا تخرجني من بيتي فيجب عليه الوفاء بهذا الشرط وأن لا ينكد عليها ما يقول أنا ما أخرجتها من بيتها ولكن ينكد عليها حتى تمل وتتعب هذا حرام لأن الله قال (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) اشترطت عليها مهرا معينا قالت شرط أن تعطيني مهري مثلا عشرة آلاف يجب عليه أن يوفي ولا يماطل لأنه مشروط عليه ولكن لو اشترطت هي أو هو شرطا فاسد فإنه لا يقبل مثل لو اشترطت عليه قالت شرط أن تطلق زوجتك الأولى فهذا الشرط لا يوفى به ولا يحل وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها ) أو قال ( ما في صحفتها ) هذا شرط محرم لأنه عدوان على الغير فيكون باطلا ولا يجوز الوفاء به بل ولا يجب الالتزام به أصلا لأنه شرط فاسد أما لو اشترطت أن لا يتزوج عليها وقبل فشرطه صحيح لأنه ما فيه عدوان على أحد فيه منع الزوج من أمر يجوز له باختياره وهذا لا بأس به لأن الزوج هو الذي أسقط حقه وليس فيه عدوان على أحد فإذا اشترطت أن لا يتزوج عليها فتزوج فلها أن تفسخ النكاح رضي أم أبى لأنه خالف الشرع فالمهم أن الله أمر بالوفاء بالعقود في كل شيء يجب أن تبني بالعقد وكل شيء وأن لا تخون ولا تغدر ولا تكتم عيبا ولا تدلس ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الآية الثانية والله أعلم
تتمة باب تحريم الغدر: وقال تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا )) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ). متفق عليه. وعن ابن مسعود وابن عمر وأنس رضي الله عنهم قالوا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان ). متفق عليه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة, يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ). رواه البخاري.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب تحريم الغدر عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "" باب تحريم الغدر قال الله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) وقال تعالى (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا )) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) متفق عليه وعن ابن مسعود وابن عمر وأنس رضي الله عنهم قالوا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ) متفق عليه وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ) رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجلا استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) رواه البخاري " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم الغدر " وقد تقدم لنا معناه والكلام على الآية الأولى مما صدر به المؤلف الباب وهي قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود )) أما الآية الثانية فقال الله تعالى (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا )) أمر الله أن يوفي بالعهد يعني إذا عاهدت أحدا وقلت عليك عهد الله أن لا أفعل كذا أو أن لا أخبر بما أخبرتني به أو ما أشبه ذلك فإنه يجب عليك أن تفي بالعهد لأن العهد سوف تسأل عنه يوم القيامة ولهذا قال (( إن العهد كان مسؤولا )) أي مسؤولا عنه يوم القيامة ثم ذكر أحاديث سبق سبق لنا الكلام عليها أي على شرحها وأعظمها أنه ( ينصب لكل غادر يوم القيامة لواء ) اللواء ما يكون في الحرب مثل العلم يرفع لكل غادر لواء تحت استه والعياذ بالله أي تحت مقعدته ويرتفع هذا اللواء بقدر غدرته إن كانت كبيرة صار رفيعا وإن كانت صغيرة صار صغيرا ويقال هذه غدرة فلان ابن فلان والعياذ بالله وفي هذا الحديث دليل على أن الغدر من كبائر الذنوب لأن فيه هذا الوعيد الشديد وفيه أيضا أن الناس يدعون يوم القيامة بآبائهم لا بأمهاتهم وأنما ذكر من ان الإنسان يوم القيامة يدعى باسم أمه فيقال يا فلان ابن فلانة فليس بصحيح بل إن الإنسان يدعى باسم أبيه كما يدعى به في الدنيا وفي الحديث الأخير أيضا التنبيه على مسألة يفعلها كثير من الناس اليوم وهم أنهم يستعجلون الأجراء ولا يعطونهم أجرهم هذا الذي يفعل يستأجر الأجير ولا يعطيه أجره يكون الله عز وجل خصمه يوم القيامة كما قال الله تعالى في الحديث القدسي ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ) يعني عاهد بي ثم غدر والثاني ( رجل باع حرا فأكل ثمنه ) حتى لو كان ابنه أو أخاه الأصغر ثم باعه وأكل ثمنه فخصمه الله يوم القيامة الثالث هذا الرجل الذي استأجر أجيرا فاستوفى منه وقام الأجير بالعمل كاملا ثم لم يعطه أجرته ومن ذلك ما يفعله بعض الناس اليوم في العمال الذين يأتون بهم من الخارج تجده يستأجر بأجرة معينة مثلا ستمئة ريال في الشهر ثم إذا جاء إلى هنا ماطل به وآذاه ولم يوفيه حقه وربما يقول له تريد أن تبقى هنا بأربعمئة ريال وإلا سفرتك هذا والعياذ بالله يكون الله خصمه يوم القيامة ويأخذ من حسناته يعطيه هذا العامل لأن قوله إما أن تعمل بأربعمئة وإلا سفرتك هذا استأجره بستمئة ولم يعطه أجره فيدخل في هذا الوعيد الشديد وهؤلاء الذين يأتون بالعمال ولا يعطونهم أجورهم أو يأتون بهم وليس عندهم شغل ولكن يتركونهم في الأسواق ويقول اذهب وما حصلت فلي نصفه أو مثلا يقول اذهب وعليك في الشهر ثلاثمئة ريال أو أربعمئة ريال كل هذا حرام والعياذ بالله ولا يحل لهم وما أكلوه فإنه سحت وكل كل جسد نبت على السحت فالنار أولى به وهؤلاء الذين يأكلون أموال هؤلاء العمال المساكين هؤلاء لا تقبل لهم دعوة والعياذ بالله يدعون الله فلا يستجيب لهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ) وما يأكله هؤلاء من أجور هؤلاء العمال أو يظلمونهم به فإنهم يأكلونه سحتا نسأل الله العافية فعلى الإنسان أن يتقي الله أنا أعلم أنكم سوف تبلغون هذا إلى هؤلاء الظلمة والعياذ بالله
فائدة : الإصرار على الذنب وعدم التوفيق للتوبة عقوبة من الله تعالى.
الشيخ : الذين عاقبهم الله عقوبة عاجلة والعياذ بالله ما هي العقوبة العاجلة استمراء هذا العمل والاستمرار فيه والإصرار عليه فإن الإصرار على الذنب عقوبة والعياذ بالله إذا لم يمن الله على الإنسان بالتوبة من الذنب فاعلم أن استمراره في هذا الذنب عقوبة من الله عز وجل له لأنه لا يزداد بهذا الذنب من الله إلا بعدا ولا تزداد سيئاته إلا كثرة ولا يزداد إيمانه إلا نقصا فنسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق
باب النهي عن المن بالعطية ونحوها: قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى )). وقال تعالى: (( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى )). عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليه، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) قال: فقراها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله ؟ ( قال المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ). رواه مسلم. وفي رواية له: ( المسبل إزاره ).
القارئ : رحمه الله تعالى "باب النهي عن المن بالعطية ونحوها قال الله تعالى (( يا أيها الذين لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى )) وقال تعالى (( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى )) عن أبي ذر رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار قال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله قال المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) رواه مسلم وفي رواية له ( المسبل إزاره ) " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف رحمه الله تعالى " باب تحريم المن بالعطاء والصدقة ونحوها " وذلك أن الإنسان إذا أعطى أحدا من الناس عطاء إن كان صدقة فقد أعطاه لله عز وجل وإن كان إحسانا فالإحسان مطلوب فإذا كان كذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يمن بالعطية فيقول أنا أعطيتك كذا أنا أعطيتك كذا سواء قاله في مواجهته أو في غير مواجهته مثل أن يقول بين الناس أعطيت فلانا كذا وأعطيت فلانا كذا يمن بذلك عليه ثم استدل المؤلف لذلك بقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى )) فدل هذا على أن الإنسان إذا من فإن الصدقة تبطل ولا ثواب له فيها وهو من كبائر الذنوب وقال تعالى (( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) ثم ذكر حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل والمنان والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ) المسبل يعني الذي يجر إزاره أو قميصه أو مشلحه خيلاء وتبخترا فهذا له هذا العقاب الشديد لا يكلمه الله يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم والمنان المنان بما أعطى إذا أعطى أحدا شيئا صار يمن به والمنفق سلعته بالحلف الكاذب يعني الذي يحلف على السلعة حلفا كاذبا من اجل أن تزيد قيمتها هذا أيضا من الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم والله الموفق
باب النهي عن الافتخار والبغي: قال الله تعالى: (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )). وقال تعالى: (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم )). عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد ). رواه مسلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن الافتخار والبغي قال الله تعالى (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) وقال تعالى (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم )) عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد ) رواه مسلم " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن الافتخار والبغي " الافتخار أن يتمدح الإنسان بنفسه ويفتخر بما أعطاه الله تعالى من نعمة سواء نعمة الولد سواء نعمة الولد أو المال أو العلم أو الجاه أو قوة البدن أو ما أشبه ذلك المهم أن يتمدح الإنسان بما أنعم الله عليه فخرا وعلوا على الناس وأما التحدث بنعمة الله على وجه إظهار نعمة الله على العبد مع التواضع فإن هذا لا بأس به لقول الله تعالى (( وأما بنعمة ربك فحدث )) ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ) فقال ولا فخر يعني لا أفتخر بذلك وأزهو وأزهو بنفسي وأما البغي فهو العدوان على الغير أن الإنسان يعتدي على غيره إما على ماله أو على بدنه أو على أهله أو على مقامه أو ما أشبه ذلك فالعدوان أنواع كثيرة لكن يضمها كلها أنه انتهاك لحرمة أخيه المسلم وهذا أيضا محرم ثم استدل المؤلف بقول الله تبارك وتعالى (( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى )) فنهى الله سبحانه وتعالى عباده أن يزكوا أنفسهم يعني أن يمدحوها افتخارا على الخلق فيقول مثلا لصاحبه أنا أعلم منك أنا أكثر منك طاعة أنا اكثر منك مالا وما أشبه ذلك فهذا نسأل الله العافية تزكية للنفس ونوع من الافتخار ولا يعارض هذا قول الله تعالى (( قد أفلح من زكاها )) لأن من زكاها نعم لا يعارضه قول الله تعالى (( قد أفلح من زكاها )) وذلك لأن التزكية المنهي عنها هو أن الإنسان يفتخر ويعلو ويزهو بما أعطاه الله تعالى من خير ومن عبادة ومن علم وأما قد أفلح من زكاها فالمراد من سلك بها طريق الزكاة واجتنب طريق الردى ولهذا قال (( وقد خاب من دساها )) وهذه الآيات المتشابهات في القرآن يتخذ منها اهل الباطل حجة في التلبيس على الناس يقول انظر القرآن تارة يقول لا تزكوا أنفسكم وتارة يمدح من زكى نفسه ولكن هؤلاء كما وصفهم الله تعالى هم الذين في قلوبهم زيغ نعوذ بالله كما قال الله تعالى (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )) وإلا فالقرآن لا يمكن أبدا أن يكون فيه شيء متناقض كما قال تعالى (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) أما القرآن فلا اختلاف فيه وقد أورد نافع ابن الأزرق الخارجي المشهور على ابن عباس رضي الله عنهما كثيرا من الآيات المتشابهات التي ظاهرها التعارض وأجاب عنها رضي الله عنه في آيات متعددة ذكرها السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ثم استدل على تحريم البغي بقول الله تعالى (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق )) السبيل يعني التبعة واللوم والمذمة على هؤلاء الذين يظلمون الناس في أموالهم أو في أعراضهم أو في أنفسهم أو في أهليهم هؤلاء هم الذين عليهم السبيل والتبعة ويبغون في الأرض بغير حق يعني يعتدون بغير حق وإنما وصف الله البغي بغير الحق لأنه حقيقة ليس بحق كل البغي فهو بغير حق فالقيد هنا ليس للاحتراز بل هو لبيان الواقع وهو أن كل شيء كل شيء من البغي فإنه بغير حق وهذا يرد في القرآن كثيرا أن تجد قيدا يبين واقع وليس قيدا يخرج ما سواه مثل قوله تعالى (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون )) فهنا ليس هناك رب لم يخلقنا ورب خلقنا بل هو لبيان الواقع أن الرب هو الذي خلقنا وهو الذي رزقنا فالحاصل أن الله تعالى بين أن السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير حق ثم ذكر حديث عياض بن حمار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( إن الله أوحى إلي أن لا يبغي أحد على أحد ) هذا الشاهد من الحديث وهذا يدل على أن البغي أمر عظيم فيه عناية من الله سبحانه وتعالى يبين لعباده انه لا يبغي أحد على أحد وأن الإنسان يتواضع لله عز وجل ويتواضع للحق والله الموفق
القارئ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب النهي عن الافتخار والبغي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) رواه مسلم باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام قال الله تعالى (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) وقال تعالى (( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث ) متفق عليه وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) متفق عليه وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرء لا يشرك بالله شيئا إلا امرء كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ) رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ) رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري وعن أبي خراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي ويقال السلمي الصحابي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ) رواه أبو داود بإسناد صحيح وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث فإن مرت به ثلاث فليلقه وليسلم عليه فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم وخرج المسلم من الهجرة ) رواه أبو داود بإسناد حسن " الطالب : ... أبو هريرة... الشيخ : ...
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكهم ). رواه مسلم.
القارئ : قال رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) رواه مسلم " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذه الأحاديث كلها مرت علينا فيما سبق وشرحناها فلا نعود إليها ولكن نتكلم على نبذ مهمة منها حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) هذا القول يكون على وجهين: الوجه الأول: أن يقول هلك الناس يعني وقعوا في المعاصي وفسقوا يريد بذلك أن يزكي نفسه وأن يقدح في غيره فهذا هو أهلك الناس لأنه يحبط عمله وهو لا يشعر كما في قصة الرجل الذي كان يمر برجل فاسق يعصي الله وكان ينصحه ولكنه بقي على ما هو عليه من الفسوق ( فقال الرجل والله لا يغفر الله لفلان ) قال هذا إعجابا بنفسه وتأليا على الله عز وجل فقال الله تعالى ( من ذا الذي يتألى عليه أن لا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك ) لأنه قال ذلك افتخارا وإعجابا بنفسه واحتقارا لهذا الرجل واستبعادا لرحمة الله عز وجل ومن الذي يستبعد رحمة الله إلا جاهل بالله عز وجل قال (( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون )) فهذا الذي يقول هلك الناس ضاع الناس فسق الناس وما أشبه ذلك يريد بهذا أن يزكي نفسه ويقدح بغيره فهو أهلك الناس يعني أشدهم هلاكا والعياذ بالله
باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )). وقال تعالى: (( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )).
الشيخ : أما الاحاديث التي ذكرها المؤلف في تحريم الهجر فقد سبق لنا الكلام عليها مفصلا وبينا انه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاثة أيام لكن فيما دون الثلاثة له أن يهجره ولا ينبغي أيضا لكن له أن يهجره لأن الإنسان ربما يكون بينه وبين أخيه شيء من ... الخواطر والشره عليه فيهجره هذا رخص له النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة أيام فقط وما بعد ذلك لا بد أن يسلم لكن إذا كان لكن إذا كان الهجر لمصلحة دينية مثل أن يكون سببا لاستقامة المهجور وتركه المعصية فإنه لا بأس به بل قد يكون واجبا وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجر كعب بن مالك رضي الله عنه وصاحبيه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع الذين تخلفوا في غزوة تبوك ولما رجع النبي عليه الصلاة والسلام من الغزوة جاء المنافقون يعتذرون إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ويحلفون أنهم معذورون فقال الله تعالى (( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس )) نجس (( ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يعملون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين )) حتى لو رضيت عنهم ما ينفع أما هؤلاء الثلاثة فمن الله عليهم بالصدق وصرحوا للرسول عليه الصلاة والسلام أنهم تخلفوا بلا عذر وكان أشدهم كعب بن مالك رضي الله عنه شاب جلد وكان عنده في تلك الغزوة راحلتان يعني غني يستطيع أن يخرج في الغزو لكن سولت له نفسه والتماهل أخرج غدا أخرج غدا أخرج غدا
باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام: قال الله تعالى: (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )). وقال تعالى: (( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )). عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ). متفق عليه. وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال: يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل امريء لا يشرك بالله شيئا، إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا ). رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم ). رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ). رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم. وعن أبي خراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي ويقال السلمي الصحابي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث فليلقه، فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم، وخرج المسلم من الهجرة ). رواه أبو داود بإسناد حسن.
الشيخ : أما الاحاديث التي ذكرها المؤلف في تحريم الهجر فقد سبق لنا الكلام عليها مفصلا وبينا انه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاثة أيام لكن فيما دون الثلاثة له أن يهجره ولا ينبغي أيضا لكن له أن يهجره لأن الإنسان ربما يكون بينه وبين أخيه شيء من ... الخواطر والشره عليه فيهجره هذا رخص له النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة أيام فقط وما بعد ذلك لا بد أن يسلم لكن إذا كان لكن إذا كان الهجر لمصلحة دينية مثل أن يكون سببا لاستقامة المهجور وتركه المعصية فإنه لا بأس به بل قد يكون واجبا وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجر كعب بن مالك رضي الله عنه وصاحبيه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع الذين تخلفوا في غزوة تبوك ولما رجع النبي عليه الصلاة والسلام من الغزوة جاء المنافقون يعتذرون إلى الرسول عليه الصلاة والسلام ويحلفون أنهم معذورون فقال الله تعالى (( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس )) نجس (( ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يعملون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين )) حتى لو رضيت عنهم ما ينفع أما هؤلاء الثلاثة فمن الله عليهم بالصدق وصرحوا للرسول عليه الصلاة والسلام أنهم تخلفوا بلا عذر وكان أشدهم كعب بن مالك رضي الله عنه شاب جلد وكان عنده في تلك الغزوة راحلتان يعني غني يستطيع أن يخرج في الغزو لكن سولت له نفسه والتماهل أخرج غدا أخرج غدا أخرج غدا