تتمة شرح الأحاديث: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ). متفق عليه. وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال: يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل امريء لا يشرك بالله شيئا، إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا ). رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم ). رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ). رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم. وعن أبي خراش حدرد بن أبي حدرد الأسلمي ويقال السلمي الصحابي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه ). رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث، فإن مرت به ثلاث فليلقه، فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم، وخرج المسلم من الهجرة ). رواه أبو داود بإسناد حسن.
الشيخ : جلد وكان عنده في تلك الغزوة راحلتان يعني غني يستطيع أن يخرج في الغزو لكن سولت له نفسه والتماهل أخرج غدا أخرج غدا أخرج غدا حتى راح الوقت ( ولما رجع النبي عليه الصلاة والسلام جاء كعب بن مالك وقال يا رسول الله لقد أوتيت جدلا ) أستطيع أن أجادل وأخاصم ( ولو جلست عند رجل غيرك عرفت أن أتكلم لكن والله لا أقول شيئا ترضى عني اليوم يفضحني الله به غدا ) شوف الإيمان إيمانه عجيب ( فقال الرسول عليه الصلاة والسلام أما هذا فقد صدق اذهب فسيقضي الله فيك وفي صاحبيك ثم أمر الناس أن يهجروهم ) ما يكلموهم حتى أقاربهم لا تكلموهم حتى أحسن الناس خلقا وأشدهم تحملا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقول كعب بن مالك آتي وأسلم عليه ولا أدري أحرك شفتيه برد السلام أم لا ) مع أنه أحسن الناس خلقا عليه الصلاة والسلام ( وكان إذا قمت أصلي لحظني بعينه فإذا نظرت إليه أعرض وبقوا على هذا الهجران خمسين ليلة كان كعب رضي الله عنه كان كعب بن مالك رضي الله عنه يمر بحائط لأبي قتادة وهو ابن عمه وأحب الناس إليه فيسلم على ابن عمه ولا يرد عليه السلام ) ابن عمه وأحب الناس إليه لكن لا يرد عليه السلام طاعة لمن لله ورسوله (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) لا يرد عليه السلام ( فبكى كعب بن مالك وقال أنشدك الله هل تعلم أني أبغض الله ورسوله فسكت فناشده فسكت وفي النهاية قال الله أعلم ) ما جاوبه قال الله أعلم ( فرجع ثم ابتلي كعب ببلية عظيمة أرسل إليه ملك غسان ورقة قال إنه بلغنا أن صاحبك قلاك وإنك لست بدار مذلة ولا هوان فالحق بنا نواسك ) يعني تعال يمنا نواسيك نخليك مثلنا وهو ملك يخليه ابن ملك ( فقلت هذي من البلا يقول كعب رضي الله عنه فأخذ الورقة وذهب بها إلى التنور وسجر بها النار ) أحرقها خوفا من أن تسول له نفسه يوما من الأيام أن ينقاد لهذا الملك ويذهب وهذا من باب دفع المفسدة وسد الذرائع ( لما تم لهم أربعون ليلة أربعون ليلة لا يكلمهم الناس وقد هجروهم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم أن اعتزلوا نساءكم فجاء الرسول إلى كعب فقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك قال أطلقها أم ماذا ) يعني هل أعتزلها فقط وهي في عصمتي أم أطلقها لو قال طلقها طلقها وليس عنده بشيء ( قال هكذا قال الرسول فقال لامرأته الحقي بأهلك ) ذهبت إلى أهلها وبقي عشر ليال على هذه الحال التي وصفها الله في كتابه العزيز (( حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت )) يعني على سعتها ضاقت عليهم (( وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه )) فرج الله عنهم ( أتاهم الفرج وتاب الله عليهم فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم توبتهم في الليل فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الصبح أخبر الصحابة بما أنزل الله عز وجل فلما اخبرهم وكان كعب بن مالك رضي الله عنه ) لضيق الأرض عليه صار لا يستطيع أن يواجه الناس ( يصلي في بيته فبينما هو في الليلة التي نزلت فيها التوبة يصلي على سطح بيت من بيوتهم سمع صارخا أوفى على سلع ) سلع جبل في المدينة معروف ( يقول يا كعب بن مالك أبشر بتوبة الله عليك ) هذي والله هي البشرى العظيمة نسأل الله تعالى أن يتوب علينا ( أبشر بتوبة الله عليك فاستعار ثوبين من أصحابه وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وإذا بفارس قد ركب فرسه ليبشر كعب بن مالك يعني المسألة ما هي هينة ولكن الصوت صار أسرع منه لما دخل المسجد وأقبل على النبي صلى الله عليه وسلم وإذا وجه الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان بالأمس لا يرد عليه السلام ردا يسمعه وإذا هو يتهلل مسرورا صلوات الله وسلامه عليه أن الله تاب عليه فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام يا كعب أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ) وأخبره بتوبة الله عليه ( فقال يا رسول الله أمن عندك أم من عند الله قال بل من عند الله فشكر الله على ذلك ) فانظر ماذا حصل من هذا الضيق العظيم الذي بقوا فيه على صدقهم وإيمانهم أنزل الله فيهم كتابا يتلى إلى يوم القيامة قصتهم تتلى إلى يوم القيامة يقرأها المسلمون في صلواتهم وفي تهجدهم وفي صلواتهم ويتقربون إلى الله تعالى بتلاوة قصتهم ولهم بكل حرف منها عشر حسنات إذا قرأوه من يحصل له هذه الفائدة لكن هذه فائدة اللجوء إلى الله عز وجل فإنه سبحانه وتعالى لا يخل بمن رجاه وفائدة الصدق فالمهم أن هجر كعب بن مالك وصاحبيه كان فيه فائدة عظيمة وهي أنهم لجأوا إلى الله وصدقوا الله وصدقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبتوا على ايمانهم فكان في هجرهم فائدة كبيرة فإذا كان في هجر من فعل المعصية بترك الواجب أو فعل المحرم فائدة يهجر حتى تتحقق الفائدة وأما من كان هجره لا يفيد شيئا بل لا يزيد الأمر إلا شدة وإلا بعدا عن أهل الخير فلا يهجر لأن الشرع جاء بالمصالح ودرء المفاسد فإذا علمنا أننا لو هجرنا هذا العاصي لم يزدد إلا شرا وكراهة لنا وكراهة لما معنا من الخير فإننا لا نهجره نسلم عليه ونرد عليه السلام لأنه مؤمن وإن عصى الله والمؤمن لا يهجر فوق ثلاث هذا هو الحكم فيما يتعلق بالحفظ وفي النهاية يسوؤني أن أرى المسلمين اليوم يمر بعضهم ببعض لا يسلم أحدهم على الآخر يتلاقيان يضرب كتف أحدهم كتف الآخر لا يسلم عليه والعياذ بالله وكأنما مر بجيفة أو يهودي أو نصراني مع أنه أخوه ومع هذا إذا سلم ماذا يستفيد عشر حسنات نقدا إيمان رسوخ إيمان محبة إلفة دخول الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) فبين أن إفشاء السلام من أسباب المحبة والمحبة من الإيمان والإيمان سبب لدخول الجنة فيؤسفنا جدا أن نرى المسلمين يلتقي بعضهم ببعض لا يسلم بل ربما ربما كانا أخوين زميلين في الدراسة سواء دراسة في المسجد أو دراسة الكلية أو المعهد أو المدارس الأخرى لا يسلم بعضهم على بعض إذن ما فائدة العلم ما فائدة طلب العلم إذا لم يترب طالب العلم بالتربية الحسنة التي دل عليها الكتاب والسنة وكان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما الفائدة من تعلمه هو والجاهل سواء إن لم يكن الجاهل خيرا منه ولهذا أحثكم على إفشاء السلام لفوائده العظيمة وهو لا يضر لأنه عمل لسان واللسان لو يعمل من الصباح إلى الغروب ما كل ولا مل فنسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والعصمة والتوبة إنه على كل شيء قدير السائل : شيخ بارك الله فيك إذا ... يا هلا يا مرحب ...
الشيخ : لا هذا ما يكفي إذا سلمت عليه فقال هلا ومرحبا ما يكفي لا بد أن يقول عليكم السلام لقوله تعالى (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) فبدأ بالأحسن ثم ذكر الكفاية (( أو ردوها )) أما أهلا وسهلا وش فيها ما فيها دعا لكن السلام عليكم دعا فرد عليه بقولك عليكم السلام السائل : ... أن الإنسان يتحدث ... المحاسن وليس بقصد ...
باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث: قال الله تعالى: (( إنما النجوى من الشيطان )). عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا كانوا ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث ). متفق عليه.
ورواه أبو داود وزاد: قال أبو صالح: قلت لابن عمر: فأربعة ؟ قال: لا يضرك. ورواه مالك في الموطأ: عن عبد الله بن دينار قال: كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي في السوق، فجاء رجل يريد أن يناجيه، وليس مع ابن عمر أحد غيري، فدعا ابن عمر رجلا آخر حتى كنا أربعة، فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا: استأخرا شيئا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا يتناجى اثنان دون واحد ). وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس؛ من أجل أن ذلك يحزنه ). متفق عليه.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الرب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث قال الله تعالى (( إنما النجوى من الشيطان )) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ) متفق عليه ورواه أبو داود وزاد قال أبو صالح قلت لابن عمر فأربعة قال لا يضرك ورواه مالك في الموطأ عن عبد الله بن دينار قال ( كنت أنا وابن عمر عند دار خالد بن عقبة التي في السوق فجاء رجل يريد أن يناجيه وليس مع ابن عمر أحد غيري فدعا ابن عمر رجلا آخر حتى كنا أربعة فقال لي وللرجل الثالث الذي دعا استأخرا شيئا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتناجى اثنان دون واحد ) وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن ذلك يحزنه ) متفق عليه " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . من الآداب التي حث عليها الإسلام ورغب فيها ما أشار إليه النووي في كتابه رياض الصالحين في باب النهي عن تناجي اثنين دون الثالث واستدل لذلك بقوله تعالى (( إنما النجوى من الشيطان )) يعني التناجي من الشيطان وبين الله سبحانه وتعالى ماذا يريد الشيطان بهذه النجوى قال (( ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله )) وكانوا إذا مر بهم المسلمون يأخذ بعضهم إلى بعض في التناجي يعني بالكلام السر يتناجون فيما بينهم لأجل أن يحزن المؤمنون فيقولون هؤلاء أرادوا بنا شرا أو ما أشبه ذلك وذلك أن أعداء المؤمنين من المنافقين والكافرين يحرصون دائما على ما يحزنهم ويسوؤهم لأن هذا هو ما يريده الشيطان من أعداء الله أي يريد أن يحزن المؤمنين على كل حال به وبأوليائه قال الله تعالى (( وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله )) فمن توكل على الله واعتمد عليه فإنه لا يضره أحد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) فهما يتناجون فيما بينهم لإحزان المؤمنين ثم ذكر حديث ابن عمر ابن مسعود رضي الله عنهما في هذا المعنى وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتناجى اثنان دون الثالث يعني إذا كانوا ثلاثة فإنه لا يحل لاثنين أن يتناجيا دون الثالث لأن الثالث يحزن ليش ما ردولي رأس ليش ما كلموني هذا إذا أحسن بهم الظن وربما يسيء بهما الظن ربما يسيء بهما الظن ولكن إذا أحسن بهما الظن قال لماذا أنا ليس لي قيمة يتناجيان دوني فلذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا ولا شك أن هذا من الآداب فإن قال قائل إذا كان بيني وبين صاحبي مسألة لا أحب أن يطلع عليها أحد مسألة خاصة قلنا افعل كما فعل عبدالله بن عمر رضي الله عنه عنهما ادع واحد لتكونوا كم أربعة فيتناجى اثنان واثنان يتكلمان فيما بينهما كما كان ابن عمر يفعل رضي الله عنه وكما دل عليه الحديث ( حتى تختلطوا بالناس ) حديث ابن مسعود ( حتى تختلطوا بالناس ) فإذا اختلطنا بالناس زالت المشكلة ومن ذلك من التناجي بين اثنين دون الثالث إذا كانوا ثلاثة واثنان يجيدان لغة أجنبية والثالث لا يجيدها فجعلا يتحدثان بلغتهما والثالث يسمع ولا يدري ما يقولان هذا نفس الشيء لأن ذلك يحزنه لماذا تركاني وصارا يتحدثان وحدهما أو ربما يسيء الظن بهما مثل أن يتكلم واحد مع آخر باللغة الإنجليزية والثالث لا يعرفها فهذا كالمتناجيين إذ أن رفع الصوت ... لا يفيده شيئا فينهي عن ذلك فإذا قال قائل إذا كان له حاجة ... أخيه قلنا يفعل كما فعل ابن عمر وإذا لم يمكن ولم يصح لهما أحد فإنهما يستأذنان منه يقولان أتأذن لنا أن نتكلم فإذا أذن لهما في ذلك فالحق له وحينئذ لا يحزن ولا يهتم بالأمر والله الموفق
باب النهي عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي: قال الله تعالى: (( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا )). عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ). متفق عليه. وعنه أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا ؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا. متفق عليه. وعن أنس رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم. متفق عليه.
وعن أبي علي سويد بن مقرن رضي الله عنه قال: لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن ما لنا خادم إلا واحدة لطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها. رواه مسلم. وفي رواية: سابع إخوة لي.
القارئ : الحمد لله الرب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي قال الله تعالى (( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا )) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) متفق عليه وعنه رضي الله عنه ( أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر من فعل هذا لعن الله من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا ) متفق عليه وعن أنس رضي الله عنه قال ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم ) متفق عليه وعن سويد بن مقرن رضي الله عنه قال ( لقد رأيتني سابعة سبعة من بني مقرن ما لنا خادم إلا واحدة لطمها اصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها ) رواه مسلم وفي رواية ( سابع إخوة لي ) " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذا الباب ذكره المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين النهي عن تعذيب الحيوان والولد والوالد ومن لك ولاية عليهم فإنه يحرم عليك أن تعذبهم بضرب أو غيره إلا لسبب شرعي ثم استشهد بقول الله تعالى (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل )) إلى أن قال (( والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم ))(( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا )) هؤلاء كلهم أصحاب حقوق بالوالدين إحسانا وهم أعظم البشر حقا عليه الأم والأب (( وبذي القربى واليتامى والمساكين )) القربى القرابات من قبل الأم أو من قبل الأب واليتامى الصغار الذين مات آباؤهم (( والمساكين والجار ذي القربى )) المساكين هم الفقراء والجار ذي القربى الجار القريب (( والجار الجنب )) الجار البعيد (( والصاحب بالجنب )) قيل هي الزوجة وقيل هو الصاحب في السفر (( وابن السبيل )) المسافر الذي انقطع به السفر (( وما ملكت ايمانكم )) هذا الشاهد ملكت أيمانكم من الأرقاء والبهائم فإن الإنسان مأمور بالإحسان إليهم إن كان من بني آدم أرقاء يطعمهم مما يطعم ويكسوهم مما يكتسي وينزلهم المنازل اللائقة بهم ولا يكلفهم ما لا يطيقون ثم ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما ( أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها ) الهرة القط حبستها ولم تجعل عندها ماء ولم تجعل عندها طعاما حتى ماتت فدخلت النار بسبب هذه الهرة وعذبت بها والعياذ بالله مع أنها هرة لا تساوي شيئا لكنها أساءت إليها هذه الإساءة حبستها حتى ماتت جوعا وفهم من هذا الحديث أنه لو جعلت عندها طعاما وشرابا يكفي فإن ذلك لا بأس به
فائدة: حكم تربية الطيور في الأقفاص وحبسها فيها مع وضع ما تحتاج إليه من الطعام والشراب.
الشيخ : ومن هذا الطيور التي تحبس في الأقفاص إذا وضع الإنسان عندها الطعام والشراب ولم يقصر عليها وحفظها من الحر والبرد فلا بأس وأما إذا قصر وماتت بسبب تقصيره فإنه يعذب بها والعياذ بالله كما عذبت هذه المرأة في الهرة التي حبستها فدل ذلك على أنه يجب على الإنسان أن يحرص على ما ملكت يمينه من البهائم والآدميين أولى وأحرى لأنهم أحق بالإكرام الحديث الثاني امش نعم أما الحديث الثاني ( أن ابن عمر رضي الله عنهما مر بفتيان لقريش وقد جعلوا طائرا يرمون عليه ) أيهم أشد إصابة ( فلما رأوا عبدالله ابن عمر تفرقوا ) هربا منه ( ثم قال ما هذا فأخبروه فقال لعن الله من فعل هذا لعن الله من فعل هذا وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا ) وهذا لأنه يتألم إذ أن هذا يضربه مع جناحه وهذا يضربه مع صدره وهذا يضربه مع ظهره وهذا مع رأسه فيتأذى فلهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا أما بعد الممات فقد مات لا يحس بشيء وكذلك أيضا الحديث الذي بعده ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقتل الحيوان صبرا ) ومعناه أن يحبس ثم يقتل فإن هذا لا يجوز وذلك لأنه إذا حبس كان مقدورا على ذبحه وتذكيته فلا يحل أن يرمى ورميه إيلام له من وجه وإضاعة لماليته من وجه آخره والله الموفق
شرح حديث عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاما لي بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي: ( اعلم أبا مسعود ) فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول: ( اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام )، فقلت: لا أضرب مملوكا بعده أبدا.
وفي رواية: فسقط السوط من يدي من هيبته. وفي رواية: فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى، فقال: ( أما لو لم تفعل للفحتك النار، أو لمستك النار ). رواه مسلم بهذه الروايات. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من ضرب غلاما له حدا لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه ). رواه مسلم.
وعن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما أنه مر بالشام على أناس من الأنباط، وقد أقيموا في الشمس، وصب على رؤوسهم الزيت ! فقال: ما هذا ؟ قيل: يعذبون في الخراج، وفي رواية: حبسوا في الجزية. فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ). فدخل على الأمير، فحدثه، فأمر بهم فخلوا. رواه مسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا موسوم الوجه، فأنكر ذلك ؟ فقال: ( والله لا أسمه إلا أقصى شيء من الوجه ) وأمر بحماره فكوي في جاعرتيه، فهو أول من كوى الجاعرتين. رواه مسلم. وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: مر عليه حمار قد وسم في وجهه، فقال: ( لعن الله الذي وسمه ). رواه مسلم. وفي رواية لمسلم أيضا: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الرب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نقل رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب النهي عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي عن ابن مسعود البدري رضي الله عنه قال ( كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي اعلم أبا مسعود فلم أفهم السوط من الغضب فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام فقلت لا اضرب مملوكا بعده أبدا ) وفي رواية ( فسقط السوط من يدي من هيبته ) وفي رواية ( فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله فقال أما لو لم تفعل للفحتك النار ) أو ( لمستك النار ) رواه مسلم بهذه الروايات وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه ) رواه مسلم وعن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما ( أنه مر بالشام على أناس من الأنباط وقد أقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت فقال ما هذا قيل يعذبون في الخراج وفي رواية حبسوا في الجزية فقال هشام أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا فدخل على الأمير فحدثه فأمر بهم فخلوا ) رواه مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا موسوم الوجه فأنكر ذلك فقال والله لا أسمه إلا أقصى شيء من الوجه وأمر بحماره فكوي في جاعرتيه فهو أول من كوى الجاعرتين ) رواه مسلم وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ( مر عليه حمار قد وسم في وجهه فقال لعن الله الذي وسمه ) رواه مسلم وفي رواية لمسلم أيضا ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه ) " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذه الأحاديث التي ساقها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب النهي عن تعذيب الحيوان والرقيق والولد وغيرهم ممن يعذبهم الإنسان وذلك أن المقصود بالتعذيب هو الإصلاح وليس المقصود بالتعذيب الإيلام والإيجاع ولذلك لا يجوز للإنسان أن يضرب ما دام يمكن أن يتأدب الولد بدون الضرب فإذا لم يتأت الأدب إلا بالضرب فله أن يضرب وإذا ضرب فإنه يضرب ضربا غير مبرح واذكروا قول الله عز وجل في النساء (( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن )) فجعل الضرب في المرتبة الثالثة والمقصود من الضرب هو التأديب لا أن يصل إلى حد الإيلام والإيجاع وذكر المؤلف أحاديث منها حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه أنه ( كان يضرب غلاما له فسمع صوتا من الخلف يقول أبا مسعود ) ولم يفقه ما يقول من شدة الغضب فإذا الذي يتكلم هو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( فقال يا أبا مسعود ألم تعلم أن الله أقدر عليك من قدرتك على هذا الغلام ) يعني تذكر قدرة الله عز وجل فإنه أقدر عليك من قدرتك على هذا الغلام وإلى هذا يشير الله عز وجل في الآية التي ذكرناها (( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا )) فلما رأى أنه النبي عليه الصلاة والسلام وذكره بهذه الموعظة العظيمة أن الله أقدر عليه من قدرته على هذا العبد سقط العصا من يده هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أعتقه أعتق العبد وهذا من حسن فهمه رضي الله عنه لأن الله تعالى يقول (( إن الحسنات يذهبن السيئات )) فبدلا من أنه أساء إلى هذا العبد أحسن إليه بالعتق ولهذا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى ذلك في أن من ضرب عبده أو لطمه فإن كفارة ذلك أن يعتقه لأن الحسنات يذهبن السيئات ثم ذكر حديث هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه في قصة المحبوسين في الخراج المحبوسين في الخراج وهم الأنباط وسموا أنباطا لأنهم يستنبطون الماء أي يستخرجونه وهم فلاليح في الشام عليهم خراج وكأنهم لم يؤدوه فعاقبهم الأمير هذه العقوبة العظيمة جعلهم في الشمس في الحر الشديد وصب على رؤوسهم الزيت لأن الزيت تشتد حرارته مع الشمس وهذا عذاب عظيم مؤلم موجع فدخل هشام رحمه الله ودخل هشام رضي الله عنه إلى الأمير فأخبره ففك الأمير أسرهم وأطلقهم وفي هذا دليل على حسن سيرة السلف رضي الله عنهم في مناصحة الحكام وأنهم يتقدمون إلى الحاكم وينصحونه فإن اهتدى فهذا المطلوب فإن لم يهتد برئت ذمة الناصح وصارت المسؤولية على الحاكم لكن الحكام الذين يخافون الله عز وجل إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا اتعظ هذا الحاكم وأمر بإطلاقهم فدل ذلك على أن التعذيب الذي يصل إلى هذا الحد أنه لا يجوز وكذلك أيضا من الأحاديث التي ذكرها المؤلف الوسم في الوجه وسم الحيوانات في الوجه حرام من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلام لعن من فعل هذا والوسم هو عبارة عن كي يكوى الحيوان ليكون علامة ولهذا هو مشتق من السمة وهي العلامة يتخذ أهل المواشي علامة لهم كل قبيلة لها وسم معين إما شرطتان أو شرطة مربعة أو دائرة أو هلال المهم أن كل قبيلة لها وسم معين والوسم هذا يحفظ الماشية إذا وجدت ضالة يعني ضائعة عرف الناس أنها لهؤلاء القبيلة فذكروها لهم وكذلك أيضا هي قرينة في مسألة الدعوى لو أن إنسانا وجد بهيمة عليها وسمه في يد إنسان وادعى أنها له فإن هذه قرينة تدل على صدق دعواه ترجح به دعوى المدعي وهي من الأمور الثابتة في السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسم إبل الصدقة وكذلك الخلفاء من بعده لكن الوسم لا يجوز أن يكون في الوجه لأن الوجه لا يضرب ولا يوسم ولا يقبح هو جمال البهيمة أين يكون الوسم يكون الوسم في الرقبة يكون في العضد يكون في الفخذ يكون في أي موضع من الجسم إلا الوجه وفي هذا دليل على أن الإنسان إذا رأى شيئا مما يلعن فاعله فقال اللهم العن من فعل هذا فلا إثم عليه لو وجدنا بهيمة موسومة في الوجه وقلنا اللهم العن من وسمها فلا بأس لكن ما نقول فلان ابن فلان نقول اللهم العن من وسمها كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ومثل ذلك إذا رأينا قذرا في الشارع يعني غائطا وجدناه في الشارع لنا أن نقول لعن الله من تغوط هاهنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( اتقوا الملاعن الثلاث البرازة في الموارد وقارعة الطريق والظل ) وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا هداة مهتدين من عباده الصالحين المصلحين السائل : ... الشيخ : أي نعم الكي بالنار لا بأس به لأنه شيء يسير وفيه مصلحة
باب تحريم التعذيب بالنار. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: ( إن وجدتم فلانا وفلانا لرجلين من قريش سماهما فأحرقوهما بالنار ) ثم قال رسول الله حين أردنا الخروج: ( إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتوهما فاقتلوهما ). رواه البخاري. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ) ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: ( من حرق هذه؟) قلنا: نحن. قال: ( إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار ). رواه أبو داود بإسناد صحيح.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الرب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى " باب تحريم التعذيب بالنار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال إن وجدتم فلانا وفلانا لرجلين من قريش سماهما فأحرقوهما بالنار ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما ) رواه البخاري وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة تعرش فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فجعها هذه بولدها ردوا ولدها إليها ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال من حرق هذه ) قلنا نحن قال إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار ) رواه أبو داود بإسناد صحيح " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف رحمه الله تعالى " باب تحريم التعذيب بالنار " يعني أنه لا يحل للإنسان أن يعذب أحدا بالإحراق لأنه يمكن التعذيب بدونه ويمكن التعذيب بدونه ويمكن إقامة الحدود بدون ذلك فتكون الإحراق زيادة تعذيب لا حاجة لها ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجالا في سرية وقال إذا وجدتم فلانا وفلانا لرجلين سماهما فأحرقوهما بالنار ) فاعتمد الصحابة ذلك امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما أرادوا الخروج قال ( كنت قلت كذا وكذا ولكن لا يعذب بالنار إلا الله عز وجل فإن وجدتموهما فاقتلوهما ) فنسخ النبي صلى الله عليه وسلم أمره الأول بأمره الثاني أمره الأول أن يحرقا وأمره الثاني أن يقتلا فدل ذلك على أن الإنسان إذا استحق القتل فإنه لا يحرق بالنار وإنما يقتل قتلا عاديا حسب ما تقتضيه النصوص الشرعية وكذلك الحديث الذي رواه أبو داود ( أن النبي صلى الله عليه وسلم مضى لحاجته فوجد الصحابة حمرة ) نوع من الطيور ( معها ولدان فأخذا ولديها فجعلت تعرش ) يعني تحوم حولهم كما هو العادة أن الطائر إذا أخذ أولاده جعل يعرش ويحوم ويصيح لفقد أولاده لأن الله سبحانه وتعالى جعل في قلوب البهائم رحمة لأولادهم حتى إن البهيمة لترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه وهذه من حكمة الله عز وجل ( فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلق ولداها لها فأطلقوا ولديها ثم مر بقرية نمل قد أحرقت فقال من أحرق هذا قالوا نحن يا رسول الله ) قرية النمل يعني مجتمع النمل جحورها أحرقوها بالنار فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار ) فنهى عن ذلك
الشيخ : وعلى هذا فإذا كان عندك نمل فإنك لا تحرقها بالنار وإنما تضع شيئا يطردها مثل القاز إذا صبيته على الجحر فإنه تنفر بإذن الله ولا ترجع وإذا لم يمكن اتقاء شرها إلا بمبيد يقتلها نهائيا أعني النمل فلا بأس لأن هذا دفع لأذاها وإلا فإن النمل مما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله لكن إذا آذى ولم يندفع إلا بالقتل فلا بأس بقتله والله الموفق