باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه: قال الله تعالى: (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )). وقال تعالى: (( فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع ). متفق عليه.
وعلى هذا فإذا كان عندك نمل فإنك لا تحرقها بالنار وإنما تضع شيئا يطردها مثل القاز إذا صبيته على الجحر فإنه تنفر بإذن الله ولا ترجع وإذا لم يمكن اتقاء شرها إلا بمبيد يقتلها نهائيا أعني النمل فلا بأس لأن هذا دفع لأذاها وإلا فإن النمل مما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله لكن إذا آذى ولم يندفع إلا بالقتل فلا بأس بقتله والله الموفق
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال رحمه الله تعالى " باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه
قال الله تعالى (( إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات إلى أهلها )) وقال تعالى (( فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( مطل الغني ظلم وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين " باب تحريم مطل الغني " يعني في الحق الذي يجب عليه لغيره والمطل هو التأخير وهو ظلم فإذا كان لك حق على إنسان حال وطلبته منه ولكنه صار يماطل فإن ذلك ظلم وحرام وعدوان ومن ذلك ما يفعله الكفلاء لمكفوليهم فإنهم والعياذ بالله يماطلونهم ويؤذونهم ولا يوفون تجد هذا الفقير المسكين الذي ترك أهله وبلده لينال لقمة العيش يبقى أربعة أشهر خمسة أشهر أكثر والكفيل يماطل به والعياذ بالله ويهدده بأنه إن تكلم سفره ألا يعلم هؤلاء أن الله فوقهم وأن الله أعلى منهم وأنه ربما يسلط عليهم قبل أن يموتوا من يسومهم سوء العذاب نسأل الله العافية لأن هؤلاء مساكين وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه تبارك وتعالى أنه قال ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ) يعني عاهد بالله وغدر والعياذ بالله ( ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ) فهؤلاء خصماء الله يوم القيامة نعوذ بالله من حالهم ومطلهم ظلم وكل ساعة بل كل لحظة تمر عليهم لا يعطون هذا حقه لا يزدادون من الله إلا بعدا ولا يزدادون إلا ظلما والعياذ بالله والظلم ظلمات يوم القيامة
ثم استدل المؤلف بقوله تعالى (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )) ومن الأمانات ثمن المبيع إذا باع عليك إنسان شيئا وبقي ثمنه في ذمتك فهو يشبه الأمانة يجب أن تؤديه ولا يحل لك أن تماطل بها
واستدل أيضا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مطل الغني ظلم وإذا أحيل أحدكم على مليء فليتبع ) فجمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث بين حسن القضاء وحسن الاقتضاء أما حسن القضاء فقال ( مطل الغني ظلم ) وهذا يتضمن الأمر بالمبادرة إلى إيفاء الحق وأن لا يتأخر فإن فعل فهو ظالم وما أكثر الذين يؤتى إليهم يطلب الثمن أو الأجرة ويقول غدا بعد غد والدراهم عنده في الدرج ولكن والعياذ بالله يلعب به الشيطان وكأنها إذا بقيت عنده تزيد أو كأنها تنقص يعني ينقص صاحب الحق منها وعجبا لهؤلاء الذين سفهوا في عقولهم وضلوا في دينهم هل يظنون أنهم إذا ماطلوا يسقط عنهم الحق أو ينقص أبدا الحق باقي سواء أوفاه اليوم أو بعد عشرة أيام أو بعد عشر سنين لكن الشيطان يلعب بهم وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( مطل الغني ) يدل على أن مطل الفقير ليس بظلم إذا كان إنسان ليس عنده شيء وماطل فهذا ليس بظالم بل الظالم الذي يطلبه ولهذا إذا كان صاحبك فقيرا وجب عليك أن تنظره أن تنظره وأن لا تطلبه ولا تطالبه لقول الله تعالى (( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )) فأوجب الله الإنظار إلى الميسرة وكثير من الناس يكون له الحق عند الفقير ويعلم أنه فقير ويطالبه ويلح عليه ويرفع بشكواه إلى ولاة الأمور ويحبس على دينه وهو ليس بقادر هذا أيضا حرام وعدوان ويجب على القاضي إذا علم أن هذا فقير وطالبه من له الحق يجب عليه أن ينتهر صاحب الحق وأن يوبخه وأن يصرفه لأن ظالم فإن الله أمره بالإنظار (( فإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة )) ولا يجوز أبدا أن يقول أعطني حقي وهو يدري أنه فقير ولا يتعرض له
وقوله ( إذا احيل على مليء فليتبع ) يعني إذا كان إنسان له حق على زيد وقال له زيد أنا أطلب عمرا مقدار حقك يعني مثلا زيد مطلوب مئة ريال وهو يطلب عمرا مئة ريال فجاء الطالب إلى زيد فقال أعطني مئة ريال فقال أنا أحيلك على فلان على عمرو مئة ريال فليس للطالب أن يقول لا أقبل لأن الرسول قال عليه الصلاة والسلام ( من أحيل على مليء فليتبع ) إلا إذا كان المحول عليه فقيرا أو مماطلا أو قريبا للشخص لا يستطيع أن يرافعه عند الحاكم المهم إذا وجد مانع فلا بأس أن يرفض الحوالة وأما إذا لم يكن مانع فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يقبل الحوالة قال ( فليتبع )
واختلف العلما هل هذا على سبيل الوجوب أو هذا على سبيل الاستحباب فذهب الحنابلة رحمهم الله إلى أن هذا على سبيل الوجوب وأنه يجب على الطالب أن يتحول إذا حول على إنسان مليء وقال أكثر العلماء إنه على سبيل الاستحباب لأن الإنسان لا يلزمه أن يتحول قد يقول صاحبي الأول أهون وأيسر وأما الثاني فأهابه وأخاف منه وما أشبه ذلك لكن لا شك أن الأفضل أن يتحول إلا لمانع شرعي والله الموفق
1 - باب تحريم مطل الغني بحق طلبه صاحبه: قال الله تعالى: (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )). وقال تعالى: (( فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع ). متفق عليه. أستمع حفظ
باب كراهة عود الإنسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب كراهية عودة الإنسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه ) متفق عليه
وفي رواية ( مثل الذي يرجع في صدقته كمثل الكلب يقيء ثم يعود في قيئه فيأكله ) وفي رواية ( العائد في هبته كالعائد في قيئه )
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ( حملت على فرس في سبيل فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه وظننت أنه يبيعه برخص فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب ذكر المؤلف رحمه الله فيه ما يدل على تحريم الرجوع بالهبة يعني أنك إذا أعطيت إنسانا شيئا مجانا تبرعا من عندك فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه سواء كان قليلا أم كثيرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه العائد في هبته كالكلب الكلب يقئ يقيء ما في بطنه ... ثم يعود فيأكله وهذا تشبيه قبيح شبه النبي صلى الله عليه وسلم العائد بهبته بهذا تقبيحا له وتنفيرا منه ولا فرق بين أن يكون الذي وهبته من أقاربك أو من الأباعد عنك فلو وهبت لأخيك شيئا ساعة أو قلما أو سيارة أو بيتا فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه إلا أن ترضى لنفسك أن تكون كلبا ولا أحد يرضى لنفسه أن يكون كلبا وكذلك الإبل لو وهب لأبيه شيئا فإنه لا يرجع فيه كرجل غني له أب فقير فوهبه بيتا فإنه لا يجوز له أن يرجع بالهبة ولو كان أباه أما العكس لو أن الرجل وهب ابنه شيئا فلا بأس أن يرجع فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يحل لواهب أن يرجع فيما وهب إلا الوالد فيما يعطي ولده ) لأن الوالد له الحق أن يأخذ من مال ولده الذي لم يهبه له ما لم يضره
ثم ذكر أيضا حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه حمل على فرس في سبيل الله يعني أعطى رجلا فرسا يقاتل عليها فأضاعه الرجل وأهمله فظن عمر رضي الله عنه أنه يبيعه برخص وأنه ليس قادرا على تحمل مؤونته فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ( لا تشتره ولو أعطاكه بدرهم ) لأنك اخرجته لله ولا يمكن للإنسان أن يشتري صدقته لأن ما أخرجه الإنسان لله لا يعود فيه ولهذا قال ( العائد في صدقته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه ) فتركه عمر هذا إذا قبض الموهوب له الهبة أما قبل قبضها فهذا لا يحرم عليه أن يعود لكن يوفي بوعده كما لو قال شخص لآخر سوف أعطيك ساعة مثلا ولكنه لم يسلمها له فله أن يرجع لكن ينبغي أن يفي بوعده لأن الذي لا يفي بما وعد فيه خصلة من خصال النفاق فيه خصلة من خصال النفاق ولا يجوز للإنسان أن يتحلى بخصال المنافقين والله الموفق
باب كراهة عود الإنسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه ). متفق عليه. وفي رواية: ( مثل الذي يرجع في صدقته، كمثل الكلب يقيء، ثم يعود في قيئه فيأكله ). وفي رواية: ( العائد في هبته كالعائد في قيئه ). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: حملت على فرس في سبيل الله، فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه، وظننت أنه يبيعه برخص، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم، فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب كراهية عودة الإنسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه ) متفق عليه وفي رواية ( مثل الذي يرجع في صدقته كمقل الكلب يقيء ثم يعود في قيئه فيأكله ) وفي رواية ( العائد في هبته كالعائد في قيئه ) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حملت على فرس في سبيل فأضاعه الذي كان عنده فأردت أن أشتريه وظننت أنه يبيعه برخص فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الباب ذكر المؤلف رحمه الله فيه ما يدل على تحريم الرجوع بالهبة يعني أنك إذا أعطيت إنسانا شيئا مجانا تبرعا من عندك فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه سواء كان قليلا أم كثيرا لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه العائد بهبته كالكلب الكلب يقيء ما في بطنه ... ثم يعود فيأكله وهذا تشبيه قبيح شبه النبي صلى الله عليه وسلم العائد بهبته بهذا تقبيحاا له وتنفيرا منه ولا فرق بين أن يكون الذي وهبته من أقاربك أو من الأباعد عنك فلو وهبت لأخيك شيئا ساعة أو قلما أو سيارة أو بيتا فإنه لا يحل لك أن ترجع فيه إلا أن ترضى لنفسك أن تكون كلبا ولا أحد يرضى لنفسه أن يكون كلبا وكذلك الإبل لو وهب لأبيه شيئا فإنه لا يرجع فيه كرجل غني له أب فقير فوهبه بيتا فإنه لا يجوز له أن يرجع بالهبة ولو كان أباه أما العكس لو أن الرجل وهب ابنه شيئا فلا بأس أن يرجع فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يجوز لواهب أن يرجع فيما وهب إلا الوالد فيما يعطي ولده ) لأن الوالد له الحق أن يأخذ من مال ولده الذي لم يهبه له ما لم يضره ثم ذكر أيضا حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه حمل على فرس في سبيل الله يعني أعطى رجلا فرسا يقاتل عليها فأضاعه الرجل وأهمله فظن عمر رضي الله عنه أنه يبيعه برخص وأنه ليس قادرا على تحمل مؤونته فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ( لا تشتره ولو أعطاكه بدرهم ) لأنك اخرجته لله ولا يمكن للإنسان أن يتشريصدقته لأن ما أخرجه الإنسان لله لا يعود فيه ولهذا قال ( العائد في صدقته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه ) فتركه هذا إذا قبض الموهوب له الهبة أما قبل قبضها فهذا لا يحرم عليه أن يعود لكن يوفي بوعده كما لو قال شخص لآخر سوف أعطيك ساعة مثلا ولكنه لم يسلمها فله أن يرجع لكن ينبغي أن يفي بوعده لأن الذي لا يفي بما وعد فيه خصلة من خصال النفاق فيه خصلة من خصال النفاق ولا يجوز للإنسان أن يتحلى بخصال المنافقين والله الموفق
3 - باب كراهة عود الإنسان في هبة لم يسلمها إلى الموهوب له. عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الذي يعود في هبته كالكلب يرجع في قيئه ). متفق عليه. وفي رواية: ( مثل الذي يرجع في صدقته، كمثل الكلب يقيء، ثم يعود في قيئه فيأكله ). وفي رواية: ( العائد في هبته كالعائد في قيئه ). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: حملت على فرس في سبيل الله، فأضاعه الذي كان عنده، فأردت أن أشتريه، وظننت أنه يبيعه برخص، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم، فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه ). متفق عليه. أستمع حفظ
الهبة المعلقة على شرط هل يجوز الرجوع فيها ؟.
الشيخ : الهبة المعلقة على شرط لا يجب عليه الوفاء بها
باب تأكيد تحريم مال اليتيم: قال الله تعالى: (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )). وقال تعالى: (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )). وقال تعالى: (( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم، والله يعلم المفسد من المصلح )).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تأكيد تحريم مال اليتيم
قال الله تعالى (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ))
وقال تعالى (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ))
وقال تعالى (( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ) متفق عليه "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم أموال اليتامى "
اليتامى هم الذين مات آباؤهم قبل البلوغ سواء كانوا ذكورا أو إناثا وهؤلاء أعني اليتامى محل رفق وعناية والرحمة والشفقة لأنها كسرت قلوبهم بموت آبائهم وليس لهم عائل إلا الله عز وجل فكانوا محل الرفق والعناية ولهذا أوصى الله بهم في كتابه وحث على الرحمة بهم في آيات كثيرة ولا يحل للإنسان أن يأكل أموال اليتامى ظلما لقول الله تعالى (( إن الذين يأكلون أموال يتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )) ويوجد بعض الناس والعياذ بالله يموت أخوه ويكون له أولاد صغار فيتولى ماله ويتاجر به لنفسه والعياذ بالله ويتصرف فيه بغير حق وبغير مصلحة للأيتام وهؤلاء يستحقون هذا الوعيد أنهم يأكلون في بطونهم نارا نسأل الله العافية
وقال تعالى (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )) يعني لا تتعاملوا في أموال اليتامى إلا بالتي هي أحسن فإذا كان أمامك مشروعان تريد أن تشغل مال اليتيم بواحد منهما فانظر أيهما أقرب إلى المصلحة والربح والسلامة فافعله ولا يحل لك أن تفعل ما هو أسوء لحظ نفسك أو لحظ قريبك أو ما أشبه ذلك بل انظر للذي هو أحسن فإن أشكل عليك هل فيه مصلحة لليتيم أو لا فلا تتصرف لا تتصرف أمسك الدراهم لأن الله قال (( لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )) فإذا أشكل عليك فلا تفعل ولا يحل لك أن تقرض أحدا من مال اليتيم يعني جاء إنسان يقول سلفني مثلا عشرة آلاف ريال مئة ألف وعندك مال لليتيم لا يحل لك أن تقرضه لأنه قد يعجز عن الوفاء ولا مصلحة لليتيم في قرضه وإذا كان لا يصح أن تقرضه غيرك فمن باب أولى أن لا تستقرضه أنت بنفسك وبعض أولياء اليتامى والعياذ بالله يتجرأون يستقرض مال اليتيم لنفسه ويتصرف فيه لنفسه والكسب له والربح له ومال اليتيم لا يستقيد والله يقول (( لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )) فإذا رأيت أن هذا المشروع أحسن وساهمت فيه وقدر الله أن يخسر هذا المشروع فليس عليك شيء لأنك مجتهد والمجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر لكن تتعمد أن تترك ما هو أحسن لما دونه هذا حرام عليك
وقال الله تبارك وتعالى (( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم )) وهذه الآية وردت جوابا عن سؤال أورده الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم ( قالوا يا رسول الله نحن عندنا أموال اليتامى والبيت واحد والطعام واحد كيف نعمل إن جعلنا طعام هؤلاء في إناء خاص تعبنا وربما يفسد عليهم ماذا نعمل فقال الله عز وجل (( إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم )) يعني افعلوا ما هو الأصلح وخالطوهم اجعلوا القدر واحد والإناء واحد وما دمتم تريدون الإصلاح فالله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم وشق عليكم لكنه سبحانه وتعالى رحيم بالمؤمنين
5 - باب تأكيد تحريم مال اليتيم: قال الله تعالى: (( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا )). وقال تعالى: (( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )). وقال تعالى: (( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم، والله يعلم المفسد من المصلح )). أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات ) قالوا: يا رسول الله وما هن ؟ قال: ( الشرك بالله، والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ). متفق عليه.
والإشراك بالله أنواع كثيرة منها:
أن يعظم الإنسان المخلوق كما يعظم الخالق وهذا موجود موجود عند بعض الخدم الأحرار وغير الأحرار تجده يعظم رئيسه يعظم ملكه يعظم وزيره أكثر من تعظيم الله والعياذ بالله هذا شرك شرك عظيم تعظم مخلوقا مثلك أعظم من تعظيم الله ويدل لهذا أن أميره أو وزيره أو ملكه أو سيده إذا قال افعل كذا وقت الصلاة ترك الصلاة وفعل حتى لو خرج وقتها لا يبالي هذا معناه أنه جعل جعل تعظيم المخلوق أعظم من تعظيم الخالق
ومن ذلك أيضا المحبة أن يحب أحدا من المخلوقين كمحبة الله أو أعظم تجده يداري هذا الإنسان ويختم محبته أكثر من محبة الله وهذا يوجد والعياذ بالله في المفتونين بالعشق الذين فتنوا بالعشق سواء كان عشق نساء أو مردان نسأل الله العافية تجد قلبه مملوءا بمحبة غير الله أكثر من محبة الله وقد قال الله تعالى (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداد يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله )) ومن ذلك وهو أمر خفي من ذلك الرياء فإنه من الشرك بالله يقوم الإنسان يصلي يزين صلاته لأن فلانا يراه ينظر إليه يصوم ليقال أنه رجل عابد يصوم يتصدق ليقال أنه رجل كريم يتصدق هذا ريا ريا وقد قال الله تعالى ( أنا أغنى الأغنياء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) ومن ذلك أيضا من الشرك وهو خفي أيضا أن تأخذ الدنيا لب الإنسان وعقله تجده عقله وفكره وبدنه ونومه ويقظته كلها في الدنيا وايش كسب اليوم وايش خسر وايش زين ولذلك تجده يتحيل على الدنيا بالحلال والحرام والكذب والخديعة لولاة الأمور ولا يبالي لأن الدنيا استعبدته والعياذ بالله والدليل على هذا الشرك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( تعس عبد الدينار ) عبد الدينار هل تظنون أن هذا يسجد للدينار أجيبوا لا لكن الدينار ملك قلبه ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة ) يعني الثياب ( تعس عبد الخميلة ) يعني الفرش ما همه إلا تجميل ثيابه تجميل فراشه أكبر عنده من الصلاة وغيرها من عبادات الله
( تعس إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ) إن أنعم الله عليه قال هذا الرب الكريم العظيم الجليل اللي يستحق كل شكر وإن لم يعط سخط والعياذ بالله يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة
إن أعطي رضي يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس ) خسر انتكس انتكست عليه الأمور وأفسد الله عليه امره
( وإذا شيك فلا انتقش ) يعني معناه أن الله يعسر عليه الأمور حتى الشوكة ما يقدر يطلعها من بدنه إذا شيك أصابته الشوكة فلا انتقش
ثم قال في مقابل هذا ( طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ) طوبى يعني الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة لهذا العبد ( لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة القدمان ) في الأول عبد خميصة وخميلة هذا ما يبالي بنفسه أهم شيء عنده هو عبادة الله ورضا الله ( أشعث رأسه مغبرة القدمان إن كان في الساقة كان في الساقة ) يعني معناه أنه لا يبالي أي منزلة ينزلها إذا كان فيه مصلحة مصلحة الجهاد لأنه يكون فيه هذا هو الذي ربح الدنيا والآخرة
فالحاصل أن من الناس من يشرك بالله وهو لا يعلم وأنت يا أخي إذا رأيت الدنيا قد ملأت قلبك وأنه ليس لك هم إلا هي تنام عليها وتستيقظ عليها فاعلم أن في قلبك شركا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( تعس عبد الدينار ) ويدل لهذا يعني الشيء له علامات أنه يحرص على حصول المال سواء بالحلال أو بالحرام والذي يعبد الله حقا لا يمكن أن يأخذ المال بالحرام إطلاقا لأن الحرام فيه سخط الله والحلال فيه رضا الله عز وجل والإنسان الذي يعبد الله حقا يقول لا يمكن أن آخذ المال إلا بطريقه ولا أصرفه إلا بطريقه الحاصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن قال الشرك بالله ) وإن شاء الله يأتي بقية الكلام على بقية الحديث والله الموفق
6 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات ) قالوا: يا رسول الله وما هن ؟ قال: ( الشرك بالله، والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات ). متفق عليه. أستمع حفظ
باب تغليظ تحريم الربا: قال الله تعالى: (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات )) إلى قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا )).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تغليظ تحريم الربا قال الله تعالى (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين باب تغليظ تحريم الربا
الربا هو الزيادة أو التأخير لأن الربا إما زيادة في شيء على شيء وإما تأخير قبض وقد بين الله عز وجل في كتابه حكم الربا وذكر فيه من الوعيد وكذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر حكم الربا وما فيه من الوعيد وبين النبي صلى الله عليه وسلم أين يكون الربا وكيف يكون فذكر أن الربا يكون في ستة أصناف الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والملح ستة أشياء الذهب والفضة والبر والتمر والشعير والتمر والملح هذه ستة أشياء هي التي فيها الربا إذا بعت شيئا في جنسه فلا بد من أمرين التساوي والتقابض قبل التفرق بعت ذهبا بذهب لا بد أن يكون سواء في الميزان وأن يكون الأمر من الجانبين قبل التفرق إذا بعت فضة بفضة لا بد أن يكون سواء في الميزان وأن يكون الأمر قبل التفرق من الجانبين بعت برا ببر لا بد أن يكون سواء في الميزان وأن يكون القبض قبل التفرق من الجانبين بعت شعير بشعير لا بد أن يكونا سواء في الميزان وأن يكون القبض قبل التفرق من الجانبين بعت تمرا بتمر لا بد أن يكون سواء في المكيال وأن يكون القبض قبل التفرق من الجانبين بعت ملحا بملح لا بد أن يكونا سواء في المكيال وأن يكون القبض قبل التفرق من الجانبين هذا إذا بعت الشيء بجنسه من هذه الأصناف الستة وإن بعته بغير جنسه فلا بد من التقابض قبل التفرق من الجانبين ولا يشترط التساوي فإذا بعت صاعا من البر بصاعين من الشعير فلا بأس لكن لا بد من القبض قبل التفرق وإذا بعت صاعا من التمر بصاعين من الشعير فلا بأس لكن بشرط التقابض قبل التفرق وإذا بعت ذهبا بفضة فلا بأس بالزيادة أو النقص لكن لا بد من القبض قبل التفرق
هذه هي الأصناف الستة التي نص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على جريان الربا فيها وكذلك ما كان بمعناها فإنه يكون له حكمها لأن هذه الشريعة الإسلامية لا تفرق بين شيئين متماثلين كما أنها لا تساوي بين شيئين مفترقين
أما حكم الربا فإنه من السبع الموبقات من كبائر الذنوب والعياذ بالله ومن تعاطى الربا ففيه شبه من اليهود أخبث عباد الله لأن اليهود هم الذين يأكلون السحت ويأخذون الربا فمن تعامل بالربا من هذه الأمة فإن فيه شبها من اليهود نسأل الله العافية
أما الوعيد عليه فقال الله عز وجل (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )) هذا حكمه (( لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس )) الشيطان يسلط على بني آدم نسأل الله السلامة إلا أن يمن الله عليه بالأوراد الشرعية التي تقيه من الجن من الشياطين مثل قراءة آية الكرسي كل ليلة وغيرها مما هو معروف فالشيطان يسلط على بني آدم ويصرعهم ويبقى الإنسان يبطش بيديه ويفرفش بإيديه ورجليه ويصرخ ويتخبط هؤلاء أكلة الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس مجانين واختلف العلماء رحمهم الله هل المعنى لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا على هذا الوصف يعني يقومون من القبور كأنهم مجانين كأنهم يضربهم الشيطان بالمس أو أن المعنى لا يقومون للربا لأنهم يأكلون الربا وكأنهم مجانين من شدة طمعهم وجشعهم وشحهم لا يبالون فيكون هذا وصفا لهم في الدنيا والصحيح أن الآية إذا كانت تحتمل المعنيين فإنها تحمل عليهما جميعا لأنهم في الدنيا يتخبطون يتصرفون تصرف الذي يتخبطه الشيطان من المس وفي الآخرة كذلك يقومون من قبورهم على هذا الوصف نسأل الله العافية ثم قال عز وجل مبينا أن هؤلاء قاسوا قياسا فاسد فقالوا (( إنما البيع مثل الربا )) لا فرق كما أنك تبيع على الرجل مثلا شاة بمئة ريال تبيع عليه درهم بدرهمين أي فرق فيقولون إنما البيع مثل الربا وقياسهم ذا كقياس الشيطان حين أمره الله أن يسجد لآدم فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فقابل النص بالقياس الفاسد هؤلاء أيضا قاسوا قياسا فاسدا فبين الله عز وجل أنه لا قياس مع الحكم الشرعي قال (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) ولم يحل الله البيع ويحرم الربا ويحرم الربا إلا للفرق العظيم بينهما وأنهما ليسا سواء لكن من طمس الله قلبه رأى الباطل حقا والحق باطلا والعياذ بالله كما قال عز وجل فيمن طمس الله على قلبه الذين قالوا إذا تتلى عليهم آيات الله أساطير الأولين القرآن الكريم أساطير الأولين اعظم كلام وأبين كلام وأفصح كلام وأنفع كلام يقولون أساطير الأولين لماذا (( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) إذا انطمس القلب والعياذ بالله رأى الباطل حقا ورأى الحق باطلا هؤلاء يقولون إنما البيع مثل الربا فقال الله (( وأحل الله البيع وحرم الربا )) ثم عرض الله عز وجل التوبة على هؤلاء الأكالين للربا كعادته جل وعلا جعل التوبة على المذنبين لعلهم يتوبون إليه لأن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( لله أشذ فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته ) كان في البر رجل في البر معه راحلته عليها طعامه وشرابه فضاعت منه ضاعت الطعام والشراب وهو في فلاة من الأرض ليس عنده أحد طلبها ولم يجدها فاضطجع تحت شجرة ميت ينتظر أن يقبض الله روحه فبينما هو كذلك إذا بخطام الناقة متعلقا بالشجرة وهو بين الحياة والموت فأخذ بخطامها وقال ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) يريد أن يقول أيش أنت ربي وأنا عبدك لكنه أخطأ من شدة الفرح قال النبي عليه الصلاة والسلام ( لله أشد فرحا بتوبة الإنسان من هذا الرجل براحلته ) مع أن هذا الفرح لا يمكن أن يدركه إنسان الآن نحن لا نثبت شدة هذا الفرح رجل مقبل على الموت فاقد ماله طعامه وشرابه وناقته فإذا بها عنده لا يمكن أن يتصور الإنسان شدة هذا الفرح فالله عز وجل أشد فرحا بتوبة عبده من هذا بناقته انظر ماذا قال هنا يقول جل وعلا (( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف )) الحمد لله يعني الأكال للربا إذا جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف يغفر له كل ما سلف ولا يؤاخذ عليه وأمره إلى الله ولكن إذا جاءت الموعظة وله ربا في ذمم الناس وجب عليه أن يسقطه يجب أن يسقطه لأن الله قال (( فله ما سلف )) أما ما بقي فليس له ولهذا أعلن الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في عرفة أعلن إعلانا إلى يوم القيامة قال ( ربا الجاهلية موضوع ) يعني الربا الذي كان يترابون يترابون به في الجاهلية موضوع مهدر في أقارب للرسول يرابون في الجاهلية يسقط عنهم يجب عليهم إسقاط الربا وإلا لا ها يجب ولهذا قال ( أول ربا أضع ربا العباس بن عبدالمطلب ) ما صلته بالعباس ابن عبدالمطلب العباس عمه أول ربا ربا العباس هكذا الحكم هكذا السلطان أول ما يبدأ السلطان بأقاربه خلاف عادة الناس اليوم أقارب السلطان عندهم حماية دبلوماسية يفعلون ما يشاؤون لكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام يقول أول ربا أضع من ربانا من؟ ربا العباس بن عبدالمطلب ( فإنه موضوع كله ) تأكيد فإنه موضوع كله عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وأقاربه وقال " نهيت الناس عن كذا وكذا وإن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم والله لا يبلغني عن أحد منكم أنه فعله لأضعفن عليه العقوبة " سبحان الله يعاقبه مرة وإلا مرتين مرتين لأن هؤلاء الأقارب يخالفون متسترين أو لائذين لقربهم من الحاكم فيقول هذا القرب من الحاكم يوجب أن يضعف عليكم العقوبة الله أكبر وبذلك ملكوا مشارق الأرض ومغاربها ودانت لهم الأمم الأمم ما يفعلون هذا لا يفعلون هكذا القريب من السلطان ما عليه شيء لكن الأمة الإسلامية الخلافة الإسلامية أول ما يرجع بتنفيذ الأحكام لمن لأقارب الحاكم حتى لا يقال الرجل حكم لأجل أن يقي أقاربه عقوبة الظالمين الحاصل أن الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه ورحمته ولطفه يعرض التوبة على المذنبين فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف نسأل الله يتوب علينا وعليكم
وقال (( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات )) القصة هذي فيمن في أصحاب الأخدود الذين حفروا حفرا في الأرض وأضرموا فيها النيران ومن كان مؤمن ألقوه في النار (( وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) يقول عز وجل (( إن الذين فتتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا )) يعرض عليهم التوبة وهم يحرقون أولياءه لكنه عز وجل يحب التوابين (( ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )) نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم يقول عز وجل (( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد )) بعد أن تبين له الحكم (( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) هذه عقوبة الآخرة عقوبة الدنيا (( يمحق الله الربا )) يمحق الله الربا يتلفه لكن التلف نوعان تلف حسي بأن يسلط على ماله آفة تفنيه إما أن يمرض ويحتاج إلى دواء ومعالجات أويمرض أهله أو يسرق أو يحترق هذا عقوبة الدنيا يمحق الله الربا عقوبة حسية محق حسي أو محق معنوي المال عنده مكيس أكياس لكنه كالفقير لا ينتفع به هل يقال إن هذا عنده مال نعم أبدا هذا أسوأ حالا من الفقير لأن ماله عنده بالأكياس يدخره لورثته أما هو فلم ينتفع به وهذا نسميه محقا أيش حسيا وإلا معنويا محقا معنويا (( يمحق الله الربا )) نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الموعظة التي تحيى بها قلوبنا وتصلح بها أحوالنا
7 - باب تغليظ تحريم الربا: قال الله تعالى: (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات )) إلى قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا )). أستمع حفظ
قراءة من رياض الصالحين.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في " باب تغليظ تحريم الربا عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله ..
الشيخ : ...
القارئ : ...
الشيخ : اقرأ
القارئ : " قال الله تعالى (( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات )) إلى قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا )) الآية "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب التغليظ " يعني في أكل الربا وتحريمه
وقد ذكر المؤلف فيه آيات من سورة البقرة وسبق الكلام عليها إلى قوله (( ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا )) وقال (( ويربي الصدقات )) يربيها أي ينميها ويزيدها فإنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وعلى آله وسلم أنه قال ( من تصدق بعدل تمرة ) أو ( بعدل تمرة من طيب ولا يقبل الله )