باب تحريم الرياء: قال الله تعالى: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )). وقال تعالى: (( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس )). وقال تعالى: (( يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا )).
قال النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم الرياء " الرياء مصدر راء يقال راءى يرائي رياء ومراءاة فجاهد يجاهد جهادا ومجاهدة والمراد بالرياء هنا ان يتعبد الإنسان لربه عز وجل لكن يحسن العبادة من أجل أن يراه الناس فيقولون ما أعبده ما أحسن عبادته وما أشبه ذلك فهو يريد من الناس أن يمدحوه في عبادة الله لا يريد أن يتقرب إليهم بالعبادة لأنه لو فعل هذا لكان شركا اكبر لكنه يريد أن يمدحوه في عبادة الله فيقولوا فلان عابد فلان كثير الصوم فلان كثير الصدقة وما اشبه ذلك فهو لا يخلص لله في عمله لكن يريد أن يمدحه الناس على ذلك فهو يرائي الناس والرياء يسيره من الشرك الأصغر وكثيره من الشرك الأكبر
ثم استدل المؤلف رحمه الله على تحريمه بآيات منها قول الله تعالى (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )) يعني ما أمر الناس إلا بهذا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين يصلون إخلاصا لله ويتصدقون إخلاصا لله ويصومون إخلاصا لله ويحجون إخلاصا لله ويساعدون الناس إخلاصا لله إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة يكونون مخلصين لله في ذلك
(( ويقيموا الصلاة )) يأتون بها مستقيمة على الوجه الأكمل ويؤتوا الزكاة يعطونها مستحقها
(( وذلك دين القيمة )) أي دين الملة القيمة والمخلص لله عز وجل لا يكون في قلبه رياء لأنه إنما يريد بعبادته وجه الله وثواب الله والدار الآخرة وقال تعالى (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأذَى )) يعني إذا أعطيت الفقير صدقة فلا تمن عليه وتبقى كل ساعة تقول أنا أعطيتك أنا فعلت لأن هذا يبطل الأجر والأذى تؤذيه تؤذي الفقير بأن تتسلط عليه وترى أنك فوقه وما أشبه ذلك هذا أيضا يبطل الأجر (( كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) الشاهد هذا الشاهد من الآية هذه الجملة (( كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ )) ليمدحوه ويقولون ما اكثر صدقته وما أشبه ذلك ولا يؤمن بالله واليوم الآخر
وقال الله تبارك تعالى (( يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إلاَّ قَلِيلا )) وهذا من أوصاف المنافقين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى لا يقومون بنشاط ومحبة ولهف لها بل يقومون كسالى وأيضا لا يصلون إلا مراءاة للناس والعياذ بالله ولهذا أثقل الصلوات عليهم صلاة العشاء والفجر لأنهم في ذلك الوقت ما فيه نور ولا يعرف الحاضر من غير الحاضر فكانت أثقل الصلوات عليهم صلاة العشاء وصلاة الفجر فهؤلاء المنافقون يراؤون الناس يعني لا يأتون إلى الصلاة إلا رياء ولا ينفقون إلا لارياء ولا يخرجون في الجهاد إلا رياء وعلى هذا فمن راءى من المسلمين فقد شابه المنافقين والعياذ بالله
وقال تعالى (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون )) أي يرؤاون في أعمالهم يريدون أن يراهم الناس فيمدحوهم على عبادتهم هذا فالرياء إذن من الشرك من الشرك وقد يكون شركا أكبر وهو من خصال المنافقين أعاذنا الله وإياكم من النفاق والله الموفق
1 - باب تحريم الرياء: قال الله تعالى: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )). وقال تعالى: (( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس )). وقال تعالى: (( يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا )). أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ). رواه مسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركهُ ) رواه مسلم
وعنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ ( إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استُشهد، فأُتي به، فعرَّفهُ نعمتهُ، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استشهدتُ، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يُقال جريءٌ، فقد قيل، ثم أُمرَ به، فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجلٌ تعلم العلم وعلَّمهُ، وقرأ القرآن، فَأُتِيَ به، فعرَّفَهُ نعمهُ فعرفها. قال: فما عملت فيها قال: تعلَّمتُ العلم وعلمتهُ، وقرأتُ فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمتَ ليقال: عالمٌ وقرأت القُرآن ليقال: قارئٌ، فقد قيل، ثم أُمر به، فسُحب على وجهه حتى أُلقيَ في النار
ورجلٌ وسَّع الله عليه، وأعطاهُ من أصناف المال، فَأُتيَ به فعرَّفَهُ نعمهُ، فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيلٍ تُحب أن ينفق فيها إلا أنفقتُ فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جوادٌ، فقد قيل، ثم أُمرَ به فسُحبَ على وجهه ثم أُلقيَ في النار ) رواه مسلمٌ "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
لما ذكر المؤلف رحمه الله في رياض الصالحين الآيات التي تدل على تحريم الشرك ومنه الرياء ذكر الأحاديث فمنها:
حديث أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول ( قال الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركهُ ) هذا الحديث يسمى عند العلماء حديثا قدسيا وهو الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه فيقول قال الله تعالى كذا لأن الأحاديث التي تروى عن الرسول عليه الصلاة والسلام إما أن ينسبها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الله فتسمى أحاديث قدسية وإما أن لا ينسبها إلى الله فتسمى أحاديث نبوية
هذا الحديث القدسي يقول الله تعالى فيه ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ) الشركا كل محتاج إلى الآخر وكل محتاج إلى شركته ونصيبه وحصته لا يتنازل أحد عن الآخر عن نصيبه فمثلا دار بين اثنين كل منهما محتاج للآخر لو حصل في الدار خلل أو احتاجت إلى تعمير صار الآخر لا بد أن يقول لشريكه صار الشريك لا بد أن يقول لشريكه الثاني أعطني أعطني نصيبا حتى نعمر البيت وصار كل إنسان متمسكا بنصيب من هذا البيت أما الله تعالى فهو الغني عن كل شيء غني عن العالمين إذا عمل الإنسان عملا لله ولغير الله تركه الله لو صلى الإنسان لله وللناس لم يقبل الله صلاته لا يقال إنه يقبل نصفه ويترك نصفه أو يقبلها قبولا نصفيا لا لا يقبلها أبدا لو تصدق الإنسان بصدقة يرائي بها الناس فإنها لا تقبل منه لأن الله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك إذا عمل الإنسان عملا أشرك فيه مع الله غيره فإن الله لا يقبله منه
وفي هذا دليل على أن الرياء إذا شارك العبادة فإنها لا تقبل فلو أن الإنسان صلى أول ما صلى من حين ما صلى وهو يرائي الناس تجدهم يقولون فلان ما شاء الله مطوع يصلي ويكثر الصلاة فإنه لا حظ له في صلاته ولا يقبلها الله عز وجل حتى لو أقام ركوعها وسجودها وقيامها وقعودها وصار لا يتحرك وصارت عينه في موضع سجوده فهي غير مقبولة لماذا لأنه أشرك مع الله غيره تصلي لله وللناس الله غني عن عبادتك سبحانه وتعالى لا تقبل كذلك رجل تصدق صار يمشي على الفقراء ويعطيهم لكنه يرائي الناس من أجل يقول فلان والله ما شاء الله رجل جيد جواد كريم يتصدق فهذا أيضا لا يقبل منه وإن أنفذ ماله كله لأن الله يقول ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) وعلى هذا فقس لكن إن طرأ الرياء على الإنسان يعني رجل مخلص شرع في الصلاة ثم صار في قلبه شيء من الرياء فهذا إن دافعه إن دافعه فلا يضره لأن الشيطان يأتي للإنسان في عبادته التي هو مخلص فيها من أجل أن يفسدها عليه بالرياء هذا لا يضره ولا ينبغي أن يكون دليلا أمام ما يلقيه الشيطان من الرياء بل يجب أن يصمت وأن يستمر في عبادته لا يقول والله أنا صار معي رياء أخاف إنها تبطل لا، يستمر والشيطان إذا دحرته اندحر من شر الوسواس أيش الخناس الذي يخنس ويولي مدبرا إذا رأى العزيمة فأنت اعزم ولا يهمك هذا لا يضر أما إذا طرأ عليه الرياء بعد أن بدأ الصلاة مخلصا لله ثم طرأ عليه الرياء واستمر استمر على الرياء والعياذ بالله فإنها تبطل الصلاة كلها من أولها إلى آخرها لأنها أي الصلاة إذا بطل آخرها بطل أولها فالحذر الحذر من الرياء والحذر الحذر من ترك العبادة خوفا من الرياء لأن بعض الناس أيضا يأتيه الشيطان يقول لا تقوم تصلي لا تقرأ ترى هذا رياء لا يكون عليك السكينة والوقار هذا رياء من أجل أيش من أجل ايش؟ من أجل أن يصده عن هذا العمل الصالح فعليه أن لا يدع للشيطان مجالا يفعل يقدم يصلي يكون عليه السكينة والوقار ولا يضره هذا وهو إذا وهو إذا كافح الشيطان ولم يبال به ففي النهاية يخنس يخنس الشيطان ويتراجع ويتقهقر فالإنسان في الحقيقة محوط بأمرين
أمر قبل الإقدام على العبادة يثبطه الشيطان يقول لا تعمل هذا رياء ترى الناس يمدحونك
وأمر ثان بعد أن يشرع في العبادة يأتيه الشيطان أيضا فعليه أن يدحر الشيطان وأن يستعيذ بالله منه وأن يمضي في سبيله وأن لا يهتم
فإن قال قائل إذا فرغ الإنسان من العبادة وسمع الناس يثنون عليه وفرح بهذا هل يضره؟
فالجواب لا يضره لأن العبادة وقعت سليمة وكون الناس يثنون عليه هذا من عاجل بشرى المؤمن أن يكون أن يكون محل الثناء من الناس لكن هذا بعد أن ينتهي من العبادة نهائيا سمع الناس يثنون عليه يقول الحمد لله الذي جعلني محل الثناء في الخير
كذلك أيضا لو أن الإنسان فعل العبادة ولما انتهى منها سر بها فهل نقول هذا السرور إعجاب يبطل العمل لا ما يضر لأن الإعجاب إن الإنسان إذا فرغ من العبادة أعجب بنفسه وأدلى على الله بها ومن على الله بها هذا هو الذي يبطل عمله والعياذ بالله لكن هذا الإنسان أبدا ما خطر على باله هذا لكنه حمد الله وفرح أن الله وفقه للخير هذا لا يضره ولذا جاء في الحديث ( من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن ) جعلنا الله وإياكم منهم
أما حديث أبي هريرة الثاني فأخشى من الإطالة وسنتكلم عليه إن شاء الله غدا بحول الله وقوته
2 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ). رواه مسلم. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها ؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت: قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء ! فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها ؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم ! وقرأت القرآن ليقال: هو قاريء ! فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها. قال: فما عملت فيها ؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب " تحريم الرياء عن أبي هريرة رضي االله عنه قال: سمعتُ رسول الله يقولُ ( إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استُشهد، فأُتي به، فعرَّفهُ نعمتهُ، فعرفها، قال فما عملت فيها قال قاتلتُ فيك حتى استشهدتُ، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يُقال جريءٌ، فقد قيل، ثم أُمرَ به، فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجلٌ تعلم العلم وعلَّمهُ، وقرأ القرآن، فَأُتِيَ به، فعرَّفَهُ نعمهُ فعرفها. قال: فما عملت فيها قال: تعلَّمتُ العلم وعلمتهُ، وقرأتُ فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمتَ ليقال: عالمٌ وقرأت القُرآن ليقال: قارئٌ، فقد قيل، ثم أُمر به، فسُحب على وجهه حتى أُلقيَ في النار
ورجلٌ وسَّع الله عليه، وأعطاهُ من أصناف المال، فَأُتيَ به فعرَّفَهُ نعمهُ، فعرفها. قال: فما عملت فيها قال: ما تركت من سبيلٍ تُحب أن ينفق فيها إلا أنفقتُ فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جوادٌ، فقد قيل، ثم أُمرَ به فسُحبَ على وجهه حتى أُلقيَ في النار ) رواه مسلم
وعن ابن عمر رضي الله عنه ( أن نَاسًا قَالُوا لَهُ: إنَّا نَدْخُلُ عَلَى سَلاَطِيننَا فَنَقُولُ لَهُمْ بِخِلاَفِ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِندِهِمْ قَالَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: كُنَّا نَعُدُّ هَذَا نِفاقًا عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ). رواه البخاري. "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق الكلام فيما بتعلق بالرياء وأن الله سبحانه وتعالى تبرأ من المرائي وأحبط عمله وهنا في هذا الدرس نتكلم على حديث أبي هريرة في ذكر أول من يقضى عليه يوم القيامة وهم ثلاثة أصناف: متعلم ومقاتل ومتصدق.
المتعلم تعلم العلم وعلم القرآن وعلّمه ثم إن الله سبحانه وتعالى اتي به إليه يوم القيامة ( فعرّفه الله نعمته فعرفها ) وأقر واعترف فسألاه ( ماذا صنعت ) يعني في شكر هذه النعمة ( فقال تعلمت العلم وقرأت القرآن فيك فقال الله له كذبت ولكن تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ ) ليس لله بل لأجل الرياء ( ثم أمر به فسحب على وجهه في النار )
وهذا دليل على أنه يجب على طالب العلم في طلب العلم أن يخلص نيته لله عز وجل وأن لا يبالي أقال الناس إنه عالم أو شيخ أو أستاذ أو مجتهد أو ما أشبه ذلك لا يهمه هذا الأمر لا يهمه إلا رضا الله عز وجل وحفظ الشريعة وتعليمها ورفع الجهل عن نفسه ورفع الجهل عن عباد الله حتى يكتب من الشهداء الذين مرتبتهم بعد مرتبة الصديقين ومن يتولاهم الرسول (( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين )) وأما من تعلم لغير ذلك ليقال أنه عالم وأنه مجتهد وأنه علامة وما أشبه ذلك من الأقوال فهذا عمله حابط والعياذ بالله وهو أول من يقضى عليه ويسحب على وجهه في النار ويكذب يوم القيامة ويوبخ
أما الثاني فهو رجل قاتل رجل قاتل قاتل في سبيل الله وقتل فلما كان يوم القيامة ( أتي به إلى الرب عز وجل فعرفه نعمه فعرفها ) يعني النعم أنه سبحانه أنه سبحانه وتعالى أمده وأعده ورزقه وقواه حتى وصل إلى هذه المرتبة إلى أن قاتل ثم سئل ( ماذا صنعت فييها فقال يا رب قاتلت فيك فيقال كذبت قاتلت من أجل أن يقال فلان يعني شجاع جري وقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه في النار ) والعياذ بالله وهكذا أيضا المقاتل في سبيل الله المقاتلون في سبيل الله لهم نوايا متعددة من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ومن قاتل وطنية ففي سبيل الطاغوت ومن قاتل حمية على قومية فهو في سبيل الطاغوت ومن قاتل لينال دنيا فهو في سبيل الطاغوت لأن الله تعالى يقول (( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت )) لكن لو قاتل الإنسان قومية أو وطنية لا من أجل القومية والوطنية ولكن من أجل حماية وطنه المسلم أن يعتدي عليه الكفار فهذا في سبيل الله لأن حماية بلاد المسلمين ثمرتها أن تكون كلمة الله هي العليا وكذلك حماية المسلمين ثمرتها أنها تكون كلمة الله هي العليا ولكن لو أن الإنسان قاتل ليقتل فقط في هذا القتال هل يكون في سبيل الله الجواب لا وهذا نية كثير من الشباب يذهبون لأجل أن يقتلوا ويقولون نحن نقتل شهداء فيقال لا أنتم اذهبوا قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا ولو بقيتم لا تذهبوا لأجل أن تقتلوا لكن لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا وحينئذ إن قتلتم في هذا السبيل فأنتم في سبيل الله
أما الثالث ( فرجل أنعم الله عليه بالمال ) وصار يتصدق ويعطي وينفق فإذا كان يوم القيامة ( وأتي به إلى الله وعرفه نعمه فعرفها ثم سأله ماذا صنع فيها فيقول تصدقت ) وفعلت وفعلت ( فيقال كذبت ولكنك فعلت ليقال فلان جواد ) يعني كريم يعني كريما ( وقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه في النار)
هذا أيضا من الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة
وفي هذا دليل على أنه يجب على الإنسان أن يخلص النية لله في جميع ما يبذله من مال أو بدن أو علم أو غيره وأنه إذا فعل شيئا مما يبتغى به وجه الله وصرفه إلى غير ذلك فإنه آثم به والله الموفق
3 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها ؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت: قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء ! فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها ؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم ! وقرأت القرآن ليقال: هو قاريء ! فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال، فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها. قال: فما عملت فيها ؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ). رواه مسلم. أستمع حفظ
شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن ناسا قالوا له: إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم ؟ قال ابن عمر رضي الله عنهما: كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم الرياء
عن ابن عمر رضي الله عنهما: ( أن نَاسًا قَالُوا لَهُ: إنَّا نَدْخُلُ عَلَى سَلاَطِيننَا فَنَقُولُ لَهُمْ بِخِلاَفِ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِندِهِم ْقَالَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: كُنَّا نَعُدُّ هَذَا نِفاقًا عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ). رواه البخاري "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( أن أناسا جاءوا إليه وقالوا إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم قولا ولكن إذا خرجنا منهم قلنا بخلافه فقال كنا نعد ذلك نفاقا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم )
وذلك لأنهم حدثوا فكذبوا وخانوا وما نصحوا فالواجب على من دخل على السلاطين من الأمراء والوزراء والرؤساء والملوك الواجب عليه أن يتكلم بالأمر على حقيقته يبين لهم الواقع سواء كان الناس على استقامة أو على اعوجاج أو على حق أو على باطل ولا يجوز للإنسان أي إنسان أن يدخل على الأمير أو على الملك أو ما أشبه ذلك ثم يقول الناس بخير الناس أحوالهم مستقيمة الناس ملأوا المساجد الناس عبدوا الله الناس اقتصاديتهم جيدة الناس أمنهم جيد وما أشبه ذلك وهو كاذب هذا حرام خداع خداع لولاة الأمور وخداع للأمة جمعاء لأن ولي الأمر ليس شمسا تدخل كل مكان بل الشمس لا تدخل كل مكان الحجر المغلقة ما تدخلها الشمس وولاة الأمور علمهم محدود سمعهم محدود بصرهم محدود إدراكهم محدود عقولهم محدودة كغيرهم من البشر لا يمكن أن يعلموا بأحوال الناس كلها فإذا جاء مثل هذا الغاش الغادر الخائن وقال لهم إن الأمور كلها خير ورخا وأمن وعبادة وما أشبه ذلك ضرهم فظنوا أن الأمر هكذا ولم يتحركوا لإصلاح ما فسد لأنه يقال له إن كل شيء على ما يرام الواجب الصراحة ولا يمكن مداوة الجرح إلا بشقه بعدما تشقه ويخرج الدم ويخرج الخبث حينئذ تداويه أما أن تلمه على شعث فهذا لا يجوز لأن هذا وابن عمر يقول ( هذا من النفاق ) وصدق هذا من النفاق حدثوا فكذبوا وخانوا وما ائتمنوا فالواجب البيان وأما النفاق والمداهنة فهذه لا تجوز لذلك الواجب على كل إنسان أتى إلى شخص مسؤول ولو عن عشرة طلاب دعنا من مسؤل عن أمة كاملة الواجب أن يخبره بالواقع لا يقول والله الطلاب كلهم بخير وكلهم حريصين وكلهم كلمتهم وحدة وكلهم على أدب طيب لا الواجب يبلغ بالحقيقة وينص على كل واحد بعينه إذا اقتضى الحال هذا وذكر العيب لإزالة العيب سلامة ونصرة وليس من الغيبة في شيء
فهذا رسول الله عليه الصلاة والسلام ( جاءته امرأة فاطمة بنت قيس قالت يا رسول الله خطبني ثلاثة أسامة بن زيد ومعاوية بن أبي سفيان وأبو جهم قال لها النبي عليه الصلاة السلام أما معاوية فصعلوك لا مال له ) يعني من أين ينفق عليك ما عنده مال ( وأما أبو جهم فضراب للنساء ) هذا مدح وإلا ذم ذم ( انكحي أسامة بن زيد ) لكن كيف الرسول يغتابهم اغتابهم لأي شيء نصح وإرشاد فإذا جئت مثلا لأي إنسان تحته ناس وهو ولي عليهم قلت له هذا فلان فيه كذا وكذا وأنت صادق بار ليس بينك وبينه عداوة أو مشاحنة فأنت على خير ومأجور وناصح ولا يمكن تستقيم الأمور إلا بأن يعطى عنها صورة واضحة أما الكتمان فهذا لا يجوز
كذلك أيضا في المدرسة مدير المدرسة أو عميد الكلية يجب إذا رأينا طالبا منحرفا بأخلاقه أو سلوكه أو غيبة ولاة الأمور يجب أن ننصحه أولا وإلا يجب أن نرفع أمره حتى يصلح من حاله لأن مثل هذا جرثومة جرثومة فاسدة يفسد الطلاب كلهم أو من قدر عليهم منهم ولا يقر وهو في هذه الحال الذي ليس له هم إلا الإفساد خلقا أو دينا أو سلوكا ومنهجا لأن هذا هو النصح
كذلك أيضا عندما نأتي أمير بلدة نرى في البلدة منكرات نرى فيها غشم نرى فيها تقصير من المسؤولين الآخرين لا يجوز أن نعطي الأمير صورة على أن كل شيء تام يجب أن نبين ونوضح صحيح أنه إذا أمكن أن تصلح الأمور قبل أن ترفع للأمير فهذا حسن وطيب لكن إذا علمنا أن المسألة ما هي صالحة وأننا لو ذهبنا إلى المسؤول الذي تحت الأمير قال إن شاء الله تعالى أبشروا كل شيء بيتيسر ولكنه مماطل فلا بد من إبلاغ من فوقه حتى يقوم باللازم فالحاصل بارك الله فيكم أنه لا بد من النصح وبيان الأمور على ما هي عليه وأما أن تلقى الإنسان بوجه وإذا أدبرت عنه أدبرت فهذا حرام ومن النفاق
ومن ذلك أيضا مسألة أخس من هذه يجي إنسان شخص يقول ما شاء الله عليك أنت رجل طيب حبيب وكريم يثني عليه بلسانه يملأ الجو وقلبه حاقد لكن يريد أن يأخذ ما عنده لأن بعض الناس خبثة يأخذ ما عنده والرجل سليم القلب يمكن يفضي إلى هذا بشيء إذا ظن أنه ناصح ثم إذا أدبر والعياذ بالله فإنه يكيل له الصاع مقلوبا ويتكلم في عرضه ويسبه ويقول هذا مقصر هذا في ما ... فعلى المؤمن أن يتقي الله ربه وأن يتجنب المداهنة والكذب والغش وأن يكون صريحا حتى يصلح الله على يديه والله الموفق
4 - شرح حديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن ناسا قالوا له: إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم ؟ قال ابن عمر رضي الله عنهما: كنا نعد هذا نفاقا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري. أستمع حفظ
شرح حديث عن جندب بن عبد الله بن سفيان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به ). متفق عليه. وعن أبي هيرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ). يعني: ريحها. رواه أبو داود بإسناد صحيح.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم الرياء
عن جُندب بن عبدالله بن سفيان رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من سمَّعَ سَمَّعَ الله به، ومن راءي رَاءي الله به ) متفقٌ عليه
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من تعلم علماً مما يُبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمهُ إلا ليُصيب به عرضاً من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ) يعني ريحها. رواه أبو داود بإسنادٍ صحيح "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
نقل المؤلف رحمه الله ما بقي من احاديث الرياء التي ساقها عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( من سمَّعَ سَمَّعَ الله به، ومن رآى رآى الله به ) يعني من قال قولا يتعبد به لله ورفع صوته بذلك حتى يسمعه الناس ويقولون فلان كثير الذكر كثير القراءة وما أشبه ذلك فإن هذا قد سمع عباد الله يرائي بذلك نسأل الله العافية
( سمع الله به ) أي فضحه وكشف أمره وبين عيبه للناس وتبين لهم أنه مرائي والحديث لم يقيد هل هو في الدنيا أو في الآخرة فيمكن أن يسمع الله به في الدنيا ويكشف عيبه عند الناس ويمكن أن يكون ذلك في الآخرة وهو أشد والعياذ بالله وأخزى كما قال تعالى (( ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ))
وكذلك من رآى رآى الله به يعني من عمل عملا ليراه الناس ويمدحوه عليه فإن الله تعالى يرائي به ويبين عيبه للناس ويفضحه والعياذ بالله حتى يتبين أنه مرائي
وفي هذا الحديث التحذير العظيم من الرياء وأن المرائي مهما كان مهما اختفى لا بد أن يتبين والعياذ بالله لأن الله تعالى تكفل بهذا من سمع سمع الله به ومن رآى رآى الله به
أما حديث أبي هريرة فهو فيمن طلب علما يبتغى فيه وجه الله وذلك هو العلم الشرعي علم الكتاب والسنة إذا طلب الإنسان علما من علم الكتاب والسنة لا يريد إلا أن ينال به عرضا من أعراض الدنيا إلا أن يريد عرضا من الدنيا لم يرح عرف الجنة يعني ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا فمثلا لو أن إنسان تعلم علم العقائد لأجل أن يقال فلان جيد في العقيدة أو لأجل أن يوظف أو ما أشبه ذلك أو علم الفقه أو علم التفسير أو علم الحديث ليرائي به الناس فإنه لا يجد ريح الجنة والعياذ بالله يعني يحرم دخولها وأما العلوم العلوم التي ليست مما يبتغى به وجه الله كعلوم الدنيا كعلم الحساب والهندسة والبنا لو تعلمها الإنسان يريد عرضا من الدنيا فلا بأس عليه لأن هذا علم دنيوي يراد للدنيا والحديث الذي فيه الوعيد مقيد بالعلم الذي يبتغى به وجه الله
فإن قال قائل كثير من الطلبة الآن يدرسون في الكليات يريدون الشهادة الشهادة العالية فيقال إنما الأعمال بالنيات إذا كان يريد بالشهادة العالية أن ينال الوظيفة والمرتبة فهذا أراد به عرضا من الدنيا وإن أراد بذلك أن يتبوأ مكانا ينفع الناس ليكون مدرسا ليكون مديرا ليكون موجها فهذا خير ولا بأس به لأن الناس أصبحوا الآن لا يقدرون الإنسان بعلمه وإنما يقدرونه بشهادته فإذا قال ... لو أبقى بدون شهادة مهما بلغ من العلم لن يجعلوني معلما لكني أتعلم وآخذ الشهادة لأجل أن أكون معلما أنفع المسلمين فهذه نية طيبة وليس فيها شيء والله الموفق
5 - شرح حديث عن جندب بن عبد الله بن سفيان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من سمع سمع الله به، ومن يرائي يرائي الله به ). متفق عليه. وعن أبي هيرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ). يعني: ريحها. رواه أبو داود بإسناد صحيح. أستمع حفظ
باب ما يتوهم أنه رياء وليس برياء. عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه ؟ قال: ( تلك عاجل بشرى المؤمن ). رواه مسلم.
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب ما يتوهم أنه رياء وليس هو رياء " يعني ما يظن الإنسان أنه رياء ولكن ليس برياء
ثم ذكر حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ( سئل عن الرجل يعمل العمل فيحمده الناس على ذلك فقال تلك عاجل بشرى المؤمن ) الناس يثنون عليه وصورة المسألة التي في الحديث أن الرجل يعمل عملا صالحا لله لا يبالي أعلم به الناس أم لم يعلموا أرأوه أم لم يروه أسمعوه أم لم يسمعوا لكنه لله يعمل خالصا ثم إن الناس يحمدونه على ذلك يقولون فلان كثير الخير فلان كثير الطاعة فلان كثير الإحسان إلى الخلق وما أشبه ذلك فقال ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) وهو الثناء عليه لأن الناس إذا أثنوا على الإنسان خيرا فهم شهداء الله في أرضه
( ولهذا لما مرت جنازة من عند النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أثنوا عليها خيرا قال وجبت ثم مرت أخرى فأثنوا عليها شرا قال وجبت فقالوا يا رسول الله ما وجبت فقال أما الأول فوجبت له الجنة وأما الثاني فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض )
فهذا معنى قوله ( تلك عاجل بشرى المؤمن ) والفرق بين هذه وبين الرياء أن الرياء لا يعمل العمل إلا لأجل الناس ليراه الناس فيكون في نيته شرك شرك مع الله غيره وأما هذا فنيته خالصة لله عز وجل ولم يطرأ على باله أن يمدحه الناس أو يذموه لكن الناس يعلمون ومهما كما قال الشاعر:
" ومهما تكن عند امرء من خليقة *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم " .
يعني أي شيء خلق عند الإنسان يقوم به وإن ظن أن الناس لا يعلمون فإنه لا بد أن يعلموا فإذا علموا بطاعته ومدحوه وأثنوا عليه فهذا ليس برياء هذا عاجل بشرى المؤمن حيث إن الناس أثنوا عليه خيرا ومن أثنى الناس عليه خيرا فحري بأن يكون من أهل الجنة
أما المرائي والعياذ بالله فإنه إن صلى يريد من الناس أن يعلموا بذلك إن تكلم بخير أراد من الناس أن يسمعوه ليمدحوه على هذا والفرق بين هذا وما ذكر في حديث أبي هريرة اليوم فرق عظيم نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الرياء وأن يعيذنا من سوء الفتن إنه على كل شيء قدير
6 - باب ما يتوهم أنه رياء وليس برياء. عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه ؟ قال: ( تلك عاجل بشرى المؤمن ). رواه مسلم. أستمع حفظ
باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية: قال الله تعالى: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )) وقال تعالى: (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )). وقال تعالى: (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )). وقال تعالى: (( إن ربك لبالمرصاد )).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال المؤلف رحمه الله تعالى "باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية
والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية
قال الله تعالى (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ ))
وقال تعالى: (( إنَّ السَّمْعَ وَالبْصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً )) وقال تعالى (( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ))
وقال تعالى(( إنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَادِ )) "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة " المرأة الأجنبية هي التي ليس بينك وبينها محرمية سواء كانت قريبة ام بعيدة والأمرد هو الشاب الذي لم تنبت لحيته ولم يكن على شاربه شعر ثخين يعني أن شاربه أخضر ولحيته لم تنبت والحسن ضد القبيح
النظر إلى المرأة الأجنبية محرم كما قال المؤلف رحمه الله وذلك لأن الله أمر بغض البصر فقال (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )) فأمر بغض البصر وحفظ الفرج وهذا يدل على أن عدم غض البصر سبب لعدم حفظ الفرج وأن الإنسان إذا أطلق بصره تعلق قلبه بالنساء ثم لا يزال به النظر حتى يدنو من المرأة ويكلمها ويخاطبها ثم يعدها ثم تحصل الفاحشة والعياذ بالله ولهذا يقال إن النظر بريد الزنا يعني أنه يدعو إلى الزنا فأمر الله بغض البصر
وقال عز وجل (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )) خائنة الأعين المسارقة والنظر يعني أن تنظر على وجه الخفاء الذي لا يخرج للناس لكن الله يعلمه فهو يعلم خائنة الأعين ويعلم جل وعلا ما تخفي الصدور من النيات الحسنة والنيات السيئة