باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية: قال الله تعالى: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )) وقال تعالى: (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )). وقال تعالى: (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )). وقال تعالى: (( إن ربك لبالمرصاد )).
وقال تعالى (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )) فالإنسان مسؤول عن السمع ماذا سمع بأذنه هل سمع قولا محرما أو استمع إلى امرأة أجنبية يتلذذ بصوتها وكذلك البصر وكذلك الفؤاد فالواجب على الإنسان حفظ نفسه أما المرأة التي ليس أجنبية والتي يحرم عليك نكاحها فالنظر إليها لا بأس بها النظر إلى وجهها وإلى رأسها وإلى كفيها وذراعيها وساقيها وقدميها كل هذا لا بأس به إلا أن يخاف الإنسان الفتنة على نفسه فإن خاف الفتنة على نفسه فإنه لا ينظر ولا إلى محارمه فلو قدر أن للإنسان أختا من الرضاعة جميلة فهي محرم له وأخته من الرضاعة كأخته من النسب لكن إذا خاف على نفسه الفتنة بالنظر إليها وجب عليه كف بصره ووجب عليها هي أن تحتجب عنه أيضا لأن أصل وجوب الحجاب خوفا من الفتنة فإذا وجدت الفتنة فإنه لا بد من ستر الوجه ولو عن المحارم
وأما إذا لم يكن فتنة وكان الإنسان سليم القلب عفيفا فهذا يحرم عليه أن ينظر إلى غير محارمه مثلا لا ينظر إلى بنت عمه ولا بنت خاله وكذلك لا ينظر إلى أخت زوجته وهي أيضا لا ينظر إليها أخ زوجها وهلم جرا المهم المدار على المحارم يجوز النظر إليهن ما لم يخش الفتنة أما غير المحارم فيحرم النظر إليهن مطلقا والله الموفق
1 - باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية: قال الله تعالى: (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )) وقال تعالى: (( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )). وقال تعالى: (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور )). وقال تعالى: (( إن ربك لبالمرصاد )). أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ). متفق عليه. وهذا لفظ مسلم، ورواية البخاري مختصرة.
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( كُتب على ابن آدم نصيبهُ من الزنى مُدركٌ ذلك لا محالة: العينان زناهما النظرُ، والأذنان زناهما الاستماعُ، واللسانُ زناهُ الكلامُ، واليدُ زناها البطش، والرجلُ زناها الخطا، والقلبُ يهوى ويتمنى، ويُصدق ذلك الفرج أو يُكذبه ) متفقٌ عليه هذا لفظ مسلمٍ، ورواية البخاري مُختصرةٌ "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
ذكر المؤلف رحمه الله في باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن من غير حاجة شرعية بعد ذكر الآيات
حديث أبا هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كُتب على ابن آدم نصيبهُ من الزنا وهو مُدركٌ ذلك لا محالة ) يعني أن الإنسان مدرك للزنا لا محالة إلا من عصمه الله ثم ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أمثلة ذلك:
فالعين زناها النظر يعني أن الرجل إذا نظر إلى امرأة ولو بغير شهوة وليست من محارمه فهذا نوع من الزنا وهو زنا العين
والأذن زناها الاستماع يستمع الإنسان إلى كلام المرأة ويتلذذ به هذا زنا الأذن وكذلك ( اليدُ زناها البطش ) يعني العمل باليد من اللمس والضم وما أشبه ذلك
( والرجلُ زناها الخطا ) يعني أن الإنسان يمشي إلى محل الفواحش مثلا أو يسمع إلى صوت امرأة فيمشي إليه أو يرى امرأة فيمشي إليها هذا نوع من الزنا لكن زنا الرجل
القلب يهوى ويميل إلى هذا الأمر أي إلى التعلق بالنساء هذا زنا (القلب
( والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) يعني أنه عاد إذا زنى بفرجه والعياذ بالله فقد صدق زنا هذه الأعضاء وإن لم يزن بفرجه بل سلم وحفظ نفسه فإن هذا يكون تكذيبا لزنا هذه الأعضاء فدل ذلك على الحذر من التعلق بالنساء لا بأصواتهن ولا بالرؤية إليهن ولا بمسهن ولا بالسعي إليهن ولا بهواية القلب لهن كل ذلك من أنواع الزنا والعياذ بالله فليحذر الإنسان العاقل العفيف من أن يكون في هذه الأعضاء شيء يتعلق بالنساء
والواجب على الإنسان إذا أحسن من نفسه بهذا أن يبتعد لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم والنظر سهم مسموم من سهام إبليس قد ينظر المرء إلى امرأة ولا تتعلق نفسه بها أول مرة لكن في الثانية في الثالثة حتى يكون قلبه معلقا بها والعياذ بالله ويصبح هيمان لا يذكر إلا هذه المرأة إن قام ذكرها وإن قعد ذكرها وإن نام ذكرها وإن استيقظ ذكرها فيحصل بهذا الشر والفتنة نسأل الله العافية والله الموفق
2 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ). متفق عليه. وهذا لفظ مسلم، ورواية البخاري مختصرة. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والجلوس في الطرقات ) قالوا: يا رسول الله مالنا من مجالسنا بد: نتحدث فيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه ) قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال: ( غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ). متفق عليه. وعن أبي طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه قال: كنا قعودا بالأفنية نتحدث فيها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام علينا فقال: ( ما لكم ولمجالس الصعدات ؟ اجتنبوا مجالس الصعدات ) فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأس: قعدنا نتذاكر، ونتحدث. قال: ( إما لا فأدوا حقها: غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام ). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والجلوس في الطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بُدّ، نتحدثُ فيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقهُ قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) متفقٌ عليه
وعن زيد بن سهل رضي الله عنه قال ( كنا قعوداً بالأفنية نتحدثُ فيها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام علينا فقال: ما لكم ولمجالس الصُّعُدات فقلنا إنما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتذاكرُ، ونتحدثُ. قال إما لا فأدوا حقها: غض البصر، ورد السلام، وحُسنُ الكلام ) رواه مسلم. "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
لما ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين الآيات الدالة على وجوب غض البصر ذكر أحاديث منها:
حديث أبي سعيد الخدري وحديث زيد بن سهل
أما الأول فإن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم قال ( إياكم والجلوس علي الطرقات ) وهذا تحذير يعني احذروا الجلوس على الطرقات ( فقالوا يا رسول الله مجالسنا ما لها من بد ) وكانوا يجلسون على أفنية البيوت كما يفعل كثير من الناس اليوم يجلس في فناء بيته ويجتمع إليه جيرانه يتحدثون فيما جرى بينهم وفي مصالحهم في دين أو دنيا
( قال فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقهُ ) يعني إن أبيتم إلا أن تجلسوا وكان لا بد من الجلوس ( فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه يا رسول الله ) فذكر حقه عليه الصلاة والسلام
( غض البصر ) يعني أن تغضوا ابصاركم عن المارة ولا تحدقوا فيهم ولا تنظروا إليهم لأن بعض الناس يجلس على الطرقات وكلما مر إنسان صار يراقبه من حين أن يقبل إلى أن يدبر وهذا خلاف ما أمره به النبي عليه الصلاة والسلام فيغض البصر ولا سيما إذا مرت المرأة فإن الواجب غض البصر من وجهين من حيث أنها امرأة ومن حيث أن التركيز على المار يوجب أن يخجل ويتأذى بذلك
والثاني ( كف الأذى ) أن لا تؤذي أحدا من المارة لا بقول ولا بفعل لا بقول تسمعونه إياه يتأذى به ولا بفعل بأن تضيقوا الطريق فتمدوا أرجلكم مثلا أو تضطجعوا في الطريق أو ما أشبه ذلك
والثالث ( رد السلام ) يعني إذا سلم أحد تردون عليه السلام إذا سلم أحد تردون عليه السلام على الوجه الواجب إذا قال السلام عليكم قل عليكم السلام ولا يكفي أن تقول أهلا وسهلا أو مرحبا أو ما أشبه ذلك بل لا بد من الرد الواجب (( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ))
والرابع :( الأمر بالمعروف ) الأمر بالمعروف إذا رأيت أحدا قد قصر في أمر مطلوب منه تأمرونه به
والمعروف كل ما أمر به الشرع وكل ما عرفه الناس وأقروا به مما لا يكون حراما فإنه معروف فمثلا لو رأيتم لو جلستم في الطريق ورأيتم امرأة كاشفة كاشفة الوجه فهنا انهوها عن هذا المنكر انهوها عن هذا المنكر رأيتم إنسانا مفرطا تقام الصلاة وهو لا يصلي وأنتم قد صليتم وهو لم يصل تأمرونه أن يصلي مع الجماعة مثلا وهلم جرا تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر هذي خمسة حقوق على من جلسوا في الطرقات وكذلك الحديث الذي بعده يدل على ما دل عليه هذا والمقصود والشاهد من هذا قوله غض البصر والله الموفق
3 - شرح حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والجلوس في الطرقات ) قالوا: يا رسول الله مالنا من مجالسنا بد: نتحدث فيها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه ) قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال: ( غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ). متفق عليه. وعن أبي طلحة زيد بن سهل رضي الله عنه قال: كنا قعودا بالأفنية نتحدث فيها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام علينا فقال: ( ما لكم ولمجالس الصعدات ؟ اجتنبوا مجالس الصعدات ) فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأس: قعدنا نتذاكر، ونتحدث. قال: ( إما لا فأدوا حقها: غض البصر، ورد السلام، وحسن الكلام ). رواه مسلم. أستمع حفظ
شرح حديث عن جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: ( اصرف بصرك ). رواه مسلم. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( احتجبا منه ) فقلنا: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا، ولا يعرفنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه ؟ ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية
عن جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال ( اصرف بصرك ) رواه مسلم
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتومٍ، وذلك بعد أن أُمرنا بالحجاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتجبا منه فقلنا يا رسول الله أليس هو أعمى لا يُبصرنا، ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفعمياوان أنتما ألستما تُبصرانه ) رواه أبو داود والترمذي وقال حديثٌ حسن صحيح
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يُفضي الرجلُ إلى الرجل في ثوبٍ واحدٍ، ولا تُفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله في كتابه رياض الصالحين في " باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية "
عن جرير رضي الله عنه أنه ( سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة قال اصرف بصرك )
نظر الفجأة هو الذي يفاجئ الإنسان مثل أن تمر به امرأة مفاجئة وتكون قد كشفت وجهها فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( اصرف بصرك ) يعني أدره يمينا أو شمالا حتى لا تنظر
فيستفاد من هذا الحديث تحريم نظر الرجل إلى المرأة لكن إذا حصل هذا فجأة فإنه يعفى عنه لأنه بغير اختيار من الإنسان وما كان بغير اختيار من الإنسان فإن الله قد عفا عنه
وأما الحديث الثاني حديث أم سلمة أنها ( كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة فدخل عبدالله بن أم مكتوم وكان رجلا أعمى ) وكان ذلك بعد نزول الحجاب ( فأمرهما أن تحتجبا منه يعني قال لأم سلمة وميمونة احتجبا منه ) أي من ابن أم مكتوم وهو أعمى ( فقالا يا رسول الله إنه رجل أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا فقال أفعمياوان أنتما احتجبا منه )
فأمرهما ان تحتجبا عن الرجل ولو كان أعمى لكن هذا الحديث ضعيف لأن الأحاديث الصحيحة كلها ترده فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس ( اعتدي في بيت ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده ) وهذا الحديث في الصحيحين أما هذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله فقد قال الإمام أحمد " إن رفعه خطأ " يعني لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
وعلى هذا فلا يحرم على المرأة أن تنظر إلى الرجل ولو كان أجنبيا بشرط أن لا يكون نظرها لشهوة أو لتمتع يعني نظر عادي ولذلك نجد الرجال يمشون في الأسواق كاشفو وجوههم والنساء ينظرن إلى الوجوه وكذلك النساء في عهد النبي عليه الصلاة والسلام يحضرن إلى المسجد ولا يحتجب الرجل عنهن ولو كان الرجل لا يحل للمرأة أن تراه لوجب عليه أن يحتجب كما تحتجب المرأة عن الرجل فالصحيح أن المرأة لها أن تنظر من الرجل لكن بغير شهوة ولا استمتاع أو تلذذ وأما الرجل فيحرم عليه أن يرى المرأة كما مر علينا في الآن وكما مر علينا فيما سبق وأما الحديث الأخير فسيأتي الكلام عليه إن شاء الله في درس قادم والله أعلم
4 - شرح حديث عن جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: ( اصرف بصرك ). رواه مسلم. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( احتجبا منه ) فقلنا: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا، ولا يعرفنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه ؟ ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد ). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في" باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يُفضي الرجلُ إلى الرجل في ثوبٍ واحدٍ، ولا تُفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد ) رواه مسلم"
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين فيما نقله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا الرجل إلى عورة الرجل، ولا يُفضي الرجلُ إلى الرجل في الثوب الواحد )
فقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ) هذا نهي للناظرة أن تنظر إلى عورة المنظورة يعني لو انكشفت عورة المرأة المنظورة لريح أو لقضاء حاجة أو ما اشبه ذلك فإنه لا يحل للأخرى أن تنظر إلى عورتها وهي ما بين السرة والركبة وكذلك الرجل لو انكشفت عورته لريح أو لغير هذا من الأسباب فلا يحل للرجل أن ينظر إلى عورة الرجل
وهذا الحديث تشبث به بعض النساء فقلن إن المرأة لا يلزمها أن تستر من بدنها إلا ما بين السرة والركبة وهذا فهم خاطئ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص للمرأة أن تقتصر على ثوب يستر ما بين السرة والركبة وإنما نهى المرأة الأخرى أن تنظر إلى عورة المرأة والفرق بين الأمرين ظاهر فالمرأة اللابسة يجب أن يكون لباسها ساترا وكان نساء الصحابة رضي الله عنهم يسترن ما بين كعب القدم إلى كف اليد كل هذا مستور لكن لو قدر أن المرأة كشفته لحاجة أو انكشف من ريح أو نحو هذا فإن المرأة لا تنظر إلى ما بين السرة الركبة بالنسبة للأخرى وكذلك يقال في الرجل لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل وهو ما بين السرة والركبة
وهذا بالنسبة للرجل يجوز له أن يكشف الصدر والكتف لأخيه بدليل أنه يجوز للإنسان الرجل أن يقتصر على الإزار كما في حديث الرجل الذي طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوجه الواهبة ( امرأة جاءت الرسول عليه الصلاة والسلام قالت يا رسول الله وهبت نفسي لك فصعد فيها النظر وصوبه ولم تطب نفسه بها فسكت فجلست المرأة ثم قال رجل من القوم زوجنيها يا رسول الله قال ما معك من الصداق قال معي إزاري قال سهل راوي الحديث ليس له رداء ما عليه إلا إزار فقط فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام إن أعطيتها إزارك بقيت بلا إزار وإن أبقيته لك لم يكن لها مهر ) يعني لا يمكن اطلب دور ( التمس ولو خاتما من حديث ) فذهب يلتمس ما وجد ولا خاتما من حديد لأنه فقير فقال ( هل معك شيء من القرآن قال نعم سورة كذا وكذا قال زوجتكها بما معك من القرآن ) يعني علمها الذي معك من القرآن وهذا هو مهرها فالشاهد من هذا أن الرجل لا بأس أن يقتصر على لبس الإزار أما المرأة فلا يمكن أن تقتصر على لبس الإزار وليس هذا من عادة نساء الصحابة رضي الله عنهم والله الموفق
السائل : ...
5 - شرح حديث عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد ). رواه مسلم. أستمع حفظ
الخادمة التي في البيت هل يجب أن تغطي وجهها ؟.
السائل : ...
الشيخ : ما ينفع لا بد من ثوب يستر ولا يرى من ورائه الجلد خلاص
باب تحريم الخلوة بالأجنبية: قال الله تعالى: (( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )). عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والدخول على النساء ) فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو ؟ قال: ( الحمو الموت ) متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم ). متفق عليه. وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، ما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله، فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى ) ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( ما ظنكم ؟). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى " باب تحريم الخلوة بالأجنبية
قال الله تعالى (( وَإذَا سَألْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ))
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والدخول على النساء ، فقال رجلٌ من الأنصار أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموتُ) متفقٌ عليه
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يخلون أحدكم بامرأةٍ إلا مع ذي محرم ) متفقٌ عليه
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حُرمةُ نساء المجاهدين على القاعدين كحُرمة أُمهاتهم، ما من رجلٍ من القاعدين يخلفُ رجلاً من المجاهدين في أهله، فيخونهُ فيهم إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من حسناته ) "
الشيخ : إلا وُقِف
القارئ : " ( إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما ظنكم ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية "
المرأة الأجنبية هي التي ليس بينك وبينها محرم مثل بنت العم بنت الخال بنت العمة بنت الخالة وما اشبه ذلك أو إن لم يكن من أقاربك فالمراد بالأجنبية هنا من ليست لك بمحرم والخلوة بها حرام ( وما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ) فما ظنكم بمن ثالثهم الشيطان إن ظننا بذلك أنهم سيكونون عرضة للفتنة والعياذ بالله
ثم ذكر قوله تعالى (( وَإذَا سَألْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )) يعني لاتدخلوا عليهن فاسألوهن من وراء حجاب حتى لا تحصل الخلوة
ثم ذكر حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إياكم والدخول على النساء ) يعني إياكم يحذر أن تدخلوا على النسا وهذا تحذير بالغ ( قالوا يا رسول الله أرأيت الحمو قال الحمو الموتُ) الحمو يعني أقارب الزوج مثل أخيه عمه خاله هؤلاء هم الحمو وأما أبو الزوج وابن الزوج فهم من المحارم لكن حواشيه كأخيه وعمه وخاله هؤلاء ليسوا من المحارم قال ( الحمو الموت ) وهذه كلمة من أبلغ ما يكون من التحذير يعني كما أن الإنسان يفر من الموت فيجب أن يفر من دخول أقاربه على زوجته وأهله بلا محرم
وهذا يدل على التحريم الشديد ودخول أقارب الزوج على بيت الزوج أخطر من دخول الأجانب لأن هؤلاء يدخلون باعتبارهم أقارب فلا يستنكرهم أحد وإذا وقفوا عند الباب يستأذنون لم ينكر عليهم أحد لذلك كان حراما على الإنسان أن يمكن أخاه من الخلوة بزوجته
وبعض الناس يتهاون بهذا الأمر تجد عنده زوجة وله أخ بالغ فيذهب الرجل إلى عمله ويترك زوجته وأخاه في البيت وحده وهذا حرام لا يجوز لأنه الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولكن كيف الخلاص إذا كان البيت واحدا يجب أن يجعل بابا بين محل الرجال ومحل النساء مغلقا مفتاحه معه يأخذه معه ثم يقول لأخيه هذا محلك ولأهله هذا محلك ولا يجوز أن تبقى الأبواب مفتوحة لأنه قد يدخل عليها ويؤزه الشيطان فيغتصبها وربما يدللها ويغرها حتى وتوافق وتكون كأنها زوجة له يدخل عليها ويخرج ولا يبالي نسأل الله العافية
ومن الخلوة الخلوة بالسائق يعني الإنسان عنده سائق وله امرأة أو بنت لا يحل له أن يجعل السائق مع المرأة أو البنت وحدها إلا مع ذي محرم لأن الخلوة بالسيارة أعظم من الخلوة بالبيت إذ أن الخلوة بالسيارة يستطيع أن يتفاهم معها ثم يذهبان إلى أي مكان ويفعل بها الفاحشة من الذي يمنعه لهذا حرام على الإنسان أن يمكن اهله من زوجة او أخت أو بنت من أن تركب وحدها مع السائق ولو بقدر خمس خطوات أبدا لا يجوز
فإن قال قائل طيب إذا كانت امرأة تدرس وأبوها مريض أو مشغول لا يتمكن وهي لا بد أن تدرس قلنا لا من يقول لا بد أن تدرس الدراسة التي تستلزم الوقوع في المحرم حرام يجب أن تبقى في بيتها والدراسة الحمد لله الشباب الذكور فيهم خير والمرأة إذا كان معها مبادي تستطيع أن تراجع وتنتسب أما أن تذهب مع السائق وحدها فهذا حرام ويخشى أن يكون الذي يمكن أهله من ذلك يخشى أن ينطبق عليه شيء من وصف الديوث وهو الذي يقر أهله على الفاحشة لكن هذا لم يقرهم على الفاحشة إنما يخشى أن يكون ذلك وسيلة والله الموفق
7 - باب تحريم الخلوة بالأجنبية: قال الله تعالى: (( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )). عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إياكم والدخول على النساء ) فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو ؟ قال: ( الحمو الموت ) متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم ). متفق عليه. وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، ما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله، فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى ) ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( ما ظنكم ؟). رواه مسلم. أستمع حفظ
باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء. وفي رواية: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل. رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ). رواه مسلم.
وتشبه النساء بالرجال
عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء وفي روايةٍ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال ) رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبسُ لبسةَ المرأة، والمرأة تلبسُ لبسةَ الرجل ) رواه أبو داود بإسناد صحيح
وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب تحريم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال
وذلك أن الله سبحانه وتعالى خلق الذكور والإناث وجعل لكل منهما مزية الرجال يختلفون عن النساء في الخلقة والخلق والقوة والدين وغير ذلك والنساء كذلك يختلفن عن الرجال فمن حاول أن يجعل الرجال مثل النساء أو النساء مثل الرجال فقد ضاد الله في قدره وشرعه وحاد الله في قدره وشرعه لأن الله سبحانه وتعالى له الحكمة فيما خلق وفيما شرع
ولهذا جاءت النصوص بالوعيد الشديد باللعن والطرد والابعاد عن رحمة الله بتشبه الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل فمن تشبه بالنساء فهو ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ومن تشبهت بالرجال فهي ملعونة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ( لعن المخنثين من الرجال وفي لفظ المتشبهين من الرجال بالنساء ) وهؤلاء هم المخنثون في هذا الحديث ( ولعن المترجلات من النساء ) يعني المتشبهات بالرجال واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله
فإذا تشبه الرجل بالمرأة في لباسه ولا سيما إذا كان لباسا محرما كالحرير والذهب أو تشبه بالمرأة في كلامه وصار يلوث لسانه في الكلام حتى كأنما تتكلم المرأة أو تشبه بالمرأة في مشيته أو غير ذلك مما يختص بالمرأة فإنه ملعون على لسان أشرف الخلق ونحن نلعن من لعنه رسول الله فالمتشبه من الرجال بالنساء ملعون
كذلك المرأة إذا تشبهت بالرجال فإنها ملعونة لو صارت تتكلم كما يتكلم الرجل أو جعلت لها عمامة كما يلبس الرجل أو جعلت ثيابها كثياب الرجل ومن ذلك البنطلون فإن لباس البنطلون خاص بالرجال النساء عليهن أن يلبسن الثياب الساترة والبنطلون كما نعلم جميعا يكشف المرأة تتبين أفخاذها وسوقها يعني سيقانها وما أشبه ذلك فلهذا نقول لا يحل للمرأة أن تلبس البنطلون حتى عند زوجها لأنه ليست العلة العورة أو سترها العلة التشبه فإذ تشبهت المرأة بالرجال فهي ملعونة على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا أردف المؤلف رحمه الله أردف حديثه حديث ابن عباس بحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( صنفان من أهل النار لم أرهما قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس ) قال العلماء وهؤلاء هم الشرط الذين يضربون الناس بغير حق معهم سياط كأذناب البقر يعني سوط طويل وله ريشة يضرب بها الناس بغير حق أما بحق فإنه يضرب المعتدي (( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله )) لا ترأفوا بهما اجلدوهما تماما لكن من ضرب الناس بغير حق فهو من أصناف أهل النار والعياذ بالله الثاني ( نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) هؤلاء أيضا النساء كاسيات عاريات قيل كاسيات في ثيابهن كسوة حسية عاريات من التقوى لأن الله قال (( لباس التقوى ذلك خير )) وعلى هذا فيشمل هذا الحديث كل امرأة فاسقة فاجرة وإن كان عليها ثياب فضفاضة لأن المراد بالكسوة الكسوة الظاهرة كسوة الثياب عاريات من التقوى لأن العاري من التقوى لا شك أنه عار كما قال تعالى (( ولباس التقوى ذلك خير )) وقيل كاسيات عاريات أي عليهن كسوة حسية لكن لا تستر إما لضيقها وإما لخفتها تكون رهيفة ما تستر وإما لقصرها كل هذا يقال في المرأة التي تلبس ذلك إنها كاسية عارية
مميلة مائلة مميلة يعني تميل المشطة كما فسرها بعضهم بأنها المشطة المائلة التي تجعل المشي على جانب فإن هذا من الميل لأنها مميلات بمشطتهن ولا سيما وأن هذا الميل الذي جاءنا إنما ورثنه من نساء الكفار وهذا والعياذ بالله ابتلي بعض النساء فصارت تش... الراس أي تشق أو تفرق ما بين الشعر من جانب واحد فتكون هذه مميلة أي قد أمالت مشطتها وقيل مميلات أي فاتنات غيرهن لما يخرجن به من التبرج والطيب وما اشبه ذلك فهن مميلات لغيرهن ولعل المعنى ولعل اللفظ يشمل المعنيين لأن القاعدة ان النص إذا كان يحتمل معنيين ولا مرجح لأحدهما فإنه يحمل عليهما جميعا وهنا لا مرجح ولا منافاة لاجتماع المعنيين فيكون شاملا لهذا وهذا
وأما قوله ( مائلات ) فمعناه منحرفات عن الحق وعما يجب عليهن من الحياء والحشمة تجدها في السوق تمشي مشية الرجل بقوة وجلد حتى إن بعض الرجال ما يستطيع يمشي هذه المشية لكن هي تمشي كأنها كأنها جندي من شدة مشيتها وضربها في الأرض وعدم مبالاتها كذلك أيضا تضحك إلى زميلتها معها تضحك وترفع الصوت على وجه مثير للفتنة وكذلك تقف على صاحب الدكان تماكسه بالبيع والشراء وتضحك إليه وتضحك معه وربما تمد يدها إليه ليضع عليها الساعة ساعة اليد وما اشبه ذلك من المفاتن والبلاء فهؤلاء مائلات لا شك أنهن مائلات عن الحق نسأل الله العافية
( رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ) البخت نوع من الإبل لها سنام طويل ينضجع يمينا أو شمالا هذه ترفع شعر رأسها حتى يكون مائلا يمينا أو يسارا كأسنمة البخت المائلة وقال بعض العلماء بل هذه المرأة تضع على رأسها عمامة كعمامة الرجل حتى ترتفع يرتفع الخمار ويكون كأنه سنام إبل من البخاتي وعلى كل حال فهذه تجمل رأسها بتجميل يفتن
( لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) نعوذ بالله يعني لا يدخلن الجنة ولا يقربنها
( وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) من مسيرة سبعين عاما أو أكثر ومع ذلك لا تقرب هذه المرأة الجنة والعياذ بالله لأنها خرجت عن الصراط فهي كاسية عارية مميلة مائلة على رأسها ما يدعو إلى الفتنة والزينة
وفي هذا دليل على تحريم هذا النوع من اللباس لأنه توعد عليه بحرمان الجنة وهذا يدل على أنه من الكبائر وكذلك المتشبهات من النساء بالرجال تشبههن من كبائر الذنوب وكذلك المتشبهون من الرجال بالنساء تشبههم من كبائر الذنوب
وهنا مسألة تشكل على بعض النساء وعلى بعض الناس أيضا يفعل الإنسان ما ... به التشبه ويقول أنا ما نويت أنا لم أنو التشبه فيقال إن الشبه صورة ظاهرة متى وجدت حصل التشبه سواء بنية أو بغير نية فمتى ظهر أن هذا تشبه ويشبه الكافرات أويشبه الفاجرات والعاهرات أو يشبه الرجال من المرأة أو المرأة من الرجل متى ظهر التشبه فهو حرام سواء كان بقصد أو بغير قصد لكن إن كان بقصد فهو أشد وإن كان بغير قصد قلنا له يجب عليك أن تغير ما تشبهت به حتى تتحول إلى الابتعاد عن التشبه
وأما الحديث الأخير حديث أبي هريرة رواه أبو داود بإسناد حسن أن الرسول عليه الصلاة والسلام ( نهى أن تلبس المرأة لبسة الرجل والرجل لبسة المرأة ) هذا يؤيد ما قلنا فيما سبق أن التشبه يكون باللباس والهيئة والمشية والكلام وغير ذلك نسأل الله لنا ولكم السلامة وأن يحفظ ذكورنا وإناثنا مما فيه الفتنة والغضب
8 - باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء. وفي رواية: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل. رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ). رواه مسلم. أستمع حفظ
هل ينطبق حكم النساء المائلات على الرجال؟
الشيخ : المميلون من الرجال قد يكون أخبث يعني يوجد بعض الفتيان ولا سيما إن كان جميلا يميل لباسه ويتغنج حتى كأنه يدعو الناس إلى نفسه والعياذ بالله