باب تحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء. وفي رواية: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل. رواه أبو داود بإسناد صحيح. وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ). رواه مسلم.
الشيخ : تشبههن من كبائر الذنوب وكذلك المتشبهون من الرجال بالنساء تشبههم من كبائر الذنوب وهنا مسألة تشكل على بعض النساء وعلى بعض الناس أيضا يفعل الإنسان ما ... به التشبه ويقول أنا ما نويت أنا لم أنو التشبه فيقال إن الشبه صورة ظاهرة متى وجدت حصل التشبه سواء بنية أو بغير نية فمتى ظهر أن هذا تشبه ويشبه الكافرات أويشبه الفاجرات والعاهرات أو يشبه الرجال من المرأة أو المرأة من الرجل متى ظهر التشبه فهو حرام سواء كان بقصد أو بغير قصد لكن إن كان بقصد فهو أشد وإن كان بغير قصد قلنا له يجب عليك أن تغير ما تشبهت به حتى تتحول إلى الابتعاد عن التشبه وأما الحديث الأخير حديث أبي هريرة رواه أبو داود بإسناد حسن أن الرسول عليه الصلاة والسلام ( نهى أن تلبس المرأة لبسة الرجل والرجل لبسة المرأة ) هذا يؤيد ما قلنا فيما سبق أن التشبه يكون باللباس والهيئة والمشية والكلام وغير ذلك نسأل الله لنا ولكم السلامة وأن يحفظ ذكورنا وإناثنا مما فيه الفتنة والغضب السائل : ... المميلون من الرجال ...
باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار. عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تأكلوا بالشمال، فإن الشيطان يأكل ويشرب بشماله ). رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بها. فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها ). رواه مسلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال ) رواه مسلم وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها ) رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) متفق عليه " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم التشبه بالشيطان والكفار " الشيطان هو رأس الكفر كما قال الله تبارك وتعالى (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم إلا إبليس ابى واستكبر وكان من الكافرين )) والكفار من بني آدم هم أعداء الله وأولياء الشيطان كما قال الله تعالى (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) والتشبه بالشيطان أو بالكفار أن يعمل الإنسان أعمالهم أو يلبس لباسهم الخاص بهم أو يتزيى بزيهم الخاص سواء قصد التشبه أم لم يقصده فإذا قيل هذا لباس الكفار حرم على المسلم أن يلبسه إذا قيل هذا الزي زي كفار يعني في الراس أو في اللحية أو في غيرها حرم على المسلم أن يتشبه بهم -تأخر عن تأخر- الشيطان كذلك لا نتشبه به في أعماله لكن الشيطان من عالم الغيب لا نعلم من أعماله إلا ما حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يأكلن أحدكم بشماله ولا يشربن بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) الشمال اليد اليسرى فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكل بها والشرب بها وعلل ذلك بأن هذا من عمل الشيطان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله وقد نهينا عن اتباعه كما قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر )) وهذا يدل هذا الحديث يدل على تحريم الأكل بالشمال وتحريم الشرب بالشمال وأن من أكل أو شرب بشماله فإنه مشابه للشيطان الذي هو عدونا وعدو الله عز وجل وإنك لتعجب من قوم الآن بعد أن امتزجوا بالكفار وشاهدوهم يقلدون زعيمهم الشيطان في الأكل بالشمال والشرب بالشمال تعجب من هؤلاء القوم أن يأكلوا بشمالهم ويشربوا بشمالهم ويدعوا هدي النبي عليه الصلاة والسلام فيكونون متشبهين بالشيطان والكفار غير متأسين برسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفين لهديه وسنته ومن الناس من يأكل باليمين ويشرب باليمين لكن إذا قدم له الشرب وهو يأكل شرب بالشمال وقال أخاف أن يتلطخ الإناء سبحان الله وإذا تلطخ الإناء يتلطخ بنجاسة أو بطعام بطعام والطعام حلال وما على الإنسان إلا أن يغسل الكأس بعد شربه أي أننا في الوقت الحاضر نشرب من الكيسان من الباغة ويرمى ما يشربه إلا واحد ويرمى ولا يلطخه على أحد لكن الشيطان يزين للإنسان سوء عمله فيراه حسنا وقد قال الله تعالى منكرا على هؤلاء (( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء )) نسأل الله العافية فيحرم على الإنسان بأي حال من الأحوال أن يأكل أو يشرب بشماله إلا من ضرورة إذا كانت اليد اليمنى شلاء أو مكسورة أوليس لها أصابع أو ما أشبه ذلك من الضرورة فهذا ضرورة وما جعل الله عليه في الدين من حرج ( ورأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يـأكل بشماله فنهاه وقال لا أستطيع ) أن آكل يعني باليمين ( فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا استطعت فما رفع يده اليمنى إلى فمه بعد ذلك ) خدرت شلت لأنه كاذب حين قال لا أستطيع لكن دعاء الرسول صلى الله عيله وسلم عليه يدل على أن هذا أعني الأكل بالشمال حرام وإن كان هذا الرجل قد منعه الكبر لكن دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام عليه يدل على تحريم فعله وهو كذلك ومن هذا أيضا من مشابهة الشيطان الأخذ بالشمال والإعطاء بالشمال ومع الأسف أن كثيرا من الناس حتى من طلبة العلم ومن أهل الخير والعبادة يأخذ بشماله ويعطي بشماله ... مثلا يعطيه المروحة هذي يقول خذ بالشمال سبحان الله الذي يأخذ بالشمال ويعطي بالشمال مشابه للشيطان وهو خلاف المروءة وخلاف الأدب إذا أردت أن تعطي أحدا أعط باليمين وإذا أردت أن تأخذ منه شيئا خذ باليمين اللهم إلا إذا كانت اليمنى مشغولة مثل أن تكون تحمل فيها شيئا ثقيلا لا يمكن أن تصرفه لليد اليسرى فلكل حال مقال لكن بدون سبب لا تعط بالشمال ولا تأخذ بالشمال إن كنت تريد هدي النبي عليه الصلاة والسلام نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم ). متفق عليه.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) متفق عليه باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد عن جابر رضي الله عنه قال ( أتي بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا هذا واجتنبوا السواد ) رواه مسلم " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب تحريم تشبه الرجل بالكفار والشيطان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) يعني اصبغوا وهذا يعني به صبغ البياض الشيء بدليل الحديث الذي في الباب الذي بعده أنه ( أتي بأبي قحافة والد أبي بكر رضي الله عنهما ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا ) الثغامة نوع من النبات أبيض يسمى العرفج فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد ) ففي هذا دليل على أن الأفضل أن الإنسان يغير الشيب يصبغه لكن بغير الأسود إما بالأصفر كالحناء أو بالأصفر الممزوج بالكتم والكتم أسود فإذا مزج الأصفر بالأسود ظهر لون بني فيصبغ بالبني أو بالأصفر كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولولا المشقة والمؤونة على بعض الناس لكان يفعل ذلك لكن فيه مراعاة ومراقبة ويخرج أسفل شعر أبيض وأعلاه مصبوغا وفي قوله ( جنبوه السواد ) دليل على أنه يمنع اللون الأسود لأن السواد يعني أنه يعيد الإنسان شابا فكأن في ذلك مضادة لفطرة الله جل وعلا وسنته في خلقه وأما بقية الأصباغ فلا بأس بها يوجد الآن أصباغ تصبغ بها المرأة رأسها من ألوان متنوعة فلا بأس بها إلا السواد لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وإلا إذا كان صبغة مختصة بنساء الكفار فإنه لا يجوز لنساء المؤمنين أن يصبغوا بها لأنهم إن فعلوا ذلك تشبهوا بالكفار وهو منهي عنه والله الموفق
باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد. عن جابر رضي الله عنه قال: أتي بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( غيروا هذا واجتنبوا السواد ). رواه مسلم. بلغ نقلا
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في " باب النهي عن التشبه بالشيطان والكفار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) متفق عليه باب نهي الرجل والمرأة عن خضاب شعرهما بسواد عن ابن جابر رضي الله عنه قال أتي بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( غيروا هذا واجتنبوا السواد ) رواه مسلم " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب تشبه الرجل بالكفار والشيطان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) يعني اصبغوا وهذا يعني به صبغ البياض الشيء بدليل الحديث الذي في الباب الذي بعده أنه أتي بأبي قحافة والد أبي بكر رضي الله عنهما ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا الثغامة نوع من النبات أبيض يسمى العرفج فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد ) ففي هذا دليل على أن الأفضل أن الإنسان يغير الشيب يصبغه لكن بغير الأسود إما بالأصفر كالحناء أو بالأصفر الممزوج بالكتم والكتم أسود فإذا مزج الأصفر بالأسود ظهر لون بني فيصبغ بالبني أو بالأصفر كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولولا المشقة والمؤونة على بعض الناس لكان يفعل ذلك لكن فيه مراعاة ومراقبة ويخرج أسفل شعر أبيض وأعلاه مصبوغا وفي قوله ( جنبوه السواد ) دليل على أنه يمنع اللون الأسود لأن السواد يعني أنه يعيد الإنسان شابا فكأن في ذلك مضادة لفطرة الله جل وعلا وسنته في خلقه وأما بقية الأصباغ فلا بأس بها يوجد الآن أصباغ تصبغ بها المرأة رأسها من ألوان متنوعة فلا بأس بها إلا السواد لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وإلا إذا كان صبغة مختصة بنساء الكفار فإنه لا يجوز لنساء المؤمنين أن يصبغوا بها لأنهم إن فعلوا ذلك تشبهوا بالكفار وهو منهي عنه والله الموفق
باب النهي عن القزع وهو حلق بعض الرأس دون بعض، وإباحة حلقه كله للرجل دون المرأة. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع. متفق عليه. وعنه قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيا قد حلق بعض شعر رأسه وترك بعضه، فنهاهم عن ذلك وقال: ( احلقوه كله، أو اتركوه كله ). رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم. وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمهل آل جعفر رضي الله عنه ثلاثا، ثم أتاهم فقال: ( لا تبكوا على أخي بعد اليوم ). ثم قال: ( ادعوا لي بني أخي ) فجيء بنا كأنا أفرخ فقال: ( ادعوا لي الحلاق ) فأمره، فحلق رؤوسنا. رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم. وعن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها. رواه النسائي.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن القزع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع متفق عليه وعنه رضي الله عنه قال ( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيا قد حلق بعض شعر رأسه وترك بعض فنهاهم عن ذلك وقال احلقوه كله أو اتركوه كله ) رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم وعن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمهل آل جعفر ثلاثا ثم أتاهم فقال لا تبكوا على أخي بعد اليوم ثم قال ادعوا لي بني أخي فجيء بنا كأننا أفرخ فقال ادعوا لي الحلاق فأمرهم فحلق رؤوسنا ) رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم وعن علي رضي الله عنه قال ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها ) رواه النسائي " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذا الباب ذكره المؤلف رحمه الله في رياض الصالحين في بيان حكم القزع ثم ذكر فيه أحاديث منها: حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع والقزع: أن يحلق بعض الرأس ويترك بعضه سواء كان من جانب واحد أو من كل الجوانب أو من فوق ومن يمين ومن شمال ومن وراء ومن قدام المهم أنه إذا حلق بعض الرأس وترك بعضه فهذا قزع وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ومنه قول أنس ( ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ) أي قطعة من السحاب وذكر حديث ابن عمر الآخر ( أن صبيا أتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد حلق بعض رأسه وترك بعضه فقال احلقوه كله أو اتركوه كله ) ثم ذكر حديث أولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين قتل شهيدا ( فأمهلهم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ثم أتاهم وقال لا تبكوا على أخي بعد اليوم ) وإنما أمهلهم ثلاثا لأجل أن تطيب نفوسهم ويذهب ما في صدورهم من الحزن والأسى ثم بعد الثلاث نهاهم أن يبكوا جعفرا واتي بأولاده صغارا ( فأمر بحلق رؤوسهم فحلقت رؤوسهم ) وذلك من أجل أن لا تتوسخ لأن الصبيان كما هو معروف تتوسخ أبدانهم وشعورهم فلأجل ذلك حلق رؤوسهم وهذا إذا كانوا ذكورا أما الإناث ( فإن النبي عليه الصلاة والسلام نهى أن تحلق المرأة رأسها ) ولهذا إذا ولد المولود فإنه يحلق رأسه يوم السابع مع العقيقة إذا كان ذكرا أما الأنثى فلا يحلق رأسها
الشيخ : وفي هذه الأحاديث دليل على أن اتخاذ الشعر ليس بسنة ومعنى اتخاذ الشعر أن الإنسان يبقي شعر رأسه حتى يكثر ويكون وفرة أو لمة فهو عادة من العادات ولو كان سنة لقال النبي عليه الصلاة والسلام اتركوه لا تحلقوه في الصبي ولما حلق رؤوس أولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ولكنه أي اتخاذ الشعر عادة إن اعتاده الناس فاتخذه وإن لم يعتده الناس فلا تتخذه وأما من ذهب إلى أنه سنة من أهل العلم فإن هذا اجتهاد منه والصحيح أنه ليس بسنة وأننا لانأمر الناس باتخاذ الشعر بل نقول إن اعتاده الناس وصار الناس يتخذون الشعر فاتخذه لئلا تشذ عن العادة وإن كانوا لا يتخذونه كما هو المعروف الآن في عهدنا فلا تتخذه ولهذا كان مشايخنا الكبار كالشيخ عبدالرحمن بن سعدي والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ بن حميد وغيرهم من العلماء لا يتخذون الشعر لأنه ليس بسنة ولكنه عادة والله الموفق السائل : ...
الشيخ : لا لا يحلقون البنات لا يحلقون لا صغارا ولا كبارا إلا لحاجة مثل لو كان الرأس فيه جروح يحتاج إلى تداوي فلا بأس ( لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما احتاج إلى الحجامة وهو محرم حلق موضع الحجامة ) وهو محرم واحتجم وهو محرم عليه الصلاة والسلام مع أن حلق رأس الرجل مع أن حلق رأس المحرم حرام لكن عند الحاجة شيء آخر السائل : ... الشيخ : لا القزع حلق بعض الراس وترك بعضه
باب كراهية الاستنجاء باليمين . عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا بال أحدكم، فلا يأخذن ذكره بيمينه، ولا يستنج بيمينه، ولا يتنفس في الإناء ). متفق عليه.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب كراهة الاستنجاء باليمين عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا بال أحدكم فلا يأخذن ذكره بيمينه ولا يستنجي بيمينه ولا يتنفس في الإناء ) متفق عليه " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين " باب كراهة الاستنجاء باليمين " الاستنجاء تطهير القبل أو الدبر من الحدث من البول أو الغائط ويكون بالاستجمار ويكون بالماء يعني يكون بالحجارة أو ما ينوب منابها من الخرق والخشب والتراب وغير ذلك أو بالماء ولكن الاستجمار بالحجارة له شروط ذكرها العلماء رحمهم الله وأما الماء فشرطه أن يزول أثر النجاسة وأثر النجاسة معلوم فإذا زال الأثر وعاد المحل كما كان فهذا هو الطهارة ثم ذكر المؤلف حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( لا يمسن أحدكم ذكره )( لا يستنجي أحدكم بيمينه ) يعني لا يمسك الذكر باليمين فيغسله لأن اليد اليمنى مكرمة ولهذا قال العلماء رحمهم الله اليمنى هي مقدمة إلا في مواضع الأذى فاليسرى تقدم للأذى واليمنى لما سواه وعلى هذا فيستنجي باليسار ويصب الماء عليه من الإبريق أو اللي أو نحوه باليمين لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاستنجاء باليمين ثم قال عليه الصلاة والسلام ( ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ) يعني كذلك باحجار إذا أراد أن يمسح محل الغائط فإنه لا يمسك الحجر باليمين وإنما يمسكه باليسرى ( ولا يتنفس في الإناء ) يعني إذا شرب فالسنة أن يتنفس ثلاث مرات يشرب أولا ثم يقطع ثم يشرب ثانيا ثم يقطع ثم يشرب ثالثا هكذا هو السنة وهو أنفع للبدن وأنفع للمعدة لأن العطش التهاب في المعدة وحرارة فإذا جاءها الماء دفعة واحدة أثر عليها وإذا كان يمصه مصا ويتنفس ثلاثا فهو أهنا وأبرأ وأمرأ كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لكن إذا تنفس لا يتنفس في الإناء يبين فمه عن الإناء ثم يتنفس لأن التنفس بالإناء فيه ضرر على الشارب لأن النفس يكون صاعدا والماء يكون نازلا فيلتقيان فيحصل الشرق وفيه أيضا أذى لمن بعده لأنه قد يخرج مع نفسه أمراض التي يسمونها المكروبات فتكون في الماء فتؤثر على من شرب من بعده فلذلك نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يتنفس الإنسان في الإناء والله الموفق
باب كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد . عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يمش أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعا، أو ليخلعهما جميعا ). وفي رواية: أو ( ليحفهما جميعا ). متفق عليه. وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا انقطع شسع نعل أحدكم، فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها ). رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن ينتعل الرجل قائما. رواه أبو داود بإسناد حسن.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يمش أحدكم في نعل واحدة لينعلهما جميعا أو ليخلعهما جميعا ) وفي رواية ( أو ليحفهما جميعا ) متفق عليه وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا انقطع شسع نعل أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها ) رواه مسلم وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نهى أن ينتعل الرجل قائما ) رواه أبو داود بإسناد حسن " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . هذه أحاديث في النعل وكراهة أن ينتعل الإنسان برجل واحدة أو يلبس خفا برجل واحدة بل إما أن يحفيهما جميعا يعني لا يلبس في الرجلين كلتيهما وإما أن ينعلهما جميعا وليعلم أن لبس النعال من السنة والاحتفاء من السنة أيضا ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الارفاه وأمر بالاحتفاء أحيانا فالسنة أن الإنسان يلبس النعال لا بأس والناعل كالراكب لكن ينبغي أحيانا أن يمشي حافيا بين الناس ليظهر هذه السنة التي كان بعض الناس ينتقدها إذا رأى شخصا يمشي حافيا قال ويش هذا الجافي هذا من الجفاة وهذا غلط لأن النبي صلى الله عليه وسلم ( كان ينهى عن كثرة الإرفاه ويأمر بالاحتفاء أحيانا ) وإذا لبست النعل فعند اللبس البس الرجل اليمنى وعند الخلع ابدأ باليسرى وكذلك أيضا إذا انتعلت وأردت دخول المسجد بنعليك فتفقدهما عند الدخول إن كان فيهما أذى أو قذر فامسحهما بالأرض حتى يزول ثم صل بهما فإن هذا من السنة
الشيخ : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( خالفوا اليهود صلوا في نعالكم ) لأن اليهود لا يصلون في النعل فالسنة إذن أن يصلي بنعليه كما أن كثيرا من الناس يصلي بخفيه فلا فرق بين الخف والنعل لكن النعل يستنكر لأنها سنة أميتت هذا إذا كانت المساجد مفروشة بما تفرش به المساجد فيما سلف كانت المساجد فيما سلف تفرش بالحجارة بالحصباء بالحجارة الصغيرة أو بالرمل أو نحو ذلك ولا يحصل أذى بالنعل أما الآن وقد فرشت بهذه الفرش فإن الناس لو دخلوا في نعالهم للوثوا المسجد تلويثا ظاهرا بينا لأن أكثر الناس لا يبالي يدخل ولو كان في نعليه أذى أو قذر ولهذا رأى العلماء الآن أن الإنسان لا يدخل بنعليه في المسجد نظرا لأنها مفروشة بفرش تتلوث لو دخل الإنسان في نعليه وإذا أراد الإنسان أن يطبق السنة فليصل في بيته بنعليه التهجد أو الراتبة أو ما أشبه ذلك ويحصل في ذلك امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( إن اليهود لا يصلون في نعالهم ) ثم إن الأحاديث حديث أبي هريرة وحديث جابر أن النبي صلى، حديث أبي هريرة اثنان ( نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن ينتعل الرجل بنعل واحد ) يعني إما أن يلبس النعلين جميعا وإما أن يخلعهما جميعا أما أن يلبس واحدة ويدع الأخرى فهذا قد نهي عنه ووجه ذلك والله أعلم أن هذا الدين الإسلامي جاء بالعدل حتى في اللباس لا تنعل إحدى الرجلين وتترك الأخرى لأن هذا فيه جور على الرجل الثانية التي لم تنعل فلذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن المشي بنعل واحدة قال العلماء ولو لإصلاح الأخرى بل قف حتى تساوي الأخرى ثم البسها ولهذا جاء في حديث أبي هريرة الثاني ( إذا انقطع شسع نعل أحدكم فلا يلبسها حتى يصلح الأخرى ثم يلبسهما جميعا ) أما حديث جابر رضي الله عنه الذي رواه أبو داود ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ينتعل الرجل قائما ) فهذا في نعل يحتاج إلى معالجة في إدخاله بالرجل لأن الإنسان لو انتعل قائما والنعل يحتاج إلى معالجة فربما يسقط إذا رفع رجله ليصلح النعل ربما يسقط على قفاه وتنكشف عورته أو يتضرر وأما نعالنا المعروفة الآن فلا بأس أن ينتعل الإنسان وهو قائم ولا يدخل ذلك في النهي لأن نعالنا الموجودة يسهل خلعها ولبسها والله الموفق
باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه . عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون ). متفق عليه. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال: ( إن هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها ). متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( غطوا الإناء، وأوكئوا السقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح بابا، ولا يكشف إناء. فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل، فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم ). رواه مسلم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن ترك النار في البيت عند النوم ونحوه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون ) متفق عليه وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال ( احترق بيت في المدينة على أهله من الليل فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفؤوها ) متفق عليه وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الأبواب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيوتهم ) رواه مسلم " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن إبقاء النار ونحوها في البيت عند النوم ونحوه " وذلك أن النار كما وصفها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذه الأحاديث عدو عدو للإنسان فإذا أبقاها الإنسان ونام فإنه ربما تأتي الفويسقة يعني الفأرة فتنخسها ثم تشتعل كما هو الشأن فيما سبق كانت السرج من النار توقد في الزمان الأول توقد في الودك والزيت وشبهه ثم صارت توقد بالجاز وكلها مواد سائلة فإذا جاءت الفأرة وعبثت بها انصب الذي في السراج على الأرض ثم اشتعلت النار وحصل الحريق ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بإطفاء النار عند النوم لئلا يحصل هذا الحريق ولكن في الوقت الحاضر الوقود ليس ما يوقد به فيما سبق بل هو الكهرباء سالب وموجب يحصل بهما إيقاد اللمبة مثلا فلو نام الإنسان وفي بيته لمبة التي يسمونها السهارية موقدة فلا بأس لأن هذا لأن العلة التي من أجلها نهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن إبقاء النار غير موجود في الكهرباء في الوقت الحاضر نعم فيه أشياء تشبه ذلك وهي الدفايات التي على شريط هذه لا شك أنها على خطر ولا سيما إذا قربها الإنسان من فراشه فإنه ربما ينقلب أو ربما يقول في غطائه كذا فيمس هذه النار ويحترق فلذلك ينهى أن تبقى هذه الدفايات والعة إلا في مكان آمن بعيد عن الفراش لئلا يحصل الحريق وكذلك ينبغي للإنسان إذا نام أن يجافي الباب بمعنى يطرفه ويغلقه وكذلك ينبغي إذا أراد أن ينام أن يغطي الإناء ولو بوضع عود عليه لأن في ذلك حماية له من الشيطان والله الموفق
باب النهي عن التكلف : قال الله تعالى: (( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين )). عن عمر رضي الله عنه قال: نهينا عن التكلف. رواه البخاري. وعن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: الله أعلم. قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين )) رواه البخاري.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب النهي عن التكلف قال الله تعالى (( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين )) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ( نهينا عن التكلف ) رواه البخاري وعن مسروق قال ( دخلنا على عبدالله بن مسعود رضي الله فقال يا أيها الناس من علم شيئا فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم الله أعلم قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم (( قل ما اسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين )) ) رواه البخاري " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف رحمه الله تعالي في كتابه رياض الصالحين " باب النهي عن التكلف " التكلف معناها معناه تكلف الشيء ومحاولة معرفته وإظهار الإنسان بمظهر العالم وليس كذلك ثم ذكر المؤلف قوله تعالى (( قل ما أسألكم عليه من أجر )) يعني لا أسألكم على ما جئت به من الوحي أجرا تعطونني إياه وإنما أدلكم على الخير وأدعوكم إلى الله عز وجل وهكذا الرسل عليهم الصلاة والسلام كلهم يقولون لأصحابهم ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على الله (( وما أنا من المتكلفين )) أي من الشاقين عليكم أو القائلين بلا علم بل إنه عليه الصلاة والسلام كان يقول ويؤيده الله تعالى على قوله بإقراره عليه ثم ذكر حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال ( نهينا عن التكلف ) والناهي هو الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا قال الصحابي نهينا فإن هذا له حكم الرفع يعني كأنه قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليه يكون هذا الناهي هو الرسول عليه الصلاة والسلام ( نهينا عن التكلف ) أن يتكلف الإنسان ما لا علم له به ويحاول أن يظهر بمظهر العالم العارف وليس كذلك ثم ذكر حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن الإنسان إذا سئل عن ما لا يعلم فلا يتكلف ويأتي بجواب لا يدري أصحيح هو أم لا ولكن لا يقول إلا ما علم به إذا سئل عن شيء لا يعلم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول الإنسان لما لا يعلم الله أعلم ووصف هذا رضي الله عنه بالعلم لأن الذي يقول لا أعلم وهو لا يعلم هو العالم حقيقة هو الذي علم قدر نفسه وعلم منزلته وأنه جاهل فيقول لما لا يعرف الله أعلم ثم إن الإنسان إذا قال لما لا يعلم الله أعلم ولم يفت به يثق الناس به ويعلمون أن ما أفتى به فهو عن علم وما لا يعلمه يمسك عنه وأيضا إذا قال الإنسان لما لا يعلم الله أعلم عود نفسه عود نفسه الرضوخ للحق وعدم التصدر للفتوى وهذا خلافا لبعض الناس اليوم تجده يرى أن الفتوى أنها ربح بضاعة فيفتي بعلم وبغير علم ويفتي بنصف علم ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه الفتوى الحموية " كانوا يقولون ما أفسد الدنيا والدين إلا أربع نصف متكلم ونصف فقيه ونصف لغوي ونصف طبيب " أما المتكلم فإنه أفسد الأديان والعقائد لأن أهل الكلام الذين نالوا من الكلام شيئا ولم يصلوا إلى غايته اغتروا به وأما أهل الكلام الذين وصلوا إلى غايته فقد عرفوا حقيقته ورجعوا إلى الحق ونصف فقيه نصف الفقيه قال يفسد البلدان لأنه يقضي بغير حق فيفسد البلدان ويعطي حق هذا لهذا وهذا لهذا ونصف نحوي لأنه يفسد اللسان لأنه يظن أنه أدرك قواعد اللغة العربية فيتكلم وهو لا يعرف فيلحن فيفسد اللسان ونصف طبيب يفسد الأبدان لأنه لا يعرف فربما يصف دواء يكون داء وربما لا يصف الدواء فيهلك المريض فالحاصل أنه لا يجوز للإنسان أن يفتي إلا حيث جازت له الفتوى ولا يتسرع إن كان الله تعالى قد أراد أن يكون إماما بالناس يفتيهم ويهديهم إلى صراط مستقيم فإنه سيكون وإن كان الله لم يرد ذلك فلن يفيده تصدره للفتوى ثم استدل ابن مسعود بقوله تعالى (( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين )) والله الموفق ...
باب تحريم النياحة على الميت. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ) وفي رواية: ما نيح عليه. متفق عليه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية ). متفق عليه.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . قال رحمه الله تعالى " باب تحريم النياحة على الميت عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ) وفي رواية ( ما نيح عليه ) متفق عليه وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) متفق عليه وعن أبي بردة قال وجع أبو موسى فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله " الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم . قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين " باب تحريم النياحة على الميت " النياحة هي البكاء البكاء على الميت برنة ينوح فيها كما تنوح الحمامة والبكاء على الميت نوعان: نوع اقتضته الطبيعة فهذا لا بأس به ولا يلام عليه العبد ومنه ما حصل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( حين رفع إليه صبي ونفسه تتقعقع كأنها في شن فبكى عليه الصلاة والسلام ) رحمة بهذا الصبي الذي ينازعه الموت ( فقال له الأقرع بن حابس ما هذا قال إنها رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )