باب تحريم لبس الرجل ثوبا مزعفرا. عن أنس رضي الله عنه قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل. متفق عليه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: ( أمك أمرتك بهذا ؟) قلت: أغسلهما ؟ قال: ( بل أحرقهما ). وفي رواية، فقال: ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها. رواه مسلم ).
جمهور العلماء يقولون : " لا يجوز أن يستعمل أواني الذهب والفضة في غير الأكل والشرب كما أنه لا يجوز في الأكل والشرب " ، فلا يجوز أن تجعلهما مستودعاً للدواء أو مستودعاً للدراهم أو للدنانير أو ما أشبه ذلك ، ( لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأكل والشرب فيهما ) ، وما سوى ذلك فهو مثله .
ومن العلماء من أباح ذلك وقال : إننا نقتصر على ما جاء به النص والباقي ليس حراما ، لأن الأصل الحل ، ولهذا كانت أم سلمة رضي الله عنها وهي ممن روى حديث النهي عن الأكل والشرب في آنية الفضة : " كانت عندها جلجل من فضة -يعني مثل وعاء البيبسي وشبهه- جلجل من فضة جعلت فيه شعرات من شعرات النبي صلى الله عليه وسلم يَستشفي الناس بها " ، إذا مرض الإنسان أتوا إليها وجعلت في هذا الجلجل ماء وراجته في الشعر وشربه المريض فيشفى بإذن الله ، فهي رضي الله عنها تستعمل الفضة في غير الأكل والشرب ، وهذا أقرب إلى الصواب : أن استعمال الذهب والفضة في غير الأكل والشرب جائز ، لكن الورع تركه احتياطاً لموافقة جمهور العلماء ، والله الموفق.
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب تحريم لبس الرجل ثوباً مزعفراً :
عن أنس رضي الله عنه قال : ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل ) متفق عليه .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : ( رأى النبيُ صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين فقال : أُمك أمرتك بهذا ؟ قلت: أَغسلهما ؟ قال: بل أَحرقهما ) .
وفي رواية : ( فقال : إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها ) رواه مسلم .
باب النهي عن صمت يوم إلى الليل :
عن علي رضي الله عنه قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يُتمَ بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل ) رواه أبو داود بإسناد حسن.
قال الخطابي في تفسير هذا الحديث : كان مِن نسك الجاهلية الصُمات، فنهوا في الإسلام عن ذلك، وأمروا بالذكر والحديث بالخير.
وعن قيس بن أبي حازم قال : ( دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على امرأة من أحمس يقال لها: زينب، فرآها لا تتكلم، فقال: ما لها لا تتكلم ؟ فقالوا: حجت مصمتة، فقال لها: تكلمي، فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية فتكلمت ) رواه البخاري " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
ذكر المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* بابين :
الباب الأول : " نهي الرجل أن يلبس الثوب المزعفر " : المعصفر يعني الذي صبغ بالعصفر ، وهو نوع من النبات يشبه الزعفران ، وذكر فيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين معصفرين أو ثوبا معصفرا فقال أمك أمرتك بهذا ؟ ) : يعني ينكر عليه ، فدل ذلك على أنه يُكره أو يحرم على الرجل أن يلبس مثل هذه الثياب الصفراء التي تميل إلى الحمرة قليلاً .
وكذلك الثوب الأحمر نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لبسه ، وأخبر أن هذا من لباس الكفار ، وإذا كان لباس الكفار فإنا قد نهينا أن نتشبه بهم ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) .
1 - باب تحريم لبس الرجل ثوبا مزعفرا. عن أنس رضي الله عنه قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل. متفق عليه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال: ( أمك أمرتك بهذا ؟) قلت: أغسلهما ؟ قال: ( بل أحرقهما ). وفي رواية، فقال: ( إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها. رواه مسلم ). أستمع حفظ
باب النهي عن صمت يوم إلى الليل. عن علي رضي الله عنه قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل ). رواه أبو داود بإسناد حسن. قال الخطابي في تفسير هذا الحديث: كان من نسك الجاهلية الصمات، فنهوا في الإسلام عن ذلك، وأمروا بالذكر والحديث بالخير. وعن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على امرأة من أحمس يقال لها: زينب، فرآها لا تتكلم. فقال: ما لها لا تتكلم ؟ فقالوا: حجت مصمتة، فقال لها: تكلمي فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية فتكلمت. رواه البخاري.
وأيضا هو من فعل الجاهلية فلذلك نهي عنه ، فلا يجوز للإنسان أن يصمت إلى الليل يعني يسكت ولا يتكلم .
وإذا قُدر أن أحدا نذر بهذا فإنه لا يفي بنذره ، فليحل النذر ويكفر كفارة يمين
، وإذا تكلم الإنسان فلا يتكلم إلا بخير لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) ، والله الموفق .
2 - باب النهي عن صمت يوم إلى الليل. عن علي رضي الله عنه قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل ). رواه أبو داود بإسناد حسن. قال الخطابي في تفسير هذا الحديث: كان من نسك الجاهلية الصمات، فنهوا في الإسلام عن ذلك، وأمروا بالذكر والحديث بالخير. وعن قيس بن أبي حازم قال: دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على امرأة من أحمس يقال لها: زينب، فرآها لا تتكلم. فقال: ما لها لا تتكلم ؟ فقالوا: حجت مصمتة، فقال لها: تكلمي فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية فتكلمت. رواه البخاري. أستمع حفظ
باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه وتوليه غير مواليه. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه وتوليه إلى غير مواليه :
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر ) متفق عليه.
وعن يزيد بن شريك بن طارق قال : ( رأيت عليًا رضي الله عنه على المنبر يخطب، فسمعته يقول: لا والله ما عندنا من كتابٍ نقرؤه إلا كتاب الله، وما في هذه الصحيفة، فنشرها، فإذا فيها أسنان الإبل، وأشياء مِن الجراحات، وفيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة حرام ما بين عَير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً، أو آوى مُحدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبلُ الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ذمة المسلمين واحدة، يَسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلا، ومن ادَّعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ) متفق عليه.
وعن أبي ذر رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادَّعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه ) متفق عليه ، وهذا لفظ رواية مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه أو توليه غير مواليه " :
ذكر رحمه الله شيئين كلاهما لُحمة يلتحم الناس بعضهم ببعض به ، ويدنو بعضهم من بعض :
الأول : النسب . والثاني: الولاء ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الولاء لحمة كلحمة النسب ) .
أما النسب فإن الإنسان يجب عليه أن ينتسب إلى أهله ، إلى أبيه إلى جده إلى جد أبيه وما أشبه ذلك ، ولا يحل له أن ينتسب إلى غير أبيه وهو يعلم أنه ليس بأبيه ، فمثلاً إذا كان أبوه من القبيلة الفلانية ، ورأى أن هذه القبيلة فيها نقص عن القبيلة الأخرى ، وانتمى إلى قبيلة ثانية أعلى حسبًا لأجل أن يزيل عن نفسه مذمة حسب قبيلته ، فإن هذا والعياذ بالله ملعون ، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلًا ،
وأما إذا انتمى الإنسان إلى جده أو أبي جده وهو مشهور معروف دون أن ينتفي من أبيه فلا بأس بهذا ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) ، مع أنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، عبد المطلب جده لكنه عليه الصلاة والسلام قال ذلك في غزوة حنين ، لأن عبد المطلب أشهر من أبيه عبد الله ، وهو عند قريش في المكانة العليا ، فلهذا قال أنا ابن عبد المطلب ، لكنه من المعلوم أنه محمد بن عبد الله ، ولم ينتف من أبيه ولم يرغب عنه لكنه انتسب إلى جده لشهرته فقط .
وكذلك أيضاً الناس ينتسبون إلى اسم القبيلة ، فيقول مثلا أحمد بن تيمية وما أشبه ذلك مما ينتسب إلى القبيلة ، ويطوون ذكر الأب والجد وما أشبه ذلك ، لكن المهم الذي عليه الوعيد هو الذي ينتمي إلى غير أبيه ، لأنه غير راض بحسبه ونسبه فيريد أن يرفع نفسه ويدفع خسيسته بالانتماء إلى غير أبيه ، فهذا هو الذي عليه اللعنة والعياذ بالله ، يوجد والعياذ بالله من يفعل ذلك للدنيا ، يوجد أناس مثلاً ينتسبون إلى أعمامهم دون آبائهم للدنيا مثل ما يوجد الآن أناس معهم تابعيتين جنسيتين ينتسب إلى عمه أو إلى خاله أو ما أشبه ذلك لينال بذلك شيئا من الدنيا ، هذا أيضاً حرام عليه ولا يحل له ذلك ، والواجب على من كان كذلك أن يعدل تبعيته وجنسيته وكذلك بطاقته ولا يبقيها على ما هي عليه .
ومن اتقى الله عز وجل جعل له من أمره يسرا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ، أما حديث علي بن أبي طالب فلأهميته وكثرة ما فيه من المسائل والأحكام نرجئ الكلام عليه إن شاء الله إلى وقت آخر إن شاء الله تعالى ، والله الموفق.
3 - باب تحريم انتساب الإنسان إلى غير أبيه وتوليه غير مواليه. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن يزيد بن شريك بن طارق قال: رأيت عليا رضي الله عنه على المنبر يخطب، فسمعته يقول: لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة، فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، وفيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ). متفق عليه. وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه ). متفق عليه وهذا لفظ رواية مسلم.
ذكر المؤلف -رحمه الله- في باب تحريم من انتسب إلى غير أبيه أو تولى إلى غير مواليه :
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنه أعلن على المنبر وهو يخطب الناس أنه ليس عندهم شيء خصهم به الرسول عليه الصلاة والسلام إلا كتاب الله : وهذا عام لكل أحد ، والمراد بكتاب الله ما يقرأه المسلمون اليوم من أولهم إلى آخرهم ، صغاراً وكباراً ، لم يزد فيه أحد ولم ينقص فيه أحد .
وفي هذا رد على الرافضة الشيعة الذين يدعون أن القرآن الكريم قد حذف منه ثلثه ، وحذفت منه سورة الولاية ، وما أشبه ذلك ، فخرجوا عن إجماع المسلمين : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً )) .
وفي إقسام أمير المؤمنين رضي الله عنه وهو الخليفة الرابع ، وهو البار الصادق بدون قسم : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخصهم بشيء ، دليل على كذب الرافضة الشيعة الذين يقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم عهد بالخلافة إلى علي بن أبي طالب ، وأن أبا بكر وعمر ظالمون معتدون كافرون منافقون ، هكذا والعياذ بالله يصفون خير هذه الأمة بهذه الأوصاف ، -نسأل الله العافية ونسأل الله أن يجازيهم بما يستحقون بعدله إنه على كل شيء قدير-
فعلي بن أبي طالب إن كانوا صادقين في محبته وولايته وأنهم يتولونه ، وأنهم شيعته فليصدقوه بهذا اليمين الذي أقسم به على المنبر وهو يخطب الناس معلناً إياه ، مبيناً إياه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم ما خصهم بشيء أبدا إلا كتاب الله ) : الذي يقرؤه المسلمون صغارا وكبارا إلى يومنا هذا والحمد لله ، ( وما فيه هذه الصحيفة ، ثم نشرها ) : وقرأ فيها شيئا من أسنان الإبل في الزكاة والديات والجراحات ولم تبين في هذا الحديث ولكنها بينت في مواضع أخرى .
وذكر فيها : ( أن المدينة حرام ما بين عَير إلى ثور ) : فالمدينة لها حرم كحرم مكة لكنه دون حرم مكة في الأوكدية والفضيلة ، لأن حرم مكة لا يمكن لمؤمن يتم إيمانه إلا أن يقصده حاجا ومعتمرا بخلاف حرم المدينة .
ثم إن المحرمات في المدينة أخف من المحرمات في مكة ، ولهذا يجب في حرم مكة في قتل الصيد الجزاء ، ولا يجب ذلك في حرم المدينة ، وليس هذا موضوع ذكر الفروق بين الحرمين ، فإنها حوالي ستة أو سبعة فروق معروفة .
( وما بين عَير إلى ثور ) معروف أيضاً، فإن هذا الحرم مساحته بريد في بريد يعني أربعة فراسخ بأربعة فراسخ ، هذا الحرم يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( مَن أحدث فيه حدثاً أو آوى مُحدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) : أحدث حدثا في أي شيء؟ في العقيدة في المنهج في السلوك مخالفا للمسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
وكذلك من آوى مُحدثا : يعني أدخله المدينة وهو يعلم أنه صاحب حدث فآواه ونصره وأدخله في منزله وتستر عليه وما أشبه ذلك ، هذا يكون أيضاً مشاركا له في الإثم ، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
الجملة الثانية : ( أن ذمة المسلمين واحدة ) : يعني عهدهم واحد ، إذا عاهد أحد من المسلمين ممن لهم ولايات العهد ، وخَفرت ذمة أحد فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فمثلاً إذا دخل كافر إلى البلد في أمان وعهد ممن لهم ولاية العهد ، أو من غيرهم ، ممن له الأمان ، ثم خفره أحد استحق اللعنة لعنة من ؟ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لو أن كافرا دخل بأمان رجل مؤمن آمن كافرا وقال له : ادخل وأنت في أماني جواري ، رجل عادي من المؤمنين ، فجاء إنسان وقتل هذا الكافر وقال : هذا كافر لا بد تقتله وهو داخل بأمان المسلم ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، نسأل الله العافية ، كيف إذا دخل بأمان من ولى الأمر ، وعهد من ولي الأمر على أنه مؤتمن وفي جوار الدولة وأمان الدولة ثم يأتي إنسان فيقتله ؟! هذا عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
وفي هذا دليل على حماية الدين الإسلامي لمن دخل بأمانه وجواره ، وأن الدين الإسلامي لا يعرف الغدر ولا يعرف الاغتيال ولا يعرف الجرائم ، الدين الإسلامي دين صريح ما فيه إلا الصراحة ، إنسان أمَّنه مسلمون لا بد أن يكون آمنا ولا ويش الفائدة ؟، لا بد أن يكون آمنا ، وبهذا نعرف غلط من يغدرون بالذمم ويخونون ويغتالون أناسا لهم عهد وأمان ، وأن هؤلاء مستحقون لما أعلنه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين والعياذ بالله .
نعم الحربي الذي يدخل بدون أمان لم يعقد له أحد من المسلمين الأمان ويدخل مستخفيًا ليكون جاسوسًا للعدو أو مفسدًا في الأرض هذا يقتل ، لأنه لا أمان له ، أما إنسان دخل بأمان من الدولة أو أمان من أي طرف من المسلمين فيُخفر فإنه لا يقتل، نفس محترمة معصومة فمن غدر بها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
وبهذا نعرف خطأ ما نسمعه في بعض البلاد من الاعتداء على الآمنين الذين لهم عهد من الدولة ، تجدهم آمنين بعهد من الدولة ، ثم يأتي إنسان باسم الإسلام فيغدر ، الإسلام لا يعرف الغدر ، يقول الله عز وجل : (( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها )) ، ويقول الله عز وجل (( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة )) .
العهد شأنه عظيم والغدر به فظيع والعياذ بالله ، ليس من الإسلام في شيء لكن بعض الجهال الأغرار يظنون أن يضفوا غيرتهم بما لا يطابق الكتاب والسنة وهذا غلط ، المؤمن مقيد بما جاء به الشرع ، ليس الإيمان بالهوى ، وليس الإسلام بالهوى : (( ولو اتبع الحق أهواءهم )) إيش؟ (( لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن )) لكن الطرق معروفة مبينة واضحة ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الحديث .
4 - شرح حديث عن يزيد بن شريك بن طارق قال: رأيت عليا رضي الله عنه على المنبر يخطب، فسمعته يقول: لا والله ما عندنا من كتاب نقرؤه إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة، فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل، وأشياء من الجراحات، وفيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ). متفق عليه. وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه ). متفق عليه وهذا لفظ رواية مسلم. أستمع حفظ
باب التحذير من ارتكاب ما نهى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه : قال الله تعالى: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )). وقال تعالى: (( ويحذركم الله نفسه )). وقال تعالى: (( إن بطش ربك لشديد )). وقال تعالى: (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تعالى يغار، وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب التحذير من ارتكاب ما نهى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه :
قال الله تعالى : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) .
وقال تعالى : (( ويحذركم الله نفسه )) .
وقال تعالى : (( إن بطش ربك لشديد )) .
وقال تعالى : (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى يغار، وغَيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
ذكر النووي -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين* : " باب التحذير من الوقوع فيما نهى الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم عنه " :
يعني أن الإنسان يجب أن يكون حذراً من الوقوع في المحرمات ولا يتهاون ولا يغلبه الأمن من مكر الله عز وجل ، فإن بعض الناس يغره الشيطان ، يقول : افعل المعصية واستغفر الله ، افعل المعصية ورحمة الله تعالى سبقت غضبه ، افعل المعصية فقد قال الله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ، إلى غير ذلك من الآمال الكاذبة التي يغر بها الشيطان بني آدم ، (( وما يعدهم الشيطان إلا غرورا )) ، الواجب الحذر مما نهى الله ورسوله عنه .
ثم استدل المؤلف رحمة الله بآيات من كتاب الله منها :
قول الله تعالى : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) ، (( فليحذر الذي يخالفون عن أمره )) : أي عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى : يخالفون عنه يخرجون عنه ، ولا يبالون به ويرتكبونه ليحذروا : (( أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) : فتنة : يعني فتنة في قلوبهم والعياذ بالله ، يُلقي في قلوبهم الفتنة من الشك فيما يجب اليقين فيه ، أو الشهوة فيما يحرم تناوله ، ولهذا قال الإمام أحمد -رحمه الله- : " أتدري ما الفتنة ؟! يعني في قوله تعالى : (( أن تصيبهم فتنة )) ، الفتنة الشرك ، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك " ، والعياذ بالله ، فاحذر الفتنة ، احذر المخالفة عن أمر الله ورسوله أن يصيبك فتنة : (( أو يصيبهم عذاب أليم )) : أي عذاب مؤلم إما في الدنيا وإما في الآخرة .
وقال الله تعالى : (( ويحذركم الله نفسه )) : يحذركم الله نفسه يعني احذروا الله عز وجل فإنه شديد العقاب ، كما قال تعالى : (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )) ، وقال تعالى : (( اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم )) : فبدأ بالعقاب وثنى بالمغفرة ، لئلا يغلب الأمن من مكر الله .
والإنسان إذا أمن من مكر الله أصابه البلاء والعذاب ، ولهذا قال الله تبارك وتعالى : (( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون * أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون * أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )) : الآمن من مكر الله يظن أنه رابح ، وأنه يعمل ما يشاء من المعاصي ولا يعاقب ، لكنه في الحقيقة خاسر ، لأن مآله العذاب والنكال نسأل الله العافية .
وقال تبارك وتعالى : (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) : فسرها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( إن الله ليملي للظالم ) : يعني يمهله ويدعه يظلم نفسه ويعصي الله ، ( حتى إذا أخذه لم يفلته وتلا قوله تعالى : (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) ) .
فالحذر الحذر من التهاون بمعصية الله عز وجل ، حتى إن من أهل العلم من قال : " إن الرجل إذا فعل المعصية متهاونا بها ولو كانت صغيرة صارت كبيرة والعياذ بالله لما قام في قلبه من التهاون بها " ، نسأل الله أن يحمنا وإياكم من أسباب غضبه وعقابه .
5 - باب التحذير من ارتكاب ما نهى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه : قال الله تعالى: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )). وقال تعالى: (( ويحذركم الله نفسه )). وقال تعالى: (( إن بطش ربك لشديد )). وقال تعالى: (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تعالى يغار، وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ). متفق عليه. أستمع حفظ
باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهيا عنه : قال الله تعالى: (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )). وقال تعالى: (( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )). وقال تعالى: (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين )). وقال تعالى: (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )).
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهيا عنه :
قال الله تعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )).
وقال تعالى : (( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )).
وقال تعالى : (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين )).
وقال تعالى : (( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
سبق لنا الكلام على أنه لا يجوز للإنسان أن يغتر بإمهال الله تعالى له ، وأن يرتكب المعاصي بناءً على أن الله لم يعالجه بالعقوبة ، وأن هذا من باب الأمن من مكر الله عز وجل ، وذكرنا : ( أن الله تعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) : كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وتلا قول الله تعالى: (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) .
وكثير من الناس يتهاون في هذا الأمر يعصي الله فينهى عن ذلك ويترك الواجب فيؤمر بفعله ، ويقول : (( إن الله غفور رحيم )) ، (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) : وأنا لم أشرك بالله فيقال له : إن الذي قال ذلك هو الذي قال: (( اعلموا أن الله شديد العقاب )) ، وقال: (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم )) ، ولا يجوز لك أن تغتر بإمهال الله لك ، ربما يمهل الله العبد على معاصيه ويستدرجه من حيث لا يعلم حتى إذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر والعياذ بالله ، فإياك أن تتهاون ، راقب الله عز وجل .
واعلم أن لكل داء دواءً ، فإذا مسك طائف من الشيطان تذكر واتعظ وأقبل على الله ، وتب إلى الله عز وجل ، وكن كمن قال الله فيهم : (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )) .
والتوبة لابد فيها من شروط خمسة :
الأول : الإخلاص لله عز وجل ، بألا يحمل الإنسان على التوبة مراعاةُ أحد من الخلق ، ولا أن ينال بذلك جاهاً أو رئاسة ، بل يخلص النية لله عز وجل خوفاً من عقابه ورجاء لثوابه .
والشرط الثاني : الندم على ما فعل من الذنب بحيث لا يتساوى عنده الذنب وعدمه ، بل يندم على ما حصل منه ، ويتحسر في نفسه ، ويقول : ليتني لم أفعل هذا ، لكنه يرضى بقضاء الله وقدره ويتوب إلى الله عز وجل.
والثالث : الإقلاع عن الذنب بترك المعصية إن كان الذنب معصية ، أو فعل الواجب إن كان الذنب ترك الواجب يمكن تداركه ، فأما أن يُصر على الذنب ويرجو التوبة فهذا غلط ، هذا من الأماني الكاذبة ، بعض الناس يقول : أستغفر الله وأتوب إليه من الغيبة ، وهو يغتاب الناس ، يقول : أستغفر الله وأتوب إليه من الربا وهو يأكل الربا ، يقول : أستغفر الله وأتوب إليه من حقوق الناس وهو يأكل حقوق الناس ، يماطل في الحق الذي عليه مع قدرته على وفائه ، وغير ذلك من الأمور التي يكذب بها الإنسان على نفسه في أنه تائب وهو لم يتب .
وإذا كان الذنب حقاً لآدمي فلابد أن يوصله إليه ، أخذ مالا من شخص سرق منه مالا ، وجاء يسأل يقول : إنه تاب نقول : رد المال إلى صاحبه أما بدون أن ترده إلى صاحبه فالتوبة لم تتم .
كذلك إذا كان توبته من أكل لحم الناس ، يغتاب شخصًا يسبه في المجالس وقال : إنه تاب إلى الله ، نقول له : اذهب واطلب منه أن يحللك حتى تنفعك التوبة .
وقيد بعض العلماء هذا بما إذا كان قد علم بأنك قد اغتبته وإلا فلا حاجة أن تخبره ، أثن عليه بالخير في المجالس التي كنت تسبه فيها ثم استغفر الله له .
الشرط الرابع : العزم على ألا يعود ، يعني لا يتوب إلى الله وهو عازم على أن يعود متى سنحت الفرصة ، فإن هذه ليست توبة ، بل يجب أن يعزم على ألا يعود إلى الذنب.
والخامس : أن تكون التوبة في وقت القبول ، وذلك بأن يتوب قبل أن يحضره الموت ، أو قبل أن تطلع الشمس من مغربها ، فإن لم يتب إلا إذا حضره الموت فإن التوبة لا تنفع .
وبهذا نعرف أن التوبة واجبة على الفور بدون تأخير ، لأن الإنسان لا يدري متى يفجؤه بالموت ، فيجب عليه أن يكون مستعدًا ، نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعليكم وأن يتوفنا على الإيمان، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على الباب.
القارئ : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهيا عنه.
قال الله تعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )) .
وقال تعالى : (( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )).
وقال تعالى: (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين )) " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتابه *رياض الصالحين : " باب ما يقوله ويفعله من فعل محرماً " :
وذلك أن الإنسان ليس معصوماً من الذنب ، لا بد لكل إنسان من ذنوب كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله ويغفر لهم ) ، فلا بد للإنسان من ذنب ، ولكن ماذا يصنع ؟ يجب على الإنسان إذا أذنب ذنبًا أن يرجع إلى الله ويتوب إلى الله ويندم ويستغفر حتى ينمحي عنه ذلك الذنب ،
قال الله بارك وتعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )) : يعني إذا نزغك الشيطان ، وألقى في قلبك الزيغ والمعصية فاستعذ بالله ، فإذا هممت بمعصية سواء كانت فيما يتعلق بحق الله أو فيما يتعلق بحق المخلوق فقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإذا قلت ذلك بإخلاص ، فإن الله يمن عليك ويعيذك من الشيطان الرجيم ويعصمك منه . وقال الله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ )) : إذا مسهم طائف من الشيطان أي : وقع في قلوبهم زيغ وعملوا عملاً سيئاً تذكروا فاعتبروا : (( فإذا هم مبصرون )) : فيعرفون أنهم في غي وحينئذٍ يستغفرون الله تعالى كما قال في الآية الأخرى التي ساقها المؤلف رحمه الله في أوصاف المتقين : (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله )) ، (( إذا فعلوا فاحشة )) يعني سيئة عظيمة أو ظلموا أنفسهم بما دون ذلك ذكروا الله، ذكروا الله بماذا بقلوبهم أو بألسنتهم؟ بالجميع، ذكروا الله تعالى (( فاستغفروا لذنوبهم )) : سألوا الله تعالى أن يغفر لهم ، (( ومن يغفر الذنوب إلا الله )) : يعني لا أحد يغفر الذنوب إلا الله ، لو اجتمع أهل الأرض كلهم وأهل السماوات كلهم على أن يرفعوا عنك ذنبا واحدا ما استطاعوا أبداً ، كل الخلق لو أرادوا أن يمحوا عنك ذنباً واحدا ما استطاعوا لا يغفر الذنوب إلا من ؟ إلا الله ، (( وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) : يعني لم يستمروا في معصيتهم وذنوبهم وهم يعلمون أنهم على ذنب .
أما لو أنهم فعلوا ذنبا وأصروا عليه وهم لا يعلمون أنه ذنب ، فإن الله تعالى لا يؤاخذهم لقوله تعالى : (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) ، (( أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين )) : يعني هؤلاء الذين يتصفون بهذه الصفات هذا جزاؤهم عند الله .
وقال الله تعالى : (( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) : توبوا إلى الله ، هذه ذكرها الله تعالى بعد الأمر بغض البصر وعدم إبداء الزينة من النساء قال بعد ذلك : (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) : والتوبة إلى الله تعالى هي : الرجوع إليه عز وجل من معصيته إلى طاعته ومن الإشراك به إلى توحيده ومن البدعة إلى اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ، أن يرجع الإنسان إلى ربه فيندم على ما فعل ، ويعزم على ألا يعود ويستغفر الله عز وجل .
وقوله : (( لعلكم تفلحون )) : أي لأجل أن تفلحوا ، والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب .
والتوبة واجبة من كل ذنب ، لا تتهاون بالذنوب لا تقل : هذا سهل يغفره الله لأنه ربما تتراكم الذنوب على القلب والعياذ بالله فيصبح مظلما وينسد عليه باب الخير كما قال الله تعالى : (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) تب إلى الله من كل ذنب .
6 - باب ما يقوله ويفعله من ارتكب منهيا عنه : قال الله تعالى: (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )). وقال تعالى: (( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )). وقال تعالى: (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين )). وقال تعالى: (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )). أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من حلف فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق ). متفق عليه.
اللات : صنم يعبده المشركون في الجاهلية ، وكذلك العزى ، كما قال تعالى : (( أفرأيتم اللات والعزى )) : وكانوا يحلفون بهما كما يحلفون بالله فيقول الإنسان : واللات أو والعزى ، فإذا قال الإنسان واللات والعزى فهذا شرك يداوى بالإخلاص ، ولهذا قال : فليقل : لا إله إلا الله ليداوى الشيء بضده ، يداوي الشرك بماذا ؟ بالإخلاص ، إذا حلف بغير الله فليقل : لا إله إلا الله .
( ومن قال تعال أقامرك فليتصدق ) : هذا أيضا من دواء الشيء بضده ، المقامرة : المغالبة على عوض التي يسمونها الناس الرهن ، أراهنك أن هذا كذا وكذا ، ويتراهنون على ذبح شاة أو على دراهم أو ما أشبه ذلك ، الذي يقول هذا فقد قال قولا حراما ، فعليه أن يتوب ، ومن توبته أن يتصدق بدل ما يتوقعوا أن يأخذه بهذه المقامرة ، فيكون هذا من باب دواء الشيء بضده ،
وكذلك أيضا يقال : مَن فرط في واجب فإن دواءه أن يتوب إلى الله وأن يكثر من العمل الصالح ، حتى يكون هذا التفريط في الواجب يداوى بكثرة العمل الصالح ، نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعليكم ، ويوفقنا لما يحبه ويرضى.
7 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من حلف فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق ). متفق عليه. أستمع حفظ
قراءة من رياض الصالحين.
قال -رحمه الله تعالى- : " كتاب المنثورات والمـُلح :
باب : أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : ( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة ، فخفض فيه ورفَّع حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا ، فقال: ما شأنكم؟ قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال الغداة فخفضت فيه ورفَّعت حتى ظنناه في طائفة النخل ، فقال : غير الدجال أخوفُني عليكم ، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم ) " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
ذكر المؤلف -رحمه الله- في ختام كتابه رياض الصالحين : " كتاب المنثورات والمـُلح " : المنثورات يعني أنها من أبواب متفرقة ليست من باب واحد ، والمـُلَح جمع ملحة وهي ما يستملح ويستعذب .
ثم ذكر الباب الأول : " باب الدجال وأشراط الساعة " : الدجال مبالغة من الدجل وهو الكذب ، والدجال يعني كثير الكذب الذي لا يتصف إلا بالكذب ، وأما أشراط الساعة .