شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود حتى يختبيء اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ). متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر، فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين، ما به إلا البلاء ). متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلي أن أكون أنا أنجو ). وفي رواية: ( يوشك أن يحسر الفرات عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أَحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر والشجر : يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يَحسِر الفرات عن جبل مِن ذهب يُقتتل عليه ، فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول : كل واحد منهم : لعلي أن أكون أنا أنجو ، وفي رواية يوشك أن يَحسر الفراتُ عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* فيما ذكره من أشراط الساعة :
ما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أنه لا تقوم الساعة حتى يقتتل المسلمون واليهود ) : المسلمون بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام هم أتباع الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأما قبل ذلك فالمسلم من اتبع الشريعة القائمة ، فقوم موسى في عهد موسى مسلمون ، والنصارى في عهد عيسى مسلمون ، ومَن آمن مِن قوم نوح مسلمون ، وهكذا كل مَن كان مؤمناً برسول قائمةٍ رسالته فهو مسلم ، لكن بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ليس مسلمًا إلا مَن آمن به، بالرسول عليه الصلاة والسلام، وإلا فلا يخفاكم أن الحواريون قالوا : نحن أنصار الله ، وأن ملكة سبأ قالت : (( إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين )) وغير ذلك مما هو معروف .
اليهود هم اتباع موسى ، سُموا بذلك نسبة إلى جدهم يهوذا ، فهم ينتسبون إلى هذا الجد ، لكن مع التعريب صاروا يهود بالدال ، وهي : " أمة غضبية ملعونة غدارة خوّانة مكّارة واصفةٌ لربها بالعيب والنقص قالوا اليهود : (( يد الله مغلولة )) ، وقالوا : إن الله فقير، وقالوا : إن الله تعب حين خلق السماوات والأرض فاستراح يوم السبت، إلى غير ذلك مما وصفوا الله تعالى به بالنقائص والعيوب ".
أما الرسل فحدث ولا حرج كفروا بالرسل وقتلوهم بغير حق ، وقتلوا المسيح عيسى ابن مريم بزعمهم : (( وما قتلوه وما صلبوه )) : فهم أخبث أمة من الأمم اليهود ، وهم قوم خونة غدارة لا يوفون بعهد ولا ذمة ولا يؤتمنون على شيء .
قبل يوم القيامة يقاتلون المسلمين ، وتأمل كلمة : المسلمين ، تأمل كلمة المسلمين !! يقتتل المسلمون واليهود فينصر المسلمون عليهم نصراً عزيزاً ، حتى إن اليهودي يختبئ بالحجر وبالشجر يعني يتغبى به ، وبالشجر، فيقول الشجر والحجر : -ينطقه الله الذي أنطق كل شيء- يا مسلم هذا يهودي تحتي فاقتله، أحجار تنطق وأشجار لماذا ؟ لأن القتال بين المسلمين وبين اليهود، أما بين العرب واليهود فهذا الله أعلم من ينتصر ، لأن الذي يقاتل اليهود من أجل العروبة فقد قاتل حمية وعصبية ، ليس لله عز وجل ، ولا يمكن أن ينتصر ما دام قتاله من أجل العروبة ، لا من أجل الدين والإسلام ، إلا أن يشاء الله .
لكن إذا قاتلناهم - أي اليهود - من أجل الإسلام ونحن على الإسلام حقيقة فإننا غالبون بإذن الله حتى الأشجار والأحجار تتكلم لصالحنا وضد اليهود ، حتى الحجر يقول : هذا يهودي فاقتله ، والشجر يقول : هذا يهودي فاقتله، أما ما دامت المسألة عصبية وعروبة وما أشبه ذلك فلا ضمان للنصر أبداً ،
ولهذا لا يمكن أن يقوم للعرب قائمة على هذا الأساس أي : أساس العروبة ، والدليل على هذا الواقع ، " وطحنوا وخبزوا عليها ومن أجلها ولم تستفد شيئا، بل بالعكس صارت النكبات العظيمة من اليهود على العرب شيئا عظيما " ، احتلوا ديارهم وحاصروهم وآذوهم ، لكن لو كان القتال مِن أجل الإسلام وبسم المسلمين ما قامت لليهود قائمة ، لكن من جهل العرب صاروا يقاتلون اليهود من أجل العروبة ، ولذلك لم ينصروا عليهم حتى الآن .
الانتصار على اليهود حقيقة في الإسلام لا غير ، ولن تقوم الساعة حتى يحصل ما أخبر به الصادق المصدوق رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون وينتصرون عليهم ويظهرون عليهم ، وينادي الحجر والشجر الذي ليس من عادته أن ينطق : يا مسلم هذا يهودي فاقتله .
كذلك أيضًا من أشراط الساعة والذي لابد أن يكون : أن الفرات وهو النهر المعروف في شرقي أقصى الجزيرة يحسر عن ذهب ، جبل من ذهب أو كنز من ذهب ، يَحسر بمعنى : أن الذهب يخرج جبلا والذهب معروف :
" رأيتُ الناس قد ذهبوا *** إلى من عنده ذهب " .
فالذهب يسلب العقول ، كلٌ يريد الذهب، سوف يحسر هذا الماء النهر الجاري عن جبل من ذهب سبحان الله !! جبل من ذهب ولا حصى، إيش؟ من ذهب يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ، يخرج ذهب ، فينحسر .
كل واحد يقول : ( لعلي أنا الذي أنجو ) : لعلي أنا الذي أنجو ، يقاتل لأجل أن يصل إلى الذهب .
البترول وصاروا يسمونه الذهب الأسود ، فالله أعلم بما أراد رسول الله ، لكن نحن إلى الآن لا نعرف الذهب إلا هذا المعدن الأصفر المعروف ، فنبقى على ما هو عليه .
ووراءنا أيام ، الدنيا ما انتهت بعد حتى نقول : لا بد أن نطبق الحديث على الواقع ، لو أن الدنيا انتهت قلنا : نعم صدق رسول الله والمراد بالذهب هذا البترول لأنه يباع بالذهب ، لكن ما دامت المسألة ما تمت الدنيا فنحن ننتظر ما أخبر به الصادق المصدوق ولا بد أن يقع ويقتتل الناس عليه ، وهذا من أشراط الساعة ، لكنه لم يأت بعد ، والله الموفق.
1 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود حتى يختبيء اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ). متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر، فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين، ما به إلا البلاء ). متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول كل رجل منهم: لعلي أن أكون أنا أنجو ). وفي رواية: ( يوشك أن يحسر الفرات عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يتركون المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي - يريد: عوافي السباع والطير - وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشا، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما ). متفق عليه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ولا يعده ). رواه مسلم. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، فلا يجد أحدا يأخذها منه، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اشترى رجل من رجل عقارا، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك، إنما اشتريت منك الأرض، ولم أشتر الذهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد ؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحا الغلام الجارية وأنفقا على أنفسهما منه وتصدقا ). متفق عليه. وعنه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكما إلى داود صلى الله عليه وسلم فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم فأخبرتاه. فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا تفعل رحمك الله، هو ابنها. فقضى به للصغرى ). متفق عليه.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يكون خليفة مِن خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ولا يعده ) رواه مسلم.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، فلا يجد أحدًا يأخذها منه، ويُرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلُذن به من قلة الرجال وكثرة النساء ) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اشترى رجلٌ من رجل عقارًا، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار : خذ ذهبك، إنما اشتريت منك الأرض، ولم أشتر الذهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال : أنكحا الغلام الجارية ، وأنفقا على أنفسهما منه فتصرفا ) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابنِ إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكما إلى داود صلى الله عليه وسلم فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم فأخبرتاه ، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما ، فقالت الصغرى: لا تفعل رحمك الله، هو ابنها فقضى به للصغرى ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في هذا الباب الذي عقده النووي -رحمه الله- في كتابه *رياض الصالحين* : في المنثورات والمـُلح :
تقدم ما تقدم من ذكر الدجال ويأجوج ومأجوج ، وذكر أحاديث في هذا المجلس تدل على أن المدينة النبوية زادها الله تشريفا وتعظيمًا : أنه يخرج عنها أهلها ، ( ولا يبقى فيها إلا العوافي ) : عوفي السباع والطيور ليس فيها أحد ، لكن هذا لم يأت بعد وما أخبر به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسوف يقع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم في أمور الغيب لا ينطق عن الهوى ، يوحى إليه بها .
ومنها كثرة المال حيث أخبر النبي عليه الصلاة والسلام : ( أنه يكون في آخر الزمان خليفة يحثو المال ولا يعده ) : يعني أنه ينفق إنفاقاً بلا عدد لكثرة الأموال .
ومنها أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وهذا ليس من أشراط الساعة لكنه من المـُلح : ( أن رجلا اشترى من رجل أرضًا فوجد فيها جرة من ذهب ، فذهب المشتري إلى البائع وقال : خذ هذا ، هذا مالك ، أنا إنما اشتريت الأرض ولم أشتر الذهب ، فقال البائع : أنا بعت الأرض وما فيها ) : هذا يدل على ورعهما كل واحد ورع يقول : ليس لي هذا المال .
( فتحاكما إلى رجل فقال لأحدهما ألك ابن؟ قال : نعم ، وقال للثاني: ألك جارية؟ قال: نعم ، قال : زوجا الابن بالجارية واجعلا هذا الذهب للمهر والنفقة ففعلا ) : ففي هذا دليل على أنه يوجد من الناس من هو ورع إلى هذا الحد .
أما حكم هذه المسألة فقال العلماء -رحمهم الله- : " إن الإنسان إذا باع أرضًا على شخص ووجد المشتري فيها شيئاً مدفونًا من ذهب أو غيره فإنه لا يملكه بملك الأرض ، بل يكون للبائع ، وإذا كان البائع اشتراها من آخر فهي للأول ، لأن هذا المدفون ليس من الأرض ، بخلاف المعادن ، لو اشترى أرضًا ووجد فيها معدنا من ذهب أو فضة أو حديد أو نحاس أو غيره فإنه يتبع الأرض " ، هذا من المـُلح .
ومنها أيضًا حديث أبي هريرة في قصة امرأتين خرجتا بابنين لهما ، فأكل الذئب ابن واحدة منهما ، وبقي ابن الأخرى ، فقالت كل واحدة منهما : إنه لي ، الكبرى تقول : لي ، والصغرى تقول : لي، فتحاكما إلى داود عليه السلام ، فقضى به للكبرى اجتهادا منه ، لأن الكبرى ربما تكون توقفت عن الولد ، والصغرى شابة يأتيها الولد في المستقبل ، فجلعه للكبرى ، ثم خرجتا منه إلى سليمان بن داوود ، فأخبرتاه بالخبر ، فدعا بالسكين وقال : أشقه بينكما نصفين ، أما الكبرى فرحبت ، وأما الصغرى فأبت ، قالت : لا تفعل يرحمك الله هو ابنها ، أدركتها الشفقة ، لأنه ابنها حقيقة هو للصغرى وليس للكبرى ، الكبرى لم تبال به لأنه ابن غيرها ولا يهمها أن يذهب كما ذهب ولدها الذي أكله الذئب ، لكن الصغرى أدركتها الرحمة قالت : هو لها يا نبي الله ، فقضى به للصغرى ، بأي بينة ؟ القرينة ، لأن كونها ترحم هذا الولد وتقول هو للكبرى ويبقى حيًا وإن كان سيكون عند غيرها ، لكن بقاؤه حيا ولو كان عند غيرها أهون من أن يشقه نصفين ، فقضى به للصغرى .
أخذ العلماء من هذا الحديث العمل بالقرائن ، وأنه يجوز للقاضي أن يحكم بالقرائن إذا كانت قوية ، ومن ذلك ما حصل بين امرأة العزيز ويوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام .
يوسف بن يعقوب من المعلوم أنه حُبس في السجن ، وكان عليه الصلاة والسلام جميلا جداً : ( حتى إنه أعطى نصف الحسن ) : نصف جمال الناس في يوسف .
فامرأة العزيز وهي امرأة ملك لها حسب ولها منزلة ، لكن عجزت أن تملك نفسها حتى مكرت به ، وكادت له ، وأدخلته في البيت ، وغلَّقت الأبواب ودعته إلى نفسها والعياذ بالله ، ولكنه عصمه الله عز وجل ، فلحقته وأمكست بثوبه ، وانشق الثوب ، من الخلف ولا من الأمام؟
الطالب : من الخلف .
الشيخ : من الخلف ، وجدا سيدها يعني : زوجها لدى الباب ، (( ألفيا سيدها لدى الباب )) ، فقالت : (( ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم )) : هذا حصل قبل السجن ، (( قال هي راودتني عن نفسي )) : هي روادتني عن نفسي : وهذا قبل أن يسجن ، ليس عنده بينة ، والمرأة قد لحقته وهو يريد أن يخرج، ومن يُصدَّق ؟ سوف يكون المصدَّق في هذه الحال مَن؟ امرأة العزيز ، لأنها امرأة ذات حسب وامرأة الملك ، فلا يمكن أن تذل نفسها للخادم ولكن : (( قال هي راودتني عن نفسي )) : فحكم حاكم من أهل البيت ، قال : انظروا إلى قميصه ثوبه : (( إن كان قد من قُبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قُد من دبر فكذبت وهو من الصادقين )) ، لأنه إن كان من قُبل فهو الذي طلبها وأرادت التخلص منه ومزقت ثوبه ، وإن كان من دبر فهو قد هرب منها ولحقته ، (( فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم )) وصار الصادق مَن؟ صار الصادق يوسف ، وما عنده بينة تشهد لكن القرينة تدل على صدقه ، وهذا لا شك أنه قاعدة مفيدة للقاضي ولغير القاضي ممن جعل حكماً بين الناس أن يعمل بالقرائن ، القرائن الظاهرة ، والله الموفق.
2 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يتركون المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي - يريد: عوافي السباع والطير - وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشا، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما ). متفق عليه. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان يحثو المال ولا يعده ). رواه مسلم. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، فلا يجد أحدا يأخذها منه، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء ). رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اشترى رجل من رجل عقارا، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك، إنما اشتريت منك الأرض، ولم أشتر الذهب، وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد ؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية، قال: أنكحا الغلام الجارية وأنفقا على أنفسهما منه وتصدقا ). متفق عليه. وعنه رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكما إلى داود صلى الله عليه وسلم فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم فأخبرتاه. فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينكما. فقالت الصغرى: لا تفعل رحمك الله، هو ابنها. فقضى به للصغرى ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يذهب الصالحون الأول فالأول، وتبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة ). رواه البخاري. وعن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال: ( من أفضل المسلمين ) أو كلمة نحوها. قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة. رواه البخاري. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أنزل الله تعالى بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" عن مِرداسٍ الأسلمي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة ) رواه البخاري.
وعن رِفاعة بن رافع الزُّرقي رضي الله عنه قال : ( جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال: من أفضل المسلمين، أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة ) رواه البخاري.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أنزل الله تعالى بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه أيضا من الأحاديث التي ذكرها النووي في آخر كتابه *رياض الصالحين* من المـُلح :
منها أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أخبر أنه يذهب الصالحون الأول فالأول ، ثم يبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر لا يبالي بهم الله بالة ) : يعني لا يبالي بهم ، ولا يرحمهم ، ولا ينزل عليهم الرحمة ، فالصالحون يذهبون الأول فالأول ، وهذا الحديث يشبه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : ( حين جاء الناس إليه يشكونه ما وجدوا من الحجاج بن يوسف الثقفي ، فأخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) ، فهذا الحديث يشابه الحديث الذي أشرنا إليه ، ولذلك تجد الناس يتردَّون ، كل عام أردى من الذي قبله ، يذهب الصالحون الأول فالأول .
فيما سبق تجد الناس يتهجدون في الليل ، يصومون في النهار ، يتصدقون من أقواتهم ، يؤثرون على أنفسهم ، في اليوم تجد الناس يتغيرون من سنة إلى أخرى إلى أردى من قبل ، سهر في الليل على غير طاعة الله ، ونوم في النهار أو لهو ، أو بيع وشراء يشتمل على الغش والكذب والخيانة والعياذ بالله، فالناس إلى أردأ .
لكن مع ذلك في الناس خير ولله الحمد ، يوجد أناس ولله الحمد على دين الله مستقيمون على ما ينبغي ، لكن العبرة بالعموم والشمول ، ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الثالث ، الذي رواه البخاري : أن الناس إذا أنزل بهم العذاب شمل الجميع ، كما قال تعالى : (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) ، ( لكنهم يبعثون يوم القيامة على نياتهم ) : كل على ما هو عليه .
فلذلك يجب الحذر من أن يكون الإنسان من الحثالة التي كحثالة الشعير أو التمر ، وأن يحرص على أن يستقيم على أمر الله ، حتى لو كان الناس قد هلكوا ، فإنهم لو أصيبوا بالعذاب يبعث كل منهم على نيته يوم القيامة.
كذلك أيضاً من المـُلَح : ( أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها ، قال : وكذلك الملائكة الذين قاتلوا في بدر ) :
بدر اسم مكان بين مكة والمدينة معروف ، كان فيه وقعة بين المسلمين والمشركين ، سببها : أن أبا سفيان صخر بن حرب كان رئيساً في قومه ، في أهل مكة ، وكان قد قدم من الشام بميرة : يعني بعير فيها طعام لأهل مكة ، فلما سمع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم أنه قادم إلى مكة ، أخبر أصحابه بأن أبا سفيان قادم إلى مكة بعير يعني بتجارة لأهل مكة .
وكان أهل مكة قد أخرجوا المسلمين من ديارهم وأموالهم ، واستباحوا أموالهم ، فكان للمؤمنين أن يستبيحوا أموال الكفار جزاء وفاقا ، فندب النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه ليخرجوا إلى هذه العير ، وش قلنا العير ماذا ؟ نعم تجارة ، أحمال إبل محملة تجارة من الشام إلى مكة .
ندب أصحابه إلى الخروج للعير فقط ، فخرج معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً : يعني ما بين العشرة إلى العشرين ، ثلاثمة وعشرين أو ثلاثمئة وعشرة أو ما بين ذلك ، ليس معهم لا سلاح ، ما معهم إلا سبعين بعيرا يتعاقبونها وفرسان فقط ، لأنهم لم يخرجوا لقتال ، خرجوا للعير يأخذونها ويرجعون ،
أبو سفيان كان رجلا محنكا ذكياً ، أرسل إلى أهل مكة ، وقال لهم : أنقذوا عيركم محمد وأصحابه سيخرجون إلينا يأخذونها ، ثم سلك طريق البحر على سِيف البحر بعيدًا : يعني تيامن أبعد عن المدينة ، وقريش لما سمعت بهذا أخذتها حمية الجاهلية ، فاستنفروا ونفروا جميعاً بكبرائهم وعظمائهم لحكمة أرادها الله عز وجل .
فلما خرجوا ظاهر مكة جاءهم الخبر أن أبا سفيان سَلِم ونجا ، لأنه سلك سِيف البحر بعيدًا عن المدينة ولم يدركه الرسول وأصحابه ، فتشاوروا فيما بينهم ، قالوا : ما دامت العير قد نجت فنرجع إلى مكة وما لنا وللحروب ، فقال كبراؤهم كأبي جهل وغيره : " والله ما نرجع إلى مكة أبدًا حتى نصل إلى بدر -وهي نقطة المفرق بين طريق مكة والمدينة والشام- حتى نصل إلى بدر استمع: ننحر الجزور يعني : الإبل ، ونشرب الخمور ، نعوذ بالله ، وتعزف علينا القيان : الجواري يعزفن عليهم بضرف الدفوف فرحاً وطربا ، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدًا " ، أعوذ بالله .
خرجوا كما قال الله عز وجل : (( خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس )) : فصمموا على أن يقابلوا الرسول عليه الصلاة والسلام، والتقوا في بدر ، كان النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه كم قلنا لكم؟
الطالب : ثلاثمائة وبضعة عشر .
الشيخ : ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، وقريش تسعمائة رجل ، ما بين التسع مئة إلى ألف ، لكن قريشًا مستعدة للحرب معها العتاد ومعها القوة ، والرسول صلى الله عليه وسلم ما استعد ، ولكن الله عز وجل جمع بينهم على غير ميعاد لينفذ ما حكم وأراد عز وجل .
التقوا ، وفي هذا يقول الله عز وجل : (( إذ يريكهم الله في منامك قليلا )) : رآهم الرسول صلى الله عليه وسلم رأى قريش في المنام قليلا ، ليتشجع على ملاقاتهم ، (( إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر )) ، (( وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ )) : سبحان الله !! هم يرون الصحابة قليلين والصحابة يرونهم قليلين علشان إيش ؟ كل واحد ينشط في مقابلة الآخر .
فالتقوا وحصلت معركة ، فقتل من المسلمين جمع كثير قتل كم ؟ سبعون رجلا ، نعم قتل من أهل مكة سبعون رجلاً وأسر سبعون رجلاً ، وقتل من المسلمين في أحد سبعون رجلاً ، تلك الأيام يدوالها الله بين الناس .
المهم أنها حصلت الوقعة ، وقاتلوا قتالا شديدا ، وقُتل صناديد قريش ، كبارهم وزعماؤهم الكبار العظماء، ومنهم السبعة أو الثمانية الذين ألقوا السلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد تحت الكعبة ، في قصة ليس هذا موضع ذكرها لكنها مشهورة .
جماعة من قريش في الحرم ، والرسول عليه الصلاة والسلام يصلي لله عز وجل تحت الكعبة قبل أن يهاجر ، فلما سجد قال بعضهم لبعض : ( من يذهب إلى ناقة بني فلان التي ذبحوها يأتي بسلاها وفرثها ودمها يلقيها على محمد وهو ساجد ؟ فانتدب أشقاهم والعياذ بالله ، وذهب وأتى بالسلا والفرث والدم ووضعه على ظهر الرسول وهو ساجد تحت الكعبة ) : آمن مكان ، والرسول عليه الصلاة والسلام بقي ، كان ابن مسعود رضي الله عنه هناك في المسجد لكن يقول : أنا صغير أخشى على نفسي لو ذهبت أزيل الفرث عن ظهر الرسول حصل عليَّ ما يضرني ، فجاءت فاطمة الصغيرة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ، ذهبوا وأخبروها ، فجاءت وهي جارية فألقت عنه السلا والفرث وقام وأتم صلاته ، ولما أتم صلاته دعا ربه عز وجل ، دعا ربه قال: ( اللهم عليكم بقريش ، اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بفلان وفلان وفلان وفلان وعددهم فقتلوا في بدر ) .
ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بهم أي : بالصناديد الكبراء وألقوا في قليب في بدر : قليب : بئر منتنة خبيثة إهانة لهم ، ألقيت جثثهم في البئر وبقي النبي عليه الصلاة والسلام منصورًا مظفرا في ذلك المكان ثلاثة أيام ، وكان من عادته إذا قاتل قومًا وانتصر عليهم أن يبقى في العرسة ثلاثة أيام ،
وفي يوم من الأيام أمر ببعيره فرُحلت ثم ركبها حتى وقف على البئر ، البئر الي إيش؟ الي فيها كبار قريش ، وجعل يناديهم يا فلان بن فلان، يناديهم كأنما ينادي أحداً بين يديه : ( يا فلان بن فلان ، هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً ؟ ) : نصر والحمد لله ونصره والله انتصاراً لنا إلى يومنا هذا، نصر ، ( إني وجدت ما وعدني ربي حقاً، قالوا يا رسول الله كيف تكلم ناس موتى جيف؟ قال : والله ما أنتم بأسمع لي ما أقول منهم ) : يعني يسمعون كلامي أكثر مما تسمعونه أنتم، ولكنهم لا يستطيعو الجواب.
المهم الذين قاتلوا في بدر قلنا لكم عددهم كم ؟
الطالب : ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا .
الشيخ : ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، هم من أفضل المسلمين ، أتدرون ماذا قال لهم ربهم عز وجل ؟ قال : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) -نسأل الله من فضله- : كل ذنب يفعله واحد من أهل بدر فهو مغفور له مهما كان عِظمه فإنه مغفور لهم ، لكنهم لن يكفروا لأن الله قال : ( اعملوا ما شئتتم فقد غفرت لكم ) : وهذا يعني لن يرتدوا على أدبارهم ، لكن لو فعلوا أكبر معصية يغفر لهم .
وحصل هذا تطبيقاً ، فإن أحدهم ، أحد الذين شهدوا بدراً لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى قريش في غزوة الفتح ، الحديث يطول لا بأس ولا نوقف ؟ نعم ؟
الطالب : نكمل .
الشيخ : أرسل حاطب وهو ممن حضر وقعت بدر ، أرسل امرأة معها كتاب إلى قريش قال لهم : إن الرسول صلى الله عليه وسلم سيغزوكم انتبهوا ، فأطلع الله النبي صلى الله عليه وسلم على هذا العمل ، فأرسل رجلين أحدهما علي بن أبي طالب إلى هذه المرأة ، وأدركوها في روضة خاخ ، فأمسكوها ، قالوا : إلى أين ؟ قالت إلى مكة، وش الي معك؟ قالت : ما معي شيء، قالوا : لا معك شيئ ، ليش عزموا عليها وهم ما يدرون ؟ الجواب بدرون لأن الرسول قال لهم : ( تجدون في الروضة الفلانية امرأة معها كتاب لقريش يخبرهم بأني قادم عليهم ) .
قالوا لها : إما أن تعطيني ما عندك وإلا يعني كشفنا عنك، عريناك ووجدناه بأي مكان لا بد أن يخرج، فأخرجته لهم وإذا فيه : كتاب من حاطب بن بلتعة رضي الله عنه وهو ممن شهد بدرًا ، فجاءوا به للرسول عليه الصلاة والسلام وعرضوه عليه فدعاه ، ما هذا يا حاطب؟ ما هذا يا حاطب؟ كيف تخون؟ كيف ترسل إلى قريش بأخبارنا ؟ وهذا يسمى عند الناس إيش ؟ يسمى جاسوسًا ، كيف تفعل هذا ؟ اعتذر بعذر ، ثم قال عمر أو غيره من الصحابة : ( يا رسول الله ألا أضرب عنقه ، فإنه قد خان الله ورسوله ؟ كيف يعلم أخبارنا، قال : أما علمت أن الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) .
فوقعت هذه الفعلة القبيحة الشنيعة العظيمة وقعت موقع مغفرة لماذا ؟ ليش ؟ لأن الرجل من أهل بدر ، فهؤلاء أهل بدر رضي الله عنهم وجمعنا وإياكم بهم في جنات النعيم ، ونسأل الله أن يكون حديثنا هذا .
ونجتمع فيهم إن شاء الله تعالى في جنات النعيم على أحسن حال ، هؤلاء أهل بدر ، منع الرسول عليه الصلاة والسلام منع قتله هذا الرجل كونه إيش ؟
الطالب : شهد بدر .
الشيخ : شهد بدرًا .
3 - شرح حديث عن مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يذهب الصالحون الأول فالأول، وتبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله بالة ). رواه البخاري. وعن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال: ( من أفضل المسلمين ) أو كلمة نحوها. قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة. رواه البخاري. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أنزل الله تعالى بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم ). متفق عليه. أستمع حفظ
فائدة: حكم الجاسوس القتل.
شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني في الخطبة. فلما وضع المنبر، سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن. وفي رواية: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق. وفي رواية: فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر. رواه البخاري.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" عن جابر رضي الله عنه قال : ( كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني في الخطبة. فلما وضع المنبر، سمعنا للجذع مثل صوت العشار، حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن ) .
وفي رواية : ( فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق ) .
وفي رواية : ( فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه ، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسكَّت حتى استقرت، قال : بكت على ما كانت تسمع من الذكر ) رواه البخاري.
وعن أبي ثعلبة الخُشني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحد حدوداً فلا تعتدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ) حديث حسن ، رواه الدارقطني وغيره .
وعن عبد الله بن أبي أوفي رضي الله عنهما قال : ( غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد ) .
وفي رواية : ( نأكل معه الجراد ) متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) متفق عليه.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث المنثورة التي ذكرها المؤلف -رحمه الله- في آخر كتابه *رياض الصالحين* : حديث جابر وفيه آية من آيات الله عز وجل ، وآية لرسول صلوات الله وسلامه عليه .
واعلم أن الله تعالى لم يبعث نبياً إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر ، لأنه لو أرسل رسولاً بدون آية تدل على أنه رسول الله ما صدقه أحد ، ولكان للناس عذر في رد قوله ، ولكن الله تعالى بحكمته ورحمته ما أرسل رسولاً إلا آتاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر .
الآيات يعني : العلامات التي تدل على صدقه ، وآيات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كثيرة ، ومن أراد الاستزادة منها فعليه بكتابين أحدهما : *الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح* ، فقد ذكر رحمه الله شيخ الإسلام في هذا الكتاب في آخره من آيات النبي عليه الصلاة والسلام الكونية والشرعية ما لم يحصل لغيره ، -رحمه الله رحمة واسعة- كذلك ابن كثير وهو الكتاب الثاني في *البداية والنهاية* .
فآيات النبي عليه الصلاة والسلام كثيرة منها ما ذكره جابر : كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة في المسجد ، فلما صنعت له امرأة من الأنصار منبرًا من أثل الغابة، كرسي يخطب عليه، خطب عليه عليه الصلاة والسلام أول جمعة، فجعل هذا الجذع الذي كان يخطب إليه جعل يحن حنان العشار ، يرغي رغاء البعير، وأحيانا يبكي بكاء الصبي لفقد النبي صلى الله عليه وسلم ، الله أكبر !! جماد جذع يبكي لفقد الرسول عليه الصلاة والسلام ، والآن سنن عظيمة فقدت ما يبكي لها أحد ، أعاننا الله وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .
( نزل النبي عليه الصلاة والسلام وجعل يسكته كما تسكت الأم صبيها ) ، وهو جماد فسكت ، سكت الجذع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل فسكته فسكت ، فكان في هذا آيتان :
الآية الأولى : صياح الجزذ لما فقد النبي صلى الله عليه وسلم .
والآية الثانية : سكوته لما نزل النبي عليه الصلاة والسلام يسكته فسكت . ونظير هذا آية وقعت لموسى عليه الصلاة والسلام : موسى عليه الصلاة والسلام آذه بنو إسرائيل ، آذوه أذية عظيمة ، كما قال الله عز وجل : (( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا )) : من جملة ما قالوا فيه : ( إنه آدر ) : آدر : يعني كبير الخصيتين ، وهو عيب ، ( وكان عليه الصلاة والسلام يستتر إذا اغتسل ، وكانوا هم يغتسلون عراة ، فقالوا : إن موسى لم يستتر إذا اغتسل إلا وفيه عيب ، فأراد الله عز وجل أن يريهم أنه لا عيب فيه بغير اختيار موسى ، نزل يغتسل مرة ، ووضع ثوبه على حجر : حصاة، فلما كان يغتسل هربت الحصاة بالثوب ) : حجر ذهب يسعى يشتد ، ( فلحقه موسى يقول : ثوبي حجر ثوبي حجر ) : يعني أعطني ثوبي يا حجر والحجر ماشي ، ( حتى وصل إلى ملأ من بني إسرائيل فشاهدوا موسى ليس فيه عيب ) والحمد لله .
5 - شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني في الخطبة. فلما وضع المنبر، سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن. وفي رواية: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق. وفي رواية: فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر. رواه البخاري. أستمع حفظ