تتمة شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني في الخطبة. فلما وضع المنبر، سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن. وفي رواية: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق. وفي رواية: فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر. رواه البخاري.
وهل مثل ذلك ما تصنعه الأمهات الآن بأبنائهن الصغار : إذا عثر الطفل ولا ضربه شيء جعلت تضرب الذي عثر به ، نعم ، هذا لأجل إيش؟ لأجل أن تسكِّت الصبي وتطيب خاطره ، إذا كان ينفع الصبي ويطيب خاطره فلا بأس .
فالمهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام نزل فسكت الجذع جذع النخلة فسكت ، وهذا من آيات الله عز وجل ، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على بقية الأحاديث، والله أعلم .
1 - تتمة شرح حديث عن جابر رضي الله عنه قال: كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم، يعني في الخطبة. فلما وضع المنبر، سمعنا للجذع مثل صوت العشار حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن. وفي رواية: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق. وفي رواية: فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر. رواه البخاري. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ). حديث حسن، رواه الدارقطني وغيره. وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد. وفي رواية: نأكل معه الجراد. متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ). متفق عليه.
" عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ حُدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ) حديث حسن، رواه الدارقطني وغيره.
وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال : ( غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد ) .
وفي رواية : ( نأكل معه الجراد ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث من أحاديث المـُلح المنثورة التي ذكرها النووي -رحمه الله- في آخر كتابه *رياض الصالحين* :
عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها ، وحدَّ حدودا فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة لكم فلا تبحثوا عنها ) : هذه ثلاث جمل بينها الرسول عليه الصلاة والسلام وبين حكمها :
أولاً : فرض الله فرائض ، وأعظم فرائض الله على عباده التوحيد ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
ففي شهادة أن لا إله إلا الله توحيد الله بالعبادة ، وألا يُعبد أحد سواه .
وفي شهادة أن محمداً رسول الله توحيد النبي صلى الله عليه وسلم بالمتابعة ، بحيث لا يُتابع أحد سواه ، هذه أفرض الفرائض .
ثم الصلوات ، الزكاة ، الصوم ، الحج ، بر الوالدين ، صلة الأرحام ، حسن الجوار ، الصدق ، النصيحة ، أشياء كثيرة فرضها الله تعالى على عباده .
منها فرائض عينية على كل واحد من الناس .
ومنها فرائض كفاية ، إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين .
فالصلوات الخمس فرض عين ، لابد على كل مسلم أن يقوم بها ، والصلاة على الجنازة فرض كفاية ، إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين .
( وحدَّ حدودا فلا تعتدوها ) : الفرائض قال : لا تضيعوها ، بل احرصوا عليها وقوموا بها على الوجه المطلوب .
( وحدَّ حدودا فلا تعتدوها ) : حد أشياء : يعني جعل لها حداً معيناً، فالصلوات الخمس مثلا لها حد : وهي أوقاتها : أوقاتها الظهر من زوال الشمس إلى أن يصير ظل كل شيء مثله بعد فيء الزوال ، العصر مِن هذا الوقت إلى غروب الشمس ، والاختيار إلى اصفرار الشمس ، والمغرب من غروب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر ، العشاء من مغيب الشفق الأحمر إلى نصف الليل ، الفجر من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، هذه حدود .
الصوم له حد من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
الحج له حد : (( الحج أشهر معلومات )) في أماكن معينة إلى غير ذلك .
( حد حدودا فلا تعتدوها ) : لا تجاوزوها ، قال الله عز وجل : (( ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه )) ، (( ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون )) .
( وسكت عن أشياء رحمة لكم فلا تبحثوا عنها ) : سكت عن أشياء لم يوجبها علينا ولم يحرمها علينا ، ولو شاء لأوجب علينا ما شاء ، ولحرم علينا ما شاء ، لكنه سكت عن أشياء لولا رحمته لألزمنا بها ، وأضرب لكم مثلاً بالصلوات الخمس :
الصلوات الخمس أول ما فرضها الله على العباد خمسين صلاة ، كانت خمسين صلاة ، يصلي الإنسان في اليوم والليلة خمسين صلاة ، ثم إن الله تعالى عفا وصارت خمسًا في الفعل وخمسين في الميزان ، وأشياء كثيرة عفا الله عنها ولو شاء لألزمنا بها .
وفي قوله : ( وسكت عن أشياء ) : دليل على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أن الله يتكلم بصوت مسموع ، لأن السكوت هو ضد الكلام ، ضد الكلام بالصوت المسموع ، وهو جل وعلا يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء ، لا نعلم كيف يتكلم ، ولا نعلم متى يتكلم ، ولا نعلم بماذا يتكلم ، لكن نؤمن بأنه : إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون، كلما أراد شيئاً ، كل شيئ يريده يقول له : كن فيكون ، ولهذا لا تحصى كلمات الله عز وجل قال الله تعالى : (( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام )) : يعني لو كانت جميع أشجار الأرض أقلاما يكتب بها ، (( والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله )) ، وقال عز وجل : (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا )) .
ثم ذكر حديث عبد الله بن أوفى رضي الله عنه قال : ( غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد معه ) : الجراد معروف هذا الطائر المعروف وهو من الحلال، حلال للإنسان يأكله حيًا وميتا ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أُحلت لنا ميتتان ودمان ، فأما الميتتان فالجراد والحوت ) ، ولهذا لا يحتاج إلى تذكية الجراد يؤكل حياً وميتاً .
وهو صيد فإذا كان في مكة حرم على الإنسان أن يصيده ، وحرم عليه أن يطيره من مكانه ، ولقد هاض الجراد قبل العام في رمضان في مكة ، وصار الصبيان يلتقطونه من الحرم وما حوله ، وهذا حرام لا يجوز ، يجب على من رأى الصبي يلتقطه أن يمنعه وينهاه ، لأنه صيد محترم ، لا يجوز أن يصاد في مكة بل ولا يجوز أن يطيرها قصدا ، أما لو طارت وأنت مار فهذا ما عليك منه ، لكن تروح يمه تطيرها فهذا لا يجوز ، لا هذا ولا الجرادة ولا الحمامة ولا غيرها من الصيود.
وفي هذا دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم يستدلون بتقرير الرسول عليه الصلاة والسلام : يعني إن فعلوا شيئا وأقرهم عليه فإنه حلال وهو كذلك ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يقول لا تفعلوا هذا، لكن إذا سكت دل ذلك على جوازه .
أما حديث أبي هريرة وهو الثالث : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين ) : اللدغ لدغ الحية ، المؤمن كيس فطن ، فطن محترز لا يلدغ من جحر مرتين ، يعني معناه : أنه إذا حصل له شيء بأي عمل يكون فإنه لن يعود إليه لماذا ؟ لأنه حازم ، لا يمكن أن يجدع نفسه مرة ثانية ، بل إذا لُدغ من جحر تركه وعرف أنه لا فائدة منه ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، لأنه إيش ؟ حازم فطن كيِّس ما يمكن يغبن ولا يخدع ، فدل ذلك على أنه ينبغي للإنسان أن يكون فطنا وألا يعود لشيء أصابه منه ضرر ، بل يكون مؤمناً لأن هذا من كمال الإيمان، والله الموفق.
الطالب : بقي : ( حرم أشياء فلا تنتهكوها ) ؟
نعم حرَّم أشياء فلا تنتهكوها نعم ، حرم أشياء فلا تنتهكوها يعني لا تنتهك ما حرم الله عز وجل ، كما أنك لا تضيع ما أوجب الله ، نعم .
2 - شرح حديث عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ). حديث حسن، رواه الدارقطني وغيره. وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد. وفي رواية: نأكل معه الجراد. متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلا سلعة بعد العصر، فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا، فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف ). متفق عليه.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاثةٌ لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجلٌ بايع رجلاً سلعة بعد العصر، فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا، فصدقه وهو على غير ذلك، ورجلٌ بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف ) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين النفختين أربعون، قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوماً ؟ قال: أَبَيت، قالوا: أربعون سنة ؟ قال: أَبَيت. قالوا: أربعون شهراً ؟ قال: أَبَيت ، ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجْبُ الذنب، فيه يركب الخلق، ثم ينزل الله من السماء ماءً، فينبتون كما ينبت البقل ) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه قال : ( بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاء أعرابي فقال: متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين السائل عن الساعة ؟ قال: ها أنا يا رسول الله ، قال: إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة ، قال: كيف إضاعتها ؟ قال : إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث ذكرها المؤلف -رحمه الله تعالى- في آخر كتابه *رياض الصالحين* كلها عن أبي هريرة رضي الله عنه :
الأول : أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أن ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) : ثلاثة يعني ثلاثة أصناف ، وليس المقصود ثلاثة رجال ، بل قد يكونون أمما عظيمة اتصفوا بهذه الأوصاف ، ( أولهم رجل على فضل ماء في فلاة يمنعه ابن السبيل ) : يعني إنسان عنده ماء من مزرعة أو بئر أو غير ذلك في أرض فلاة خالية من السكان ، يمر الناس من عنده ليشربوا منه فيمنعهم والعياذ بالله ، هذا لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ، وما بالك بحال رجل لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ؟! .
والثاني : ( رجل باع رجلاً سلعة ) : يعني باع سلعة على شخص أي سلعة بهيمة سيارة ساعة أي شيء ، ( بعد العصر ، فحلف له لقد أعطى كذا وكذا وهو كاذب ) : فاشتراها الرجل بناء على أن ما قاله البائع صدق ، فاشتراها بما قال وليس كذلك ، هذا أيضا لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ، نسأل الله العافية .
وذكر النبي عليه الصلاة والسلام العصر ، لأن أفضل أوقات النهار ما بعد صلاة العصر ، وإلا فلو حلف الإنسان على سلعة في غير هذا الوقت ، فإنه لا يكلمه الله ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم .
ففي حديث أبي ذر الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قالها ثلاثا ، فقال أبو ذر : من هم يا رسول الله ؟ خابوا وخسروا ، قال : المسبل ) : يعني الذي يسبل ثوبه ينزله عن الكعب حتى يجره على الأرض .
والثاني : ( المنان ) : الذي يمن على الناس إذا أعطاهم مالا أو علمهم أو أحسن إليهم بشيء جعل يمن عليهم والعياذ بالله .
والثالث : ( المنفق سلعته بالحلف الكاذب ) : يعني الذي يحلف وهو كاذب ليزيد ثمن السلعة ، فدل ذلك على أن ذكر العصر في حديث أبي هريرة إنما هو لشدة العذاب والوعيد ، وإلا فكل من حلف على سلعة وهو كاذب من أجل أن يزيد ثمنها فإنه لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم .
والثالث في حديث أبي هريرة : ( رجل بايع إمامًا لا يبايعه إلا للدنيا ، إن أعطاه وفى له بالبيعة ، وإن لم يعطه لم يف بالبيعة ) : هذا أيضا من الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ، وذلك أن بيعة الإمام واجبة ، يجب على كل مسلم أن يكون له إمام ، سواء كان إماماً عاماً كما جرى في عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من الخلفاء ، أو إماماً في منطقته كما هو الحال الآن ومنذ أزمنة بعيدة ، من زمن الأئمة الأربعة ومن بعدهم والمسلمون متفرقون ، كل جهة فيها إمام ، وكل إمام مسموع له ومطاع بإجماع المسلمين ، لم يقل أحد من المسلمين إنه لا تجب الطاعة إلا إذا كان الخليفة واحداً على جميع بلاد الإسلام ، ولا يمكن أن يقول أحد بذلك ، لأنه لو قيل بهذا ، ما بقى للمسلمين الآن إمام ولا أمير ولمات الناس كلهم ميتة جاهلية ، لأن الإنسان إذا مات وليس له إمام فإنه يموت ميتةً جاهلية ، يُحشر مع أهل الجهل والعياذ بالله الذين كانوا قبل الرسالات ، فالإمام في كل مكان وفي كل منطقة بحسبه ، فمثلاً نحن هنا في السعودية أئمتنا آل سعود ، لهم علينا البيعة ، يجب علينا طاعتهم في غير معصية الله عز وجل ، وهم أئمتنا وندين الله تعالى بالولاء لهم ، ونعتقد أن بيعتهم في أعناقنا ، وأنهم هم أئمتنا ، ولو مات الإنسان على غير هذه العقيدة في هذه البلاد لمات ميتة جاهلية لأنه مت بلا إمام .
وكذلك مثلاً في مصر وفي غيرها من البلاد كل له إمامه الذي جعل الله له السلطة عليه ، ولو قلنا : لا إمام إلا الإمام الذي يعم جميع بلاد الإسلام ، ما بقي للمسلمين اليوم أئمة ولكانت ميتة المسلمين كلهم ميتة جاهلية والعياذ بالله .
فهذا الرجل بايع الإمام ، لكنه بايعه للدنيا ما هو للدين ، ولا لطاعة رب العالمين ، إن أعطاه من المال وفى ، وإن منعه لم يف ، فيكون هذا الرجل متبعا لهواه غير متبع لهداه ولا طاعة مولاه والعياذ بالله ، بل هو بنى بيعته على الهوى .
قد يقول قائل مثلا : نحن لم نبايع الإمام ، ما كل إنسان بايع ، فيقال : هذه شبهة شيطانية باطلة ، هل الصحابة رضي الله عنهم حين بايعوا أبا بكر رضي الله عنه هل كل واحد بايع ؟ حتى العجوز في بيتها والبائع في سوقه ؟ أبدًا المبايعة لأهل الحل والعقد ، فمتى بايعوا ثبتت الولاية على كل من في هذه البلاد شاء أم أبى .
ولا أظن أحدًا من المسلمين بل ولا من العقلاء يقول : إنه لابد أن يبايع كل إنسان ولو في جحر بيته ولو عجوزا أو شيخاً كبيراً أو صبيا صغيرا ما قال أحد بهذا أبداً ، حتى الذين يدعون الديمقراطية في البلاد الغربية وغيرها لا يعملون هذا العمل وهم كاذبون ، حتى انتخاباتهم كلها مبنية على التزوير والكذب ولا يبالون أبداً إلا بأهوائهم فقط .
الدين الإسلامي متى اتفق أهل الحل والعقد على مبايعة الإمام فهو الإمام شاء الناس أم أبوا ، العلم والأمر كله لأهل الحل والعقد ، ولو جُعل الأمر لكه لعامة الناس حتى للصغار والكبار والعجائز والشيوخ وحتى من ليس له رأي ويحتاج أن يُولى عليه ، لو قيل بهذا ما بقي للناس إمام ، لأن الناس لابد أن يختلفوا ولا يمكن أن يتفقوا .
إذا جعل لأهل الحل العقد واتفقوا على شخص أن يكون أميرهم فهو أميرهم، المطاع الذي يجب أن لا يموت الإنسان إلا وفي عنقه بيعة له فإن لم يفعل ، فإنه يموت ميتة جاهلية والعياذ بالله .
المهم هذه ثلاثة أشياء إذا صارت في الإنسان فإن الله لا يكلمه ولا ينظر إليه يوم القيامة ولا يزكيه ، وله عذاب أليم .
وفي هذا الحديث دليل على ثبوت كلام الله عز وجل ، وأن الله تعالى يتكلم ، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة : أن الله تعالى موصوف بالكلام يتكلم جل وعلا كما شاء ، وبما شاء ، ومتى شاء ، لا أحد يحجزه ولا يمتنع عليه شيء جل وعلا : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) ، (( وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا )) ، فقوله : ( لا يكلمهم الله ) : دليل على أنه يكلم غيرهم ، وهو كذلك ، وفيه أيضاً أن الله ينظر نظرين :
النظر الأول : العام ، فإنه لا يخفى على بصره شيء جل وعلا ، يرى كل شيء .
والثاني : الخاص وهو نظر الرحمة ، وهو المنفي في هذا الحديث : أن الله لا ينظر إليهم نظر رحمة .
وفيه أيضا دليل على أن الله هو المزكي للعباد ، كما قال الله تعالى : (( ولكن الله يزكي من يشاء )) : فالمزكي للأمور والمزكي للأشخاص والمزكي للأعمال هو رب العالمين عز وجل ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن زكاه ربه إنه على كل شيء قدير.
3 - شرح حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلا سلعة بعد العصر، فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا، فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف ). متفق عليه. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بين النفختين أربعون ) قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما ؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة ؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرا ؟ قال: أبيت ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب الذنب، فيه يركب الخلق، ثم ينزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل. متفق عليه. وعنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: ( أين السائل عن الساعة ؟) قال: ها أنا يا رسول الله. قال: ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال: كيف إضاعتها ؟ قال: ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ). رواه البخاري. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم ). رواه البخاري. وعنه رضي الله عنه: (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) قال: خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( عجب الله عز وجل من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ). رواهما البخاري. معناه: يؤسرون ويقيدون، ثم يسلمون، فيدخلون الجنة.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين النفختين أربعون، قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوماً؟ قال: أَبَيت، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أَبَيت. قالوا: أربعون شهراً؟ قال: أَبَيت، ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عَجْبُ ذنبه، فيه يركب الخلق، ثم ينزل الله من السماء ماءً، فينبتون كما ينبت البقل ) متفق عليه.
وعنه رضي الله عنه قال : ( بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاء أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين السائلُ عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها ؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) رواه البخاري .
وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم ) رواه البخاري .
وعنه رضي الله عنه : ( (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) قال : خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام ) .
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عجب الله عز وجل من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ) رواهما البخاري .
معناه: يؤسرون ويقيدون، ثم يسلمون، فيدخلون الجنة " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث من المـُلح والمنثورات ، وتقدم لنا شيء كثير منها :
فهذه أحاديث أربعة عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( بين النفختين أربعون ) : النفختين يعني النفخ في الصور ، والصور موكل به ملك من الملائكة يسمى إسرافيل ، هذا الصور يُنفخ فيه أولَ مرة فيفزع الناس لهوله وشدته ، ثم يصعقون : يموتون كلهم ، كما قال الله تعالى : (( ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين )) ، وقال تعالى : (( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون )) : فالنفخة الأولى يكون بها الفرع والصعق يعني الموت والهلاك ، والنفخة الثانية : يكون فيها القيام ، (( فإذا هم قيام ينظرون )) : قيام من قبورهم ينظرون ماذا حدث ، وذلك أن الله تعالى يرسل عليهم مطرا قبل ذلك ، مطراً غليظا كمنيّ الرجال ، ثم ينبتون في قبورهم كما ينبت حميل السيل : يعني حبة تنبت في الأرض وتخرج وتبرز هم كذلك ، ينبتون ، ثم ينفخ في الصور النفخة الثانية فيخرج من هذا الصور كل نفوس العالم بإذن الله ، وتذهب كل نفس إلى جسدها الذي كانت تعمره في الدنيا لا تخطئه ،
سبحان الله !! عالم ما يحصيهم إلا الله تخرج أرواهم من هذا الصور كل روح تذهب إلى جسدها التي تعمره في الدنيا لا تخطئه .
( بينهما أربعون ، قيل لأبي هريرة : أربعون يوماً ؟ قال : أَبَيت ) : يعني لا يدري ، ( قالوا : أربعون سنة ؟ قال : أبيت ) : يعني لا يدري ، ( قالوا : أربعون شهراً ؟ قال : أَبَيت ) : يعني لا أدري ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بينهما أربعون ) ، فنقول كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام والله أعلم .
المهم أن هذا هو النفخ في الصور ، ثم يقوم الناس إلى يوم الحساب ، يقوم الناس لرب العالمين فيحاسبهم ، يحاسبهم كل يحاسب بذنبه ، وحسابه عز وجل دائر بين الفضل وبين العدل ، ما في ظلم ، لأن المحاسبة إما ظلم أو عدل أو فضل ، حساب الله عز وجل دائر بين العدل والفضل ، قال الله عز وجل : (( فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعلمون )) .
أما الحديث الثاني : فحديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام : ( قال : متى الساعة ؟ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث إلى أصحابه فمضى في حديثه ) : لم يحب أن يقطعه صلى الله عليه وسلم ، وكأنه والله أعلم حديث متواصل ، ( فقال قوم : سمع ما قال فكره ما قال ) : والإنسان إذا كره سؤال السائل فلا حرج عليه ألا يجيبه حتى لو سمعه ، لأنه قد يكون السائل ليس عنده حكمة وليس عنده حلم فيسأل سؤالا غير مناسب فللمجيب أن يدعه ولا يجيب .
( وقال آخرون : لعله لم يسمعه ، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم حديثه قال : أين السائل ؟ قال : أنا يا رسول الله ، متى الساعة؟ قال إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) : هذا الجواب ، يعني إذا فسد الناس وكانت الأمور تسند إلى غير أهلها : الفتوى تسند إلى الجاهل ، والإمارة تسند إلى السفيه ، والإدارة تسند إلى من لا علم عنده بالإدارة ، وهكذا : ( إذا وسد الأمر ) : يعني أسند إلى غيره أهله فانتظر الساعة.
والخلاصة : أنه إذا فسد الناس فانتظر الساعة ، لأن الساعة تقوم على شرار الخلق .
ففي هذا التحذير مِن قلة الأمانة ، وأنه يجب أن يُولى المناصب الأهلَ فالأهل لأن هذا مقتضى الأمانة ، نعم .
أما الحديث الثالث : فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هناك أئمة يعني : أمراء ، ( يصلون لكم فإن أحسنوا فلكم ولهم ، وإن أساءوا فلكم وعليهم ) : وهذا وإن كان في الأمراء يشمل أيضا الأئمة أئمة المساجد ، ( يصلون لكم ) : فإن أحسنوا في الصلاة وأتوا بها على ما ينبغي فذلك لكم ولهم ، ( وإن أساءوا فلكم وعليهم ) : يعني ليس عليكم أنتم من إساءتهم شيء بل الإساءة عليهم .
وفي هذا إشارة إلى أنه يجب الصبر على ولاة الأمر وإن أساءوا في الصلاة وإن لم يصلوها على وقتها بل أخروها عن أول الوقت ، فإن الواجب ألا نشذ عنهم ، وأن لا ننابذهم ، وأن نؤخر الصلاة كما يؤخرون ، وحينئذٍ يكون تأخيرنا الصلاة عن أول وقتها يكون تأخيراً بعذر ، لأجل موافقة الجماعة وعدم الشذوذ ، ويكون بالنسبة لنا كأننا صلينا في أول الوقت .
وفي هذا إشارة إلى أن الشذوذ عن الناس وعن ولاة الأمور والبُعد عنهم وإثارة الناس عليهم ونشر مساوئهم ، كل هذا مجانب للدين الإسلامي ، الدين الإسلامي يأمر بالخير والعدل وينهى عن الشر والفساد ، حتى إن الله قال : (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ )) بالعدل ، إذا ذكرت سيئة فاذكر الحسنة ، أما أن تسعى بذكر السيئات وتجحد الحسنات فهذا جور وظلم ، والله تعالى لا يحب الظلم ، (( ولا يجرمنكم شنآن قوم )) يعني : لا يحملكم بغض قوم ، (( على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) .
فهؤلاء الذين يصلون ويؤخرون الصلاة عن وقتها نصلي معهم ، لا نقول : والله ما نترك الصلاة في أول الوقت ، نصلي في أول الوقت، لا ، نؤخر معهم ولا ننابذهم ، وتكون لنا الأجر وإذا كان التأخير فيه الوزر فعلى المؤخرين ، ( فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطؤوا فلكم وعليهم ) .
الرابع ؟ نعم . والرابع : حديثه أيضاً حديث أبي هريرة : ( عجب الله لقوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل ) : وفسره المؤلف رحمه الله بأنهم قوم من الكفار يؤسرون ثم يسلمون فيكون هذا الأسر سبباً في إسلامهم ودخولهم الجنة، والله الموفق.
4 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بين النفختين أربعون ) قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما ؟ قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة ؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرا ؟ قال: أبيت ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب الذنب، فيه يركب الخلق، ثم ينزل الله من السماء ماء، فينبتون كما ينبت البقل. متفق عليه. وعنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: ( أين السائل عن الساعة ؟) قال: ها أنا يا رسول الله. قال: ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال: كيف إضاعتها ؟ قال: ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ). رواه البخاري. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم ولهم، وإن أخطؤوا فلكم وعليهم ). رواه البخاري. وعنه رضي الله عنه: (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) قال: خير الناس للناس يأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( عجب الله عز وجل من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ). رواهما البخاري. معناه: يؤسرون ويقيدون، ثم يسلمون، فيدخلون الجنة. أستمع حفظ
شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ). رواه مسلم. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه من قوله قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته. رواه مسلم . ورواه البرقاني في صحيحه عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تكن أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها. فيها باض الشيطان وفرخ ). وعن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله غفر الله لك، قال: ولك قال عاصم: فقلت له: استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم ولك، ثم تلا هذه الآية: (( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )). رواه مسلم. وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ). رواه البخاري.
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
"عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ) رواه مسلم.
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه مِن قوله أنه قال : ( لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته ) رواه مسلم .
ورواه البَرقاني في صحيحه عن سلمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكن أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفرخ ) .
وعن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال : ( قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله غفر الله لك، قال: ولك، قال عاصم: فقلت له: استغفرَ لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: نعم ولك، ثم تلا هذه الآية : (( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) ) رواه مسلم .
وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث من الأحاديث المنثورة التي ختم النووي -رحمه الله- كتابه بها :
منها حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب البقاع إلى الله مساجدها ، وأبغض البقاع إلى الله أسواقها ) ، أو قال : ( البلاد ) . فالمساجد مساجد الله عز وجل ، ولهذا أضافها الله تعالى إلى نفسه في قوله : (( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه )) ، وقال تعالى : (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإتياء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )) .
فالمساجد أحب البقاع إلى الله لأنها محل ذكره وعبادته وقراءة شرعه وغير ذلك من المصالح الدينية والدنيوية .
ولهذا كان بذل المال فيها من أفضل أنواع البذل ، والبذل فيها من الصدقة الجارية ، وهي أفضل من أن يجعل الإنسان ثلثه في أضحية أو عشاء أو ما أشبه ذلك ، فإذا جعل ثلثه في بناء المساجد وعمارتها كان ذلك أفضل ، وذلك لأن المساجد صدقة جارية باقية ، صدقة عامة ، كل المسلمين ينتفعون بها المصلون والدارسون والمتعلمون والمعلمون والذين آواهم البرد أو الحر إلى المساجد إلى غير ذلك .
أما الأسواق فإنها مأوى الشياطين ، فيها باض الشيطان وفرخ والعياذ بالله ونصب رايته وخيمته ، لأن الأسواق أسواق البيع والشراء الغالب فيها إلا ما شاء الله الكذب والغش والخيانة والحلف وما أشبه ذلك ، فلهذا كانت أبغض البلاد إلى الله عز وجل .
وفي هذا الحديث إثبات البغض والحب لله عز وجل ، أي : أن الله يحب ويبغض ، ومن أصول أهل السنة والجماعة أننا نؤمن بذلك ونقول : " إن الله تعالى يحب ويبغض وهو سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال وهو لا يحب إلا ما فيه الخير والصلاح ولا يبغض إلا الشر والخبائث " .
وينبغي أيضاً كما جاء في حديث سلمان : ( ألا يكون أول من يدخل إليها ولا آخر من يخرج منها ) : بل يدخل إليها ويقضي حاجته وينصرف ، لأنها أبغض البلاد إلى الله ويحصل فيها الاختلاط بين الرجال والنساء غالباً، يحصل فيها أن بعض الذين في الأسواق لا يتحاشون من النظر المحرم والكلام المحرم وما أشبه ذلك ، نعم .
أما حديث عبد الله بن سرجس رضي الله عنه : فهو أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له ، فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام ، ( قال : استغفر لي يا رسول الله فأجابه ) : وفي هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس كغيره يعني يسأل منه الدعاء أن الإنسان يقول : يا رسول الله استغفر لي وهذا في حياته ، أما بعد موته فلا يجوز ، من سأل الرسول أن يستغفر له فهو مشرك كافر ، لكن في حياته لا بأس ، وقد أمر الله نبيه أن يستغفر لنفسه لذنبه وللمؤمنين والمؤمنات فقال : (( وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )) .
والمغفرة هي : " أن الله تعالى يستر العبد ، ولا يطلع الناس على ذنبه ، ويعفو عنه ويتجاوز عنه ، لأنها مأخوذة من الستر والوقاية وهو المغفر " .
5 - شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ). رواه مسلم. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه من قوله قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته. رواه مسلم . ورواه البرقاني في صحيحه عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تكن أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها. فيها باض الشيطان وفرخ ). وعن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله غفر الله لك، قال: ولك قال عاصم: فقلت له: استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم ولك، ثم تلا هذه الآية: (( واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )). رواه مسلم. وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ). رواه البخاري. أستمع حفظ
شرح حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ). متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ). رواه مسلم. وعنها رضي الله عنها قالت: كان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن. رواه مسلم في جملة حديث طويل. وعنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) فقلت: يا رسول الله، أكراهية الموت ؟ فكلنا نكره الموت ؟ قال: ( ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه. وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه، كره لقاء الله، وكره الله لقاءه ). رواه مسلم.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أحاديث الدجال وأشراط الساعة وغيرها :
" عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ) متفق عليه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خُلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ) رواه مسلم.
وعنها رضي الله عنها قالت : ( كان خُلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن ) رواه مسلم في جملة حديث طويل .
وعنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن أحبَّ لقاء الله أحب الله لقاءَه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءَه ، فقلت: يا رسول الله، أكراهية الموت ؟ فكلنا نكره الموت ؟ قال : ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحبَّ لقاء الله، فأحب اللهُ لقاءه، وإن الكافر إذا بُشر بعذاب الله وسخطه، كره لقاء الله، وكره الله لقاءه ) رواه مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث من الأحاديث المنثورة التي ذكرها النووي -رحمه الله- في آخر كتابه *رياض الصالحين* :
منها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ) : وذلك أن الله تعالى يفصل يوم القيامة بين العباد ويحكم بينهم ، أما فيما بينه وبين العباد فحكمه دائر بين العدل والفضل ، إما أن يجازي بالعدل وإما أن يجازي بالفضل .
وأما فيما بين الناس بعضهم مع بعض فيجازي بالعدل ، فكل إنسان منهم يُعطى حقه بدون نقص ولا زيادة ، فأول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله الصلاة ، أول ما يحاسب عليه الصلاة ، فإن كان أحسنها فقد أفلح وأنجح ، وإن كان قد ضيعها فهو لما سواها أضيع ، لأن من ضيع الصلاة فلا آمر له بالمعروف ولا ناهي له عن منكر ، كما قال تعالى : (( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) .
أما فيما بين العباد فأول ما يقضي بينهم في الدماء : القتل هذا أول شيء ، ثم الأموال والأعراض ، والقتل تارة يكون بحق وتارة يكون بغير حق ، والمقصود بذلك القتل بغير حق ، فهذا هو أول ما يُقضى فيه بين الناس يوم القيامة .
وفي هذا الحديث إثبات القضاء يوم القيامة وأنه حق ، وأنه لابد أن يُعطى كل مظلوم مظلمته .
لكن هاهنا مسألة ترد : يأتي إنسان إلى شخص يكون قد ظلمه بغيبة أو قذف أو ما أشبه ذلك ثم يطلب منه السماح بعد أن تاب إلى الله وندم ، فيقول لصاحب الحق : اسمح لي أنا مذنب وأنا الآن أستغفر الله وأتوب إليه اسمح لي ويعتذر ، ولكن صاحب الحق لا يقبل ، يقول : لا ما أسمح ، أنا أريد حقي يوم القيامة ، فهنا نقول : إذا علم الله من العبد صحة التوبة فإن الله تعالى يتحمل عنه حق هذا الآدمي الذي أبى أن يسامحه ، ومثل ذلك أيضا المال : لو أن إنساناً كان بينك وبينه مشاجرة وجحدت ماله ، وكان في ذمتك له مال لكنك جحدته ثم بعد ذلك تبت إلى الله وأقررت به وذهبت لترده .
6 - شرح حديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ). متفق عليه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم ). رواه مسلم. وعنها رضي الله عنها قالت: كان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن. رواه مسلم في جملة حديث طويل. وعنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) فقلت: يا رسول الله، أكراهية الموت ؟ فكلنا نكره الموت ؟ قال: ( ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه. وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه، كره لقاء الله، وكره الله لقاءه ). رواه مسلم. أستمع حفظ