2 - قال أحمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف وحدثنا حيان بن العلاء حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت ) أستمع حفظ
3 - قال عوف : العيافة : زجر الطير. والطرق: الخط يخط بالأرض. والجبت : قال الحسن : رنة الشيطان. إسناده جيد ولأبي داود والنسائي وابن حبان في - صحيحه - المسند منه أستمع حفظ
4 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد ) رواه أبو داود، وإسناده صحيح أستمع حفظ
5 - وللنسائي من حديث أبي هريرة : ( من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه ) أستمع حفظ
6 - وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا هل أنبئكم ما العضة ؟ هي النميمة، القالة بين الناس ) رواه مسلم أستمع حفظ
7 - ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من البين لسحرا ) أستمع حفظ
9 - " قوله : قال أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف حدثنا حيان بن العلاء حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت ) ، قال عوف : العيافة : زجر الطير، والطرق : الخط يخط بالأرض، والجبت : قال الحسن : رنة الشيطان " أستمع حفظ
10 - " قوله : ( قال أحمد ) : هو الإمام أحمد بن محمد بن حنبل . ومحمد بن جعفر هو المشهور بغندر، الهذلي البصري، ثقة مشهور، مات سنة ست ومائتين . وعوف : هو ابن أبي جميلة - بفتح الجيم -، العبدي البصري، المعروف بعوف الأعرابي، ثقة، مات سنة ست أو سبع وأربعين، وله ست وثمانون سنة . وحيان بن العلاء بالتحتية، ويقال : حيان بن مخارق، أبو العلاء البصري، مقبول . وقطن - بفتحتين - : أبو سهلة البصري، صدوق " أستمع حفظ
11 - " قوله : ( عن أبيه ) هو قبيصة - بفتح أوله - ابن مخارق - بضم الميم -، أبو عبد الله الهلالي، صحابي نزل البصرة " أستمع حفظ
12 - " قوله : ( إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت ) قال عوف : العيافة : زجر الطير ) : والتفاؤل بأسمائها، وأصواتها، وممرها . وهو من عادة العرب، وكثير في أشعارهم . يقال : عاف يعيف : إذا زجر، وحدس، وظن " أستمع حفظ
13 - " قوله : ( والطرق ) الخط يخط بالأرض : هكذا فسره عوف، وهو كذلك ؛ قال أبو السعادات : هو الضرب بالحصى الذي يفعله النساء " أستمع حفظ
15 - " قوله : ( وقال الحسن : رنة الشيطان ) : قلت : ذكر إبراهيم بن مفلح : أن في - تفسير بقي بن مخلد - : أن إبليس رن أربع رنات : رنة حين لعن، ورنة حين أهبط، ورنة حين ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورنة حين أنزلت فاتحة الكتاب " أستمع حفظ
16 - " وروى الحافظ الضياء في - المختارة - : الرنين : الصوت، وقد رن يرن رنينا . وبهذا يظهر معنى قول الحسن رضي الله عنه . قوله : ( المسند منه ) : لم يذكر قول عوف " أستمع حفظ
17 - " قوله : وعن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد ) رواه أبو داود بإسناد صحيح : وكذا صححه النووي، والذهبي، ورواه أحمد وابن ماجه " أستمع حفظ
19 - " قوله : ( شعبة ) : أي : طائفة من علم النجوم، والشعبة : الطائفة، ومنه الحديث : ( الحياء شعبة من الإيمان ) ، أي جزء منه " أستمع حفظ
20 - " قوله : ( فقد اقتبس شعبة من السحر ) المحرم تعلمه . قال شيخ الإسلام : فقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر، وقد قال تعالى ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) " أستمع حفظ
21 - " قوله : ( زاد ما زاد ) أي : كلما زاد من تعلم علم النجوم زاد في السحر، وفي الإثم الحاصل بزيادة الاقتباس من شعبه، فإن ما يعتقدونه في النجوم من التأثير باطل، كما أن تأثير السحر باطل، والله أعلم " أستمع حفظ
22 - " قوله : وللنسائي من حديث أبي هريرة : ( من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه ) هذا الحديث ذكره المصنف رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة، وعزاه للنسائي، وقد رواه النسائي مرفوعا، وحسنه ابن مفلح " أستمع حفظ
23 - " قوله : ( وللنسائي ) : هو الإمام الحافظ أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن، صاحب - السنن الكبرى - و - المجتبى -، وغيرهما . روى عن : محمد بن المثنى، وابن بشار، وقتيبة، وخلق . وكان إليه المنتهى في العلم بعلل الحديث، مات سنة ثلاث وثلاثمائة وله ثمانون سنة " أستمع حفظ
24 - " قوله : ( من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ) قال تعالى (( ومن شر النفاثات في العقد )) يعني : السواحر اللاتي يفعلن ذلك . والنفث هو من ريق، وهو دون التفل " أستمع حفظ
25 - " قوله : ( ومن تعلق شيئا وكل إليه ) أي : من علق قلبه بشيء، بحيث يرجوه ؛ ويخافه، وكله الله إلى ذلك الشيء، ومن قصر تعلقه على الله وحده كفاه ووقاه ؛ كما قال تعالى (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) وقال تعالى (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) ومن تعلق قلبه بغير الله في رجاء نفع أو دفع ضر فقد أشرك " أستمع حفظ
26 - " قوله : وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أنبئكم ما العضة ؟ هي النميمة : القالة بين الناس ) . رواه مسلم " أستمع حفظ
27 - " قوله : ( ألا أنبئكم ما العضه؟ ) : بفتح المهملة وسكون المعجمة، ثم فسرها بقوله : ( هي النميمة ، القالة بين الناس ) فأطلق عليها العضه ؛ لأن النمام يعمل عمل الساحر " أستمع حفظ
28 - " وذكر ابن عبد البر عن يحيى بن أبي كثير قال : يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة . وقال أبو الخطاب في - عيون المسائل - ومن السحر السعي بالنميمة، والإفساد بين الناس . قال ابن حزم : واتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة . وفيه دليل على أنها من الكبائر " أستمع حفظ
29 - " قوله : ( القالة بين الناس ) ومنه الحديث : ( ففشت القالة بين الناس ) أي : كثرة القول وإيقاع الخصومة " أستمع حفظ
30 - " قوله : ( ولهما عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من البيان لسحرا ) ، البيان : الفصاحة والبلاغة . قال ابن عبد البر : تأوله طائفة على الذم ؛ لأن السحر مذموم، وذهب أكثر أهل العلم وجماعة أهل الأدب إلى أنه على المدح ؛ لأن الله تعالى مدح البيان " أستمع حفظ
31 - " قال : وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى - لرجل سأله عن حاجة فأحسن المسألة، فأعجبه قوله - هذا والله السحر الحلال . انتهى " أستمع حفظ
33 - " والمراد به البيان الذي فيه تمويه على السامع وتلبيس ؛ كما قال بعضهم : في زخرف القول تزيين لباطله *** والحق قد يعتريه سوء تعبير " أستمع حفظ
34 - " مأخوذ من قول الآخر : تقول : هذا مجاج النحل، تمدحه *** وإن تشا قلت : ذا قيء الزنابير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما *** والحق قد يعتريه سوء تعبير " أستمع حفظ
35 - " قوله : ( إن من البيان لسحرا ) هذا من التشبيه البليغ ؛ لكون ذلك يعمل عمل السحر، فيجعل الحق في قالب الباطل، والباطل في قالب الحق، فيستميل به قلوب الجهال، حتى يقبل الباطل وينكر الحق، وأما البيان الذي يوضح الحق ويقرره، ويبطل الباطل ويبينه، فهذا هو الممدوح، وهكذا حال الرسل وأتباعهم، ولهذا علت مراتبهم في الفضائل، وعظمت حسناتهم " أستمع حفظ