شرح قرة عيون الموحدين-32
الشيخ صالح الفوزان
قرة عيون الموحدين
الحجم ( 4.98 ميغابايت )
التنزيل ( 844 )
الإستماع ( 131 )


13 - " قوله : وقول الله تعالى (( ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون )) ذكر تعالى هذه الآية في سياق قوله (( فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئةٌ يطيروا بموسى ومن معه )) الآية . والمعنى : أن آل فرعون إذا أصابتهم الحسنة، أي : الخصب والسعة والعافية - كما فسره مجاهد وغيره - { قالوا لنا هذه } أي : نحن الجديرون والحقيقون به، ونحن أهلها ، (( وإن تصبهم سيئةٌ )) أي : بلاء وقحط (( يطيروا بموسى ومن معه )) فيقولون : هذا بسبب موسى وأصحابه ، أصابنا بشؤمهم ، فقال تعالى (( ألا إنما طائرهم عند الله )) ، قال ابن عباس : طائرهم : ما قضى عليهم وقدر لهم . وفي رواية : شؤمهم عند الله ومن قبله . أي : إنما جاءهم الشؤم من قبله، بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله " أستمع حفظ

23 - " وقوله : ( ولا صفرة ) بفتح الفاء، روى أبو عبيد في - غريب الحديث - عن رؤبة أنه قال : هي حية تكون في البطن ؛ تصيب الماشية والناس، وهي أعدى من الجرب عند العرب . وعلى هذا فالمراد بنفيه : ما كانوا يعتقدونه من العدوى . وممن قال بهذا سفيان بن عيينة، والإمام أحمد، والبخاري، وابن جرير . وقال - آخرون - المراد به شهر صفر، والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء، وكانوا يحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه . وهذا قول مالك . وروى أبو داود عن محمد بن راشد، عمن سمعه يقول : إن أهل الجاهلية يتشاءمون بصفر، ويقولون : إنه شهر مشؤوم فأبطل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم . قال ابن رجب : ولعل هذا القول أشبه الأقوال، والتشاؤم بصفر كتشاؤم أهل الجاهلية بشوال بالنكاح فيه خاصة " أستمع حفظ

28 - " قال ابن القيم : ليس الإعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك، بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة، وموجب الفطرة الإنسانية، التي تميل إلى ما يوافقها ويلائمها . والله تعالى جعل في غرائز الناس الإعجاب بسماع الاسم الحسن، ومحبته وميل نفوسهم إليه، وكذلك جعل فيها الارتياح والاستبشار والسرور باسم الفلاح، والسلام، والنجاح، والتهنئة، والبشرى، والفوز، والظفر، ونحو ذلك . فإذا سمعت الأسماع أضدادها أوجب لها ضد هذه الحال، فأحزنتها وأثار ذلك لها خوفا وتطيرا، وانكماشا وانقباضا عما قصدته وعزمت عليه، فأورث لها ضررا في الدنيا، ونقصا في الإيمان، ومفارقة للشرك " أستمع حفظ