5 - عن ابن عباس قال : (( حسبنا الله ونعم الوكيل )) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له : (( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا )) الآية ، رواه البخاري والنسائي أستمع حفظ
6 - " باب قول الله تعالى : (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) قال أبو السعادات : يقال : توكل بالأمر : إذا ضمن القيام به . وأراد المصنف بهذه الترجمة بالآية بيان أن التوكل فريضة يجب إخلاصه لله ، لأنه من أجمع أنواع العبادة الباطنة، فإن تقديم المعمول يفيد الحصر، فلا يحصل كمال التوحيد بأنواعه الثلاثة إلا بكمال التوكل على الله، كما في هذه الآية " أستمع حفظ
8 - " قال ابن القيم في الآية المترجم بها : فجعل التوكل على الله شرطا في الإيمان، فدل على انتفاء الإيمان عند انتفاعه " أستمع حفظ
9 - " قال شيخ الإسلام : وما رجا أحد مخلوقا أو توكل عليه إلا خاب ظنه فيه، فإنه شرك، (( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكانٍ سحيقٍ )) " أستمع حفظ
10 - " والتوكل قسمان : أحدهما : التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله ، كالتوكل على الأموات، والغائبين، ونحوهم من الطواغيت، فهذا شرك أكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة منه " أستمع حفظ
11 - " وأما التوكل على الأحياء الحاضرين، والسلطان، ونحوهم فيما أقدرهم الله عليه من رزق، أو دفع أذى، ونحو ذلك : فهو نوع شرك أصغر " أستمع حفظ
12 - " والمباح : أن يوكل شخصا بالنيابة عنه في التصرف فيما له التصرف فيه من أمور دنياه، كالبيع، والشراء، والإجارة، والطلاق، والعتاق، وغير ذلك، فهذا جائز بالإجماع، لكن لا يقول : توكلت عليه، بل يقول : وكلته، فإنه لو وكله فلا بد أن يتوكل في ذلك على الله سبحانه " أستمع حفظ
14 - " قال ابن عباس في الآية : المنافقون لا يدخل في قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه، ولا يؤمنون بشيء من آيات الله، ولا يتوكلون على الله، ولا يصلون إذا غابوا، ولا يؤدون زكاة أموالهم . فأخبر الله تعالى أنهم ليسوا بمؤمنين، ثم وصف المؤمنين فقال (( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم )) فأدوا فرائضه . رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم " أستمع حفظ
15 - " وقال السدي في قوله (( الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم )) : هو الرجل يريد أن يظلم - أو قال : يهم بمعصية -، فيقال له : اتق الله ! فيوجل قلبه . رواه ابن أبي شيبة، وابن جرير " أستمع حفظ
16 - " قوله : (( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً )) : استدل الصحابة والتابعون ومن تبعهم من أهل السنة بهذه الآية ونظائرها على زيادة الإيمان ونقصانه " أستمع حفظ
17 - " قوله : (( وعلى ربهم يتوكلون )) أي : يعتمدون عليه، ويفوضون إليه أمورهم، فلا يرجون سواه، ولا يقصدون إلا إياه . وهو من أعظم الأسباب في حصول المطالب الدنيوية والأخروية . وفي الآية وصف المؤمنين حقا بثلاث مقامات من مقامات الإحسان ، تستلزم حصول أعمال الإيمان الواجبة والمستحبة " أستمع حفظ
18 - " قوله : (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )) : قال ابن القيم : أي : الله وحده كافيك وكافي أتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحد . وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية " أستمع حفظ
19 - " قوله : وقال الله تعالى (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) ، قال ابن القيم وغيره : أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدو، ولا يضره إلا أذى لا بد منه ، كالحر والبرد، والجوع والعطش، وأما أن يضره بما يبلغ به مراده فلا يكون أبدا " أستمع حفظ
20 - " قال بعض السلف : جعل الله لكل عمل جزاء من نفسه، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته، فقال (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) أي : كافيه، فلم يقل : فله كذا وكذا من الأجر ، كما قال في الأعمال، بل جعل الله سبحانه نفسه كافي عبده المتوكل عليه، وحسبه، وواقيه . فلو توكل العبد على الله حق توكله، وكادته السموات والأرض ومن فيهن ، لجعل له مخرجا، وكفاه ونصره . انتهى " أستمع حفظ
21 - " قوله : وعن ابن عباس قال (( حسبنا الله ونعم الوكيل )) قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له (( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً )) الآية . رواه البخاري " أستمع حفظ
23 - " قوله : (( ونعم الوكيل )) أي : نعم من توكل عليه المتوكلون، ومخصوص (( نعم )) محذوف، تقديره : نعم الوكيل الله " أستمع حفظ
24 - " قوله : ( قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار ، قال تعالى (( قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين . قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )) " أستمع حفظ
25 - " قوله : ( وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له (( إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )) : وذلك بعد منصرف قريش والأحزاب من أحد، فمر بهم ركب من عبد القيس، فقال أبو سفيان : أين تريدون ؟ قالوا : نريد المدينة . قال : هل أنتم مبلغون عني محمدا رسالة ؟ قالوا : نعم . قال : فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه، وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم . فمر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد، فأخبره بالذي قال أبو سفيان، فقال (( حسبنا الله ونعم الوكيل )) . وفي الحديث : ( إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ) " أستمع حفظ