1 - باب قول الله تعالى (( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً )) الآيات أستمع حفظ
5 - وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) قال النووي : حديث صحيح، رويناه في كتاب - الحجة - بسند صحيح أستمع حفظ
6 - وقال الشعبي : ( كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي : نتحاكم إلى محمد. عرف أنه لا يأخذ الرشوة، وقال المنافق : نتحاكم إلى اليهود. لعلمه أنهم يأخذون الرشوة، فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه، فنزلت (( ألم تر إلى الذين يزعمون )) الآية ، وقيل: نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم: أكذلك؟، قال: نعم. فضربه بالسيف فقتله ) أستمع حفظ
7 - " باب قول الله تعالى (( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً )) الآية قال العماد ابن كثير : والآية ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة، وتحاكم إلى ما سواهما من الباطل، وهو المراد بالطاغوت هاهنا، وكل من عبد شيئا دون الله، بأي نوع كان من أنواع العبادة ، كالدعاء والاستعانة : فإنما عبد الطاغوت، فإن كان المعبود صالحا كانت عبادة العابد له واقعة على الشيطان الذي أمره بعبادته وزينها له، كما قال تعالى (( ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون . قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ))، وقال تعالى (( ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركآؤكم فزيلنا بينهم وقال شركآؤهم ما كنتم إيانا تعبدون . فكفى بالله شهيداً بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين )) والآية بعدها " أستمع حفظ
8 - " وإن كان ممن يدعو إلى عبادة نفسه ، كالطواغيت، أو كان شجرا، أو حجرا، أو قبرا ، كاللات، والعزى، ومناة، وغير ذلك مما كان يتخذه المشركون لهم أصناما على صور الصالحين والملائكة، أو غير ذلك : فهي من الطاغوت الذي أمر الله عباده أن يكفروا بعبادته، ويتبرؤوا منه، ومن عبادة كل معبود سوى الله كائنا من كان " أستمع حفظ
9 - " فالتوحيد هو الكفر بكل ما عبد من دون الله ، كما قال تعالى (( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براءٌ مما تعبدون )) الآية ، فلم يستثن من كل معبود إلا الذي فطره سبحانه وتعالى، وهذا معنى ( لا إله إلا الله ) كما تقدم، وكما في قوله (( قد كانت لكم أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله واحده )) " أستمع حفظ
10 - " وكذلك من خالف حكم الله ورسوله، بأن حكم بين الناس بغير ما أنزل الله، أو مع الجهل بذلك، أو طلب ذلك أن يتبع عليه، أو أطاعه فيما يعلم أنه حق، إذا كان المطيع له لا يبالي أكان أمره حقا أم لا، فهو طاغوت بلا ريب ، كما قال تعالى (( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به )) ، لأن الكفر بالطاغوت ركن التوحيد، كما في آية البقرة، فإذا لم يحصل هذا الركن لم يكن قد نفى ما نفته ( لا إله إلا الله ) " أستمع حفظ
11 - " قوله : (( ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً )) أي : بعيدا عن الهدى . ففي الآية أربعة أمور: الأول : أنه من إرادة الشيطان . الثاني : أنه ضلال . الثالث : تأكيده بالمصدر . الرابع : وصفه بالبعد عن سبيل الحق والهدى . فسبحان الله ! ما أعظم هذا القرآن، وما أنفعه لمن تدبره، وما أبلغه وما أدله على أنه كلام رب العالمين، أوحاه إلى رسوله الكريم، وبلغه عبده الصادق الأمين، صلوات الله وسلامه عليهما أجمعين " أستمع حفظ
12 - " وقوله : (( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً )) فإن المنافق يكره الحق وأهله، ويهوى ما يخالفه من الباطل، وهذه حال أهل النفاق " أستمع حفظ
13 - قال العلامة ابن القيم رحمه الله : هذا دليل على أن من دعي إلى تحكيم الكتاب والسنة فأبى أنه من المنافقين . قلت : فما أكثرهم لا كثرهم الله ! قال : (( ويصدون )) لازم، وهو بمعنى يعرضون ، لأن مصدره (( صدودا )) . فما أكثر من اتصف بهذا الوصف، خصوصا من يدعي العلم ، فإنهم صدوا عما توجبه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله إلى أقوال من يخطئ كثيرا، ممن ينتسب إلى مذهب من مذاهب الأربعة، في تقليدهم من لا يجوز تقليده فيما يخالف الدليل . فصار المتبع للرسول صلى الله عليه وسلم بين أولئك غريبا، وقد عمت البلوى بهذا " أستمع حفظ
14 - " قوله : (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون )) : قال أبو العالية في الآية : يعني لا تعصوا في الأرض ، لأن من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله فقد أفسد في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء إنما هو بطاعة الله ورسوله . ومناسبة الآية للترجمة : أن التحاكم إلى غير الله ورسوله من أعمال المنافقين، وهو من الفساد في الأرض . وفي الآية التنبيه على عدم الاغترار بأقوال أهل الأهواء، وإن زخرفوها بالدعوى " أستمع حفظ
15 - " قوله : (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) : قال أبو بكر بن عياش في الآية : إن الله بعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهل الأرض وهم في فساد، فأصلحهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم فمن دعا إلى خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو من المفسدين في الأرض " أستمع حفظ
16 - " قال ابن القيم : قال أكثر المفسرين : لا تفسدوا فيها بالمعاصي، والدعاء إلى غير طاعة الله، بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل، وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله، فإن عبادة غير الله، والدعوة إلى غيره، والشرك به : هو أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك . والدعوة إلى غير الله، وإقامة معبود غيره، ومطاع ومتبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو أعظم الفساد في الأرض . ولا صلاح لها، ولا لأهلها إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود المطاع، والدعوة له لا لغيره، والطاعة والاتباع لرسوله ليس إلا، وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أمر بمعصيته وخلاف شريعته فلا سمع ولا طاعة " أستمع حفظ
17 - " ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله، وعبادته، وطاعته وطاعة رسوله، وكل فتنة في العالم، وبلاء وشر وقحط، وتسلط عدو، وغير ذلك : فسببه مخالفة رسوله، والدعوة إلى غير الله ورسوله . انتهى . وبما ذكرنا يتبين مطابقة الآية للترجمة " أستمع حفظ
18 - " قوله : وقوله (( أفحكم الجاهلية يبغون )) الآية : قال ابن كثير : ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله ، المشتمل على كل خير، والنهي عن كل شر، وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء، والاصطلاحات التي وضعها الرجال، بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الجهالات والضلالات، كما يحكم به التتار، من السياسات المأخوذة عن جنكيز خان، الذي وضع لهم كتابا مجموعا من الأحكام اقتبسه من شرائع شتى، وفيها كثير من الأحكام أخذها عن مجرد نظره، وصار في بنيه شرعا يقدمونه على الحكم بالكتاب والسنة . ومن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم بسواه في قليل ولا كثير " أستمع حفظ
19 - " قوله : (( ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون )) استفهام إنكار، أي : لا حكم أحسن من حكمه . وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل فيما ليس له في الطرف الآخر مشارك، أي : ومن أعدل من الله حكما لمن عقل عن الله شرعه، وآمن وأيقن أنه تعالى أحكم الحاكمين، وأرحم بعباده من الوالدة بولدها، العليم بمصالح عباده القادر على كل شيء، الحكيم في أقواله وأفعاله، وشرعه وقدره " أستمع حفظ
20 - " قوله : عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) . قال النووي : حديث صحيح ، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح : هذا الحديث رواه الشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي في كتاب - الحجة على تارك المحجة - بإسناد صحيح كما قاله المصنف عن النووي، ورواه الطبراني، وأبي بكر بن أبي عاصم، والحافظ أبو نعيم في - الأربعين - التي شرط لها أن تكون في صحاح الأخبار . وشاهده في القرآن ، قال تعالى (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما )) ، وقوله (( وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) ، وقوله (( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوآءهم ))، ونحو هذه الآيات " أستمع حفظ
21 - " قوله :" حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " : الهوى : بالقصر، أي : ما تهواه وتحبه نفسه، فإن كان الذي يحبه وتميل إليه نفسه، ويعمل به : تابعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يخرج عنه إلى ما يخالفه ، فهذه صفة أهل الإيمان المطلق، الذي يوجب لصاحبه الجنة والنجاة من النار . وإن كان بخلاف ذلك، أو في بعض أحواله، أو أكثرها : انتفى عنه من الإيمان كماله الواجب، فيطلق عليه مؤمن بقيد ، لنقص إيمانه بالمعصية، كما في حديث أبي هريرة :( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ) ، فيكون مسلما ومعه مطلق الإيمان الذي لا يصح إسلامه إلا به، وهذا التوحيد الذي لا يشوبه شرك ولا كفر ، وهذا هو الذي يذهب إليه أهل السنة والجماعة، خلافا للخوارج والمعتزلة، فإن الخوارج يكفرون بالذنوب، والمعتزلة لا يطلقون عليه الإيمان، ويقولون بتخليده في النار . وكلا الطائفتين ابتدع في الدين، وترك ما دل عليه الكتاب والسنة، فقد قال تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))، فقيد مغفرة ما دون الشرك بالمشيئة . وتواترت الأحاديث بما يحقق ما ذهب إليه أهل السنة، فقد أخرج البخاري وغيره عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير ) " أستمع حفظ
22 - " قوله : وقال الشعبي : ( كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي : نتحاكم إلى محمد ؛ عرف أنه لا يأخذ الرشوة، وقال المنافق : نتحاكم إلى اليهود ، لعلمه أنهم يأخذون الرشوة، فاتفقا على أن يأتيا كاهنا في جهينة، فيتحاكما إليه، فنزلت (( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك )) الآية . وقيل : نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما : نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر : إلى كعب بن الأشرف، ثم ترافعا إلى عمر، فذكر له أحدهما القصة، فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم : أكذلك ؟ قال : نعم . فضربه بالسيف، فقتله ) " أستمع حفظ
24 - " في قصة عمر وقتله المنافق الذي طلب التحاكم إلى كعب بن الأشرف : دليل على قتل من أظهر الكفر والنفاق، وكان كعب بن الأشرف هذا شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، والأذى له، والإظهار لعداوته، فانتقض به عهده، وحل به قتله . وقصة قتله مذكورة في كتب الأحاديث، والسير، وغيرها " أستمع حفظ
25 - هناك بعض الأمور التي يرجع فيها للعادات والأعراف في الفقه فكيف يطلق على كل شيء بأنه جاهلي مع أنه قد يؤخذ به في بعض الأحيان ؟ أستمع حفظ
27 - نسمع في بعض الآثار بأن الصحابة يذهبون إلى فلان من ليحكم بينهم ويرضون بما يحكم فهل إذا حدثت بيني وبين أحد خصومة فقلنا نرضى بحكم فلان من العلماء أو طلاب العلم هل هذا جاء أو منهي عنه ؟ أستمع حفظ
28 - الحكومات التي تحكم القوانين الوضعية في معظم الشؤون هل تكفر كفر بواحا مخرج من الملة ؟ أم هو كفر أصغر إذا لم يستحلوا ذلك ؟ أستمع حفظ
29 - إنطلاقا من قول الله سبحانه (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) هل يؤخذ بأن من تولى اليهود والنصرى أنه كافر كفرا بواحا ؟ أستمع حفظ