شرح قرة عيون الموحدين-44
الشيخ صالح الفوزان
قرة عيون الموحدين
الحجم ( 5.11 ميغابايت )
التنزيل ( 1084 )
الإستماع ( 127 )


6 - " باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات وقول الله تعالى (( وهم يكفرون بالرحمن )) الآية . سبب نزول الآية معلوم ، وهو : أن قريشا جحدوا اسم الرحمن عنادا، قال تعالى (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى )). فالرحمن اسمه وصفته، فالرحمة وصفه القائم به، فإذا كان المشركون جحدوا اسما من أسمائه الذي دل على كماله تعالى ، فجحدوا معناه كجحود لفظه، فإن الجهمية يزعمون أنها لا تدل على صفة قائمة بالله تعالى ! وتبعهم على ذلك طوائف من المعتزلة والأشاعرة، فلهذا كفرهم كثير من أهل السنة " أستمع حفظ

8 - " فإن هؤلاء الجهمية، ومن وافقهم من أهل الكلام على التعطيل : جحدوا ما وصف الله به نفسه، ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات كماله، ونعوت جلاله، وبنوا هذا التعطيل على أصل فاسد، أصلوه من عند أنفسهم، ولم يفهموا من صفات الله إلا ما فهموه من خصائص صفات المخلوقين، فشبهوا الله في ابتداء آرائهم الفاسدة بخلقه، ثم عطلوه من صفات كماله، وشبهوه بالناقصات والجمادات والمعدومات، فشبهوا أولا، وعطلوا ثانيا، وشبهوا ثالثا بكل ناقص أو معدوم، فتركوا ما دل عليه صريح الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة ، من إثبات ما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، على ما يليق بجلاله وعظمته ، إثباتا بلا تمثيل، وتنزيها بلا تعطيل، كما قال تعالى (( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير )) " أستمع حفظ

9 - " وقد صنف أئمة السنة لما حدثت بدعة الجهمية مصنفات كثيرة في الرد عليهم ، كالإمام أحمد، وابنه عبد الله، والخلال، وأبي بكر الأثرم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وإمام الأئمة محمد بن خزيمة، وأبي عثمان الصابوني، وخلق من أئمة السنة لا يمكن حصرهم، وكذلك من بعدهم ، كأبي محمد عبد الله بن أحمد موفق الدين، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم الجوزية، ومن في طبقتهم ، كالعماد ابن كثير، والحافظ ابن عبد الهادي، وابن رجب، والذهبي، وغيرهم من أهل السنة والجماعة، وكتبهم مشهورة موجودة بين أهل السنة والجماعة . فلله الحمد على ظهور الحق، ونشره، والدعوة إليه، والمحافظة عليه " أستمع حفظ

10 - " قوله : قال علي : ( حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله ؟! ) وهذا - والله أعلم - قاله حين كثر القصاص في خلافته، وصاروا يذكرون أحاديث ليست من الأحاديث المعروفة، ولهذا كثر الوضع بهذا السبب . وغير المعروف يحتمل أن يكون فيه ما يصح، وفيه ما لا يصح، فإذا سمعه من لم يعرفه أنكره، وربما كان حقا . فلا ينبغي التحديث إلا بما صح وثبت، واشتهر عند المحدثين والفقهاء، وما ليس كذلك فلا ينبغي أن يحدث به ، لاحتمال أن يكون غير صحيح . وقد كان أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ينهى عن القصص ، لما فيه من التساهل في النقل، ويقول : لا يقص إلا أمير أو مأمور " أستمع حفظ

16 - " قال في - تهذيب الكمال - : عن الوليد الموقري، عن الزهري قال : قدمت على عبد الملك بن مروان فقال : من أين قدمت يا زهري ؟ قال : قلت : من مكة، قال : من خلفت يسودها وأهلها ؟ قلت : عطاء بن أبي رباح، قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قلت : من الموالي، قال : فبم سادهم ؟ قلت : بالديانة والرواية، قال : إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا . قال : فمن يسود أهل اليمن ؟ قلت : طاوس بن كيسان، قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قلت : من الموالي، قال : فبم سادهم ؟ قلت : بما ساد به عطاء، قال : إنه لينبغي ذلك . قال : فمن يسود أهل مصر ؟ قال ، قلت : يزيد بن أبي حبيب .، قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قلت : من الموالي . قال : فمن يسود أهل الشام قلت : مكحول، قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال ، قلت : من الموالي . عبد نوبي أعتقته امرأة من هذيل . قال : فمن يسود أهل الجزيرة ؟ قلت : ميمون بن مهران، قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال ، قلت : من الموالي . قال : فمن يسود أهل خراسان ؟ قال : قلت : الضحاك بن مزاحم، قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قلت : من الموالي . قال : فمن يسود أهل البصرة ؟ قلت : الحسن البصري، قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي . قال : ويلك ! ومن يسود أهل الكوفة ؟ قال : قلت : إبراهيم النخعي، قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من العرب، قال : ويلك يا زهري ! فرجت عني، والله لتسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها . قال : قلت : يا أمير المؤمنين ! إنما هو دين، من حفظه ساد، ومن ضيعه سقط " أستمع حفظ