قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الشيخ : عندنا " وأشهد " وأشهد، هذا الصحيح، وأشهد ... ما هي بالنون، نعم.
الطالب : " وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما أما بعد " .
الشيخ : عندنا " عليه وعلى آله وصحبه " اكتبوها عندكم، هذا غريب .
طالب آخر : آله وصحبه .
الشيخ : نعم " وسلم " . أيكم الذي ما معه كتاب .؟ لماذا .؟
طالب آخر : نسيته .
الشيخ : نسيته، ونسيت الدرس.؟
طالب آخر : لا الدرس ما نسيته.
الشيخ : شلون تنسى الدرس وما تنسى المدروس.
طالب آخر : الجدول غير ثابت الذي عندي.
الطالب : " أما بعد :
فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه منى في بعض المجالس من الكلام ( في التوحيد والصفات ) وفي ( الشرع والقدر ) لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين وكثرة الاضطراب فيهما فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعباد ".
الشيخ : " ومع أن أهل النظر والعلم ".
الطالب : " ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعباد ".
الشيخ : " والعبادة " هاء ونقطتين، العبادة معروفة، عندكم العباد بس.؟
الطالب : أي.
الشيخ : العبادة.
الطالب : " ... والعبادة لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات ، وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات.
فالكلام في باب ( التوحيد والصفات ) هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات. والكلام في ( الشرع والقدر ) هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا.
والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ، ومعروف عند أصناف المتكلمين في العلم كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الإيمان ".
الشيخ : " الأيمان " .
الطالب : " والأيمان ، كما ذكره المقسمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان فذكروا أن الكلام نوعان : خبر وإنشاء ، والخبر دائر بين النفي والإثبات والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة ".
الشيخ : بس، عندي أنا " أمر " عندكم " أو نفي ".؟
الطالب : أي " أو إباحة ".
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا " .
فغير خاف على الجميع حياة شيخ الإسلام رحمه الله ابن تيمية ومقاماته في الإسلام هجوما على الأعداء ودفاعا عن الإسلام ، فكلامه رحمه الله داخل بين أمرين بل مؤلفاته كلها إما دفاع عن الإسلام ، وذلك ما ألفه في باب الردود ، مثل رده على الرافضي في كتابه "منهاج السنة " ورده على الرازي في " نقض التأسيس " وغيره من الكتب المعروفة.
وإما هجوم على الباطل يؤلف تأليفا جديدا ليس برد ، فيثبت فيه الحق ويبطل الباطل ، ومقاماته معروفه وبإمكانكم الرجوع إلى ترجمته لأنه قد ترجم بتراجم مستقلة ، وبتراجم عبر من تُرجم له من أهل العلم.
المؤلف رحمه الله ابن تيمية دائما يصدر كتبه بهذه الخطبة التي هي خطبة الحاجة كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطبة في الحاجة ) وهي هذه الخطبة ( الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ... ).
" الحمد الله " هذه جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر والجملة الإسمية تفيد الثبوت والاستمرار ، يعني أن الوصف بالكمال والفضل والإحسان مستحق لمن ؟ لله ، الحمد هو الوصف بالكمال والفضل ، لأن المحمود يحمد على كماله وعلى فضله وإنعامه ، فالحمد الذي هو الوصف بالكمال والفضل لمن ؟ لله وحده، هو المستحق له ، وكل من سواه فما فيه من الكمال والفضل فإنه من الله سبحانه وتعالى ، فالمحمود لذاته هو الله عز وجل ، ولهذا أتى بالجملة الإسمية الدالة على الثبوت والاستمرار، وعلى الحصر أيضا.
طيب " الحمد لله " الحمد ما معناه.؟ لا السؤال خاص.
الطالب : وصف لله بالحمد.
الشيخ : خطأ، شف جواب الطالب الحمد هو وصف لله بالحمد، هذا كقولنا الشمس هي الشمس والإنسان هو الإنسان، الحمد هو وصف لله بالحمد، هل هذا جواب ؟ لا، وهذا الرجل من أقرب الناس إليّ، لكن أعرف أنه كان غائبا في قلبه، قلبه ليس موجودا، وثقوا أن أي إنسان يكون حولي وأجده قلبه سارحا سوف ينتقل عن مكانه، لا يمكن أن يكون إلا لإنسان حريص، ما هو الحمد من يعرف ؟ ما هو الحمد نعم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : الوصف بالكمال والفضل، هذا هو الحمد الوصف بالكمال والفضل، هذا هو الحمد، لأن المحمود يحمد على كماله وعلى إفضاله - يرحمك الله - والله تعالى كامل في صفاته متفضل بإنعامه وإحسانه، ولا يصح أن نقول إن الوصف هو الثناء ، ما يجوز ، لأنه ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة : ( أن الله تعالى يقول : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال : الحمد الله رب العالمين قال : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم قال : أثنى علي عبدي ... ) شف هناك فرق بين الحمد وبين الثناء ، والذين فسروا الحمد بالثناء بالجميل خطأ ، لأن الثناء لا يكون إلا بتكرار الحمد ، ( الحمد لله رب العالمين ) هذا جعله الله حمدا ( الرحمن الرحيم ) جعله الله ثناء ، ( مالك يوم الدين ) ( إذا قال : مالك يوم الدين قال الله : مجدني عبدي ) إذا ... الحمد هو الوصف بالكمال والإفضال، أو والفضل، هذا بالكمال والفضل أو بالكمال والإفضال المعنى واحد.
طيب أما قوله ( نحمده ) فالجملة هذه اسمية أو فعلية.؟ ( نحمده ) جملة فعلية، ففي الأول أتى بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار ثم أتى بالجملة الفعلية الدالة على التجدد .
كأن القائل يقول : بعد أن أثبت لله الحمد أعود فأحمده أيضاً ، فصارت نحمده جملة فعلية تفيد التجدد والحدوث . كأن الإنسان لما وصف الله بالحمد بعد ذلك أعاد مرة أخرى فحمده، ( نحمده ).
( نستعينه ) نطلب منه العون ( ونستغفره ) نطلب منه المغفرة ، وما هي المغفرة أخ ؟ ما هي المغفرة.؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا هذا الاستغفار ... .
الطالب : ... .
الشيخ : الستر مع التجاوز صحيح، فإذا قلت : اللهم اغفر لي، فمعناه : استر الذنوب وتجاوز ، لا بد من ستر وتجاوز ... ويتجاوز عنك فلا يعاقبك، إذا المغفرة ستر الذنب ، وش بعد .؟ والتجاوز عن العقوبة ، لأنها مأخوذة من أين .؟ من المغفر ، والمغفر الذي يوضع على الرأس عند الحرب ، وهذا المغفر ماذا يفيد رأسك .؟
الطالب : يحمي .
الشيخ : يقيه ويستره أيضا. ففي الوقاية عدم المؤاخذة، والستر هو المأخوذ من المغفر، فعلى هذا نقول : ( نستغفره ) نسأله المغفرة وهي ستر الذنوب مع التجاوز عنها فلا يعاقبنا عليها .
( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا )
( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ) نعوذ بمعنى نلتجئ ونعتصم ( من شرور أنفسنا ) جمع شر ، والنفس فيها شر وفيها خير ، النفس المطمئنة فيها خير والنفس اللوامة .؟ هذه فيها شر ، وقيل إن النفس الأمارة هي التي فيها شر ، والنفس اللوامة تلوم فقط ، لأن الإنسان فيه ثلاث قوى ، قوة تأمره بالسوء هذه النفس الإمارة ، وقوة تأمره بالخير هذه النفس المطمئنة ، قوة ثالثة تلومه إذا فعل الشر أو إذا فوت الخير وهذه هي النفس اللوامة ، وكلها مذكورة في القرآن: (( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة )) (( يا أيتها النفس المطمئنة )) (( لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة )) على كل حال الأنفس فيها شرور فأنت تستعيذ بالله من شرها ، لأن الله إن لم يعصمك من شرها أهلكتك ( ومن سيئات أعمالنا ) هل المراد من سيئات أعمالنا أن نفعلها، أو من سيئات أعمالنا أي من عقوبة سيئات أعمالنا .؟ أو الأمرين .؟
الطالب : الأمرين.
الشيخ : ... من السيئات فعلاً وعقوبة ، من سيئات أعمالنا أن نفعلها أو أن يقع بنا عذابك منها .
2 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا " . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما " .
فكلمة من يهده تقديراً أو فعلاً واقعاً ، خليكم معنا يا جماعة، فمن قدر الله أن يهديه يستطيع أحد أن يصرفه عن الصراط المستقيم .؟ لا، والذي هداه الله بالفعل ما يستطيع أحد أن ينتشله من هذه الهدايه ، فهو شامل للأمرين .
( ومن يضلل ) من يقدر الله له الإضلال أو الضلال فإنه لا أحد يهديه وكذلك من أضله فعلاً فلا أحد ينتشله من هذا الضلال لأن الله تعالى هو الذي له الأمر وحده ، سؤالك يا أخ.؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ما هي موجودة عندنا، لعلها سقطت من المؤلف، يمكن فيها روايات بالإسقاط.
طيب في هذه الجملة لا حجة فيها للعصاة ، العصاة الضلال إذا قالوا والله من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ليس فيها حجة لهم ، لأننا نقول إن الله تعالى قد جعل للهداية أسبابا وللضلال أسبابا وأعلمك بها وأقدرك عليها ، حطوا بالكم يا جماعة، إذا قال قائل : إذا كان من يضلل الله فلا هادي له واش أسوي قدر الله عليّ الضلال .؟ نقول له جعل الله للضلال أسبابا ، وجعل للهداية أسبابا ، وبيّن لك هذه الأسباب : (( إنا هديناه النجدين )) طريقي الخير والشر . (( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا )) يعني سواء كان شاكراً أو كفوراً فقد هداه الله السبيل وبينه له ، ولهذا يقول الله عز وجل في الضالين : (( فلما زاغوا أزاع الله قلوبهم )) إذا هم السبب في أن الله تعالى يضلهم .
ولهذا تجد هؤلاء العصاة الذين يحتجون بالقدر مثلا يقولون ( من يضلل الله فلا هادي له ) تجدهم في مصالح دنياهم يحتجون بالقدر أو لا .؟ في مصالح دنياهم يحتجون بالقدر أو يفعلون ما يرونه مصالح .؟
الطالب : ما يرونه مصالح.
الشيخ : يفعلون ما يرونه مصالح، ما يقول : والله أبروح أسلك هذا الطريق التي فيها قطاع طرق وفيها عطش وفيها موت ... هذا مقدر عليّ ، لا يروح يسلك الطريق الأسلم المعبد الآمن، الآن لو فيه طريقان إلى الرياض، واحد كله قطاع طرق وكله مطاب وكله أشواك، نعم مخوف ومتعب، وفيه طريق آمن ومعبد، وقفنا عند سور البلد هنا، وقلنا يالله : اللي يحب السلامة يروح مع ذا، واللي يحب الهلاك يروح مع ذاك، وين يروح الناس، الضالون وين يروحون، الذين كانوا ضالين في الشرع ، يروحون من طريق السلامة أو يروحون مع طريق العطب .؟ ما يروحون أبدا، ولا يقولون بنروح مع هذا لأنه مقدر ، طيب الشرع نفس الشيء، قيل لك اسلك هذا تصل إلى الجنة، واسلك هذا تصل إلى النار، فأنت الآن بين طريقين اسلك اللي تبي منهم، طبعا المؤمن بيسلك طريق الخير وطريق الجنة ، وذاك بيسلك طريق النار ثم ... وهذا الاحتجاج باطل بلا شك ، لأننا نقول أنت في نفسك في أمور دنياك تختار لنفسك ما تراه أسلم وأصلح،
إذا فيجب عليك أن تختار لدينك ما تراه أسلم وأصلح ، نعم.
قوله ( وأشهد أن لا إله إلا الله ) فيه النسخة التي عندكم تقول: نشهد، والرواية ثبتت: ( أشهد ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " والسبب أنه في الأول يقول نحمده ونستعينه ، وهنا قال: أشهد، لأن مقام التوحيد الأنسب فيه توحيد الفعل " الأنسب في التوحيد أن نوحد الفعل ،فأنت إذا قلت:أشهد، هذا فعل توحيد أو لا.؟ أو جماعة.؟ إذا قلت : نشهد يكون جماعة . فلذلك جاءت الرواية بأشهد دون نشهد. ( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ).
الطالب : دون الواو ( أشهد ).؟
الشيخ : لا ، ( وأشهد ) .
( أن لا إله إلا الله ) واش معنى ( لا إله إلا الله ) .؟ إله بمعنى معبود، فهو فعال بمعنى مفعول ، وهل تأتي فعال في اللغة العربية بمعنى مفعول.؟ السؤال للجميع، اللي يعرف يرفع أصبعه، هل تأتي فعال بمعنى مفعول في اللغة العربية .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا تأتي، ما تأتي فعال بمعنى مفعول، طيب فيه واحد ... .
طيب أقول لكم، إذا قلت عندي غراس من النخل، وش معناه .؟
الطالب : مغروس.
الشيخ : مغروس، طيب هذا فراش، هذا بناء تشير إلى بيت، بمعنى مبني، إذا فعال تأتي بمعنى مفعول كثيرا في اللغة العربية، إله بمعنى مألوه، وما معنى مألوه .؟ معبود، طيب لا إله إلا الله لا معبود إلا الله .
طبعا الحصر هنا على رأي أكثر المقدرين حصر إضافي ، وأنتم تعرفون قرأتم في البلاغة الفرق بين الحصر الإضافي و الحصر الحقيقي ، قرأتم هذا أو لا.؟
الطالب : ... .
الشيخ : قرأتم الفرق بين الحصر الحقيقي والإضافي.؟ نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : طيب، الحصر الحقيقي بمعناه أن يقصد المحصور حقا بحسب الواقع، أن يكون الحصر بحسب الواقع والحقيقة ، والإضافي بالعكس ، فمثلاً إذا قلت: لا شمس إلا هذه ، صحيح أو لا.؟ حقيقي أو إضافي.؟
الطالب : حقيقي.
الشيخ : حقيقي ما فيه شمس إلا هذه، هذا حقيقي . إذا قلت : لا شجاع إلا خالد بن الوليد ، حقيقي أو إضافي .؟
الطالب : إضافي.
الشيخ : واش السبب.؟ لأنه فيه ناس شجعان غيره ، لكن هذا الحصر إضافي بالنسبة إلى شيء معين، بالنسبة إلى وقعة اليرموك، ما فيه شجاع غيره مثلا. فالإضافي معناه مثل الإضافة إلى شيء معين.
مثل لا إله إلا الله قلنا لا معبود إلا الله، أليست الأشجار تعبد.؟
الطالب : نعم.
الشيخ : بلى أو نعم.؟
الطالب : بلى.
الشيخ : بلى، نعم تعبد، وكذلك الأصنام تعبد والملائكة تعبد، والرسل يعبدون والأولياء يعبدون، إلى آخره . كيف نقول لا معبود إلا الله.؟ الحصر إذا ليس حقيقيا أو لا .؟ أي نعم يعني إضافي.
ما نوع الإضافة هنا .؟ أي : لا معبود يستحق العبادة إلا الله ، كل المعبودات هذه وإن سميت آلهة فإنها ليست إلا كما قال الله: (( إن هي إلا أسماء سميتموها ... )) [النجم:23].
وإلا فليست آلهة ، لأنها لا تستحق أن تكون آلهة ، لو قلت لك هذا الكتاب من حديد، واش تقولون.؟ صح أو لا.؟ ليس بصحيح، هذا الرجل المشرك يقول هذه الشجرة إله، صحيح أو لا.؟ لا، ليست إله يستحق العبادة ، أنت ولو سميتها إله فهي ما هي بإله، الإله هو الذي يستحق أن يسمى إله، فليست إله حقيقة هي.
إذا لا إله حقيقة إلا من.؟ إلا الله، نعم.
( أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له )
الطالب : ... .
الشيخ : إذا اكتبوها أحسن لأنه فيها تأكيد، وحده لا شريك له، لا شريك له تأكيد لوحده، ووحده تأكيد للنفي، يعني معناه أن الله سبحانه وتعالى لا يوجد إله إلا هو ، وحده لا شريك له تحقيق للتوحيد .
الشيخ :( وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، ( عبده ورسوله ) هذه العبودية خاصة أو عامة.؟ هذه عبودية خاصة، وهي أيضاً متضمنة للعبودية العامة ، لأن كل ذي عبودية خاصة ففيه عبودية العامة ولا عكس .
فعندما نقول مثلاً هذا الرجل الكافر هو عبد لله أو لا.؟
الطالب : عبد الله.
الشيخ : بالمعنى العام ، بالمعنى العام عبد لله (( إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) [مريم : 88].
ولكن بالمعنى الخاص ليس عبد الله ، عندما نقول هذا المؤمن عبد الله هو عبده بالمعنى الخاص والعام ، وقوله ( ورسوله ) أي مرسله أرسله الله تعالى إلى جميع الخلق ( صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم ).
هذه الخطبة ينبغي للإنسان أن يقدمها بين يدي حاجاته ، عندما يريد أن يتكلم بكلمة في محفل ينبغي أن يقول هذه الخطبة ، كذلك عندما يريد أن يعقد نكاح فإنه يقول هذه الخطبة ، ويقرأ أيضاً ثلاث آيات المؤلف ما ذكرها ، وهي : (( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) [آل عمران: 102] .
(( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) [النساء: 1] .
(( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) [الأحزاب: 70، 71].
الطالب : هذه تابعة.؟
الشيخ : أي نعم تابعة لها.
الطالب : ... .
الشيخ : فيها رواية ( الحمد لله ) و ( إن الحمد لله ) كلها صحيحة.
الطالب : الآية الثالثة.؟
الشيخ : الآية الثالثة : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ... )).
الطالب : ... .
الشيخ : (( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ... )) هذه في سورة آل عمران. (( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ... )) هذه أول آية في سورة النساء. (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديد ... )) في آخر سورة الأحزاب. بس ما يحضرني رقم الآيات.
3 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما " . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " أما بعد : فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه منى في بعض المجالس من كلام - في التوحيد والصفات - وفي - الشرع والقدر - لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين وكثرة الاضطراب فيهما فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم والإادرة والعبادة لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات , وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات " .
" أما بعد فقد سألني من تعينت إجاباتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس من الكلام في التوحيد والصفات والشرع وفي القدر ".
الطالب : " وفي الشرع ... ".
الشيخ : " وفي الشرع والقدر " أي نعم.
" فقد سألني من تعينت أجابتهم " ما بيّن المؤلف من هؤلاء الذين سألوه ، لكن قال : " من تعينت أجابتهم " يعني وجبت علي إجابتهم ، لماذا، هل هو لشرفهم وجاههم أو لحاجتهم إلى ما سألوه.؟
الطالب : لحاجتهم .
الشيخ : هذا هو الظاهر، الظاهر أنه لحاجتهم إلى ما سألوا، لأن من سأل علماً وهو يقصد الحق وجب على المسؤول أن يجيبه ، والظاهر والله أعلم أن هؤلاء السائلين كانوا من أهل تدمر ، ولهذا سمي الكتاب هذا بالتدمرية ، وتدمر من قرى حلب بالشام معروفة إلى الآن . سألوه لإيش .؟
" أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر " في أمرين : التوحيد والصفات ، صفات من .؟ صفات الله.
" والشرع والقدر لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين " وهما : التوحيد والصفات والشرع والقدر، خليكم معنا، الأصلين هذين الأصلين: هما التوحيد والصفات والشرع والقدر، إذا في هذه الجملة بيان سبب تأليف المؤلف لهذا الكتاب . أنه سأله من تعينت إجابته أن يكتب لهم بعض ما سمعوه منه في هذين الأصلين.
يقول المؤلف : " لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين " يعني لأن الحاجة ماسة إلى تحقيقهما هذه واحدة .
ثانيا : " ولكثرة الاضطراب فيهما " الاضطراب وش معناه .؟ معناه الاختلاف ، اختلاف العلماء في هذين الأصليين وهما التوحيد والصفات والشرع والقدر . الحاجة ماسة إلى بيانهما ، والعلماء مضطربون فيهما ، فلما دعت الحاجة واضطرب الناس في ذلك لا بد أن الناس محتاجين إلى أحد يبين الحق ، خليكم معنا يا جماعة ، لأنه لو لم تكن الحاجة ماسة إلى هذين الأصلين كان ما يهمنا عرفناه أو ما عرفناه ، صح أو لا .؟ ولو كان العلماء متفقين فيهما على شيء لكانت الحاجة أيضاً ليست داعية إلى هذا البيان ، فلما مست الحاجة إليها واضطراب الناس فيها صار لابد لنا من أي شيء .؟ من أن يتبين الحق فيها . لابد أن يتبين الحق فيها .
يقول " فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم والإدارة والعبادة لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال ".
الأخير : " ومع أن أهل النظر ... " هذا الاضطرار ، فقوله : " فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما " هذا يعود إلى قوله : " لمسيس الحاجة " . " ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة ... " هذا عائد على قوله : " وكثرة الاضطراب " .
لأن كل واحد ... يرد في قلبه أو يرد على لسانه من الخوض في هذين الأصلين ما هو خلاف الحق أحياناً وما هو الحق أحياناً ، حتى في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، الصحابة جاؤوا يشكون إلى الرسول يقولون : ( إن أحدنا يجد في نفسه ما يحب أن يخر من السماء ولا يتكلم به ) من أين .؟ من الشبهات التي يلقيها الشيطان في قلب الإنسان ، فبعض الناس يهديه الله وبعض الناس يضل . فيكون كما قال الشيخ رحمه الله : " يخطر لهم في ذلك من الخواطر " الخواطر هذه وين محلها .؟ القلب. " والأقوال " محلها اللسان.
" ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات ".
المهم يا جماعة الآن هذه الجملة من " أما بعد " إلى " أنواع الضلالات " أنا عندي مكتوبة في فقرة واحدة، هذه الجملة تتضمن مسألتين :
أولا : السبب في تأليف المؤلف لهذا الكتاب من " أما بعد " وهو أنه سأله بعض من تعينت إجابته أن يكتب في باب التوحيد والصفات وفي باب الشرع والقدر .
ثانيا: هل المؤلف يجيب عليه أن يجيبه على هذا لأي شيء .؟ لسببين أيضا هما :
مسيس الحاجة إلى بيان هذين الأصلين . والشيء الثاني .؟
اضطراب الناس في هذين الأصلين يعني اختلاف أقوالهم ، وهذا الاضطراب في الحقيقة منشأه ما يخطر في البال من هذه الشبه ، وما يكتب أو يقال من هذه الشبه ، أرجو الانتباه الآن ، ففي الجملة هذه بيان سبب تأليف المؤلف الكتاب ، وفيها أيضا بيان العلة في تعين الإجابة على هذا السؤال الذي سئله المؤلف. والعلة بينها المؤلف بأمرين هما:
مسيس الحاجة إلى بيان هذين الأصلين ، والثاني : كثرة الاضطراب فيهما ... الاختلاف هو الاضطراب والاضطراب هو الاختلاف ، سواء كان هذا الاضطراب مما يخطر في البال أو مما يكتب في المقال ، واضح الآن.؟ لا يأتي بكرة أسألكم وناقشتكم تقولون والله غابت عنا هذه لأن كل هذه النقاط التي نحن حددنا لا بد أن نناقش فيها إن شاء الله ، نعم.
الطالب : ... لأن هذه الجملة تبين سبب تأليف المؤلف لهذا الكتاب.
الشيخ : أيه، الثانية سبب وجوب الإجابة على السؤال. أي نعم.
4 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " أما بعد : فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه منى في بعض المجالس من كلام - في التوحيد والصفات - وفي - الشرع والقدر - لمسيس الحاجة إلى تحقيق هذين الأصلين وكثرة الاضطراب فيهما فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما ومع أن أهل النظر والعلم والإادرة والعبادة لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات , وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات " . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالكلام في باب - التوحيد والصفات - هو من باب الخير الدائر بين النفي والإثبات. والكلام في - الشرع والقدر - هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا ".
الكلام في التوحيد والصفات هل هو طلب وإرادة أو إثبات ونفي .؟
الطالب : إثبات ونفي.
الشيخ : في باب التوحيد والصفات .؟ هو في الحقيقة من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات ، التوحيد أساسه لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله هي خبر أو طلب .؟ هي خبر ، الله تعالى سميع بصير خبير غفور رحيم ، هذا خبر أو لا .؟
(( إن الله كان غفورا رحيما )) (( إن الله كان سميعا بصيرا )) هذا أيضا خبر ، فالأول : لا إله إلا الله توحيد ، والثاني صفات.
المؤلف يقول : " فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات ". واضح الآن .؟
طيب : (( إن الله كان سميعا بصيرا )) قلنا هذا إثبات ، (( ليس كمثله شيءٌ )) [ الشورى:11 ]، هذا نفي ، (( ولا يظلم ربك أحدا )) [الكهف: 47 -49] نفي أيضا ، (( وما الله بغافل عما تعملون )) نفي ، (( ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) نفي أيضا. إذا ففي باب الصفات الكلام فيها دائر بين الإثبات وبين النفي ، وإذا شئتم مثالا مختصرا تقولوا : مثل قوله سبحانه : (( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير )) . (( ليس كمثله شيءٌ )) هذا نفي أو إثبات .؟
الطالب : نفي .
الشيخ : نفي . (( وهو السميع البصير )) إثبات. والله الموفق ... .
الكلام في باب التوحيد والصفات من باب الخبر (( قل هو الله أحد )) هذا خبر أو لا .؟
الطالب : خبر.
الشيخ : (( الله الصمد )) .؟
الطالب : خبر.
الشيخ : (( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )).؟
الطالب : خبر.
الشيخ : مثلا لا إله إلا الله هذا التوحيد خبر أو لا .؟ هو دائر بين النفي والإثبات، يعني إما نفي أو إثبات، هذا الكلام في باب التوحيد والصفات.
5 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالكلام في باب - التوحيد والصفات - هو من باب الخير الدائر بين النفي والإثبات. والكلام في - الشرع والقدر - هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا ". أستمع حفظ
مناقشة عن معنى الحمد و سبب تأليف الكتاب.
الطالب : العقيل .
الشيخ : نعم.
الطالب : الحمد هو الوصف بالكمال والفضل ... ولا يصح أن يقال الثناء .
الشيخ : لماذا .؟
الطالب : لأن الله سبحانه وتعالى يقول إذا قرأ الإنسان الفاتحة : ( إذا قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ... قال مجدني عبدي ).
الشيخ : لا، لا، قولها آية آية عشان نعرف، ( إذا قال الحمد لله رب العالمين قال .؟
الطالب : حمدني عبدي.
الشيخ : وإذا قال الرحمن الرحيم، قال: أثنى.؟
الطالب : أثنى علي عبدي.
الشيخ : وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدي. فدل ذلك على الخلاف بين الحمد والثناء، وأن الحمد لا يصح أن يفسر بالثناء، لأن الثناء ، شف الثناء مأخوذ من أين .؟ من التثنية ، لأنه تكرار الصفات الحميدة ، طيب المؤلف رحمه الله يقول مبينا سبب تأليفه هذا الكتاب .؟ نعم سبب تأليف الكتاب .؟ وش سبب تأليف الكتاب ، المؤلف بين يدي الكتاب له ذكر سبب تأليفه ، لا تراجع، نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : لا، انتظر ... سبب التأليف.
الطالب : ... .
الشيخ : بارك الله فيكم يا جماعة ، المسؤول عن التأليف ... .
الطالب : ... .
الشيخ : أنه سألني من تعينت إجابته أن أكتب لهم ما سمعوه مني في بعض المجالس.
الطالب : في شيء ثاني .
الشيخ : لا لا، هذا هو سبب التأليف ، وبعدين أجابه ثم علل. طيب عرفنا الآن، صار المؤلف ما ألف الكتاب إلى لسبب وهو .؟ أن بعض من تعينت إجابته سأله أن يكتب في بعض ما سمعه منه في بعض المجالس في أصلين هما .؟
الطالب : ... .
الشيخ : التوحيد والصفات والشرع والقدر ، تمام زين ، اجلس . المؤلف بين أنه تعينت إجابته لأي سبب .؟
الطالب : مسيس الحاجة إلى ذلك ، واختلاف الناس فيما بينهم .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك . طيب نبدأ الدرس الجديد الآن ... .
تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالكلام في باب - التوحيد والصفات - هو من باب الخير الدائر بين النفي والإثبات. والكلام في - الشرع والقدر - هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا ".
الطالب : خبر .
الشيخ : (( الله الصمد )) .؟
الطالب : خبر .
الشيخ : (( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )) هذا خبر ، ومثلا لا إله إلا الله هذا التوحيد خبر أو لا.؟ هو دائر يقول بين النفي والإثبات ، يعني إما نفي وإما إثبات ، هذا الكلام في باب إيش .؟ التوحيد والصفات ، يعني المفروض أن الإنسان أن يصدق أو يكذب بهذا الخبر المثبت أو المنفي ، يعني الخبر دائر بين النفي والإثبات يقابل بأي شيء .؟ بالتصديق أو التكذيب ، أو لا.؟ ولهذا فسر الخبر عندكم في البلاغة ، بأنه ما يحتمل الصدق والكذب لذاته ، أو ما يصح أن يقال لقائله صدقت أو كذبت .
" والكلام في ( الشرع والقدر ) هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض " نعم صحيح ، الكلام في الشرع والقدر هو أمر ، الشرع كله أوامر افعل كذا لا تفعل كذا ، وش يدور بإيش .؟ بين الإرادة والمحبة هذا قسم ، وبين الكراهة والبغض .
يعني مثلا عندما يأمرك الله بأمر يقول : (( أقم الصلاة )) حطوا بالكم يا جماعة ، هل أنت تقابل هذا الأمر بتصديق أو تكذيب أو تقابله بإرادة أو كراهة .؟ بإرادة أو كراهة ، إذا فباب الشرع والقدر هو من باب إيش .؟ من باب الطلب ، الدائر بين الإرادة والقبول أو بين الإرادة والرفض ، لكن في باب الصفات والتوحيد من باب الخبر الدائر بين إيش .؟ بين النفي والإثبات المقابل بالتصديق والتكذيب ، واضح أو لا .؟
عندما يقول : (( الله الصمد )) أنت ماذا تعمل هل أنت تفعل شيئا.؟ لا ، إما أن تصدق أو تكذب ، أو لا.؟ إذا قال : (( أقم الصلاة )) ما يمكن أن تقول لله مثل تكذب أو تصدق ، وإنما تفعل أو ترفض ، يعني إما محبة وإرادة للشيء فتقوم به ، وإما كراهة وبغض للشيء فلا تقوم به ، عرفتم الآن يا جماعة .؟
فصار فرق بين التوحيد العلمي الذي يقابل إما بالتصديق أو التكذيب، وبين التوحيد العملي الذي يقابل بالقبول أو الرفض . واضح يا جماعة .؟
والله غريب يعني، الآن عندما يقول لك قائل الكلام في باب أسماء الله وصفاته وتوحيده هو من باب الخبر أو من باب الطلب .؟
الطالب : الخبر .
الشيخ : كلكم يقول من باب الخبر ، لأن الله يخبر عن وحدانيته ويخبر عن أسمائه وصفاته ، فهو من باب الخبر ، نحن نقابل هذا الخبر بأي شيء .؟ بالتصديق أو التكذيب ، صح أو لا .؟ نعم .
عندما يسألك سائل هل الكلام في الشرع - شريعة الله عز وجل - هو من باب الطلب أو من باب الخبر .؟
الطالب : من باب الطلب .
الشيخ : من باب الطلب ، لأن الله يأمرنا أن نفعل أو ينهانا أن نفعل ، فهو طلب ، وتعرفون أن الأمر والنهي كلاهما طلب ، لكن الأمر طلب الفعل والنهي طلب الكف أو لا .؟ هذا واضح ، يعني هذه مسائل بديهية ، لماذا نقابل الشرع .؟ أنحن نقابله بالتصديق والتكذيب أو نقابله بما قال المؤلف بالمحبة والإرادة إن قبلنا ، أو بالكراهة والبغض إن رفضنا ، يقابل بأي شيء .؟ يقابل بما قاله المؤلف ، الناس إذا وجه إليهم (( أقيموا الصلاة )) تجد من الناس من ينشرح صدره لذلك ويحبه ويقبل ويصلي ، ومنهم من يضيق صدره بذلك ولا يحبه ولا يصلي ، أليس كذلك .؟
إذا فباب الشرع غير باب التوحيد والصفات ، فباب التوحيد والصفات الكلام فيه من باب الخبر الذي هو نفي وإثبات مقابل بالتصديق أو التكذيب وباب الشرع من باب إيش .؟ من باب الطلب المقابل بالقبول والتنفيذ أو بالكراهة والرفض ، واضح .؟ في شيء الآن .؟ الآن النتيجة ما بعد جات ، المهم تصوروا هذا الشيء، أن الله سبحانه وتعالى كل القرآن ما بين شرع وما بين توحيد وصفات ، شرع وقدر وتوحيد وصفات . فباب التوحيد والصفات الكلام فيه من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات من المخبر ، المقابل بالتصديق أو التكذيب من المخبر ، أو لا .؟ الكلام في الشرع والقدر من باب الطلب الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض، يعني معناه إما أن يكون مرادا محبوبا وإما أن يكون مكروها مبغوضا .
طيب يقول المؤلف : " ... نفياً وإثباتا " وش معناه نفيا وإثباتا .؟ يعني معناه أنه قد تنتفي الكراهة والبغض فتأتي المحبة ، وقد تنتفي المحبة فيأتي البغض ، هذا معناه .
" والإنسان يجد من نفسه " شف يجد من نفسه .
الطالب : " في نفسه ".
الشيخ : أو " في نفسه " يجد في نفسه ، في نسخة عندي من .
" يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع " صحيح أن الإنسان يجد في نفسه الفرق بين هذه الأشياء .؟ ترى أسألكم الآن ، في باب النفي والإثبات ماذا يجد من نفسه أن يقابل هذا النفي والإثبات .؟
بالتصديق أو التكذيب ، عندما يقول قائل : الله أحد الله الصمد ، الله سميع الله بصير ، هذا خبر أو لا .؟ خبر ، (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يظلم ربك أحدا )) (( وما ربك بغافل عما تعملون )) هذا أيضا خبر ، لكن الأول إثبات وهذا نفي ، يجد مثلا نفسه تتعلق بهذا الشيء إما مصدقة وإما مكذبة . إما يصدق أن الله سميع بصير ... إلى آخره أو يكذبه . وما ربك بظلام إما أن يصدق أو يكذب .
بالنسبة للإنشاء الذي يقوله المؤلف فيه الإنشاء أمر ونهي وإباحة كما سيأتي ، عندما يقول الله سبحانه افعل كذا ، هل مقامك أمام هذا الشيء تصديق وتكذيب أو حب وبغض .؟
الطالب : حب وبغض .
الشيخ : حب وبغض يا جماعة ، إما أن تحب ما أمرك الله به فتفعل أو تبغض فلا تفعل ، ما تجد نفسك أنها تتعلق بهذا الشيء تصديقا وتكذيبا وإنما تتعلق به حبا وبغضا ، نعم .
كذلك الحض والمنع ، ترى ما هو بالنسبة للفاعل ، فليس بالنسبة للفاعل الموجه إليه الأمر بالنسبة لمن .؟ للآمر يحضنا أو يمنعنا ، إن كان أمراً فهو حض وإن كان نهياً فهو منع . وش تقول يا ولد .؟
الطالب : القدر ... .
الشيخ : القدر يعني تقدير الله عز وجل لأن تقدير الله سبحانه وتعالى وشرعه لا يتنافيان ، ما نقول أن الله إذا أمر بشيء فمعناه أنه جعله بالقدر ، لا ، فأنت تفعل المأمور به ولا تكون بذلك معارضا للقدر ، وتترك المنهي عنه ولا تكون معارضا في ذلك للقدر ، إنما القدر يتعلق بالفاعل الذي هو الإنسان إرادة من الله تعالى وخلقاً ، ومع ذلك لا ينافي الشرع . وهذه أنا قلت لكم ما بعد جاءت النتيجة في الحقيقة ، بس أنا أريد منكم التصور الآن ، أن تتصوروا الفرق بين الخبر وبين الطلب ، فالخبر إما إثبات وإما نفي ، مقابل بأي شيء .؟ بالتصديق أو التكذيب ، والطلب إما أمر أو نهي أو إباحة ، مقابل بأي شيء .؟ بالمحبة أو البغض ، المحبة والإرادة أو البغض والكراهة .
7 - تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالكلام في باب - التوحيد والصفات - هو من باب الخير الدائر بين النفي والإثبات. والكلام في - الشرع والقدر - هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة , ومعروف عند أصناف المتكلمين في العلم كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الأيمان , كما ذكره المقسمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان فذكروا أن الكلام نوعان : خبر وإنشاء , والخبر دائر بين النفي والإثبات والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة ".
الطالب : يجد .
الشيخ : يجد الفرق ، فهو في الحقيقة الفرق معروف عند العامة والخاصة ، نعم الفرق بين الأمرين بين الإنشاء وبين الخبر ، معروف عند الناس كلهم ، لا أحد ينكر هذا ، لكن يبدو لي أنكم بعيدوا العهد بهذا الشيء ، وإلا هو صحيح مثل ما قال الشيخ رحمه الله أنه معروف عند العامة والخاصة .
" وعند أصناف المتكلمين في العلم كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الأيمان " كتاب الإيمان ، والإيمان ، جمع يمين ـ يعني الفقهاء رحمهم الله في كتاب الفقه إن شاء الله ، ودرستوه في الثانوي ، فيه كتاب اسمه كتاب الأيمان والنذور ، ذكروا في كتاب الأيمان الفرق بين الخبر المحض وبين الإنشاء المحض ، نعم وبين ما يراد به الحض والمنع وما يراد به الخبر المطلق ، ذكروا هذا وفصلوه ، حتى إنهم قالوا إن الرجل إذا قال لزوجته إن فعلت كذا فأنت طالق يقصد المنع ففعلت لم تطلق ، وإن قصد الخبر وأنها إن فعلت فهي طالق فإنها إذا فعلته تطلق ، ففرقوا بين الحض والمنع وبين الخبر المجرد نعم .
" وكما ذكره المقسمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان " إذا معناه أن العلماء كلهم خاضوا في هذا الباب ، وتكلموا فيه و، بينوا الفرق بين الخبر والإنشاء الذي منه الطلب .
ثم قال : " فذكروا أن الكلام نوعان خبر وإنشاء ، والخبر دائر بين النفي والإثبات ، والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة " ... " أمر أو نهي أو إباحة " هذا واضح الآن ، هذا الحقيقة ، هذه الزبدة الأخيرة هي الأصل ، الكلام ينقسم أو يتنوع نوعين : خبر وإنشاء ، والخبر دائر بين النفي والإثبات ، يعني إما إثبات أو نفي، والإنشاء إما أمر أو نهي أو إباحة ، والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة ، مفهوم هذا أو لا .؟ ففي قوله تعالى : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وراكعوا مع الراكعين )) هذا وش هو .؟
الطالب : إنشاء.
الشيخ : هذا كله إنشاء لا شك ، لكنه أمر ، يعني نوع من أنواع الإنشاء وهو الأمر ، كذا أو لا .؟
ومثل قوله تعالى : (( ولا تقربوا الزنا )) (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )) (( ولا تبخسوا أشياءهم )) ، هذا نهي ، إنشاء وهو من قسم النهي .
وفي قوله تعالى : (( أحل لكم صيد البحر وطعامه )) [المائدة: 96] هذا خبر لكنه إباحة ، أو قوله أيضا : (( وإذا حللتم فاصطادوا )) هذا إباحة (( فاصطادوا )) ، (( إذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض )) هذا إباحة ، فالخلاصة الآن أن الكلام وش نقول .؟ ينقسم إلى قسمين والمؤلف يقول نوعين ، وكله واحد :
خبر دائر بين النفي والإثبات .
وإنشاء دائر بين الأمر والنهي والإباحة .
واضح .؟ بماذا يقابل الخبر بالنسبة للمخبر .؟ بالتصديق أو التكذيب، واضح .؟ وبماذا يقابل الإنشاء .؟ بالمحبة أو البغض ، إما يحبه فيأخذه ويقبله ، فيقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ولا يقتلوا النفس، وإما أن يكرهه فيرده ، أو لا .؟
طيب يقول المؤلف : " وإذا كان كذلك : فلا بد للعبد أن يثبت لله ما يجب إثباته له من صفات الكمال ، وينفي عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال " .
هذا في باب الخبر لابد أن يثبت لله ما أثبته من صفات الكمال ، وإلا كان مكذبا بالخبر ، فهمتم ،؟ طيب الذين يقولون إن الله ليس له يد حقيقية مكذبين بالخبر أو لا .؟ مكذبون في الواقع ، الذين يقولون ليس لله سمع ولا بصر مكذبون للخبر ، فالواجب أن الإنسان يثبت لله ما أثبته الله لنفسه من صفات الكمال ، وقوله : " ما أثبته لنفسه من صفات الكمال " قد تقولون هل أثبت الله لنفسه شيئاً من صفات النقص .؟ وش الجواب .؟ لا .
إذا " من صفات الكمال " بيان للواقع وليست قيداً ، إذ جميع الصفات التي أثبتها الله لنفسه فهي صفات كمال .
" وينفي عنه ما يجب نفيه عنه مما يضاد هذه الحال " وش هي هذه الحال .؟ صفات الكمال ، وضد صفات الكمال ، ما هو .؟ وغيره وأنها ليست بنقص ولا كمال لأن الصفات إما نقص أو كمال أو لا نقصاً ولا كمالاً ، الثابت لله ما هو .؟ صفات الكمال ، والمؤلف يقول : ينفي ما يضاد هذه الحال ، يعني مما يوجب نقصا أو ما يوجب أمرا سلبيا لا نقصا ولا كمالا ، نعم .
يقول : " ولا بد له في أحكامه من أن يثبت خلقه وأمره فيؤمن بخلقه المتضمن كمال قدرته وعموم مشيئة ، ويثبت أمره المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه من القول والعمل ، ويؤمن بشرعه وقدره إيمانا خاليا من الزلل ... " إلى آخره .
طيب فهمنا الآن في باب التوحيد والصفات أن باب التوحيد والصفات من باب الخبر ، ما واجبنا نحوه .؟ هو ما ذكره هنا أن نثبت لله ما أثبته من صفات الكمال ، وأن ننفي عنه ما يضاد هذه الحال وهو صفات النقص أو ما كان سلبياً .
نأتي إلى النوع الثاني وهو الشرع والقدر :
يقول : " ولابد في أحكامه من أن يثبت خلفه وأمره " خلقه القدر ، أمره الشرع " فيؤمن بخلقه المتضمن كمال قدرته وعموم مشيئته " كل هذا بالنسبة للقدر " ويثبت أمره المتضمن بيان ما يحبه ويرضاه من القول والعمل ويؤمن بشرعه " هذا الشرع ثم قال إجمالا " ويؤمن بشرعه وقدره إيمانا خاليا من الزلل " .
والخلاصة الآن : إن الإنسان يا جماعة مخاطب من الله بأمرين هما :بأخبار وإنشاءات ، موقفه من الأخبار هو التصديق وإثبات كل ما أثبت الله لنفسه ، وهذا موقف الإنسان وإلا ما صار مؤمنا ، وكذلك في النفي ينفي عن الله ما يضاد ذلك ، مما نفاه عن نفسه .
بالنسبة للقسم الثاني المخاطب به من الله هو الإنشاء : فالعبد مأمور أن يؤمن بالخلق والأمر ، (( ألا له الخلق والأمر )) فيؤمن بعموم خلق الله ومشيئته ، وأن الله خالق كل شيء ، وشاءِ لكل شيء حتى أعمالنا نحن مخلوقه لله عز وجل وقد شاءها الله .
كذلك يؤمن بأي شيء .؟ بالأمر الثاني وهو الشرع المتضمن لبيان لما يحبه الله ويرضاه من القول والعمل ، شرع الله الذي جاء به الرسول متضمن لما يحبه الله من القول والعمل ، فالإنسان مأمور بالإيمان بهذا وهذا .
8 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة , ومعروف عند أصناف المتكلمين في العلم كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الأيمان , كما ذكره المقسمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان فذكروا أن الكلام نوعان : خبر وإنشاء , والخبر دائر بين النفي والإثبات والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل والأول يتضمن التوحيد في العلم والقول , كما دل على ذلك سورة : (( قل هو الله أحد )) ودل على الآخر سورة : (( قل يا أيها الكافرون )) وهما سورتا الإخلاص وبهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك . فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا ; فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه " .
الطالب : إرادة وقصد .
الشيخ : إرادة وقصد ، إذا من باب الإنشاء أو لا .؟ ولهذا قال : " وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له وهو التوحيد في القصد والإرادة " ترى شوف المؤلف ، تعرفون أنه يكتب الكتاب وفي الغالب لا يرجع إليه ، ولهذا يكثر فيه كلامه الترادف " القصد والإرادة " معناهما واحد .
وقوله : " وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل " يعني معناه عندما تصلي توحد الله ، الصلاة عبادة أو لا .؟ توحد الله في قصدك ، ما تقصد بصلاتك إلا الله ، وفي عملك الذي هو الصلاة ما تقصده به إلا الله .
" والأول " الذي هو الخبر " يتضمن التوحيد في العلم والقول " يعني أن تعلم بأن الله واحد في أسمائه ، وواحد في صفاته ، وواحد في أفعاله وهي الربوبية ، فأنت الآن توحد لا في القصد والطلب ، ولكنك توحِّد كما قال المؤلف : " في العلم والقول " يعني علمك الآن في قلبك أن الله واحد في صفاته ما له شريك .
وكذلك أيضا قولك : " توحيد الله في القول " ليس المراد بالقول الذي هو الذكر والعبادة ، لا ، القول الخبر عن الله بأن توحيد الله تبارك وتعالى كما وحد نفسه بذلك .
يقول المؤلف : " كما دل على ذلك سورة : (( قل هو الله أحد )) ودل على الآخر سورة : (( قل يا أيها الكافرون )) "
(( قل هو الله أحد )) من باب الخبر أو من باب الإنشاء .؟
الطالب : الخبر .
الشيخ : الخبر الذي يطلب منا العلم والقول ، أن نعلم أن الله أحد وصمد ونقول ذلك بألسنتنا ، لكن (( قل يا أيها الكافرون )).
" ودل على الآخر سورة الكافرون " (( قل يا أيها الكافرون )) تجد أن الإخلاص فيها هو إخلاص الله بصفاته أو إخلاص عملك أنت .؟ شف (( قل يا أيها الكافرون * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين )) تجد أن الإخلاص في سورة (( قل يا أيها الكافرون )) إخلاص القصد والإرادة أو لا .؟ (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد )) فأنت أخلصت لله تبارك وتعالى فيمن تعبده ، لا تعبد إلا الله ولا تعبد الأصنام . لكن (( قل هو الله أحد )) ما فيها عبادة ولكن فيها خبر ، يطلب منا نحوه التصديق ، نعم .
قال : " وهما سورتا الإخلاص وبهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك "
كما كان يقرأ بهما في الوتر في الركعة الثانية والثالثة ، وفي الركعة الأولى يقرأ (( سبح اسم ربك الأعلى )) ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في ابتداء العمل ، ابتداء العمل متى .؟ المؤلف وش يقول .؟ في ركعتي الفجر ، وفي انتهاء العمل في الوتر، ويقرأ بهما أيضا في ركعتي الطواف ، لأن الحج يطلب فيه الإخلاص ، خلافاً لقريش الذين يلبون ويقولون : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك .
الخلاصة يا جماعة الآن نقول : خلاصة الكلام هذا كله ، أن الكلام عموما إما خبر وإما إنشاء ، والخبر دائر بين النفي والإثبات ، مقابل بأي شيء .؟ بالتصديق أو التكذيب ، والإنشاء دائر بين الأمر والنهي والإباحة ، مقابل بالإرادة والمحبة أو الكراهة والبغض .
يعني أن المأمور أو المنهي إما أن يقبل ويحب ويريد ويعمل أو يرفض العمل ، ما فيه تصديق أو تكذيب .
نسأل الآن الكلام في الشرع والقدر من أي النوعين .؟ هو من باب الخبر أو من باب الإنشاء .؟ من باب الإنشاء ، ولذلك هو دائر بين الإرادة والمحبة ، تريد فتحب فتعمل بشرع الله ، أو تكره وتبغض فلا تعمل . لكن توحيد الله وصفاته من باب الخبر ، ولهذا الناس فيه إما مصدق وإما مكذب ، إما مصدق أو مكذب .
طيب المؤلف يقول إن سورتي الإخلاص (( قل يا أيها الكافرون )) ،(( قل هو الله أحد )) تضمنت النوعين ، فأيهما الذي تضمن الخبر .؟ (( قل هو الله أحد )) . (( قل يا أيها الكافرون )) تضمنت الإنشاء ، لأنها عبادة ، إخلاص وقصد (( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ )) يعني وإنما أعبد الله (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُد )) وإنما تعبدون الأصنام (( َلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُم )) يعني لا أعبد عبادتكم و، إنما أعبد عبادة شرعها الله (( وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ )) كذلك (( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين )) هذه البراءة الكاملة . نعم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، القدر بالنسبة لفعل الله من باب الخبر لأنه فعله ، لكن بالنسبة لفعل العبد من باب الطلب ، لأنك مأمور بالعقيدة أن الله تعالى خلفه شامل لكل شيء ومشيئة شاملة لكل شيء .
طيب نقرأ الآن ، نبدأ بالنتيجة : " فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب " أيّ باب .؟ يعني توحيد الصفات " أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله نفيا وإثباتا ، فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه " إلى آخره .
الطالب : ... .
الشيخ : عندي أنا رسله : " وبما وصفه به رسله " التأنيث ما يضر .
طيب أرجو الانتباه ، الأصل في باب التوحيد والصفات وش الأصل.؟ هنا السؤال يتوجه ، ما هو الأصل في توحيد الصفات .؟ " أن يوصف الله بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسله نفياً وإثباتا ".
مثال النفي ، وش مثال النفي الذي وصفه به الرسل .؟ (( ليس كمثله شيء )) ، وإثباتا .؟ (( وهو السميع البصير )) الآية الكريمة جمعت بين النوعين ، النفي والإثبات .
9 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا يتضمن التوحيد في عبادته وحده لا شريك له وهو التوحيد في القصد والإرادة والعمل والأول يتضمن التوحيد في العلم والقول , كما دل على ذلك سورة : (( قل هو الله أحد )) ودل على الآخر سورة : (( قل يا أيها الكافرون )) وهما سورتا الإخلاص وبهما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة في ركعتي الفجر وركعتي الطواف وغير ذلك . فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا ; فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه " . أستمع حفظ
الكلام على النفي في صفات الله تعالى .
الآن نأخذ صفة من الصفات قوله تعالى : (( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )) فهذه الصفة نفي أو إثبات .؟
الطالب : نفي .
الشيخ : نفي (( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )) ، هذه نفي ، هل نقول إن الله سبحانه وتعالى مقتصف بانتفاء الظلم عنه إنتفاء مجردا فقط ، أو نقول إن المراد بذلك إثبات كمال عدله ، وأنه سبحانه لكمال عدله لا يظلم ؟ هذا هو الصحيح ، هذا هو الواقع . نقول (( ولا يظلم )) ليس معناه أنه فقط لا يظلم أحدا فقط ، لا ولكنه عدل لا يظلم ، لماذا .؟ لأن المنفي المجرد يا جماعة قد يكون سببه النقص والعجز ، وقد يكون سببه عدم القابلية ، وقد يكون سببه الكمال . (( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )) نركز على هذه الصفة لأنها أوضح ما يكون في الأمثلة .
عندما تقول لرجل زمن ضعيف ، هذا الرجل لا يظلم أحدا ، وهو زمن ضعيف لا يستطيع يتعدى على أحد ، هل يعتبر هذا مدحاً ؟
الطالب : لا .
الشيخ : ... لماذا لا يظلم .؟ وش الجواب .؟ عاجز عن الظلم .
لهذا يقولون إن قول الشاعر :
" قبيلة لا يغدرون بذمة ولا *** يظلمون الناس حبة خردل " .
وفي قول الشاعر :
" لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب *** ليسو من الشر في شيء وإن هانا " .
شف ليسوا من الشر في شيء ، بعيدين عن الشر .
" يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة *** ومن إساءة أهل السوء إحسانا "
شلون هذه الصفات هذه .؟ زين أو لا .؟
الطالب : زين .
الشيخ : ليسوا من الشر في شيء ، ما فيهم شر ، وأيضا إذا ظلموا يجزون من أهل الظلم مغفرة ، إذا ظلمهم أحد قالوا غفرا ، عفونا عنك ، ومن إساءة أهل السوء إحسانا ، إذا أساء إليهم أحد أحسنوا إليه ، عندما نقرأ هذه ، نفي ظلم ، مجازات بالمغفرة لمن ظلمهم ، بالإحسان لمن أساء إليهم ، نقول هذه صفات طيبة ، لكن أتدرون أن هذه في الحقيقة صفات نقص .؟ نعم ، لأنهم عاجزون .
ولهذا قال الشاعر :
" فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا *** شنوا الإغارة فرساناً وركبانا "
إذاً هو ما يريدهم لهذا ، لأن هؤلاء عاجزون ما يقدرون يغدرون ولا يقدرون يظلمون ولا يأخذون بحقهم .
إذا يا جماعة إذا قلت : (( ولا يظلم ربك أحدا )) وجعلته نفياً مطلقاً فقط غير متضمن لكمال لم يكن مدحاً .
طيب في واحد يقول : والله أنا عندي جدار يستند إليه الناس يلينون ظهورهم ولا يظلمهم ... هذا النفي هل يكون هذا مدحاً للجدار أنه ما يظلم أحد ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لماذا .؟ لأنه غير قابل لأن يظلم ، فنفي الظلم عنه هنا لعدم القابلية .
ونفي الظلم في قول الشعر :
" ولا يظلمون الناس حبة خردل ، للعجز "
ونفي الظلم عن الله لا عجزا ، ولا عدم قادرية لأنه قادر على الظلم، لكنه سبحانه وتعالى لكمال عدله منع الظلم عن نفسه : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ) .
أرجوا الانتباه لهذه القاعدة ، فقول المؤلف رحمه الله : " إنهم ينفون ما نفاه عن نفسه " ، يجب أن نقول : ما نفاه الله عن نفسه فإنه إيش .؟ متضمن للإثبات ، النفي الذي في صفات الله متضمن لأي شيء .؟ للإثبات ، وليس نفياً محضاً ، لأن النفي المحض ليس مدحاً ، لأن للنفي أسباب فلا يكون مدحاً إلا إذا كان سببه كمال، (( ولا يظلم ربك أحدا )) لكمال عدله .
(( وما ربك بغافل عما تعملون )) وش الكمال .؟ لكمال علمه وإحاطته ومراقبته .
(( ولقد خلقنا السماء والأرض في ستة أيام وما مسنا من لغوب )) يعني من تعب وإعياء ، وش الكمال .؟ لكمال قوته أو لا .؟
طيب واحد حط جسر حديد ، وواضع عليه ... حديد ، وقال أن الجسر هذا ما تعب ، صحيح أو لا .؟ أو تعب .؟ ما تعب ، لكن لماذا لم يتعب .؟ لأنه غير قابل ، أصلا ما يتعب ولا يعجز ، ليس قابلا لذلك ، فدل هذا على أن النفي المحض ليس كمالاً حتى يكون متضمناً للإثبات . والله أعلم .
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل و، كذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد لا في أسمائه ولا في آياته ، فإن الله تعالى ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته كما قال تعالى : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )) وقال تعالى : (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم )) الآية .
فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قال تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )). ففي قوله : (( ليس كمثله شيء )) رد للتشبيه والتمثيل وقوله : (( وهو السميع البصير )). رد للإلحاد والتعطيل " .
مناقشة على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالكلام في باب ( التوحيد والصفات ) هو من باب الخير الدائر بين النفي والإثبات. والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا ... فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا ; فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه ".
الطالب : ... .
الشيخ : خبر وإنشاء ، نعم أحسنت ، استرح ، الخبر دائر .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا أقول دائر بين أي شيء .؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني معناه موضوع الخبر .؟ يمكن ما فهمت السؤال نعم.
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، هذا بين التصديق والتكذيب بالنسبة للمخبر ، نعم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : دائر بين النفي والإثبات ، طيب الأخ يقابل .؟
الطالب : بالتصديق والتكذيب .
الشيخ : بالتصديق أو التكذيب ، أحسنت ، طيب من هذا النوع الكلام الخبري .؟ التوحيد والأسماء والصفات ، تمام ، استرح .
الإنشاء دائر بين .؟
الطالب : ... .
الشيخ : هو الطلب الإنشاء .
الطالب : بين الأمر والنهي والإباحة .
الشيخ : زين استرح ، بين الأمر والنهي والإباحة ، مقابل .؟
الطالب : مقابل بين الإرادة والكره .
الشيخ : والمحبة ، أحسنت استرح ، من هذا النوع .؟
الطالب : القدر والشرع .
الشيخ : القدر والشرع ، من هذا النوع القدر والشرع ، فإنه أمر ونهي ... الكراهة والبغض أو المحبة والإرادة ، طيب أحسنت .
في سورة الإخلاص التي هي : (( قل هو الله أحد )) من أي النوعين .؟
الطالب : الخبر .
الشيخ : الخبر ، التوحيد الخبري العلمي ، وفي : (( قل يا أيها الكافرون )) .؟
الطالب : ... .
الشيخ : طلبي ، الذي هو توحيد العمل ... الإرادة والطلب ، بارك الله فيك استرح .
المؤلف رحمه الله يقول : " فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب " أي في باب الصفات " أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسله نفيا وإثباتا " يعني فما نفاه الله عن نفسه وجب علينا نفيه ، وما أثبته وجب علينا إثباته ، بقي قسم ثالث لعل المؤلف يذكر في آخر الكتاب إن شاء الله ، وهو ما لم يرد نفيه ولا إثباته ، هذا القسم الثالث يأتي إن شاء الله في آخر الكتاب.
يقول : " فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه " هذه القاعدة ، نثبت ما أثبته الله لنفسه وننفي ما نفاه عن نفسه ولا نتعرض لشيء ، وأشرنا بالأمس إلى قاعدة في الصفات المنفية ، وهو.؟ أن يثبت كمال ضد هذا المنفي ، يعني ما نقتصر على النفي المجرد لأن النفي المجرد لا يدل على مدح ، أو لا يدل على الكمال إلا إذا تضمن إثباتا ، لأن النفي المجرد قد يكون سببه .؟ العجز أو عدم القابلية ، أما إذا تضمن كمالا فهو حينئذ يكون مدحا ، ومثلنا لذلك بمثال ، وهو قوله تعالى : (( ولا يظلم ربك أحدا )).
12 - مناقشة على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالكلام في باب ( التوحيد والصفات ) هو من باب الخير الدائر بين النفي والإثبات. والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفيا وإثباتا ... فأما الأول وهو التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله نفيا وإثباتا ; فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه ". أستمع حفظ