تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقوله تعالى : (( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط اللهَ وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم )) وقوله : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) الآية وقوله : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه )) وقوله : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه )) وقوله : (( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) وقوله : (( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة )) وقوله : (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) " .
وقرأتم أنتم قبل هذا المكان أو قبل هذه المرحلة ، قرأتم أن أهل التعطيل ينكرون أن الله يغضب ، يقولون أن الله لا يغضب ، ويفسرون الغضب بأي شيء .؟ بالانتقام أو بإراداته ، ما يفسرون الغضب بصفة في نفس الله تقتضي الانتقام ، لا ، يقولون الغضب هو الانتقام وهذا خطأ ، ليش .؟ قال : لأن الغضب ، يعني إنكارهم لأي شيء .؟ قال : لأن الغضب عبارة عن غليان دم القلب ، يغلي دم القلب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم ) فيقولون : إن الغضب غليان القلب ، ولهذا تنتفخ عيونه وتنتفش الشعور نعم نقول هذا الغضب الذي ذكرتموه غضب من .؟ غضب المخلوق ، أما غضب الله سبحانه وتعالى فإنه يليق به كسائر الصفات ... طيب فيها إثبات السخط وإثبات الرضا .
" وقوله : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) " .
(( فسوف )) هذه جواب لشرط في أول الآية ، وهي قوله : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه )) في هذا إثبات صفة المحبة لله عز وجل ، (( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )) وش معنى أذلة عليهم .؟ يعني لا يستكبرون على المؤمنين ولا يغضبون عليهم وإنما هم أذلة .
أما على الكافرين فهم : (( أَعِزَّةٍ )) أقوياء أشداء ، مثل ما وصف الله عز وجل نبيه وأصحابه بأنهم : (( أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ )) طيب ... .
" وقوله (( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )) " في هذا أيضا إثبات صفة الرضا لله عزّ وجل ، نعم وقوله (( ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )) وش معنى خشيه .؟ أي خافه مخافة صادرة عن علم ، لأن الله يقول : (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء )) .
" وقوله أيضا : (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ )) " هذا فيه وعيد ... جهنم ، الخلود فيها ، الغضب ، اللعنة (( وأعد لهم عذاباً عظيما )) في آخر الآية ، خمس عقوبات لمن يقتل مؤمناً متعمداً ، والشاهد من هذه الآية في هذا المقام قوله : (( وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ )) فاللعنة من فعل والغضب من وصف ، فالله سبحانه وتعالى يغضب ويلعن ، ومعنى اللعنة .؟
الطالب : ... .
الشيخ : الطرد والإبعاد من رحمة الله ، طيب استرح ، أما الغضب فهو صفة نفسية في ذات الله عز وجل تليق به ليس كغضب المخلوقين .
" وقوله : (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ )) " متى هذا النداء .؟ يوم القيامة (( لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ )) اللام هذه للابتداء ... ومقت ، وش معنى مقت .؟
الطالب : أي أبغضه .
الشيخ : زين صحيح ، المقت معناه البغض أو أشد البغض (( لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ )) مقت مضاف ، الله مضاف إليه ، وهو من باب إضافة المصدر إلى فاعله ، أو من باب إضافة المصدر إلى مفعوله .؟ أنتم تتصورون معنا زين ، هل المصدر هنا مضاف إلى الفاعل أو للمفعول.؟
الطالب : للمفعول .
الشيخ : طيب نشوف ، إلى الفاعل فالمعنى : لمقت الله إياكم أكبر من مقتكم أنفسكم (( إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) . إذا كان مضافا إلى المفعول يصير : لمقتكم الله ، يعني بغضكم لله حين تدعون إلى الإيمان فتكفرون أشد (( أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ )) .
المعنى الآن إذا قلنا هو مضاف إلى الفاعل : لمقت الله إياكم ، يعني بغض الله لكم أكبر من بغضكم أنفسكم ، إذا كان مضافا إلى المفعول يعني : لبغضكم الله ، أنتم تبغضون الله أكبر من بغضكم أنفسكم ، طيب نفهم منها بغض أنفسهم .؟ يوم القيامة إذا رأوا العذاب حينئذ لاموا أنفسهم على ما قدموا من الكفر ، ينادون توبيخاً يقال : إن مقتكم لله أو إن مقت الله إياكم حين دعيتم إلى الإيمان فكفرتم أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم .
والشاهد من هذه الآية في هذا المقام قوله : (( لّمَقْتُ اللَّهِ )) وظاهر كلام ابن تيمية رحمة الله تعالى حينما استشهد بها على إثبات صفة الله أنها مضافة إلى .؟ هيا يا جماعة .؟
الطالب : إلى الفاعل .
الشيخ : إلى الفاعل ، يعني يريد أن يثبت أن الله تعالى يمقت يعني يبغض أشد البغض .
" وقوله (( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ )) [البقرة] " هل استفهام لكن بمعنى النفي ، وينظرون بمعنى ينتظرون ، يعني ما ينتظر هؤلاء إلا هذا اليوم الذي يأتي به الله سبحانه وتعالى في ظلل من الغمام وهو يوم القيامة .
(( يأْتِيَهُمُ اللَّهُ )) الفاعل فاعل يأتي من .؟ الله ، فإذا الآتي من .؟ الله (( يأْتِيَهُمُ اللَّهُ )) هذه صفة ثبوتية أو سلبية .؟
الطالب : سلبية .؟
الشيخ : السلبية يعني النفي ، هذه الصفة ثبوتية ، أثبت الله لنفسه الإتيان ، ومر عليكم وأنتم تقرؤون التوحيد في الثانوي أن أهل البدع يقولون إن الله لا يأتي ، وش الذي يأتي .؟
الطالب : أمره .
الشيخ : أمره ، يأتيهم أمر الله ، ولا شك أن هذا تحريف لأنه إخراج للكلام عن ظاهره ، فالله تعالى يقول : (( يأْتِيَهُمُ اللَّهُ )) فكيف تقول يأتيهم أمر الله ، جناية هذه ، (( يأْتِيَهُمُ اللَّهُ )) فيها إثبات الإتيان . (( فِي ظُلَلٍ )) جمع ظلة (( مِنَ الْغَمَامِ )) وهذا الغمام ورد في الحديث أنه غمام أبيض عظيم يملأ الأجواء كلها ، وكما قال الله تعالى : (( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنزلَ الْمَلائِكَةُ تَنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن )) [الفرقان]
" وقوله : (( ثم اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) " ثم : أي بعد خلق الأرض استوى إلى السماء ، بمعنى قصد إلى السماء على وجه التمام والتنفيذ وقوله : (( وَهِيَ دُخَانٌ )) جملة حالية ، وش معنى (( دخان )) .؟ أي مثل الدخان (( فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ )) الشاهد قوله : (( فقال لها )) إثبات القول ، وأن الله تعالى يقول ، وش قال .؟ (( اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا )) ومعنى ائتيا أي انقادا لأمره (( طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) .
الشاهد في هذه الآية أن المؤلف أتى بها لإثبات أن الله تعالى يقول، وأهل السنة والجماعة كما مر عليكم يثبتون أن الله تعالى يتكلم ، ويقول بقول مسموع ، بحروف أو لا .؟ بحروف ، لكن الصوت الذي يتكلم الله به لا يشبه أصوات المخلوقين أبدا ، ولا يمكن أن يشبه أصوات المخلوقين لأن الله تعالى (( ليس كمثله شيء )) .
1 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقوله تعالى : (( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط اللهَ وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم )) وقوله : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )) الآية وقوله : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه )) وقوله : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه )) وقوله : (( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) وقوله : (( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة )) وقوله : (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) " . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقوله : (( وكلم الله موسى تكليما )) وقوله : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )) وقوله : (( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون )) وقوله : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) وقوله : (( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) . " .
لاحظوا أن الذين ينكرون أن الله يتكلم من الجهمية غيرهم وش يفسرون الآية .؟ يقول : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ )) ... لا غير الذين يحرفون لفظه ، يبقونه على لفظه : (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى )) يقولون ومنهم الزمخشري في تفسيره يقول : " (( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى )) أي جرحه بمخالب الحكمة " وش نتصور حين يقول أن الله جرحه .؟ نعم نتصوره على وجه لا يليق به ، شف الآن فروا من شيء يظنوه باطلاً إلى شيء أثقل منه ، وش معنى : جرحه بمخالب الحكمة ، ما لها معنى ، يقول : نعم لأن الكلم يأتي بمعنى الجرح ، ومنه ما جاء في الحديث : ( ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يثعب دما ، اللون لون دم والريح ريح المسك ) .
لكن يقال الكلم بمعنى الجرح صحيح ، لكن التكليم ليس بمعنى الجرح ، وحتى ولو كان بمعنى الجرح فهنا ممتنع ، ممتنع أن الله يجرح موسى.
طيب في ناس حرفوا الآية لفظاً ، وش قالوا فيها .؟ وكلّم اللهَ موسى ، عشان يكون المكلم موسى ، ولكنهم لو استطاعوا أن يحرفوا الكلمة هذه ما استطاعوا أن يحرفوا قول الله تعالى : (( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ )) [الأعراف: من الآية]. يستطيعون يحرفون هذه .؟ ما يستطيعون .
طيب " وقوله تعالى : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )) ناديناه ونجيا ، النداء هو ما كان بصوت عال والمناجاة ما كان بصوت أقل ، واستدل المؤلف رحمه الله بهذا على أن الله يتكلم بكلام مسموع إما مناداة وإما مناجاة (( وقربناه نجيا )) .
" وقال : (( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ )) " الفاعل الله " (( فيقول أين الشركاء الذين كنتم تزعمون )) " وهذا متى يكون .؟ يوم القيامة ، يتحداهم يقول وين الشركاء وين الأصنام التي تعبدونها مع الله .؟ هل تنفعكم ؟
لا (( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها )) [الأنبياء].
" وقوله : (( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) " هذا أيضا فيها إثبات أن الله تعالى يقول بحرف (( أَنْ يَقُولَ لَهُ )) أين مقول القول .؟
الطالب : كن .
الشيخ : (( أَنْ يَقُولَ لَهُ كن )) كن هذه حروف ، من الكاف والنون (( فيكون )) .
وقال : " وقوله : (( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) [ الحشر: من الآية] ".
لو أن المؤلف جاء بالآية التي قبلها ليكمل الآيات الثلاثة .
الطالب : جابها : " (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم )) " .
الشيخ : كلكم .؟ ما هي عندي ... (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم )) . أي نعم .
شف : (( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عالم الغيب والشهادة )) .
أولاً : (( لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ )) فيها إثبات الألوهية و(( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ )) العلم وعمومه (( هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )) إثبات الرحمة .
(( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ )) إثبات الملك (( الْقُدُّوسُ )) إثبات القدوسية وهي الطهارة والتنزه عن كل قذر (( السلام )) بمعنى السلامة من أين .؟ من كل عيب ونقص (( المؤمن )) معناه المصدق، مصدق لمن .؟ لكل ما هو حق ، ولذلك فهو تعالى يصدق برسالة رسله ، ويصدق بكل ما وعد به من ثواب وعقاب .
(( المهيمن )) معنى الهيمنة أي الحاكم الذي لا أحد يشاركه في حكمه (( العزيز )) الغالب (( الجبار )) ذو الجبروت ، وهي القوة ، (( المتكبر )) ذو التكبر وهو الترفع والتعالي ، ولهذا قال (( سبحان الله عما يشركون )) تنزيها له عن هذه الأصنام التي أشركوا بها معه ، (( هو الله الخالق )) الخالق معناه .؟
الطالب : الموجد .
الشيخ : الموجد للأشياء (( البارئ )) الذي خلقها على صفة معينة ، نعم (( المصور )) لذوات الصور على ما يريد سبحانه وتعالى (( له الأسماء الحسنى )) واللام هنا قدمت للإختصاص ، أي ليس أحد له أسماء حسنى كاملة إلا الله (( يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) إثبات العزة والحكمة .
كل هذه الصفحة التي قرأناها ، كلها تتضمن أي شيء .؟ الإثبات بالتفصيل .
2 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقوله : (( وكلم الله موسى تكليما )) وقوله : (( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا )) وقوله : (( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون )) وقوله : (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) وقوله : (( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم )) . " . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " إلى أمثال هذه الآيات والأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أسماء الرب تعالى وصفاته فإن في ذلك من إثبات ذاته وصفاته على وجه التفصيل وإثبات وحدانيته بنفي التمثيل ما هدى الله به عباده إلى سواء السبيل فهذه طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ." .
أما قوله : " إلى أمثال هذه الآيات " فالذي أمامنا آيات لكن قوله: " والأحاديث " هنا ذكر أحاديث .؟ لا ، ولهذا إما أنها سهو من المؤلف، أو يريد الأحاديث المتصورة في الذهن ، وفي الحقيقة ما مر معنا أحاديث لكن الأحاديث المتصورة في الذهن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أسماء الله وصفاته يقول رحمه الله " في أسماء الرب تعالى وصفاته فإن في ذلك من إثبات ذاته وصفاته على وجه التفصيل وإثبات وحدانيته بنفي التمثيل ما هدى الله به عباده إلى سواء السبيل " صحيح ما قاله المؤلف في الآيات الكثيرة والأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من إثبات هذه الصفات ما هدى الله به عباده المؤمنين إلى سواء السبيل .
" فهذه طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ".
إذا طريقة الرسل يا جماعة ، وأنا يحسن لي أن تأخذوا عناوين لهذه الأشياء ، كلام الشيخ يعني مرسل هكذا ، عناوين ، ممكن نأخذ عنوان الصفحة هذه والتي قبلها فنقول : طريقة الرسل وأتباعهم في صفات الله ... من قوله : " والله سبحانه وتعالى بعث رسله ... ".
القاعدة هي : أن طريقة الرسل التي بعثهم الله بها هي التفصيل في الإثبات ، والإجمال في النفي ، نعم هذه القاعدة ... .
نحن استثنينا إلا .؟ إلا ما كان رداً لصفة وصف بها من صفات العيب فإنه يرد بها على وجه التفصيل أو كان لبيان كمال صفة ثبوتية ، أو قيل على سبيل المقابلة كما مر في الدرس الماضي ، وهذه المقابلة في الحقيقة قد نستغني بقولنا إنما قيل لإثبات صفة كمال يكفي عنه .
أما في الأول الصفحة التي قبل فهي : أقسام الكلام إلى خبر وإنشاء وأن الكلام في باب التوحيد والصفات من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات ، و الكلام في القدر والشرع من باب الإنشاء الدائر بين التصديق والتكذيب والمحبة والكراهة ... هي القاعدة الأولى نعم ...
فهمنا الآن طريقة السلف في باب أسماء الله وصفاته ، وش طريقتهم .؟ التفصيل في الإثبات ولنمثل لهذا بالآيات التي ذكرها المؤلف ، والثاني الإجمال في النفي ، مثل : (( هل تعلم له سميا )) (( ولم يكن له كفوا أحد )) (( ليس كمثله شيء )) وما أشبه ذلك .
3 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " إلى أمثال هذه الآيات والأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في أسماء الرب تعالى وصفاته فإن في ذلك من إثبات ذاته وصفاته على وجه التفصيل وإثبات وحدانيته بنفي التمثيل ما هدى الله به عباده إلى سواء السبيل فهذه طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ." . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم ".
لما ذكر المؤلف رحمه الله طريقة الرسل وأتباعهم عليهم الصلاة والسلام من التفصيل في الإثبات والإجمال في النفي ذكر من زاغ وحاد عن سبيلهم ، زاغ وحاد معناهما متقارب مترادف تقريبا ، " عن سبيلهم" عن طريقهم " من الكفار والمشركين " الكافر أعم من المشرك ، لأن المشرك كفره خاص باتخاذ الند لله عز وجل .
" والذين أوتوا الكتاب " من هم الذين أوتوا الكتاب .؟ اليهود والنصارى ، " ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة " الصائبة يعني بهم الصابئين ، والصائبون قيل إنهم المجوس الذين يعبدون النار ، وقيل إن الصابئين من لا دين له ، فكل من لا دين له فهو صابئ .
والمتفلسفة يقال فلاسفة ويقال متفلسفة ، وأصل الفلسفة في اللغة اليونانية محبة الحكمة ، فالفليسوف عندهم محب للحكمة أو الحكيم، والفلاسفة عندهم الحكماء ، يسمونهم الحكماء في اللغة العربية ، فالمتفلسف معناه المنتسب إلى الفلاسفة الذي ينحنى منحاهم وإن لم يكن منهم في كل ما يقولون ، لأن الفلاسفة غالبهم كفار ، لكن فيه ناس ممن ينتسبون إلى الإسلام تفلسفوا ، وش معنى تفلسفوا .؟ يعني أخذوا من طرق الفلفسة ، أخذوا منهم لكن ليسوا فلاسفة على الإطلاق ، وأصل الفيلسوف معناه .؟
الطالب : الحكيم .
الشيخ : محب الحكمة أو الحكيم ، هذا في اللغة اليونانية ثم عربت ودخلت في اللغة العربية .
وأما " الجهمية " فهم أتباع جهم بن صفوان والجهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم والجعد بن درهم هو مؤسس طريقة الجهمية لأنه ـ الجعد بن درهم ـ والعياذ بالله أول من قال بالتعطيل ، وقال بالتعطيل كلمتين فقط قال : إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليما ، فنفى المحبة ونفى الكلام ، والمحبة والكلام في الحقيقة هما الشرع ، لأن شرع الله ثبت بوحيه ووحيه كلامه ، فإذا أبطل الكلام أبطل الشرع ، ومحبة الله تبارك وتعالى أيضا ناتجة أو ثمرة عبادته ، فكل من تعبد الله على طريقة رسله فهو محبوب إلى الله .
الجعد بن درهم تعرفون أنه قتل ، من الذي قتله .؟ خالد بن عبد الله القسري قتله في الحقيقة قتلة ممتازة ، يقولون إنه خرج به مقيدا في أغلاله إلى مصلى العيد و، كانت عادة الناس من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أن إمام المسجد يخرج بأضحيته إلى المصلى فيذبح أضحيته هناك ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح وينحر بالمصلى لأجل أن يكون تفريق اللحم على المساكين أمراً ميسوراً . فهذا الرجل خالد بن عبد الله القسري خرج بالجعد بن درهم مقيداً بأغلاله وخطب بالناس وقال : " أما بعد : أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم لأنه قال إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً " ثم نزل فذبحه ، فكانت أضحية مقبولة ومشكورة لكنها غير مأكولة أو لا .؟ غير مأكولة إنما هي مقبولة ومشكورة ، ولهذا يقول ابن القيم في النونية :
" ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ *** ـقسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله *** كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة *** لله درك من أخي قربان "
وصحيح أن التضحية بمثل هذا هي عند الله وعند عباده أحب من أن يضحي بملئ الأرض من المواشي ، لأنها قطع للبدع ، لكن مع الأسف تتلمذ عليه هذا الرجل الخبيث الجهم بن صفوان ، وهو الذي نشر هذا المذهب ، لما نشره بين الناس صار ينسب إليه ، فيقال الجهمية ، وكان أصلا يقال الجعدية ، لكن نظرا إلى أن ذاك لم يستقم له الأمر ما نسب إليه ، انتشر على يد هذا .نسأل الله السلامة والعافية .
4 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم ". أستمع حفظ
تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم : فإنهم على ضد ذلك يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل ولا يثبتون إلا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان , فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل ; فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات والجمادات ; ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات . ".
ثم قال : " وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من " هؤلاء الأصناف " الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم " وتقدم الكلام على بعض هؤلاء الطوائف ، وانتهينا إلى القرامطة والباطنية .
" والقرامطة والباطنية " هؤلاء بنوا طريقتهم على أن النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لها ظواهر ولها بواطن ، فالظواهر يخاطب بها عامة الناس ، والبواطن يخاطب بها الخاصة من الناس ، فجعلوا للشرع ظهراً وباطناً ولهذا سموا باطنية .
وقالوا في مسألة الأصول إن هذه النصوص الدالة على وجود الجنة والنار والرب وما إلى ذلك ، كلها لا حقيقة لها في الواقع ، ولكن خوطب بها العامة لإقامة أحوالهم ، وكذلك بالنسبة للصلوات والصيام والزكاة وغيرها ، قالوا هذه أيضا إنما هي تشريعات لمن .؟ للعامة فقط، وهذه ظواهر النصوص ، لكن الخواص منا ليس لهم هذه الظواهر وإنما لهم بواطن النصوص ، وهي أن كل هذا شيء لا حقيقة له ، حتى إن الصلاة يقولون إنها ليست هي الصلاة الشرعية المعروفة ذات الركوع والسجود ، لكن الصلاة معرفة أسرار مشائخهم ، والصيام هو عبارة عن كتمان أسرارهم ، لأن الصيام الإمساك ، معناه أن تمسك عن بيان أسرارهم التي هم عليها .
والحج ليس قصد مكة ولكنه قصد مشائخهم وأوليائهم ، ولهذا سموا قرامطة نسبة إلى رجل يقال له حمدان قرمط ، وقيل لهم باطنية نسبة إلى مذهبهم ، وهم يسمون بغير هذه الأسماء ، لكنهم هذا مدار مذهبهم على أن للنصوص ظواهر وبواطن . فالظواهر يخاطب من ؟ يخاطب بها العامة وتبقى على ظاهرها ، والبواطن إنما يخاطب بها الخاصة ولا يعلمها إلا الخاصة فقط .
هؤلاء الباطنية وهؤلاء المنحرفون يقول : " فإنهم على ضد ذلك " المشار إليه ما هو .؟ طريقة الرسل وأتباعهم " يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل " السلب بمعنى النفي ، هذا معنى السلب ، فمعنى بالصفات السلبية أي بصفات النفي على وجه التفصيل ، فيقولون مثلاً : لا هو كذا ولا هو كذا ... يفصّلون ، يقولون إن الله ليس بجوهر ولا عرض ولا جسم ولا متصف بالحوادث ولا يفعل ولا ينزل ولا يستوي على العرش ... إلخ .
" ولا يثبتون إلا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل ، وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان " يعني هم لا يثبتون الإله سبحانه وتعالى إلا أنه وجود مطلق ، المراد بالوجود المطلق هنا الذي لا يتصف بالصفات ، وجود مطلق يعني لا صفات له ، غير مقيد بصفة ، لا بسمع ولا بصر ولا علم ولا حكمة ولا عزة ولا شيء ، وجود مطلق .
المؤلف يقول : " لا حقيقة له عند التحصيل ، وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان " والوجود الذهني غير الوجود العيني ، الوجود الذهني معناه أن يفرض الذهن شيئاً ولكنه لا يمكن أن يوجد في الخارج .
فمثلا ذهن الإنسان قد يفرض أن شيئاً موجوداً ولا له صفة ، يعني قد تتخيل أنه فيه شيء موجود ما له سمع ولا بصر ، ولا قوة ولا قدرة ولا عزة ولا حكمة ، نعم ممكن يفرض هذا ، لكن هل يمكن أن يوجد شيء لا صفات له ؟!!
أبدا ، ليش .؟ لأنه أقل ما يقال أن فيه صفة الوجود ، ما دام موجود فمعناه أن صفة الوجود ثابته فيه ، ففرض أمر لا صفة له ثبوتية هذا يقول المؤلف يمتنع تحققه في الأعيان ، والفرق بين الوجود العيني والوجود الذهبي أن الوجود الذهبي فهو ما يقدره الذهن وإن كان يمتنع وجوده وأما الوجود العيني فهو ما وجد بالفعل ، هذا الفرق .
قال : " فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل ، فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات والجمادات ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات " أرجو الانتباه ، هم يصفونه مثل ما قال المؤلف " بالممتنعات والمعدومات والجمادات " ثم يعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات .
مثال ذلك مثلاً إذا قالوا غن الله سبحانه وتعالى لا يوصف بأنه موجود ولا معدوم ، يعني لا يمكن أن تقول أن الله موجود ولا معدوم ، وش معنى ذلك .؟ ممتنع أو لا .؟
الطالب : ممتنع .
الشيخ : ممتنع غاية الامتناع ، لأن كل شيء فإنه إما موجود وإما معدوم ، وإذا قالوا أن الله ليس داخل العالم ولا خارجه ولا فوق العالم ولا تحته ، ولا متصل بالعالم ولا منفصل عنه ، وش يصير هذا .؟ ممتنع أو لا .؟ هم يصفون الله بهذه الأوصاف ، كما سيذكره المؤلف قريبا إن شاء الله ، إذا يصفونه بالممتنعات وبالمعدومات ، لأن كل ممتنع فهو معدوم .
كذلك يصفونه بالجمادات ، إذا قالوا إن الله ليس له حياة ولا علم ولا سمع ولا بصر ولا يفعل ولا ينزل ولا يأتي ولا يغضب ولا يرضى إلى آخره ، وش يصير هذا .؟ شبهوه بأي شيء .؟ شبهوه بالجماد الذي هو عبارة عن تمثال فقط .
ولهذا قال المؤلف إن قولهم : " يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل " .
لأنهم إذا وصفوه بهذه الصفات السلبية مثلوه بأشياء لا يمكن قبولها كالجمادات والممتنعات .
" ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات . " لأنهم إذا عطلوا كل صفة ، لاحظوا يا جماعة أنه فيه ناس يعطلون وصف الله بأي صفة ، وش يستلزم هنا .؟ نفي الذات ، لأنه مستحيل أن يوجد ذات بدون صفة ، فإذا نفوا كل صفة عن الله فإن قولهم هذا يستلزم نفي الذات ، فوجود ذات بدون صفة لا يمكن أن يتحقق في الأعيان ، نعم ربما تفرضه الأذهان ، ولكن ليس كل ما تفرضه الأذهان يكون واقعاً في الأعيان ، أليس كذلك .؟ فلاحظوا أن الذهن يفرض المستحيل ، ولكنه لا يمكن أن يقع في الأعين ، أليس ذهنك يمكن أن يفرض أن تنقسم أنت ألف واحد ؟ ربما يفرض أنك تنقسم ألف واحد ، بعدما تكون نائم في فراشك واحد ثم تجي وتتخايل ألف واحد ... يمكن يفرض الذهن هذا لكن هل له وجود ؟
ما له وجود ، فالفرض الذهني غير الوجود العيني ، فهم يفرضون أشياء ما يمكن أن توجد في الأعيان ، فإذا قال إن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يوصف بصفات ثبوتية أبدا ، أي صفة فيها إثبات فالله تعالى ممتنع عليها في الذات ، وش معنى هذا .؟ معناه نفي الذات ، فإذا قال ما يمكن أن نقول أن الله حي ولا موجود ولا معدوم ولا متصف بصفات الكمال فمعنى ذلك أنه معدوم ، ولهذا يقول المؤلف: " ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات ".
5 - تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما من زاغ وحاد عن سبيلهم من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هؤلاء من الصابئة والمتفلسفة والجهمية والقرامطة والباطنية ونحوهم : فإنهم على ضد ذلك يصفونه بالصفات السلبية على وجه التفصيل ولا يثبتون إلا وجودا مطلقا لا حقيقة له عند التحصيل وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان يمتنع تحققه في الأعيان , فقولهم يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل ; فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات والجمادات ; ويعطلون الأسماء والصفات تعطيلا يستلزم نفي الذات . ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فغلاتهم يسلبون عنه النقيضين ... ".
طيب : " فغلاتهم " خلوها رقم واحد ، " فغلاتهم " حطوا رقم واحد،
وش عندك .؟
الطالب : ما يعملون ... ؟
الشيخ : لا طبعا ما يعملون ، ما قلنا أنهم يقولون إن الشرع له ظاهر وباطن .؟
الطالب : ... .
الشيخ : أبدا هم ما يعملون ، هم لا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا شيء أبدا ، حتى إنهم يستحلون نكاح المحارم ، ويقولون في أشعارهم وخطبهم : كيف تحرم المرأة على أبيها الذي رباها وتحل للأجنبي الذي لا يعرفها . وما أشبه ذلك من المنكرات ، طيب وموجود الآن في إفريقية من يكون كذلك ، موجود في إفريقية طوائف مشايخهم يبيحون للإنسان أن يتزوج ما شاء ، حتى أني سمعت أن بعض المشايخ عندهم يتزوج خمسين امرأة ، ويبيح له أن يتزوج أخته إذا رغب ، هذا الشيء موجود .
استمعوا الآن إلى هذه الطوائف الذين أجملهم المؤلف ، قال :
" فغلاتهم يسلبون عنه النقيضين " غلاة من .؟ غلاة هؤلاء الطوائف من المتفلسفة والصائبة والجهمية والقرامطة والباطنية وغيرهم " غلاتهم يسلبون عنه " يسلبون بمعنى ينفون " عنه " عن الله " النقيضين " ويجب هنا أن نحدثكم عن النسبة بين الأشياء ، النسبة بين الأشياء تنقسم إلى أقسام :
أولاً : نسبة التناقض بمعنى أن يكون الشيئان نقيضين ، ومعنى النقيضين هما اللذان لا يجتمعان ولا يرتفعان ، بمعنى محال اجتماعهما ومحال ارتفاعهما ، هذان النقيضان ، مثال ذلك الحركة والسكون ، هذان نقيضان لا يجتمعان بمعنى لا يمكن أن يكون الشيء متحركاً ساكناً ، لأنه إذا كان متحركا فليس بساكن ، وإذا كان ساكناً فليس بمتحرك .
لا يمكن أن يجتمعان ولا يمكن أن يرتفعان أيضاً ، ليش لأن الشيء إما ساكن أو متحرك ، أو لا .؟ في شيء ثالث لا يكون ساكنا ولا متحركا .؟ ما فيه شيء ، إذا لا يرتفعان لابد يوجد واحد منهما .
كذلك أيضاً الوجود والعدم ، الوجود والعدم نقيضان أو لا .؟
الطالب : نقيضان .
الشيخ : ليش .؟ لأنهما لا يجتمعان ، لا يمكن أن يكون الشيء موجوداً معدوماً ، صح أو لا .؟ ولا يرتفعان ، وش معنى يرتفعان .؟ يعني لا يمكن أن يكون لا موجود ولا معدوم ، لا بد أن يكون إما موجود وإما معدوماً ، واضح يا جماعة .؟ كذلك مثلا الحياة والموت بالنسبة للإنسان ، حياة وموت نقيضان أو لا .؟
الطالب : نقيضان .
الشيخ : ما يمكن أن يجتمعان .؟ ما يمكن أن يصير الإنسان حياً ميتاً في آن واحد ، لا يمكن أن يرتفعان .؟ لأن الإنسان إما حي وإما ميت.
إذاً النقيضان وش نقول تعريفهم .؟ لا يجتمعان ولا يرتفعان ، بمعنى لا يمكن أن يرتفعان جميعاً ولا يجتمعان جميعا .
فيه تناسب يسمى تناسب الضدين ، ضدان ، هذا ضد هذا ، كذا أو لا .؟ الأول وش النسبة .؟
الطالب : التناقض .
الشيخ : النقيضان . هذا ضدان تناسب الضد ، الضدان لا يجتمعان ويرتفعان ، بمعنى يمكن أن يرتفعان كلاهما ، ولكن كلهم يجتمعان لا ، فالضدان لا يجتمعان ولكن يمكن أن يرتفعا ، انتبهوا يا جماعة ، ترى أنتم مسؤولون عن هذا ... لكن يمكن يرفع .
مثال ذلك : السواد والبياض ، السواد والبياض ضدان أو لا .؟
الطالب : ضدان .
الشيخ : ضدان زين ، ما يمكن أن تكون النقطة سوداء وبيضاء في آن واحد أو لا سوداء وبيضاء في آن واحد ، طيب لكن يرتفعان ، بمعنى أنه يمكن يصير الشيء لا أسود ولا أبيض ، وش يكون .؟ أحمر مثلاً ، إذاً فالضدان لا يجتمعان ويرتفعان ، ومعنى يرتفعان يعني يمكن أن يرتفعا ، ومعنى لا يجتمعان لا يمكن أن يجتمعا .
فإذا يجب أن تفرق عندما تقول السواد ضد البياض أو نقيض البياض.
الطالب : ضد .
الشيخ : ضد البياض ، لو تقول نقيض البياض صار ذلك خطأ ، لو تقول الوجود ضد العدم .؟
الطالب : خطأ .
الشيخ : وش تقول .؟ نقيض العدم ، لأنه لا يمكن أن يرتفع .
طيب فيه نسبة ثالثة : تسمى نسبة الخلاف بمعنى أن يقال للشيء والآخر هذان خلافان ، فالخلافان متغايران يمكن أن يجتمعان وأن يرتفعان . فالخلافان متغايران في الحقيقة لكن يجتمعان ويرتفعان ، خليكم معنا ، ومع ذلك يسميان خلافين ، فالخلافان ما يجتمعان ويرتفعان لكنهما مختلفان في الحقيقة فاهمين ذا ولا يحتاج إلى تفكيك طيب ... طيب الخلافان نقول متغايران يجتمعان ويرتفعان ، بمعنى يمكن اجتماعهما ويمكن ارتفاعهما مثال ذلك : البياض والحركة ، فالبياض غير الحركة أو هي الحركة .؟
الطالب : غير .
الشيخ : البياض لون ، لون الشيء أبيض ، والحركة حركة فعل ، فالحركة غير البياض فهي مخالفة له ، لكنهما يجتمعان أو لا .؟ يمكن أن يكون الشيء أبيضاً متحركاً ، أليس كذلك .؟ ويرتفعان أو لا .؟
الطالب : يرتفعان .
الشيخ : يرتفعان ، يمكن ارتفاعهما ، يكون الشيء ساكناً أسوداً ، فهو لا أبيض ولا متحرك ، إذاً فالخلافان متغايران لكنهما يجتمعان ويرتفعان .
النسبة الرابعة : المثلية ، المثلان متفقان ، مثل إنسان بشر ، فنسبة الإنسان للبشرية وش هي .؟ المثلية ، كل إنسان فهو بشر ، وكل بشر فهو إنسان ، النسبة بين المثلين هذه تسمى مماثلة ، يعني يسمونها المثلين ، فصارت المسألة أربع ، وأهم شيء عندنا أن نعرف النقيضين والضدين ، لأن بعض الناس يعبر بالنقيض عن الضد وبالضد عن النقيض ، هذا أهم شيء ، وإلا الخلافان والمثلان واضح معناهما .
الطالب : ... فإذا أصيب الإنسان بالشلل فهل يقال إنهما ضدان .؟
الشيخ : لا ، هذا يعتبر حيا ، هذا مسلم تعطلت إحساسه فقط ... .
تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فغلاتهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون : لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات فسلبوا النقيضين , وهذا ممتنع في بداهة العقول ; وحرفوا ما أنزل الله من الكتاب وما جاء به الرسول فوقعوا في شر مما فروا منه فإنهم شبهوه بالممتنعات إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات " .
الطالب : غير ممكن .
الشيخ : سلب النقيضين ، وش معنى سلب النقيضين .؟ يعني نفيه ، يعني نفي النقيضين ، ونفي النقيضين غير ممكن لأن النقيضين لا يرتفعان ، فنفيهما غير ممكن .
" فيقولون لا موجود ولا معدوم " الله لا هو موجود ولا هو معدوم ، وش هذا .؟ هذا سلب للنقيضين ، لأن الوجود والعدم النسبة بينهما.؟ نقيضان .
" ولا حي ولا ميت " وش يصير .؟ هل يمكن هذا .؟
الطالب : لا يمكن .
الشيخ : أن يكون موجوداً لا حيا ولا ميتا ، لا يمكن .
" ولا عالم ولا جاهل " يقول الله ما هو بعالم ولا هو بجاهل ، وش يصير هذا ممكن .؟ لا يمكن ، لأن كل ذي إدراك لا بد أن يكون إما عالما وإما جاهلا ... .
شف تعليلهم الخطير أو شبهتم الباطلة " لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات، وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات ، فسلبوا النقيضين " شف والعياذ بالله الشبهة الباطلة ، يقولون إن أثبت لله صفة ثبوتية ، شبهته بالموجدات ، وإن وصفته بصفة عدمية سلبية شبهته بالمعدوم ، إذاً لا تصفه لا بهذه ولا بهذه، فنقول لهم أنتم الآن شبهتموه بإيش .؟ بالممتنعات ، لأن المعدوم يجوز وجوده ، والموجود يجوز عدمه ، أما أنتم الآن فشبهتموه بالممتنعات ، لأن هذا لا يمكن أن يوجد أبداً ، إذا أردت أن تنفي الله فقل لا موجود ولا معدوم ، حقيقة أنه مستنكر الشيء هذا .
يقول المؤلف رحمه الله ، فهمنا الآن يا جماعة الغلاة ، ما مذهب الغلاة ممن حاد عن سبيل الرسل .؟ مذهبهم أنهم يسلبون عن الله النقيضين ، حطوا بالكم ، يقولون لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل ، ليش .؟ حجتهم أو بالأصح شبهتهم، يقولون إن أثبتم الصفة شبهتموه بالموجودات ، وإن نفيتموها شبهتموه بالمعدومات .
قال المؤلف : " فسلبوا النقيضين وهذا ممتنع في بداهة العقول "صحيح يعني بداهة العقول أولا ، المعنى أنه بمجرد ما يتصور الإنسان هذا الكلام يجد أنه باطل .
" وحرفوا ما أنزل الله من الكتاب، وما جاء به الرسول فوقعوا في شر مما فروا منه فإنهم شبهوه بالممتنعات إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات " صحيح .
الطالب : ما بداهة العقول .؟
الشيخ : أولا يعني ، هذا ما يحتاج إلى تعمق .
طيب الآن نقول لهؤلاء أنتم وقعتم في شر مما فررتم منه أو لا .؟ لأنكم تقولون : إن قلتم أن الله حي شبهتموه بالموجدات ، وإن قلتم ميت شبهتموه بالمعدومات ...، إذا ماذا نقول ؟
يقولون : قولوا لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل ولا بصير ولا أعمى ولا سميع ولا أصم ، ولا فاعل ولا متعطل، يعني كل هذه ينفونها عن الله ، نقول لهم الآن شبهتموه بأي شيء.؟
الطالب : بالممتنعات .
الشيخ : بالشيء الممتنع ، وتشبيه الشيء بالممتنع يجعله ممتنعاً ، فأنتم الآن وقعتم في شر مما فررتم منه ، وأيضاً سلبتم النقيضين ، وسلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما ممتنع ، فهمتم الكلام هذا.؟ سلب النقيضين يعني رفعهما كجمع النقيضين يعني اجتماعهما، فكما أنه لا يمكن أن يكون الشيء متحركاً ساكناً في آن واحد لأن هذا جمع بين النقيضين كذلك لا يمكن أ ن يكون لا متحرك ولا ساكن ، لأن هذا سلب للنقيضين ، وقد علمتم يا جماعة أن النقيضين وش نسبتهما .؟ لا يجتمعان ولا يرتفعان ، فاجتماعهما ممتنع وارتفاعهما أيضا ممتنع .
7 - تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فغلاتهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون : لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات فسلبوا النقيضين , وهذا ممتنع في بداهة العقول ; وحرفوا ما أنزل الله من الكتاب وما جاء به الرسول فوقعوا في شر مما فروا منه فإنهم شبهوه بالممتنعات إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات " . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقد علم بالاضطرار أن الوجود لا بد له من موجد واجب بذاته غني عما سواه ; قديم أزلي ; لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم ".
العلم يقولون إنه نوعان : علم نظري ، وعلم اضطراري . فإذا كان العلم يتوقف ... كيف ...
يقول : " علم بالاضطرار " العلم ينقسم إلى قسمين : علم ضروري وعلم نظري .
فإذا كان العلم يحتاج إلى نظر واستدلال سمي علماً نظرياً ، وإن كان لا يحتاج إلى نظر واستدلال سمي علماً ضرورياً أو اضطراريا .
فمثلاً إذا قال لك قائل : هل الوتر واجب أو سنة .؟ علمنا بأنه واجب أو سنة .؟ علم نظري لأنه يحتاج إلى تتبع للأدلة والنظر فيها ولا يعرفه إلا أهل العلم ، لكن علمنا بأن الوجود أو الموجود لابد له من موجود ، ضروري أو لا .؟ كل واحد يفهم .
قيل لأعرابي بدوي : بم عرفت ربك .؟ فقال : الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير ، صحيح هذا أو لا .؟ فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، وبحار ذات أمواج ألا تدل على السميع البصير.؟
طيب هذا الرجل استدل بشيء يعلم ببداهة العقول ، هذه السموات والأرضون والبحار والأشجار والأنهار وهذا النظام البديع وهذا التآلف بين أجزائه مع اختلافها ، وش يدل عليه .؟ يدل على أن له منظما وموجدا ، أليس كذلك .؟
الطالب : بلى .
الشيخ : إذاً هذا معلوم بالضرورة أنه لابد له من موجود واجب بذاته، وش معنى واجب بذاته .؟ الواجب هنا غير الواجب في الفقه ، الواجب في الفقه هو الذي يلزم فعله ، والواجب هنا هو الذي لا يمكن عدمه . ومعنى واجب بذاته ، يعني لا يمكن عدمه ، فالرب سبحانه وتعالى لا يمكن أن يكون معدوماً فهو أزلي أبدي .
قال المؤلف : " غني عما سواه " صحيح أو لا .؟ لأنه لو احتاج إلى غيره لم يكن قائماً بالخلق على وجه الكمال .
" قديم أزلي " كلمة قديم هنا يعني من الأمر الذي يستغرب على المؤلف ، لأن المؤلف نفسه مما ينكر هذا الوصف ، لكنه قال ذلك لأنه يتكلم معمن .؟ مع الفلاسفة ، الفلاسفة يصفون الله بالقديم ، يعني ما يعرفون الله إلا بالقديم ، فهو يتكلم معهم بلغتهم ، وإلا فمن المعلوم أن كلمة قديم ليست من أسماء الله ولا من صفات الله ، ولهذا أردفها بقوله أزلي ، وش معنى الأزلي .؟ الذي لم يزل موجوداً ، يقابل الأزلي الأبدي ، الأبدي هو الذي لا يزال موجودا ، فالأبدي الدوام بالنسبة للمستقبل ، والأزلي الدوام بالنسبة للماضي ، ومن أجل هذا المؤلف أردف القديم بالأزلي ، وش معنى الأزلي .؟ الذي لا بداية له ، لم يزل موجودا ، وإنما أردفها بالأزلي لأن القديم في اللغة العربية ما تقدم غيره وإن لم يكن أزلياً ، وانظر إلى قول الله تعالى : (( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ )) وش معنى العرجون القديم .؟ يعني السابق على غيره وإن كان ليس أزلياً ، فعرجون النخل هو أزلي .؟
الطالب : لا .
الشيخ : متى خرج .؟ خرج العام الماضي مثلا ، هذه السنة صار عرجونا ، فالحاصل أن نقول : إن القديم الأزلي ليس من أسماء الله ولا من صفاته ، ما ورد ذلك لا في كتاب الله ولا في سنة نبيه ، لكن المؤلف تكلم بها لأنه يخاطب من .؟ يخاطب الفلاسفة الذين يصفونه بهذه الصفة .
والمؤلف خرج عن الأمر الذي يتوهم من كلمة قديم ، خرج عن ذلك بقوله أزلي ، حتى لا يظن أن القديم ما تقدم غيره وإن كان حادثاً بل القديم هنا الأزلي الذي لا أول لوجوده ، وقد ذكر الله بدلاً عن هاتين الكلمتين كلمة واحدة أفضل منهما وأقوم ، وهي قوله تعالى : (( هو الأول )) وهي تعطي معنى غير الأسبقية ، والمعنى الذي تعطيه هو أن كل شيء يؤول إليه ، فهو أول سابق على غيره ، وهو أول تؤول الأشياء إليه وترجع .
لهذا نقول إن هاتين الكلمتين لو تركهما المؤلف لكان أحسن ، لكن عذر المؤلف أنه يتكلم بلسان قوم ألفوا هاتين الكلمتين ، ولا بأس أن يخاطب الناس باصطلاحهم إذا تبين الحق وأزيل الوهم ، وهنا المؤلف أزال الوهم بقوله : " أزلي " .
" لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم " كلمة لا يجوز عليه الحدوث تأكيد لقوله : " واجب بذاته " ولا يجوز عليه العدم أيضا ، لأنه الواجب ما لا يمكن فصله ، لو كان يجوز عليه العدم لكان واجبا أو ممكناً .؟ لكان ممكنا .
وبهذه المناسبة أود أن أبيّن لكم أن كلام الأصوليين أو الذين يتكلمون في هذا الباب يتكلمون بلسان المناطقة أحياناً ، فيفسرون الواجب بأنه ما لا يمكن عدمه ، والمستحيل ما لا يمكن حدوثه .
والجائز ما يكون جائز الوجود والعدم ، ما هو الجائز الذي إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله كما هو في الفقه .
قال المؤلف : " فوصفوه بما يمتنع وجوده " وش الذي يمتنع وجوده الذي وصفوه به .؟ الغلاة وصفوه بما يمتنع وجوده ... أي سلب النقيضين ، هذا يمتنع وجوده ، وصفوه بسلب النقيضين عنه حيث قالوا إيش .؟ لا موجود ولا معدوم لا حي ولا ميت لا عالم ولا جاهل ، ونمشي على الصفات كلها هذه ، لكن المؤلف جاب أمثلة صفات فقط ، لأن الوجود أعم من الحياة والموت أو لا .؟ الوجود أعم من الحياة والموت صحيح أو لا .؟ قد يقال للشيء موجودا وليس حيا ولا ميتا ، مثل ما لا يوصف بالحياة ولا الممات مثل الأحجار وشبهها ، وقد يوصف بالحياة والموت ولكن ليس له روح كالأشجار، وقد يوصف بالحياة والموت وله روح مثل بني آدم والحيوان ... .
طيب ممكن يكون أيضا لا سميع ولا أصم ، لا بصير ولا أعمى أو لا، لا فاعل ولا غير فاعل ، ممكن يكون هذا ، لكن كل هذه الأوصاف يقول إنه يمتنع وجوده " فضلاً عن الوجوب " الله واجب الوجود ، أليس كذلك . لأنه يمتنع عدمه أزلا وأبدا ، هم جعلوه لا موجودا ولا معدوما ، فنفوا عنه أن يكون واجب الوجود ، بل زعموا أنه متصف بما يمتنع ببداهة العقول .
" فضلاً عن الوجوب أو الوجود " كيف أو الوجود .؟ لأنهم لا يصفون الله بأنه موجود .
" أو القدم " لأنهم لا يصفون الله تعالى بأنه أول أو قديم ، فسلبوا عنه النقيضين .
الذين حادوا وزاغوا عن سبيل الرسل وأتباعهم ينقسمون إلى ثلاثة فرق : هذه الفرقة الأولى ، وهم .؟ الغلاة الذي يسلبون عنه النقيضين ، ما هما .؟ الوجود والعدم الحياة والموت العلم والجهل السّمع والصمم وهكذا .
ما هي شبهتهم : يقولون إن أثبتنا له الصفة شبهناه بالموجودات ، وإن نفينا عنه الصفة شبهناه بالمعدومات ، فإذاً فلا نثبت ولا ننفي، نقول لا موجود ولا غير موجود ، لا معدوم ولا غير معدوم ، ترى كلامي هذا مثل الأول ، لأن لا موجود ولا غير موجود هو لا موجود ولا معدوم ، لأن غير الموجود هو المعدوم ، لكن اختلاف التعبير .
الحاصل ... لا سميع ولا غير سميع ، لا فاعل ولا غير فاعل ، لا متكلم ولا غير متكلم مفهوم .؟ طيب الشبهة هي هذه .
نقول لهم : إنكم لما فررتم من تشبيهه بالموجودات والمعدومات وقعتم في تشبيهه بأي شيء .؟ بالممتنعات الذي لا يمكن لأيّ عقل ببداهة العقول يعلم أن هذا أمر غير ممكن ، وقد علم كما قال المؤلف بالاضطرار أن الموجود أو الوجود لا بد له من موجد .
فنقول لهم هل أنتم أيها الفلاسفة موجودون أو معدومون ؟
فسيقولون موجودون ، نقول من الذي أوجدكم ؟ يقولون أوجدنا من ليس بموجود ولا غير موجود نعم ، ممكن ذا أو لا .؟
غير ممكن ... يعني بالضرورة الرد عليهم ، ببداهة العقل وضرورة العلم .
8 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقد علم بالاضطرار أن الوجود لا بد له من موجد واجب بذاته غني عما سواه ; قديم أزلي ; لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم ". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، قال المؤلف رحمه الله تعالى : " وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم فوصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات ، وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق ، وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن لا فيما خرج عنه من الموجودات ، وجعلوا الصفة هي الموصوف ، فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهات ، وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى فلم يميزوا بين العلم والقدرة والمشيئة جحدا للعلوم الضروريات . وقاربهم طائفة ثالثة من أهل الكلام من المعتزلة ومن اتبعهم ; فأثبتوا لله الأسماء دون ما تتضمنه من الصفات فمنهم من جعل العليم والقدير ; والسميع ; والبصير ; كالأعلام المحضة المترادفات ، ومنهم من قال عليم بلا علم قدير بلا قدرة سميع بصير بلا سمع ولا بصر ، فأثبتوا الاسم دون ما تضمنه من الصفات. " .
مناقشة على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فغلاتهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون : لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات فسلبوا النقيضين , وهذا ممتنع في بداهة العقول ; وحرفوا ما أنزل الله من الكتاب وما جاء به الرسول فوقعوا في شر مما فروا منه فإنهم شبهوه بالممتنعات إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات , وقد علم بالاضطرار أن الوجود لا بد له من موجد واجب بذاته غني عما سواه ; قديم أزلي ; لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم ".
الطالب : ... .
الشيخ : سلبوا عنه النقيضين ، فقالوا .؟
الطالب : ... .
الشيخ : تمام استرح ، لماذا سلبوا النقيضين .؟ سبب أنهم سلبوا النقيضين ، ليش قالوا لا موجود ولا معدوم ولا عالم ولا جاهل ولا حي ولا ميت ولا سميع ولا أصم ، ليش .؟
الطالب : لئلا يشبهوه ... .
الشيخ : كيف ذلك .؟
الطالب : ... إن أثبتنا له ذلك شبهناه بالموجودات ، وإن نفينا عنه ذلك شبهناه بالمعدومات .
الشيخ : شبهناه بالمعدومات ، أحسنت استرح ، هذا وجه ، يقولون إن أثبتنا شبهناه بالموجود ، وإن نفينا شبهناه بالمعدوم ، إذا لا نثبت ولا ننفي ، احسنت استرح .
هل يرد عليهم شبهة على طريقتهم هذه شبهة مثلها أو لا يرد .؟ أقول هذه الشبهة التي احتجوا بها هل يمكن أن نرد عليهم بها ، ونقول يلزمكم في طريقتكم هذه مثل ما يلزمكم في الإثبات أو النفي أو لا يمكن .؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب إذا نقول لهم أنتم إذا كنتم تقولون إن أثبتنا شبهناه بالموجود وإن نفينا شبهناه بالمعدوم ، أنتم الآن شبهتموه بإش شيء .؟ بالشيء الممتنع ، الذي ما يمكن أبدا وجوده ولا عدمه أيضا ، يعني الآن أنتم شبهتموه بالذي يمتنع غاية الامتناع .
زين وش السبب أن هذا ممتنع غاية الامتناع .؟
الطالب : لأنه سلب للنقيضين ... .
الشيخ : والنقيضان سلبهما ممتنع ، كما أن الجمع بين النقيضين ممتنع فكذلك سلب النقيضين ممتنع ، أحسنت ، طيب استرح .
طيب في وجه ثان في الرد عليهم .؟ ذكره المؤلف ، وجه آخر ، نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : لا فيه وجه ثالث غيره ، ما ذكرت لا بأس به لكن المؤلف ذكر معنى آخر .؟ نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أن هذا الوجود لا بد له من موجد ، والموجد هذا هو الله ، فإذا يكون موجودا أو غير موجود .؟ يكون موجودا ، زين استرح .
إذا نرد عليهم بوجهين ، حطوا بالكم لهذا ، مثل ما قلت لكم كلامه ما هي نقاط معينة مركزة ، يعني أحيانا طالب العلم يشكل عليه فيه، لكن نحن نرد عليهم فنقول :
إن قولكم إن الله ليس موجودا ولا معدوما ولا حيا ولا ميتا ولا عالما ولا جاهلا هذا ممتنع غاية الامتناع ، كيف ذلك .؟ لأنه سلب للنقيضين ، وسلب النقيضين ممتنع كاجتماع النقيضين ، هذا واحد .
ثانيا نقول : ألستم تقرون بوجودكم وبوجود الشمس والقمر والنجوم والأرض والسماء .؟ فسيقولون بلى نقر بذلك ، نقول هذا الوجود لا بد له من موجد ، رب قديم يتصرف فيه كما يشاء ، وهو الله ، فيلزم من هذا أن يكون الله موجودا وأن يوصف بالوجود ، نعم .
10 - مناقشة على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فغلاتهم يسلبون عنه النقيضين فيقولون : لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل لأنهم يزعمون أنهم إذا وصفوه بالإثبات شبهوه بالموجودات وإذا وصفوه بالنفي شبهوه بالمعدومات فسلبوا النقيضين , وهذا ممتنع في بداهة العقول ; وحرفوا ما أنزل الله من الكتاب وما جاء به الرسول فوقعوا في شر مما فروا منه فإنهم شبهوه بالممتنعات إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات , وقد علم بالاضطرار أن الوجود لا بد له من موجد واجب بذاته غني عما سواه ; قديم أزلي ; لا يجوز عليه الحدوث ولا العدم فوصفوه بما يمتنع وجوده فضلا عن الوجوب أو الوجود أو القدم ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم فوصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات , وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق , وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن لا فيما خرج عنه من الموجودات , وجعلوا الصفة هي الموصوف , فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهات , وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى فلم يميزوا بين العلم والقدرة والمشيئة جحدا للعلوم الضروريات . ".
فمثلاً يقولون ما تصف الله بأن له سمعا ، ولكن قل إن الله ليس بأصم ، فإن أثبت أن له سمعا وجعلتها صفة ثبوتية فهي إضافية ، ومعنى سمعه خلق السمع في غيره ، فإذا قلت سمع الله يعني السمع الذي خلقه الله في غيره ، في الإنسان ، الإنسان له سمع ، في الحيوان وما أشبه ذلك .
فهم يقولون ليس لله صفة ثبوتية أبدا ، صفاته إما سلبية ، وش معنى سلبية .؟ يعني منفية ، وإما إضافية بمعنى أن إثباتها له بالإضافة إلى غيره . مفهوم الآن .؟
يعني ما يمكن أن يوصف الله عندهم بأنه سميع أي ذو سمع في نفسه، ما يمكن هذا ، لكن إذا أردت أن تصف أن الله بسميع ليس أصم ، أردت أنك تثبت أن الله سميع بمعنى ثبوت السمع له لا تقل أن السمع له ، ولكن قل أن السمع خلقه ، خلقه في من .؟ في غيره .
فإضافة السمع إلى الله إضافة مخلوق إلى خالق لا إضافة صفة إلى موصوفها .
طيب يقول : " دون صفات الإثبات " فلا يثبتون لله صفة .
" وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق " جعلوه أي جعلوا الله هو الوجود المطلق ، بشرط الإطلاق ، وش معنى بشرط الإطلاق .؟ يعني ليس مقيدا بصفة ، لكنهم يخالفون الأولين ، الأولين يقولون ليس مقيداً بصفة لا ثبوتية ولا سلبية ، وهؤلاء يقولون ليس مقيدا بصفة ثبوتية ، هذا هو الفرق بين الطائفتين ، وهؤلاء طبعا أهون من أولئك ، لأن أولئك يسلبون عنه يقولون لا هو موجوداً ولا معدوماً ولا سميع ولا أصم ولا عالم ولا جاهل ولا حي ولا ميت .
لكن هؤلاء لا ، يقولون ليس معدوماً ، صحيح ، ليس بأصم ليس بجاهل ، الصفات السلبية يقرون بها .
الصفات الثبوتية إذا أقروا بها وش يجعلونها .؟ مضافة يعني باعتبار المخلوق لا باعتبار أنها صفته ، فيقولون السمع إذا أثبتناه لله فالمعنى أنه خالق السمع في غيره ، أما صفة ثبوتية له فهذا لا ... .
إذا معناه يقول الله موجود لكنه وجود مطلق ، وش معنى مطلق .؟ يعني غير مقيد بصفة ثبوتية ، بصفة سلبية ممكن أو لا .؟ يمكن .
يقول ردا عليهم : " وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن لا فيما خرج عنه من الموجود " .
الطالب : من الموجودات .
الشيخ : أنا عندي من الموجود .؟ عندكم الموجودات .
" وقد علم بصريح العقل " نسمع دائماً كلمة صحيح النقل وصريح العقل، وش معنى صحيح النقل .؟ يعني النقل الصحيح الثابت ، وصريح العقل .؟ يعني العقل الصريح ، والصريح معناها الخالص من الشبهات والشهوات ، العقل الصريح الذي ما فيه شبهة ما عنده شبهه ، عنده علم ولا عنده إرادة سيئة ، فالعقل الصريح هو العقل الخالي من الشبهات ومن الشهوات ، و طبعا المراد بالعقل ذهن الإنسان لأن ذهن الإنسان يعتريه أحياناً شبهات ما يتبين له الحق ، وأحيانا يعتريه شهوات لا يريد الحق يشتهي غير الحق ، العقل الصريح إذا هو العقل السالم من الشبهات والشهوات ، بمعنى أنه عالم يعني عقل مبني على علم وعلى إرادة حسنة .
يقول : " علم بطريق العقل " يعني بالعقل الصريح الذي لم يخالطه الشبهات ولا الشهوات ،" أن هذا لا يكون إلا في الذهن " هذا الإشارة إلى الوجود المطلق بشرط الإطلاق ، يعني كون الإنسان بيتصور شيء موجود ما له صفة ، ممكن يتصور موجود لا صفة له ، لكن هل هذا باعتبار الموجود والحقيقة .؟ أسألكم الآن سؤال مباشر ، هل يمكن أن يوجد شيء مطلق من الصفة ليس له صفة أبدا ، ما يمكن أبدا ، إذا وجد إما أن يكون طويلا أو قصيرا ، أو ملونا أو غير ملون ، أو لينا أو يابسا ، المهم لا بد أن يكون له صفة ، أما أن تقول يوجد شيء ما له صفة هذا ما يمكن ، لكن قد تتخيل في ذهنك شيئا يوجد ولا صفة له ، يمكن تتخيل مثل الذي يحلم بالليل أنه يوجد شيء ما له صفة ، ولكنّما يفرضه الذهن هل يمكن أن يكون كل ما يرفضه الذهن يوجد في الخارج أو لا .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يمكن ، أنت ربما تفرض أنه يوجد إنسان له مائة رأس وهو واحد ، أليس كذلك .؟ أليس يمكن أن تفرض بذهنك رجلا ما له إلا رجل واحدة وله خمسون يد وله مئة رأس ، ما يمكن هذا .؟
لكن هل هو موجود في الخارج .؟ ليس بموجود ، واضح .؟ يمكن أنك تفرض إنسان يمشي على رأسه من القصيم إلى مكة ، ما يمكن تفرض هذا .؟ لكن هل يوجد .؟ يمكن أن تفرض أن نملة تقتلع جبلا من مكانه وتمشي به ، يمكن أو لا .؟ قد تفرض هذا ، نعم ، ويكون أيضا الرباط الذي بينها وبينه شعرات من أهداب العين ، كل هذا يمكن فرضه ، لكن هل يمكن أن يوجد هذا في الخارج .؟
إذا ما يفرضه الذهن لا يلزم أن يكون موجوداً في الخارج ، فهؤلاء إذا كانت أذهانهم تصور لهم أن الرب سبحانه وتعالى ليس له صفة ثبوتية وإنما هو موجود مطلق بدون صفات ، إذا كانت أذهانهم تفرض هذا ، فإننا نقول هذا ...
11 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم فوصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات , وجعلوه هو الوجود المطلق بشرط الإطلاق , وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن لا فيما خرج عنه من الموجودات , وجعلوا الصفة هي الموصوف , فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهات , وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى فلم يميزوا بين العلم والقدرة والمشيئة جحدا للعلوم الضروريات . ". أستمع حفظ