تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن لا فيما خرج عنه من الموجودات , وجعلوا الصفة هي الموصوف , فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهات , وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى فلم يميزوا بين العلم والقدرة والمشيئة جحدا للعلوم الضروريات . ".
يقول : " وجعلوا الصفة هي الموصوف " هذا بعد غريب ، جعلوا صفة الشيء هي الشيء ، هي الموصوف " فجعلوا العلم عين العالم " صحيح هذا .؟ لو أن العلم هو العالم لكان العالم إذاً جلس يقرر أو يشرح لعشرين طالباً ، كم يصير من واحد هو .؟ عشرين واحداً . إذا جعلنا الصفة هي الموصوف ، وهذا شيء بعيد ، العاقل مهما كان ما يجعل الصفة هي الموصوف ، لكن يجعلها قائمة بالموصوف صحيح ، أما الصفة هي الموصوف فهذا لا يمكن ، فلان عنده مال كثير فهو غني ، الغنى صفة ، لكن هل هي نفس الموصوف .؟ لا ، ولهذا نقول ذو غنى ، أي صاحب غنى ، والمضاف غير المضاف إليه ، طيب جعلوا الصفة عين الموصوف ، حطوا بالكم في خطأ تصوراتهم وطرقهم :
1. جعلوا الآلة سبحانه وتعالى هو الموجود المطلق بشرط الإطلاق ، هذا واحد .
2. جعلوا الصفة هي الموصوف " فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهيات " والقضايا البديهيات معناها يعني التي تعلم ببداهة العقل بدون أي تكلف .
3. " وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى ، فلم يميزوا بين العلم، والقدرة، والمشيئة، جحدًا للعلوم الضروريات " وهذا أيضا شيء ثالث من منكراتهم أنهم جعلوا الصفات مترادفة وأنها شيء واحد ، كيف .؟ قالوا : العلم والقدرة والمشيئة والعزة والحكمة كل الصفات هي عبارة عن صفة واحدة ، لأنهم يزعمون أنهم لو قالوا أن الصفات متعددة لزم تعدد الموصوف ، فيجب أن تكون الصفات واحدة ، فالسمع هو البصر وهو العلم وهو القدرة وهو المشيئة وهو العزة وهو الحكمة ! طيب ما رأيكم في هذا .؟
هذا يقول المؤلف : " جحداً للعلوم الضروريات " يعني أن العلم الضروري ينكر هذا الكلام ، أليس كذلك يا جماعة .؟ هل واحد يقول إن العلم هو القدرة ؟ ولو قاله لقلنا هذا مجنون ، فكم من إنسان عالم ولا يستطيع أن يتحرك ، وكم من إنسان قادر وقوي وهو غير عالم ، أجهل الناس ، ففرق بين العلم والقدرة كذلك السمع والبصر ، يقول السمع هو القدرة والبصر هو القدرة والبصر هو السمع إلى آخره ، فكم من إنسان أعمى وهو لا يبصر وبصير وهو لا يسمع . فإذا القول بأن الصفات واحدة هذا أيضاً قول باطل .
فصار الآن شف الوجود المطلق ، والصفة هي الموصوف ، وكل صفة هي الأخرى ، هذه طريقتهم والعياذ بالله ، وكل هذه الطريقة كلها طريقة فاسدة معلومة ببداهة العقل وبالعلوم الضرورية .
انتهينا من الطائفة الثانية وهي أقل من الطائفة الأولى ، وجه أنها أقل أنها لا تسلب عن الله النقيضين ، وأولئك يسلبون عنه النقيضين وأولئك قولهم ممتنع ، هؤلاء أيضاً لا يسلبون عنه النقيضين ، لكن قولهم أيضاً ممتنع ، إذا وجود موجود بدون شرط أمر مستحيل ، كون الصفة عين الموصوف ممتنع ، كون كل صفة هي الأخرى أيضاً غير معقول وممتنع .
1 - تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وقد علم بصريح العقل أن هذا لا يكون إلا في الذهن لا فيما خرج عنه من الموجودات , وجعلوا الصفة هي الموصوف , فجعلوا العلم عين العالم مكابرة للقضايا البديهات , وجعلوا هذه الصفة هي الأخرى فلم يميزوا بين العلم والقدرة والمشيئة جحدا للعلوم الضروريات . ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقاربهم طائفة ثالثة من أهل الكلام من المعتزلة ومن اتبعهم ; فأثبتوا لله الأسماء دون ما تتضمنه من الصفات فمنهم من جعل العليم والقدير ; والسميع ; والبصير ; كالأعلام المحضة المترادفات . ومنهم من قال عليم بلا علم قدير بلا قدرة سميع بصير بلا سمع ولا بصر فأثبتوا الاسم دون ما تضمنه من الصفات , والكلام على فساد مقالة هؤلاء وبيان تناقضها بصريح المعقول المطابق لصحيح المنقول مذكور في غير هذه الكلمات .".
الطالب : عندنا : " تتضمنه ".
الشيخ : أي ما يخالف ... هؤلاء طائفة أهون من السابقة لكنها قريبة جدا ، أهون من السابقتين ، طائفة من .؟ يقول : " من أهل الكلام من المعتزلة ومن اتبعهم " أهل الكلام هم الذين يتكلمون في العقائد والطرق النظرية دون الطرق النقلية ، يعني الذين يحاولون أن يثبتوا العقيدة بطريق النظر لا بطريق الأثر ، فهؤلاء هم اهل الكلام ، يعني بنوا عقيدتهم لا على الكتاب والسنة ، ولكن على الأمور النظريات التي يزعمونها عقلاً وليست بعقل ... .
وقوله : " من المعتزلة " من هم المعتزلة .؟ أصحاب واصل بن عطاء الذي اعتزل الحسن البصري رحمه الله لما ذكر حكم الإسلام أو عقيدة أهل السنة والجماعة في المؤمن والكافر ، وإن فاعل الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان ، واصل بن عطاء قال أن فاعل الكبيرة في منزلة بين المنزلتين ، وحصل بينه وبين الحسن مشادة ثم قام فاعتزل مجلس الحسن مع أنه بالأول في مجلسه ، فلهذا سموا معتزلة .
" فأثبتوا لله الأسماء دون ما تضمنته من الصفات " الله تعالى سمى نفسه بالعليم والحكيم والعزيز والرحيم والرحمن والخبير واللطيف ... إلخ . هؤلاء أقروا بالأسماء ، وطبعاً هم إذا أقروا بالأسماء فقد أقروا بالمسمى ، يقولون أن الله موجود وأنه متسمى بهذه الأسماء ، لكن الخطأ منهم .؟
" فمنهم من جعل العليم والقدير والسميع والبصير كالأعلام المحضة المترادفات " يعني جعلوا هذه الأسماء أسماء جامدة مترادفة ، ما تدل إلا على العين فقط ما تدل على المعنى . أرجوا الانتباه يا جماعة .
يقولون مثلاً الاسم مثل القدير والسميع والبصير ... أن الله له سمعا أو بصرا أو ما أشبه ذلك ، أو ما تدل أصلاً على معنى متغاير ، هي أعلام مترادفة فقط ما تدل على معنى متغاير ، تسمي الأسد أسداً وتسميه .؟ الأسد وش أسماءه .؟ نسميه الليث ونسميه هزبر ونسميه ضيرم إلى آخره ، هذه الأسماء مترادفة ، أعلام مترادفة وليس كل واحد منها يدل على شيء ، هؤلاء قوم .
" ومنهم من قال " العلم غير القدرة وغير السمع وغير البصر لكنه " عليم بلا علم وقدير بلا قدرة سميع وبصير بلا سمع ولا بصر فأثبتوا الاسم دون ما تضمنه من الصفات " أفهمتم الآن .؟ هؤلاء المعتزلة ، أثبتوا الأسماء لكن انحرفوا بها ، كيف انحرفوا .؟ منهم من جعلها أعلاما مجردة ، بس مجرد علم على الله ، ومنهم من قال لا ، ما هي أعلام ، إنما هي أسماء لها اشتقاق ، ما هي مجردة ، السميع غير العليم وغير الحكيم ، لهذا معنى جديد إلا أنه سميع بلا سمع ، وبصير بلا بصر إلى آخره ، طيب هل هذا معقول .؟ اسم مشتق يفصل بينه وبين المعنى المشتق منه ، يمكن هذا أو لا .؟
يعني ممكن تقول لهذا الشيء إنه سميع وهو ما له سمع .؟ يمكن تقول لهذا قدير وما له قدرة .؟ غير ممكن . ومع ذلك عرفنا الآن أن هؤلاء مخالفين للمعقول .
لكن ما شبهتهم يا جماعة .؟ شبهتهم باطلة ، يقولون لأننا إذا أثبتنا تعدد المعاني بتعدد الأسماء لزم من ذلك تعدد القدماء ، والقدماء عندهم الآلهة ، يعني يلزم أن تتعدد الآلهة ، إذا أثبت لله اسما وكل اسم له معنى ، وكل معنى الله متصف به لزم ، وش لزم .؟ أن تتعدد الآلهة ، مثل القدير كأنه رب واحد ، سميع كأنه ثان ، بصير كأنه ثالث وهكذا ، فيقال لهم أنتم حقيقة كلامكم هذا نرد عليكم بكل بساطة .
كابرتم المعقول ، لأن تعدد الصفة لا يزم منه تعدد الموصوف ، حتى الإنسان نفسه يقال هذا الرجل أبيض وطويل وعالم وسميع وبصير ، وكم من واحد .؟ أليس كذلك .؟ اجتماع الصفات أو تعدد الصفات لا يلزم منه تعدد الموصوف ، فلماذا تمنعون أن يكون الله جل وعلا متصفاً بالصفات لكنه واحد ... .
والعقل لا ينكر هذا ولا هذا ، فنقول لهم أنتم قلتم قولاً لا دليل عليه لأن مجرد كون السميع والبصير والقدير مجرد أعلام محضة ، أين الأسماء الحسنى من الأعلام المحضة .؟ فالعلم المحض هل هو اسم حسن .؟ علم محض بس ليدل على المسمى فقط ، لا يكون حسناً حتى يتضمن صفة ومعنى كاملاً يكون به حسناً .
الثاني يرون ، الذين قالوا منكم أنه عليم بلا علم ، كيف يمكن هذا أن يشتق اسم من معنى ثم يسلب عنه هذا المعنى هذا ممكن أو غير ممكن .؟ يعني أن يشتق اسم من معنى ولا يوجد فيه هذا المعنى .؟ لا يمكن ، لا يمكن أن تقول للأصم إنه سميع ، ولا يمكن أن تقول للأعمى إنه بصير ، ولا للعاجز أنه قادر ، بل لا يمكن أن تقول قادرا إلا لمن اتصف بالقدرة وعالم إلا لمن اتصف بالعلم إلى آخره .
وبهذا يتبين ضلال هؤلاء الذين يزعمون أنهم ذووا عقل ، لأنهم كابروا المعقول وخالفوا المنقول ، وخرجوا عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال المؤلف : " والكلام على فساد مقالة هؤلاء ، وبيان تناقضها بصريح المعقول المطابق لصحيح المنقول مذكور في غير هذه الكلمات " هذه التي أشرت إليها قريبا ، صحيح المنقول يعني .؟ النقل الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو في كتاب الله ، وثانيا صريح المعقول .؟ العقل الصريح الخالص من الشبهات والشهوات ، لأن انحراف العقول يا جماعة ، انحراف العقول إما لشبهات تعرض للإنسان ، تكون عندك شبهة ، وإما من شهوة ، بمعنى إرادة سيئة يريد مخالفة الحق .
لو تأملت جميع المنحرفين عن الشرع لوجدت هذا أساس انحرافهم ، شبهه تعرض لهم إما نقص في العلم أو نقص في التصوير ، وإما شهوة بمعنى إرادة سيئة ، واضح .؟
هذا في الحقيقة هو الأسباب التي يضل بها من ضل من الناس .
2 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقاربهم طائفة ثالثة من أهل الكلام من المعتزلة ومن اتبعهم ; فأثبتوا لله الأسماء دون ما تتضمنه من الصفات فمنهم من جعل العليم والقدير ; والسميع ; والبصير ; كالأعلام المحضة المترادفات . ومنهم من قال عليم بلا علم قدير بلا قدرة سميع بصير بلا سمع ولا بصر فأثبتوا الاسم دون ما تضمنه من الصفات , والكلام على فساد مقالة هؤلاء وبيان تناقضها بصريح المعقول المطابق لصحيح المنقول مذكور في غير هذه الكلمات .". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء، فيقعون في نظيره وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل، ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات، وفرقوا بين المختلفات، كما تقتضيه المعقولات، ولكانوا من الذين آوتوا العلم، الذين يرون أن ما أنزل إلى الرسول، هو الحق من ربه، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد , ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يسفسطون في العقليات ويقرمطون في السمعيات ".
المؤلف رحمه الله قال كلاماً عاماً قال إنهم يفرون من شيء فيقعون في نظيره بل في شر منه ، أيضا مع محضور آخر " مع ما يلزم من التحريف والتعطيل " .
نضرب مثلاً يا جماعة لهؤلاء :
الذين قالوا إننا نسلب عن الله النقيضين ، ونقول لا موجود ولا معدوم ، وش فروا منه .؟ فروا من التشبيه ، قالوا إن قلنا موجود شبهناه بالموجودات ، معدوم شبهناه بالمعدومات ، نقول أنتم وقعتم في مثل ما فررتم منه ، بل أشد ، بل شر منه ، أنتم لو أنكم قلتم إنه موجود لكنتم شبهتموه بأمر ممكن ، لأن الموجودات ممكنة وقد تكون واجبة ، لكن الآن شبهتموه بشيء ممتنع غير ممكن .
كذلك الذين قالوا نؤمن بوجوده ونقول أنه موجود لكن بشرط الإطلاق ، ولا نثبت له صفة ثبوتية ، نقول لهم أيضا أنتم وقعتم في شر مما فررتم منه ، فروا من أنهم إذا أثبتوا الصفة شبهوه بالموجدات .
نقول لهم أيضاً أنتم إذا نفيتم الصفة ، وقلتم أنه موجود مطلق بشرط الإطلاق ، أو جعلتم الصفة هي عين الموصوف وأنها ليست شيئا زائداً على الموصوف ، أو جعلتم الصفات أيضا مترادفة ، وقعتم في شر مما فررتم منه ، لأن الوجود المطلق لا وجود له ، شيء موجود وجودا مطلقا عاريا عن الصفات لا وجود له ، بل كل موجود لابد له من ... .
ومعلوم أيضاً أن الصفة غير الموصوف ، ولا أحد من الناس العقلاء يقول إن الصفة هي عين الموصوف أبداً .
وكذلك نعلم بالضرورة أن الصفة والصفة الأخرى بينهما تباين ، ما هي مترادفات ، العلم غير القدرة ، والقدرة غير السمع ... إلخ .
فأنتم الآن فررتم من شيء ووقعتم في شر منه ، بالإضافة إلى أنهم حرفوا النصوص ، أو ما حرفوها .؟ حرفوا النصوص ، الله يثبت لنفسه هذا الشيء ، وهم ينفونه عن الله ، واضح .؟
فإذا نقول : كل هؤلاء من الطوائف الثلاث نخاطبهم جميعاً فنقول : ما فررتم منه وقعتم في شر منه ، ولهذا كلمة المؤلف في قوله : " بل في شر منه " بل هذه للإبطال .
الطالب : ... .
الشيخ : ... إذا نعم ما فيها إضراب ، وقعوا في مثله وفي شر منه .
كذلك أيضا نقول أنتم كلكم وقعتم في شر مما فررتم منه ، وزدتم على ذلك أيضاً تحريف النصوص والتعطيل ، التحريف والتعطيل ، أهل السنة والجماعة ولله الحمد ما وقعوا في هذه الشرور ، لا حرفوا ولا عطلوا ولا وقعوا في شر مما فروا منه ، بل ما فروا ... .
قال المؤلف : " ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات ، وفرقوا بين المختلفات كما تقتضيه المعقولات " صحيح أو لا .؟ يعني لو أن الإنسان أمعن النظر - في كل شيء يا جماعة ليس في أسماء الله وصفاته - لو أمعن النظر ونظر بدقة لوجد أن المتماثلات متساوية ، لسووا بين المتماثلات ، ووجدوا أيضاً أن المختلفات متفرقة أو لا .؟ مثال ذلك بالنسبة للصفات :
معلوم أن الخالق غير المخلوق ، هكذا .؟ فإذا أثبت الخالق لنفسه صفة من الصفات يجب أن تكون الصفة غير الصفة التي تكون في المخلوق ، فأنت إذا أثبت لله صفة ما هي على صفة المخلوق ، هل في ذلك من محظور .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما في محضور ،كما أنك إذا أثبت لله ذاتا ليست كذوات المخلوقين فأنت على حق ، وكذلك أيضاً في الصفات .
يقول : " ولكانوا من الذين آوتوا العلم ، الذين يرون أن ما أنزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق من ربه ، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ، ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات " رحمه الله ، شف من أهل المجهولات يعني ضد المعلومات " المشبهه بالمعقولات " لأنهم هم يزعمون أن العقل ما كانوا عليه ، ولذلك قلت لكم من قبل أن هؤلاء يحكمون أي شيء .؟ العقل والنظر دون الأثر والنقل .
فهم لو أنهم رجعوا إلى الكتاب والسنة لكانوا من أهل العلم ، لكنهم حكموا عقولهم فصاروا من أهل الجهل .
" يسفسطون في العقليات، ويقرمطون في السمعيات " هذه كلمات يمكن صعبة عليكم ، "يسفسطون " السفسطة عبارة عن إنكار المحسوس ، بمعنى أن الإنسان يشك في كل شيء ، نقول له مثلاً هذا كتاب من ورق ، فيقول لا أدري ولعله من ورق ، نقول هذه سفسطة .
تقول له هذه هي الشمس ، يقول يمكن هذا القمر ، فيمكن الليلة ليلة البدر ، وهذا القمر .
أحياناً يقولون عن بعضهم أنه ينكر نفسه فينام فإذا أصبح قال لعلَّي فلان ، حتى أنه ما ينام بعضهم إلا وقد ربط نفسه بخيط ، لأجل علامة على أنه هو الذي نام أولا ، يخشى أن يكون هو فلان الثاني.
وبعضهم يسّلم على بعض ويقول لعلي سلمت على نفسي ... لأني أنا هو ذاك . الحاصل هذه سفسطة في العقليات .
أما القرمطة في السمعيات ، فإنها كما سبق لنا ، فإنها كما سبق لنا أن قلنا أن القرامطة الذين يتبعون حمدان قرمط ، هؤلاء أنكروا النصوص ، وقالوا أن للنصوص إيش .؟ ظواهر وبواطن ، وأن ظواهر النصوص هذه للعامة ، وأن بواطن النصوص للخاصة .
3 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء، فيقعون في نظيره وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل، ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات، وفرقوا بين المختلفات، كما تقتضيه المعقولات، ولكانوا من الذين آوتوا العلم، الذين يرون أن ما أنزل إلى الرسول، هو الحق من ربه، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد , ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يسفسطون في العقليات ويقرمطون في السمعيات ". أستمع حفظ
مناقشة على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء، فيقعون في نظيره وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل، ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات، وفرقوا بين المختلفات، كما تقتضيه المعقولات، ولكانوا من الذين آوتوا العلم، الذين يرون أن ما أنزل إلى الرسول، هو الحق من ربه، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد , ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يسفسطون في العقليات ويقرمطون في السمعيات ".
الشيخ : كيف .؟
الطالب : ... .
الشيخ : قال إنه هو نبي مرسل ، وش الفرق بينهم وبين السابقين .؟
الطالب : ... .
الشيخ : يسلبون عنه النقيضين ، وهؤلاء يسلبون عنه الصفات الثبوتية فقط . الطائفة الثالثة ، نعم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : أو جعلوها أسماء .؟ أعلاما محضة بدون تضمن صفات . أحسنت استرح . المؤلف رد على هؤلاء الطوائف وش يقول .؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... الأولى ما وصفوه لا بالنفي ولا بالإثبات ، وسبق الرد عليهم ، والثانية .؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب يقول أن كل صفة هي عين الصفة الأخرى .؟
الطالب : ... العلم غير القدرة والسمع غير البصر .
الشيخ : يقول أن الصفة هي عين الموصوف وأن العلم هو العالم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : أو تعدد العالم بتعدد العلم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب فنرد عليهم بأن كلامهم قائم على ما تقبله المعقولات والنظريات . الطائفة الثالثة بما نرد عليهم يا عقيل .؟
الطالب : نرد عليهم بأنه ... أن الأسماء لا تدل على المعاني وهذا مستحيل ، لأنه لا يمكن لأي شيء أن يكون اسما بدون معنى .
الشيخ : يعني كل مشتق لا بد أن يدل على ما اشتق منه ، فالسميع مثلا .؟
الطالب : يدل على أن له سمعا .
الشيخ : ... هذا واحد ، الشيء الثاني .؟ يلزمهم لما أثبتوه نظير ما فروا منه أو أشد ، مع تحريفهم للكتاب والسنة ،، أليس كذلك .؟
الطالب : ... لما نفوا الصفات عن الله تعالى وقعوا في التعطيل .
الشيخ : طيب وحرفوا من الكتاب .
الطالب : وحرفوا آيات الكتاب التي تدل على إثبات الصفات لله تبارك وتعالى .
4 - مناقشة على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء، فيقعون في نظيره وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل، ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات، وفرقوا بين المختلفات، كما تقتضيه المعقولات، ولكانوا من الذين آوتوا العلم، الذين يرون أن ما أنزل إلى الرسول، هو الحق من ربه، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد , ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات يسفسطون في العقليات ويقرمطون في السمعيات ". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه، إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات، كالحيوان والمعدن والنبات، والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع، وقد علم بالاضطرار، أن المحدث لا بد له من محدث، والممكن لابد له من موجد، كما قال تعالى: (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) [الطور: 35]. فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق، ولا هم الخالقون لأنفسهم، تعين أن لهم خالقا خلقهم ".
الطالب : ... .
الشيخ : ما حضرت .؟ أو الجسم حاضر والقلب غائب ، من يحدثنا عن ذلك .؟ لاحظوا يا جماعة كل كلمة أقولها معناه أنكم ملزمون بها ، لأن هذه مباحث ما هي هينة ، مباحث صعبة لابد من فهمها ... .
الطالب : ... .
الشيخ : ما تقدم غيره ، نعم .؟
الطالب : ...
الشيخ : فخاطبهم بما يفهمون ، مثل ما قال الله عن المشركين :
(( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) فأثبت الله أنها آلهة أو لا .؟ مع أنها حقا آلهة أو غير آلهة .؟ غير آلهة، لكن بناء على دعواهم ، استرح .
القديم في اللغة ما تقدم غيره وإن لم يكن أولا ، وليس من أسماء الله، ما هو الاسم والذي يكون بمعنى قديم وأولى منه .؟ نعم .
(( هو الأول )) مثلما أخبر الله به.
إذاً نقول قول المؤلف ابن تيمة رحمه الله : " لابد من موجود قديم " موجود صحيح ، فإن الوجود يعني يخبر به عن الله ، وإنما لا يسمى به ، ما يقال : يا موجود يا معبود ، كما يقوله بعض الناس ، وأن يا موجود ليس فيها صفة كاملة محمودة ، وإنما يخبر بها عن الله فيقال الله موجود " قديم " سبق الكلام عليه .
" غني عما سواه " هذا صحيح كما قال الله تعالى : (( والله هو الغني الحميد )) .
" إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات ، كالحيوان والمعدن والنبات ، والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع " يقول المؤلف نحن نشاهد حدوث هذه المحدثات ، وهذا صحيح أو لا .؟ سواء الحيوان أو نبات أو معادن أو أشجار أو غيرها ، نشاهد حدوث هذه المحدثات بل نشاهد تغير هذه المحدثات فضلاً عن وجودها ، نحن نشاهد مثلاً أن الشمس تقرب منا أحياناً وتبعد ، وكذلك القمر والنجوم وغيرها ، هذه الأشياء وجودها بعد أن كانت معدومة يدل على أنها ليست واجبة الوجود ، ... .
وجودها بعد أن كانت معدومة يدل على أنها ليست واجبة الوجود، لأنها لو كانت واجبة الوجود ما كانت معدومة من قبل ، أليس كذلك .؟ ... يا جماعة ، واجب الوجود لا يمكن أن يكون معدوماً لأن واجب الوجود عند الفلاسفة أو المتكلمين هو ما لا يمكن عدمه .
فحدوث هذه الحوادث يدل على أنها ليست واجبة الوجود ، لماذا .؟ لأن واجب الوجود لا يمكن أن يكون معدوماً ، أو لا وحدوثها أيضاً يدل على أنها ليست من المستحيل لأنها لو كانت مستحيلة ما وجدت . واضح يا جماعة ، هذه الحوادث مخلوقات من إنسان وحيوان ونبات وغيرها ليست واجبة الوجود ولا ممتنعة الوجود .
لو كانت واجبة الوجود ما كانت معدومة من قبل ، ولو كانت ممتنعة الوجود ما وجدت ، إذاً فهي من الممكن الجائز الوقوع ، المؤلف يقول : " ليس بواجب ولا ممتنع ". أو لا طيب .
" وقد علم بالاضطرار، أن المحدث لا بد له من محدث، والممكن لابد له من موجد " علم بالاضطرار يعني علماً ضرورياً أن الحادث لابد له محدث ، كما قال الأعرابي : الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير . كل حادث لابد له من محدث . عندما أقول مثلاً هذا البناء حادث ، كان المكان بالأول فراغاً ثم كان بناء ، هذا البناء الحادث نحن نعلم بالضرورة أنه لا بد له من محدث ، من إنسان بناه أو من بان بناه سواء كان إنسانا أو آلات أو غيرها ، إذا كل حادث لابد له من محدث .
" والممكن " ويعنى بالممكن ما ليس بواجب ولا مستحيل ، هذا هو الممكن " لابد له من موجود كما قال الله تعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) الطور " أم هنا منقطعة بمعنى بل وهمزة الإستفهام الإنكاري ، بمعنى بل أخلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ، وش الجواب .؟ ليسوا هم الخالقون ، أو لا .؟ الإنسان ما خلق نفسه لأنه قبل أن يوجد معدوم ، والمعدوم لا يخلق أليس كذلك .؟ وليس مخلوقاً بدون خالق ، من خلقك .؟ أبوك صنعه في رحم أمه .؟ أم هي صنعته في رحمها .؟ الطبيب صنعه في رحم أمك .؟ لا ، إذا لا بد له من خالق خلقه ، والبشر أو المخلوق كله نعلم أنه لم يخلقه فيكون الذي خلقه هو الله سبحانه وتعالى .
قال جبير بن مطعم رضي الله عنه وكان أسيراً من أسرى بدر في المدينة قال : " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ قوله تعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ )) (الطور) قال : كاد قلبي يطير ووقر الإيمان في قلبي " .
الكلمة الأخيرة عندي فيها شك ، لكن الأول : كاد قلبي يطير ، يعني لأن هذه دلالة عقلية فطرية ، ما يمكن إبطالها : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) إذا الجواب على هذا ما هو .؟
لم يخلقوا من غير خالق ، وليسوا هم الخالقون ، تعيّن إذا أن يكون لهم خالق غير أنفسهم ، أليس كذلك .؟ لنبحث ونفتش ما نجد أحدا خلقهم من البشر ... إذا يكون الخالق هو الله ، ولهذا قال الله تبارك وتعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق ولا هم الخلقون لأنفسهم تعين أن يكون لهم خالقا خلقهم ، أليس كذلك .؟
الطالب : بلى .
الشيخ : هذا الخالق هو الله ، وغيره لا يخلق ذبابة .
هذا أراد المؤلف إثبات وجود الله عزّ وجل بدلالة الحوادث عليه ، أثبت المؤلف وجود الله بدلالة أي شيء .؟ بدلالة الحوادث عليه ، لأن هذه الحوادث التي تحدث لابد لها من محدث ، هذا المحدث هو الله .
6 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه، إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات، كالحيوان والمعدن والنبات، والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع، وقد علم بالاضطرار، أن المحدث لا بد له من محدث، والممكن لابد له من موجد، كما قال تعالى: (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) [الطور: 35]. فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق، ولا هم الخالقون لأنفسهم، تعين أن لهم خالقا خلقهم ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم , فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود , ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا , بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه , واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا في غيره. فلا يقول عاقل إذا قيل أن العرش شيء موجود وأن البعوض شيء موجود إن هذا مثل هذا ; لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود , لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه , بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق , وإذا قيل هذا موجود وهذا موجود فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره ; مع أن الاسم حقيقة في كل منهما ".
فيقول المؤلف رحمه الله : " فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود ، ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا ، بل وجود هذا يخصه ، ووجود هذا يخصه ، واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ، ولا في غيره " نعم ، اتفاقهما في اسم عام وهو الاسم العام الذي اتفقا فيه الوجود ، لا يلزم منه أن يتماثلا في ذلك الاسم عند الإضافة والتقييد . حطوا بالكم يا جماعة .
كلمة وجود لفظ مطلق لكن عند الإضافة والتقييد ، نقول وجود الخالق واجب ، ووجود المخلوق جائز ليس بواجب ، فتبين الآن أن مجرد اتفاق الاسم بين الشيئين لا يلزم منه اشتراكهما فيما يختص به كل واحد ، يتفقان في مسمى الوجود لكن يختلفان ، هذا وجوده يخصه وهذا وجوده يخصه ، فإذا كان كذلك فإنه ما المانع من أن نثبت لله صفات ثبوتية ونقول إنها تختص به ، ولا تشبه صفات المخلوقين ، ليس هناك مانع ، كما أننا اتفقنا جميعا ـ والكلام مع الذين يثبتون لله الوجود ـ على أن الوجود صفة ، وهي عند الإطلاق يشترك فيها الخالق والمخلوق ، لكن عند الإضافة والتقييد يكون وجود الخالق يخصه ووجود المخلوق يخصه .
" فلا يقول عاقل إذا قيل إن العرش شيء موجود وإن البعوض شيء موجود ، إن هذا مثل هذا لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود " نعم .
يعني ما هناك أحد عاقل يقول العرش موجود ، وجود العرش من باب الوجود الواجب أو من باب الوجود الممكن .؟
الطالب : الممكن .
الشيخ : كل مخلوق فوجوده من باب الوجود الممكن ، قررنا هذا يا جماعة ، لأن وش معنى مخلوق أنه وجد بعد أن لم يكن ، لو كان واجب الوجود ما كان معلوما من قبل ، إذا فالعرش جائز الوجود ، والبعوض جائز الوجود ، أو لا وكل منها شيء موجود ، فإذا كانا هاذان الموجدان متفقين في الوجود ، وأن وجودهما من باب الجائز وليس من باب الواجب ، ومع ذلك هل يلزم من اتفاقهما في الوجود أن يكونا متفقين في الحقيقة والذات وكل شيء .؟ لا أبدا ، ما يمكن لعاقل أن يقول إن البعوض مثل العرش : (( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ )) والعرش أكبر بكثير من الكرسي ، لأن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة ، فعليه أن يقول قائل إن هذه البعوض التي هي من أحقر المخلوقات تكون مثل العرش الذي هو أعظم الموجدات .؟ لا .
فإذا كانت المخلوقات وهي ممكنة وليست واجبة الوجود تتفق في اسم الوجود الممكن أيضا ، ولا يلزم من اتفاقهما في هذا أن يتفقا في غيره ، دل هذا على أنه لا يمكن أن يكون اتفاق الوجود في الله سبحانه وتعالى وفي غيره ، لا يلزم أن يكون الموجودان شيئاً واحداً .
يقول المؤلف رحمه الله : " إن هذا مثل هذا ، لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود " يعني لا يمكن أن نقول إنه مثله من أجل أنهما متفقان في مسمى الشيء والوجود " لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه " غيرهما الضمير يعود على الشيء والموجود ، يعني أن العرش والبعوضة ليس في الخارج شيء يشتركان فيه سوى كلمة شيء وموجود ، البعوضة شيء والعرش شيء ، والبعوضة موجودة والعرش موجود ، هما اتفقا في هذين الشيئين لكن في الخارج لا يتفقان فيما عدا ذلك . فيما عدى كلمة شيء وموجود ، ليس بين العرش وبين البعوض اشتراك ، بل بينهما من الفرق ما لا يمكن إدراكه أيضا ، لأن العرش ما يمكن إدراكه .طيب
" لأنه ليس في الخارج شيء موجود " كلمة في الخارج يعني في أمريكا وغيره .؟ وش معنى في الخارج .؟ الوجود العياني الذي يشاهد ويسمع مثلا ، لأن هناك شيء ذهني وشيء خارجي ، فالشيء الذهني هو ما يفرضه الذهن ، والشيء الخارجي هو ما هو موجود فعلاً .
فيقول المؤلف : " لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما " أي غير الشيء والموجود " يشتركان فيه ، بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق " المشترك الكلي الذي يأخذه الذهن هو وجود شيء بالنسبة للعرش والكرسي ، يتصور مثلا أن هاتين الذاتين اشتركا ذهناً في شيء واحد هو شيء ووجود لكن فرقا لكن وجود هذا غير وجود هذا ، وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه .
" وإذا قيل هذا موجود، وهذا موجود، فوجود كل منهما يخصه، لا يشركه فيه غيره، مع أن الاسم حقيقة في كل منهما " إذا قيل العرش موجود والبعوض موجود صحيح أو لا .؟ الاسم حقيقة في كل منهما ، لكن وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه .
7 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم , فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود , ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا , بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه , واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا في غيره. فلا يقول عاقل إذا قيل أن العرش شيء موجود وأن البعوض شيء موجود إن هذا مثل هذا ; لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود , لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه , بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق , وإذا قيل هذا موجود وهذا موجود فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره ; مع أن الاسم حقيقة في كل منهما ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : "ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء ; وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره , وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص ; ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما , ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص . فقد سمى الله نفسه حيا فقال : (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) وسمى بعض عباده حيا ; فقال : (( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي )) وليس هذا الحي مثل هذا الحي لأن قوله الحي اسم لله مختص به وقوله : (( يخرج الحي من الميت )) اسم للحي المخلوق مختص به , وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص ; ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج ".
الطالب : ... .
الشيخ : " لا يلزم " هذا ما عندي " لا يلزم اتفاقهما ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص " .
الطالب : ما عندي هذه .
الشيخ : إيه أنا قلت " لم يلزم " لتفهموا ، أعاد كلمة الفاعل ، لأنه لم يلزم ، وين الفاعل .؟ لم يلزم اتفاقهما ، " ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص " وش لم يلزم .؟ " اتفاقهما ، ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص " .
كأن المؤلف رحمه الله تعالى يقول إن الله سمى نفسه بأسماء ، وسمى صفاته بأسماء ، وسمى بتلك الأسماء نفسها بعض مخلوقاته ، وهل يلزم من اتفاق الاسم أن يتفق المسمى .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يلزم ، هذا هو خلاصة كلام المؤلف ، فإذا كان لا يلزم فإنه لا يلزم من إثبات صفات الله عز وجل أن يكون مشابهاً للمخلوقات ، هذا هو تقرير كلام المؤلف ليلزم به من .؟ كل من الطوائف الثلاث ، لأن جميع الطوائف الثلاث أقل من فيهم الذين أثبتوا الأسماء دون ما تضمنته من الصفات فراراً من الوقوع في التمثيل، فنقول لهم هذا الفرار الذي فررتم منه أوقعكم في شر مما فررتم منه مع تعطيل النصوص وتحريفها ، ثم إن ما ذكرتم أنه لازم ليس بلازم . طيب ذكر المؤلف أمثلة قال :
" فقد سمى الله نفسه حيا فقال : (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم )) وسمى بعض عباده حيا فقال : (( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ )) وليس هذا الحي مثل هذا الحي لأن قوله الحي اسم لله مختص به وقوله : (( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ )) اسم للحي المخلوق مختص به " .
صحيح سمى الله نفسه حيا فقال : (( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم )) وقال : (( وتوكل على الحي الذي لا يموت )) نعم ، وسمى أيضا العباد حيا فقال : (( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ )) هذا الحي الذي يخرجه الله هو مثل الله .؟
الطاالب : لا .
الشيخ : فلا يلزم من اتفاقهما في الاسم أن يتفقا في الحقيقة ، فحياة الخالق تختص به وحياة المخلوق تختص به ، ولا يلزم من الاتفاق في الاسم أن يتفقا في الحقيقة ، أنا أظنكم حتى الإنسان نفسه وإن اتفقت الناس في الإنسانية فإنسانية كل شخص تختص به وتختلف عن الآخر. فبعض الناس يكون إنساناً ويستعمل إنسانيته فيما يليق به وبعض الناس يكون إنساناً ولكنه حيوان .
طيب يقول المؤلف رحمه الله : " وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص " وش معنى يتفقان .؟ يعني كلمة الحي والحي ... ولو قلت مائة مرة إنما تتفق ويكون معناهما واحدا إذا جردا عن الإضافة والتخصيص ، وش معنى جردا عن الإضافة والتخصيص .؟ يعني ما أضيف الحي إلى الله ولا إلى الإنسان ... إذا لم تضف إلى أحد صار متفقا ، لكن عند الإضافة والتخصيص يختلف بحسب ما يضاف إليه.
ولهذا يقول المؤلف : " وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص، ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج ، ولكن العقل يفهم من المطلق قدرًا مشتركا بين المسميين " وش معنى المطلق .؟ يعني الذي لم يضف إلى أحد ، مجرد عن الإضافة والتخصيص ، عندما تقول الحي ولكن لا ينصرف ذهنك إلى شيء معين ، فهذا مطلق ، لكن هل له وجود في الخارج .؟ يعني عندما تقول الحي أو الكريم أو القدير مثلاً وأنت لا تقصد به شيئاً معيناً ، فمعنى ذلك أنه ليس له وجود في الخارج ، وإنما تفرض حياً ليس له وجود ، فلا يمكن أن يوجد اسم مطلق غير مقيد باسم أحد إلا في الذهن فقط ، فإذا وجد في الخارج فإنه لابد أن يتميز ويكون بحسب الإضافة والتخصيص ، بحسب ما يضاف إليه وبحسب ما يخص به ، هذه في الحقيقة بحوث كلها بحوث منطقية ، لكنها واضحة ما هي صعبة و، كما قال شيخ الإسلام عن المنطق يقول : " إنه لا يتنفع به البليد ولا يحتاج إليه الذكي " أرجو أن تكونوا أنتم من الذين لا يحتاجون إليه ، لا من الذين لا ينتفعون به ، لأنه فيه نوع من التعقيدات ، لكنه في الحقيقة ليس بشيء جديد ، غاية ما فيه أنه اصطلاحات فقط .
لأنه الآن نعرف أنك لو تصورت أنه فيه كلمة مطلقة عن الإضافة أنك ما يمكن تجد ... لو تقول مثلا ، ولنقتصر على مثال شيخ الإسلام ابن تيمية ، الحي وتفرض أنك تقول الآن الحي غير مضاف إلى الله ولا إلى المخلوق ، صحيح أنك تجد معناها واحد متماثل ، لو تقوله مئة مرة ... لأنك ذكرتها مطلقة ، مجردة عن الاختصاص أو الاضافة إلى أحد ، لكن هل هذا له وجود ، لا وجود للحي في كلمة حي ... فإنما إذا قلت حي على طول في الخارج لا بد أن يكون موجودا ، فإذا فرضت كلمة الحي بدون شخص أو بدون أحد موجود فمعنى ذلك أنك إنما فرضتها في الذهن لا في الخارج ، لكن إذا أضيفت الحي إلى شيء في الخارج حينئذ تختلف ، تكون حياة الخالق غير حياة المخلوق ، حياة بعض المخلوقات أيضا أكمل من بعض ، أليس كذلك .؟ من المخلوقات ما يعمر طويلا ولا يتعرض للآفات ، ويتحمل كثيرا ، هذه حياته أكمل من العبد من الذي لا يعمر إلا قصيرا ويتعرض كثيرا إلى الآفات ، أليس كذلك .؟ لا يمكن أن نقول إن حياة الجمل مثل حياة البعوضة ، لأن الجمل أقوى وأشد مقاومة للحوادث بخلاف البعوضة وعلى هذا فقس نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم القدر المشترك هو الحياة يفهم الحياة مشتركة بين كل الأحياء ، لكن هذه الحياة التي هي مشتركة بين كل الأحياء ليس لها وجود في الخارج ، إنما يفرضها الذهن فرضا ، مثل ما نقول مثلا كلمة حيوان ، أنت تفرض الآن أن الحيوان قدر مشترك بين جميع ما تحله الروح ، لكن هل لهذا القدر المشترك العام الذي فرضه الذهن ، هل له وجود .؟ لا ، الحيوانية لابد أن تكون مضافة إلى إنسان إلى بعير إلى بقرة إلى سبع إلى آخره ، واضح .؟
فالشيء القدر المشترك الذي يفرضه الذهن ويأخذه من المعاني المضافة المختصة هذا شيء لا وجود له في الخارج ، طيب .
وإنما قال المؤلف هكذا لأجل أن يبين لهؤلاء الذين يقولون أنك إذا أثبت لله صفة لزم أن يكون مشابهاً لغيره لأن القدر المشترك موجود في هذا وهذا . عندما نقول الحي القدر المشترك المطلق من الحياة موجود في الخالق وموجود في المخلوق ، لكنّ هذا القدر المشترك إنما يفرضه الذهن فقط ، ما فيه شيء مطلق ، لكن عندما تضيف وتقول الحي وهو الله عزّ وجل ، الحي وهو الإنسان ، تعرف الآن الفرق أو ما تعرف .؟ تعرف الفرق أي نعم .
8 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : "ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء ; وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره , وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص ; ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما , ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص . فقد سمى الله نفسه حيا فقال : (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) وسمى بعض عباده حيا ; فقال : (( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي )) وليس هذا الحي مثل هذا الحي لأن قوله الحي اسم لله مختص به وقوله : (( يخرج الحي من الميت )) اسم للحي المخلوق مختص به , وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص ; ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولكن العقل يفهم من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين , وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق . ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته ، يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق، وما دل عليه بالإضافة والاختصاص , المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى " .
عندما نقول الله تعالى عليم والإنسان عنده علم (( وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )) . أو لا طيب هل علم الله مثل علم المخلوق .؟ لا ، ليس مثله أبدا ولا يمكن أن يدانيه ، بل إن علوم المخلوقين أيضا تختلف أو تتفق .؟ تختلف اختلافا ظاهراً ، فإذا كان كذلك فإنه لا يلزم من اتفاق المخلوق مع الخالق في الاسم أن يتفقان في الحقيقة . واضح هذا .؟
والغرض من هذا الكلام الطويل ، الغرض من هذا تفصيل إبطال قول الذين قالوا إن إثبات الصفة لله عز وجل وش يلزم منه .؟ على رأيهم يلزم منه التشبيه والمماثلة ، المؤلف يريد أن يقرر لأن هذا الأمر خطير جداً ، لا تظنوا أنه سهل ، خطير لأنه عقيدة ، عندما تعتقد بأن لك رباً لا يسمع ولا يبصر ولا يقول ولا يفعل ، أين الرب ؟ معناه ما فيه رب .
ولهذا إبراهيم عليه السلام قال لأبيه : (( يا أبت لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً )) ، أولئك الفلاسفة والطوائف الثلاث الذين ذكرهم المؤلف يقولون إنهم يعبدون من لا يسمع ولا يبصر ولا يغني شيئا ، وهذا معلوم كفر .
الحاصل يا جماعة الآن ، الذي خلصنا منه في هذا الدرس هو أننا فهمنا أموراً ثلاثة :
أولا : أن كل حادث لابد له من محدث ، وكل ممكن لابد له من واجب أو لا .؟ والدليل على ذلك قوله تعالى : (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ )) فإن هذا استدلال بالحوادث على وجود الخالق . هذه واحدة .
ثانيا : أن اشتراك الشيئين في معنى من المعاني إنما يشتركان في أي شيء.؟ في المعنى المطلق المجرد عن الإضافة والاختصاصات . أو لا .؟ عندما تقول العرش شيء موجود والبعوضة شيء موجود اشتركا في هذا المعنى المطلق ، لكن عند الإضافة والتخصيص يفترقان ، فوجود العرش ليس كوجود البعوض ولا العكس .
الشيء الثالث : أن الله تبارك وتعالى سمى نفسه بأسماء وصفات بأسماء ، وللمخلوقين نظير هذه الأسماء ، ولا يلزم من اتفاقهما في المعنى الكلي العام أن يتفقان في هذا المعنى عند الإضافة والتخصيص . واضح . طيب الذي يريد أن يخرج يخرج الآن ، الدرس انتهى ، لكن الأخ عنده سؤال اللي يخرج ما فيه مانع .
9 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولكن العقل يفهم من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين , وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق . ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته ، يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق، وما دل عليه بالإضافة والاختصاص , المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى " . أستمع حفظ
ما معنى السفسطة .؟
الشيخ : السفسطة قلنا إنكار العقليات ، والقرمطة إنكار السمعيات ... يقولون كل شيء يحتمل أن يكون كذا ويكون كذا ، ... حتى الشمس والقمر والنجوم والإنسان والبعير ... وقلت لكم إنه حكي عن بعضهم أنه ينكر نفسه ، يقول لعليّ ما أنا بمحمد بن عثيمين ، وعند إزالة هذا الشك أنه إذا نام يجعل في رجله خيطا ، لأجل إذا قام يعرف أنه نفسه ، فهؤلاء هم ... العقل ما يقبل هذا ، وأما القرمطة فهي مثل ما قال المؤلف إنكار السمعيات ، وقلت لكم إن القرامطة كذلك يشككون ، لأنهم يقولون أن الكتاب والسنة لها .؟
الطالب : ظاهر وباطن .
الشيخ : ظواهر وبواطن ، فظواهرها هذا الذي بين أيدينا ، لكن هذا ليس للخاصة بل للعامة ... أما الخاصة فللقرآن والسنة دلائل باطلة ، وإشارات ورموز هي المراد بها ، وهذه امن ؟ للخاصة عندهم ، حتى أنهم : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )) فحج البيت له معنى باطل ، حج البيت عند العوام ، ما هو حج البيت عند العوام .؟ قصد مكة ، لكن عندهم قصد بيت الولي .!!
مناقشة حول طريقة الشرح .
الطالب : نمشي .
الشيخ : إذا نمشي ، لأننا نخاف ما نكمل شيء .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ، تحتاجون للمراجعة أو لا .؟ أو بس ما دامكم حاضرين ماشيين .؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ، لا بد من المراجعة نعم ، نحن بعد سنكتب منهج في طريقة الفقرات هذه ... .
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
قال رحمه الله تعالى : " وكذلك سمى الله نفسه عليما حليما وسمى بعض عباده عليما فقال : (( وبشروه بغلام عليم )) يعني إسحاق وسمى آخر حليما فقال : (( فبشرناه بغلام حليم )) يعني إسماعيل وليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم ، وسمى نفسه سميعا بصيرا فقال : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )) وسمى بعض عباده سميعا بصيرا فقال : (( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )) وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير ، وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : (( إن الله بالناس لرءوف رحيم )) وسمى بعض عباده بالرءوف الرحيم "
الشيخ : أرجو أن هذا لا يحتاج إلى شرح في الحقيقة .؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نمشي فيها ، لأنه واضح ، وهو أن الاتفاق في الاسم أو الصفة لا يلزم منه التساوي فيما يختص فيه كل واحد . نعم ... .
الطالب : ... .
الشيخ : " سمى نفسه " بألف على ياء . هو هكذا .
الطالب : " وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : (( إن الله بالناس لرؤوف رحيم )) وسمى بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) وليس الرءوف كالرءوف ولا الرحيم كالرحيم وسمى نفسه بالملك . فقال : (( الملك القدوس )) وسمى بعض عباده بالملك فقال : (( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا )) .
(( وقال الملك ائتوني به )) وليس الملك كالملك . وسمى نفسه بالمؤمن المهيمن وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال : (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون )) وليس المؤمن كالمؤمن ، وسمى نفسه بالعزيز فقال : (( العزيز الجبار المتكبر )) وسمى بعض عباده بالعزيز فقال : (( وقالت امرأة العزيز )) وليس العزيز كالعزيز وسمى نفسه الجبار المتكبر وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر فقال : (( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار )) وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر كالمتكبر ونظائر هذا متعددة . ".
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " كذلك سمى الله نفسه عليما حليما وسمى بعض عباده عليما فقال : (( وبشروه بغلام عليم )) يعني إسحاق وسمى آخر حليما فقال : (( فبشرناه بغلام حليم )) يعني إسماعيل وليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم , وسمى نفسه سميعا بصيرا فقال : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )) وسمى بعض عباده سميعا بصيرا فقال : (( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )) وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير , وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : (( إن الله بالناس لرءوف رحيم )) وسمى بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) وليس الرؤوف كالرؤوف ولا الرحيم كالرحيم وسمى نفسه بالملك . فقال : (( الملك القدوس )) وسمى بعض عباده بالملك فقال : (( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا )) . (( وقال الملك ائتوني به )) وليس الملك كالملك . وسمى نفسه بالمؤمن المهيمن وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال : (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون )) وليس المؤمن كالمؤمن , وسمى نفسه بالعزيز فقال : (( العزيز الجبار المتكبر )) وسمى بعض عباده بالعزيز فقال : (( قالت امرأة العزيز )) وليس العزيز كالعزيز وسمى نفسه الجبار المتكبر وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر قال : (( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار )) وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر كالمتكبر ونظائر هذا متعددة .".
13 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " كذلك سمى الله نفسه عليما حليما وسمى بعض عباده عليما فقال : (( وبشروه بغلام عليم )) يعني إسحاق وسمى آخر حليما فقال : (( فبشرناه بغلام حليم )) يعني إسماعيل وليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم , وسمى نفسه سميعا بصيرا فقال : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )) وسمى بعض عباده سميعا بصيرا فقال : (( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )) وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير , وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : (( إن الله بالناس لرءوف رحيم )) وسمى بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) وليس الرؤوف كالرؤوف ولا الرحيم كالرحيم وسمى نفسه بالملك . فقال : (( الملك القدوس )) وسمى بعض عباده بالملك فقال : (( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا )) . (( وقال الملك ائتوني به )) وليس الملك كالملك . وسمى نفسه بالمؤمن المهيمن وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال : (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون )) وليس المؤمن كالمؤمن , وسمى نفسه بالعزيز فقال : (( العزيز الجبار المتكبر )) وسمى بعض عباده بالعزيز فقال : (( قالت امرأة العزيز )) وليس العزيز كالعزيز وسمى نفسه الجبار المتكبر وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر قال : (( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار )) وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر كالمتكبر ونظائر هذا متعددة .". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك سمى صفاته بأسماء وسمى صفات عباده بنظير ذلك فقال : (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) (( أنزله بعلمه )) وقال : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) وقال : (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) وسمى صفة المخلوق علما وقوة فقال : (( وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )) وقال : (( وفوق كل ذي علم عليم )) وقال : (( فرحوا بما عندهم من العلم )) وقال : (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة )) وقال : (( ويزدكم قوة إلى قوتكم )) وقال : (( والسماء بنيناها بأييد )) أي بقوة ".
الطالب : ليس بمحرف .
الشيخ : وش الفرق بين أن يفسر (( بأيد )) أي بقوة وإنكارنا على من قال : (( مما عملت أيدينا )) لا يمكن أن تفسر بالقوة ، وش الفرق .؟
الطالب : السماء بناها الله سبحانه بقوة بحيث على كبرها وعظمها فبناها بقوته .
الشيخ : والفرق بينهما هو أن الله هنا قال بأيد ولم يقل بأيدينا ، لو أضافها إلى نفسه صارت من صفاته ، ولذلك فإن اليد التي أضافها إلى نفسه نقول أنها من صفاته ما يمكن أن نفسرها بالقوة ، (( يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ )) ما يمكن أن نقول المراد قوة الله فوق قوتهم ، (( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً )) ، ما يمكن أن نقول مما عملت قوانا ، ما يمكن أن نقول هذا ، أما هنا فإنها لم تضف إلى الله بل قال : (( بِأَيْدٍ )) ، وأيد هذه مصدر آد ، يئيد ، أيداً ، مثل باع يبيع بيعاً ، والأيد في اللغة القوة ، فليس هناك تحريف .
وقد كان بعض الطلبة إذا سمع مثل هذا الكلام يقول هذا محرف ، ولكن عندما يبحث الإنسان أو يناقش يتبين أن المسألة ليس فيها تحريف ، نعم .
15 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك سمى صفاته بأسماء وسمى صفات عباده بنظير ذلك فقال : (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) (( أنزله بعلمه )) وقال : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) وقال : (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) وسمى صفة المخلوق علما وقوة فقال : (( وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )) وقال : (( وفوق كل ذي علم عليم )) وقال : (( فرحوا بما عندهم من العلم )) وقال : (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة )) وقال : (( ويزدكم قوة إلى قوتكم )) وقال : (( والسماء بنيناها بأييد )) أي بقوة ". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الشيخ : ما عندنا تكميل الآية ،
الطالب : " وقال : (( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا )) (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ))و، كذلك وصف نفسه بالإرادة وعبده بالإرادة فقال : (( تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم )) ووصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة فقال : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )) وقال : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) ومعلوم أن مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد ، ولا إرادته مثل إرادته ولا محبته مثل محبته ، ولا رضاه مثل رضاه ، وكذلك وصف نفسه بأنه يمقت الكفار ووصفهم بالمقت فقال : (( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) وليس المقت مثل المقت ".
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية :" وقال : (( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا )) (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ))وكذلك وصف نفسه بالإرادة وعبده بالإرادة فقال : (( تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم )) ووصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة فقال : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )) وقال : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) ومعلوم أن مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد , ولا إرادته مثل إرادته ولا محبته مثل محبته , ولا رضاه مثل رضاه , وكذلك وصف نفسه بأنه يمقت الكفار ووصفهم بالمقت فقال : (( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) وليس المقت مثل المقت ".
الطالب : مفعول .
الشيخ : لا ، (( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم )) ، هنا يقول المؤلف إن الله وصف نفسه بالمقت ووصف عبده بالمقت ، فالمؤلف يرى الآن أن قوله : (( لَمَقْتُ اللَّهِ )) من باب إضافة المصدر إلى فاعله ، لأنه ما يستقيم أن الله وصف نفسه بالمقت إلا إذا قلنا أنه مضاف إلى الفاعل ، يعني : لمقت الله إياكم ، فيكون من باب إضافة المصدر إلى فاعله .
الطالب : ... .
الشيخ : المقت أشد البغض .
17 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية :" وقال : (( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا )) (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ))وكذلك وصف نفسه بالإرادة وعبده بالإرادة فقال : (( تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم )) ووصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة فقال : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )) وقال : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) ومعلوم أن مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد , ولا إرادته مثل إرادته ولا محبته مثل محبته , ولا رضاه مثل رضاه , وكذلك وصف نفسه بأنه يمقت الكفار ووصفهم بالمقت فقال : (( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) وليس المقت مثل المقت ". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهكذا وصف نفسه بالمكر والكيد كما وصف عبده بذلك فقال : (( ويمكرون ويمكر الله )) وقال (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) وليس المكر كالمكر ولا الكيد كالكيد ."
الطالب : صفة كمال .
الشيخ : صفة كمال ومدح المكر .؟
الطالب : إذا أضيفت مثل الآية : (( ويمكرون ويمكر الله )) هذه تبين أن هؤلاء يريدون أن بمكر الله سبحانه وتعالى ... .
الشيخ : طيب السؤال الآن دعنا من كون المكر مضافا إلى الله أو لا، يعني لو سألك سائل هل المكر والكيد صفة مدح وكمال أو صفة ذم ونقص.؟ يسألك واحد ، وجه السؤال إليك .؟
الطالب : صفة نقص .
الشيخ : صفة نقص إذا كان مطلقا ، يعني معناه بحسب ما تضاف إليه ، قد تكون صفة مدح وقد تكون صفة ذم ، تمام إن قيل في مقابلة الغير ، بياناً لأنه أعظم فهو صفة مدح ، وإن قبل مطلقاً فهو صفة ذم . ولهذا لا يوصف الله به مطلقاً أبداً ، ما يجوز أن نقول إن الله ماكر هذا حرام ، أو أن الله كائد لأن هذا يقتضي النقص .
ولكن تقول ماكر بمن يمكر به أو بأعدائه ، لأن كون الله يمكر بهم مع أنهم هم يمكرون يدل على أن الله تعالى أقوى منهم ، وأعلم منهم. والإنسان في الحقيقة إذا كان له عدو وأراد عدوه أن يمكر به ثم مكر مكرا أقوى منه ، وش يعد هذا .؟ يعد هذا صفة مدح ، ولهذا جاء في الأثر : ( الحرب خدعة ) يعني معناه أن في حال الحرب ينظر إلى دهاء الإنسان وإلى شدة مكره ، طيب بارك الله فيكم ، إذا لا يوصف الله تعالى بالمكر والخداع على سبيل الإطلاق وإنما يوصف به على سبيل التقييد أي نعم طيب .
19 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهكذا وصف نفسه بالمكر والكيد كما وصف عبده بذلك فقال : (( ويمكرون ويمكر الله )) وقال (( إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا )) وليس المكر كالمكر ولا الكيد كالكيد ." أستمع حفظ