العقيدة التدمرية-04
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
العقيدة التدمرية
الحجم ( 5.65 ميغابايت )
التنزيل ( 2538 )
الإستماع ( 355 )


2 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقاربهم طائفة ثالثة من أهل الكلام من المعتزلة ومن اتبعهم ; فأثبتوا لله الأسماء دون ما تتضمنه من الصفات فمنهم من جعل العليم والقدير ; والسميع ; والبصير ; كالأعلام المحضة المترادفات . ومنهم من قال عليم بلا علم قدير بلا قدرة سميع بصير بلا سمع ولا بصر فأثبتوا الاسم دون ما تضمنه من الصفات , والكلام على فساد مقالة هؤلاء وبيان تناقضها بصريح المعقول المطابق لصحيح المنقول مذكور في غير هذه الكلمات .". أستمع حفظ

6 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وذلك أنه قد علم بضرورة العقل أنه لا بد من موجود قديم غني عما سواه، إذ نحن نشاهد حدوث المحدثات، كالحيوان والمعدن والنبات، والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع، وقد علم بالاضطرار، أن المحدث لا بد له من محدث، والممكن لابد له من موجد، كما قال تعالى‏:‏ (( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ‏ )) ‏[‏الطور‏:‏ 35‏]‏‏.‏ فإذا لم يكونوا خلقوا من غير خالق، ولا هم الخالقون لأنفسهم، تعين أن لهم خالقا خلقهم ". أستمع حفظ

7 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم , فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود , ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا , بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه , واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا في غيره. فلا يقول عاقل إذا قيل أن العرش شيء موجود وأن البعوض شيء موجود إن هذا مثل هذا ; لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود , لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه , بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق , وإذا قيل هذا موجود وهذا موجود فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره ; مع أن الاسم حقيقة في كل منهما ". أستمع حفظ

8 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : "ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء ; وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره , وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص ; ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص اتفاقهما , ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص . فقد سمى الله نفسه حيا فقال : (( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )) وسمى بعض عباده حيا ; فقال : (( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي )) وليس هذا الحي مثل هذا الحي لأن قوله الحي اسم لله مختص به وقوله : (( يخرج الحي من الميت )) اسم للحي المخلوق مختص به , وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص ; ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج ". أستمع حفظ

13 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " كذلك سمى الله نفسه عليما حليما وسمى بعض عباده عليما فقال : (( وبشروه بغلام عليم )) يعني إسحاق وسمى آخر حليما فقال : (( فبشرناه بغلام حليم )) يعني إسماعيل وليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم , وسمى نفسه سميعا بصيرا فقال : (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )) وسمى بعض عباده سميعا بصيرا فقال : (( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )) وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير , وسمى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال : (( إن الله بالناس لرءوف رحيم )) وسمى بعض عباده بالرؤوف الرحيم فقال : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) وليس الرؤوف كالرؤوف ولا الرحيم كالرحيم وسمى نفسه بالملك . فقال : (( الملك القدوس )) وسمى بعض عباده بالملك فقال : (( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا )) . (( وقال الملك ائتوني به )) وليس الملك كالملك . وسمى نفسه بالمؤمن المهيمن وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال : (( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون )) وليس المؤمن كالمؤمن , وسمى نفسه بالعزيز فقال : (( العزيز الجبار المتكبر )) وسمى بعض عباده بالعزيز فقال : (( قالت امرأة العزيز )) وليس العزيز كالعزيز وسمى نفسه الجبار المتكبر وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر قال : (( كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار )) وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر كالمتكبر ونظائر هذا متعددة .". أستمع حفظ

15 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك سمى صفاته بأسماء وسمى صفات عباده بنظير ذلك فقال : (( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء )) (( أنزله بعلمه )) وقال : (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) وقال : (( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة )) وسمى صفة المخلوق علما وقوة فقال : (( وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )) وقال : (( وفوق كل ذي علم عليم )) وقال : (( فرحوا بما عندهم من العلم )) وقال : (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة )) وقال : (( ويزدكم قوة إلى قوتكم )) وقال : (( والسماء بنيناها بأييد )) أي بقوة ". أستمع حفظ

17 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية :" وقال : (( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا )) (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ))وكذلك وصف نفسه بالإرادة وعبده بالإرادة فقال : (( تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم )) ووصف نفسه بالمحبة ووصف عبده بالمحبة فقال : (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )) وقال : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) ووصف نفسه بالرضا ووصف عبده بالرضا فقال : (( رضي الله عنهم ورضوا عنه )) ومعلوم أن مشيئة الله ليست مثل مشيئة العبد , ولا إرادته مثل إرادته ولا محبته مثل محبته , ولا رضاه مثل رضاه , وكذلك وصف نفسه بأنه يمقت الكفار ووصفهم بالمقت فقال : (( إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون )) وليس المقت مثل المقت ". أستمع حفظ