قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الشيخ : مواضعَ ، ليش .؟ مضاف إليه ... .
السائل : المناجاة ... .
الشيخ : ... لأنكم تعرفون أنها ما تفتح إلا إذا كانت جمع ، تاء التأنيث ما تفتح إلا إذا كانت جمعا كمسلمات ، أو كانت متصلة بالفعل مثل قالت .
السائل : الإنباء .
الشيخ : الإنباء إخبار ... .
الطالب : " ووصف نفسه بأنه استوى على عرشه فذكر ذلك في سبع مواضع من كتابه أنه استوى على العرش " .
الشيخ : طيب أنا عندي في كلام المؤلف لحن ، ما فيه لحن .؟ يعني مخالفة لقواعد اللغة العربية . أو ما أنتم من سبويه .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، ما يعرفكم ولا تعرفونه ... إي وش الصواب .؟
الطالب : سبعة مواضع .
الشيخ : سبعة مواضع ، لأنه مذكر ... .
السائل : ... .
الشيخ : نجيا ، المناجاة هي الكلام عن قرب ، والمناداة عن بعد ، ولهذا تكون المناجاة بصوت خفي ، والمناداة بصوت مرتفع . نجيا مناجى ، لأنه فعيل بمعنى مفعول .
الطالب : " ووصف بعض خلقه بالاستواء على غيره في مثل قوله : (( لتستووا على ظهوره )) وقوله : (( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك )) وقوله : (( واستوت على الجودي )) وليس الاستواء كالاستواء ووصف نفسه ببسط اليدين فقال : (( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ))، ووصف بعض خلقه ببسط اليد في قوله : (( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط )) وليس اليد كاليد ولا البسط كالبسط ; وإذا كان المراد بالبسط الإعطاء والجود فليس إعطاء الله كإعطاء خلقه ولا جوده كجودهم . ونظائر هذا كثير فلا بد من إثبات ما أثبته الله لنفسه " .
الشيخ : أنا عندي : " ونظائر هذا كثيرة " . كثير بدون تاء . هو يصلح مثل قوله تعالى : (( والملائكة بعد ذلك ظهير )) ولم يقل ظهيرة . نعم .
الطالب : " ونظائر هذا كثيرة فلا بد من إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي مماثلته بخلقه فمن قال : ليس لله علم ولا قوة ولا رحمة ولا كلام ولا يحب ولا يرضى ولا نادى ولا ناجى ولا استوى كان معطلا جاحدا ممثلا لله بالمعدومات والجمادات ، ومن قال له علم كعلمي أو قوة كقوتي أو حب كحبي أو رضاء كرضاي أو يدان كيداي "
الشيخ : كيدي .
الطالب : " أو يدان كيدي أو استواء كاستوائي كان مشبها ممثلا لله بالحيوانات ; بل لا بد من إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل ، ويتبين هذا بأصلين شريفين ، ومثلين مضروبين ، وبخاتمة جامعة . ".
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ومن قال له علم كعلمي أو قوة كقوتي أو حب كحبي أو رضاء كرضاي أو يدان كيدي أو استواء كاستوائي كان مشبها ممثلا لله بالحيوانات ; بل لا بد من إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل , ويتبين هذا بأصلين شريفين , ومثلين مضروبين , وبخاتمة جامعة .".
الشيخ : لا ، كيدي ، عندكم كيداي .؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لا، غلط .
الطالب : واش الفرق .؟
الشيخ : واش الفرق ... لكن من جهة اللفظ ، يجب أنك تعرفه لأن هذا فرق بسيط ... أقول الفرق بين يدي ويداي أن يداي مرفوعة ، وأما يدي فهي إما منصوبة أو مجرورة لأنك حطيت الألف ياء ، ومعلوم أن المثنى لا يكون بالألف إلا إذا كان مرفوعا ، وعليه فيجب أن يقول يدي " كيدي " ما نقول كيداي ، واضح .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، الكاف حرف جر ، ويدي اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى . إلا إذا كان منكم من يلزمون المثنى الألف مطلقا ، فهذه تصلح للإنسان إذا لحن وقال رأيت الرجلان ، يقول لك خطأ رأيت الرجلين ، وش يقول .؟ أنا ماشي على لغة من يلزم المثنى الألف مطلقا ... لكن هذا لا يطاع لأن الواجب علينا الآن لأننا لسنا قبائل عربية ، بمعنى أننا نتكلم بلغة خاصة لنا ، وإنما يجب علينا أن نجعل كلامنا على المشهور من لغة العرب ... .
أظن أن هذه كل اللي قرأناها اليوم مفهومة ، وغايته يدور على أنه لا يلزم من تماثل الاسمين أو الصفتين أن يكونا متماثلين في الحقيقة ، بل لكل من المخلوق والخالق ما يختص به من أسماء وصفات .
2 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ومن قال له علم كعلمي أو قوة كقوتي أو حب كحبي أو رضاء كرضاي أو يدان كيدي أو استواء كاستوائي كان مشبها ممثلا لله بالحيوانات ; بل لا بد من إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل , ويتبين هذا بأصلين شريفين , ومثلين مضروبين , وبخاتمة جامعة .". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الطالب : " إثبات بعض الصفات إثبات للبعض . فأما الأصلان : فأحدهما أن يقال : القول في بعض الصفات كالقول في بعض ".
الشيخ : ما عندنا ... .
الطالب : عنوان .
الشيخ : إيه ، لا عندنا " فصل : فأما الأصلان ".
الطالب : " فأما الأصلان : فأحدهما أن يقال : القول في بعض الصفات كالقول في بعض ، فإن كان المخاطب ممن يقول : بأن الله حي بحياة عليم بعلم قدير بقدرة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام مريد بإرادة ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهته فيجعل ذلك مجازا ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات فيقال له : لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته " .
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فأما الأصلان : فأحدهما أن يقال : القول في بعض الصفات كالقول في بعض , فإن كان المخاطب ممن يقول : بأن الله حي بحياة عليم بعلم قدير بقدرة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام مريد بإرادة ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهته فيجعل ذلك مجازا ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات فيقال له : لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته ".
أما الأصلين :
... الآن إذا كان الذي ينكر يقول ببعض الصفات وينكر بعضها ، والمؤلف يشير بهذا إلى الأشاعرة ، الأشعرية يقولون ببعض الصفات وينكرون بعضا ، يقولون أن الله له سبع صفات حقيقة ، وما عدا ذلك فليس حقيقة ، فنقول لهم القول في بعض الصفات كالقول في بعض ، يعني أنه يجب أن نقول في بعض الصفات التي أنتم تنكرون كما نقول في الصفات التي أنتم تثبتون . وأظن الوقت مضى.
4 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فأما الأصلان : فأحدهما أن يقال : القول في بعض الصفات كالقول في بعض , فإن كان المخاطب ممن يقول : بأن الله حي بحياة عليم بعلم قدير بقدرة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام مريد بإرادة ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهته فيجعل ذلك مجازا ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات فيقال له : لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته ". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فأما الأصلان : فأحدهما أن يقال : القول في بعض الصفات كالقول في بعض , فإن كان المخاطب ممن يقول : بأن الله حي بحياة عليم بعلم قدير بقدرة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام مريد بإرادة , ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهيته , فيجعل ذلك مجازا ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات ".
المؤلف رحمه الله ذكر بعد المقدمة أن هذا يتضح بأصلين ومثلين وخاتمة ، أما الأصلان فالمؤلف بدأ بالأصل الأول الذي يخاطب به من يثبت بعض الصفات وينفي بعضا ، وهم الأشاعرة ، فننظر يقول رحمه الله أن يقال : " القول في بعض الصفات كالقول في بعض " مثل ما أن القول في الصفات كالقول في الذات كذلك القول في بعض الصفات كالقول في بعض .
فإذا كان المخاطب ممن يقول بأن الله حي بحياة ، عليم بعلم ، قدير بقدرة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، مريد بإرادة ، كم هذه من صفة .؟
الطالب : سبعة .
الشيخ : فهذه سبع صفات وهي التي يثبتها الأشاعرة .
حي بحياة ، عليم بعلم ، قدير بقدرة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، مريد بإرادة ، هذه سبع صفات وهي التي يثبتها الأشاعرة ، يقولون هذه الصفات السبع صفات ثابتة لله حقيقة ، أفهمتم .؟ يقولون متكلم بكلام ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، مريد بإرادة إلى آخره ، لكنهم يفسرون الكلام بغير معناه ، إذ إنهم يقولون : إن الكلام هو المعنى القائم بنفس الله ، وأن هذه الحروف خلقت خلقاً لتعبر عن ما في نفس الله ، فهمتم .
ليسوا يقولون إن الكلام على ما يفهمه أهل السنة والجماعة ، إن الكلام كلام الله لفظاً ومعنى بحرف وصوت . لا ، يقولون إنه يتكلم بكلام ، لكن عندما تسأله ما هو كلام الله .؟ يقول لك هو المعنى القائم بنفس الله ، وليس هو هذه الحروف والأصوات التي سمعت ، وإنما الحروف والأصوات خلقت لتعبر عن ما في نفس الله ، أفهمتم الكلام عند الأشاعرة .؟ ما هو الكلام عند الأشاعرة .؟
هو المعنى القائم بنفسه دون هذه الحروف ، ودون الصوت الذي سمعه جبريل ونزل به على محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا الصوت الذي سمعه جبريل وهذه الحروف مخلوقة لتعبر عما في نفس الله .
طيب هذا التفسير للكلام ليس بصحيح ، وأظن هذا مر عليكم وأنتم في الثانوي .؟ مر عليكم هذا ليس بصحيح ، ولا يمكن أن يفسر الكلام به ، إنما على كل حال هم يقولون أن الله متكلم بكلام ، ويثبتون هذه الصفات السبع ،
يقول المؤلف رحمه الله : " ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهيته ، فيجعل ذلك مجازا " يعني بقية الصفات التي غير السبع عند الأشاعرة وش حكمها .؟ من باب المجاز ، وليست حقيقة ، يعني أن الله لم يتصف بها حقيقة وإنما هي مجاز . ويفسر ذلك بأي شيء .؟
" ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات " يعني مثلاً عندما يأتي إلى صفة المحبة ، يقول المحبة ليست صفة ثابتة لله ، لا ، الله ما يحب ، ولكن معنى المحبة الإثابة الثواب ، ولهذا تجدون في الجلاليين : (( يحبهم ويحبونه )) قال : " يثيبهم " فيفسر المحبة بالثواب ، الثواب كما يقول المؤلف رحمه الله مخلوق أو غير مخلوق .؟ الثواب مخلوق ، فيفسرون هذا الصفة المحبة ببعض المخلوقات ، يعني بشيء مخلوق ، أو يفسرون المحبة بالإرادة ، لأنهم هم يثبتون الإرادة ، فيكون معنى يحبهم يعني يريد ثوابهم .
الغضب ، وش الغضب عند الأشاعرة .؟ الغضب لا يفسرونه بالغضب حقيقة ، يقول المراد بالغضب الانتقام ، فيفسرونه بالعقاب مثل ما قال المؤلف : " من النعم والعقوبات " فيفسرونه بالعقاب ، أو يقولون الغضب إرادة الانتقام ، فيفسرونه بالإرادة .
فصار هؤلاء الأشاعرة لهم فيما نفوه من الصفات طريقان : يعني اتفقوا على أنها مجاز ولكن بماذا تفسر .؟
إما بالإرادة وإما بشيء مخلوق ، الإرادة ما هي بصفة .؟ إرادة لله للشيء صفة ، لكنهم يفسرونه بالإرادة لأنهم يثبتونها ، يثبتون هذه الصفة حقيقة ، ويقولون أن الله مريد بإرادة حقيقية ، لكنه ليس يغضب بغضب حقيقي ، طيب وش معنى يغضب .؟ يعني ينتقم إن فسروه بشيء مخلوق ، أو يريد الانتقام إذا فسروه بالإرادة . أفهمتم يا جماعة .؟ هذه طريقة الأشاعرة ، إذا طريقة الأشاعرة بالنسبة للصفات يثبتون لله سبع صفات حقيقية ، والباقي يجعلونه مجازا ، ما هو تفسير المجاز عندهم .؟ إما أن يفسروه بالإرادة ، وإما بشيء مخلوق ، واضح .؟ ونحن ضربنا مثلا بالرضا والغضب ، أو بالمحبة والغضب كله واحد ، لكن الرضا مقابل الغضب أحسن .
الرضا وش يقولون .؟ (( رضي الله عنهم )) ما يقولون رضا حقيقي، يقولون معنى رضي عنهم أراد إثباتهم ، أو أنه أثابهم ، عندما يفسرون الغضب وش يقولون في الغضب .؟ الغضب ليس غضبا حقيقيا ، لأنهم لا يقرون بأن شيئا من صفات الله حقيقة سوى هذه الصفات السبع ، فيفسرون الغضب إما بالانتقام الذي هو العقوبة ، وإما بإرادة الانتقام ، والإرادة يثبتونها حقيقة .
الطالب : ...
الشيخ : لا ، الباقي موافقون لأهل السنة والجماعة ، لأن أهل السنة والجماعة كلها ، هذه السبعة وغيرها ، بس قلنا الكلام هو الذي أخطؤوا في تفسيره ، الكلام عندهم غير الكلام عند أهل السنة والجماعة ، والبقية معروف ... فأهل السنة والجماعة يقولون الله عليم وقدير إلى آخره .
الطالب : ... .
الشيخ : ما يقرون بهذه الصفة على أنها حقيقة أبدا ، كل يفسر بالمجاز عندهم .
الطالب : ... .
الشيخ : هذه الطريقة ، إما أن يفسر بالإرادة إرادة الشيء أو بالشيء المخلوق ، المهم ذكرنا يا جماعة شف يقول : " ويفسره إما بالإرادة " هذه واحدة " وإما ببعض المخلوقات من النعم " إن كان الشيء محبوبا " والعقوبات " إن كان الشيء مكروها . واضح يا جماعة .؟ خلينا نمشي . زين .
6 - تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فأما الأصلان : فأحدهما أن يقال : القول في بعض الصفات كالقول في بعض , فإن كان المخاطب ممن يقول : بأن الله حي بحياة عليم بعلم قدير بقدرة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام مريد بإرادة , ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهيته , فيجعل ذلك مجازا ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فيقال له : لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته , بل القول في أحدهما كالقول في الآخر ; فإن قلت : إن إرادته مثل إرادة المخلوقين فكذلك محبته ورضاه وغضبه وهذا هو التمثيل وإن قلت : إن له إرادة تليق به ; كما أن للمخلوق إرادة تليق به , قيل لك : وكذلك له محبة تليق به وللمخلوق محبة تليق به وله رضا وغضب يليق به , وللمخلوق رضا وغضب يليق به , وإن قلت : الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام فيقال له : والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة فإن قلت : هذه إرادة المخلوق قيل لك : وهذا غضب المخلوق ".
الطالب : الأشاعرة .
الشيخ : للمخاطب الذي يقول بإثبات هذه الصفات السبع دون غيرها وهم الأشاعرة مثلا " يقال له لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته ، بل القول في أحدهما كالقول في الآخر " يقول : " لا فرق بين ما نفيته " مثل إيش .؟
الطالب : مثل الغضب .
الشيخ : المحبة والغضب والكراهة والرضا إلى آخره ، ما عدا السبع صفات .
" وبين ما أثبته " السبع صفات ، لا فرق بينهما ، طيب " بل القول في أحدهما كالقول في الآخر " إثباتاً أو نفياً .
طيب " فإن قلت : إن إرادته مثل إرادة المخلوقين فكذلك محبته ورضاه وغضبه وهذا هو التمثيل " يقول أنت الآن أيها الأشعري مثلا تثبت الإرادة ، يقول نعم أو لا .؟ يقول نعم .
يقول : طيب هذه الإرادة أنت إن جعلتها مثل إرادة المخلوقين فإننا نقول أيضاً غضبه ومحبته ورضاه وكراهته كلها أيضاً من جنس صفات المخلوقين ، وحينئذ نقع نحن وأنت في التمثيل ، وأنت لا تقر بالتمثيل ، ونحن كذلك لا نقر بالتمثيل ، مفهوم هذا .؟
طيب " وإن قلت: أن له إرادة تليق به ، كما أن للمخلوق إرادة تليق به ، قيل لك : وكذلك له محبة تليق به ، وللمخلوق محبة تليق به ، وله رضا وغضب يليق به " صح أو لا .؟
فصار الآن يلزمه فيما أثبت مثل ما يلزمه فيما نفاه ، لأن الكل واحد ، فإذا قلنا له أنت الآن تثبت لله إرادة مثل إرادة المخلوقين ، إذا قال : نعم أثبت ذلك مثل إرادة المخلوقين ، قلنا : نعم ونحن أيضاً نثبت مثلك محبة تماثل محبة المخلوقين ، فنقع نحن وأنت في التمثيل .
وإن قلت : لا أبدا حاشا لله أن تثبت إرادة مثل إرادة المخلوقين بل أقول له إرادة تليق به ، وله كلام يليق به ، وله سمع يليق به ، وله قدرة تليق به إلى آخر الصفات السبع ، قلنا له نحن : وكذلك له محبة تليق به ، وغضب يليق به ، وكل شيء من الصفات التي تنفي تليق به .
" قيل لك : وكذلك له محبة تليق به ، وللمخلوق محبة تليق به ، وله رضا وغضب يليق به وللمخلوق رضا وغضب يليق به ، وإن قلت : الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام " نعم ، فهذا صحيح أن القلب يغلي ، ولهذا يفور الدم ، وتحمر العين ، ويقف الشعر ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم ) ، فهي حرارة يفور الإنسان منه ، أليس كذلك .؟ هذا هو الغضب ، لكن هذا غضب من .؟ غضب المخلوق .
نقول له أيضا : " فيقال له : والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة " الإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة . أريد مثلاً أن أدرس في الكلية ، هذا لأي شيء .؟ لجلب منفعة ، أريد أن ألبس ثوباً أتدفى منه عن البرد .؟ هذا لدفع مضرة ، إذاً الإرادة هي ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة ، والله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى جلب منفعة ولا إلى دفع مضرة ، وأنت أثبت لله الإرادة ، فإذا أنت الآن أثبت أن الله تعالى يحتاج إلى جلب منفعة ودفع مضرة، " فإن قلت : هذه إرادة المخلوق " التي هي ميل النفس إلى جلب المنفعة أو دفع المضرة ، قيل لك وهذا ، وش هو هذا .؟ يعني غليان القلب لطلب الانتقام ، هذا غضب المخلوق ، فهمتم الإلزام أو لا.؟
إلزام بين واضح لا ينفك عنه أبداً ، لا يمكن أن ينفك عنه ، لأنه كل شيء يجي يقدره في الصفات التي نفاها ، نحن نقدره في الصفات التي أثبتها ، كل شيء يقدره في الصفات التي نفاها نحن نقدره في الصفات التي أثبتها ، إذا لا فرق .
فيقال فيما نفاه مثل ما يقال في ما أثبته ، فإذا كان يثبت إرادة قلنا له الإرادة هي ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة ، والله جل وعلا لا يليق به هذا الشيء ، قال هذه إرادة المخلوق وأنا أثبت لله إرادة تليق به وللمخلوق إرادة تليق به ، قلنا له : إذا الغضب الذي أنت تقول أنه غليان دم القلب لطلب الانتقام ، إنما هو غضب المخلوق ، ونحن نثبت لله غضباً يليق به وللمخلوق غضبا يليق به ، واضح هو الآن ينسد عليه الباب ويلزمه أي شيء .؟ يلزمه أن يقر بأي شيء .؟ بالصفات التي نفاها ، لأنه الآن كل على تقدير المؤلف رحمه الله ساق البحث على تقدير الإثبات وعلى تقدير النفي ، فإذا أثبت قلنا الإرادة بهذا المعنى لا تليق بالله ، وش المعنى الذي لا يليق بالله ميل النفس لجلب منفعة أو دفع مضرة .
إذا أثبت الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام فالغضب بهذا المعنى لا يليق بالله ، إذاً يجب عليه نفي الإرادة ونفي الغضب ... المؤلف رحمه الله ناقش كلامهم بالنفي والإثبات ، قالوا إذا أثبتنا لله إرادة ، فالإرادة ميل النفس لجلب منفعة أو دفع مضرة ، وهذه ما تليق بالله ، الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام وهذا لا يليق بالله ، إذا قال الأشعري نثبت الإرادة وننفي الغضب ، إذا قال أنا أريد بالإرادة الإرادة التي تليق بالله ، والإرادة التي هي جلب منفعة أو دفع مضرة هذه إرادة للمخلوق ، وأنا أثبت لله إرادة لا تشبه إرادة المخلوق .
قلنا له إذا الغضب الذي أنت قلت أنه غليان دم القلب لطلب الانتقام إنما هو غضب المخلوق ، ولماذا لا تثبت لله غضباً يليق به مثلما أثبت لله إرادة تليق به ؟!
7 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فيقال له : لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته , بل القول في أحدهما كالقول في الآخر ; فإن قلت : إن إرادته مثل إرادة المخلوقين فكذلك محبته ورضاه وغضبه وهذا هو التمثيل وإن قلت : إن له إرادة تليق به ; كما أن للمخلوق إرادة تليق به , قيل لك : وكذلك له محبة تليق به وللمخلوق محبة تليق به وله رضا وغضب يليق به , وللمخلوق رضا وغضب يليق به , وإن قلت : الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام فيقال له : والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة فإن قلت : هذه إرادة المخلوق قيل لك : وهذا غضب المخلوق ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك يلزم القول في كلامه وسمعه وبصره وعلمه وقدرته إن نفى عنه الغضب والمحبة والرضا ونحو ذلك مما هو من خصائص المخلوقين، فهذا منتف عن السمع والبصر والكلام وجميع الصفات وإن قال: أنه لا حقيقة لهذا إلا ما يختص بالمخلوقين، فيجب نفيه عنه قيل له : وهكذا السمع والبصر والكلام والعلم والقدرة , فهذا المفرق بين بعض الصفات وبعض يقال له : فيما نفاه كما يقوله هو لمنازعه فيما أثبته فإذا قال المعتزلي : ليس له إرادة ولا كلام قائم به ; لأن هذه الصفات لا تقوم إلا بالمخلوقات , فإنه يبين للمعتزلي أن هذه الصفات يتصف بها القديم ولا تكون كصفات المحدثات فهكذا يقول له المثبتون لسائر الصفات من المحبة والرضا ونحو ذلك ".
بمعنى أن المؤلف يقول الصفات الباقية التي أثبتوها وهي ست صفات الكلام والسمع والبصر والعلم والقدرة .
الطالب : ... .
الشيخ : الإرادة تقدم لأن المؤلف ناقشه في الإرادة ، ما قال : " وكذلك يلزم القول في كلامه وسمعه وبصره وعلمه وقدرته " وش بقي عندنا .؟ وحياته ، يقال في الصفات الست الباقية مثل ما قيل في الإرادة .
إذا قلنا أن السمع هو عبارة عن إدراك المسموع بصفة معينة على شكل محسوس ، أو لا .؟ عندما تدرك المسموع ما تدرك كل الأصوات إنما تدرك الصوت بصفة معينة وبشكل محسوس ، هذا السمع إذا قلنا أن سمع الله هكذا لزم أن يكون مشابهاً للمخلوق ، وأن يكون ناقصاً ، فإذا قال : لا ، أنا أثبت لله سمعاً لا يشبه سمع المخلوق ، قلنا له : إذاً بقية الصفات يجب عليك أن تثبتها لله على وجه يليق به ولا يشبه صفات المخلوقين .
يقول : " فهذا منتف عن السمع والبصر والكلام وجميع الصفات ، وإن قال : إنه لا حقيقة لهذا إلا ما يختص بالمخلوقين، فيجب نفيه عنه ، قيل له : وهكذا السمع والبصر والكلام والعلم والقدرة ".
يعني إذا قال لك إن الغضب والكراهة والمحبة لا حقيقة لها إلا ما يليق بالمخلوق ، قلنا له : أيضا وكذلك السمع والبصر والكلام ... .
فالحاصل ... أن من قال ببعض الصفات ونفى بعضها فإن قوله متناقض أو لا .؟ وجه التناقض أنه يلزمه فيما أثبت نظير ما يلزمه فيما نفى ، فإن أثبتها على وجه التمثيل ، أثبت الجميع على وجه التمثيل قلنا : أنك ممثل ، ولكن هو ما يثبتها على وجه التمثيل ، يقول الصفات السبعة تليق بالخالق وما يقابلها من المخلوق يليق به ، نقول له هكذا أيضا يجب عليك في بقية الصفات أن ثبت لله من الغضب والرضا والمحبة ما يليق به ، وللمخلوق من ذلك ما يليق به ، فهذا الفرق .
أما إثباتهم لهذه الصفات السبع فيقولون إن هذه الصفات السبع دل عليها العقل ، فاتفق عليها العقل والسمع ، فوجب إثباتها ، وأما بقية الصفات فإن العقل لا يدل عليها فلا يجوز إثباتها ، هذا السبب. ولذلك هم يرون تحكيم العقل في باب الصفات ، ما يرجعون للسمع ، يقولون العقل مقدم على النقل ، فإذا وجد في النقل ما يخالف العقل وجب تكذيبه إن أمكن أو تأويله ... .
يقولون الحياة لازم العقل يدل على حياة الخالق ، لا يمكن أن يكون خالق وهو ميت ، فالسمع والبصر يدل عليه العقل ، لأن ربا لا يسمع ولا يبصر ما يصح أن يكون رب ، ولهذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه : (( يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ )) .
والقدرة أيضاً دل عليها العقل لأن ربا ليس بقادر لا يصح أن يكون رباً ، ولهذا ينفي الله تعالى ألوهية معبود المشركين بأنهم لا يقدرون على شيء ، ولهذا قال إبراهيم عليه السلام : (( وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً )) .
الكلام لا يمكن أن يكون رباً بدون كلام ، لأنه كيف يبلغ وحيه إلى خلقه ، وما يريد من خلقه إلا بطريق الكلام .
والإرادة أيضاً يقولون نحن نشاهد المخلوقات تتبدل وتتغير ولا يمكن أن يكون الخالق يبدلها ويغيرها إلا بإرادة ، إذ لا مكره له .
فهم يقولون هذه الصفات السبع دل عليها العقل فيجب إثباتها ، وغيرها لا يدل عليها العقل فلا يجوز إثباتها . نحن نقول لهم فيه من الصفات ما أنكرتموه ، وقد دل عليه العقل دلالة قطعية ، الرحمة مثلاً، يثبتون لله رحمة أو لا .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يثبتون لله رحمة ، يقولون الرحمة هي إرادة الإحسان أو هي الإحسان ، عندهم يفسرون بالإرادة أو بالفعل .
طيب الرحمة أليس في العقل ما يدل عليها .؟ ألسنا نجد أن الله يكشف السوء ، وأن الله يجلب الخير ، وش أسباب هذا .؟ أليس هي الرحمة .؟ أي نعم ، وعلى هذا فقس ، فنحن نقول لهم التي نفيتم وزعمتم أن العقل لا يدل عليها هي أيضاً يدل عليها العقل ، بل إن دلالة العقل على بعضها أقوى من دلالاته على ما أثبتم .
قال : " فهذا المفرق بين بعض الصفات وبعض، يقال له: فيما نفاه كما يقوله هو لمنازعه فيما أثبته ". شف رحمه الله.
من المنازع .؟ المنازع يعني في الإثبات ، الذي ينازع في الإثبات ، لأن فيه ناس الآن غير الأشاعرة أشد منهم ، يقولون جميع الصفات لا لا تثبت لله ، كل الصفات ما يجوز إثباتها لله كما مر عليكم في أول الكلام .
فإذا قال مثلا الأشعري : أنا أثبت لله سمعاً ، وقال المعتزلي : أنا لا أثبت لله سمعاً ، لأن إثبات السمع تمثيل وتشبيه أو لا ، وش يقول هو .؟ فيقول الأشعري رداً على المعتزلي .؟ وش يقول .؟
الطالب : العقل يدل على إثباتها .
الشيخ : نعم دل السمع وأيضا أنا أثبت الله سمعا يليق به أو لا، وحينئذ لا تنفيه ، نقول له أيضا أنت نقول لك فيما نفيت من الصفات ونحن نثبتها ، نقول لك مثل ما قلت أنت لمن .؟ للمعتزلي الذي ينكر الصفات ، لأنك أنت قلت له حجة واضحة ، قلت له أثبت لله سمعاً ليس كسمع المخلوق ، أثبت له قدرة ليست كقدرة المخلوق ، أثبت له إرادة ليست كإرادة المخلوق ، طيب نحن نقول لك أيضا مثل ما تقوله أنت ، ولهذا يقول المؤلف : " يقال له فيما نفاه " وش مثال الذي نفاه .؟ كالغضب والرحمة " كما يقوله هو لمنازعه فيما أثبته " من منازعه فيما أثبته .؟ المعتزلي ، فيما أثبته مثل السمع والبصر والحياة والقدرة ، أفهمتم هذا يا جماعة .؟
الطالب : نعم .
الشيخ : إذا الأمر واضح ... طيب فهمتم الآن تمام ، وأظنه واضح والحمد لله . فعندنا هذه الفقرة مهمة جدا ، ودلالتها على إلزام هؤلاء في إثبات ما نفوه ، دلالتها عقلية واضحة .
" فإذا قال المعتزلي " المعتزلي ترى أشد من الأشعري ، شف المعتزلي وش يقول .؟ " ليس له إرادة ولا كلام قائم به ، لأن هذه الصفات لا تقوم إلا بالمخلوقات " طيب هو ينكر الصفات السبع التي مرت علينا قبل قليل .؟ ينكرها ، لأنه ما يتصف بصفات ، يقول سميع لكن ما له سمع ، وبصير وما له بصر ، وما أشبه ذلك ، أو يقول أن هذه أسماء جامدة ما تدل على معاني إطلاقاً " فإنه يبين للمعتزلي أن هذه الصفات يتصف بها القديم ، ولا تكون كصفات المحدثات ، فهكذا يقول له المثبتون لسائر الصفات من المحبة والرضا ، ونحو ذلك ". أي نعم
إذا قال المعتزلي ليس له إرادة ولا كلام قائم به لأن هذه الصفات لا تقوم إلا بالمخلوقات ، من يصير خصما له الآن المعتزلي .؟
الطالب : الأشعري .
الشيخ : الأشعري وأهل السنة كلهم الآن يقومون عليه .
يقول المؤلف : " يبين لهم أن هذه الصفات يتصف بها القديم " والمراد بالقديم الله سبحانه وتعالى ، وقد ذكرت لكم من قبل أن هذا التعبير من شيخ الإسلام مما يؤخذ عليه ، لكنه رحمه الله يقول هذا الكلام في محاجة من يقولونه ، لا إقرارا له ولكن تنزلاً مع الخصم ، والتنزل مع الخصم ما فيه بأس ، وإن كان الإنسان لا يقره ، وقد قرأت عليكم قول الله تعالى : (( أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا )) ،
(( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك )) ، بل أبلغ من ذلك ، اسمع الله يقول: (( آالله خير أما يشركون )) هل هناك مقارنة بين الله وبين ما يشركون .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ولكن تنزلاً مع الخصم .
نقول المؤلف رحمه الله يقول : " ... يتصف بها القديم ولا تكون كصفات المحدثات فهكذا يقول له المثبتون لسائر الصفات من المحبة والرضا ونحو ذلك "، أظن أن المؤلف يريد فإنه يبين ... من المحبة والرضا ونحو ذلك ، يقوله له لمن .؟ للمعتزلي وللأشعري أيضا ، يقولون لأحدهما في سائر الصفات كما يقول هؤلاء فيما أثبتوه .
الخلاصة يا جماعة الآن :
المؤلف رحمه الله بين لنا الطريق البيّن على الرد على من يثبت بعض الصفات وينفي بعضاً .
8 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك يلزم القول في كلامه وسمعه وبصره وعلمه وقدرته إن نفى عنه الغضب والمحبة والرضا ونحو ذلك مما هو من خصائص المخلوقين، فهذا منتف عن السمع والبصر والكلام وجميع الصفات وإن قال: أنه لا حقيقة لهذا إلا ما يختص بالمخلوقين، فيجب نفيه عنه قيل له : وهكذا السمع والبصر والكلام والعلم والقدرة , فهذا المفرق بين بعض الصفات وبعض يقال له : فيما نفاه كما يقوله هو لمنازعه فيما أثبته فإذا قال المعتزلي : ليس له إرادة ولا كلام قائم به ; لأن هذه الصفات لا تقوم إلا بالمخلوقات , فإنه يبين للمعتزلي أن هذه الصفات يتصف بها القديم ولا تكون كصفات المحدثات فهكذا يقول له المثبتون لسائر الصفات من المحبة والرضا ونحو ذلك ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإن قال : تلك الصفات أثبتها بالعقل لأن الفعل الحادث دل على القدرة والتخصيص دل على الإرادة والإحكام دل على العلم وهذه الصفات مستلزمة للحياة والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ".
" فإن قال " الضمير يعود على من .؟ على الأشعري الذي يثبت بعض الصفات دون بعض " تلك الصفات " يعني .؟ الصفات السبعة " أثبتها العقل " وجه دلالة العقل عليها .؟ " لأن الفعل الحادث دل علي القدرة " والمراد بالفعل هنا المفعول ، المفعول يدل على قدرة الفاعل ، لأن من لا يقدر لا يفعل ، ونحن نشاهد حدوث المطر ، نشاهد حدوث الإنسان ، نشاهد طلوع الشمس ، غروب الشمس ، إلى آخره ، هذا الفعل الحادث وش يدل عليه .؟ على القدرة ، أليس كذلك .؟ لأن من لا يقدر لا يحدث .
" والتخصيص دل على الإرادة " يعني تخصيص الشي بما هو عليه دال على الإرادة ، عندما يخلق الله من هذه النطفة ذكراً ومن النطفة الآخر أنثى ، فهذا يدل على أنه أراد أن تكون هذه النطفة ذكرا ، وأراد أن تكون النطفة الأخرى أنثى . فتخصيص كل شي بوقته يدل على الإرادة ، لأنه لولا الإرادة ما كان هذا ذكر وهذه أنثى ، فتخصيص المخلوق بما هو عليه دليل على الإرادة ... .
أقول الفعل الحادث دل على القدرة ، وجه الدلالة .؟ أحسنت الذي ما يقدر ما يخلق . التخصيص كون هذا على شكل وهذا على شكل وش يدل عليه .؟ الإرادة ، نطفة واحدة يتكون منها أحيانا ذكر ، وأحيانا يتكون منها أنثى ، بإرادة أو بغير إرادة .؟ نعم بإرادة ، لولا الإرادة ما حصل هذا التغير فإذا دل على ...
" والإحكام دل على العلم " إحكام الشيء يعني إتقانه ، ونحن نشاهد الآن المخلوقات محكمة متقنة : (( وجعلنا السماء سقفا محفوظا )) هذا الإحكام وش يدل عليه .؟ على العلم ، لأن الذي ما يعلم كيف يحكم شيئا وهو لا يدري عنه ، عندما تضع أي آلة إذا كان ما عندك علم ما يمكنك أن تحكمها ، صح أو لا .؟ بل عندما تخرب السيارة تقدر تصلحها .؟ إذا كان ما عندك علم .؟ ما تقدر تصلحها ، نعم .طيب .
كذلك أيضا " هذه الصفات " وش هي الصفات التي يذكرها الآن.؟ القدرة والإرادة والعلم " مستلزمة للحياة " لأنه ما يمكن أن يصير عالم أو قادر أو مريد إلا من كان حيا ، الميت ما يمكن أن يصير عالما أو لا .؟ الميت ما يمكن أن يصير قادرا ، الميت ما يمكن أن يصير مريدا، إذا فهو حي ، هذه أربع صفات .
" والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك " صح .؟ على كل حال التعبير الأخير فيه دلالة للعقل أكثر مما قاله المؤلف ، لأن قوله الحي لا يخلو عن السمع والبصر قد ينازع فيه ، قد يكون حيا بلا سمع يكون أصم أو أعمى ، كذلك الكلام ربما يكون أخرس.
لكن لما أقول إن السمع والبصر دليل على عدم الصلاحية للربوبية ، ما يمكن أن يصير ربا وهو لا يسمع ولا يبصر ، ولهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وش قال لأبيه .؟ (( لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ )) فلا يمكن أن يكون ربا ، فإذا قال بأن الله ربه ، خالق لا بد أن يسمع ويبصر .
الكلام أيضا لابد منه للرب ليش .؟ نعم ، ليبلغ ما يريد لخلقه ، نحن لا ندري ما يريد الله إلا بواسطة الكلام ، لولا أن الله تكلم بالوحي ونزل به جبريل على الرسل فإننا ما ندري وش يريد الله منا ، واضح .
على كل حال هذان طريقان لإثبات السمع والبصر والكلام .
الطريقة الأول : ما ذكرناه لكم .
والطريقة الثاني : قولهم أن الحي لا يخلو من السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ، طيب ضد ذلك .؟ ضد السمع الصمم ، وضد البصر العمى ، وضد الكلام الخرس ، وهذا لا يليق بالله عزّ وجل ، أستغفر الله ... معان عقلية جيدة تحتاج إلى انتباه .
9 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإن قال : تلك الصفات أثبتها بالعقل لأن الفعل الحادث دل على القدرة والتخصيص دل على الإرادة والإحكام دل على العلم وهذه الصفات مستلزمة للحياة والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
قال المؤلف رحمه الله تعالى : " قال له سائر أهل الإثبات : لك جوابان : أحدهما أن يقال : عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين ، فهب أن ما سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ذلك فإنه لا ينفيه " .
الشيخ : " فإنه لا ينفيه " بعده " والنافي لابد أن يأتي بدليل كالمثبت " ... اكتبوا لأنها موجودة عندي ، موجودة عندك .؟ " والنافي لابد أن يأتي بدليل كالمثبت سواء بسواء " .
الطالب : " وليس لك أن تنفيه بغير دليل ، لأن النافي عليه الدليل كما على المثبت ، والسمع قد دل عليه ، ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي ، فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم .
الثاني أن يقال : يمكن إثبات هذه الصفات بنظير ما أثبت به تلك من العقليات ، فيقال : نفع العباد بالإحسان إليهم يدل على الرحمة كدلالة التخصيص على المشيئة ، وإكرام الطائعين يدل على محبتهم، وعقاب الكافرين يدل على بغضهم كما قد ثبت بالشهادة والخبر من إكرام أوليائه وعقاب أعدائه ، والغايات المحمودة في مفعولاته ومأموراته - وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة - تدل على حكمته البالغة ; كما يدل التخصيص على المشيئة وأولى لقوة العلة الغائية ; ولهذا كان ما في القرآن من بيان ما في مخلوقاته من النعم والحكم أعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المشيئة ".
مناقشة الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فأما الأصلان : فأحدهما أن يقال : القول في بعض الصفات كالقول في بعض , فإن كان المخاطب ممن يقول : بأن الله حي بحياة عليم بعلم قدير بقدرة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام مريد بإرادة , ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهته , فيجعل ذلك مجازا ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات .... فإن قال : تلك الصفات أثبتها بالعقل لأن الفعل الحادث دل على القدرة والتخصيص دل على الإرادة والإحكام دل على العلم وهذه الصفات مستلزمة للحياة والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ".
المؤلف رحمه الله ذكر في الأصلين ، الأصل الأول ما هو .؟
الطالب : القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر .
الشيخ : في البعض الآخر ، تمام ، القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر ، استرح .
هذا الأصل بناه المؤلف في الكلام مع من .؟
الطالب : مع الأشاعرة .
الشيخ : مع الأشاعرة ، الذين .؟
الطالب : الذين نفوا بعض الصفات وأثبتوا البعض .
الشيخ : تمام ، ما هي الصفات التي أثبتوها .؟
الطالب : الحياة العلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام .
الشيخ : والكلام و جمعت في هذا البيت ، وهو قول الناظم :
حي عليم قدير والكلام له *** إرادة وكذاك السمع والبصر
كيف نحقق هذه القاعدة في التطبيق .؟
الطالب : ... نقول إن عموم الأشاعرة يثبتون الإرادة فنقول أن إرادة الله كإرادة المخلوق وكذلك ... فإن لله تعالى إرادة تليق به كما أن للمخلوق إرادة تليق به . فنقول له وكذلك الغضب لله له غضب يليق به كما أن للمخلوق غضبا يليق به ، فإن قال الغضب هو غليان دم القلب لطلب الانتقام ، فنقول لا ، وكذلك الإرادة هي ميل القلب لجلب نفع أو دفع مضرة ، فيقول هذه إرادة المخلوق ، فنقول والغضب على هذه الطريقة غضب المخلوق .
الشيخ : نعم تمام ، إذا قال أن هذه الصفات السبع دل عليها العقل، فما وجه دلالة العقل عليها على زعمه .؟
الطالب : ... .
الشيخ : رتبهم على حسب ما قال المؤلف .
الطالب : ... .
الشيخ : ما راجعت .؟!
الطالب : ... يقولون إن الفعل الحادث يدل على القدرة ، وأن التخصيص يدل على الإرادة ، وأن الإحكام يدل على العلم ، وهذه تستلزم الحياة .
الشيخ : زين ، فيكون أثبتنا أربع صفات أو لا .؟ أثبتنا الإرادة والعلم والقدرة والحياة .
الطالب : فإذا كان الحي وليس يسمع هذا لا يجوز لله .
الشيخ : يعني جعلوا السمع والبصر والكلام من مستلزمات الحياة ، كذا .؟ يقول إن الحي لابد أن يكون سميعا بصيرا متكلما .
الطالب : أو ضد ذلك .
الشيخ : أو ضد ذلك يعني إما هذا أو هذا ، والضد ممتنع فيلزم ثبوت هذا ، هذا وجه دلالة العقل عندهم على هذه الصفات السبع، واضح أو لا .؟ فيقولون : مادام العقل دل على هذه الصفات وجب علينا إثباتها ، وأما الصفات الأخرى فإن العقل لا يدل عليها ، وإذا كان لا يدل عليها فإننا لا نثبتها ، أفهمتم الآن أو لا .؟
الطالب : نعم .
الشيخ : زين .
11 - مناقشة الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فأما الأصلان : فأحدهما أن يقال : القول في بعض الصفات كالقول في بعض , فإن كان المخاطب ممن يقول : بأن الله حي بحياة عليم بعلم قدير بقدرة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام مريد بإرادة , ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع في محبته ورضاه وغضبه وكراهته , فيجعل ذلك مجازا ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات .... فإن قال : تلك الصفات أثبتها بالعقل لأن الفعل الحادث دل على القدرة والتخصيص دل على الإرادة والإحكام دل على العلم وهذه الصفات مستلزمة للحياة والحي لا يخلو عن السمع والبصر والكلام أو ضد ذلك ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " قال له سائر أهل الإثبات : لك جوابان : أحدهما أن يقال : عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين , فهب أن ما سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ذلك فإنه لا ينفيه , وليس لك أن تنفيه بغير دليل لأن النافي عليه الدليل كما على المثبت , والسمع قد دل عليه ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم ".
الطالب : ... .
الشيخ : إيه المثبتة أهل السنة والجماعة .
ما معنى هذا الكلام .؟ الأشياء التي لها أدلة ، إذا علم من هذه الأدلة دليل واحد هل يستلزم عدم المدلول .؟ يعني مثلا إذا فرضنا أن هذا الشيء محرم ، وله عدة أدلة على التحريم ، إذا انتفى واحد من هذه الأدلة هل نقول أنه الآن صار مباحا .؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يكون مباحا ، يبقى محرما بالدليل الثاني ، أو لا .؟ إذا قلنا الصلاة واجبة لأن الله يقول : (( وأقيموا الصلاة )) الصلاة واجبة لأن الله توعد المتهاونين بها : (( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة )) الصلاة واجبة لأن الله تعالى فرضها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله فرض عليكم خمس صلوات ) هذه مثلا ثلاثة أدلة إذا انتفى واحد من هذه الثلاثة ولم نجد دليلا يدل على أنها فرض بهذا اللفظ ، هل معنى ذلك أنها لا تكون فرضا .؟ لا، لكن فيه أدلة ثانية غير هذه أو لا .؟
أقول مثلا إذا وجد شيء له عدة أدلة ، وانتفى واحد من هذه الأدلة فهل يلزم من ذلك انتفاء المدلول أو ما يلزم .؟ ما يلزم ، واضح الآن لكم ، قلنا مثلا وجوب الصلاة له أدلة كثيرة أو لا .؟ مثل (( وأقيموا الصلاة )) (( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة )) (( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون )) نعم ( من لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ) وما أشبه ذلك ، الأدلة كثيرة أو لا ، إذا قدر أن واحدا من هذه الأدلة لم يوجد هل معنى ذلك أن الأدلة الثانية تنتفي وينتفي المدلول .؟ لا .
طيب نقول : عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول ، وش السبب .؟ لأن المدلول قد يثبت بدليل آخر غير هذا الدليل المعين ، فإذا قدرنا أن العقل ما يدل على بقية الصفات على زعم الأشعري فالسمع دل على هذه الصفات ، هذا هو ما يريده المؤلف ، واضبطوا هذه القاعدة فهي نافعة ، إذا واحد أبطل دليل على شيء ، وقال هذا لا يدل على هذا الشيء ، هل يلزم من بطلان الدليل على هذا المدلول على هذا الشيء أن لا يثبت هذا الشيء بدليل آخر أو ما يلزم .؟ ما يلزم ، لأنه قد ينتفي الدليل هذا لكن يثبت الشيء بدليل آخر .
والقاعدة هذه : عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين ، وش السبب الذي ما يستلزم .؟ علل .؟ لأنه قد يثبت بدليل آخر .
يقول : " فهب أن ما سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ذلك " هب بمعنى قدّر أو افرض ، قدّر أن الذي سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ذلك ، وش معنى ذلك .؟ أي ما نفيته من الصفات ، لأن الأشعري ينفي ما نفى من الصفات حجته أن العقل لا يدل عليه ، نقول هب أن ما سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ذلك ، أي لا يثبت ما نفيت من الصفات " فإنه " أي الدليل العقلي " لا ينفيه " يعني مثلا إذا قلت أن الدليل العقلي ما يدل على إثباتبقية الصفات، فإن الدليل القعلي أيضا لا ينفي هذه الصفات ، لو فرض أن هناك هذه الصفات لكان ننظر هل هو صحيح نفاها أو لا .؟ لكن هو لا ينفيها .
والنافي لا بد أن يأتي بدليل كالمثبت كل إنسان ينفي شيئا فعليه الدليل على نفيه ، والدليل قد يكون ثبوتيا وقد يكون بناء على الأصل ، وقد يكون بناء على الظاهر ، المهم أن من نفى شيئا لابد أن يأتي بدليل كالمثبت سواء بسواء .
" وليس لك أن تنفيه " أن تنفي إيش .؟ أن تنفي ما نفيت من الصفات " بغير دليل لأن النافي عليه الدليل كما على المثبت " إذا الآن نقول لهذا الأشعري الذي أنكر ما أنكر من الصفات بناء على أن العقل لا يدل عليه ، وش نقول له .؟ لك جوابان :
الجواب الأول : أن عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين ، لماذا .؟ لأنه قد يثبت بدليل آخر ، هذا واحد .
فإذا قدّرنا أن ما سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ما نفيت من الصفات فإنه لا ينفيه ، وإذا كان لا ينفيه فعليك الدليل على نفيه ، لأن النافي عليه الدليل كما على المثبت .
" والسمع قد دل عليه " السمع المراد به هنا الكتاب والسنة ، هذا السمع ، لأنه دليل بطريق السمع " قد دل عليه " وش عليه .؟ أي على ما نفيت من الصفات " ولم يعارض ذلك معارض عقلي " لأن الأشعري لا يقول أن العقل ينفي ذلك ، يقول العقل لا يثبت ، فإذا قلنا العقل لا يثبت ليس يثبت .
" ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي " فإذا إذا دل عليه السمع ولا فيه معارضة ، وش الواجب .؟ قال : " فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم " أظنه واضح يا جماعة .؟ تقرير هذا الجواب أن نقول : إن عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين ، لأنه قد يثبت بغيره ، وأنا ضربت لكم مثلا ، وش يقول .؟ بالصلاة التي دل على وجوبها عدة نصوص ، فإذا انتفى نص من هذه النصوص على الدلالة ، لم يلزم انتفاء وجوب الصلاة لأن له دليلا آخر .
كذلك هنا الصفات نقول هب أن ما سلكته من الدليل العقلي لا يثبت ما نفيته من الصفات ، فإنه لا ينفيه ، وإذا كان لا ينفيه فإنه لا يجوز لك نفيه بغير دليل ، وإذا كان الدليل العقلي كما زعمت لا يثبته فإن الدليل السمعي قد أثبته ، وليس له معارض من عقل ولا سمع ، إذا أثبته الدليل السمعي بدون معارض ، وش الواجب .؟ الواجب إثباته . واضح الكلام ، والجواب متضح جدا نعم .
الطالب : المعارض ... بالسمع والعقل ... .
الشيخ : المعارضة للدليل السمعي والعقلي ، لكن هنا لا يعترف بدلالة العقل عليه ، الأشعري لا يعترف بدلالة العقل على ما نفى .
الطالب : المعارضة على القرآن أو على من أثبت .؟
الشيخ : المعارضة على نفس الدليل ، ما هو الدليل يدل على ثبوت شيء .؟ ما له معارض ينفي هذا الشيء .
اتضح المقام يا جماعة .؟ الدليل العقلي واضح جدا أو ما هو بواضح .؟ يعني هذا الجواب على الأشعري واضح أنه ملزم له أو غير واضح .؟ واضح ، أظن ما فيه إشكال ، وإذا كان أحد عنده إشكال يببنه .
12 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " قال له سائر أهل الإثبات : لك جوابان : أحدهما أن يقال : عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين , فهب أن ما سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ذلك فإنه لا ينفيه , وليس لك أن تنفيه بغير دليل لأن النافي عليه الدليل كما على المثبت , والسمع قد دل عليه ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " الثاني أن يقال : يمكن إثبات هذه الصفات بنظير ما أثبت به تلك من العقليات فيقال نفع العباد بالإحسان إليهم دل على الرحمة كدلالة التخصيص على المشيئة وإكرام الطائعين يدل على محبتهم وعقاب الكافرين يدل على بغضهم , كما قد ثبت بالشهادة والخبر من إكرام أوليائه وعقاب أعدائه ؛ والغايات المحمودة في مفعولاته ومأموراته - وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة - تدل على حكمته البالغة ; كما يدل التخصيص على المشيئة وأولى " .
" فيقال نفع العباد بالإحسان إليهم يدل على الرحمة " أليس كذلك ، الإنسان من الذي يخرج له الزرع .؟ من الذي ينزل له الماء .؟ من الذي أمده بالصحة .؟ الله سبحانه وتعالى ، هذا وش يدل عليه .؟ يدل على الرحمة ، لأنه لولا رحمة الله ما حصلت هذه المنافع ، ولولا رحمة الله ما اندفعت المضار ، فوجود المنافع واندفاع المضار يدل على الرحمة بلا شك ، يدل على رحمة الله سبحانه وتعالى بالخلق ، ولولا رحمته ما حصلت هذه المنافع ، ولا اندفعت هذه المضار .
" كدلالة التخصيص على المشيئة " وش هي دلالة التخصيص على المشيئة .؟ الأشعري كما مر استدل بالتخصيص على الإرادة ، والإرادة والمشيئة واحدة . نعم
الطالب : كدلالة التخصيص على المشيئة ... ؟
الشيخ : بالعقل ، ما هم استدلوا على الإرادة بالتخصيص .؟ سبق قريبا في درس أمس ، أنت ما حضرت أمس .؟ ... بالأمس قلنا أن الأشاعرة استدلوا على التخصيص ، وأن الله يخلق هذا وهذا ، وهذا له ميزاته وهذا له ميزاته دليل على الإرادة ، لولا الإرادة ما حصل التخصيص ، كان يصير خلط كل واحد ، فهم يقولون إن التخصيص يدل على ثبوت صفة الإرادة لله ، والمؤلف يقول إن دلالة نفع العباد على الرحمة كدلالة التخصيص على المشيئة ، والمشيئة هي الإرادة ، اختلاف لفظ فقط .
طيب " وإكرام الطائعين يدل على محبتهم " وإكرام الطائعين موجود مشاهد أو لا .؟ مشاهد أن الله تعالى يكرم الطائعين بنصرهم وخذل عدوهم ، وما أشبه ذلك ، هذا وش يدل عليه .؟ يدل على المحبة ، لأن الله لو لم يحبهم هل يكرمهم أي نعم ، ما يكرمهم أبدا ، لا يمكن لأي أحد أن يكرم أحداً إلا محبة أو خوفاً ، والخوف ممتنع على الله ، ممتنع أن الله يكرم أحدا لأنه يخافه ، لأن الله يخاف من هذا الرجل فيكرمه ،لكن إذا فيه الدلالة على المحبة .
" وعقاب الكافرين " ثابت ومشاهد أو لا .؟ والقرآن مملوء من ذكر الأمم التي عاقبها الله ، يدل على أي شيء .؟ " يدل على بغضهم" بلا شك ، لولا أن الله أبغضهم ما عاقبهم " كما قد ثبت " عندكم " بالشهادة والخبر " وعندي " بالمشاهدة والخبر " والمعنى واحد ، " كما قد ثبت " يعني ثبت إكرام الطائعين وعقاب الكافرين " بالمشاهدة والخبر " شيء شاهدناه نحن وشيء أخبرنا عنه. طيب يقول المؤلف : " من إكرام أوليائه وعقاب أعدائه والغايات المحمودة في مفعولاته ومأموراته - وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته " ، عندكم " وهي " أو " هي ما تنتهي " .؟
الطالب : " وهي ما تنتهي ".
الشيخ : " وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة - يدل على حكمته البالغة كما يدل التخصيص على المشيئة وأولى " هذه صحيح ، استدلال عقلي أو لا .؟ الغايات المحمودة هي مفعولاته ، مفعولاته يعني مخلوقاته ، وفي مأموراته يعني الشرع ، الخلق له حكمة أو لا .؟ حكمة وغاية عظيمة ، منافع الشمس معروفة ، منافع الليل والنهار معروفة ، منافع المياه والأمطار معروفة ، وهكذا ... هذه الغايات محمودة في المفعولات ، المأمورات وش مثل .؟ الشرع ، وجوب الصلاة ، وجوب الصيام ، وجوب الحج ، كل له غايات معروفة مشهودة ، هذه الغايات في المفعولات وفي المأمورات وش تدل عليه .؟
الطالب : العواقب الحميدة .
الشيخ : لا ، الغايات يقول هذه العواقب الحميدة ، تدل على الحكمة ، يعني ما فعل هذا إلا لهذه الغاية المحمودة ، إذاً الغايات المحمودة في مفعولاته وفي مأموراته وش تدل عليه .؟ على حكتمه ، أنه ما فعل شيئا ولا شرع شيئا إلا لحكمة ، لأن السفيه يفعل الشيء اعتباطاً بدون أن ينظر إلى عواقبه ، وبدون أن ينظر إلى حاله ، لكن الحكيم لا يفعل شيئا ولا يأمر بشيء إلا لحكمة ، وكلنا يعرف الغايات الحميدة التي تنشأ من مأموراته ومن مفعولاته ، وهذا دليل عقلي على الحكمة ، وأنه سبحانه وتعالى له الحكمة ، طيب الحكمة والرحمة والمحبة والغضب الأربع صفات التي مثل بها المؤلف ، هل يقر بها الأشاعرة أو لا .؟ لا ، لماذا .؟ لأنهم يزعمون أن العقل لا يدل عليها ، ونحن نقول بل العقل يدل عليها ، ووجه الدلالة من العقل على هذه ما أشار إليه المؤلف رحمه الله .
13 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " الثاني أن يقال : يمكن إثبات هذه الصفات بنظير ما أثبت به تلك من العقليات فيقال نفع العباد بالإحسان إليهم دل على الرحمة كدلالة التخصيص على المشيئة وإكرام الطائعين يدل على محبتهم وعقاب الكافرين يدل على بغضهم , كما قد ثبت بالشهادة والخبر من إكرام أوليائه وعقاب أعدائه ؛ والغايات المحمودة في مفعولاته ومأموراته - وهي ما تنتهي إليه مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة - تدل على حكمته البالغة ; كما يدل التخصيص على المشيئة وأولى " . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " لقوة العلة الغائية ; ولهذا كان ما في القرآن من بيان ما في مخلوقاته من النعم والحكم أعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المشيئة ".
" ولهذا كان ما في القرآن من بيان ما في مخلوقاته من النعم والحكم أعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المشيئة " صحيح انظر مثلا القرآن كله مملوء بلام التعليل : (( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ )) كذلك قوله : (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) كثير جداً في القرآن إثبات العلة ، سواء باللام أو بإنّ أو بالفاء أو بالشرط أو بغيرها مما يحصل به التعليل .
كل شيء فيه تعليل بالقرآن هو دال على أي شيء .؟ دال على الحكمة ، لأن العلة هي الحكمة ، والله تبارك وتعالى ما يسمي الحكمة علة ، وإنما يسميها حكمة ، لكن العلة هذه جاءت من قبل اصطلاح أهل الأصول ، وإلا فكل علة فهي حكمة .
إذا يا جماعة لنا إذا قال الأشعري أنا أثبت الصفات السبع بأي شيء .؟ بدلالة العقل ، وأنفي ما سواها ، لماذا .؟ لأن العقل لا يدل عليها ، عرفتم أو لا .؟ نقول لهذا الكلام جوابان :
أحدهما : أن نقول له : إن عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول، فهب أن العقل لا يدل على إثبات هذه الصفات التي نفيت ، فإنه لا ينفي هذه الصفات ، وإذا كان لا ينفيها فإنه يلزمك الدليل على نفيها ، مثل ما أن المثبت عليه الدليل فالنافي أيضا عليه الدليل ، وإذا لم يكن دليل فإن السمع إيش .؟ قد دل عليها ، فإن السمع قد دل عليها ، وليس للسمع هنا معارض لا من السمع ولا من العقل ، وإذا ثبت من طريق السمع ولا معارض فإنه يجب علينا إثباتها ، أنتم ماشيين معي زين .؟ المهم افهموا المعنى ، ولا يلزم التعبير بعبارات المؤلف ، المعنى هذا أهم شيء ، والمعنى واضح .
الجواب الثاني : أن نقول بل إن العقل دل على ما نفيت كما دل على ما أثبت ، ولنمثل بذلك بأربعة أمثلة ... .
أقول مثل المؤلف بأربعة أمثل ، المثال الأول الرحمة ، والثاني المحبة ، والثالث البغض ، والرابع الحكمة ... .
أقول لاحظوا يا جماعة مثل المؤلف بكم مثال .؟ بأربعة أمثلة : وهي الرحمة والمحبة والبغض والحكمة ، قال المؤلف هذه ، يعني مثال ليس كل الصفات ، هذه الأمثلة الأربعة تنفيها أنت أيها الأشعري مع أن العقل دل عليها ، الرحمة دلالة العقل عليها ما نشاهده من نفع العباد بالإحسان إليهم ودفع الضرر ، أو لا .؟ هذا مشاهد ، وكلنا نعرف ما يجلب الله من النفع للعباد وما يدفع عنهم من الضرر ، هذا يدل على الرحمة .
طيب الطائعون يكرمهم الله ، وإكرام الطائعين معلوم بالمشاهدة والخبر ، هذا الإكرام وش يدل عليه .؟ على المحبة ، هذا الإكرام يدل على المحبة ، لأن إكرام من يكرم إما محبة وإما خوفا ، والله تعالى لا يكرم أحدا خوفا منه أبدا ، لزم من هذا أن يكون إكرامه بمحبته ، فهذا دليل على إثبات المحبة .
عقاب العاصي دليل على البغض ، لأن الله لولا يبغضه ما عاقبهم ، فهذا دليل عقلي على البغض .
طيب الغايات الحميدة ، يعني معناه الأشياء التي تصل إلينا ، المفعولات والمأمورات غايات حميدة ، كلنا نحمدها ، تدل على أي شيء .؟ على الحكمة التي لم يفعل لها الشيء ولم يأمر به إلا لحكمة، ولولا هذه الغايات الحميدة ما أمر بها أو ما فعلها ، فهذا دليل على الحمة ، بل نقول إن دلالة هذه الغايات الحميدة على الحكمة أبلغ من دلالة التخصيص على الإرادة ، ليش .؟ لأننا نجد أن الله تعالى يذكر هذا في القرآن كثيرا ، يذكر الحكم المترتبة على مأموراته وعلى محظوراته ، بل إن الله ذكر عبارة عامة تشمل كل شيء : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) (( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا )) إذا معناه بناء على هذه القاعدة من الآيتين ، نقول كل شيء فإنه لحكمة ، وليس بباطل ولا لعب ، أي نعم .
14 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " لقوة العلة الغائية ; ولهذا كان ما في القرآن من بيان ما في مخلوقاته من النعم والحكم أعظم مما في القرآن من بيان ما فيها من الدلالة على محض المشيئة ". أستمع حفظ
ما هي العلة الغائية .؟
الشيخ : يعني معناه أن العلة الغائية ، الغاية أنها أقوى من دلالة التخصيص على الإرادة ، لأن العلة الغائية هذه موجبة ، العلة الغائية إذا كانت حميدة موجبة لفعل الشيء ، كل إنسان حكيم أو كل حكيم يكون لفعله غاية حميدة ، هذه الغاية الحميدة توجب الفعل ، توجبه ، لأنه إذا تركه مع الغاية الحميدة انتفت الحكمة عنه ، هذا معنى قوله لقوة العلة الغائية .
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن كان المخاطب ممن ينكر الصفات ويقر بالأسماء كالمعتزلي الذي يقول : إنه حي عليم قدير , وينكر أن يتصف بالحياة والعلم والقدرة ".
قال : " وإن كان المخاطب ممن ينكر الصفات ويقر بالأسماء كالمعتزلي الذي يقول : إنه حي عليم قدير ، وينكر أن يتصف بالحياة والعلم والقدرة " شف العجيب أن المعتزلة يصفون أنفسهم بالعقلاء ، هل هم إلى العقلاء أقرب أم إلى مجانين المجانين أقرب .؟
نشوف المعتزلي ينكر الصفات ، ما يثبت لله صفة أبداً ، لا حياة ولا علم ولا قدرة ولا وجود ولا كلام ولا إرادة ولا شيء ، كل الصفات ينكرها لكن يقر بالأسماء ، يقول : الله حيّ لكن ينكر أن يتصف بالحياة ، حيّ بلا حياة ، كذلك يقول أيضا : الله عليم لا شك ، لكن بلا علم ، ويقول : الله قدير لكن بلا قدرة .
يتصور هذا .؟ واحد غائر بطنه من الجوع ، ورابط على بطنه الأحجار من الجوع وأكياس الرمل من الجوع ، ثم نقول له هذا شبعان .!