تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن كان المخاطب ممن ينكر الصفات ويقر بالأسماء كالمعتزلي الذي يقول : إنه حي عليم قدير , وينكر أن يتصف بالحياة والعلم والقدرة ".
هذه عقول المعتزلة الذين يقولون أو يصفون أنفسهم بأنهم عقلاء ، حتى إن بعض المتأخرين من المعتزلين يقول لا يوجد من فرق الأمة أحد أقوى عقلا من المعتزلة ، ولكن الظاهر أنهم ليسوا من العقلاء ، العقل ما قال هذا الكلام ... .
1 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن كان المخاطب ممن ينكر الصفات ويقر بالأسماء كالمعتزلي الذي يقول : إنه حي عليم قدير , وينكر أن يتصف بالحياة والعلم والقدرة ". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
مناقشة الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " قال له سائر أهل الإثبات : لك جوابان : أحدهما أن يقال : عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين , فهب أن ما سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ذلك فإنه لا ينفيه , وليس لك أن تنفيه بغير دليل لأن النافي عليه الدليل كما على المثبت , والسمع قد دل عليه ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم ... ".
الطالب : ... .
الشيخ : ... السؤال واضح والجواب عليها واضح من الكتاب .
الطالب : ... .
الشيخ : لا يلزم دليل معين ، يعني إذا قلت إن العقل ما دل عليها ففيه دليل آخر وهو السمع ، والدليل السمعي لا معارض له لا من دليل عقلي ولا من دليل سمعي ... .
السمعي يعني الكتاب والسنة ، وهذا الدليل السمعي ليس له معارض فهمت .؟ لأنه حتى الدليل السمعي مثلا إذا كان له معارض فإنه قد لا يكون دليلا ، قد يكون الدليل المعارض أقوى منه فلا يكون دليلا، فعندما نقول فيه دليل غير الدليل العقلي وهو الدليل السمعي الذي ليس له معارض لا من دليل عقلي ولا من دليل سمعي ، واضح الآن .؟ زين . طيب استرح ، الجواب الثاني .؟
الطالب : ... .
الشيخ : يعني أن نثبت ما نفيت دلالة العقل عليه نثبته بالعقل ، طيب مثال .؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... زين ، الأشعري يقول إن الله لا يحب ، نقول له أن إكرام الله للطائعين دليل على محبته لهم ، زين . مثال آخر .؟
الطالب : ... عقاب الله سبحانه وتعالى للكافرين يدل على غضبه عليهم .
الشيخ : مثال ذلك .؟
الطالب : ... .
الشيخ : زين ، فهمتم الآن .؟ صار عندنا جوابان الآن :
الجواب الأول أن نقول : هب أن ما نفيت لا يدل عليه العقل ، لكن عدم الدليل المعين الذي أنت تقول العقل لا يلزم منه عدم المدلول ، لأن المدلول قد يكون له أدلة كثيرة ، فإذا انتفى واحد منه ما انتفى الآخر .
ثانيا أن نقول : أن ما نفيت وقلت أن العقل لا يدل عليه يمكن أن نثبته نحن بأي شيء .؟ بدلالة العقل ... .
3 - مناقشة الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " قال له سائر أهل الإثبات : لك جوابان : أحدهما أن يقال : عدم الدليل المعين لا يستلزم عدم المدلول المعين , فهب أن ما سلكت من الدليل العقلي لا يثبت ذلك فإنه لا ينفيه , وليس لك أن تنفيه بغير دليل لأن النافي عليه الدليل كما على المثبت , والسمع قد دل عليه ولم يعارض ذلك معارض عقلي ولا سمعي فيجب إثبات ما أثبته الدليل السالم عن المعارض المقاوم ... ". أستمع حفظ
تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن كان المخاطب ممن ينكر الصفات ويقر بالأسماء كالمعتزلي الذي يقول : إنه حي عليم قدير , وينكر أن يتصف بالحياة والعلم والقدرة , قيل له : لا فرق بين إثبات الأسماء وإثبات الصفات , فإنك إن قلت : إثبات الحياة والعلم والقدرة يقتضي تشبيها أو تجسيما لأنا لا نجد في الشاهد متصفا بالصفات إلا ما هو جسم قيل لك : ولا نجد في الشاهد ما هو مسمى حي عليم قدير إلا ما هو جسم , فإن نفيت ما نفيت لكونك لم تجده في الشاهد إلا للجسم فانف الأسماء , بل وكل شيء لأنك لا تجده في الشاهد إلا للجسم فكل ما يحتج به من نفى الصفات يحتج به نافي الأسماء الحسنى ; فما كان جوابا لذلك كان جوابا لمثبتي الصفات , وإن كان المخاطب من الغلاة نفاة الأسماء والصفات وقال لا أقول : هو موجود ولا حي ولا عليم ولا قدير ; بل هذه الأسماء لمخلوقاته إذ هي مجاز لأن إثبات ذلك يستلزم التشبيه بالموجود الحي العليم ".
طيب يقول المؤلف : " كالمعتزلي الذي يقول : إنه حي عليم قدير ، وينكر أن يتصف بالحياة والعلم والقدرة " يقول إن الله حي لكن ما له حياة ، قدير ما له قدرة ، عليم وليس له علم " نقول له : لا فرق بين إثبات الأسماء وإثبات الصفات " وش الفرق بين إنسان يثبت الأسماء وبين إنسان يثبت الصفات .؟ لا فرق بينهما .
فإن زعمت أن إثبات الصفات يستلزم التمثيل ، فإثبات الأسماء يستلزم التمثيل ، وإن لم يستلزم إثبات الأسماء الثمثيل فإن إثبات الصفات لا يستلزم التمثيل .
الطالب : ... .
الشيخ : عندما تقول عليم كلمة عليم صفة و العلم صفة ، هذا هو الفرق ، عندنا القدرة والقدير ، القدرة صفة والقدير نفس القادر . واضح ، على كل حال كلامك غير معقول ، ما يمكن أن يسمى قديرا إلا من فيه قدرة .
" فإنك إن قلت : إثبات الحياو والعلم والقدرة يقتضي تشبيها أو تجسيما لأنا لا نجد " عندي " من الشاهد " .
" في الشاهد " .؟ " لأنا لا نجد في الشاهد متصفا بالصفات إلا ما هو جسم ، حيث لا نجد متصفاً بصفة الحياة إلا من هو جسم " هذا الرجل المعتزلي يقول : إثبات العلم والقدرة والحياة يستلزم التشبيه، كيف ذلك .؟ لأنا لا نجد في الشاهد ، والمراد بالشاهد يعني المشاهد ، لا نجد فيه متصفا بالصفات إلا ما هو جسم ، لا نجد مثلا متصفا بالصفات بصفة الحياة إلا من هو جسم ، ولا بصفة العلم إلا ما هو جسم ، ولا بصفة القدرة إلا ما هو جسم . عندما تقول مثلا هذا حي فيه حياة ، تجد مثلا شيئا متصفا بالحياة وما هو بجسم أو لا .؟ ما فيه ، كل شيء متصف بالحياة لابد يكون جسما ، كل شيء متصف بالعلم لابد أن يكون جسما ، كل شيء متصف بالقدرة لابد يكون جسما ، يعني عينا قائمة نعم .
يقول " قيل لك : ولا نجد في الشاهد ما هو مسمى حي عليم قدير إلا ما هو جسم " أليس كذلك .؟ فإذا كان إثبات حياة علم قدرة يستلزم جسما ، فإثبات حي عليم قدير يستلزم جسما .
" فإن نفيت ما نفيت لكونك لم تجده في الشاهد إلا للجسم فانف الأسماء " أيضا ، أيس كذلك .؟ لأننا لا نجد مسمى بحي وعليم وقدير وسميع وبصير إلا ما هو جسم " بل وكل شيء " ... " لأنك لا تجده في الشاهد إلا للجسم ، فكل ما يحتج به من نفى الصفات يحتج به نافي الأسماء الحسنى ، فما كان جوابا لذلك كان جوابا لمثبتي الصفات " يعني معنى ذلك أنك أنت أيها المعتزلي تنفي الصفات ، وتثبت الأسماء ، كل من يحتج به من نفى الصفات كحجة الجسم مثلا يحتج به نافي الأسماء ، أيضا يأتي واحد فوق المعتزلي يقول ما فيه ولا اسم لله ، لأن الاسم يستلزم الجسم ، أليس كذلك .؟
إذا كان المعتزلي ... يجاوب من نفى الجسم ، فإن الذي يثبت الصفات كيف ترد عليه ، يجاوب المعتزلي أيضا ، ولهذا قال : " فما كان جوابا لذلك كان جوابا لمثبتي الصفات " يعني أن المعتزلي لو جاء واحد يجادله ، وش يسوي الذي يجادل المعتزلي .؟ ينفي الأسماء ، فالمعتزلي وش يجاوبه ، يقول ... أن نفيت الصفات لأني لا أجد في الشاهد متصفا بها إلا ما هو جسم ، أو لا فإذا أجاب المعتزلي بشيء فإن مثبتي الصفة يجيبون المعتزلي الذي ينكر الصفات بمثل ما يجيب به نافي الأسماء ، والمهم أن من أثبت الأسماء لزمه أن يثبت الصفات أو لا ، فإن نفى الصفات وأقر بالأسماء تناقض نعم .
4 - تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن كان المخاطب ممن ينكر الصفات ويقر بالأسماء كالمعتزلي الذي يقول : إنه حي عليم قدير , وينكر أن يتصف بالحياة والعلم والقدرة , قيل له : لا فرق بين إثبات الأسماء وإثبات الصفات , فإنك إن قلت : إثبات الحياة والعلم والقدرة يقتضي تشبيها أو تجسيما لأنا لا نجد في الشاهد متصفا بالصفات إلا ما هو جسم قيل لك : ولا نجد في الشاهد ما هو مسمى حي عليم قدير إلا ما هو جسم , فإن نفيت ما نفيت لكونك لم تجده في الشاهد إلا للجسم فانف الأسماء , بل وكل شيء لأنك لا تجده في الشاهد إلا للجسم فكل ما يحتج به من نفى الصفات يحتج به نافي الأسماء الحسنى ; فما كان جوابا لذلك كان جوابا لمثبتي الصفات , وإن كان المخاطب من الغلاة نفاة الأسماء والصفات وقال لا أقول : هو موجود ولا حي ولا عليم ولا قدير ; بل هذه الأسماء لمخلوقاته إذ هي مجاز لأن إثبات ذلك يستلزم التشبيه بالموجود الحي العليم ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن كان المخاطب من الغلاة نفاة الأسماء والصفات وقال لا أقول : هو موجود ولا حي ولا عليم ولا قدير ; بل هذه الأسماء لمخلوقاته إذ هي مجاز لأن إثبات ذلك يستلزم التشبيه بالموجود الحي العليم , قيل له : كذلك إذا قلت : ليس بموجود ولا حي ولا عليم ولا قدير كان ذلك تشبيها بالمعدومات وذلك أقبح من التشبيه بالموجودات , فإن قال : أنا أنفي النفي والإثبات قيل له : فيلزمك التشبيه بما اجتمع فيه النقيضان من الممتنعات فإنه يمتنع أن يكون الشيء موجودا معدوما أو لا موجودا ولا معدوما , ويمتنع أن يكون يوصف ذلك باجتماع الوجود والعدم أو الحياة والموت أو العلم والجهل أو يوصف بنفي الوجود والعدم ونفي الحياة والموت ونفي العلم والجهل ".
" قيل له : كذلك إذا قلت : ليس بموجود ولا حي ولا عليم ولا قدير : كان ذلك تشبها بالمعدومات وذلك أقبح من التشبيه بالموجودات " صح أو لا .؟ إذا قلت إن الله ليس حياً فإنك شبهته بالمعدوم ، ليس موجوداً شبهته بالمعدوم ، ليس قديراً شبهته بالعاجز ، ليس سمعياً شبهته بالأصم ، طيب التشبيه بالمعدوم أقبح من التشبيه بالموجود ، لأن الموجود له كيان وله ذات وله حسّ ، لكن المعدوم معدوم . لا يستوي الحي والميت ولا الموجود والمعدوم . أليس كذلك.؟ فإذا الذي ينفي الأسماء والصفات يقول : لا أقول إن الله حي ولا عليم ولا قدير ولا موجود إلى آخره ، نقول له : إذا أنت شبهت ربك بأي شيء بالمعدومات . وتشبيهه بالمعدومات أقبح من تشبيهه بالموجودات .
الطالب : ... .
الشيخ : من هذا نقوله من باب الطرد هذا أقرب من المعتزلي ... ولكن كله شر ... .
طيب نقول : " فإن قال : أنا أنفي النفي والإثبات " أنفي النفي والإثبات وهذه مرت علينا ، يعني وش يقول .؟ أقول : لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ، ولا عالم ولا جاهل ، أنفي الإثبات وأنفي النفي .
" قيل له : فيلزمك التشبيه بما اجتمع فيه النقيضان من الممتنعات" وأظن مر علينا هذه ، لأن الجمع بين النقيضين ممتنع ، يعني يمكن يصير شيء لا موجود ولا معدوم .؟ ما يمكن ، لازم إما موجود أو معدوم ، لا عالم ولا جاهل ، لا حي ولا ميت ، ما يكون ، فإذا إذا نفى النفي والإثبات وش نقول .؟ شبهه بالممتنعات أعظم ... المعتزلي أثبت الأسماء ونفى الصفات ، والذي بعده الغالي نفى التشبيه بالموجودات ، لكنه أشبهه بالمعدومات ، فإذا ارتقى وقال أنفي النفي والإثبات ، قلنا له أيضا شبهته بالممتنعات ، أشد .
" فإنه يمتنع أن يكون الشيء موجودا معدوما أو لا موجودا ولا معدوما " الأول الإثبات ، والثاني لا موجودا ولا معدوما ، النفي .
" ويمتنع أن يكون يوصف ذلك باجتماع الوجود والعدم أو الحياة والموت أو العلم والجهل أو يوصف بنفي الوجود والعدم ونفي الحياة والموت ونفي العلم والجهل ". الحاصل الآن الجمع بين النقيضين ممتنع ، ورفع النقيضين ممتنع أيضا .
5 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن كان المخاطب من الغلاة نفاة الأسماء والصفات وقال لا أقول : هو موجود ولا حي ولا عليم ولا قدير ; بل هذه الأسماء لمخلوقاته إذ هي مجاز لأن إثبات ذلك يستلزم التشبيه بالموجود الحي العليم , قيل له : كذلك إذا قلت : ليس بموجود ولا حي ولا عليم ولا قدير كان ذلك تشبيها بالمعدومات وذلك أقبح من التشبيه بالموجودات , فإن قال : أنا أنفي النفي والإثبات قيل له : فيلزمك التشبيه بما اجتمع فيه النقيضان من الممتنعات فإنه يمتنع أن يكون الشيء موجودا معدوما أو لا موجودا ولا معدوما , ويمتنع أن يكون يوصف ذلك باجتماع الوجود والعدم أو الحياة والموت أو العلم والجهل أو يوصف بنفي الوجود والعدم ونفي الحياة والموت ونفي العلم والجهل ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإن قلت إنما يمتنع نفي النقيضين عما يكون قابلا لهما وهذان يتقابلان تقابل العدم والملكة ; لا تقابل السلب والإيجاب فإن الجدار لا يقال له أعمى ولا بصير ولا حي ولا ميت إذ ليس بقابل لهما , قيل لك : أولا هذا لا يصح في الوجود والعدم , فإنهما متقابلان تقابل السلب والإيجاب باتفاق العقلاء ; فيلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر ".
الطالب : " قابل لهما ".
الشيخ : أحسن . " إذا ليس بقابل لهما ".
انتبهوا إلى هذه المسألة الأخيرة فإنها مهمة ، سبق لنا أن الجمع بين النقيضين ممتنع ، وأن رفع النقيضين ممتنع ، وهذا فيما إذا كان تقابلهما تقابل نفي وإثبات ، فإنهما لا يترفعان ولا يجتمعان ، لكن إذا كان تقابلهما تقابل عدم وملكة ، بمعنى أن الشيء هل يقبل الاتصاف بهما أو لا يقبل ، فإنه يجوز رفعهما عما لا يمكن أن يكون قابلاً لهما . يجوز رفعهما أي النقيضين عما ليس بقابل لهما .
مثال ذلك : الجدار مثلا ، نحن قلنا قبل قليل العلم والجهل متنقضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ولا شك في هذا ، فيما يمكن أن يكون قابلاً لهما ، لكن الشيء الذي لا يقبل النقيضين يمكن أن يرفع عنه النقيضين ، مثل الجدار يمكن أن تقول عنه لا عالم ولا جاهل ، الآن سلبت عنه النقيضين ، وأنت قلت أن ارتفاع النقيضين لا يمكن ، فكيف أنت نهيت أن نرفع النقيضين وهما العلم والجهل عن الجدار ؟
نقول نعم ، أمكن لأن تقابلهما بالنسبة للجدار تقابل العدم والملكة لا تقابل السلب والإيجاب ، بمعنى أنهما معدومان بالنسبة للجدار لأنه ليس بقابل لهما . والملكة بمعنى القبول ، يعني ليس بقابل لهما . فيجوز رفع النقيضين عما ليس بقابل لهما ، طبعا ليس هذا في كل نقيضين ، لأنك لو تريد تقول الجدار لا موجود ولا معدوم يصح أو لا .؟ لا يصح لأن الجدار قابل للوجود والعدم ، لكن صحيح الصفات التي ما هي شؤون الجدران ولا مما يقبلها الجدار ممكن ترفعها عنه ، يمكن تقول عندي جدار لا يسمع ولا يبصر ، صح أو لا .؟ لكن لو تقول للناس عندي جدار لا يسمع ولا يبصر أن يقولوا هم أيضا أنت لا تسمع ولا تبصر ، لأنهم كلهم يعرف أن الجدار لا يسمع ولا يبصر ، لكن لو تقول عندي جدار لا هو حي ولا ميت يصلح أو ما يصلح .؟
الطالب : ما يصلح .
الشيخ : لا باعتبار عقليا ، لا باعتبار العادة والعرف ، ما جرت العادة والعرف التخاطب بمثل هذا ، لكن عقليا أنك تقول الجدار ... ليس حيا ولا ميتا ، يمكن هذا ، لكن لماذا ارتفع عنه النقيضان .؟ لأنه غير قابل لهما ، حطوا بالكم ، يجي واحد من الشياطين يقول : أنا نفيت عن الله أن يوصف بالصفات لأنه غير قابل ، وش
يرد الشيخ عليه :
" قيل لك : أولا هذا لا يصح في الوجود والعدم " صحيح ، مسألة الوجود والعدم لا تصح في أي شيء ، هل يمكن لأي شيء من الأشياء يكون غير قابل للوجود والعدم .؟ أرجو الانتباه يا جماعة ، هل يمكن لأي شيء من الأشياء يكون غير قابل للوجود والعدم .؟ لأن كل شيء إما موجود أو معدوم ، هل يمكن لكل شيء ألا يكون قابلا للسمع والبصر .؟ إلا ، بعض الأشياء ليس بقابل أن يوصف بالسمع ولا بالبصر ، مثل أي شيء .؟ كالجمادات ، مثلا الجدار ، الجدار ممكن يقول لا يسمع ولا يبصر وليس أعمى ولا أصم ، أليس كذلك .؟ لماذا .؟ لأنه ليس من شأنه ولا من ملكته أن يكون موصوفا بهذه الصفات ، فرفع النقيضين عنه ممكن ، لكن بالنسبة للوجود والعدم ممكن هذا بالجدار أو غير الجدار .؟ لا يمكن ، الجدار ... الآن الرجل هذا يقول : " إنما يمتنع نفي النقيضين عما يكون قابلا لهما " ، أما ما ليس بقابل لهما فإنه يمكن نفي النقيضين عنه ، واضح .؟ ... إذا قال هذا القائل أنا أقول : لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل إلى آخره ، هذا بالنسبة لله ، وقلنا له إن نفي النقيضين ممتنع عقلا ، فأجابنا بقوله : إنما يمتنع نفي النقيضين عما كان قابلا لهما ، أما إذا لم يكن قابلا لهما فإنه يصح أن ينفى عنه النقيضين ، أرجو أن تمثلوا لي بما لم يكن قابلا لهما .؟ كالجدار ، الجدار ليس قابلا للوصف بالجهل أو بالعلم ، فيجوز أن يقال هذا الجدار لا عالم ولا جاهل ، صح أو لا .؟ هذا الرجل الآن الذي ينكر أن الله موجود ولا موجود ، يقول هذا الذي قلتم ممتنع بالنسبة لما يكون قابلا لهما ، وأنا أقول إن الله لا يقبل أن يوصف بالجهل وبالعلم ، وبالحياة وبالموت ، ليس قابلا لهما ، الشيخ وش يقول .؟
" قيل لك : أولا هذا لا يصح في الوجود والعدم فإنهما متقابلان تقابل السلب والإيجاب باتفاق العقلاء ، فليزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر " واضح الآن .؟
فصار هذا الرجل الذي يقول أنا أقول إن الله لا موجود ولا معدوم ، لا أصفه بالوجود ولا العدم ، فإننا نقول له بأنه لا يمكن أن لا تصفه بالوجود ولا العدم . قال يمكن لأن الوجود والعدم نقيضان لا يرتفعان بالنسبة لما يكون قابلاً لهما ، وأما الله فليس قابلاً لهما .
شيخ الإسلام يقول له جواباً على هذا ، بالنسبة للوجود والعدم لا يصح ، لأن كل شيء قابل للوجود والعدم ، كل شيء ، صحيح بالنسبة للعلم والجهل ما فيه شيء قابل لهما دائما ... لكن بالنسبة للوجود والعدم كل شيء قابل للوجود والعدم ، كل شيء يمكن أن يصفه بأنه موجود ، وكل شيء يمكن أن يصفه بأنه معدوم .
إذاً تقابل العدم والوجود تقابل سلب وإيجاب ، وليس تقابل عدم وملكه .
الطالب : ما معنى القبول والملكة ؟
الشيخ : الملكة بمعنى القبول ، والعدم عدم القبول . ولهذا يقال مثلا هذا الرجل متخلق بالأخلاق الحسن ، هل هو ملكة فيه أو تكلف .؟ يعني هذا معناه . الملكة معناه قبول الشيء وكونه لازما .
يقول المؤلف : " فإنهما متقابلان تقابل السلب والإيجاب باتفاق العقلاء ; فيلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر ".
6 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإن قلت إنما يمتنع نفي النقيضين عما يكون قابلا لهما وهذان يتقابلان تقابل العدم والملكة ; لا تقابل السلب والإيجاب فإن الجدار لا يقال له أعمى ولا بصير ولا حي ولا ميت إذ ليس بقابل لهما , قيل لك : أولا هذا لا يصح في الوجود والعدم , فإنهما متقابلان تقابل السلب والإيجاب باتفاق العقلاء ; فيلزم من رفع أحدهما ثبوت الآخر ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما ما ذكرته من الحياة والموت والعلم والجهل فهذا اصطلاح اصطلحت عليه المتفلسفة المشاءون والاصطلاحات اللفظية ليست دليلا على نفي الحقائق العقلية وقد قال الله تعالى : (( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون )) فسمى الجماد ميتا وهذا مشهور في لغة العرب وغيرهم ".
(( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ *أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )) فسمى الجماد ميتاً وهذا مشهور في لغة العرب وغيرهم ." أرجو الانتباه .
هذا الرجل نجيبه بأجوبة منها أن نقول : إن ما ذكرت من ارتفاع النقيضين ، لا يمكن أن يقبل منك بالنسبة للوجود والعدم ، لأن تقابل الوجود والعدم تقابل سلب وإيجاب باتفاق العقلاء ، إذا قال أتنازل لكم بالنسبة للوجود والعدم ، ترى ما هو بمتنازل ، لكن ... بالتنازل ، لكن يقول اسم الحياة والموت لا أصف الله بأنه حي ولا بأنه ميت ، ليش .؟ لأن الحياة والموت إنما يمتنع ارتفاعهما بالنسبة لما يقبل الحياة والموت ، وأما بالنسبة لما لا يقبل يجوز أن يرفعهما جميعا ، الجدار يمكن أن نقول لا حي ولا ميت .؟ الجدار يمكن أن نقول لا حي ولا ميت ، إذا الله سبحانه وتعالى نقول لا حي ولا ميت ، لا عالم ولا جاهل ، كيف ترفع عنه النقيضين .؟ قال : نعم لأن النقيضين هنا إن تقابلهما تقابل عدم وملكة ، وليس سلبا وإيجابا ، قال المؤلف رادا عليه : " وأما ما ذكرته من الحياة والموت والعلم والجهل ، فهذا اصطلاح اصطلحت عليه المتفلسفة المشاءون" كلمة المشاءون اعفونا عنها لأني ما أدري واش معناها .
" والاصطلاحات اللفظية ليست دليلاً على الحقائق العقلية " يعني كونهم يصطلحون ويقولون ما يوصف بالحياة والموت إلا من له إحساس هذا هو اصطلاح المتفلسفة ، الذي له إحساس هو الذي يقال حي وميت ، والذي ما له إحساس ما يقال حي وميت ، يقول شيخ الإسلام : هذا اصطلاح للمتفلسفة ، والاصطلاحات اللفظية لا تغير الحقائق العقلية ، فليست دليلاً تتغير به الحقائق العقلية . والدليل على هذا أن هذا الاصطلاح ليس بصحيح ، وش الدليل .؟ انظر إلى قول الله تعالى " وقد قال تعالى : (( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )) ." وصف الله هذه الأصنام بأنهما أموات غير أحياء ، وهذه الأصنام من وين متخذة .؟ من الجماد ، أشجار وأحجار ينحتونها ويعبدونها ، وصفها الله تعالى بأنها أموات .
المتفلسفة يمنعون هذا الوصف ، يقولون لا يمكن أن تقول للصنم الجماد إنه ميت وليس بحي ، بل تقول لا حي ولا ميت .
فهل نحن نأخذ باصطلاحهم أو نأخذ بالحقائق العقلية التي دل عليها الشرع .؟ طبعا نأخذ بالحقائق العقلية ، فالله تعالى وصف هذه الأصنام بأنها أموات مع أنها غير قابلة للحياة والموت ، لكن لعدم جدواها صارت أمواتا " فسمى الجماد ميتاً وهذا مشهور في لغة العرب وغيرهم ." انتهينا من هذا الجواب .
7 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما ما ذكرته من الحياة والموت والعلم والجهل فهذا اصطلاح اصطلحت عليه المتفلسفة المشاءون والاصطلاحات اللفظية ليست دليلا على نفي الحقائق العقلية وقد قال الله تعالى : (( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون * أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون )) فسمى الجماد ميتا وهذا مشهور في لغة العرب وغيرهم ". أستمع حفظ
قوله : " هذا يتقابلان تقابل العدم والملكة " ما المراد .؟
الشيخ : قلنا لك أن العدم أن الشيء يعدم فيه هذا الوصف ، والملكة القبول ، يعني كونه متقابل الجهل والعلم ، تقابل عدم وملكة، بمعنى أنه يمكن أن يرتفع ، ما هو معناه أنه إذا سلب أحدهما لازم ثبوت الآخر ، لأن المتقابلان تقابل السلب والإيجاب لازم إذا سلب أحدهما ثبت الآخر ، وجوبا ، لكن المتقابلان تقابل العدم والملكة ، بمعنى أن هذا ليس قابلا لهذا الشيء ، إذا كان ليس قابلا للجهل ولا للعلم ، يجوز أن نرفعهما أو لا .؟ يجوز أن نرفعهما ، ليش .؟ لأنه ليس من ملكة في هذا الشيء أن يكون عالما أو جاهلا، فهو غير قابل لكونه عالما أو جاهلا ، فلذلك نقول إنه يمكن ارتفاع هذين النقيضين عنه لأن تقابلهما بالنسبة لهذا الشيء تقابل عدم وملكة . واضح .؟
الشيخ : طيب الآن وش صار الوجه الأول .؟ الوجه الأول أن نقول له : بالنسبة للوجود والعدم الذي نفيتهما عن الله ، هذا لا يمكنك الخلاص منه ، لماذا .؟ لأن تقابل الوجود والعدم ، وش تقابلهما .؟ سلب وإيجاب ، بمعنى إن سلب أحدهما لزم ثبوت الآخر .
هب أن الحياة والموت تقابلهما تقابل عدم وملكة ، بمعنى أن هذا الشيء فعلا فيه حياة وموت ولا يقبلهما ، لكن هذا الاصطلاح بالنسبة إلى كون الحياة الموت لا يقبلها إلا من كان حساسا ، هذا الاصطلاح اصطلاح من .؟ اصطلاح متفلسفة ، لا هو حقيقة عقلية ، والحقيقة العقلية ما دل عليه القرآن ، وهو أن الجماد يوصف بأنه ميت غير حي ... .
الطالب : ... .
الشيخ : ما يخالف ، الذي عندي " على الحقائق العلمية العقلية " الذي عندي أعم ... والذي عندكم باعتبار أن المؤلف ... .
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقيل لك ثانيا : فما لا يقبل الاتصاف بالحياة والموت والعمى والبصر ونحو ذلك من المتقابلات أنقص مما يقبل ذلك - فالأعمى الذي يقبل الاتصاف بالبصر أكمل من الجماد الذي لا يقبل واحدا منهما . فأنت فررت من تشبيهه بالحيوانات القابلة لصفات الكمال ووصفته بصفات الجامدات التي لا تقبل ذلك ".
أرجو الانتباه يا جماعة ، ... يقال لك : " فما لا يقبل الاتصاف بالحياة والموت والعمى والبصر ونحو ذلك من المتقابلات أنقص مما يقبل ذلك " وإن كان معدوما فيه ، الشيء الذي لا يصح أن نقول له إنه حي ولا ميت ولا أعمى ولا مبصر ، ولا أصم وسميع ولا عالم ولا جاهل ، الذي لا يصح أن نقول فيه ذلك ، أيهم أنقص أو الذي يصح أن نقول فيه ذلك .؟ الأول أنقص ما الدليل عليه .
قال : " فالأعمى الذي يقبل الاتصاف بالبصر أكمل من الجماد الذي لا يقبل واحدا منهما ". الأعمى وإن كان غير مبصر أكمل حالاً من الجدار الذي لا يقبل العمى ولا البصر ، صح أو لا .؟
وبذلك يكون قد شبه بما هو أنقص لأنه يقول : أشبه الله بالجدار ، الذي ليس من ملكته السمع والبصر ، نقول فيه الآن : أنت شبهت الله بما هو أنقص ، لأن الذي لا يقبل السمع والبصر أنقص من الذي يمكن أن يقبل السمع والبصر ولكن ليس له بصر .
طيب نمشي : " فأنت فررت من تشبيهه بالحيوانات القابلة لصفات الكمال ، ووصفته بصفات الجمادات التي لا تقبل ذلك " ...
نقول الآن : شبهت الله بالجماد الذي لا يقبل أن يكون بصيراً ، وفررت من تشبيهه بالأعمى الذي يقبل أن يكون بصيراً ، لأن الحيوان الذي يقبل السمع والبصر خير وأكمل من جماد لا يقبل البصر ، ولا يمكن أن يتصف بالبصر ، وليس من شأنه وحقيقته أن يكون متصفا بالبصر .
فتبين الآن ولله الحمد أنه وإن فرّ ، كلما فرّ إلى شيء وجده مسدودا، كلما في المعطل إلى شيء وجده مسدودا ، وأرجو يا جماعة أنكم تمشون معي ، لأن هذه أدلة عقلية وليست تنفعكم بالنسبة للمعنزلة والأشعرية فحسب ، لأنه فيه ناس يجادلون في الله ، الآن فيه ناس شيوعيين يجادلون في الله ، فهذه الأدلة العقلية تتمكنون بها بواسطتها أن تردوا على هؤلاء ، بأدلة عقلية ، وأظنكم أن هذه الأدلة غريبة عليكم ، ممكن ما قرأتموها في الثانوي أو ما قبله ، فعلى هذا لابد أنكم تدركونها ، وأنا أنصحكم بإدراكها ، لا تقولوا والله هذه صعبة ونحن ما نفهمها ، حاولوا أن تفهموا في الدرس أو بعده، لأن هذه مفيدة جدا للإنسان ، وأنا أخشى أن يكون هذا الزمن زمن مناظرات ، بين أهل التوحيد وأهل الجهل ، فلهذا يجب أن نعتني بهذه الأدلة العقلية ، لأنها والله أدلة ممتازة جدا .
فالحاصل الآن نقول لهذا الرجل المرة الثانية ، نقول له : أنت إذا قلت إن الله لا يقبل السمع والبصر ولا العلم ولا الجهل ، ولا الحياة والموت ، فرارا من تشبيهه بالموجودات التي تتصف بهذا ، قلنا لك الآن : أنت شبهته بإيش .؟ شبهته بالذي ما يقبل هذا الشيء إطلاقا ، والذي ليس من شأنه أن يسمع ويبصر ، وليس من شأنه أن يعلم ، وتشبيهك إياه بهذا أشد تنقيصا من تشبيهه بجماد أو بجسم يسمع ويبصر ويقبل ذلك ، أظن إن شاء الله واضح الآن . طيب نمشي : " وأيضا فما يقبل الوجود والعدم ... ".
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، الحين مثلا هذا الرجل الذي ينفي يقول : والله أنا ما أشك أقول الله ليس ببصير ولا أعمى ، ينفي البصر وضده الذي هو العمى ، يقول لأني إن شبهته بالبصير شبهته بمن .؟ بالإنسان مثلا ، رجل يقول : ما يمكن تصف الله بأنه ليس أعمى ولا مبصر ، ما يمكن هذا متناقض ، قال هذا ما يمكن صحيح بالنسبة للإنسان ، ما يمكن أقول إنسان ليس أعمى ولا مبصر ، لأنه ما من إنسان إلا أعمى أو مبصر ، لكن إذا قلت للجدار ليس أعمى ولا مبصر ، فهذا صحيح ، لأن الجدار ليس قابلا للبصر والعمى ، نقول أنت إذا قلت إن الله ليس ببصير ولا أعمى ، شبهته بإيش .؟ بالجدار أو بالإنسان .؟ شبهته بالجدار لأنك تقول إن الله ما يقبل أن يكون بصيرا أعمى، ما يقبل ، فشبهته بالجماد ، أيهما أكمل أن تشبهه بالجماد الذي ليس من شأنه أن يكون بصيرا ولا يقبل البصر أو بالإنسان الذي من شأنه أن يكون بصيرا .؟ بالإنسان أهون وأكمل ، مع أنه ليس مشبها بالإنسان نريد أن نتنزل معه ، واضح الحين .
فيصير معنى قوله : " فما لا يقبل الاتصاف " يعني هذا الذي أنتم يلزم على قولكم أن تشبهوا الله بشيء لا يقبل الاتصاف بالسمع ولا البصر ولا العمى ولا الصمم ، لأنه لا يقبلها ، ليست من شأنه ، وهذا أنقص بالنسبة لله . طيب والله أعلم .
9 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقيل لك ثانيا : فما لا يقبل الاتصاف بالحياة والموت والعمى والبصر ونحو ذلك من المتقابلات أنقص مما يقبل ذلك - فالأعمى الذي يقبل الاتصاف بالبصر أكمل من الجماد الذي لا يقبل واحدا منهما . فأنت فررت من تشبيهه بالحيوانات القابلة لصفات الكمال ووصفته بصفات الجامدات التي لا تقبل ذلك ". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الشيخ : بعد : " وهذا غاية التناقض والفساد " عندي أنا : " وقيل له أيضا : اتفاق المسميين " ... صار عندي سقط ... اقرأ .
الطالب : " ... في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر ، وإنما هو كجهل الجاهل وسكوت الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق ، وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدر قبوله لهما - مع نفيهما عنه - فما يقدر لا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما - مع نفيهما عنه - وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن ، وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره ; فإذا جاز القبول وجب ; وإذا جاز وجود القبول وجب ، وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، وقيل له أيضا : اتفاق المسميين في بعض الأسماء والصفات ليس هو التشبيه والتمثيل الذي نفته الأدلة السمعيات والعقليات ، وإنما نفت ما يستلزم اشتراكهما فيما يختص به الخالق مما يختص بوجوبه أو جوازه أو امتناعه ; فلا يجوز أن يشركه فيه مخلوق ، ولا يشركه مخلوق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى ، وأما ما نفيته فهو ثابت بالشرع والعقل ، وتسميتك ذلك تشبيها وتجسيما تمويه على الجهال الذين يظنون أن كل معنى سماه مسم بهذا الاسم يجب نفيه ; ولو ساغ هذا لكان كل مبطل يسمي الحق بأسماء ينفر عنها بعض الناس ليكذب الناس بالحق المعلوم بالسمع والعقل، وبهذه الطريقة أفسدت الملاحدة على طوائف الناس عقلهم ودينهم حتى أخرجوهم إلى أعظم الكفر والجهالة وأبلغ الغي والضلالة ".
مناقشة الشيخ إذا كان المخاطب من الغلاة , الذين ينفون الأسماء والصفات , فما هو جوابنا عليهم .؟
الطالب : ما فهمت السؤال .
الشيخ : أنت ما فهمت فيما سبق أنه فيه ناس ينكرون بعض الصفات ويثبتون بعض ، مع إقرارهم بالأسماء مثل الأشعرية .؟
الطالب : نعم .
الشيخ : وناس يقرون بالأسماء وينكرون الصفات ، كل هؤلاء سبق شرحهم ، وكذلك مناقشتهم فيما ينكرون ، فيه ناس ينكرون الأسماء والصفات جميعا ، فما جوابنا عليهم إذا كان المخاطب من الذين ينكرون الأسماء والصفات .؟
الطالب : ... .
الشيخ : هم إذا نفوا الأسماء والصفات واش يقولون .؟ يقولون إن الله .؟
الطالب : لا موجود ولا معوم .
الشيخ : ولا حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل وهكذا ، فماذا نقول لهم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : إنسان يقول إن الله لا موجود ولا معدوم ولا حي ولا ميت ولا قادر ولا عالم ولا جاهل ... نقول أنتم الآن .؟
الطالب : ... .
الشيخ : رفعتم النقيضين أو لا .؟ ورفع النقيضين ممتنع غاية الامتناع، إذا قلتم مثلا ليس عالما ولا جاهلا ولا حيا ولا ميتا ولا معدوما ولا موجودا فقد سلبتم عنه النقيضين ، وسلب النقيضين ممتنع كما أن اجتماع النقيضين ممتنع ، فالآن أنتم شبهتموه بالممتنع ، ليس بالمعدوم فقط ، شبهوه بالممتنع غاية الامتناع ، يعني جعلوا واجب الوجود ، أليس الله واجب الوجود .؟ جعلوه ممتنع غاية الامتناع ، واضح .؟ طيب استرح .
إذا قالوا مثلا هذا الذي قلتم إنه رفع النقيضين أو سلب النقيضين إنما يكون فيما يقبل ذلك الشيء ، أما ما لا يقبل النقيضين فإنه يجوز سلبهما عنه ، لوجود عدم الملكة ، وش تقول .؟
السؤال : هم يقولون سلب النقيضين ممتنع عما يكون قابلا لهما ، أما ما لا يكون قابلا لهما فإن سلبهما عنه ليس بممتنع .
الطالب : ... .
الشيخ : ما فيه شيء مرتبة قبل هذه .؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... وصفه مرة بهذا الشيء معناه الامتناع ما يمكن يوجد لا يوجد ولا يرتفع أنتم فاهمين السؤال الآن ،
الطالب : ... .
الشيخ : طيب زين ، فيه مرتبة قبل هذه .
الطالب : ...
الشيخ : هذه نقطة مهمة يا جماعة ، نقول لهم : هب أن العلم والجهل والحياة والموت مثلا إنما يمتنع سلبهما عما يكون قابلا لهما وأما سلبهما عما لا يكون قابلا فهو ممكن ، نعم يعني هب وافقناكم على ذلك وقلنا إن تقابل الحياة والموت والعلم والجهل من باب تقابل العدم والملكة ، لكن الوجود والعدم تقابلهما تقابل سلب وإيجاب باتفاق العقلاء في كل شيء ، يعني حتى الذي ما يقبل الحياة أو ما يقبل السّمع أو ما يقبل العلم لابد أن يقبل الوجود والعدم ، فأنتم الآن تقولون إن الله لا نصفه ولا نقول موجود ولا معدوم ، فقد سلبتم عنه النقيضين المتقابلين تقابل السلب والإيجاب، وهذا ممتنع ، هذا واحدة .
الطالب : اصطلاحات الفلاسفة ... كما قال الله تعالى : (( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون )) .
الشيخ : فوصف الجماد ... .
الطالب : أقبح من وصفه ... .
الشيخ : طيب هذا الثالث نقول إذا كنتم تقولون إن الله لا يقبل السمع والبصر مثلا ولا ضدهما ، فهذا أقبح مما يقبلهما . لأنكم وصفتموه بما لا يقبل الصفات الكاملة ، وهذا أقبح . استرح.
إذا نجيبهم بثلاثة أجوبة يا جماعة :
أولا نقول : هب أن العلم والجهل لا يمتنع سلبهما إلا عما كان قابلا لهما ، ولكن ما رأيكم في الوجود والعدم ، الوجود والعدم أنتم سلبتم الوجود والعدم عن الله ، فقلتم لا موجود ولا معدوم ، وهذا شيء لا يمكن ، لأن تقابل الوجود والعدم تقابل سلب وإيجاب ، أليسا متقابلان أو لا .؟ هذا وجود وهذا عدم ، سلب وإيجاب بمعنى أنه إذا سلب أحدهما لزم وجود الآخر ، هذا معنى السلب والإيجاب ، فإذا أنتم الآن وصفتم الله تعالى بشيء ممتنع أو ممكن .؟ ممتنع ، لأنه كونه لا موجود ولا معدوم لا يصح هذا ، لا في الذي يقبل ولا في الذي لا يقبل ، هذه واحدة .
الشيء الثاني : أن قولكم إن تقابل الحياة والموت من باب العدم والملكة هذا اصطلاح فلسفي ليس حقيقيا ، بدليل أن الله سبحانه وتعالى وصف الجماد بالحياة والموت فقال : (( أموات غير أحياء )) في الأوثان وهي جماد .
الشيء الثالث : أنكم إذا قلتم إنه لا يمكن أن تكون ذات الله قابلة لهذا الشيء ، فقد شبهتموها بما هو أقبح مما يمكن أن يقبل الكمال ، لأن الرجل الأعمى الذي لا يبصر خير من الجدار الذي لا يمكن أن يوصف بعمى ولا بصر أو لا .؟
لأن الرجل الأعمى قابل لأن يكون بصيرا ، فيتصف بصفات الكمال، والجدار ليس قابلا أن يكون بصيرا فيتصف بصفات الكمال، فأنتم الآن شبهتم الله تعالى بما هو أنقص ، حيث جعلتم أن الصفات غير قابل لأن يتصف الله تعالى بها إطلاقا ، فعلى كل حال هذه وجوه ثلاثة .
11 - مناقشة الشيخ إذا كان المخاطب من الغلاة , الذين ينفون الأسماء والصفات , فما هو جوابنا عليهم .؟ أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأيضا فما لا يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من القابل للوجود والعدم ; بل ومن اجتماع الوجود والعدم , ونفيهما جميعا , فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعا مما نفيت عنه الوجود والعدم , وإذا كان هذا ممتنعا في صرائح العقول فذاك أعظم امتناعا ; فجعلت الوجود الواجب الذي لا يقبل العدم هو أعظم الممتنعات وهذا غاية التناقض والفساد .".
فقول المؤلف : " فما لا يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من القابل للوجود والعدم " المعنى أنكم أنتم إذا قلتم أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل أن يقال موجود ، ولا يقبل أن يقال معدوم ، فأيهما أعظم امتناعا من أن يكون قابلاً لهما ، ولكنهما لم يجتمعا .؟
الجواب : أن ما لا يقبل فهو أعظم امتناعا ، لأن ما لا يقبل أمر غير ممكن لا يفرضه إلا الذهن .
قال : " بل ومن اجتماع الوجود والعدم " شف لاحظ ، الذي ما يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من شيء مقول إنه موجود معدوم في آن واحد ، ولهذا قال : " ومن اجتماع الوجود والعدم " فذكر المؤلف ثلاثة أشياء قال :
ذكر شيئا لا يقبل الوجود والعدم ،واش معنى لا يقبل الوجود والعدم أي لا يصح أن تقول أنه موجود ولا أنه معدوم ، وهذا ممتنع أو غير ممتنع .؟ نعم ممتنع ، لأنه ليس هناك شيء نقول أنه لا موجود ولا معدوم .
ثانيا فيه شيء قابل للوجود والعدم لكنه ليس موجودا ولا معدوما ، أيهما أعظم امتناعا أو الذي لا يقبل أن يكون موجودا معدوما .؟
الذي لا يقبل أعظم امتناعا وهذه مسألة ثانية .
ثالثا أن نقول إنه يقبل الوجود والعدم ، وأنه موجود معدوم ، هذا ممتنع أو غير ممتنع ، يعني ممتنع أن نقول لشيء إنه موجود معدوم ، هذا ممتنع أليس كذلك .؟ لكن مع ذلك الصورة الأولى ، وهي الذي لا يقبل الوجود والعدم ، أعظم امتناعا من هاتين الصورتين ، مع أن كل الصور الثلاث كلها ممتنعة ، ولاحظوا أن الثلاثة هؤلاء يقولون إن الله لا موجود ولا معدوم ، ليس معناه يمكن أن يوجد أو يعدم ويتصف بالوجود والعدم ولكنه لم يكن كذلك ، بل يقول إنه ممتنع أن يكون موجودا ومعدوما ، وهم يرون أن الله لا يقبل أن يوصف بالوجود والعدم ، فهو لا موجود ولا معدوم فالصور ... ممتنعة .
وهذه المسألة في الحقيقة ، حين نقول الكتاب هذا صعب عليكم ، نحن نقول لا ليس بصعب ، يجب أن نكون متفاهمين ، هذا الآن عندنا بالنسبة للوجود والعدم ثلاثة صور أو لا :
الصورة الأولى : أن نقول هذا الشيء غير قابل للوجود والعدم ، غير قابل إطلاقا لأن يوصف بوجود أو عدم .
الصوورة الثانية أن نقول : قابل للوجود والعدم لكن لا يوصف بهما ، قابل أن يوجد أو أن يعدم لكن لا يوصف بهما ، أيهما أشد يعني عندكم .؟ الثاني ولا الأول .؟
الطالب : الثاني .
الشيخ : الثاني ، لأن الأول يقول غير قابل ، لكن هذا نقول قابل إلا أنه ليس موجودا ولا معدوما .
الثالث : أن نقول إنه قابل للوجود والعدم لكنه موجود معدوم ، هذا طبعا الذي خلاكم ما تفهمون شوي ، أن هذه صور ممتنعة ، وهي ممتنعة حقيقة ، لكن بعضها أعظم امتناعا من بعض .
هنا الشيخ يقول : موجود معدوم ممتنع ، لكن أهون من أن نقول لا موجود ولا معدوم وهو قابل لذلك ، وأعظم منهما أن نقول لا موجود ولا معدوم وليس قابلا للوجود والعدم ، وهذه الصورة الأولى التي قال إنها أعظم امتناعا مما بعدها .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم ، يريد أن يثبت أن قولهم أعظم ما يكون من الامتناعات ، لأنه هم يقولون الله لا موجود ولا معدوم ، يعني غير قابل لأن يوصف بالوجود أو العدم ، هذا معنى قوله لا موجود ولا معدوم .
طيب وأعظم أيضا من : " ونفيهما جميعا " وش نفي .؟ نفي الوجود والعدم لكن مع وجود القابلية ، ليس نفي الوجود مع عدم وجود القابلية ، لأن مع عدم وجود القابلية هي الصورة الأولى . " فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعا مما نفيت عنه الوجود والعدم " وش السبب .؟ لأن ما نفيت عنه الوجود والعدم ، صحيح أنك أتيت بأمر ممتنع ، لكن إذا قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم وهو قابل لأن يكون موجود ومعدوماً ، فهو أهون مما إذا قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم ، وهو غير قابل للوجود والعدم .
ولهذا قال المؤلف : " فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعا مما نفيت عنه " إيش .؟ " الوجود والعدم " بل كل منهما ممتنع " وإذا كان هذا ممتنعا في صرائح العقول " هذا الإشارة إلى أقرب شيء ، وش الذي هو ممتنع .؟ نفي الوجود والعدم " وإذا كان هذا ممتنعا في صرائح العقول فذاك " نفي قبول الوجود والعدم " أعظم امتناعا " أتصورتم المسألة الآن أو نمشي بالدرس ... ؟ الصورة الآن عندنا ثلاثة صور :
صورة يقول إن الله لا يقبل أن يوصف بالوجود والعدم ، هذه واحدة.
صورة ثانية : ما قالوها لكنها ... يقول إن الله ليس موجودا ولا معدوما ولكنه قابل لأن يكون موجودا أو معدوما ، قابل لكن الواقع ليس موجودا ولا معدوما .
الصورة الثالثة : أن يقول إنه قابل للوجود والعدم واجتمع فيه الوجود والعدم ، أو انتفى عنه الوجود والعدم وهو قابل له ، فهذه الصور الثلاث أيها أعظم امتناعا .؟
الطالب : الأولى .
الشيخ : الأولى أن نقول ليس قابلا للوجود والعدم ، طيب نفي الوجود والعدم ما هو ممتنع في العقل أو لا .؟ يعني أن تقول عن شيء إنه ليس موجودا ولا معدوما .؟
الطالب : ممتنع .
الشيخ : ممتنع عقلا ، إذا كان هذا ممتنعا عقلا فامتناع الأول وهو عدم قبول الوصف بالوجود والعدم يكون أشد امتناعا .
يقول : " فجعلت الوجود الواجب الذي لا يقبل العدم هو أعظم الممتنعات وهذا غاية التناقض والفساد " كلام المؤلف رحمه الله جيد وواضح ومعقول ، وهو أن هؤلاء الفلاسفة يقولون : إن الله سبحانه وتعالى ليس حياً ولا ميتاً ، وليس قادراً ولا عاجزاً ، وليس جاهلاً ولا عالماً ، هذا غريب وليس موجوداً ولا معدوماً ، كيف هذا .؟ لأنه ليس قابلاً أن يوصف بذلك ، مثل ما أن الجدار غير قابل أن يوصف أنه أعمى أو بصير كذلك الله تعالى ليس قابل أن يوصف أنه موجود أو غير موجود . فهمتم الآن .؟ كلامهم هذا ممكن أو غير ممكن .؟
غير ممكن ، ممتنع غاية الامتناع ، وذلك لأن سلب النقيضين ، أو اجتماع النقيضين ، أو عدم قبول الشيء لاجتماع النقيضين ، أو ارتفاعهما أمر ممتنع . سلب النقيضين ممتنع ، واجتماع النقيضين ممتنع ، وأعظم منه امتناعا أن نقول بأنه لا يمكن سلب النقيضين ولا جمع النقيضين ، أن نجعل الشيء الواجب شيئا مستحيلاً .
مثال ذلك : الوجود والعدم نقيضان أليس كذلك .؟ لو قلت هذا الشيء لا موجود ولا معدوم فهذا غير ممكن ، ولو قلت هذا الشيء موجود معدوم ممكن أو لا .؟ طيب لو قلت هذا الشيء معدوم موجود ممكن أو غير ممكن .؟ غير ممكن ، طيب لو قلت هذا الشيء لا يمكن أن يكون معدوماً موجوداً ، ولا يمكن أن يكون لا معدوما ولا موجودا ، يمكن أو لا يمكن .؟ هذا أعظم امتناعا ، إذا قلت أنه غير قابل أن يوصف بالوجود والعدم ، فهذا أعظم امتناعا مما يمكن أن يوصف ولكنه لم يوصف .
طيب الآن نقول لك مثال غيره يبين لك :
إذا قلنا مثلا فلان عالم هذا ممكن أو غير ممكن .؟
الطالب : ممكن .
الشيخ : طيب فلان جاهل .؟
الطالب : ممكن .
الشيخ : طيب فلان لا عالم ولا جاهل .
الطالب : غير ممكن .
الشيخ : لا يمكن كذا أو لا .؟ طيب فلان عالم جاهل .؟ لا يمكن أيضاً ، إذا جعنا الجهل هنا نفس العلم المثبت .
طيب إذا قلنا أن فلان لا يقبل أن يوصف بالجهل والعلم .؟ فهذا أشد من الأول ، نقول غير ممكن ، معناه أنك جعلت الشيء المستحيل واجب الوقوع ، وجعلت واجب الوقوع أمراً مستحيلاً .
فهؤلاء جعلوا أن الله سبحانه وتعالى ، وصفوه بأمر لا يمكن أن يوجد ، وهو أعظم الممتنعات ، وهو أنه لا يجوز أن يوصف بالوجود والعدم . نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : لا هذا جاهل نسبيا ، ولهذا قد أقول هذا عالم جاهل ، يعني عالم بالشرع جاهل بالعربية ، وهذا الذي أنا قلت لكم جاهل بما هو عالم به .
12 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأيضا فما لا يقبل الوجود والعدم أعظم امتناعا من القابل للوجود والعدم ; بل ومن اجتماع الوجود والعدم , ونفيهما جميعا , فما نفيت عنه قبول الوجود والعدم كان أعظم امتناعا مما نفيت عنه الوجود والعدم , وإذا كان هذا ممتنعا في صرائح العقول فذاك أعظم امتناعا ; فجعلت الوجود الواجب الذي لا يقبل العدم هو أعظم الممتنعات وهذا غاية التناقض والفساد .". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهؤلاء الباطنية منهم من يصرح برفع النقيضين الوجود والعدم , ورفعهما كجميعهما , ومنهم من يقول لا أثبت واحدا منهما , فامتناعه عن إثبات أحداهما في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر وإنما هو كجهل الجاهل وسكوت الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق , وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدر قبوله لهما - مع نفيهما عنه - فما يقدر لا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما - مع نفيهما عنه - وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره ; فإذا جاز القبول وجب ; وإذا جاز وجود القبول وجب وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ".
" ومنهم من يقول لا أثبت واحدا منهما " يقول لا أقول لا موجود ولا معدوم ، ولا أقول موجود معدوم ، لا يصف لا الإثبات ولا النفي ... منهم من يصرح برفع النقيضين ، مثاله : لا موجود ولا معدوم ، ويقول المؤلف : " ورفعهما كجمعهما " وش مثال جمعهما .؟ موجود معدوم ، هذا الشيء موجود معدوم ، كلاهما ممتنع ، ومنهم من يقول لا أثبت واحدا منهما ... شلون لا أثبت واحدا منهما .؟ يعني ما أقول لا موجود ولا معدوم ولا أقول موجود معدوم ، أسكت ما أقول شيئا .
قال المؤلف : " فامتناعه عن إثبات أحداهما في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر ، وإنما هو كجهل الجاهل وسكوت الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق " يعني كونه يسكت ، فيقول ما أقول هذا ولا هذا ، امتناعه هل يمنع تحقق واحد منهما .؟ لا ، يكون مثل الإنسان الجاهل الذي يقول لا أدري أو مثل الإنسان الساكت ، فكونه يقول بأمر لابد أن يقول به ما يمنع الحقيقة ، ولهذا قال : " الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق " فصار عندنا الآن الباطنيين يقول انقسموا إلى قسمين :
منهم من يصرح برفع النقيضين ، ويقول ابن تيمية رحمه الله : إنّ رفعهما كجمعهما ، بما أنه ممتنع .
ومنهم من يقول : أنا لا أثبت واحدا منهما ، وش معنى لا أثبت واحدا منهما .؟ يعني لا أقول برفع النقيضين ولا بجمع النقيضين ، فلا أقول لا موجود ولا معدوم ، ولا أقول موجود معدوم ،
قال رحمه الله : " فامتناعه عن إثبات أحداهما في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر " يعني كونه يمنع ، يقول أنا ما أقول هذا ولا هذا ، ما يلزم منه أن يكون نافيا للجميع ، بمعنى يمكن أن يتحقق ... .
يقول : " وإنما هو كجهل الجاهل وسكوت الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق ، وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدّر قبوله لهما - مع نفيهما عنه - فما يقدّر لا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم ، أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما مع نفيهما عنه " الظاهر أن صواب العبارة : فما يقدر أنه ، أو فما يقدر ألا يقبل ، أي نعم يقول لعلها: ألا يقبل .
يقول المؤلف : " وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدر قبوله لهما مع نفيهما عنه " شلون مع نفيهما عنه .؟ لأنهم يقولون لا موجود ولا معدوم " فما يقدر ألا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم " ما يقدر مما يقبل هذه الأشياء " أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما مع نفيهما عنه " .
الطالب : ... .
الشيخ : ... لا ، لأن هؤلاء غير الوجود والعدم ، الحياة والموت عند الفلاسفة غير الوجود والعدم ، لأنه عندهم الحياة والموت ما يوصف بهما إلا من كان قابلا ، وعندهم أنه يجوز أنك تفارق الحياة والموت عن الجدار مثلا ، لأنه لا يحل الاتصاف بهما بخلاف الوجود والعدم ، كذلك العلم والجهل ، العلم والجهل يمكن ارتفاعهما أو ما يمكن .؟ نعم بالنسبة لله لا يمكن ارتفاعهما ، لكن بالنسبة لما لا يكون قابلا لهما يمكن ارتفاعهما ، ولا القدرة ولا العجز مثله أيضا .؟ نعم ، هذه بالنسبة لله لا يمكن لكن بالنسبة لما لا يقدر قابلا لهما يمكن ، ما تقول الجدار عاجز ولا قادر ، كذلك أيضا الكلام والخرس ، هذا بالنسبة لما لا يكون قابلا ، يعني لما يكونان فيه متقابلين تقابل العدم والملكة ، ممكن أن يرتفعا ، ممكن تقول الجدار لا يتكلم ، ليس بأخرس ولا متكلم ، لكن بالنسبة لله لا يمكن ، العمى والبصر نفس الشيء ، السمع والصمم نفس الشيء ، فالمؤلف ما أعاد ، لأن كلامه بالأول ما هو .؟ بالوجود والعدم ، والوجود والعدم باتفاق العقلاء أنه لا يمكن ارتفاعهما ولا اجتماعهما .
لكن مسألة الحياة والموت والعلم والجهل يمكن أن يأتي شخص ويقول أن تقابل هذه الأشياء وش تقابل سلب وإيجاب أو عدم وملكه .؟
الطالب : عدم وملكه .
الشيخ : تقابل عدم وملكه ، فعلى هذا إذا كان تقابلهما تقابل عدم وملكه يمكن أن يرتفعان عما ليس بقابل لهما .
طيب يقول رحمه الله : " فما يقدر لا يقبل الحياة ولا الموت ... أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما مع نفيهما عنه " أرجو الانتباه يا جماعة .
إذا قلنا الجدار لا يقبل الموت والحياة ما يمكن نصفه بأنه حي ولا ميت ، لماذا .؟ غير قابل لهذا الوصف ، طيب لكن الإنسان يمكن أن أن يوصف بالحياة والموت ، فأيهما أعظم امتناعا .؟ من شيء تقول هذا غير قابل لهذا الشيء ، أو هذا قابل له ولكن يرتفع عنه .؟ يقول المؤلف إذا قلت أنه غير قابل أشد امتناعا بالنسبة لله مما إذا قلت أنه قابل ولكن مرتفعان .
" وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن ، وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره " المعنى أن نفي هذه الأشياء المتقابلة عن الموصوف ، مع كونه قابلا لهما ، أقرب إلى الوجود والممكن من تقدير أنه ليس بقابل لهما ، لأن حقيقة الأمر أن كون الشيء ليس قابلا ... .
13 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهؤلاء الباطنية منهم من يصرح برفع النقيضين الوجود والعدم , ورفعهما كجميعهما , ومنهم من يقول لا أثبت واحدا منهما , فامتناعه عن إثبات أحداهما في نفس الأمر لا يمنع تحقق واحد منهما في نفس الأمر وإنما هو كجهل الجاهل وسكوت الساكت الذي لا يعبر عن الحقائق , وإذا كان ما لا يقبل الوجود ولا العدم أعظم امتناعا مما يقدر قبوله لهما - مع نفيهما عنه - فما يقدر لا يقبل الحياة ولا الموت ولا العلم ولا الجهل ولا القدرة ولا العجز ولا الكلام ولا الخرس ولا العمى ولا البصر ولا السمع ولا الصمم أقرب إلى المعدوم الممتنع مما يقدر قابلا لهما - مع نفيهما عنه - وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره ; فإذا جاز القبول وجب ; وإذا جاز وجود القبول وجب وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ". أستمع حفظ