تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره ; فإذا جاز القبول وجب ; وإذا جاز وجود القبول وجب وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ".
قال المؤلف رحمه الله : " وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن ، وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له " يعني كلام المؤلف رحمه الله أن ما جاز لواجب الوجود ، واعلموا أنه ليس عندنا شيء واجب الوجود إلا الله ، إذ كان الشيء ممكنا وهو قابل له ، صار واجبا في حقه ، ولهذا قال المؤلف : " وجب له " كل شيء ممكن في حق الله ، طبعا من صفات الكمال ، يكون حينئذ واجبا له ، فالحياة إذا قلنا إنها ممكنة في حق الخالق ، وش تكون .؟ واجبة ، السمع إذا قلنا أنه ممكن واجب ، نحن فهمنا مما سبق أن كلام الفلاسفة وشبههم يقولون إن السمع ممكن في حق الله أو غير ممكن .؟ غير ممكن قطعا ، يسلبون عنه صفاته ، لكن نحن نقول قرر المؤلف أن هذا أمر ممكن ، وإذا كان ممكنا وهو صفة كمال كان واجبا له .
قال : " لِعَدَمِ تَوَقُّفِ صِفَاتِهِ عَلَى غَيْرِهِ " المعنى أن صفات الله عز وجل إذا كان قابلا لها وهي كمال ، فإنها تتعين له ، ليش .؟ قال : لعدم توفق صفاته على غيره ، يعني أن صفاته من لوازم ذاته ، بخلاف غير الخالق غير واجب الوجود ، فإن صفاته تتوقف على غيره فالإنسان حي لكن من جعل الحياة فيه .؟ الله ، إذا حياته حادثة متوقفة على محدث لها ، لكن حياة واجب الوجود وسمع واجب الوجود وبصر واجب الوجود تتوقف على غيره أو لا .؟ ما تتوقف ، فإذا كان واجب الوجود لزم أن تكون صفاته كذلك واجبة الوجود .
" فَإِذَا جَازَ الْقَبُولُ " طبعا بالنسبة لواجب الوجود " وَجَبَ " أي وجب القبول " وَإِذَا جَازَ وُجُودُ الْقَبُولِ وَجَبَ " كيف إذا جاز القبول وإذا جاز وجود القبول .؟ أليس بينهما فرق .؟ أي نعم ، إذا جاز القبول ولكن ما وجد ، لأن الشيء قد يكون قابلا لهذه الصفة لكن لا توجد فيه ، لكن بالنسبة لواجب الوجود إذا جاز القبول وجب ، وإذا جاز وجود القبول وجب أيضا .
" وَقَدْ بُسِطَ هَذَا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَبٌيِّنَ وُجُوبِ اتِّصَافِهِ " أي الخالق ، وهو واجب الوجود " بِصِفَاتِ الْكَمَالِ الَّتِي لَا نَقْصَ فِيهَا بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ " في الحقيقة أم كلام المؤلف هذا الأخير ، فيه نوع من التناقض مع ما قبله ، ولهذا أنا رأيي أننا نلغي هذه المسألة ، ونمشي على المسألة التي عندنا ، " وهؤلاء الباطنية ... " إلى آخره ، لأنه فيها من التناقض لما قبله ، ونقتصر على قوله : " وهذا غاية التناقض والفساد " ثم نقول : " وَقِيلَ لَهُ أَيْضًا ". واضح .؟ زين .
الطالب : ... .
الشيخ : لا حطوه بين قوسين عشان يتضح .
1 - تتمة تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وحينئذ فنفيهما مع كونه قابلا لهما أقرب إلى الوجود والممكن وما جاز لواجب الوجود - قابلا - وجب له ; لعدم توقف صفاته على غيره ; فإذا جاز القبول وجب ; وإذا جاز وجود القبول وجب وقد بسط هذا في موضع آخر وبين وجوب اتصافه بصفات الكمال التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقيل له أيضا : اتفاق المسميين في بعض الأسماء والصفات : ليس هو التشبيه والتمثيل الذي نفته الأدلة السمعيات والعقليات وإنما نفت ما يستلزم اشتراكهما فيما يختص به الخالق مما يختص بوجوبه أو جوازه أو امتناعه ; فلا يجوز أن يشركه فيه مخلوق ولا يشركه مخلوق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى ".
" اتِّفَاقُ الْمُسَمَّيَيْنِ فِي بَعْضِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ لَيْسَ هُوَ التَّشْبِيهَ وَالتَّمْثِيلَ الَّذِي نَفَتْهُ الْأَدِلَّةُ السَّمْعِيَّاتُ وَالْعَقْلِيَّاتُ ، وَإِنَّمَا نَفَتْ مَا يَسْتَلْزِمُ اشْتِرَاكَهُمَا فِيمَا يَخْتَصُّ بِهِ الْخَالِقُ مِمَّا يَخْتَصُّ بِوُجُوبِهِ أَوْ جَوَازِهِ أَوْ امْتِنَاعِهِ ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَشْرَكَهُ فِيهِ مَخْلُوقٌ وَلَا يَشْرَكَهُ مَخْلُوقٌ فِي شَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى " اتفاق المسمين في الاسم لا يقتضي تماثلهما ، وهذا أظن مر علينا من قبل ، وذكر المؤلف له أمثلة كثيرة فالإنسان سميع والله سميع ولكن ليس السمع كالسمع وهكذا ، لكن الممتنع هو أن يجعل المعنى الذي للإنسان مثل المعنى الذي لله ، ويكون ما يختص مثل ما يختص بهذا .
قال المؤلف : " وَإِنَّمَا نَفَتْ مَا يَسْتَلْزِمُ اشْتِرَاكَهُمَا فِيمَا يَخْتَصُّ بِهِ الْخَالِقُ مِمَّا يَخْتَصُّ بِوُجُوبِهِ أَوْ جَوَازِهِ أَوْ امْتِنَاعِهِ " الحياة بالنسبة للخالق واجبة أو لا .؟
الطالب : واجبة .
الشيخ : وبالنسبة للمخلوق جائزة ، ما هي بواجبة ، حياة المخلوق جائزة ، ولهذا حدثت بعد العدم ، وستعدم بعد الوجود : (( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً )) (الإنسان).
2 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقيل له أيضا : اتفاق المسميين في بعض الأسماء والصفات : ليس هو التشبيه والتمثيل الذي نفته الأدلة السمعيات والعقليات وإنما نفت ما يستلزم اشتراكهما فيما يختص به الخالق مما يختص بوجوبه أو جوازه أو امتناعه ; فلا يجوز أن يشركه فيه مخلوق ولا يشركه مخلوق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى ". أستمع حفظ
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وإن قال نفاة الصفات : إثبات العلم والقدرة والإرادة مستلزم تعدد الصفات وهذا تركيب ممتنع قيل : وإذا قلتم : هو موجود واجب وعقل وعاقل ومعقول وعاشق ومعشوق ولذيذ وملتذ ولذة . أفليس المفهوم من هذا هو المفهوم من هذا ؟ فهذه معان متعددة متغايرة في العقل وهذا تركيب عندكم وأنتم تثبتونه وتسمونه توحيدا ، فإن قالوا : هذا توحيد في الحقيقة وليس هذا تركيبا ممتنعا قيل لهم : واتصاف الذات بالصفات اللازمة لها توحيد في الحقيقة ; وليس هو تركيبا ممتنعا "
الشيخ : عندي : " وليس هذا " أو " وليس هو ".
الطالب : " وذلك أنه من المعلوم في صريح العقول أنه ليس معنى كون الشيء عالما هو معنى كونه قادرا ، ولا نفس ذاته هو نفس كونه عالما قادرا ; فمن جوز أن تكون هذه الصفة هي الموصوف فهو من أعظم الناس سفسطة ثم إنه متناقض فإنه إن جوز ذلك جاز أن يكون وجود هذا هو وجود هذا ، فيكون الوجود واحدا بالعين لا بالنوع ، وحينئذ فإذا كان وجود الممكن هو وجود الواجب كان وجود كل مخلوق يعدم بعد وجوده ويوجد بعد عدمه ، هو نفس وجود الحق القديم الدائم الباقي الذي لا يقبل العدم ، وإذا قدر هذا كان الوجود الواجب موصوفا بكل تشبيه وتجسيم وكل نقص وكل عيب ; كما يصرح بذلك أهل وحدة الوجود الذين طردوا هذا الأصل الفاسد ، وحينئذ فتكون أقوال نفاة الصفات باطلة على كل تقدير ".
الشيخ : كل هذا ما هو عندي ، " وليس هو تركيبا ممتنعا " الذي اختلفت أنا وإياه ، منها إلى هذا .
الطالب : " وهذا باب مطرد فإن كل واحد من النفاة لما أخبر به الرسول من الصفات لا ينفي شيئا فرارا مما هو محذور إلا وقد أثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه ، فلا بد في آخر الأمر من أن يثبت موجودا واجبا قديما متصفا بصفات تميزه عن غيره ولا يكون فيها مماثلا لخلقه ، فيقال له : هكذا القول في جميع الصفات ، وكل ما تثبته من الأسماء والصفات فلا بد أن يدل على قدر تتواطأ فيه المسميات ، ولولا ذلك لما فهم الخطاب ; ولكن نعلم أن ما اختص الله به وامتاز عن خلقه أعظم مما يخطر بالبال أو يدور في الخيال .".
مراجعة بطلان القائلين بأن الله تعالى لا يوصف بنفي ولا بإثبات .
أحدهما أن هذا الذي قالوه لا يمكن في باب الوجود والعدم ، لأن تقابل الوجود والعدم ليس تقابل ملكة وعدم ، ولكنه تقابل سلب وإيجاب ، بمعنى أنه إذا سلب أحدهما لابد من وجود الآخر ، وإذا وجود أحدهما لابد من انتفاء الآخر .
وجواب آخر قلنا لهم إذا قلتم أن الله تعالى لا يقبل أن يتصف بهذه الصفات ، فإن هذا أعظم امتناعا وأشد فسادا مما إذا قيل إنه يقبل ولكنها لم تكن فيه ، وضرب المؤلف مثلا أو نحن بيناه ، بمثل أن يقال الجدار لا يسمع والأصم لا يسمع ، وأن نفي السمع عن الأصم أهون من نفيه عن الجدار ، لأن معنى ذلك أن الأصم يمكن أن يكون متصفا بصفة السمع التي هي صفة كمال ، وأما الجدار فلا يمكن أن يكون متصفا بصفة السمع التي هي صفة كمال ، وعلى هذا فإذا قالوا إن الله سبحانه وتعالى ليس بقابل أن يوصف بذلك ، قلنا أن هذا أشد امتناعا وأشد تنقصا لله عزّ وجل .
يقال أيضا ، وبين المؤلف فيما سبق ، وأظن أننا شرحناه ، اتفاق المسميين في الاسم لا يدل على اتفاقهما ، لما يختص به كل واحد ، وضرب المؤلف أمثالا كثيرة في أول هذا الكتاب .
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما ما نفيته فهو ثابت بالشرع والعقل وتسميتك ذلك تشبيها وتجسيما تمويه على الجهال الذين يظنون أن كل معنى سماه مسم بهذا الاسم يجب نفيه ; ولو ساغ هذا لكان كل مبطل يسمي الحق بأسماء ينفر عنها بعض الناس ليكذب الناس بالحق المعلوم بالسمع والعقل وبهذه الطريقة : أفسدت الملاحدة على طوائف الناس عقلهم ودينهم حتى أخرجوهم إلى أعظم الكفر والجهالة وأبلغ الغي والضلالة ".
الطالب : ... .
الشيخ : يقال للباطني ويقال لغيره أيضا ، كل من نفى شيئا يجب إثباته ، حتى الأشاعرة نقول لهم هذا الكلام ، وحتى المعتزلة نقول لهم هذا الكلام .
الشيخ : " وَأَمَّا مَا نَفَيْته " أيها المعطل أو أيها النافي ، أيًّا كان نفيه، سواء كان نفيا كليا أو نفيا جزئيا ، وسواء كان نفيا لما يمكن أو لا يمكن ، يقول : " فَهُوَ ثَابِتٌ بِالشَّرْعِ وَالْعَقْلِ " أما ثبوت هذه الصفات بالشرع ، وهذه الأسماء بالشرع فهذا أكثر من أن يحصر ، وما أكثر الأدلة الدالة على ثبوت أسماء الله وصفاته ، وأما ثبوت ذلك بالعقل ، فقد سبق أن الأشعرية يثبتون من الصفات سبعة بالعقل ، فيوافقون أهل السنة والجماعة في ذلك ،وثبت أيضا أن أهل السنة والجماعة يثبتون ما نفاه الأشعرية بالعقل أيضا ، فيقولون إن دلالة العقل على ما نفيتم أو على بعضه على الأقل أعظم من دلائل ما ذكرتم ، مثل الرحمة والحكمة وما أشبه ذالك .
يقول : " وَأَمَّا مَا نَفَيْته وَتَسْمِيَتُك ذَلِكَ تَشْبِيهًا وَتَجْسِيمًا تَمْوِيهٌ عَلَى الْجُهَّالِ " يعني كونك تقول الذي يثبت أن لله استوى على العرش مجسم ، الذي يثبت أن لله يدا حقيقة ممثل ، هذا في الحقيقة إذا سمعه جاهل عامي يظنه صحيحاً ، يموه عليه بهذا الكلام ، ولهذا من جملة العبارات المشهورة عندهم : " إن الله منزه عن الأغراض والأبعاض والأعراض " ، الذي يقرأ هذا الكلام يقول والله هذا الكلام حلو طيب، منزه عن الأغراض والأبعاض والأعراض ، الأبعاض يريدون بذلك اليد والوجه والعين وما أشبه ذلك ، والأغراض بالغين ، يريدون بذلك نفي الحكمة عن الله ، والأعراض جميع الصفات مثل النزول والاستواء على العرش والضحك والغضب والرضا ، وما إلى ذلك ، يقول هذه أعراض تحدث وتزول والله تعالى منزه عن هذه الأشياء ، عندما يقرأ العامي مثل هذا الكلام يقول هذا هو الحق ، لكنه تمويه كما قال المؤلف .
" تَمْوِيهٌ عَلَى الْجُهَّالِ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّ كُلَّ مَعْنًى سَمَّاهُ مُسَمٍّ بِهَذَا الِاسْمِ يَجِبُ نَفْيُهُ " .
الطالب : ... .
الشيخ : الأغراض بالغين ، والأعراض والأبعاض .
قال :" الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّ كُلَّ مَعْنًى سَمَّاهُ مُسَمٍّ بِهَذَا الِاسْمِ يَجِبُ نَفْيُهُ " بهذا الاسم يشير إلى .؟ التمثيل والتجسيم ، فهم يظنون أن كل معنى سماه الإنسان تمثيلاً أو سماه تجسيماً فإنه يجب نفيه .
" وَلَوْ سَاغَ هَذَا لَكَانَ كُلُّ مُبْطِلٍ يُسَمِّي الْحَقَّ بِأَسْمَاءِ يَنْفِرُ عَنْهَا بَعْضُ النَّاسِ لِيُكَذِّبَ النَّاسُ بِالْحَقِّ الْمَعْلُومِ بِالسَّمْعِ وَالْعَقْلِ " ولو ساغ هذا أي لو جاز ، لو جاز أن يقول كل شيء يخالف ما نرى نفيه بعينه ، لكان كل واحد أن ينفر الناس يصف قولهم بالعيب، الآن أهل السنة والجماعة عند أهل التعطيل يسمون مشبة ، وأهل السنة والجماعة عند أهل التشبيه يسمون معطلة ، يقولون أنتم عطلتم النصوص والواجب إثبات النصوص على ... .
قال : " وَبِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ أَفْسَدَتْ الْمَلَاحِدَةُ عَلَى طَوَائِفِ النَّاسِ عَقْلَهُمْ وَدِينَهُمْ حَتَّى أَخْرَجُوهُمْ إلَى أَعْظَمِ الْكُفْرِ وَالْجَهَالَةِ وَأَبْلَغِ الْغَيِّ وَالضَّلَالَةِ" بهذه الطريقة ، ما هي هذه الطريقة يا جماعة .؟ طريقة التمويه والدجل ، وتشويه الحقائق ، أفسدت الملاحدة على الناس عقولهم وأديانهم حتى صاروا متشككين في الدين وفي العقيدة السليمة ، وهذا لا يزال الآن موجودا بالنسبة للملل ، حتى الآن النصارى يشبهون على المسلمين فيما يتعلق بأحكام الإسلام ، وكذالك اليهود و، كذالك الملاحدة كلهم يشبهونه بمثل هذا التمويهات والعبارات التي يظنها الظان حقا .
5 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وأما ما نفيته فهو ثابت بالشرع والعقل وتسميتك ذلك تشبيها وتجسيما تمويه على الجهال الذين يظنون أن كل معنى سماه مسم بهذا الاسم يجب نفيه ; ولو ساغ هذا لكان كل مبطل يسمي الحق بأسماء ينفر عنها بعض الناس ليكذب الناس بالحق المعلوم بالسمع والعقل وبهذه الطريقة : أفسدت الملاحدة على طوائف الناس عقلهم ودينهم حتى أخرجوهم إلى أعظم الكفر والجهالة وأبلغ الغي والضلالة ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن قال نفاة الصفات : إثبات العلم والقدرة والإرادة مستلزم تعدد الصفات وهذا تركيب ممتنع قيل : وإذا قلتم : هو موجود واجب وعقل وعاقل ومعقول وعاشق ومعشوق ولذيذ وملتذ ولذة . أفليس المفهوم من هذا هو المفهوم من هذا ؟ فهذه معان متعددة متغايرة في العقل وهذا تركيب عندكم وأنتم تثبتونه وتسمونه توحيدا , فإن قالوا : هذا توحيد في الحقيقة وليس هذا تركيبا ممتنعا قيل لهم : واتصاف الذات بالصفات اللازمة لها توحيد في الحقيقة ; وليس هو تركيبا ممتنعا .وذلك أنه من المعلوم في صريح العقول أنه ليس معنى كون الشيء عالما هو معنى كونه قادرا ولا نفس ذاته هو نفس كونه عالما قادرا ; فمن جوز أن تكون هذه الصفة هي الموصوف فهو من أعظم الناس سفسطة " .
يقول المؤلف : نقول لهم " قِيلَ : وَإِذَا قُلْتُمْ : هُوَ مَوْجُودٌ وَاجِبٌ "
أليس يصفون الله بأنه موجود ، ويصفونه بأنه واجب الوجود ،كذالك بعضهم يصف الله بأنه : " وَعَقْلٌ وَعَاقِلٌ وَمَعْقُولٌ " يقول إن الله عقل ، لهذا يرون الذي يدبر الخلق هو العقل ، بعد ما قالوا الالكتروني لأن الالكتروني ما ظهر إلا أخيرا ، لكن عندهم الذي يدبر الخلق عقل ، ويقولون أيضا مع ذالك هو عاقل ، عقل عاقل ، ومعقول بالنسبة لغير ، عقل عاقل معقول ، وهذا تركيب أو لا .؟ تركيب ، وبعضهم يقول : " وَعَاشِقٌ وَمَعْشُوقٌ " وهؤلاء غلاة الصوفية الذين يصفون الله بالعشق ، يقولون إنه عاشق يعني لأوليائه ، ومعشوق من أوليائه " وَلَذِيذٌ وَمُلْتَذٌّ وَلَذَّةٌ " هذا أيضا ًعند بعض الصوفية ، يعني كلمة العشق واللذة وما إلى ذلك هذا من غلاة الصوفية ، يقولون إن الله تعالى موصوف بهذا الصفات .
يقول شيخ الإسلام : نقول لكم إذا قلتم هذا : " أَفَلَيْسَ الْمَفْهُومُ مِنْ هَذَا هُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ هَذَا ؟ " المفهوم مما قلتم هو مفهوم مما نفيتم ، وش الجواب .؟ بلى الجواب أن المفهوم هذا أنتم الآن ركبتم واجب الوجود من كونه موجودا وش بعد .؟ واجب الوجود ، من كونه عقلا وعاقلا ومعقولا ، من كونه عاشقا ومعشوقا ، ومن كونه لذيذا وملتذا ولذة ، هذه تركيبات ومع ذلك أنتم مقرون بها ، فالذي يفهم من هذا الذي ذكرتم هو الذي يفهم مما ذكرنا ، فإن كان ما ذكرتم حقا لازم التركيب ، فما ذكرنا كذالك ، وإن كان ما ذكرناه موجبا للتركيب وليس بحق ، فما ذكرتموه أيضا موجب للتركيب وليس بحق .
" فَهَذِهِ مَعَانٍ مُتَعَدِّدَةٌ مُتَغَايِرَةٌ فِي الْعَقْلِ وَهَذَا تَرْكِيبٌ عِنْدَكُمْ وَأَنْتُمْ تُثْبِتُونَهُ وَتُسَمُّونَهُ تَوْحِيدًا " في الحقيقة هذا كلام المؤلف ورده عليهم بما يقولونه وما يعتقدونه ، وبالنسبة للرد المعقول البسيط أن نقول من المعلوم أن تعدد الصفات لا يستلزم التركيب ، ولا يستلزم التعدد ، فأنتم بأنفسكم نصف الواحد منكم بأنه حي ، وبأنه عالم ، وبأنه مبصر ، وبأنه قادر وبأنه سامع ، فهل إذا قلنا لواحد منكم بهذه الصفات يلزم أن يكون شخصا مركبا من أشخاص أو لا .؟ عقلا لا ، عقلا وواقعا ، فإذن إذا كان تعدد الصفات في المخلوق لا يلزم منه تعدد الذات ولا التركيب ، فالخالق من باب أولى ، وكل إنسان يعرف أننا نصف الإنسان بأنه طويل أو قصير ، أبيض أو أسود ، وبأنه قوي أو ضعيف وقادر أو عاجز إلى آخره ، ومع ذلك لا يلزم منه تعدد ولا تركيب هذا الجواب الذي ذكرناه الآخير ، هذا جواب معقول بسيط ، لكن عدل المؤلف عنه لماذا .؟ ليخاطبهم بما يثبتونه ، فيقول أنتم الآن تثبتون للخالق صفات متعددة ، ومع ذلك تسمونه توحيدا لا تركيبا .
" فَإِنْ قَالُوا : هَذَا تَوْحِيدٌ فِي الْحَقِيقَةِ وَلَيْسَ هَذَا تَرْكِيبًا مُمْتَنِعًا قِيلَ لَهُمْ : وَاتِّصَافُ الذَّاتِ بِالصِّفَاتِ اللَّازِمَةِ لَهَا تَوْحِيدٌ فِي الْحَقِيقَةِ ، وَلَيْسَ هُوَ تَرْكِيبًا مُمْتَنِعًا " أليس كذلك .؟ فجوابنا عليهم كجوابهم علينا أو لنا .
" وَذَلِكَ أَنَّهُ مِنْ الْمَعْلُومِ فِي صَرِيحِ الْعُقُولِ أَنَّهُ لَيْسَ مَعْنَى كَوْنِ الشَّيْءِ عَالِمًا هُوَ مَعْنَى كَوْنِهِ قَادِرًا " صح أو لا .؟ العالم متصف بالعلم ، والقادر متصف بالقدرة ، وكم من إنسان قادر وهو جاهل و، كم من إنسان عالم وهو عاجز ، وأيضا : " وَلَا نَفْسُ ذَاتِهِ هُوَ نَفْسُ كَوْنِهِ عَالِمًا قَادِرًا " صحيح ، لأن كونه عالماً قادراً حال زائدة على الذات أو لا، لأننا نفرض بل هو الواقع ، أن توجد ذات لا عالما ولا قادرا ، فليس كون الشيء هو الشيء هو نفس كونه عالماً قادراً ، إذ أن كونه عالماً قادراً حال أو إن شئتم قلتم وصف زائد على مجرد الذات .
قال : " فَمَنْ جَوَّزَ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الصِّفَةُ هِيَ الْمَوْصُوفَ فَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ سَفْسَطَةً " الذي يقول أن الصفة هي عين الموصوف ، هذا مسفسط ، لأنه أنكر الحقائق ، وقلت لكم فيما سبق أن السفسطائية هم الذين ينكرون الحقائق المعلومة بالحس ، حتى إن الواحد منهم ربما ينكر نفسه ، فالذي يزعم أن الصفة هي الموصوف وش نقول هذا الرجل .؟ مسفسط في العقليات التي ليس أوضح منها ، والسبب هو أنهم قالوا إن تعدد الصفات يستلزم التركيب وهو ضد التوحيد ، لأنهم يرون أن الصفة هي عين الموصوف ، إذا قلنا عالم هذه ذات ، قادر هذه ذات ، سميع هذه ذات ، بصير هذه ذات ، إذا كم يصير إذا وصفنا الخالق بأربع صفات .؟ كم يصير من واحد .؟ أربعة ، وهذا القول الذي قالوه لاشك أنه باطل ... وهو كما قال المؤلف سفسطة، إنكار للحقائق المعلومة بالحس .
6 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن قال نفاة الصفات : إثبات العلم والقدرة والإرادة مستلزم تعدد الصفات وهذا تركيب ممتنع قيل : وإذا قلتم : هو موجود واجب وعقل وعاقل ومعقول وعاشق ومعشوق ولذيذ وملتذ ولذة . أفليس المفهوم من هذا هو المفهوم من هذا ؟ فهذه معان متعددة متغايرة في العقل وهذا تركيب عندكم وأنتم تثبتونه وتسمونه توحيدا , فإن قالوا : هذا توحيد في الحقيقة وليس هذا تركيبا ممتنعا قيل لهم : واتصاف الذات بالصفات اللازمة لها توحيد في الحقيقة ; وليس هو تركيبا ممتنعا .وذلك أنه من المعلوم في صريح العقول أنه ليس معنى كون الشيء عالما هو معنى كونه قادرا ولا نفس ذاته هو نفس كونه عالما قادرا ; فمن جوز أن تكون هذه الصفة هي الموصوف فهو من أعظم الناس سفسطة " . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ثم إنه متناقض فإنه إن جوز ذلك جاز أن يكون وجود هذا هو وجود هذا . فيكون الوجود واحدا بالعين لا بالنوع وحينئذ فإذا كان وجود الممكن هو وجود الواجب كان وجود كل مخلوق يعدم بعدم وجوده ويوجد بعد عدمه : هو نفس وجود الحق القديم الدائم الباقي الذي لا يقبل العدم وإذا قدر هذا كان الوجود الواجب موصوفا بكل تشبيه وتجسيم وكل نقص وكل عيب ; كما يصرح بذلك أهل وحدة الوجود الذين طردوا هذا الأصل الفاسد وحينئذ فتكون أقوال نفاة الصفات باطلة على كل تقدير ".
المهم أننا نقول لهذا الرجل الذي جوز أن تكون الصفة هي عين الموصوف ، نقول إن جوزت هذا لزم أن تجعل وجود هذا الشيء هو وجود هذا الشيء ، وإذا جعلت وجود هذا الشيء هو وجود هذا الشيء ، وأنت تقول إن الصفة عين الموصوف ، وش يلزم .؟ أن يكون عين هذا الشيء هو عين الشيء الآخر ، فيكون الموجود واحد في العين لا بالنوع ، وأظنكم تعرفون الفرق بين الواحد بالعين والواحد بالنوع ، الواحد بالنوع مثلا الآدمي ، نوع من المخلوقات ، يصح أن نقول واحد بالنوع أو ما يصح .؟ يصح ، بالنسبة للأنواع الأخرى هو واحد ، نوع واحد آدمي ، وذاك نوع ثاني بعيد ، وذاك نوع ثالث بقرة ، وذاك نوع رابع ضأن وهكذا ، لكن الواحد بالعين أن تكون المخلوقات كلها واحد بالعين ، لا يمكن هذا ، إلا على رأي وحدة الوجود ، ولهذا يقول المؤلف :
" وَحِينَئِذٍ فَإِذَا كَانَ وُجُودُ الْمُمْكِنِ هُوَ وُجُودَ الْوَاجِبِ كَانَ وُجُودُ كُلِّ مَخْلُوقٍ يُعْدَمُ بِعَدَمِ وُجُودِهِ وَيُوجَدُ بَعْدَ عَدَمِهِ " الظاهر أن النسخة فيها تحريف ، إذا كان وجود الممكن هو وجود الواجب ، الممكن عندهم المخلوق ، والواجب .؟
الطالب : الله .
الشيخ : الخالق . إذا قلنا إن الوجود شيء واحد ، وأنه يلزم من اتحاد الوجود اتحاد الموجود ، في عينه أو في نوعه .؟ اتحاده بعينه ، وش لزم .؟ يقول : " فَإِذَا كَانَ وُجُودُ الْمُمْكِنِ هُوَ وُجُودَ الْوَاجِبِ كَانَ وُجُودُ كُلِّ مَخْلُوقٍ " ، هذه النقطة العبارة ما هي مستقيمة " كَانَ وُجُودُ كُلِّ مَخْلُوقٍ يُعْدَمُ " الظاهر " يعدم بعد وجوده ".
الطالب : النسخة هذه ... .
الشيخ : ما هي موجودة ، كل العبارة هذه ما هي موجودة .
" كَانَ وُجُودُ كُلِّ مَخْلُوقٍ يُعْدَمُ بعد وجوده ويُوجَدُ بَعْدَ عَدَمِهِ " بدليل ما بعدها ... .
" هُوَ نَفْسُ وُجُودِ الْحَقِّ الْقَدِيمِ الدَّائِمِ الْبَاقِي الَّذِي لَا يَقْبَلُ الْعَدَمَ " ... أرجوا الانتباه يا جماعة ، الآن وصلنا إلى أن الوجود واحد بالنسبة للممكن والواجب ، إذا كان الوجود واحدا بالنسبة للممكن والواجب صار وجود الإنسان بعد عدمه ثابتا ، لأن الواجب وهو الخالق لا يعدم ، وكان وجود الإنسان قبل أن يوجد ثابتا أيضا ، مادمنا نقول إن الوجود شيء واحد لزم أن يكون الإنسان معدوما موجودا قبل أن يوجد ، وموجودا بعد أن يوجد ، لأننا نقول إن صفة الوجود والموجود شيء واحد بالعين لا بالنوع ، وعليه فوجود الله هو وجود المخلوق ، ووجود المخلوق ووجود الله ، فيلزم من ذالك أن يكون المخلوق موجودا وهو معدوم ، وهذا لاشك ممتنع .
قال المؤلف : " وَإِذَا قُدِّرَ هَذَا كَانَ الْوُجُودُ الْوَاجِبُ مَوْصُوفًا بِكُلِّ تَشْبِيهٍ وَتَجْسِيمٍ وَكُلِّ نَقْصٍ وَكُلِّ عَيْبٍ " وهذا واضح ، إذا قدر هذا صار الواجب الذي هو الله واجب الوجود موصوفاً بكل تشبيه وتمثيل و لأنك جعلت وجود الخالق هو وجود المخلوق وجعلت الخالق هو المخلوق ، وهذا تشبيه أو لا .؟ أعظم تشبيه وأعظم تجسيم وأعظم نقص أيضا ، لأنه والعياذ بالله يجعلون الخالق هو نفس الكلاب والحمير والخنازير والذئاب والسباع وغيرها ، وهذا لا شك أنه من أعظم ما يكون من تنقص الخالق ، والغريب أن هؤلاء يريدون أن يفروا من التشبيه ، ويقعون في ما هو أعظم وأفضع منه .
قال : " كَمَا يُصَرِّحُ بِذَلِكَ أَهْلُ وَحْدَةِ الْوُجُودِ الَّذِينَ طَرَدُوا هَذَا الْأَصْلَ الْفَاسِدَ وَحِينَئِذٍ فَتَكُونُ أَقْوَالُ نفاة الصِّفَاتِ بَاطِلَةً عَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ " وصحيح أن هذا مهما كان مهما حاولوا فأقوالهم باطلة .
وخلاصة هذه الفقرة أنها تعود إلى أي شيء .؟ إلى إبطال القول بأن تعدد الصفات يلزم منه تعدد الموصوف والتركيب ، وهذا مخالف للتوحيد . أجابهم المؤلف رحمه الله بجوابين :
الجواب الأول : أنكم أنتم تقولون بتعدد الصفات ، فتقولون بأنه واجب ، وش بعد .؟ وواجب الوجود ، وتقولون إنه عاقل ، وعاقل ومعقول ، وتقولون إنه عاشق ومعشوق ، وأنه لذيذ ولذة وملتذ ، فهذه كلها صفات ومع ذلك تزعمون أنه توحيد ، وتقولون إننا نحن أهل السنة والجماعة إذا قلنا بتعدد الصفات لسنا موحدين ، وأنتم موحدون ، فإذا يلزمكم فيما نفيتم نظير ما يلزمكم فيما أثبتم ، فإما أن تثبتوا الجميع وإما أن تنفوا الجميع .
ثانيا : أننا نقول إذا قلتم إن الصفة هي عين الموصوف ، وأنه يلزم من تعدد الصفة تعدد الموصوف ، فقولكم هذا قول مخالف لجميع العقلاء ، كل يعرف أن الصفة ليست عين الموصوف ، كل يعرف أن العلم ليست هي العالمة ، بل كل إنسان يعلم أن العالم ليس هو الذات ، لأن العالم وصف زائد على الذات ، وأنتم إذا قلتم ذلك لزم أن تجعلوا وجود فلان هو وجود فلان ، ثم ننتقل إذا كانت الصفة هي الموصوف لزم أن يكون فلان هو فلان ، وحينئذ نرتقي فيكون المخلوق هو عين الخالق ، وبهذا نصل إلى القول بوحدة الوجود ، ونصل أيضا إلى أن نصف الله بكل تشبيه وتجسيم ونقص وعيب .
طيب هذا جواب الذين يقولون إنه يلزم من تعدد الصفات تعدد التركيب وعدم التوحيد .
7 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ثم إنه متناقض فإنه إن جوز ذلك جاز أن يكون وجود هذا هو وجود هذا . فيكون الوجود واحدا بالعين لا بالنوع وحينئذ فإذا كان وجود الممكن هو وجود الواجب كان وجود كل مخلوق يعدم بعدم وجوده ويوجد بعد عدمه : هو نفس وجود الحق القديم الدائم الباقي الذي لا يقبل العدم وإذا قدر هذا كان الوجود الواجب موصوفا بكل تشبيه وتجسيم وكل نقص وكل عيب ; كما يصرح بذلك أهل وحدة الوجود الذين طردوا هذا الأصل الفاسد وحينئذ فتكون أقوال نفاة الصفات باطلة على كل تقدير ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا باب مطرد فإن كل واحد من النفاة لما أخبر به الرسول من الصفات : لا ينفي شيئا فرارا مما هو محذور إلا وقد أثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه فلا بد في آخر الأمر من أن يثبت موجودا واجبا قديما متصفا بصفات تميزه عن غيره ولا يكون فيها مماثلا لخلقه فيقال له : هكذا القول في جميع الصفات وكل ما تثبته من الأسماء والصفات : فلا بد أن يدل على قدر تتواطأ فيه المسميات ولولا ذلك لما فهم الخطاب ; ولكن نعلم أن ما اختص الله به وامتاز عن خلقه : أعظم مما يخطر بالبال أو يدور في الخيال .".
قوله : " فلا بد في آخر الأمر " قوله : في آخر الأمر هنا المشكل ، هل هذا هو الواقع .؟ يعني أنهم يثبتون هذا بعد أن يناظروا ، لا ، لكنه لابد أن يثبت من حيث الحجة القائمة عليه ، أما أن ينقاد لهذه الحجة فهذا أمر دونه ... ما يمكن ، لأنهم مازالوا على باطلهم ، أرجو الانتباه ، فقول المؤلف رحمه الله : " فلا بد في آخر الأمر " باعتبار إقامة الحجة عليهم لا بد أن يرجع ويثبت موجودا متصفا بصفات تميزه من غيره ، لكن حقيقة أن ذالك لم يكن ، وما زالت هذه الأقوال موجودة الآن ، وما زال لها متمسكون بها .
" فَيُقَالُ لَهُ : هَكَذَا الْقَوْلُ فِي جَمْيعِ الصِّفَاتِ وَكُلُّ مَا تُثْبِتُهُ مِنْ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ : فَلَا بُدَّ أَنْ يَدُلَّ عَلَى قَدْرٍ تَتَوَاطَأُ فِيهِ الْمُسَمَّيَاتُ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا فُهِمَ الْخِطَابُ ".
يقول المؤلف كل ما يثبت من الأسماء والصفات فلا بد من قدر مشترك تتواطؤ فيه المسميات ، يعني مثلاً السمع ، لله سمع وللإنسان سمع ، لا بد من قدر مشترك بين سمع الخالق وسمع المخلوق ، وش السمع المشترك .؟ هو إدراك صفات المسموع ، لكن هل إدراك المسموع بالنسبة للخالق كإدراك المسموع بالنسبة للمخلوق .؟ لا ، إذا فلا بد أن يكون هناك تمييز .
يقول المؤلف : " وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا فُهِمَ الْخِطَابُ " يعني لولا أن هناك قدرا مشتركا بين الصفات تتواطؤ فيه ، ولكن تختص كل صفة بما تتميز به ، لولا هذا ما فهم الخطاب ، أرأيتم لو قدر أن لله سمعا ولكن ليس فيه إدراك شيء مسموع ، هل ممكن نفهمه .؟ ما يمكن ، في الجنة نخل ورمان وفاكهة وما إلى ذلك ، وثياب نعم ، هل هذا النخل والرمان والفاكهة فيه قدر مشترك بينه وبين ما في الدنيا .؟ إيه ، لكن فيه قدر مشترك ، لولا القدر المشترك الذي بين هذا وهذا لما فهمناه أبدا ، كان ما ندري وش النخل ، ولا ندري وش الرمان ، لكن حقائق ذاك لا تشابه حقائق ما في الدنيا ، لا تشبه حقائقها لأن الله يقول: (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )).
الطالب : القدر المشترك ... .
الشيخ : لا ، ما هو بالقدر المشترك بالمسمى ، بالمعنى الأعم .
الطالب : بالهيئة .؟
الشيخ : لا ، بالمعنى الأعم ، حتى الهيئة ربما تكون ليست على هذا الشكل ، كما نجد الآن رمان وبرتقال مختلف ، كل مسماه واحد لكن يختلف ، إن معنى القدر المشترك المعنى الأعم .
8 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا باب مطرد فإن كل واحد من النفاة لما أخبر به الرسول من الصفات : لا ينفي شيئا فرارا مما هو محذور إلا وقد أثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه فلا بد في آخر الأمر من أن يثبت موجودا واجبا قديما متصفا بصفات تميزه عن غيره ولا يكون فيها مماثلا لخلقه فيقال له : هكذا القول في جميع الصفات وكل ما تثبته من الأسماء والصفات : فلا بد أن يدل على قدر تتواطأ فيه المسميات ولولا ذلك لما فهم الخطاب ; ولكن نعلم أن ما اختص الله به وامتاز عن خلقه : أعظم مما يخطر بالبال أو يدور في الخيال .". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على من يقول : الإنسان حيوان ناطق .
قال : " وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّ مَا اخْتَصَّ اللَّهُ بِهِ وَامْتَازَ عَنْ خَلْقِهِ : أَعْظَمُ مِمَّا يَخْطِرُ بِالْبَالِ أو يدور في الخيال ".
الطالب : ... .
الشيخ : الذي يريد يطلع يطلع ، الدرس انتهى . نعم .؟
الطالب : مثل الحياة ... .
الشيخ : أي نعم ، مشترك بالمعنى العام وهي الحياة ، لكن تختلف حياة الخالق عن حياة المخلوق ، وكذلك القدرة والسمع والبصر واليد والوجه والعين وغيرها ، كلها وإن اشتركت في أصل المعنى لكن تختلف وتتميز .
ما معنى الطرد عند أهل الحلول .؟
الشيخ : الطرد معناه أنهم يجعلون الباب واحدا في كل شيء ، هذا الطرد ، ما يستثنون شيئا أبدا ، يجعلون عين الخالق هي عين المخلوق ، يعني مثلا ولهذا قال ابن القيم في النونية :
يا أمة معبودها موطوؤها *** تبا لذي العقول والأذهان .
وش معنى : معبودها موطوؤها .؟ يعني هم يرون أن زوجة الإنسان هي ربّه ، أي نعم ، لأنهم يرون كل شيء هو ربهم ، يرون أن كل شيء من الله ، الباب الله والمروحة الله والسّقف الله نعم ، وكل شيء هو الله ، ونفسه هو الله ، ولهذا يقول ابن عربي الخبيث ، يقول : ما في الجبة إلا الله ، أليس هو في جبة .؟ قول : ما في الجبة إلا الله ، ليش .؟ لأنه يرى أن الوجود شيء واحد .
وفيه طائفة أخرى تقول : لا ، أهل الإتحاد ، اتحاد الوجود ، فرق بين الوحدة وبين الاتحاد ، كانوا بالأول شيئين ثم صاروا شيئا واحدا ، ولهذا أهل الإتحاد يكفرون أهل الوحدة ، وأهل الوحدة يكفرون أهل الإتحاد ، ونحن نكفر الجميع . أي نعم ، اللهم لك الحمد كله .
قراءة الطالب للعقيدة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
الشيخ : " وهذا يتبين بالأصل الثاني ". آه عندكم عنوان . لا ما عندي . طيب .
الطالب : " أن يقال : القول في الصفات كالقول في الذات ، فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله . فإذا كان له ذات حقيقة لا تماثل الذوات . فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل سائر الصفات ، فإذا قال السائل : كيف استوى على العرش ؟ قيل له كما قال ربيعة ومالك وغيرهما رضي الله عنهما : الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عن الكيفية بدعة ، لأنه سؤال عما لا يعلمه البشر ولا يمكنهم الإجابة عنه ، وكذلك إذا قال : كيف ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ؟ قيل له : كيف هو ؟ فإذا قال : لا أعلم كيفيته ، قيل له : ونحن لا نعلم كيفية نزوله ، إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف وهو فرع له وتابع له ; فكيف تطالبني بالعلم بكيفية سمعه وبصره وتكليمه واستوائه ونزوله وأنت لا تعلم كيفية ذاته ، وإذا كنت تقر بأن له حقيقة ثابتة في نفس الأمر مستوجبة لصفات الكمال لا يماثلها شيء فسمعه وبصره وكلامه ونزوله واستواؤه ثابت في نفس الأمر ، وهو متصف بصفات الكمال التي لا يشابهه فيها سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم ونزولهم واستواؤهم ، وهذا الكلام لازم لهم في العقليات وفي تأويل السمعيات : فإن من أثبت شيئا ونفى شيئا بالعقل - إذا - " .
الشيخ : ما عندنا : إذا ... " إذا ألزم " عندكم ، طيب .
الطالب : " إذا ألزم فيما نفاه من الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة نظير ما يلزمه فيما أثبته ، ولو طولب بالفرق بين المحذور في هذا وهذا لم يجد بينهما فرقا ، ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض - الذين يوجبون فيما نفوه : إما التفويض ; وإما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ - قانون مستقيم ".
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " أن يقال : القول في الصفات كالقول في الذات , فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله . فإذا كان له ذات حقيقة لا تماثل الذوات . فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل سائر الصفات , فإذا قال السائل : كيف استوى على العرش ؟ قيل له كما قال ربيعة ومالك وغيرهما رضي الله عنهما : الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عن الكيفية بدعة , لأنه سؤال عما لا يعلمه البشر ولا يمكنهم الإجابة عنه ".
قال : " وهذا يتبين بالأصل الثاني " عندكم هذه الجملة أو لا .؟
الطالب : لا ، ليست عندنا .
الشيخ : ليست عندكم ، عندي هذه ، طيب إذا اكتبوها .
" وهذا " يعني ما ذكر .
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، بس " وهذا يتبين بالأصل الثاني وهو أن يقال : الْقَوْلُ فِي الصِّفَاتِ كَالْقَوْلِ فِي الذَّاتِ " قبل العنوان ، يمكن العنوان الذي عندكم مختصر ، شف الذي عندي : " وهذا يتبين بالأصل الثاني وهو أن يقال : الْقَوْلُ فِي الصِّفَاتِ كَالْقَوْلِ فِي الذَّاتِ ، فَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ".
طيب : " وهذا " المشار إليه الأصل الأول ، وهو أن القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر " يتبين بالأصل الثاني " يتبين أيضا ويتضح بشيء آخر " وهو أن يقال : الْقَوْلُ فِي الصِّفَاتِ كَالْقَوْلِ فِي الذَّاتِ " كيف القول في الصفات كالقول في الذات .؟ يعني معناه أننا نقول في الصفات كما يقول هؤلاء في الذات .
" فَإِنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ" مسلم هذا أو لا .؟ ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، لا أحد يشابه الله في شيء من ذلك ، والأمر في هذا ظاهر ، من يستطيع أن يخلق شمسا أو قمرا أو نجما أو ذبابا أو بعوضة .؟ لا أحد يستطيعه ، هذه من أفعال الله ، من يستطيع أن يقول للشيء كن فيكون .؟ لا أحد يستطيع ، إذا هذه من صفات الله ، وذات الله تعالى أعظم من أن نحيط بها ، فليس كمثله شيء .
" فَإِذَا كَانَ لَهُ ذَاتٌ حَقِيقَةً لَا تُمَاثِلُ الذَّوَاتَ . فَالذَّاتُ مُتَّصِفَةٌ بِصِفَاتِ حَقِيقَةً لَا تُمَاثِلُ سَائِرَ الصِّفَاتِ " نقول لهذا المنكر للصفات : أثبت لله ذاتا ؟ سيقول نعم أو لا .؟
الطالب : يقول نعم .
الشيخ : سيقول نعم ، لا يمكن أن يقول لا ، لأنه لو قال لا لكفر وصرح بكفره ، نفى الخالق ، وسيثبت لله ذاتا ، نقول له هل هذه الذات التي أثبتها لله تشبه ذوات المخلوقين ؟ سيقول : لا ، ليش .؟ لأنه إنما فرّ من إثبات الصفات خوفا من التشبيه والتمثيل ، فسيقول لا ، لا تشبه ذوات المخلوقين ، نقول له القول في الذات كالقول في الصفات ، إذا فلله صفات لا تشبه صفات المخلوقين ،ولهذا يقول : " فَإِذَا كَانَ لَهُ ذَاتٌ حَقِيقَةً لَا تُمَاثِلُ الذَّوَاتَ . فَالذَّاتُ مُتَّصِفَةٌ بِصِفَاتِ حَقِيقَةً لَا تُمَاثِلُ سَائِرَ الصِّفَاتِ " واضح .؟ طيب ... شيئا آخر ، أثبتنا صفة لكن هل نثبت كيفية الصفة .؟ لا أيضا ، لا نثبت تكييفا لهذا الصفة .
ولهذا قال : " فَإِذَا قَالَ السَّائِلُ : كَيْفَ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ؟ " الآن الذي يقول كيف استوى .؟ مثبت للاستواء ، لكن يسأل عن أي شيء .؟ عن الكيفية ، كيف استوى ، فإننا نقول له : " قِيلَ لَهُ كَمَا قَالَ رَبِيعَةُ وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَالسُّؤَالُ عَنْ الْكَيْفِيَّةِ بِدْعَةٌ " ربيعة شيخ مالك ، ربيعة بن عبد الرحمن هو شيخه ، نقول الاستواء معلوم ، كيف معلوم من أي شيء .؟ من حيث المعنى ، استوى في اللغة العربية تأتي بمعنى علا وارتفع ، وبمعنى استقر ، قال الله تبارك وتعالى : (( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا )) استويت يعني علوت واستقررت، وقال تعالى : (( لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم )) وش معنى استوى عليها .؟ تعلوا وتستقروا عليها ، وقال تعالى : (( واستوت على الجودي )) يعني استقرت عليه ، صعد وارتفع وعلا معناه واحد ، ولهذا حذفنا صعد وارتفع ، هي فسرت عند السلف بأربعة معاني ، ارتفع وصعد وعلا واستقر ، لكن صعد وارتفع وعلا معناه واحد ، فنكتفي بالعلو الذي هو معنى علا ، فنقول علا واستقر معنى استوى علا واستقر ، طيب إذا الاستواء معلوم ، من أي وجه معلوم ، من حيث المعنى ، لأن معناه العلو والاستقرار ، كلما رأيت استوى في اللغة العربية معداة بعلى فإنما معناها العلو والاستقرار ، ولا تأتي بغير هذا المعنى .
وقلنا له : والكيف مجهول ، ليس الكيف معدوم ، الكيف مجهول ، يعني له كيفية لكنها مجهولة ، ما ندري كيف استوى ، واللفظ المشهور : الكيف غير معقول ، وهو أبلغ من مجهول ، لكن كأن المؤلف نقله بالمعنى أو أن هذا المروي عن ربيعة ، أما مالك فالمروي عنه غير معقول ، يعني أنه لا يمكن أن يعقل ويدركه العقل ، كما أن الشرع لم يأت به أيضا .
الإيمان به واجب ، ليش واجب الإيمان به .؟ لأنه جاء في كتاب الله وأجمعت عليه الأمة فوجب الإيمان به ، والسؤال عن الكيفية بدعة ، طيب لماذا .؟
" لِأَنَّهُ سُؤَالٌ عَمَّا لَا يَعْلَمُهُ الْبَشَرُ وَلَا يُمْكِنُهُمْ الْإِجَابَةُ عَنْهُ " هذا التعليل من المؤلف فيه نظر في الحقيقة ، السؤال عنه بدعة ، ما نقول لأنه لا يمكن الوصول إليه ، ولا يمكن أن يعلمه البشر ، لأن هذا التعليل يقتضي أن يكون الجواب : والسؤال عنه تكلف ، محاولة للمحال لأنه لا يمكن أن يعلمه البشر ، لكن نقول السؤال عنه بدعة لأنه لم يسأل عنه الصحابة ولا السلف الصالح . هل سأل الصحابة .؟ هل سألوا هذا السؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم .؟ لا ، إذا لو كان هذا من الدين لكانوا يسألون عنه ، أو يبين في كتاب الله وسنة رسوله ، فلما لم يرد بيانه لا في الكتاب ولا في السنة ولا سئل عنه ، علم من ذلك أنه بدعة ، السؤال عنه بدعة لأنه لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أن السؤال عنه أيضا تكلّف ، لماذا .؟ لأنه لا يعلمه البشر ، ولا يمكنهم الإحاطة به ، انتبهوا معنا إذا فعندنا أمران : السؤال عنه بدعة ما نعلله بأنه لا يمكن الإحاطة ، يعني هذا ما يقتضي أن يكون بدعة ، لو أسألك الآن عن شيء ما يمكنك أن تحيط به ما يقال هذا بدعة ، لكن لو أسألك عن شيء من العبادة ما سأل عنه الصحابة ، قلنا هذا بدعة ، على كل حال الآن صار الإستواء معلوم ، معلوم إيش .؟ المعنى ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، يعني عن كيفيته بدعة كما قال السلف رحمهم الله .
12 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " أن يقال : القول في الصفات كالقول في الذات , فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله . فإذا كان له ذات حقيقة لا تماثل الذوات . فالذات متصفة بصفات حقيقة لا تماثل سائر الصفات , فإذا قال السائل : كيف استوى على العرش ؟ قيل له كما قال ربيعة ومالك وغيرهما رضي الله عنهما : الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عن الكيفية بدعة , لأنه سؤال عما لا يعلمه البشر ولا يمكنهم الإجابة عنه ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك إذا قال : كيف ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ؟ قيل له : كيف هو ؟ فإذا قال : لا أعلم كيفيته , قيل له : ونحن لا نعلم كيفية نزوله , إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف وهو فرع له وتابع له ; فكيف تطالبني بالعلم بكيفية سمعه وبصره وتكليمه واستوائه ونزوله وأنت لا تعلم كيفية ذاته , وإذا كنت تقر بأن له حقيقة ثابتة في نفس الأمر مستوجبة لصفات الكمال لا يماثلها شيء فسمعه وبصره وكلامه ونزوله واستواؤه ثابت في نفس الأمر , وهو متصف بصفات الكمال التي لا يشابهه فيها سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم ونزولهم واستواؤهم , وهذا الكلام لازم لهم في العقليات وفي تأويل السمعيات ".
الطالب : ... .
الشيخ : " وَهُوَ فَرْعٌ لَهُ وَتَابِعٌ لَهُ " إذا قال هذا النافي الذي ينفي الصفات بحجة التشبيه .
طيب نقول له : العلم بالصفة وش يستلزم .؟ العلم بالموصوف ، لأنك إذا علمت الصفة وهي صفة لشخص مثلا ، يستلزم أن تعلم الموصوف ، لأن الموصوف عبارة عن عين متصفة بصفات ، فإذا علمت هذه الصفات لزم من ذلك أن تعلم العين المتصفة بها أو الذات المتصفة بها ، فما دامت الذات لا يمكن العلم بها فكذلك الصفات لا يمكن العلم بهذا ، لأننا لو فرضنا علمنا بصفات الله أو بكيفية الصفات لزم من ذلك أن نعلم هذا الموصوف .
يقول : " فَكَيْفَ تُطَالِبُنِي بِالْعِلْمِ بِكَيْفِيَّةِ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَتَكْلِيمِهِ وَاسْتِوَائِهِ وَنُزُولِهِ ، وَأَنْتَ لَا تَعْلَمُ كَيْفِيَّةَ ذَاتِهِ " صحيح هذا ظلم ، واحد يطالب يقول لازم تعلمني كيف ينزل كيف استوى كيف يتكلم كيف يفعل ، وهو بنفسه لو سألناه عن كيفية ذاته وش يقول .؟ يقول : لا أعرف ... فكيف تطالبنا نحن بالعلم بكيفية صفاته ، لزم من ذلك أن نعلم كيفية ذاته ، وهذا شيء عندك مستحيل .
طيب يقول : " وَأَنْتَ لَا تَعْلَمُ كَيْفِيَّةَ ذَاتِهِ ، وَإِذَا كُنْت تُقِرُّ بِأَنَّ لَهُ حَقِيقَةً ثَابِتَةً فِي نَفْسِ الْأَمْرِ مُسْتَوْجِبَةً لِصِفَاتِ الْكَمَالِ لَا يُمَاثِلُهَا شَيْءٌ فَسَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَكَلَامُهُ وَنُزُولُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ ثَابِتٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَهُوَ مُتَّصِفٌ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ الَّتِي لَا يُشَابِهُهُ فِيهَا سَمْعُ الْمَخْلُوقِينَ وَبَصَرُهُمْ وَكَلَامُهُمْ وَنُزُولُهُمْ وَاسْتِوَاؤُهُمْ ، وَهَذَا الْكَلَامُ لَازِمٌ لَهُمْ فِي الْعَقْلِيَّاتِ وَفِي تَأْوِيلِ السَّمْعِيَّاتِ " أظن إن شاء الله واضح الكلام ، أن نقول القول في الصفات كالقول في الذات ، فما دام هذا النافي للصفات يثبت لله ذاتا حقيقة ، ويقول إن هذه الذات لا تشبه ذوات المخلوقين ، نقول فلتثبت لله صفات حقيقة ، نعم كملوها ... لا تشبه صفات المخلوقين ، لأن القول في الذات كالقول في الصفات ، فكما أننا لا نعلم كيفية ذاته فإننا لا نعلم كيفية صفاته ، لأننا لو علمنا كيفية صفاته لزم أن نعلم كيفيه ذاته لأن الصفة تابعة للموصوف طيب .
يقول : " وَهَذَا الْكَلَامُ لَازِمٌ لَهُمْ فِي الْعَقْلِيَّاتِ وَفِي تَأْوِيلِ السَّمْعِيَّاتِ "، سبق أن قلنا إن السمعيات هي الكتاب والسنة ، والعقليات هي ما يحكم به العقل ، الأمور النظريات هذه العقليات ، هو لازم لهم في النظريات ولازم لهم في تأويل السمعيات ، حيث قالوا مثلاً المراد باليد القدرة ، نقول ما يلزمكم في اليد يلزمكم في القدرة ، هم يقولون اليد الحقيقة ما يمكن لأن الله يقتضى التشبيه ، نقول أيضا والقدرة الحقيقية يقتضى التشبيه لأن الإنسان له قدرة ، له قوة له نعمة (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه )) فإذا إذا أولتم لزمكم فيما أولتم نظير ما يلزمكم في ما نفيتم من الحقيقة . كذلك أيضا في العقليات مر علينا أنهم إذا أثبتوا الإرادة ، وش طريقة إثبات الإرادة بالعقل .؟ التخصيص ، إذا قالوا إن تخصيص هذا الشيء بما يختص به دليل على الإرادة ، نقول وما بنا من النعم وانتفاء النقم دليل على الرحمة التي أنتم تنكرونها ، خليكم معنا ، لأنه لازم لهم في العقليات ، ومثال لزومه في العقليات ما سبق ، كذلك أيضا في تأويل السمعيات ، أنا أضرب لكم الآن مثلا في العقليات ، قالوا إن العقل في الإرادة دل على ثبوته ، بأي طريق .؟ بالتخصيص ، يعني كون الله يخصص هذا حارا وهذا باردا وهذا مضيئا وهذا مظلما إلخ ، هذا دليل على إيش .؟ على الإرادة ، أن له إرادة تجعل هذا على هذا الوضع وهذا على هذا الوضع ، واضح أو لا .؟ وسبق ، قلنا نحن أيضا نثبت الرحمة بطريق العقل ، كيف ذلك.؟ إثبات الرحمة بطريقتهم ، نفع العباد والإحسان إليهم ودفع الضرر عنهم يدل على رحمته ، أدل من دلالة التخصيص على الإرادة ، مفهوم .؟ طيب يلزمهم أيضا في السّمعيات ، كيف .؟ في تأويل السمعيات يقول المؤلف ، تأويل السمعيات يقولون المراد باليد القوة، ليش ما تثبت لله يدا حقيقية .؟ قال لو تثبت لله يدا حقيقية شبهته بمن .؟ بالمخلوق ، نقول يلزمك هذا في تأويلك أيضا ، وش تأويله .؟ اليد بالقوة مثلا أو بالقدرة ، نقول أيضا المخلوق له قدوة وله قدرة ، يقول الله تبارك وتعالى : (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة )) وقال شعيب : (( يزدكم قوة إلى قوتكم )) فللإنسان أيضا قوة ، فيلزمك في ما قلت نظير ما يلزمك في ما نفيت ، واضح أو لا .؟
كذلك الذي ينكر الصفات كلها أو لا .؟ يلزمه أيضا في إثبات الذات ما يلزمه في إثبات الصفات ، فإما أن ينفي الذات كما نفى الصفات وإما أن يقر بالصفات كما أقر بالذات ، واضح يا جماعة ، يعني لا تظنون هذا بس مجرد مجادلة كلامية أو عقلية ، هي في الحقيقة عقيدة ، يجب علينا أن نؤمن عقيدة مطمئنين لها بإثبات الذات لله وإثبات جميع ما ثبت له من الصفات على أنه حقيقة ، وهذا لا يمنع من شيء أبدا ، حتى في الآيات التي ستأتينا إن شاء الله أن بعض الناس ظنوا أنها تأويلا ، فهي ليست بتأويل ، كالذين يأولون : ( ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) نقول يجب علينا إثبات هذا الشيء على الحقيقة ، وأن الله يأتي هرولة ، ولكن هل نحن نعلم هرولة الله .؟ ما نعرفها ، فعندنا إذا سلكت هذه الطريق استرحت من جميع التأويلات إلا شيئا ينكره الواقع ، مثل ما ورد في الحجر كما سيذكر المؤلف أن من استلمه فكأنما صافح الله ، هذا معلوم أنه ليس المقصود بهذا أن الحجر هو يد الله ، لا يمكن هذا ، وش السبب .؟ الحجر من الأرض مخلوق مصنوع موضوع في مكانه ، ما يمكن أن يكون هذا و وهذا شيء معلوم لأن الحس يمنعه ، هو سيأتي الكلام على هذا إن شاء الله في كلام المؤلف .
13 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكذلك إذا قال : كيف ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ؟ قيل له : كيف هو ؟ فإذا قال : لا أعلم كيفيته , قيل له : ونحن لا نعلم كيفية نزوله , إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف وهو فرع له وتابع له ; فكيف تطالبني بالعلم بكيفية سمعه وبصره وتكليمه واستوائه ونزوله وأنت لا تعلم كيفية ذاته , وإذا كنت تقر بأن له حقيقة ثابتة في نفس الأمر مستوجبة لصفات الكمال لا يماثلها شيء فسمعه وبصره وكلامه ونزوله واستواؤه ثابت في نفس الأمر , وهو متصف بصفات الكمال التي لا يشابهه فيها سمع المخلوقين وبصرهم وكلامهم ونزولهم واستواؤهم , وهذا الكلام لازم لهم في العقليات وفي تأويل السمعيات ". أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإن من أثبت شيئا ونفى شيئا بالعقل - إذا - ألزم فيما نفاه من الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة نظير ما يلزمه فيما أثبته , ولو طولب بالفرق بين المحذور في هذا وهذا لم يجد بينهما فرقا , ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض - الذين يوجبون فيما نفوه : إما التفويض ; وإما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ - قانون مستقيم , فإذا قيل لهم : لم تأولتم هذا وأقررتم هذا والسؤال فيهما واحد ؟ لم يكن لهم جواب صحيح فهذا تناقضهم في النفي وكذا تناقضهم في الإثبات ; فإن من تأول النصوص على معنى من المعاني التي يثبتها فإنهم إذا صرفوا النص عن المعنى الذي هو مقتضاه إلى معنى آخر : لزمهم في المعنى المصروف إليه ما كان يلزمهم في المعنى المصروف عنه فإذا قال قائل : تأويل محبته ورضاه وغضبه وسخطه : هو إرادته للثواب والعقاب ; كان ما يلزمه في الإرادة نظير ما يلزمه في الحب والمقت والرضا والسخط " .
الطالب : ما في لا يوجد له .
الشيخ : لا ، هذا إعادة لبعد الكلام ، أنا أعدت الفعل لبعد الكلام، ولهذا لا يوجد ، أنا قلت لكم لا يوجد قانون عشان تعرفون أن قانون هذه نائب فاعل يوجد ، وإعادة العامل للبعد بينه وبين المعمول ، هذه واردة في القرآن (( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا )) وش بعده .؟ (( فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب )) المعنى لا تحسبنهم بمفازة ، لكن أعيد العامل من أجل .؟ لبعده ، لأنه ربما ما تدري وش متعلق هذا الشيء ، أي نعم ، على كل حال أنا لا بأس طيب أنكم تلاحظون علي هذه الملاحظة ، هي مقبولة ، لكننا أعدنا هذا من أجل .؟ لأجل أن تعرفوا أن كلمة قانون مستقيم هي نائب فاعل " لا يوجد " ، ومعنى قانون مستقيم ، القانون معناه القاعدة التي يرجع إليها ، ومنه القوانين الوضعية التي يسمونها الناس قوانين ، هي قواعد يرجعون إليها في الأحكام ، فالحاصل أن المراد أن الذين ينفون بعض الصفات ويثبتون بعضا ليس لهم قانون مستقيم ، يعني قاعدة مستقيمة .
" فَإِذَا قِيلَ لَهُمْ : لِمَ تَأَوَّلْتُمْ هَذَا وَأَقْرَرْتُمْ هَذَا وَالسُّؤَالُ فِيهِمَا وَاحِدٌ ؟ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَوَابٌ صَحِيحٌ فَهَذَا تَنَاقُضُهُمْ فِي النَّفْيِ وَكَذَا تَنَاقُضُهُمْ فِي الْإِثْبَاتِ ، فَإِنَّ مَنْ تَأَوَّلَ النُّصُوصَ عَلَى مَعْنًى مِنْ الْمَعَانِي الَّتِي يُثْبِتُهَا فَإِنَّهُمْ إذَا صَرَفُوا النَّصَّ عَنْ الْمَعْنَى الَّذِي هُوَ مُقْتَضَاهُ إلَى مَعْنًى آخَرَ : لَزِمَهُمْ فِي الْمَعْنَى الْمَصْرُوفِ إلَيْهِ مَا كَانَ يَلْزَمُهُمْ فِي الْمَعْنَى الْمَصْرُوفِ عَنْهُ ، فَإِذَا قَالَ قَائِلٌ : تَأْوِيلُ مَحَبَّتِهِ وَرِضَاهُ وَغَضَبِهِ وَسَخَطِهِ هُوَ إرَادَتُهُ لِلثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، كَانَ مَا يَلْزَمُهُ فِي الْإِرَادَةِ نَظِيرَ مَا يَلْزَمُهُ فِي الْحُبِّ وَالْمَقْتِ وَالرِّضَا وَالسَّخَطِ ، وَلَوْ فَسَّرَ ذَلِكَ بِمَفْعُولَاتِهِ وَهُوَ مَا يَخْلُقُهُ مِنْ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ فِي ذَلِكَ نَظِيرُ مَا فَرَّ مِنْهُ ، فَإِنَّ الْفِعْلَ لَا بُدَّ أَنْ يَقُومَ أَوَّلًا بِالْفَاعِلِ ، وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ الْمَفْعُولُ إنَّمَا يَكُونُ عَلَى فِعْلِ مَا يُحِبُّهُ وَيَرْضَاهُ وَيَسْخَطُهُ وَيُبْغِضُهُ الْمُثِيبُ الْمُعَاقِبُ ... فَهُمْ إنْ أَثْبَتُوا الْفِعْلَ عَلَى مِثْلِ الْوَجْهِ الْمَعْقُولِ فِي الشَّاهِدِ لِلْعَبْدِ مَثَّلُوا وَإِنْ أَثْبَتُوهُ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَكَذَلِكَ الصِّفَاتُ " .
أظن هذا واضح أيضا .؟ ليس واضحا .!
الطالب : ... .
الشيخ : طيب هو نفس الذي قلنا لكم قليل ، هو نفس الشيء ،
هم إذا قالوا مثلا لا نثبت المحبة ولا البغض ، وإنما نفسر ذالك بالإرادة ، بإرادة الثواب أو العقاب ، نقول يلزمكم في الإرادة نطير ما يلزمكم في إثبات الحب والبغض ، فأنتم إذا قلتم إن إثبات الحب والبغض لله يقتضي المماثلة ، لأن الحب والبغض من صفات المخلوقين ، قيل لهم والإرادة من صفات المخلوقين ، فيلزم بإثبات الإرادة ، وش يلزمهم .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا ، إثبات المشابه ... لأن المؤلف الآن ينقضهم بالإثبات، نقول لهم إذا زعمتم أن إثبات المحبة يقتضي المماثلة فكذالك إثبات الإرادة يقتضي المماثلة ، وأنتم مثبتون للإرادة ، فيلزم على رأيكم إثبات .؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا يا إخوة ، نحن لسنا نكلمكم بالنفي الآن ، يلزم على رأيكم إثبات التمثيل ، أفهمتم الآن .؟ لأننا ما ألزمكم بما نفوا ، ألزمكم فيما أقروا به ، الكلام في الإثبات الآن ، أنا ألزمكم بالمفسدة فيما أثبتوه ، نعم لكن على رأيكم . شف الآن ما نتكلم لإثبات المحبة ، نتكلم في إلزامهم في ما أقروا به ، وش يلزمهم فيما أقروا به .؟ نظير ما يلزمهم فيما نفوه ، نقول لهم الآن أنتم تقولون إن الله لا يحب ولا يرضى ولا يسخط ، لماذا .؟ لأن إثبات هذا يستلزم التشبيه ، كيف ذلك .؟ قال : لأن الذي يحب ويرضى ويسخط ويغضب هو .؟ المخلوق ، نقول لهم هذا الكلام ليس بصحيح لأننا نقول محبة الخالق تليق به وكذالك غضبه يليق به ، كما مر علينا ، لكن يلزم على كلامكم أيضا أن تجعلوا لله مثيلا ، كيف .؟ لأنكم قلتم إن الله يريد، نقول لكم والإنسان أيضا يريد كما قال تعالى : (( تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ )) (( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة )) فيلزم على قولكم إثبات التمثيل كما زعمتم ، أليس كذلك .؟ طيب إذا انفكوا عن هذا ، قالوا إذا نفسر المحبة والبغض بما ينتج عن ذالك من الثواب والعقاب ، والثواب والعقاب مفعول لله ، يعني يفسرون المحبة بالمفعول ليس بالإرادة ، انتقلوا يعني ، انتقلوا من الإرادة وقالوا دعوا الإرادة ، نفسرها بالمفعولات لا بإرادتها ، وقالوا المراد بالمحبة الثواب ، ليس إرادة الثواب ، والمراد بالبغض العقاب ، الثواب والعقاب مفعول أو صفة للفاعل .؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي مفعول ما فيها شك لأن الثواب إنسان عمل عندي عملا بعشرة ريالات ، وأعطيته عشرة ريالات هذا الثواب ، هذا الثواب من صفتي أو لا .؟ لا ليس من صفتي الإثابة من صفتي ، لكن نفس الثواب مفعول لي وليس من فعلي ، دراهم أعطيتها إياه وراح ، لو كان هذا من صفته لكان معناه يمسكه من مخبأته مثل ما يقولوا ، هذا ما هو من فعله ، هذا الثواب شيء بائن منفصل ، فيقولون نحن نفسر المحبة بالثواب ، والغضب بالعقاب ، لماذا لأجل أن ينفكوا عن ما ألزمناهم به ، يعني قلنا لهم إذا أنتم فسرتم بالإرادة وقعتم بالتشبيه ، قالوا لا ، ننتقل عن هذا التفسير ونفسره بأي شيء .؟ بالثواب والعقاب ، وأظنكم قرأتم في الجلالين في قوله : (( يحبهم ويحبونه )) قال يثيبهم ، فسر المحبة بأي شيء .؟ بالثواب ، فرارا من أنه لو قال يريد ثوابهم لألزم بالإرادة أن يكون ممثلا ، قال ما أقول يريد ، أخلي المحبة ثوابا ، والثواب مفعول بائن ليس من صفة ... .
المؤلف رد عليهم .
14 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإن من أثبت شيئا ونفى شيئا بالعقل - إذا - ألزم فيما نفاه من الصفات التي جاء بها الكتاب والسنة نظير ما يلزمه فيما أثبته , ولو طولب بالفرق بين المحذور في هذا وهذا لم يجد بينهما فرقا , ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض - الذين يوجبون فيما نفوه : إما التفويض ; وإما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ - قانون مستقيم , فإذا قيل لهم : لم تأولتم هذا وأقررتم هذا والسؤال فيهما واحد ؟ لم يكن لهم جواب صحيح فهذا تناقضهم في النفي وكذا تناقضهم في الإثبات ; فإن من تأول النصوص على معنى من المعاني التي يثبتها فإنهم إذا صرفوا النص عن المعنى الذي هو مقتضاه إلى معنى آخر : لزمهم في المعنى المصروف إليه ما كان يلزمهم في المعنى المصروف عنه فإذا قال قائل : تأويل محبته ورضاه وغضبه وسخطه : هو إرادته للثواب والعقاب ; كان ما يلزمه في الإرادة نظير ما يلزمه في الحب والمقت والرضا والسخط " . أستمع حفظ
تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولو فسر ذلك بمفعولاته وهو ما يخلقه من الثواب والعقاب فإنه يلزمه في ذلك نظير ما فر منه فإن الفعل لا بد أن يقوم أولا بالفاعل والثواب والعقاب المفعول إنما يكون على فعل ما يحبه ويرضاه ويسخطه ويبغضه المثيب المعاقب , فهم إن أثبتوا الفعل على مثل الوجه المعقول في الشاهد للعبد مثلوا وإن أثبتوه على خلاف ذلك فكذلك الصفات .".
مرة يقولون المراد بالمحبة إرادة الثواب .
ومرة يقولون المراد بالمحبة نفس الثواب . عرفتم الآن .
الذين فسروا المحبة بإرادة الثواب يلزمهم بالإرادة مثل ما يلزمهم بالمحبة ، إن قالوا إن المحبة تقتضي التمثيل قلنا لهم والإرادة تقتضي التمثيل ، فهمتم أو لا .؟
الذين فسروها بالثواب ، ليس بإرادة الثواب بالثواب نفسه ، لماذا .؟ تخلصا من إلزامهم في الإرادة ما يلزمهم في المحبة ، قال مادام أنكم تلزموننا في الإرادة إذا أثبتنا إرادة أنكم ممثلين ، إذا نترك هذا ، نفسره بأي شيء .؟ بالثواب ، والثواب مفعول ، يعني شيء بائن عند الفاعل ليس صفة له ، أو لا وواضح لكم أن المفعول بائن عن الفاعل.؟
عندما أبني بيتا بنيته وخلصت ورحت ، هذا البيت وش يسمى .؟ يسمى مبنيا ... أليس كذلك .
أقول هذا البيت الآن يسمى مبني يعني مفعول ، هل هو بائن من الباني ، الثواب الذي يثيبه الله تعالى من يحب بائن من الله ، الآن إذا فسروا المحبة بالثواب ، صحيح أنه من حيث الظاهر انفصلت عن الله ، ولا هي من صفاته ، لأن المفعول شيء بائن عن الله ، لكننا نقول لهم : هل يمكن مفعول بدون فعل .؟ ما يمكن يوجد مفعول بدون فعل ، إذا فاتصاف الفاعل بإحداث المفعول لازم على وجود المفعول ، متى وجد المفعول فلابد له من فاعل ، ولا بد للفاعل من فعل ، وحينئذ يكونون أثبتوا لله صفة الفعل ، فنقول لهم أنتم الآن أثبتم لله صفة فعل ، فهل تقولون إن هذا الفعل مثل فعل المخلوقين.؟ لا نقول يلزمهم أن تقولوا ، مادلم أنكم تقولون ما يمكن يوجد صفة للمخلوق تثبت لله إلا وهي مشابهة ، إذا يجب عليكم أن يكون الله تعالى مشابها للمخلوق حيث أثبتم له فعلا ، فصار الآن مهما راحوا إلى أي جهة فإن التمثيل يلحقهم ويلزمهم ، ولا يمكن أن يتخلصوا منه إلا بالرجوع إلى الحق وهو إثبات الصفات الواردة على وجه الحقيقة من غير تمثيل ، أي نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : أي نعم يوصف به ، لا ، هي صفة فعلية ، مثلما نقول إن الله تعالى ... المحيي المميت .
المهم على كل حال يا جماعة فهمتم الآن ، ترى هذه لا تقولوا الآن فهمنا وأنتم ما فهمتم و طبعا تتناقشون فيها سواء في درسنا القادم أو بعده ، لا بد أن تناقشوا .
فصار الذين ينفون بعض الصفات بحجة أن إثباتها يستلزم التشبيه ، وش يلزمهم .؟ يلزمهم فيما أثبتوه ، لأنهم الآن نتكلم معهم في باب الإثبات ، يلزمهم فيما أثبتوه نظير ما يلزمهم فيما نفوه ، كذا أو لا .؟ المحبة قالوا المراد بها إرادة الثواب ، قلنا لهم يلزمكم التمثيل إذا فسرتموها بالإرادة ، لماذا .؟ لأن للمخلوق إرادة ، وأنتم ما فررتم من وصفه بالمحبة إلا حيث إن المخلوق له محبة ، تقولون إثبات المحبة يستلزم التمثيل ، نقول إثبات الإرادة يستلزم التمثيل على رأيكم ، عدلوا عن هذا وقالوا نفسر المحبة بالثواب ، والثواب شيء منفصل أو لا .؟ الثواب شيء منفصل عن المثيب ، فهو أمر بائن منه ، فلا تلزموننا الآن بالتمثيل لأننا فسرناه بالثواب وهو منفصل عنه ، ماذا نقول لهم .؟ نقول طيب الثواب مفعول أو لا .؟ يعني الله هو المثيب لهم فهو مفعول ، والمفعول لابد له من فاعل ، والفاعل يقوم به الفعل ، فلا يمكن يوجد مفعول إلا وقد قام الفعل بالفاعل قبل وجود المفعول أو لا.؟ فإذا يلزمكم الآن التمثيل حيث أثبتم أن لله فعلا ، فإن للمخلوق أيضا فعلا ، (( كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون )) فأنتم الآن وقعتم في التمثيل ، إذا وش يسوون الآن .؟ لهم مفر أو لا .؟ ما لهم مفر مهما راحوا ، جميع المأولين المحرفين لدلالة الكتاب والسنة في صفات الله وأسمائه مهما فروا فإنهم واقعون ، وش نقول .؟ في نظير ما فروا منه ، ما يمكن يتخلصون أبدا إلا إذا أثبتوا حقيقة .
طيب يقول : " فَهُمْ إنْ أَثْبَتُوا الْفِعْلَ عَلَى مِثْلِ الْوَجْهِ الْمَعْقُولِ فِي الشَّاهِدِ لِلْعَبْدِ مَثَّلُوا ، وَإِنْ أَثْبَتُوهُ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَكَذَلِكَ الصِّفَاتُ " . إن قالوا أن الفعل مثل فعل المخلوق ، ويلزمهم أن يقولا بهذا ، وش يصير هذا .؟
الطالب : تمثيل .
الشيخ : طيب وإن قالوا لا ، الفعل على غير الوجه المعروف عند العبد ، نقول كذلك أيضا الصفات ، يقول : " وَإِنْ أَثْبَتُوهُ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَكَذَلِكَ الصِّفَاتُ " ، والله أعلم .
15 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية : " ولو فسر ذلك بمفعولاته وهو ما يخلقه من الثواب والعقاب فإنه يلزمه في ذلك نظير ما فر منه فإن الفعل لا بد أن يقوم أولا بالفاعل والثواب والعقاب المفعول إنما يكون على فعل ما يحبه ويرضاه ويسخطه ويبغضه المثيب المعاقب , فهم إن أثبتوا الفعل على مثل الوجه المعقول في الشاهد للعبد مثلوا وإن أثبتوه على خلاف ذلك فكذلك الصفات .". أستمع حفظ