شرح قرة عيون الموحدين-55
الشيخ صالح الفوزان
قرة عيون الموحدين
الحجم ( 4.36 ميغابايت )
التنزيل ( 1000 )
الإستماع ( 130 )


8 - " قوله : ( قال ابن عمر : والذي نفس ابن عمر بيده ) : حديث ابن عمر هذا أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه ، عن يحيى بن يعمر قال كان أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين، فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر . فوفق الله لنا عبد الله بن عمر داخلا في المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي، فقلت: أبا عبد الرحمن ! إنه ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن، ويتقفرون العلم ، يزعمون أن لا قدر والأمر أنف . فقال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر ، لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه، حتى يؤمن بالقدر . ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال : يا محمد ! أخبرني عن الإسلام، قال : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال : صدقت . قال : فعجبنا له !يسأله ويصدقه، قال : فأخبرني عن الإيمان، قال : أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان، قال : أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال : فأخبرني عن الساعة، قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، قال : فأخبرني عن أماراتها، قال : أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، قال : فانطلق، فلبثنا مليا، ثم قال : يا عمر أتدري من السائل ، قلت : الله ورسوله أعلم، قال : إنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ) " أستمع حفظ

9 - " قوله : ( عن عبادة بن الصامت ) : حديثه هذا رواه أبو داود، ورواه الإمام أحمد بكماله قال : حدثنا الحسن بن سوار حدثنا ليث عن معاوية عن أيوب بن زياد حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة حدثني أبي قال : ( دخلت على عبادة وهو مريض أتخايل فيه الموت، فقلت : يا أبتاه ! أوصني واجتهد لي . فقال : أجلسوني . قال : يا بني إنك لن تطعم طعم الإيمان، ولن تبلغ حق حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره . قلت : يا أبتاه وكيف أعلم ما خير القدر وشره ؟ قال : تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول ما خلق الله القلم فقال له : اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ، . يا بني إن مت ولست على ذلك دخلت النار ) رواه الترمذي بسنده المتصل إلى عطاء بن أبي رباح " أستمع حفظ

14 - " ولفظ أبي داود قال : ( لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم، لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار . فأتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك، ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك، ثم أتيت زيد بن ثابت، فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك . أخرجه ابن ماجه " أستمع حفظ