سلسلة الهدى والنور-180
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
حوار بين الشيخ وبين طلابه في مناظرة جرت بين الشيخ علي حسن وعبد الرحمن السقاف ( على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية ) .
الشيخ علي الحلبي : ... يقلب المسألة عن ظهر قلب يعني يقلبها علينا ، فقال فقرأ علينا كلام ابن أبي العز الحنفي في شرح حديث عمران بن حصين ، وأن شرح حديث عمران بن حصين له قولان :
القول الأول : أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن هذا العالم المشاهد ، والقول الثاني : أنه سئل عن أصل الخلق ، فقال : فأجابهم عن هذا العالم المشاهد لا عن أصل الخلق ، فأراد ينزل الكلام الذي قلناه على هذا الكلام بأن كل كلام شيخ الإسلام عن هذا العالم وليس عن أصل الخلق ، شايف شيخنا فنحن قلنا له : لا هذا الكلام ، يعني هذا الكلام أنت تلزمه ، فيه إلزام وهو يبحث عن مسألة جزئية هنا ، هناك لا يبحث في مسألة جزئية يبحث في مسألة كلية ، هنا يبحث في شرح هذا الحديث أنه هل سئل هنا عن هذا العالم أو عن أصل الخلق ، فرجح والمسألة فيها خلاف ، أما المسألة الأصلية التي جاءت فيها النصوص عامة وصريحة فهي أن كل ما سوى الله مخلوق ، وكل من ألفاظ العموم ، يأتي فيها هذا العالم المشاهد وما قبله وما بعده إلى آخره ، فأنهى الجلسة طبعا الحكم بقوله : إنه لابد لتوضيح هذا الأمر من الإتيان بألفاظ تبين أن النوع حادث ومخلوق كما أن الأعيان أو الأطفال حادثة ومخلوقة ، طبعا وقبل ذلك كان قد قال : إن النصوص التي جابها علي نصوص قوية وصريحة وكذا ، لكن تظل تلك النصوص مشكلة ، فقمت قلت له قبل في موضع كلام ذكر مثل هذا الشيء قبل أن ننهي الجلسة ، قلت له : سبحان الله طالما أنها نصوص صريحة وتلك نصوص تقول عنها مشكلة ، فالأصل تنزيل الصريح على المشكل أو العكس .؟! لكن سبحان الله كما يقال : فوت هذه كما فوتها في نهاية الجلسة ، ففي خلال يعني هذه الأيام شيخنا أو بالأحرى خلال يوم ، يعني أنا ما استطعت إلا اليوم جمعت عدة قضايا من كلام شيخ الإسلام رحمة الله تعالى عليه .
القول الأول : أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن هذا العالم المشاهد ، والقول الثاني : أنه سئل عن أصل الخلق ، فقال : فأجابهم عن هذا العالم المشاهد لا عن أصل الخلق ، فأراد ينزل الكلام الذي قلناه على هذا الكلام بأن كل كلام شيخ الإسلام عن هذا العالم وليس عن أصل الخلق ، شايف شيخنا فنحن قلنا له : لا هذا الكلام ، يعني هذا الكلام أنت تلزمه ، فيه إلزام وهو يبحث عن مسألة جزئية هنا ، هناك لا يبحث في مسألة جزئية يبحث في مسألة كلية ، هنا يبحث في شرح هذا الحديث أنه هل سئل هنا عن هذا العالم أو عن أصل الخلق ، فرجح والمسألة فيها خلاف ، أما المسألة الأصلية التي جاءت فيها النصوص عامة وصريحة فهي أن كل ما سوى الله مخلوق ، وكل من ألفاظ العموم ، يأتي فيها هذا العالم المشاهد وما قبله وما بعده إلى آخره ، فأنهى الجلسة طبعا الحكم بقوله : إنه لابد لتوضيح هذا الأمر من الإتيان بألفاظ تبين أن النوع حادث ومخلوق كما أن الأعيان أو الأطفال حادثة ومخلوقة ، طبعا وقبل ذلك كان قد قال : إن النصوص التي جابها علي نصوص قوية وصريحة وكذا ، لكن تظل تلك النصوص مشكلة ، فقمت قلت له قبل في موضع كلام ذكر مثل هذا الشيء قبل أن ننهي الجلسة ، قلت له : سبحان الله طالما أنها نصوص صريحة وتلك نصوص تقول عنها مشكلة ، فالأصل تنزيل الصريح على المشكل أو العكس .؟! لكن سبحان الله كما يقال : فوت هذه كما فوتها في نهاية الجلسة ، ففي خلال يعني هذه الأيام شيخنا أو بالأحرى خلال يوم ، يعني أنا ما استطعت إلا اليوم جمعت عدة قضايا من كلام شيخ الإسلام رحمة الله تعالى عليه .
1 - حوار بين الشيخ وبين طلابه في مناظرة جرت بين الشيخ علي حسن وعبد الرحمن السقاف ( على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية ) . أستمع حفظ
ما قصد شيخ الإسلام بالقدم بالنوع وأنه ليس هناك أول مخلوق .؟
الشيخ : يعني هو شو يدعي على ابن تيمية ؟ .
الحلبي : أنه يقول بالقدم النوعي ، يعني يفسر هذا القول ...
الشيخ : معليش هو شو يفهم من القدم النوعي ؟ .
الحلبي : بأن هذا العالم مسبوق بعالم قبله ، وهذا العالم مسبوق بعالم قبله إلى ما لا نهاية من العوالم .
الشيخ : طيب شو الإشكال الذي عنده على ابن تيمية ؟ .
الحلبي : أن هذا الكلام يؤدي إلى قدم إلى قديم مع الله .
الشيخ : هذا الكلام الذي هو ينقله أليس هو كلام ابن تيمية ؟ .
الحلبي : إنه .؟
الشيخ : ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق .
الحلبي : هو طبعا كلام ابن تيمية .
الشيخ : طيب إذا شو احتجاج هذا الرجل على ابن تيمية ؟ هل يقول ابن تيمية بأن هناك مخلوق أزلي مع الله .؟
الحلبي : لا ، ما يقول بهذا ، لكن هو جمع بين قولين فوصل بها إلى هذه النتيجة التي استنبط منها هذا الكلام .
الشيخ : يعني كلام ابن تيمية هو موضع الاستنباط ؟ .
الحلبي : طبعا .
الشيخ : كيف طبعا ؟ .
الحلبي : طبعا بالنسبة له ليس بالنسبة لنا ، هو كل كلامه استنباط شيخنا ، ما أتى بنصوص صريحة .
وفيق : هو يقصد أن شيخ ابن تيمية يقول بأزلية نوع المخلوقات هذا الذي يقوله ، لكن هو لم يستطع أنه يأتي بنص صريح على هذا الكلام إنما نصوص قد يفهم منها هذا الكلام .
الشيخ : كلام ابن تيمية إذا جمعناه يطلع أنه هو لا يقول بأزل النوع ، لكن يقول بأنه ليس هناك أول مخلوق ، لكن يقول : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، طيب هذا رأيتموه من كلامه ؟ .
وفيق : كثير .
الشيخ : طيب شو موقف هذا الخصم تجاه هذا الكلام ؟ .
السائل : المراوغة ... .
الشيخ : طيب شو الفائدة من المناقشة .؟ مادام كلام ابن تيمية صريح في أنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، لكن الحقيقة ابن تيمية دخل في موضوع أشبه ما يكون بالفلسفة ، كلام ابن تيمية ينقسم إلى قسمين فيما أفهم :
قسم يمشي مع الشرع في حدود فهمنا ، قسم يمشي مع الفلسفة التي لا تعقل ، الذي يمشي مع الشرع أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وأي مخلوق فهو مسبوق بالعدم ، فحينئذ يختلف الأمر عن الذات الإلهية كل الاختلاف ، فهو خصمكم هذا إذا يتمسك بماذا ؟ إذا يريد يتمسك بقدم النوع ابن تيمية فسر شو المقصود بقدم النوع ، أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق وقبله مخلوق وهكذا إلى ما لا أول له ، هذا كلام لا يفهم طبعا ، منطقيا لا يفهم ، لكن هذا لا يكفر لأنه يصرح بأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، فمن هنا يختلف المخلوق عن الخالق عند ابن تيمية تمام الاختلاف ، وهذا أمر بديهي جدا بالنسبة لعقيدة ابن تيمية ، فالمسألة لا تحتاج إلى كل هذه المجادلة إذا كان الرجل يريد الإنصاف ، أما إذا كان يريد المجادلة بالباطل فهذا ليس له نهاية ، ابن تيمية يقول ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، لكن هو يقول لك ما له أول ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق
السائل : كيف نجمع بين هذا الكلام شيخنا وبين كلامه بأن أول المخلوقات العرش ؟ .
الشيخ : من .؟
السائل : شيخ الإسلام .
الشيخ : لا ، ابن تيمية ما يقول أول مخلوق العرش ، هو بحكي حكاية ، وهذا نحن ننقض كلامه بهذا الكلام ، ابن تيمية يحكي عن العلماء اختلافهم في أول مخلوق ، منهم من يقول العرش ، ومنهم من يقول القلم ، لكن هو لا يقول بأول مخلوق ، ومن هنا جاءت مشكلته .
وفيق : بس أستاذي ترجيحه شيخنا ، ترجيح صريح ، هو يقول : وهذا ما عليه جمهور السلف .
الشيخ : صحيح ، لكن لما يقول لك : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق .
الحلبي : نحن هنا الإشكال الوحيد الآن الذي عندنا .
الشيخ : لا ، أخي هذا ليس إشكال ، أنتم امسكوا كلمته : " ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم " أنا علقت على أظن ... ، المهم يعني علقت وقلت هذا يناقض القول بأنه ليس هناك أول مخلوق .
الحلبي : استدلوا بهذا القول علينا يوم الجلسة ، قالوا حتى الشيخ فهم فهمنا في قضية ...
السائل : قال حتى الشيخ ناصر في السلسلة الصحيحة فهم خلاف فهمك يا شيخ علي في هذا البحث .
الشيخ : أنت شو فهمك الذي يتهمك به ؟.
الحلبي : نحن قضية أنه ما من مخلوق إلا قبله مخلوق ، ما طرحناها حينئذ ، طرحنا قضية القدم النوعي .
الشيخ : نحن ما يهمنا شو صار بينكم وبينه ، نحن يهمنا أنه نشوف أنتم وين الخلاف بينكم وبين هذا الرجل .؟
وفيق : شيخنا أنا بدي أحكي شغلة ، عارفين دقتك في البحث .
الشيخ : تفضل .
وفيق : لذلك أنا رتبت البحث على هذا الترتيب ... أول شيء : كنا بدنا نقرأ بعض النصوص لكن الحمد لله معروفة عندكم ، الشيء الثاني : ما معنى القدم النوعي في فهم الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله .
الشيخ : يضحك الشيخ رحمه الله ، أخي هذا التعبير وجدتموه في القرآن ؟ .
وفيق : لا .
الشيخ : طيب ليش أنتم تحشروا أنفسكم في مأزق ، وبعدين تحاولوا تتخلصوا منه ، القدم النوعي اصطلاحا لابن تيمية ، عرفت كيف ، يعني به ما ذكرناه آنفا : " ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق " وهكذا إلى ما لا أول .
وفيق : طيب ، نحن الآن عندنا فهم لقضية القدم النوعي .
الشيخ : معليش تفضل .
وفيق : نحن عندنا ملاحظة حول نصوص ابن تيمية رحمه الله ، في أكثر من موضع سواء في الدرء أو في المنهاج أو في الفتاوى ، وجدنا أنه ـ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ يربط كلامه في قضية النوع بالمشيئة والإرادة ، ففهمنا نحن أن قصد ابن تيمية رحمه الله بالقدم النوعي هو ربط الفعل بمشيئة الله وقدرته جل وعلا ، لا أن هناك يعني شيئا محدثا مع الله سبحانه وتعالى قديما بقدم الله ، إنما قدم النوع يعني اتصاف ربنا جل وعلا بالمشيئة والقدرة الأزلية القديمة .
الشيخ : اسمح لي ، هل في حدود هذا الفهم الذي أنت فهمته ، هل هناك خلاف بين ابن تيمية وغيره ؟.
وفيق : خلاف بين ابن تيمية وغيره .؟ ما أظن .
الشيخ : إذا ؟.
وفيق : يعني هل هذا التفسير منا ، فهمنا للقدم النوعي عند شيخ الإسلام ابن تيمية أنه من حيث تعلق الخلق بالمشيئة والإرادة ، فهو إذا أطلق هذه العبارة فإنما يقصد بها المشيئة والإرادة القديمة بقدم الله إن صح التعبير .
الحلبي : لأنها من صفاته إن صح التعبير .
الشيخ : لا ، هذا رجعت لصفة الله أنت ، بينما البحث في أثر صفة الله ، الله من صفته الخالق ، والبحث هو في أثر صفة الله الذي هو الخلق والمخلوق .
وفيق : نعم .
الشيخ : طيب ، وهذا الكلام الذي أنت تقوله ، نحن من حججنا على ابن تيمية أن الله يخلق متى شاء ، وهو يقول إنه إذا قلنا أول مخلوق معناه ـ عم أقول لك كلام فلسفي ما كان لابن تيمية يعني من اللائق أنه يتعمق هذا التعمق ـ إذا قلنا هذا أول مخلوق فمعناه أنه حددنا أولية الله عز وجل ، لأنه لما تقول أول مخلوق كم مضى على الله عز وجل من ملايين ملايين لا يعد ولا يحصى من سنين وهو غير متصف فعلا بصفة الخالقية . وهذا الذي أنتم تفهموه .؟
وفيق : هذا ما يرده شيخ الإسلام ابن تيمية في فهمنا نحن .
الشيخ : اسمح لي بدك تتعلم الصبر ـ يضحك الشيخ رحمه الله ـ كيف يعني الذي يفهم من كلام ابن تيمية ؟ . وفيق : يعني معليش أقرأ لك هذه العبارة الموهمة ...
الشيخ : معليش ، بس فهمت علي أنا الذي أقوله أنك تقول هذا الذي فهمناه من ابن تيمية ، ابن تيمية يقول ـ هذه باقية أنا في ذهني من قديم ـ : أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وهكذا إلى ما لا بداية ، وأننا إذا قلنا هنا البداية ، معناه تحددت أزلية الله عز وجل .
وفيق : نعم .
الشيخ : شلون تقولوا .؟
وفيق : هذا الذي يقوله شيخ الإسلام .
الشيخ : طيب ، فإذا شلون تفسر أنت كلامه ؟ .
وفيق : أفسر كلامه أنا بهذا القول : بأن ابن تيمية حينما يقصد معنى بداية لأوله هي صفات الله سبحانه وتعالى المشيئة والإرادة .
الحلبي : المنبثقة منها المخلوقات .
الشيخ : لا ، لا ، يا أخي بينما تبحث في المخلوق وإذا بك تعود إلى صفة الخالق .
الحلبي : هو عنده ربط شيخ الإسلام ابن تيمية في هاتين القضيتين في كثير من المواضع شيخنا .
الشيخ : معليش فيه ربط ، فمعناه حينئذ أنه يعني ليس هناك زمن يعني مضى ولو لحظات الله عز وجل لم يخلق شيئا ؟ .
الحلبي : معليش شيخنا هذا الكلام فلنفرض أنه صحيح بل هو صحيح ، لكن شيخ الإسلام عنده أن الفاعل الذي يصدر عنه المفعول لا يقتضي مساواته بالفاعل ، بل كل مفعول متأخر عن الفاعل ، فهذا ينقض قضية أنه سيأتي بأثره .
وفيق : يا شيخ علي لو تسمح لي أقرأ العبارة على الشيخ ، هذه التي نحن ... يقول في شرح حديث عمران : " ... فالأثر معناه عدم الأولية ، ليس الأزل شيئا محدودا فقولنا لم يزل قادرا بمنزلة قولنا هو قادر دائما ، وكونه قادرا وصف دائم لا ابتداء له فكذلك إذا قيل ".
الشيخ : هنا يتكلم عن الصفة القائمة في ذاته .
وفيق : في ذات الله ، نعم : " فكذلك إذا قيل : لم يزل متكلما إذا شاء ولم يزل يفعل ما شاء يقتضي دوام كونه متكلما وفاعلا بمشيئته وقدرته ، وإذا ظن الظان أن هذا يقتضي قدم شيء معه كان من فساد تصوره ، فإنه إذا كان خالق كل شيء ، وكل ما سواه مخلوق مسبوق بالعدم ، فليس معه شيء قديم بقدمه ، وإذا قيل : لم يزل يخلق كان معناه لم يزل يخلق مخلوقا بعد مخلوق كما لا يزال في الأبد يخلق مخلوقا بعد مخلوق ، ننفي ما ننفيه من الحوادث والحركات شيئا بعد شيء ، وليس في ذلك إلا وصفه بدوام الفعل لا بأن معه مفعولا من المفعولات بعينه ".
الشيخ : طيب شلون فيها هذه ، شو تفهم من هذا ؟ .
وفيق : نحن نفهم من هذا شيخنا أن أصل الصفة المتعلقة بالله سبحانه وتعالى المشيئة والإرادة وصفة الخلق أيضا وصفة البارئ الخالق إلى آخره يعني صفة أزلية مع الله سبحانه وتعالى استحقها ...
الشيخ : ما في خلاف ولا هذا موضع بحثنا .
وفيق : نعم ربما إذا أكملت يأتي الموضع ، استحقها سبحان وتعالى لأنه يستحقها ، لم يكن استحقاق الله سبحانه وتعالى لها عندما باشر الخلق صار خالقا ، هذا ما أفهمه من هذا الكلام .
الشيخ : كويس ، هذا يقابله من علماء الكلام : هو قادر متمكن ، وليس من الضروري أن يكون بالفعل .
الحلبي : بالقوة ، بالقوة .
الشيخ : بالقوة ، أحسنت ، هذا شرح لهذه الكلمة التي يقولها علماء التوحيد ، لكن أين نقطة الإشكال ؟ يعني هذا الكلام المتعلق بذات الله وبصفته صفة الخلقية والكلامية ونحو ذلك ، ما فيه أي إشكال ، يعني هذا الكلام نفسه صاحبكم ما يخالفكم فيه ، صحيح أم لا ؟
وفيق : نعم .
الشيخ : لأن البحث في صفة من صفات الله الأزلية التي لا أول لها بإجماع المسلمين ، طيب هذا ليس موضع خلاف ، ليش نحن نقول إن هذا ليس موضع خلاف ؟ .
وفيق : لكن هو يخالفنا إذا قلنا أن مقصود ابن تيمية بالقدم النوعي تعلق الخلق بالمشيئة والإرادة ، إذا قلنا هذا الكلام هو يقول ليس هذا مقصود ابن تيمية .
الشيخ : يا أخي الآن نحن كفرنا بكلمة القدم النوعي ، كفرنا شيء .؟ .
وفيق : لا .
الشيخ : نحن نريد أن نرى ما هو المأخذ بلغتنا نحن ولغته هو ، ما هو المأخذ على ابن تيمية ؟ في إشكال في هذا الطرح في هذا الكلام .
وفيق : ما في إشكال .
الشيخ : طيب ، شو إشكاله هو إذا ؟ بلغتنا نحن وبتفاهمنا مع بعضنا البعض .
وفيق : هو يقول أن ابن تيمية يثبت قديما مع الله ، هو المادة أو النوع الذي خلقه ...
الشيخ : قديما مع الله له أول ؟ مسبوق بالعدم أم لا ؟ .
وفيق : لا ما يقول هذا ، يقول أزلي .
الشيخ : طيب ابن تيمية يقول بهذا .
الحلبي : مسبوق بعدم .
الشيخ : ابن تيمية يقول بهذا ، ولذلك فليس له مأخذ على ابن تيمية .
الحلبي : هي قضية تصور كل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله إلى ما لا أول له ، هو هذا تصوره أصعب شيء وهي لا تتصور .
الشيخ : ليش أنا عم أقول لك فلسفة هذه.؟!
الحلبي : نعم ، هي هذه الوحيدة التي لا تتصور .
وفيق : كما قلت يا شيخنا : جاء بما تحار به العقول .
الشيخ : هذا هو ، فنحن شو بدنا يا أخي .؟ بدنا وظيفتنا الآن أنه نخلص ابن تيمية من تكفير هؤلاء ، بماذا ؟ بالحق وليس بالباطل ، ولا بالتعصب له لأننا لسنا تيميين ، ما هو الحق ؟ هو قوله في أكثر من كتاب وهنا يترشح منه أيضا : أنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، لكن الله عز وجل ليس كذلك .
وفيق : لأنه الخالق .
الشيخ : فإذا ليس له مأخذ على كلام ابن تيمية سوى ما لا يفهم من كلامه أو لا يعقل كما قلنا ، وهي الفلسفة التي يعني أشغل العالم كله ابن تيمية من زمانه إلى اليوم ما بين مكفر له وما بين قائل ليته لم يقل هذه الكلمة ، شايف .؟ هنا شو يقول أن الخالق بالمشيئة وأيش ؟ .
وفيق : نعم : " يقتضي دوام كونه متكلما وفاعلا بمشيئته وقدرته ".
الشيخ : إذا هو يتكلم متى شاء ، صح .؟
الحلبي : طبعا .
وفيق : نعم كيفما شاء .
الشيخ : لا ، مش بحثنا الآن كيفما شاء ، لأنه مش بالكيفية بل بالزمن ، فهو يتكلم متى شاء ويخلق متى شاء ، ابن تيمية مش هاضم الكلام هذا ؟ هذه مشكلة ، ابن تيمية ما يهضم أبدا أن يقال بأول مخلوق ، لأنه بس تقول أول مخلوق فأنت تعطل الله ، تعطل صفة الخالقية من صفات الله عزوجل .
السائل : يعني رأي ابن تيمية أن الله سبحانه وتعالى لم يزل معطلا عن صفة الخالقية حتى خلق ؟ .
الشيخ : أي نعم .
السائل : هذا ينفيه شيخ الإسلام .
الحلبي : ينكره إنكار كبير جدا .
الشيخ : ينكره أنا عارف .
السائل : لذلك يثبت العكس .
اشيخ : لا اسمح لي ينكره لأنه يقول بلازمه ، يعني يقول : ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق وهكذا إلى ما لا أول ، لماذا ؟ لأنه لم يزل خالقا ، يعني هو يتصور لم يزل خالقا أنه دائما كل لحظة كل لحظة ليس خالقا ، كما أنه يتصور أنه لم يزل متكلما أنه هو كل لحظة متكلما ، بينما نحن نفهم يتكلم متى شاء ، وكذلك يخلق متى شاء .
الحلبي : شيخنا لو أردنا دقة البحث إلى وجهة أخرى .
الشيخ : هات نشوف .
سائل آخر : لو سمحت ، رأي ابن تيمية رحمه الله ينقل عن المتكلمين قولهم : إن الله سبحانه وتعالى لم يزل معطلا عن الخلق حتى خلق ، فقابلهم بهذا المقابل الفلاسفة الذين قالوا بقدم العالم ، فقالوا لم يزل الله سبحانه وتعالى معطلا ، فيستحيل أن يكون معطلا ثم يخلق ، فقالوا بقدم الخلق ، وهو القدم العيني بالدهر ، هو ينقل رأي المتكلمين ورأي الفلاسفة الدهريين ، فهو ينقل عن المتكلمين ويرده ، أن الله سبحانه وتعالى لم يزل معطلا عن الخلق حتى خلق ، هذا ينكره ابن تيمية إنكارا تاما ، في شرح حديث النزول وفي شرح حديث عمران بن حصين .
الشيخ : معليش شو العكس ؟ هذا ينكره فما الذي يقره ؟ .
السائل : يقول أن الله سبحانه وتعالى خالق ليس لأنه خلق ، وإنما هو خالق لاتصافه بصفة الخالق .
الشيخ : صحيح ...
الحلبي : ولقدرته على الخلق .
السائل : ولقدرته على الخلق .
الشيخ : يعني هو ما اكتسب صفة الخالقية لما خلق .
السائل : هو لاتصافه بها أزلا وقدرته عليها واستحقاقه لها .
الشيخ : هو هذا ، لما نحن ذكرنا آنفا علماء الكلام أنه هو خالق بالقدرة شو معناها ؟ يعني بالقوة ، يعني معناه أنه كان خالقا قبل أن يخلق ، لكن ابن تيمية لا يكتفي بهذا المقدار ، وإنما يضيف إلى أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا أول له ، فهو رده على الفلاسفة يأتي من هذا التفصيل ، وليس بمجرد قوله أنه كان الله خالقا بالقوة ثم خلق ، يعني كلمة ثم خلق مشكلة عنده ، ثم التي تفيد التراخي الزمني ...
هذا مشكل عنده ، يعني أنت الآن خلينا نكون صريحين لما تأتي تحكي كلام ابن تيمية هاضم ماذا يقول ؟ .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب هل يعني ما نقلناه آنفا " ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق وكل مخلوق مسبوق بالعدم " أليس يعني هذا ؟ .
السائل : هو هذا الكلام ...
الشيخ : عفوا سين جيم ، يعني هذا أو لا ؟ .
السائل : أنا في رأيي أنه لا يعني ذلك .
الشيخ : إذا ماذا يعني ؟ .
السائل : هذا الكلام جاء به شيخ الإسلام من باب ...
الشيخ : عفوا خير الكلام ما قل ودل ، لا يعني هذا ، ماذا يعني .؟
السائل : أن هذا جائز عقلا عنده .
الشيخ : إيش هو الجائز عقلا . ؟ نحن نتكلم عن الجائز عقلا أو عن الواقع فعلا ؟ .
وفيق : عن مصالحه .
الشيخ : هو يتكلم عن الواقع أو يتكلم عن الجائز العقلي ؟ .
السائل : في كلامه أن ذلك جائز عقلا وليس واقعا .
الشيخ : يعني قوله : : ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق " هذا جائز عقلا غير واقع ؟ .
السائل : نعم .
الشيخ : لا ، غلطان أنت ، هذه عقيدة ابن تيمية وإلا شو الفرق بينه وبين الآخرين .؟
الحلبي : هو في هنا كلمة هنا من كلام شيخ الإسلام تؤيد كلام أخونا سليم ، يقول : " والثالث قول من يقول في بإمكان وجود ...
الشيخ : لحظة شوية ، خلينا نسمع من الأخ الصبور هنا ؟ .
الحلبي : أنه يقول بالقدم النوعي ، يعني يفسر هذا القول ...
الشيخ : معليش هو شو يفهم من القدم النوعي ؟ .
الحلبي : بأن هذا العالم مسبوق بعالم قبله ، وهذا العالم مسبوق بعالم قبله إلى ما لا نهاية من العوالم .
الشيخ : طيب شو الإشكال الذي عنده على ابن تيمية ؟ .
الحلبي : أن هذا الكلام يؤدي إلى قدم إلى قديم مع الله .
الشيخ : هذا الكلام الذي هو ينقله أليس هو كلام ابن تيمية ؟ .
الحلبي : إنه .؟
الشيخ : ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق .
الحلبي : هو طبعا كلام ابن تيمية .
الشيخ : طيب إذا شو احتجاج هذا الرجل على ابن تيمية ؟ هل يقول ابن تيمية بأن هناك مخلوق أزلي مع الله .؟
الحلبي : لا ، ما يقول بهذا ، لكن هو جمع بين قولين فوصل بها إلى هذه النتيجة التي استنبط منها هذا الكلام .
الشيخ : يعني كلام ابن تيمية هو موضع الاستنباط ؟ .
الحلبي : طبعا .
الشيخ : كيف طبعا ؟ .
الحلبي : طبعا بالنسبة له ليس بالنسبة لنا ، هو كل كلامه استنباط شيخنا ، ما أتى بنصوص صريحة .
وفيق : هو يقصد أن شيخ ابن تيمية يقول بأزلية نوع المخلوقات هذا الذي يقوله ، لكن هو لم يستطع أنه يأتي بنص صريح على هذا الكلام إنما نصوص قد يفهم منها هذا الكلام .
الشيخ : كلام ابن تيمية إذا جمعناه يطلع أنه هو لا يقول بأزل النوع ، لكن يقول بأنه ليس هناك أول مخلوق ، لكن يقول : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، طيب هذا رأيتموه من كلامه ؟ .
وفيق : كثير .
الشيخ : طيب شو موقف هذا الخصم تجاه هذا الكلام ؟ .
السائل : المراوغة ... .
الشيخ : طيب شو الفائدة من المناقشة .؟ مادام كلام ابن تيمية صريح في أنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، لكن الحقيقة ابن تيمية دخل في موضوع أشبه ما يكون بالفلسفة ، كلام ابن تيمية ينقسم إلى قسمين فيما أفهم :
قسم يمشي مع الشرع في حدود فهمنا ، قسم يمشي مع الفلسفة التي لا تعقل ، الذي يمشي مع الشرع أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وأي مخلوق فهو مسبوق بالعدم ، فحينئذ يختلف الأمر عن الذات الإلهية كل الاختلاف ، فهو خصمكم هذا إذا يتمسك بماذا ؟ إذا يريد يتمسك بقدم النوع ابن تيمية فسر شو المقصود بقدم النوع ، أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق وقبله مخلوق وهكذا إلى ما لا أول له ، هذا كلام لا يفهم طبعا ، منطقيا لا يفهم ، لكن هذا لا يكفر لأنه يصرح بأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، فمن هنا يختلف المخلوق عن الخالق عند ابن تيمية تمام الاختلاف ، وهذا أمر بديهي جدا بالنسبة لعقيدة ابن تيمية ، فالمسألة لا تحتاج إلى كل هذه المجادلة إذا كان الرجل يريد الإنصاف ، أما إذا كان يريد المجادلة بالباطل فهذا ليس له نهاية ، ابن تيمية يقول ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، لكن هو يقول لك ما له أول ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق
السائل : كيف نجمع بين هذا الكلام شيخنا وبين كلامه بأن أول المخلوقات العرش ؟ .
الشيخ : من .؟
السائل : شيخ الإسلام .
الشيخ : لا ، ابن تيمية ما يقول أول مخلوق العرش ، هو بحكي حكاية ، وهذا نحن ننقض كلامه بهذا الكلام ، ابن تيمية يحكي عن العلماء اختلافهم في أول مخلوق ، منهم من يقول العرش ، ومنهم من يقول القلم ، لكن هو لا يقول بأول مخلوق ، ومن هنا جاءت مشكلته .
وفيق : بس أستاذي ترجيحه شيخنا ، ترجيح صريح ، هو يقول : وهذا ما عليه جمهور السلف .
الشيخ : صحيح ، لكن لما يقول لك : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق .
الحلبي : نحن هنا الإشكال الوحيد الآن الذي عندنا .
الشيخ : لا ، أخي هذا ليس إشكال ، أنتم امسكوا كلمته : " ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم " أنا علقت على أظن ... ، المهم يعني علقت وقلت هذا يناقض القول بأنه ليس هناك أول مخلوق .
الحلبي : استدلوا بهذا القول علينا يوم الجلسة ، قالوا حتى الشيخ فهم فهمنا في قضية ...
السائل : قال حتى الشيخ ناصر في السلسلة الصحيحة فهم خلاف فهمك يا شيخ علي في هذا البحث .
الشيخ : أنت شو فهمك الذي يتهمك به ؟.
الحلبي : نحن قضية أنه ما من مخلوق إلا قبله مخلوق ، ما طرحناها حينئذ ، طرحنا قضية القدم النوعي .
الشيخ : نحن ما يهمنا شو صار بينكم وبينه ، نحن يهمنا أنه نشوف أنتم وين الخلاف بينكم وبين هذا الرجل .؟
وفيق : شيخنا أنا بدي أحكي شغلة ، عارفين دقتك في البحث .
الشيخ : تفضل .
وفيق : لذلك أنا رتبت البحث على هذا الترتيب ... أول شيء : كنا بدنا نقرأ بعض النصوص لكن الحمد لله معروفة عندكم ، الشيء الثاني : ما معنى القدم النوعي في فهم الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله .
الشيخ : يضحك الشيخ رحمه الله ، أخي هذا التعبير وجدتموه في القرآن ؟ .
وفيق : لا .
الشيخ : طيب ليش أنتم تحشروا أنفسكم في مأزق ، وبعدين تحاولوا تتخلصوا منه ، القدم النوعي اصطلاحا لابن تيمية ، عرفت كيف ، يعني به ما ذكرناه آنفا : " ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق " وهكذا إلى ما لا أول .
وفيق : طيب ، نحن الآن عندنا فهم لقضية القدم النوعي .
الشيخ : معليش تفضل .
وفيق : نحن عندنا ملاحظة حول نصوص ابن تيمية رحمه الله ، في أكثر من موضع سواء في الدرء أو في المنهاج أو في الفتاوى ، وجدنا أنه ـ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ يربط كلامه في قضية النوع بالمشيئة والإرادة ، ففهمنا نحن أن قصد ابن تيمية رحمه الله بالقدم النوعي هو ربط الفعل بمشيئة الله وقدرته جل وعلا ، لا أن هناك يعني شيئا محدثا مع الله سبحانه وتعالى قديما بقدم الله ، إنما قدم النوع يعني اتصاف ربنا جل وعلا بالمشيئة والقدرة الأزلية القديمة .
الشيخ : اسمح لي ، هل في حدود هذا الفهم الذي أنت فهمته ، هل هناك خلاف بين ابن تيمية وغيره ؟.
وفيق : خلاف بين ابن تيمية وغيره .؟ ما أظن .
الشيخ : إذا ؟.
وفيق : يعني هل هذا التفسير منا ، فهمنا للقدم النوعي عند شيخ الإسلام ابن تيمية أنه من حيث تعلق الخلق بالمشيئة والإرادة ، فهو إذا أطلق هذه العبارة فإنما يقصد بها المشيئة والإرادة القديمة بقدم الله إن صح التعبير .
الحلبي : لأنها من صفاته إن صح التعبير .
الشيخ : لا ، هذا رجعت لصفة الله أنت ، بينما البحث في أثر صفة الله ، الله من صفته الخالق ، والبحث هو في أثر صفة الله الذي هو الخلق والمخلوق .
وفيق : نعم .
الشيخ : طيب ، وهذا الكلام الذي أنت تقوله ، نحن من حججنا على ابن تيمية أن الله يخلق متى شاء ، وهو يقول إنه إذا قلنا أول مخلوق معناه ـ عم أقول لك كلام فلسفي ما كان لابن تيمية يعني من اللائق أنه يتعمق هذا التعمق ـ إذا قلنا هذا أول مخلوق فمعناه أنه حددنا أولية الله عز وجل ، لأنه لما تقول أول مخلوق كم مضى على الله عز وجل من ملايين ملايين لا يعد ولا يحصى من سنين وهو غير متصف فعلا بصفة الخالقية . وهذا الذي أنتم تفهموه .؟
وفيق : هذا ما يرده شيخ الإسلام ابن تيمية في فهمنا نحن .
الشيخ : اسمح لي بدك تتعلم الصبر ـ يضحك الشيخ رحمه الله ـ كيف يعني الذي يفهم من كلام ابن تيمية ؟ . وفيق : يعني معليش أقرأ لك هذه العبارة الموهمة ...
الشيخ : معليش ، بس فهمت علي أنا الذي أقوله أنك تقول هذا الذي فهمناه من ابن تيمية ، ابن تيمية يقول ـ هذه باقية أنا في ذهني من قديم ـ : أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وهكذا إلى ما لا بداية ، وأننا إذا قلنا هنا البداية ، معناه تحددت أزلية الله عز وجل .
وفيق : نعم .
الشيخ : شلون تقولوا .؟
وفيق : هذا الذي يقوله شيخ الإسلام .
الشيخ : طيب ، فإذا شلون تفسر أنت كلامه ؟ .
وفيق : أفسر كلامه أنا بهذا القول : بأن ابن تيمية حينما يقصد معنى بداية لأوله هي صفات الله سبحانه وتعالى المشيئة والإرادة .
الحلبي : المنبثقة منها المخلوقات .
الشيخ : لا ، لا ، يا أخي بينما تبحث في المخلوق وإذا بك تعود إلى صفة الخالق .
الحلبي : هو عنده ربط شيخ الإسلام ابن تيمية في هاتين القضيتين في كثير من المواضع شيخنا .
الشيخ : معليش فيه ربط ، فمعناه حينئذ أنه يعني ليس هناك زمن يعني مضى ولو لحظات الله عز وجل لم يخلق شيئا ؟ .
الحلبي : معليش شيخنا هذا الكلام فلنفرض أنه صحيح بل هو صحيح ، لكن شيخ الإسلام عنده أن الفاعل الذي يصدر عنه المفعول لا يقتضي مساواته بالفاعل ، بل كل مفعول متأخر عن الفاعل ، فهذا ينقض قضية أنه سيأتي بأثره .
وفيق : يا شيخ علي لو تسمح لي أقرأ العبارة على الشيخ ، هذه التي نحن ... يقول في شرح حديث عمران : " ... فالأثر معناه عدم الأولية ، ليس الأزل شيئا محدودا فقولنا لم يزل قادرا بمنزلة قولنا هو قادر دائما ، وكونه قادرا وصف دائم لا ابتداء له فكذلك إذا قيل ".
الشيخ : هنا يتكلم عن الصفة القائمة في ذاته .
وفيق : في ذات الله ، نعم : " فكذلك إذا قيل : لم يزل متكلما إذا شاء ولم يزل يفعل ما شاء يقتضي دوام كونه متكلما وفاعلا بمشيئته وقدرته ، وإذا ظن الظان أن هذا يقتضي قدم شيء معه كان من فساد تصوره ، فإنه إذا كان خالق كل شيء ، وكل ما سواه مخلوق مسبوق بالعدم ، فليس معه شيء قديم بقدمه ، وإذا قيل : لم يزل يخلق كان معناه لم يزل يخلق مخلوقا بعد مخلوق كما لا يزال في الأبد يخلق مخلوقا بعد مخلوق ، ننفي ما ننفيه من الحوادث والحركات شيئا بعد شيء ، وليس في ذلك إلا وصفه بدوام الفعل لا بأن معه مفعولا من المفعولات بعينه ".
الشيخ : طيب شلون فيها هذه ، شو تفهم من هذا ؟ .
وفيق : نحن نفهم من هذا شيخنا أن أصل الصفة المتعلقة بالله سبحانه وتعالى المشيئة والإرادة وصفة الخلق أيضا وصفة البارئ الخالق إلى آخره يعني صفة أزلية مع الله سبحانه وتعالى استحقها ...
الشيخ : ما في خلاف ولا هذا موضع بحثنا .
وفيق : نعم ربما إذا أكملت يأتي الموضع ، استحقها سبحان وتعالى لأنه يستحقها ، لم يكن استحقاق الله سبحانه وتعالى لها عندما باشر الخلق صار خالقا ، هذا ما أفهمه من هذا الكلام .
الشيخ : كويس ، هذا يقابله من علماء الكلام : هو قادر متمكن ، وليس من الضروري أن يكون بالفعل .
الحلبي : بالقوة ، بالقوة .
الشيخ : بالقوة ، أحسنت ، هذا شرح لهذه الكلمة التي يقولها علماء التوحيد ، لكن أين نقطة الإشكال ؟ يعني هذا الكلام المتعلق بذات الله وبصفته صفة الخلقية والكلامية ونحو ذلك ، ما فيه أي إشكال ، يعني هذا الكلام نفسه صاحبكم ما يخالفكم فيه ، صحيح أم لا ؟
وفيق : نعم .
الشيخ : لأن البحث في صفة من صفات الله الأزلية التي لا أول لها بإجماع المسلمين ، طيب هذا ليس موضع خلاف ، ليش نحن نقول إن هذا ليس موضع خلاف ؟ .
وفيق : لكن هو يخالفنا إذا قلنا أن مقصود ابن تيمية بالقدم النوعي تعلق الخلق بالمشيئة والإرادة ، إذا قلنا هذا الكلام هو يقول ليس هذا مقصود ابن تيمية .
الشيخ : يا أخي الآن نحن كفرنا بكلمة القدم النوعي ، كفرنا شيء .؟ .
وفيق : لا .
الشيخ : نحن نريد أن نرى ما هو المأخذ بلغتنا نحن ولغته هو ، ما هو المأخذ على ابن تيمية ؟ في إشكال في هذا الطرح في هذا الكلام .
وفيق : ما في إشكال .
الشيخ : طيب ، شو إشكاله هو إذا ؟ بلغتنا نحن وبتفاهمنا مع بعضنا البعض .
وفيق : هو يقول أن ابن تيمية يثبت قديما مع الله ، هو المادة أو النوع الذي خلقه ...
الشيخ : قديما مع الله له أول ؟ مسبوق بالعدم أم لا ؟ .
وفيق : لا ما يقول هذا ، يقول أزلي .
الشيخ : طيب ابن تيمية يقول بهذا .
الحلبي : مسبوق بعدم .
الشيخ : ابن تيمية يقول بهذا ، ولذلك فليس له مأخذ على ابن تيمية .
الحلبي : هي قضية تصور كل مخلوق مسبوق بمخلوق قبله إلى ما لا أول له ، هو هذا تصوره أصعب شيء وهي لا تتصور .
الشيخ : ليش أنا عم أقول لك فلسفة هذه.؟!
الحلبي : نعم ، هي هذه الوحيدة التي لا تتصور .
وفيق : كما قلت يا شيخنا : جاء بما تحار به العقول .
الشيخ : هذا هو ، فنحن شو بدنا يا أخي .؟ بدنا وظيفتنا الآن أنه نخلص ابن تيمية من تكفير هؤلاء ، بماذا ؟ بالحق وليس بالباطل ، ولا بالتعصب له لأننا لسنا تيميين ، ما هو الحق ؟ هو قوله في أكثر من كتاب وهنا يترشح منه أيضا : أنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، لكن الله عز وجل ليس كذلك .
وفيق : لأنه الخالق .
الشيخ : فإذا ليس له مأخذ على كلام ابن تيمية سوى ما لا يفهم من كلامه أو لا يعقل كما قلنا ، وهي الفلسفة التي يعني أشغل العالم كله ابن تيمية من زمانه إلى اليوم ما بين مكفر له وما بين قائل ليته لم يقل هذه الكلمة ، شايف .؟ هنا شو يقول أن الخالق بالمشيئة وأيش ؟ .
وفيق : نعم : " يقتضي دوام كونه متكلما وفاعلا بمشيئته وقدرته ".
الشيخ : إذا هو يتكلم متى شاء ، صح .؟
الحلبي : طبعا .
وفيق : نعم كيفما شاء .
الشيخ : لا ، مش بحثنا الآن كيفما شاء ، لأنه مش بالكيفية بل بالزمن ، فهو يتكلم متى شاء ويخلق متى شاء ، ابن تيمية مش هاضم الكلام هذا ؟ هذه مشكلة ، ابن تيمية ما يهضم أبدا أن يقال بأول مخلوق ، لأنه بس تقول أول مخلوق فأنت تعطل الله ، تعطل صفة الخالقية من صفات الله عزوجل .
السائل : يعني رأي ابن تيمية أن الله سبحانه وتعالى لم يزل معطلا عن صفة الخالقية حتى خلق ؟ .
الشيخ : أي نعم .
السائل : هذا ينفيه شيخ الإسلام .
الحلبي : ينكره إنكار كبير جدا .
الشيخ : ينكره أنا عارف .
السائل : لذلك يثبت العكس .
اشيخ : لا اسمح لي ينكره لأنه يقول بلازمه ، يعني يقول : ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق وهكذا إلى ما لا أول ، لماذا ؟ لأنه لم يزل خالقا ، يعني هو يتصور لم يزل خالقا أنه دائما كل لحظة كل لحظة ليس خالقا ، كما أنه يتصور أنه لم يزل متكلما أنه هو كل لحظة متكلما ، بينما نحن نفهم يتكلم متى شاء ، وكذلك يخلق متى شاء .
الحلبي : شيخنا لو أردنا دقة البحث إلى وجهة أخرى .
الشيخ : هات نشوف .
سائل آخر : لو سمحت ، رأي ابن تيمية رحمه الله ينقل عن المتكلمين قولهم : إن الله سبحانه وتعالى لم يزل معطلا عن الخلق حتى خلق ، فقابلهم بهذا المقابل الفلاسفة الذين قالوا بقدم العالم ، فقالوا لم يزل الله سبحانه وتعالى معطلا ، فيستحيل أن يكون معطلا ثم يخلق ، فقالوا بقدم الخلق ، وهو القدم العيني بالدهر ، هو ينقل رأي المتكلمين ورأي الفلاسفة الدهريين ، فهو ينقل عن المتكلمين ويرده ، أن الله سبحانه وتعالى لم يزل معطلا عن الخلق حتى خلق ، هذا ينكره ابن تيمية إنكارا تاما ، في شرح حديث النزول وفي شرح حديث عمران بن حصين .
الشيخ : معليش شو العكس ؟ هذا ينكره فما الذي يقره ؟ .
السائل : يقول أن الله سبحانه وتعالى خالق ليس لأنه خلق ، وإنما هو خالق لاتصافه بصفة الخالق .
الشيخ : صحيح ...
الحلبي : ولقدرته على الخلق .
السائل : ولقدرته على الخلق .
الشيخ : يعني هو ما اكتسب صفة الخالقية لما خلق .
السائل : هو لاتصافه بها أزلا وقدرته عليها واستحقاقه لها .
الشيخ : هو هذا ، لما نحن ذكرنا آنفا علماء الكلام أنه هو خالق بالقدرة شو معناها ؟ يعني بالقوة ، يعني معناه أنه كان خالقا قبل أن يخلق ، لكن ابن تيمية لا يكتفي بهذا المقدار ، وإنما يضيف إلى أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق إلى ما لا أول له ، فهو رده على الفلاسفة يأتي من هذا التفصيل ، وليس بمجرد قوله أنه كان الله خالقا بالقوة ثم خلق ، يعني كلمة ثم خلق مشكلة عنده ، ثم التي تفيد التراخي الزمني ...
هذا مشكل عنده ، يعني أنت الآن خلينا نكون صريحين لما تأتي تحكي كلام ابن تيمية هاضم ماذا يقول ؟ .
السائل : نعم .
الشيخ : طيب هل يعني ما نقلناه آنفا " ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق وكل مخلوق مسبوق بالعدم " أليس يعني هذا ؟ .
السائل : هو هذا الكلام ...
الشيخ : عفوا سين جيم ، يعني هذا أو لا ؟ .
السائل : أنا في رأيي أنه لا يعني ذلك .
الشيخ : إذا ماذا يعني ؟ .
السائل : هذا الكلام جاء به شيخ الإسلام من باب ...
الشيخ : عفوا خير الكلام ما قل ودل ، لا يعني هذا ، ماذا يعني .؟
السائل : أن هذا جائز عقلا عنده .
الشيخ : إيش هو الجائز عقلا . ؟ نحن نتكلم عن الجائز عقلا أو عن الواقع فعلا ؟ .
وفيق : عن مصالحه .
الشيخ : هو يتكلم عن الواقع أو يتكلم عن الجائز العقلي ؟ .
السائل : في كلامه أن ذلك جائز عقلا وليس واقعا .
الشيخ : يعني قوله : : ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق " هذا جائز عقلا غير واقع ؟ .
السائل : نعم .
الشيخ : لا ، غلطان أنت ، هذه عقيدة ابن تيمية وإلا شو الفرق بينه وبين الآخرين .؟
الحلبي : هو في هنا كلمة هنا من كلام شيخ الإسلام تؤيد كلام أخونا سليم ، يقول : " والثالث قول من يقول في بإمكان وجود ...
الشيخ : لحظة شوية ، خلينا نسمع من الأخ الصبور هنا ؟ .
لماذ لا يكون قصد شيخ الإسلام ( بقدم النوع ) أنه يعني أن العالم متعلق بصفة قدرة الله ومشيئته التي لا أول لها .؟
السائل : لماذا لا يكون قصد شيخ الإسلام بالقدم النوعي أنه يعني بذلك أن العالم متعلق بصفة قدرة الله ومشيئته التي لا أول لها ، يعني أن الله لم يطرأ عليه طروءا أن يخلق العالم ، بل ذلك أزلي مع أزلية ... .
الشيخ : ذلك ما هو ، اسم الإشارة يعود إلى من ؟ .
السائل : يعود على القدم النوعي ، يعني نوع العالم .
الشيخ : ذلك أي نوع العالم .
السائل : متعلق بمشيئة الله وقدرته .
الشيخ : طيب ماذا يقابل نوع العالم ، ماذا يقابله .؟ مفرداته .
السائل : نوع العالم ؟ .
الشيخ : نعم ، قدم النوع يقابله ماذا ؟ .
وفيق : قدم العالم .
السائل : عفوا أنا فاهم يعني النوع انعكاس المفردات ، يعني تفسير النوع المفردات ، لكن شيخ الإسلام يفرق على ضوء كلامه بين المفردات وبين النوع ، فيجعل المفردات مخلوقة ويجعل النوع قديم .
الشيخ : شو معنى قديم لا أول له ؟ .
السائل : لاتصاله بمشيئة الله ، نعم .
الشيخ : أنا لا أسألك عن التعليل ، لا أول له ؟ .
السائل : بلا شك ، على كل ما قلنا كلمة قديم نقصد بها ...
الشيخ : وغير مسبوق بالعدم ؟ .
الحلبي : طبعا .
الشيخ : وقف حمار الشيخ عند العقبة .
السائل : لا ، صبر حمار الشيخ.
الشيخ : ما هو الحمار لإيش .؟ لأنه صبور ، يضحك الشيخ رحمه الله .
السائل : نعم أستاذنا .
الشيخ : لم يسبق بالعدم ؟ .
السائل : لم يسبق بالعدم لتعلقه بمشيئة الله .
الشيخ : يا أخي ما في فرق بين هذا وهذا بالنسبة للفرد وبالنسبة للعين ، مادام أنه مخلوق .
السائل : هذا يناقش في ذلك شيخ الإسلام وليس نحن .
الشيخ : ونحن عم نناقش شويخ الإسلام الآن ، لأنه هو يتبنى رأيه .
السائل : هو يذكر ثلاثة أقوال ، أنا أدافع عن رأيي ، بالنسبة لي ...
الشيخ : ولذلك أقول لك شويخ الإسلام ، لأنك أنت تتبنى رأيه ، شويخ حتى ما يشوف حاله ...
السائل : يا أستاذ الشيخ وفيق والشيخ علي خليهم يسكتوا ، لأنهم يحكوا كلمات وتجعلني أضطرب ، يعني أنا أحكي وهم ...
الشيخ : كويس تفضل .
السائل : شيخ الإسلام يذكر حول قدم العالم أو قدم المخلوقات بشكل عام التي منها العالم ، ثلاثة أقوال عند العلماء .
الشيخ : ما هي ؟ .
السائل : يقول من الملة الإسلامية وغيرهم ، يذكر أن بعضهم يتبنى أن لها بداية وليس لها نهاية ، ويمكن أن يكون ليس لها نهاية ، ويذكر هذا عن جمهور فقهاء المسلمين ، ويذكر عن بعض منهم أنه ليس لها بداية وليس لها نهاية.
الشيخ : وهذا رأي ابن تيمية ؟ .
السائل : ويضعف قول العلاق والجهمية بأنه ليس لها بداية ولها نهاية ، لها نهاية ولها بداية يعني أنه يذكر مسألة ليس متفردا فيها وإنما هي مسألة مطروحة .
الشيخ : معليش التفصيل ما يهمنا الآن ، شو رأي ابن تيمية ؟ .
السائل : أنه ليس لها بداية وليس لها نهاية .
الشيخ : طيب ، ولم تسبق بالعدم ؟ .
السائل : سبقت بالعدم من جهة الأفراد على ما أفهم ، ولم تسبق بالعدم من جهة النوع المتعلقة بمشيئة الله .
الشيخ : هنا بدنا نعرف شو الفرق بين الأفراد وبين النوع ؟ .
السائل : شيخ الإسلام يقول إن النوع ما تعلق ...
الشيخ : لا تذكر لي شيخ الإسلام لأنه الآن نحكي مع شويخ الإسلام .
السائل : والله سيدي شويخ الإسلام يقول : بأنه كل ما سوى الله مخلوق ، وهذه من المسائل التي لو لا بدع الفلاسفة ما تطرق إليها .
الشيخ : هذا هو .
السائل : هذا لاشك فيه ... يفصل ويناقشهم ، كان بإمكانه يسد المسألة بهذه الجملة ولكنه مجلدات تكلم .
الحلبي : ... .
الشيخ : لكن هو أليس يقول في بعض عباراته الصريحة : " ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وهكذا إلى ما لا أول له " .؟ .
السائل : والله ما وقفت يا أستاذي ، ما وقفت عليه .
الشيخ : لا ، كيف .؟ أنتم ما وقفتم عليه أو ما وقفتم .؟ .
وفيق : أنا وقفت عليه هذا الكلام .
السائل : أين هو .؟ .
وفيق : في شرح حديث عمران بن حصين .
السائل : اشرحه ... .
الشيخ : ذلك ما هو ، اسم الإشارة يعود إلى من ؟ .
السائل : يعود على القدم النوعي ، يعني نوع العالم .
الشيخ : ذلك أي نوع العالم .
السائل : متعلق بمشيئة الله وقدرته .
الشيخ : طيب ماذا يقابل نوع العالم ، ماذا يقابله .؟ مفرداته .
السائل : نوع العالم ؟ .
الشيخ : نعم ، قدم النوع يقابله ماذا ؟ .
وفيق : قدم العالم .
السائل : عفوا أنا فاهم يعني النوع انعكاس المفردات ، يعني تفسير النوع المفردات ، لكن شيخ الإسلام يفرق على ضوء كلامه بين المفردات وبين النوع ، فيجعل المفردات مخلوقة ويجعل النوع قديم .
الشيخ : شو معنى قديم لا أول له ؟ .
السائل : لاتصاله بمشيئة الله ، نعم .
الشيخ : أنا لا أسألك عن التعليل ، لا أول له ؟ .
السائل : بلا شك ، على كل ما قلنا كلمة قديم نقصد بها ...
الشيخ : وغير مسبوق بالعدم ؟ .
الحلبي : طبعا .
الشيخ : وقف حمار الشيخ عند العقبة .
السائل : لا ، صبر حمار الشيخ.
الشيخ : ما هو الحمار لإيش .؟ لأنه صبور ، يضحك الشيخ رحمه الله .
السائل : نعم أستاذنا .
الشيخ : لم يسبق بالعدم ؟ .
السائل : لم يسبق بالعدم لتعلقه بمشيئة الله .
الشيخ : يا أخي ما في فرق بين هذا وهذا بالنسبة للفرد وبالنسبة للعين ، مادام أنه مخلوق .
السائل : هذا يناقش في ذلك شيخ الإسلام وليس نحن .
الشيخ : ونحن عم نناقش شويخ الإسلام الآن ، لأنه هو يتبنى رأيه .
السائل : هو يذكر ثلاثة أقوال ، أنا أدافع عن رأيي ، بالنسبة لي ...
الشيخ : ولذلك أقول لك شويخ الإسلام ، لأنك أنت تتبنى رأيه ، شويخ حتى ما يشوف حاله ...
السائل : يا أستاذ الشيخ وفيق والشيخ علي خليهم يسكتوا ، لأنهم يحكوا كلمات وتجعلني أضطرب ، يعني أنا أحكي وهم ...
الشيخ : كويس تفضل .
السائل : شيخ الإسلام يذكر حول قدم العالم أو قدم المخلوقات بشكل عام التي منها العالم ، ثلاثة أقوال عند العلماء .
الشيخ : ما هي ؟ .
السائل : يقول من الملة الإسلامية وغيرهم ، يذكر أن بعضهم يتبنى أن لها بداية وليس لها نهاية ، ويمكن أن يكون ليس لها نهاية ، ويذكر هذا عن جمهور فقهاء المسلمين ، ويذكر عن بعض منهم أنه ليس لها بداية وليس لها نهاية.
الشيخ : وهذا رأي ابن تيمية ؟ .
السائل : ويضعف قول العلاق والجهمية بأنه ليس لها بداية ولها نهاية ، لها نهاية ولها بداية يعني أنه يذكر مسألة ليس متفردا فيها وإنما هي مسألة مطروحة .
الشيخ : معليش التفصيل ما يهمنا الآن ، شو رأي ابن تيمية ؟ .
السائل : أنه ليس لها بداية وليس لها نهاية .
الشيخ : طيب ، ولم تسبق بالعدم ؟ .
السائل : سبقت بالعدم من جهة الأفراد على ما أفهم ، ولم تسبق بالعدم من جهة النوع المتعلقة بمشيئة الله .
الشيخ : هنا بدنا نعرف شو الفرق بين الأفراد وبين النوع ؟ .
السائل : شيخ الإسلام يقول إن النوع ما تعلق ...
الشيخ : لا تذكر لي شيخ الإسلام لأنه الآن نحكي مع شويخ الإسلام .
السائل : والله سيدي شويخ الإسلام يقول : بأنه كل ما سوى الله مخلوق ، وهذه من المسائل التي لو لا بدع الفلاسفة ما تطرق إليها .
الشيخ : هذا هو .
السائل : هذا لاشك فيه ... يفصل ويناقشهم ، كان بإمكانه يسد المسألة بهذه الجملة ولكنه مجلدات تكلم .
الحلبي : ... .
الشيخ : لكن هو أليس يقول في بعض عباراته الصريحة : " ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وهكذا إلى ما لا أول له " .؟ .
السائل : والله ما وقفت يا أستاذي ، ما وقفت عليه .
الشيخ : لا ، كيف .؟ أنتم ما وقفتم عليه أو ما وقفتم .؟ .
وفيق : أنا وقفت عليه هذا الكلام .
السائل : أين هو .؟ .
وفيق : في شرح حديث عمران بن حصين .
السائل : اشرحه ... .
3 - لماذ لا يكون قصد شيخ الإسلام ( بقدم النوع ) أنه يعني أن العالم متعلق بصفة قدرة الله ومشيئته التي لا أول لها .؟ أستمع حفظ
قرأ علي حسن كلاماً لشيخ الإسلام فيه قوله : " وأن الحوادث لا أول لها " ثم علق الشيخ على هذه اللفظة .
الحلبي : أقرأ العبارة لشيخ الإسلام .؟
الشيخ : تفضل .
الحلبي : لعلها توضح أيش الكلام الذي أخونا مراد يريد قوله ، يقول الشيخ رحمه الله : " وهذه مسألة حدوث العالم وقدمه لا يقدر أحد من بني آدم يقيم دليلا على قدم الأفلاك أصلا ، وجميع ما ذكروه ليس فيه ما يدل على قدم شيء بعلمه من العالم أصلا ، إنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل ـ على قدم نوع الفعل أي فعل الله ، يعني ليس الفعل الذي هو المفعول ـ وإنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل وأن الفاعل لم يزل فاعلا وأن الحوادث لا أول لها ، ونحو ذلك مما ... ".
الشيخ : وش معنى " الحوادث لا أول لها " .؟ هذا الذي نقوله لكم .
الحلبي : لتعلقها بنوع الفعل .
الشيخ : لا أول لها ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وكل مخلوق مسبوق بالعدم .
وفيق : ... حوادث لا أول لها في صفات الله .
الحلبي : لا ، هو يحكي عن ...
الشيخ : هنا المشكلة ، الالتباس بين ربط الصفة بالموصوف .
الحلبي : نحن رأينا هذا كثيرا في كلام شيخ الإسلام يربط بينهما ، يفرق بين الفعل والفاعل والمفعول .
الشيخ : هذا صح وحقيقة ، وإلا يطلع بالقضية بعدين حلول ، لكن هذا ليس معناه أنه فيه مخلوق لم يسبق بالعدم .
الحلبي : طيب نكمل شيخنا ؟ .
الشيخ : تفضل .
الحلبي : يقول : " وأن الحوادث لا أول لها ، ونحو ذلك مما لا يدل على قدم شيء بعينه من العالم ، وهذا لا يخالف شيئا من نصوص الأنبياء بل يوافقها ، وأما النصوص المتواترة عن الأنبياء بأن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ، وأن الله خالق كل شيء ، فكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن "
الشيخ : هاه .
الحلبي : " فلا يمكن أحد أن يذكر دليلا عقليا يناقض هذا ، وقد بسط هذا في غير هذا الموضع ، وهذه مسألة حدوث العالم أعظم عود الفلاسفة فيها التي عجز المتكلمون عن حلها ، ليس فيها ما يدل على قدم شيء من العالم أصلا ، ولهذا كان ما أقامه الناس من الأدلة أن كل مفعول فهو محدث كائن بعد أن لم يكن ، وكل ما سوى الله مفعول فيكون محدثا لا يناقض ذلك ، وإنما يناقض ذلك أصل الجهمية والمعتزلة حيث قالوا إن الله كان ولا يتكلم بشيء ، ولا يفعل شيئا ، بل كان الكلام والفعل عليه ممتنعا لا مقدورا له في الأزل ، لا مقدورا له في الأزل ... " .
الشيخ : لكن ، نحن نقول مقدور .
الحلبي : آه ، قولهم بمعنى أنه يثبته .
الشيخ : معليش يا أخي شو بدنا بالجهمية نحن ، الآن فهمت أنت أنه يصرح انه كل مخلوق مسبوق بالعدم ؟ .
السائل : شيخ نعم.
الشيخ : طيب ، بعدين هذا الكلام يلتقي مع فهمكم أنه هو يقول إن العرش أول مخلوق ؟ .
وفيق : لا ، لا ، يعني تحتاج إلى جمع .
الشيخ : أعد العبارة ، أعد العبارة .
الحلبي : " وجميع ما ذكروه ليس فيه ما يدل على قدم شيء بعينه من العالم أصلا ، وإنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل وأن الفاعل لم يزل فاعلا وأن الحوادث لا أول لها ، ونحو ذلك مما لا يدل على قدم شيء بعينه من العالم ، وهذا لا يخالف شيئا من نصوص الأنبياء بل يوافقها " .
الشيخ : طيب .
وفيق : الحوادث لا أول لها إذا هذا ليس متعلقا بالله إنما المخلوق .
الشيخ : المخلوقات .
وفيق : مخلوقات لا أول لها ، حتى يكون أن الله سبحانه وتعالى خالق على الدوام .
الشيخ : أي نعم .
وفيق : بس العجيب أنه ...
الشيخ : أنتم ريحوا بالكم مع خصمكم وقولوا له ...
السائل : رجل مضل لا يريد الحق .
الشيخ : مفهوم ، لكن حتى ما يكون له حجة أن ابن تيمية يقول بأن كل مخلوق مسبوق بالعدم ، شو لك عليه مأخذ ؟ يتكلم بكلام أنت ما تفهمه عليه ، وربما نحن نشاركك أنه لا نفهمه ، لكن هذا لا يستلزم تكفيره مع التصريح بأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، لكن هو يتصور المخلوقات إلى ما لا أول لها ، هذا التصور نحن عاجزين عنه .
الشيخ : تفضل .
الحلبي : لعلها توضح أيش الكلام الذي أخونا مراد يريد قوله ، يقول الشيخ رحمه الله : " وهذه مسألة حدوث العالم وقدمه لا يقدر أحد من بني آدم يقيم دليلا على قدم الأفلاك أصلا ، وجميع ما ذكروه ليس فيه ما يدل على قدم شيء بعلمه من العالم أصلا ، إنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل ـ على قدم نوع الفعل أي فعل الله ، يعني ليس الفعل الذي هو المفعول ـ وإنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل وأن الفاعل لم يزل فاعلا وأن الحوادث لا أول لها ، ونحو ذلك مما ... ".
الشيخ : وش معنى " الحوادث لا أول لها " .؟ هذا الذي نقوله لكم .
الحلبي : لتعلقها بنوع الفعل .
الشيخ : لا أول لها ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وكل مخلوق مسبوق بالعدم .
وفيق : ... حوادث لا أول لها في صفات الله .
الحلبي : لا ، هو يحكي عن ...
الشيخ : هنا المشكلة ، الالتباس بين ربط الصفة بالموصوف .
الحلبي : نحن رأينا هذا كثيرا في كلام شيخ الإسلام يربط بينهما ، يفرق بين الفعل والفاعل والمفعول .
الشيخ : هذا صح وحقيقة ، وإلا يطلع بالقضية بعدين حلول ، لكن هذا ليس معناه أنه فيه مخلوق لم يسبق بالعدم .
الحلبي : طيب نكمل شيخنا ؟ .
الشيخ : تفضل .
الحلبي : يقول : " وأن الحوادث لا أول لها ، ونحو ذلك مما لا يدل على قدم شيء بعينه من العالم ، وهذا لا يخالف شيئا من نصوص الأنبياء بل يوافقها ، وأما النصوص المتواترة عن الأنبياء بأن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ، وأن الله خالق كل شيء ، فكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن "
الشيخ : هاه .
الحلبي : " فلا يمكن أحد أن يذكر دليلا عقليا يناقض هذا ، وقد بسط هذا في غير هذا الموضع ، وهذه مسألة حدوث العالم أعظم عود الفلاسفة فيها التي عجز المتكلمون عن حلها ، ليس فيها ما يدل على قدم شيء من العالم أصلا ، ولهذا كان ما أقامه الناس من الأدلة أن كل مفعول فهو محدث كائن بعد أن لم يكن ، وكل ما سوى الله مفعول فيكون محدثا لا يناقض ذلك ، وإنما يناقض ذلك أصل الجهمية والمعتزلة حيث قالوا إن الله كان ولا يتكلم بشيء ، ولا يفعل شيئا ، بل كان الكلام والفعل عليه ممتنعا لا مقدورا له في الأزل ، لا مقدورا له في الأزل ... " .
الشيخ : لكن ، نحن نقول مقدور .
الحلبي : آه ، قولهم بمعنى أنه يثبته .
الشيخ : معليش يا أخي شو بدنا بالجهمية نحن ، الآن فهمت أنت أنه يصرح انه كل مخلوق مسبوق بالعدم ؟ .
السائل : شيخ نعم.
الشيخ : طيب ، بعدين هذا الكلام يلتقي مع فهمكم أنه هو يقول إن العرش أول مخلوق ؟ .
وفيق : لا ، لا ، يعني تحتاج إلى جمع .
الشيخ : أعد العبارة ، أعد العبارة .
الحلبي : " وجميع ما ذكروه ليس فيه ما يدل على قدم شيء بعينه من العالم أصلا ، وإنما غايتهم أن يدلوا على قدم نوع الفعل وأن الفاعل لم يزل فاعلا وأن الحوادث لا أول لها ، ونحو ذلك مما لا يدل على قدم شيء بعينه من العالم ، وهذا لا يخالف شيئا من نصوص الأنبياء بل يوافقها " .
الشيخ : طيب .
وفيق : الحوادث لا أول لها إذا هذا ليس متعلقا بالله إنما المخلوق .
الشيخ : المخلوقات .
وفيق : مخلوقات لا أول لها ، حتى يكون أن الله سبحانه وتعالى خالق على الدوام .
الشيخ : أي نعم .
وفيق : بس العجيب أنه ...
الشيخ : أنتم ريحوا بالكم مع خصمكم وقولوا له ...
السائل : رجل مضل لا يريد الحق .
الشيخ : مفهوم ، لكن حتى ما يكون له حجة أن ابن تيمية يقول بأن كل مخلوق مسبوق بالعدم ، شو لك عليه مأخذ ؟ يتكلم بكلام أنت ما تفهمه عليه ، وربما نحن نشاركك أنه لا نفهمه ، لكن هذا لا يستلزم تكفيره مع التصريح بأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، لكن هو يتصور المخلوقات إلى ما لا أول لها ، هذا التصور نحن عاجزين عنه .
4 - قرأ علي حسن كلاماً لشيخ الإسلام فيه قوله : " وأن الحوادث لا أول لها " ثم علق الشيخ على هذه اللفظة . أستمع حفظ
هل قول شيخ الإسلام : " وأن الحوادث لا أول لها " يعني أنها قديمة مع الله .؟
الحلبي : شيخنا لما قلت أنا قبل قليل إنه ... هل قول شيخ الإسلام بحوادث لا أول لها يعني أنها قديمة مع الله ، هذا سؤالي .؟
الشيخ : لا ، مادام يقول لك في بعض كتبه : " ما من مخلوق إلا ومسبوق بالعدم ".
الحلبي : لا شيخنا حتى من هذه العبارة نفسها .
الشيخ : لا ، هذه العبارة موهمة .
الحلبي : موهمة ، لكن طيب نعكس الأمر هذا في الماضي ، نحكي نحن عن الماضي ، طيب نحكي عن المستقبل الآن أليس نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار مستمرا إلى ما لا نهاية وهو مخلوق.
الشيخ : مستمر أي نعم.
الحلبي : طيب الذي يجعل هذا على الدوام في المستقبل ألا يجعله على الدوام في الماضي ، وكلاهما لا يكونان إلا مخلوقين .
الشيخ : شيء بس هنا نحن مستندنا الشرع ، أول ما خلق الله القلم.
السائل : أنا أستأذن شيخنا ، الله يحسن خاتمتك .
الشيخ : آمين جميعا . هنا نقطع الجدل بالاستناد إلى النص ، وهو العصمة كما تعلمون .
السائل : أما عقلا ؟ .
الشيخ : عقلا مثل ما ...
السائل : على قول الإخوة أنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، يقول : " وكذلك لم يفرقوا بين كونه فعل معين قديما وبين كون نوع الفعل المعين قديما كالفلك محدث مخلوق مسبوق بالعدم وكذلك كل ما سواه ".
الشيخ : هذا هو .
السائل : يعني ما من مخلوق إلا هو مسبوق بالعدم .
وفيق : يا سيدي هذا كبير عن شيخ الإسلام كثير جدا .
الشيخ : هذا شو الكتاب ؟ .
وفيق : شرح حديث عمران .
الشيخ : له بحث مفصل جدا في شرح منهاج السنة ، له بحث مطول جدا ، أظن هناك يصرح ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، فإذا يعني شبهة هذا الرجل ، أنه مردودة بصريح كلام ابن تيمية ، أنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، فإذا لا يقال إنه يقول بأزلية المخلوقات كأزلية الله عز وجل ، هذا افتراء عليه ، لكن الحقيقة هو يقول شيء نحن نقول مع بعضنا البعض متأثرا بالمنطق وبالعقل ، لكن هذا العقل مخالف للنقل ، ومخالف لما نقله هو عن علماء المسلمين في تعيين أول خلق ، نحن ما نقول هذا الكلام كله أمام هذا الرجل حتى ما نسلحه ، لكن نقول أن ابن تيمية لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويستحضر نصب عينيه قوله عليه السلام : ( من كفر مسلما فقد كفر ) وهو يسمعه يقول : " ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم " فإذا هو لا يجوز أن يقال بأنه يقول عن المخلوقات أنها أزلية كالله عز وجل ، مادام أنه يصرح بهذا الكلام العربي المبين ، أما : والله ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، عقلته أو ما عقلته ، ما يهمك قف مع النص مع الشرع وانتهى الأمر .
وفيق : يمكن يستدلون بقوله حوادث لا بداية لأولها أو لا أول لبدايتها ؟ .
الشيخ : يعني لا يعلم أول مخلوق ، لكن هو إيش يخلص حاله .
وفيق : طيب من أين هذا ، من أين كلام شيخ الإسلام هذا ؟ .
الشيخ : مش مهم هذا من أين ، المهم أنه هل هذا مكفر وهو يقول : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم .؟
السائل : رغم أنه صح فيه بيت الشاعر : فيك الخصام وأنت الخصم والحكم .
فكان الخصم والحكم حينما ساق الأخ لي النصوص الكثيرة في أن كل ما سوى الله مخلوق رأيته تأثر تأثرا شديدا حتى حينما قال والشيخ علي : نحن جئنا لأن الشيخ السقاف يكفر ابن تيمية قال : والله لو أعلم أنها في تكفيره ما جئت .
وفيق : ... قلت له نحن بدنا فتوى من فضيلة الدكتور علي الفقير نحكيها : مسلم أو كافر شيخ الإسلام .؟ وقلت : أنا سأنقل عنك أنت متوقف .
الشيخ : ما أعطاك جواب ؟ .
وفيق : ما أعطى ، قلت له الآن سأنقل عنك أنك متوقف .
الشيخ : الليلة هل سيحضر ؟ .
وفيق : نعم .
الشيخ : امسكوه من الناحية هذه .
وفيق : فلا يحكم الجلسة إلا إذا اعترف بإسلامه .
الشيخ : وأنا أعتقد ما تأخذوا معكم كتب ، ليش الجلسة السابقة ما كان عندكم كتب ؟ .
الحلبي : معنا .
الشيخ : ألم تقرؤوا النصوص .؟
الحلبي : أنت إيش قلت الآن ؟ .
الشيخ : ما تستحضروا معكم كتب ؟ .
وفيق : لا نأخذ معنا الكتب ؟ .
الشيخ : نعم ، لا تأخذوا الكتب معكم ، الجلسة السابقة ألم تكن معكم الكتب ؟ .
الحلبي : نعم كانت .
الشيخ : طيب فأنت تقول له أنه نحن عرضنا عليك نصوص ابن تيمية ومنها : " ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم " وأنت توقفت عن إعطاء الجواب الصريح للسؤال هنا ، هل هو مسلم أم كافر .؟ الآن نحن جئنا لنسمع الجواب من حضرتك .
السائل : السقاف يحضر معه كتب ويقرأ ويكتب من النصوص ، لكن والله العظيم أنه يحتاج حينما يقرأ في نص أن يكون معك الكتاب المقابل حتى تمسك عليه دجله .
الشيخ : الله أكبر ، لهذه الدرجة .؟!
السائل : يعني رجل كانه يعني نسأل الله العافية .
وفيق : شيخنا أقدر أطلب كتاب مراتب الإجماع من عندكم ؟
ابن حزم ينقل إجماع الأمة وإجماع الصحابة إن صح الكلام على تكفير من لم يعترف بأن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء ، في كلام السقاف قال قلت يعني عن ابن تيمية بل هذا فيه نزاع كبير .
كلام ابن حزم : " اتفقوا أن الله عز وجل وحده لا شريك له مخالف كل شيء غيره وأنه تعالى لم يزل وحده ولا شيء غيره معه ، ثم خلق الأشياء كلها كما شاء ، وأن النفس مخلوقة والعرش مخلوق ، والعالم كله مخلوق وأن النبوة حق وأنه كان أنبياء كثير منهم من سمى الله تعالى في القرآن ومنهم من لم يسم لنا ، وأن محمدا ابن عبد الله القرشي الهاشمي المبعوث بمكة المهاجر إلى المدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جميع الإنس والجن إلى يوم القيمة ، ودين الإسلام هو ... " يشير إلى أن ما في هذا الباب من المسائل هو مما ثبت من الدين بالضرورة فلا يكون محلا للنزاع أصلا (م) محمد زاهد الكوثري ، وبعدين هنا : وقد ختم الكتاب بباب من الإجماع في الاعتقادات وكفر من خالفه ، فقال : " اتفقوا أن الله وحده لا شريك له ، خالق كل شيء غيره ، وأنه تعالى لم يزل وحده ولا شيء غيره ، ثم خلق الأشياء كلها حين شاء ، وأن النفس مخلوقة والعرش مخلوق والعالم كله مخلوق " ، قلت : ابن تيمية ، أما اتفاق السلف وأهل السنة والجماعة على أن الله وحده خالق كل شيء فهذا حق ، ولكنهم لم يتفقوا على كفر من خالف في ذلك أو من خالف ذلك ، فإن القدرية الذين يقولون أن أفعال الحيوان لم يخلقها الله ، أكثر من أن يمكن ذكرهم من حين ظهرت القدرية في أواخر عصر الصحابة إلى هذا التاريخ ، والمعتزلة كلهم قدرية و، كثير من الشيعة بل عامة الشيعة المتأخرين ، وكثيرا من المرجئة والخوارج وطوائف من أهل الحديث والفقه نسبوا إلى ذلك منهم طوائف من رجال الصحيحين ، ولم يجمعوا على تكفير هؤلاء ، بل هو نفسه قد ذكر في أول كتابه أنه لا يكفر هؤلاء ، والمنصوص عن مالك والشافعي وأحمد في القدرية " أنهم إذا جحدوا العلم كفروا ، وإذا لم يجحدوه لم يكفروا " نكمل شيخنا ؟ .
الشيخ : نشوف شو علاقة الكلام .
وفيق : أيضا فقد ذكر في كتابه تلميذه ...
الشيخ : هذا قرأه عليكم الرجل ؟ .
السائل : لا ، لا .
الشيخ : إذا شو قرأ ؟ .
الحلبي : ...
السائل : كان بجانبه رجل يلبس بالحق عليه ، يضع خط على هذا وبعد عشرة أسطر يضع خط ويضع خط ، وينسج الكلام مع بعض.
الشيخ : يضحك الألباني رحمه الله ، في شيء هنا ينفعكم عليه ؟ .
وفيق : والله الظاهر أنه في ، لأنه أشياء مثل القدرية وكذا أنه الأمة مختلفة في تكفيرهم .
الشيخ : لا ، فيما يتعلق في البحث بينكم وبين الرجل .
وفيق : يعني هذه المسألة .؟
السائل : نقل أن ابن حزم نقل الإجماع ، وابن تيمية ألزمه بأنه يقول بعكس هذا الإجماع ، ونصره على ذلك .
الحلبي : يا سلام هذا النص ما أجمله " وأيضا فقد ذكر في كتابه في الملل والنحل أما الصحابة وأئمة الفتيا لا يكفرون من أخطأ في مسألة في الاعتقاد ولا في الفروع ".
الشيخ : أينعم .
الحلبي : آه ، شيخنا ويضحك الشيخ علي الحلبي نفع الله به .
الشيخ : آه ، نحن نعرف هذا أن التفريق بين الأصول والفروع ما له أصل .
الحلبي : " وإن كان أراد بقوله أن المسلمون على هذا فهذا أبلغ ، ومعلوم أن مثل هذا النقل للإجماع لم ينقله عن معرفته بأقوال الأئمة ، لكن لما علم أن القرآن أخبر بأن الله خالق كل شيء وأن هذا من أظهر الأمور عند الأمة حكى الإجماع على هذا ، ثم اعتقد أن من خالف الإجماع كفر بإجماع ، فصارت حكايته لهذا الإجماع مبنية على هاتين المقدمتين اللتين ثبت النزاع في كل منهما ، وأعجب من ذلك حكايته الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شيء غيره معه ، ثم خلق الأشياء كما شاء ، ومعلوم أن هذه العبارة ليست في كتاب الله ولا تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل الذي في الصحيح عنه حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان الله ولا شيء قبله وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض ) وفي لفظ : ( ثم خلق السموات والأرض ) وروي هذا الحديث في صحيح البخاري بثلاثة ألفاظ ، روي : ( كان الله ولا شيء قبله ) وروي : ( ولا شيء غيره ) وروي : ( ولا شيء معه ) والقصة واحدة ، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال واحدا من هذه الألفاظ ".
الشيخ : وروي كلامه غير مسلم .
الحلبي : نعم بلفظ معه ما هو في البخاري ، ابن حجر يقول وعند غير البخاري : ( معه )، بس وقفت عليها شيخنا في شيء من كتب المصطلح ؟ .
الشيخ : والله أنا تكلمت في تخريج العقيدة الطحاوية ولم أعد أذكر الآن .
الحلبي : ذاكر أنه ما وقفت عليه في شيء من الكتب .
الشيخ : نعم ، هذا أشوفه من المشاكل أنه هو الآن ينكر هذه الرواية من حيث المعنى : ( أنه ولا شيء معه ) يقول لك : ولا شيء قبله ، نعم ، أما لا شيء معه ، لا ، في منطق الحوادث ، في منطق حوادث لا أول لها ، ما يلتئم مع رواية لا شيء عنده ، تابع .
الحلبي : " إنما قال واحدا من هذه الألفاظ والآخران رويا بالمعنى ، وحينئذ فالذي يناسب لفظ ما ثبت عنه في الحديث الآخر الصحيح أنه كان ... ".
الشيخ : قبله .
الحلبي : قبله " ما ثبت عنه في الحديث الآخر الصحيح أنه كان يقول في دعائه : ( أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ) فقوله في هذا : ( أنت الأول فليس قبلك شيء ) يناسب قوله : ( كان الله ولا شيء قبله ) وقد بسط الكلام على هذا الحديث وغيره في غير هذا الموضع ، والمقصود هنا الكلام على ما يظنه بعض الناس من الإجماعات ، فهذا اللفظ ليس في كتاب الله ، وهذا الحديث لو كان نصا فيما ذكر فليس هو متواترا ، فكم من حديث صحيح ومعناه فيه نزاع كثير ، فكيف ومقصود الحديث غير ما ذكر ولا نعرف هذه العبارات عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ، فكيف يدعى فيها إجماع ، ويدعى الإجماع على كفر من خالف ذلك ، ولكن الإجماع المعلوم هو ما علمت الأمة أن الله بينه في القرآن ، وهو أن خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام كما أخبر الله بذلك في القرآن في غير موضع ، فإذا ادعى المدعي الإجماع على هذا وتكفير من خالف هذا كان قوله متوجها ، وليس في خبر الله أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ما ينفي وجود مخلوق قبلهما ، ولا ينفي أنه خلقهما من مادة كانت قبلهما ، كما أنه أخبر أنه خلق الإنسان وخلق الجن ، وإنما خلق الإنسان من مادة وهي الصلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارد من نار ، فكيف وقد ثبت في الكتاب والسنة وإجماع السلف الذي لا يعلم فيه نزاع أن الله لما خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وكان عرشه على الماء قبل ذلك ، فكان العرش موجودا قبل ذلك ، وكان الماء موجود قبل ذلك ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله قدر مقادير الخلق أو الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) وقد أخبر سبحانه أنه استوى إلى السماء الدنيا وهي دخان : (( فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) وثبت عن غير واحد من الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء المسلمين أنه خلق السماء من بخار الماء ، ونحو ذلك من النقول التي تطلقها ما يشير به أهل الكتاب عن التوراة وما عندهم من العلم الموروث عن الأنبياء ، وشهادة أهل الكتاب الموافقة لما في القرآن أو السنة مقبولة كما في قوله تعالى : (( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) ونظائر ذلك في القرآن .
وهذا الموضع أخطأ فيه طائفتان :
طائفة من أهل الكلام من اليهود والمسلمين وغيرهم ظنوا أن إخبار الله بخلقه للسموات والأرض وما بينهما يقتضي أنهما لم يخلقا من شيء بل لم يكن قبلهما وجود إلا الله ، ومعلوم أن خبر الله مقارب لذلك ، والله قد أخبر أنه خلق الإنسان والجان من مادة ذكرها ، والذين يثبتون الجوهر الفرد من هؤلاء وغيرهم يعتقدون أن خلق الإنسان وغيره مما يخلقه في هذا العالم ليس هو خلقا من جوهر قائم بنفسه ، بل هو إحداث أعراض يحول بها الجواهر المنفردة من حال إلى حال ، وهذا مخالف للشرع والعقل كما قد بسط في موضعه ، فإن هؤلاء يقولون إنا لم نشهد خلق عين من الأعيان ، بل الرب أبدع الجواهر المنفردة ، ثم الخلق بعد ذلك إنما هو إحداث إعراض قائمة بها.
وطائفة أخرى أبعد عن الشرع والعقل من هؤلاء ، يتأولون خلق السموات والأرض بمعنى التولج والتعليل والإيجاد بالذات ، فيقولون إن الفلك قديم أزلي معلول للرب ، وأنه يوجب بذاته ولم يزل ولا يزال ، فقولهم بالإيجاب هو معنى القول بالتولد ، فإن ما حصل عن غيره بغير اختيار منه فقد تولد عنه لاسيما إن كان حيا ، وهم يقولون بقدم عين الفلك وأنه لم يزل ولا يزال ، فأولئك إذا قيل إن المسلمون أجمعوا على نقيض قولهم أو على كفر من قال بقولهم ، كان قولا متوجها ، لأنه قد علم بالاضطرار من دين الرسول أنه أخبر بخلق السموات والأرض بعد أن لم تكن مخلوقة بخلاف من ادعى أن الصانع لم يزل معطلا ، والفعل والكلام ".
الشيخ : ... .
الحلبي : " فإنه قد علم بالاضطرار من دين الرسول أنه أخبر بخلق السموات والأرض بعد أن لم تكن مخلوقة بخلاف من ادعى أن الصانع لم يزل معطلا ، والفعل والكلام عليه ممتنعا بغير سبب حدث ، أوجب انتقاله من الامتناع إلى الإمكان وأوجب أن يصير الرب قادرا على الفعل ".
الشيخ : قادرا .
الحلبي : " فيصير الرب قادرا على الفعل أو الفعل والكلام بعد أن لم يكن قادرا على ذلك ، فهذه الدعوة وأمثالها عند جمهور العقلاء معلومة الفساد في العقل مع فسادها في الشرع ، ومعلوم عند من له معرفة بالكتاب والسنة والإجماع أن الشرع لم يرد بها ، ولا بما يدل عليها قط ، ولكن ظن من ظن من أهل الكلام أن هذا دين أهل الملل ، واستدلوا على ذلك بالكلام الذي أنكره السلف والأئمة عليهم من أن ما لا يخلوا من الحوادث فهو حادث ، وكان الذي أنكره السلف والأئمة عليهم الكلام الباطل الذي خالفوا فيه الشرع والعقل ، وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع ، وذكر منشئا غلط الطائفتين حيث لم يفرقوا بين النوع والعين ، وذكر قول السلف والأئمة أن الله لم يزل متكلما إذا شاء ، وأنه لا نهاية لكلمات الله ، وأن وجود ما لا نهاية له من كلمات الله في الماضي كما ثبت في المستقبل وجوده ما لا نهاية له أيضا ، وأن كل ما سوى الله تعالى مخلوق كان بعد أن لم يكن وليس معه شيء قديم بقدمه ، بل ذلك ممتنع عقلا باطل شرعا ، فإن الله أخبر أنه خالق كل شيء ، والقول بأن الخالق علة تامة أزلية مستلزمة لمعلولها باطل أصلا وشرعا ، وموجبه أنه يمتنع ضرورة وجود علة تامة يقارنها حدوث شيء من العالم ، فإن الحوادث بعد أن لم تكن يمتنع مقارنة معلولها بها ، بل قد بين أن القول بأن الفاعل يكون علة تامة مستلزمة المفعول باطل ، وأن الفعل لا يكون إلا بإحداث شيء لكن فرق بين حدوث الشيء المعين وبين حدوث الحوادث شيئا بعد شيء .
وقد ثبت بالدلائل اليقينية أن الرب فاعل باختياره وقدرته ، وأنه إذا قيل هو موجب بالذات ، فإن أريد بذلك أنه يوجب بمشيئته وقدرته ما شاء فهذا لا ينافي فعله بمشيئته وقدرته ، وإن أريد بذلك ما يقوله الدهرية والفلاسفة كابن سينا ونحوه من أن ذاتا مجردة عن الصفات أوجبت العالم بما فيه من الأمور المختلفة الحادثة ، فهذا من أفسد الأقوال عقلا وسمعا ، فإن إثبات ذات مجردة عن الصفات أو إثبات وجود مجردا عن جميع القيود أو مقيدا بالسلوب لا يختص بأمر وجودي مما لا يمكن تحقق في الخارج ، وإنما يقدره الذهن كما يقدر سائر الممتنعات ، ودعوى أن الصفة هي الموصوف ... " إلى آخر الكلام .
الشيخ : أخي باختصار الرجل أوقفوه عند حده من كلام ابن تيمية الصريح بأنه خالق كل شيء ، وأنه إن قال بحوادث لا وأول لها فهو يعني أنه لا نستطيع أن نحدد أول مخلوق ، لكنه يصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، خالق كل شيء ، فأنت تريد تكفره من أين .؟
وفيق : كل ما سوى الله مخلوق .
الحلبي : ... قوله ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق فيه بيان المسألة الأساسية أنه ما هو أول مخلوق ، فشيخ الإسلام ليس عنده ترجيح في هذه المسألة .
الشيخ : هذا هو .
الحلبي : ونصوصه الأخرى قاضية بأن كل مخلوق مسبوق بالعدم .
الشيخ : بس ، وبعدين شو رأيه في المعتزلة التي أشار إليها المسألة ابن تيمية في كلامه السابق ، أنهم يقولون إن الإنسان يخلق أفعال نفسه ، إذا يكفرهم ؟
ابن تيمية لا يكفرهم لأنه عنده شبهة ، فأنت ماسك ابن تيمية وعم تكفره بسبب أنه تتوهم أنه يقول إنه ليس الله خالق كل شيء ، وهو يقول لك بلسان عربي مبين بإيمانه بالقرآن الكريم : (( الله خالق كل شيء )) ثم يشرح لك يقول : صحيح أنا أعتقد أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، لكن كل مخلوق مسبوق بالعدم ، فماذا بقي أمامك أنت تتمسك بتكفير هذا الرجل .
السائل : الله خالق كل شيء ، ولا يلزم أن يكون لهذا الشيء أول مادام أن الله خالق .
الشيخ : بس انتهى الأمر .
وفيق : شيخنا في نقطة في الجلسة الماضية كان هذا حسن السقاف أراد أن يضرب ـ يسموها عندنا بين الناس ـ إسفين ، فقال أنت تخالف شيخك الشيخ ناصر بالسلسة كذا وكذا ، فبناء على هذا الكلام الذي تفضلت به الآن ، يظهر أنه نحن نعتقد أن ابن تيمية أخطأ في هذا الكلام مع وجود النص .
الشيخ : حدد يا أخي ؟ .
وفيق : الكلام الذي هو : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بعدم نفسه إلى ما لا بداية ، هذا الكلام مع وجود النص نخطئ ابن تيمية فيه ؟.
الشيخ : نخطئ نعم.
وفيق : فنحن لم نعترف له بخطأ ابن تيمية في تلك الجلسة .
الحلبي : قال بعدم نفسه .
الشيخ : لا ، أنا مصرح بهذا .
وفيق : نعم موجود .
الشيخ : أنا مصرح بهذا .
الحلبي : نحن نخطئ ابن تيمية في هذا أنه كل مخلوق مسبوق بمخلوق ، مش إنه كل مخلوق مسبوق بعدم نفسه ، هذه نوافقه فيها .
الشيخ : لا ، هذا صحيح ، هو شو قال ؟ .
الحلبي : هو قال : مسبوق بعدم نفسه ، هذه نوافق ابن تيمية عليها.
وفيق : لكن الشيخ الذي كتبه في السلسة : ما من مخلوق إلا ومسبوق بمخلوق .
الشيخ : هو هذه .
الحلبي : هذه التي نخطئه فيها .
الشيخ : الظاهر أنهم سمعوا منك كلمة غيرها .
الحلبي : المسبوق بعدم نفسه .
وفيق : هذه يقولها لأنه ...
الشيخ : في عندنا قضيتين أرجوا التنبه لهما ، ابن تيمية يقول : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق قبله ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وهكذا إلى ما لا أول له ، هذا نحن لا نقول به ، لمخالفته أولا لصريح حديث : ( أول ما خلق الله القلم ) ، ثانيا : مخالفته لما نقله من العلماء أن العلماء اختلفوا في تعيين أول مخلوق ، الجمهور قال العرش ، وآخرون قالوا القلم ، إذا العلماء كأنهم متفقون على أن هناك أول مخلوق ، متفقون على أن هناك أول مخلوق ، لكنهم مختلفون في تحديد هذا المخلوق ، فابن تيمية أخطأ من ناحيتين في اعتقادي أنا :
الناحية الأولى : أنه حكى اختلاف العلماء في تعيين أول مخلوق ، وذكر أن قول الجمهور أن أول مخلوق هو العرش ، إذا ليس قبل العرش مخلوق ، إذا كان العرش هو أول مخلوق إذا ليس قبل العرش مخلوق ، قوله : وما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق وهكذا إلى ما لا أول له ، يخالف هذا الذي حكاه عن أهل العلم مع مخالفته لصريح حديث ، وإن كان هو تأوله ، أظن رأيتم هذا في تخريجي لشرح الطحاوية ، أنه أول ما خلق الله المخلوق ، ليس هناك مبتدأ وخبر انتهى ، لا ، بينما ما ذكرته من بعض الروايات وأظنه عن مسند أبي يعلى والله أعلم ، فالعهد بعيد ، مبتدأ وخبر .
الحلبي : ( إن أول ما خلق الله القلم فقال له ... ).
الشيخ : أي نعم ، فالشاهد نحن ما نخالف ابن تيمية في كونه : " ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق " لكن ما نقول إذا إلى ما لا بداية له ، لا نقول هذا ... الحقيقة أن هذا نحن ندين الله به ، أنا أنصح باختصار أن الرجل توقفوه عند حده بكلام ابن تيمية الصريح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، وأن الله خالق كل شيء كما صرح في تعليقه على مراتب الإجماع ، وانتهت القضية ، أما قوله : ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، فإذا كان يعني عدم انتهاء المخلوقات من الأول فنحن لسنا تيميين ، وهذا أشفق لنا أن نقول لسنا تيميين ، لكن أنت لا يجوز لك أن تكفر هذا الرجل لأنه خلاف ما تتهمه به .
وفيق : طيب شيخنا بدنا نؤكد شيء ، يعني نحن قبل أن نأتي إلى هنا كان استقر في أذهاننا ما قلناه آنفا .
الشيخ : وهو ؟ .
وفيق : بدنا نشوف رأي الشيخ في هذا تفصيل ... يعني كل ما ورد عن شيخ الإسلام رحمه الله بأن كل ما سوى الله مخلوق ، عندنا واضح أنه ينفي أن يكون مع الله سبحانه وتعالى شيء قديم .
الشيخ : أي نعم .
وفيق : لكن كانا الإشكال الذي عندنا أنه كل ما تكلم ابن تيمية رحمه الله في هذا الموضع يذكر في غالب الأحيان المشيئة والقدرة ، فقلنا إذا قصده بالقدم النوعي أو النوع القديم ، وهذه الكلمات قصده فيها ما تعلق بالله سبحانه تعالى .
الشيخ : لا ، أبدا .
وفيق : بعيد يعني .
الشيخ : هذه حقيقة ما فيها إشكال ، لكن هذا ليس موضوع الحوادث التي لا أول لها .
السائل : مع أنها حقيقة .
الشيخ : نعم .
وفيق : مع أن السقاف ما تعرض لحوادث لا أول لها إنما الذي تعرض له القدم النوعي .
السائل : بابان يفتح بعضهما على بعض .
الحلبي : الله يجزيك خيرا .
الشيخ : أهلا وسهلا ، وإياكم يا أخي ، أسأل الله أن يقويكم وينصركم على أعدائكم ، يا الله .
الشيخ : لا ، مادام يقول لك في بعض كتبه : " ما من مخلوق إلا ومسبوق بالعدم ".
الحلبي : لا شيخنا حتى من هذه العبارة نفسها .
الشيخ : لا ، هذه العبارة موهمة .
الحلبي : موهمة ، لكن طيب نعكس الأمر هذا في الماضي ، نحكي نحن عن الماضي ، طيب نحكي عن المستقبل الآن أليس نعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار مستمرا إلى ما لا نهاية وهو مخلوق.
الشيخ : مستمر أي نعم.
الحلبي : طيب الذي يجعل هذا على الدوام في المستقبل ألا يجعله على الدوام في الماضي ، وكلاهما لا يكونان إلا مخلوقين .
الشيخ : شيء بس هنا نحن مستندنا الشرع ، أول ما خلق الله القلم.
السائل : أنا أستأذن شيخنا ، الله يحسن خاتمتك .
الشيخ : آمين جميعا . هنا نقطع الجدل بالاستناد إلى النص ، وهو العصمة كما تعلمون .
السائل : أما عقلا ؟ .
الشيخ : عقلا مثل ما ...
السائل : على قول الإخوة أنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، يقول : " وكذلك لم يفرقوا بين كونه فعل معين قديما وبين كون نوع الفعل المعين قديما كالفلك محدث مخلوق مسبوق بالعدم وكذلك كل ما سواه ".
الشيخ : هذا هو .
السائل : يعني ما من مخلوق إلا هو مسبوق بالعدم .
وفيق : يا سيدي هذا كبير عن شيخ الإسلام كثير جدا .
الشيخ : هذا شو الكتاب ؟ .
وفيق : شرح حديث عمران .
الشيخ : له بحث مفصل جدا في شرح منهاج السنة ، له بحث مطول جدا ، أظن هناك يصرح ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، فإذا يعني شبهة هذا الرجل ، أنه مردودة بصريح كلام ابن تيمية ، أنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، فإذا لا يقال إنه يقول بأزلية المخلوقات كأزلية الله عز وجل ، هذا افتراء عليه ، لكن الحقيقة هو يقول شيء نحن نقول مع بعضنا البعض متأثرا بالمنطق وبالعقل ، لكن هذا العقل مخالف للنقل ، ومخالف لما نقله هو عن علماء المسلمين في تعيين أول خلق ، نحن ما نقول هذا الكلام كله أمام هذا الرجل حتى ما نسلحه ، لكن نقول أن ابن تيمية لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويستحضر نصب عينيه قوله عليه السلام : ( من كفر مسلما فقد كفر ) وهو يسمعه يقول : " ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم " فإذا هو لا يجوز أن يقال بأنه يقول عن المخلوقات أنها أزلية كالله عز وجل ، مادام أنه يصرح بهذا الكلام العربي المبين ، أما : والله ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، عقلته أو ما عقلته ، ما يهمك قف مع النص مع الشرع وانتهى الأمر .
وفيق : يمكن يستدلون بقوله حوادث لا بداية لأولها أو لا أول لبدايتها ؟ .
الشيخ : يعني لا يعلم أول مخلوق ، لكن هو إيش يخلص حاله .
وفيق : طيب من أين هذا ، من أين كلام شيخ الإسلام هذا ؟ .
الشيخ : مش مهم هذا من أين ، المهم أنه هل هذا مكفر وهو يقول : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم .؟
السائل : رغم أنه صح فيه بيت الشاعر : فيك الخصام وأنت الخصم والحكم .
فكان الخصم والحكم حينما ساق الأخ لي النصوص الكثيرة في أن كل ما سوى الله مخلوق رأيته تأثر تأثرا شديدا حتى حينما قال والشيخ علي : نحن جئنا لأن الشيخ السقاف يكفر ابن تيمية قال : والله لو أعلم أنها في تكفيره ما جئت .
وفيق : ... قلت له نحن بدنا فتوى من فضيلة الدكتور علي الفقير نحكيها : مسلم أو كافر شيخ الإسلام .؟ وقلت : أنا سأنقل عنك أنت متوقف .
الشيخ : ما أعطاك جواب ؟ .
وفيق : ما أعطى ، قلت له الآن سأنقل عنك أنك متوقف .
الشيخ : الليلة هل سيحضر ؟ .
وفيق : نعم .
الشيخ : امسكوه من الناحية هذه .
وفيق : فلا يحكم الجلسة إلا إذا اعترف بإسلامه .
الشيخ : وأنا أعتقد ما تأخذوا معكم كتب ، ليش الجلسة السابقة ما كان عندكم كتب ؟ .
الحلبي : معنا .
الشيخ : ألم تقرؤوا النصوص .؟
الحلبي : أنت إيش قلت الآن ؟ .
الشيخ : ما تستحضروا معكم كتب ؟ .
وفيق : لا نأخذ معنا الكتب ؟ .
الشيخ : نعم ، لا تأخذوا الكتب معكم ، الجلسة السابقة ألم تكن معكم الكتب ؟ .
الحلبي : نعم كانت .
الشيخ : طيب فأنت تقول له أنه نحن عرضنا عليك نصوص ابن تيمية ومنها : " ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم " وأنت توقفت عن إعطاء الجواب الصريح للسؤال هنا ، هل هو مسلم أم كافر .؟ الآن نحن جئنا لنسمع الجواب من حضرتك .
السائل : السقاف يحضر معه كتب ويقرأ ويكتب من النصوص ، لكن والله العظيم أنه يحتاج حينما يقرأ في نص أن يكون معك الكتاب المقابل حتى تمسك عليه دجله .
الشيخ : الله أكبر ، لهذه الدرجة .؟!
السائل : يعني رجل كانه يعني نسأل الله العافية .
وفيق : شيخنا أقدر أطلب كتاب مراتب الإجماع من عندكم ؟
ابن حزم ينقل إجماع الأمة وإجماع الصحابة إن صح الكلام على تكفير من لم يعترف بأن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء ، في كلام السقاف قال قلت يعني عن ابن تيمية بل هذا فيه نزاع كبير .
كلام ابن حزم : " اتفقوا أن الله عز وجل وحده لا شريك له مخالف كل شيء غيره وأنه تعالى لم يزل وحده ولا شيء غيره معه ، ثم خلق الأشياء كلها كما شاء ، وأن النفس مخلوقة والعرش مخلوق ، والعالم كله مخلوق وأن النبوة حق وأنه كان أنبياء كثير منهم من سمى الله تعالى في القرآن ومنهم من لم يسم لنا ، وأن محمدا ابن عبد الله القرشي الهاشمي المبعوث بمكة المهاجر إلى المدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى جميع الإنس والجن إلى يوم القيمة ، ودين الإسلام هو ... " يشير إلى أن ما في هذا الباب من المسائل هو مما ثبت من الدين بالضرورة فلا يكون محلا للنزاع أصلا (م) محمد زاهد الكوثري ، وبعدين هنا : وقد ختم الكتاب بباب من الإجماع في الاعتقادات وكفر من خالفه ، فقال : " اتفقوا أن الله وحده لا شريك له ، خالق كل شيء غيره ، وأنه تعالى لم يزل وحده ولا شيء غيره ، ثم خلق الأشياء كلها حين شاء ، وأن النفس مخلوقة والعرش مخلوق والعالم كله مخلوق " ، قلت : ابن تيمية ، أما اتفاق السلف وأهل السنة والجماعة على أن الله وحده خالق كل شيء فهذا حق ، ولكنهم لم يتفقوا على كفر من خالف في ذلك أو من خالف ذلك ، فإن القدرية الذين يقولون أن أفعال الحيوان لم يخلقها الله ، أكثر من أن يمكن ذكرهم من حين ظهرت القدرية في أواخر عصر الصحابة إلى هذا التاريخ ، والمعتزلة كلهم قدرية و، كثير من الشيعة بل عامة الشيعة المتأخرين ، وكثيرا من المرجئة والخوارج وطوائف من أهل الحديث والفقه نسبوا إلى ذلك منهم طوائف من رجال الصحيحين ، ولم يجمعوا على تكفير هؤلاء ، بل هو نفسه قد ذكر في أول كتابه أنه لا يكفر هؤلاء ، والمنصوص عن مالك والشافعي وأحمد في القدرية " أنهم إذا جحدوا العلم كفروا ، وإذا لم يجحدوه لم يكفروا " نكمل شيخنا ؟ .
الشيخ : نشوف شو علاقة الكلام .
وفيق : أيضا فقد ذكر في كتابه تلميذه ...
الشيخ : هذا قرأه عليكم الرجل ؟ .
السائل : لا ، لا .
الشيخ : إذا شو قرأ ؟ .
الحلبي : ...
السائل : كان بجانبه رجل يلبس بالحق عليه ، يضع خط على هذا وبعد عشرة أسطر يضع خط ويضع خط ، وينسج الكلام مع بعض.
الشيخ : يضحك الألباني رحمه الله ، في شيء هنا ينفعكم عليه ؟ .
وفيق : والله الظاهر أنه في ، لأنه أشياء مثل القدرية وكذا أنه الأمة مختلفة في تكفيرهم .
الشيخ : لا ، فيما يتعلق في البحث بينكم وبين الرجل .
وفيق : يعني هذه المسألة .؟
السائل : نقل أن ابن حزم نقل الإجماع ، وابن تيمية ألزمه بأنه يقول بعكس هذا الإجماع ، ونصره على ذلك .
الحلبي : يا سلام هذا النص ما أجمله " وأيضا فقد ذكر في كتابه في الملل والنحل أما الصحابة وأئمة الفتيا لا يكفرون من أخطأ في مسألة في الاعتقاد ولا في الفروع ".
الشيخ : أينعم .
الحلبي : آه ، شيخنا ويضحك الشيخ علي الحلبي نفع الله به .
الشيخ : آه ، نحن نعرف هذا أن التفريق بين الأصول والفروع ما له أصل .
الحلبي : " وإن كان أراد بقوله أن المسلمون على هذا فهذا أبلغ ، ومعلوم أن مثل هذا النقل للإجماع لم ينقله عن معرفته بأقوال الأئمة ، لكن لما علم أن القرآن أخبر بأن الله خالق كل شيء وأن هذا من أظهر الأمور عند الأمة حكى الإجماع على هذا ، ثم اعتقد أن من خالف الإجماع كفر بإجماع ، فصارت حكايته لهذا الإجماع مبنية على هاتين المقدمتين اللتين ثبت النزاع في كل منهما ، وأعجب من ذلك حكايته الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شيء غيره معه ، ثم خلق الأشياء كما شاء ، ومعلوم أن هذه العبارة ليست في كتاب الله ولا تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل الذي في الصحيح عنه حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان الله ولا شيء قبله وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض ) وفي لفظ : ( ثم خلق السموات والأرض ) وروي هذا الحديث في صحيح البخاري بثلاثة ألفاظ ، روي : ( كان الله ولا شيء قبله ) وروي : ( ولا شيء غيره ) وروي : ( ولا شيء معه ) والقصة واحدة ، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال واحدا من هذه الألفاظ ".
الشيخ : وروي كلامه غير مسلم .
الحلبي : نعم بلفظ معه ما هو في البخاري ، ابن حجر يقول وعند غير البخاري : ( معه )، بس وقفت عليها شيخنا في شيء من كتب المصطلح ؟ .
الشيخ : والله أنا تكلمت في تخريج العقيدة الطحاوية ولم أعد أذكر الآن .
الحلبي : ذاكر أنه ما وقفت عليه في شيء من الكتب .
الشيخ : نعم ، هذا أشوفه من المشاكل أنه هو الآن ينكر هذه الرواية من حيث المعنى : ( أنه ولا شيء معه ) يقول لك : ولا شيء قبله ، نعم ، أما لا شيء معه ، لا ، في منطق الحوادث ، في منطق حوادث لا أول لها ، ما يلتئم مع رواية لا شيء عنده ، تابع .
الحلبي : " إنما قال واحدا من هذه الألفاظ والآخران رويا بالمعنى ، وحينئذ فالذي يناسب لفظ ما ثبت عنه في الحديث الآخر الصحيح أنه كان ... ".
الشيخ : قبله .
الحلبي : قبله " ما ثبت عنه في الحديث الآخر الصحيح أنه كان يقول في دعائه : ( أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء ) فقوله في هذا : ( أنت الأول فليس قبلك شيء ) يناسب قوله : ( كان الله ولا شيء قبله ) وقد بسط الكلام على هذا الحديث وغيره في غير هذا الموضع ، والمقصود هنا الكلام على ما يظنه بعض الناس من الإجماعات ، فهذا اللفظ ليس في كتاب الله ، وهذا الحديث لو كان نصا فيما ذكر فليس هو متواترا ، فكم من حديث صحيح ومعناه فيه نزاع كثير ، فكيف ومقصود الحديث غير ما ذكر ولا نعرف هذه العبارات عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ، فكيف يدعى فيها إجماع ، ويدعى الإجماع على كفر من خالف ذلك ، ولكن الإجماع المعلوم هو ما علمت الأمة أن الله بينه في القرآن ، وهو أن خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام كما أخبر الله بذلك في القرآن في غير موضع ، فإذا ادعى المدعي الإجماع على هذا وتكفير من خالف هذا كان قوله متوجها ، وليس في خبر الله أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ما ينفي وجود مخلوق قبلهما ، ولا ينفي أنه خلقهما من مادة كانت قبلهما ، كما أنه أخبر أنه خلق الإنسان وخلق الجن ، وإنما خلق الإنسان من مادة وهي الصلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارد من نار ، فكيف وقد ثبت في الكتاب والسنة وإجماع السلف الذي لا يعلم فيه نزاع أن الله لما خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وكان عرشه على الماء قبل ذلك ، فكان العرش موجودا قبل ذلك ، وكان الماء موجود قبل ذلك ، وقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله قدر مقادير الخلق أو الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) وقد أخبر سبحانه أنه استوى إلى السماء الدنيا وهي دخان : (( فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين )) وثبت عن غير واحد من الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء المسلمين أنه خلق السماء من بخار الماء ، ونحو ذلك من النقول التي تطلقها ما يشير به أهل الكتاب عن التوراة وما عندهم من العلم الموروث عن الأنبياء ، وشهادة أهل الكتاب الموافقة لما في القرآن أو السنة مقبولة كما في قوله تعالى : (( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) ونظائر ذلك في القرآن .
وهذا الموضع أخطأ فيه طائفتان :
طائفة من أهل الكلام من اليهود والمسلمين وغيرهم ظنوا أن إخبار الله بخلقه للسموات والأرض وما بينهما يقتضي أنهما لم يخلقا من شيء بل لم يكن قبلهما وجود إلا الله ، ومعلوم أن خبر الله مقارب لذلك ، والله قد أخبر أنه خلق الإنسان والجان من مادة ذكرها ، والذين يثبتون الجوهر الفرد من هؤلاء وغيرهم يعتقدون أن خلق الإنسان وغيره مما يخلقه في هذا العالم ليس هو خلقا من جوهر قائم بنفسه ، بل هو إحداث أعراض يحول بها الجواهر المنفردة من حال إلى حال ، وهذا مخالف للشرع والعقل كما قد بسط في موضعه ، فإن هؤلاء يقولون إنا لم نشهد خلق عين من الأعيان ، بل الرب أبدع الجواهر المنفردة ، ثم الخلق بعد ذلك إنما هو إحداث إعراض قائمة بها.
وطائفة أخرى أبعد عن الشرع والعقل من هؤلاء ، يتأولون خلق السموات والأرض بمعنى التولج والتعليل والإيجاد بالذات ، فيقولون إن الفلك قديم أزلي معلول للرب ، وأنه يوجب بذاته ولم يزل ولا يزال ، فقولهم بالإيجاب هو معنى القول بالتولد ، فإن ما حصل عن غيره بغير اختيار منه فقد تولد عنه لاسيما إن كان حيا ، وهم يقولون بقدم عين الفلك وأنه لم يزل ولا يزال ، فأولئك إذا قيل إن المسلمون أجمعوا على نقيض قولهم أو على كفر من قال بقولهم ، كان قولا متوجها ، لأنه قد علم بالاضطرار من دين الرسول أنه أخبر بخلق السموات والأرض بعد أن لم تكن مخلوقة بخلاف من ادعى أن الصانع لم يزل معطلا ، والفعل والكلام ".
الشيخ : ... .
الحلبي : " فإنه قد علم بالاضطرار من دين الرسول أنه أخبر بخلق السموات والأرض بعد أن لم تكن مخلوقة بخلاف من ادعى أن الصانع لم يزل معطلا ، والفعل والكلام عليه ممتنعا بغير سبب حدث ، أوجب انتقاله من الامتناع إلى الإمكان وأوجب أن يصير الرب قادرا على الفعل ".
الشيخ : قادرا .
الحلبي : " فيصير الرب قادرا على الفعل أو الفعل والكلام بعد أن لم يكن قادرا على ذلك ، فهذه الدعوة وأمثالها عند جمهور العقلاء معلومة الفساد في العقل مع فسادها في الشرع ، ومعلوم عند من له معرفة بالكتاب والسنة والإجماع أن الشرع لم يرد بها ، ولا بما يدل عليها قط ، ولكن ظن من ظن من أهل الكلام أن هذا دين أهل الملل ، واستدلوا على ذلك بالكلام الذي أنكره السلف والأئمة عليهم من أن ما لا يخلوا من الحوادث فهو حادث ، وكان الذي أنكره السلف والأئمة عليهم الكلام الباطل الذي خالفوا فيه الشرع والعقل ، وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع ، وذكر منشئا غلط الطائفتين حيث لم يفرقوا بين النوع والعين ، وذكر قول السلف والأئمة أن الله لم يزل متكلما إذا شاء ، وأنه لا نهاية لكلمات الله ، وأن وجود ما لا نهاية له من كلمات الله في الماضي كما ثبت في المستقبل وجوده ما لا نهاية له أيضا ، وأن كل ما سوى الله تعالى مخلوق كان بعد أن لم يكن وليس معه شيء قديم بقدمه ، بل ذلك ممتنع عقلا باطل شرعا ، فإن الله أخبر أنه خالق كل شيء ، والقول بأن الخالق علة تامة أزلية مستلزمة لمعلولها باطل أصلا وشرعا ، وموجبه أنه يمتنع ضرورة وجود علة تامة يقارنها حدوث شيء من العالم ، فإن الحوادث بعد أن لم تكن يمتنع مقارنة معلولها بها ، بل قد بين أن القول بأن الفاعل يكون علة تامة مستلزمة المفعول باطل ، وأن الفعل لا يكون إلا بإحداث شيء لكن فرق بين حدوث الشيء المعين وبين حدوث الحوادث شيئا بعد شيء .
وقد ثبت بالدلائل اليقينية أن الرب فاعل باختياره وقدرته ، وأنه إذا قيل هو موجب بالذات ، فإن أريد بذلك أنه يوجب بمشيئته وقدرته ما شاء فهذا لا ينافي فعله بمشيئته وقدرته ، وإن أريد بذلك ما يقوله الدهرية والفلاسفة كابن سينا ونحوه من أن ذاتا مجردة عن الصفات أوجبت العالم بما فيه من الأمور المختلفة الحادثة ، فهذا من أفسد الأقوال عقلا وسمعا ، فإن إثبات ذات مجردة عن الصفات أو إثبات وجود مجردا عن جميع القيود أو مقيدا بالسلوب لا يختص بأمر وجودي مما لا يمكن تحقق في الخارج ، وإنما يقدره الذهن كما يقدر سائر الممتنعات ، ودعوى أن الصفة هي الموصوف ... " إلى آخر الكلام .
الشيخ : أخي باختصار الرجل أوقفوه عند حده من كلام ابن تيمية الصريح بأنه خالق كل شيء ، وأنه إن قال بحوادث لا وأول لها فهو يعني أنه لا نستطيع أن نحدد أول مخلوق ، لكنه يصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، خالق كل شيء ، فأنت تريد تكفره من أين .؟
وفيق : كل ما سوى الله مخلوق .
الحلبي : ... قوله ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق فيه بيان المسألة الأساسية أنه ما هو أول مخلوق ، فشيخ الإسلام ليس عنده ترجيح في هذه المسألة .
الشيخ : هذا هو .
الحلبي : ونصوصه الأخرى قاضية بأن كل مخلوق مسبوق بالعدم .
الشيخ : بس ، وبعدين شو رأيه في المعتزلة التي أشار إليها المسألة ابن تيمية في كلامه السابق ، أنهم يقولون إن الإنسان يخلق أفعال نفسه ، إذا يكفرهم ؟
ابن تيمية لا يكفرهم لأنه عنده شبهة ، فأنت ماسك ابن تيمية وعم تكفره بسبب أنه تتوهم أنه يقول إنه ليس الله خالق كل شيء ، وهو يقول لك بلسان عربي مبين بإيمانه بالقرآن الكريم : (( الله خالق كل شيء )) ثم يشرح لك يقول : صحيح أنا أعتقد أنه ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، لكن كل مخلوق مسبوق بالعدم ، فماذا بقي أمامك أنت تتمسك بتكفير هذا الرجل .
السائل : الله خالق كل شيء ، ولا يلزم أن يكون لهذا الشيء أول مادام أن الله خالق .
الشيخ : بس انتهى الأمر .
وفيق : شيخنا في نقطة في الجلسة الماضية كان هذا حسن السقاف أراد أن يضرب ـ يسموها عندنا بين الناس ـ إسفين ، فقال أنت تخالف شيخك الشيخ ناصر بالسلسة كذا وكذا ، فبناء على هذا الكلام الذي تفضلت به الآن ، يظهر أنه نحن نعتقد أن ابن تيمية أخطأ في هذا الكلام مع وجود النص .
الشيخ : حدد يا أخي ؟ .
وفيق : الكلام الذي هو : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بعدم نفسه إلى ما لا بداية ، هذا الكلام مع وجود النص نخطئ ابن تيمية فيه ؟.
الشيخ : نخطئ نعم.
وفيق : فنحن لم نعترف له بخطأ ابن تيمية في تلك الجلسة .
الحلبي : قال بعدم نفسه .
الشيخ : لا ، أنا مصرح بهذا .
وفيق : نعم موجود .
الشيخ : أنا مصرح بهذا .
الحلبي : نحن نخطئ ابن تيمية في هذا أنه كل مخلوق مسبوق بمخلوق ، مش إنه كل مخلوق مسبوق بعدم نفسه ، هذه نوافقه فيها .
الشيخ : لا ، هذا صحيح ، هو شو قال ؟ .
الحلبي : هو قال : مسبوق بعدم نفسه ، هذه نوافق ابن تيمية عليها.
وفيق : لكن الشيخ الذي كتبه في السلسة : ما من مخلوق إلا ومسبوق بمخلوق .
الشيخ : هو هذه .
الحلبي : هذه التي نخطئه فيها .
الشيخ : الظاهر أنهم سمعوا منك كلمة غيرها .
الحلبي : المسبوق بعدم نفسه .
وفيق : هذه يقولها لأنه ...
الشيخ : في عندنا قضيتين أرجوا التنبه لهما ، ابن تيمية يقول : ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق قبله ، ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، وهكذا إلى ما لا أول له ، هذا نحن لا نقول به ، لمخالفته أولا لصريح حديث : ( أول ما خلق الله القلم ) ، ثانيا : مخالفته لما نقله من العلماء أن العلماء اختلفوا في تعيين أول مخلوق ، الجمهور قال العرش ، وآخرون قالوا القلم ، إذا العلماء كأنهم متفقون على أن هناك أول مخلوق ، متفقون على أن هناك أول مخلوق ، لكنهم مختلفون في تحديد هذا المخلوق ، فابن تيمية أخطأ من ناحيتين في اعتقادي أنا :
الناحية الأولى : أنه حكى اختلاف العلماء في تعيين أول مخلوق ، وذكر أن قول الجمهور أن أول مخلوق هو العرش ، إذا ليس قبل العرش مخلوق ، إذا كان العرش هو أول مخلوق إذا ليس قبل العرش مخلوق ، قوله : وما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق وهكذا إلى ما لا أول له ، يخالف هذا الذي حكاه عن أهل العلم مع مخالفته لصريح حديث ، وإن كان هو تأوله ، أظن رأيتم هذا في تخريجي لشرح الطحاوية ، أنه أول ما خلق الله المخلوق ، ليس هناك مبتدأ وخبر انتهى ، لا ، بينما ما ذكرته من بعض الروايات وأظنه عن مسند أبي يعلى والله أعلم ، فالعهد بعيد ، مبتدأ وخبر .
الحلبي : ( إن أول ما خلق الله القلم فقال له ... ).
الشيخ : أي نعم ، فالشاهد نحن ما نخالف ابن تيمية في كونه : " ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق " لكن ما نقول إذا إلى ما لا بداية له ، لا نقول هذا ... الحقيقة أن هذا نحن ندين الله به ، أنا أنصح باختصار أن الرجل توقفوه عند حده بكلام ابن تيمية الصريح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم ، وأن الله خالق كل شيء كما صرح في تعليقه على مراتب الإجماع ، وانتهت القضية ، أما قوله : ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق ، فإذا كان يعني عدم انتهاء المخلوقات من الأول فنحن لسنا تيميين ، وهذا أشفق لنا أن نقول لسنا تيميين ، لكن أنت لا يجوز لك أن تكفر هذا الرجل لأنه خلاف ما تتهمه به .
وفيق : طيب شيخنا بدنا نؤكد شيء ، يعني نحن قبل أن نأتي إلى هنا كان استقر في أذهاننا ما قلناه آنفا .
الشيخ : وهو ؟ .
وفيق : بدنا نشوف رأي الشيخ في هذا تفصيل ... يعني كل ما ورد عن شيخ الإسلام رحمه الله بأن كل ما سوى الله مخلوق ، عندنا واضح أنه ينفي أن يكون مع الله سبحانه وتعالى شيء قديم .
الشيخ : أي نعم .
وفيق : لكن كانا الإشكال الذي عندنا أنه كل ما تكلم ابن تيمية رحمه الله في هذا الموضع يذكر في غالب الأحيان المشيئة والقدرة ، فقلنا إذا قصده بالقدم النوعي أو النوع القديم ، وهذه الكلمات قصده فيها ما تعلق بالله سبحانه تعالى .
الشيخ : لا ، أبدا .
وفيق : بعيد يعني .
الشيخ : هذه حقيقة ما فيها إشكال ، لكن هذا ليس موضوع الحوادث التي لا أول لها .
السائل : مع أنها حقيقة .
الشيخ : نعم .
وفيق : مع أن السقاف ما تعرض لحوادث لا أول لها إنما الذي تعرض له القدم النوعي .
السائل : بابان يفتح بعضهما على بعض .
الحلبي : الله يجزيك خيرا .
الشيخ : أهلا وسهلا ، وإياكم يا أخي ، أسأل الله أن يقويكم وينصركم على أعدائكم ، يا الله .
اضيفت في - 2004-08-16