سلسلة الهدى والنور-0904
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور-جديد
نصيحة الشيخ لأهل الحديث في باكستان بخصوص تفرقهم.
الهلالي : بسم الله، إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، أما بعد فهذه أسئلة نوجهها إلى شيخنا أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله راجين أن ينتفع بها إخواننا في أقطار الأرض لأن هذه الأسئلة حقيقة مما حملته في جعبتي أثناء جولتي في كثير من البلاد وباكستان وفي أمريكا وفي بريطانيا فيها كان كثيرا من إخواننا يوجههونها لها راجين أن تجد يعني طريقها إلى يد الشيخ ليتكلم فيها بإسهاب لأنها من المواضيع الحساسة التي شغلت أذهان الشباب في هذه الأيام بل استولت على عقولهم بل هي شغلهم الشاغل الآن في جميع الأقطار رغب إخواننا في باكستان أهل الحديث خاصة أن يوجه لهم الشيخ حفظه الله كلمة حول ما هم فيه لأن أهل الحديث في باكستان كثر ولكنهم للأسف جماعات كثيرة غرباء أهل الحديث تبليغي أهل الحديث مجاهدي أهل الحديث إلى غير ذلك من الجماعات والفرق والأحزاب فرغب إخواننا من أهل العلم هناك أن يوجه لهم الشيخ حفظه الله كلمة لعلها تجد طريقها إلى التطبيق وإلى استماع منهم فنرجو أن تذكرنا وتذكرهم بكلمة حول هذا التفرق الذي يدب في أوصال بعض المنتسبين إلى الدعوة السلفية وإلى المنهج السلفي وجزاك الله خيرا.
الشيخ : في اعتقادي أصعب شيء هو البحث في الأمور البدهية الظاهرة إذا كان هؤلاء كما ذكرت من أهل الحديث وهم يختلف بعضهم مع بعض ذلك الإختلاف الشديد فماذا نقول بالنسبة للجماعات والطوائف الأخرى وكل من هؤلاء وهؤلاء يقرؤون معنا آيات الله عز وجل في الكتاب الكريم وهي كلها تتفق وتدندن حول نقطة واحدة كمثل قوله تعالى (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) وذكر أيضا في الآية الأخرى التي تقول (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) فإذا كانوا صادقين بأنهم ينتمون إلى علم الحديث وأقول إذا كانوا صادقين لأني مع الأسف أرى في كثير من الجماعات ولسنا بحاجة إلى أن نسمي أن فيهم مخلصين وأن فيهم مغرضين فإذا كانوا جميعا صادقين في انتماءهم إلى علم الحديث وأهل الحديث فأنا في ظني أن سبب هذا الاختلاف وهذا التنازع يعود إلى شيئين اثنين أشبه ما يكون ببعض الأسئلة التي طرحت من بعض إخواننا الحاضرين الذين ينتقدون بعض العاملين في تصحيح الأحاديث وتضعيفها فكان جوابي أن السبب هو اختلاف الدراسة والتمكن فيها إلى آخره فأنا أظن أن من أسباب الخلاف أن هناك ناس يصححوا بعض الأحاديث وناس منهم يضعفون أحاديث أخرى حينئذ أنا أعتقد أن كلمتي السابقة من أن مجال الاختلاف أمر طبيعي جدا ولذلك أنا تعجبني كلمة تنقل عن بعض الدعاة المعاصرين وهي التي تقول " نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه " لكن ليس على هذا الإطلاق أنا أعتقد أن الشطر الأول من الكلام كلام مستقيم بالمئة مئة نتعاون على ما اتفقنا عليه، أما الشطر الثاني ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه فلا بد من تقييده بنصوص الشريعة كمثل قوله عليه السلام ( الدين النصيحة ) إلى آخره وما في معناه أنهم بايعوا الرسول عليه السلام على النصيحة فهؤلاء المختلفون يجب أن تكون عندهم ما يسمى اليوم بلغة العصر الحاضر بالروح العلمية لكن ليست هكذا فلتانة مطلقة حتى يكفر الواحد حر على رأيه لا، يضل لا، وإنما أقصد أنه هو يرى أن الحديث صحيح وذاك يرى أنه حسن وكلهم عنده هذا العلم فشأنهم شأن كما ذكرنا أيضا في كلام سابق العلماء الذين اختلفوا البخاري خالفه مسلم، البخاري خالفه تلميذه الترمذي في غير ما حديث إلى آخره هذا ما أوجب نزاعا بينهم السبب أنه كان عندهم مثل هذه القاعدة المقيدة بالتناصح فهؤلاء المتفرقون هناك وإلا هنا عليهم أن تكون عندهم هذه الروح العلمية مستحضرين أن العقول والجهود تختلف والغاية يكونون كلهم مخلصين لخدمة السنة والحديث النبوي ثم لا عليهم أنهم إذا اختلفوا هذا وضع بعض الركوع ذاك ما وضع ما بيهم هذا أبدا لكن المهم أن يتناصحوا الدين النصيحة الدين النصيحة وأعتقد أن هذا العلاج القرآني المذكور في غير ما آية في القرآن الكريم والأحاديث التي تأمر الأمة بالتناصح يكفي لهؤلاء ولكل المسلمين أن يتراجعوا عن التخاصم وعن التدابر وأن يكونوا إخوانا كما أمرهم الله تبارك وتعالى.
الشيخ : في اعتقادي أصعب شيء هو البحث في الأمور البدهية الظاهرة إذا كان هؤلاء كما ذكرت من أهل الحديث وهم يختلف بعضهم مع بعض ذلك الإختلاف الشديد فماذا نقول بالنسبة للجماعات والطوائف الأخرى وكل من هؤلاء وهؤلاء يقرؤون معنا آيات الله عز وجل في الكتاب الكريم وهي كلها تتفق وتدندن حول نقطة واحدة كمثل قوله تعالى (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) وذكر أيضا في الآية الأخرى التي تقول (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) فإذا كانوا صادقين بأنهم ينتمون إلى علم الحديث وأقول إذا كانوا صادقين لأني مع الأسف أرى في كثير من الجماعات ولسنا بحاجة إلى أن نسمي أن فيهم مخلصين وأن فيهم مغرضين فإذا كانوا جميعا صادقين في انتماءهم إلى علم الحديث وأهل الحديث فأنا في ظني أن سبب هذا الاختلاف وهذا التنازع يعود إلى شيئين اثنين أشبه ما يكون ببعض الأسئلة التي طرحت من بعض إخواننا الحاضرين الذين ينتقدون بعض العاملين في تصحيح الأحاديث وتضعيفها فكان جوابي أن السبب هو اختلاف الدراسة والتمكن فيها إلى آخره فأنا أظن أن من أسباب الخلاف أن هناك ناس يصححوا بعض الأحاديث وناس منهم يضعفون أحاديث أخرى حينئذ أنا أعتقد أن كلمتي السابقة من أن مجال الاختلاف أمر طبيعي جدا ولذلك أنا تعجبني كلمة تنقل عن بعض الدعاة المعاصرين وهي التي تقول " نتعاون على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه " لكن ليس على هذا الإطلاق أنا أعتقد أن الشطر الأول من الكلام كلام مستقيم بالمئة مئة نتعاون على ما اتفقنا عليه، أما الشطر الثاني ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه فلا بد من تقييده بنصوص الشريعة كمثل قوله عليه السلام ( الدين النصيحة ) إلى آخره وما في معناه أنهم بايعوا الرسول عليه السلام على النصيحة فهؤلاء المختلفون يجب أن تكون عندهم ما يسمى اليوم بلغة العصر الحاضر بالروح العلمية لكن ليست هكذا فلتانة مطلقة حتى يكفر الواحد حر على رأيه لا، يضل لا، وإنما أقصد أنه هو يرى أن الحديث صحيح وذاك يرى أنه حسن وكلهم عنده هذا العلم فشأنهم شأن كما ذكرنا أيضا في كلام سابق العلماء الذين اختلفوا البخاري خالفه مسلم، البخاري خالفه تلميذه الترمذي في غير ما حديث إلى آخره هذا ما أوجب نزاعا بينهم السبب أنه كان عندهم مثل هذه القاعدة المقيدة بالتناصح فهؤلاء المتفرقون هناك وإلا هنا عليهم أن تكون عندهم هذه الروح العلمية مستحضرين أن العقول والجهود تختلف والغاية يكونون كلهم مخلصين لخدمة السنة والحديث النبوي ثم لا عليهم أنهم إذا اختلفوا هذا وضع بعض الركوع ذاك ما وضع ما بيهم هذا أبدا لكن المهم أن يتناصحوا الدين النصيحة الدين النصيحة وأعتقد أن هذا العلاج القرآني المذكور في غير ما آية في القرآن الكريم والأحاديث التي تأمر الأمة بالتناصح يكفي لهؤلاء ولكل المسلمين أن يتراجعوا عن التخاصم وعن التدابر وأن يكونوا إخوانا كما أمرهم الله تبارك وتعالى.
ما المقصود بفهم السلف الصالح ؟
الهلالي : السؤال الثاني يقول إن الدعوة السلفية تعني الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بفهم السلف الصالح وهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين هل يعني فهم السلف اتباعهم في أصول الدين أم في المسائل التي اتفقوا عليها أم اتباع كل واحد منهم نرجو توضيح هذه المسألة؟
الشيخ : أظن سبق الجواب ضمنا عن شيء من هذا السؤال أقول إذا اختلف السلف الصالح جاز لنا أن نختلف اختلافهم دون زيادة كما يقول ابن تيمية رحمه الله إذا كان هناك للسلف في المسألة الواحدة قولان فلا يجوز لنا أن نحدث قولا ثالثا ولكن لنا الخيرة بأن نرجح أحد القولين عن الآخر أما أن نأتي بفهم جديد نخالف ما كانوا عليه فهذا مما يدخل في الآية السابقة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فهذا هو الأمر إذا اختلفوا أما إذا اتفقوا فلا شك في أن مخالفتهم أوضح في المخالفة للآية أما إذا لم يكن هناك إلا قول واحد حسب ما بلغنا وقد يكون هناك أقوال أخرى لم نطلع عليها إذا كان هناك لأحدهم قول في مسألة لا ندري نحن مستنده فيها قد يكون هو النظر وقد يكون هو القياس فأنا في هذه الحالة أرى أن الأسلم أن نتبعه في رأيه ما لم يخالف نصا عندنا إما من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو من فعله وأنا أضرب في هذا مثلا وأذكر قصة فيها نكتة أما المثل ففي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال " نهى رسول الله صلى الله عليه وآله سلم عن الشرب قائما " قيل له أرأيت الأكل؟ قال " شر " الأكل قائما قال شر من الشرب قائما أنا في حدود اطلاعي ما علمت تأييدا لكلام أنس ولا مخالفا من كلام الرسول أو من فعله فأطمئن لقوله ما دام الأمر هكذا يعني لا يوجد ما نستند إليه لنخالفه ولنقول لا ليس كما يريد أن يقول شر يعني أشر بل لا نجد ما يساعدنا أن نقول إنه شر ليس بأشر ما نجد هذا ولا هذا إذ الأمر كذلك فاتباعنا لقول أنس وهو الذي خدم النبي صلى الله عليه وآله سلم عشر سنين أضمن لنا من أن نستدل نحن بمثل قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة لأن هذا الأصل ما يخفى على مثل أنس بن مالك أقول في مثل هذه الحالة أن اتباعه خير لنا من أن نحدث رأيا من عندنا نخالف رأيه كما أنني لا أرى أن نتأول النهي هنا كما يقول كثير من العلماء الذين يجيزون الشرب قائما ويعلمون مثل هذا النهي عن النبي صلى الله عليه وآله سلم ثابتا لكنهم يتأولون النهي بأنه للكراهة لا أرى أيضا هذا التأويل لهذا النص الصحيح لأن هناك في رواية أخرى وفي صحيح مسلم أيضا بدل نهى ( زجر رسول الله صلى الله عليه وآله سلم ) وكما أقول في كثير من مثل هذه المناسبة أنا لا أنسى يا أبا مصعب أصلي يعني ألباني يعني أعجمي والعرق دساس فأتحفظ وأقول أتحفظ حقيقة وأقول مستعينين بأهل العلم وأهل الأصل في العربية أنا أفهم أن قوله ( زجر ) أبلغ في النهي من نهى فإن كان كذلك فأقول أن هذا اللفظ الثاني الثابت أيضا عن أنس يحول بيننا وبين تقبل تأويل نهى أي تنزيها ومعنى ذلك يجوز أن تشرب قائما لكنه خلاف الأولى فزجر لا أجد في اللغة زجر تنزيها وتحريما بخلاف نهى يضاف إلى ذلك والشيء بالشيء يذكر بالمناسبة أن الإمام أحمد رحمه الله روى في مسنده بالسند الصحيح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه عليه الصلاة والسلام رأى رجلا يشرب قائما فقال له ( يا فلان أترضى أن يشرب معك الهر ؟ ) قال " لا يا رسول الله " قال ( فقد شرب معك من هو شر منه الشيطان ) أيضا لا يساعدنا أن نتأول النهي الذي هو من عمل الشيطان أنه مكروه أنه يجوز لكن مع الكراهة التنزيهية وبخاصة أن تمام حديث أبي هر قال له ( قئ قئ ) هذا أمر فيه إجهاد مقابل إيش؟ مخالفة تنزيهية، لا أعتقد هذا لذلك أريد أن أصل إلى النكتة التي أشرت إليها آنفا وهي أن الصحابة يمتازون عن الذين جاؤوا من بعدهم بأنهم باشروا السمع باشروا الاستماع إلى كلام الرسول وفرق بين سامع مباشرة وبين سامع بالواسطة وهنا النكتة ما أدري سمعتها يوما ما أم لا جاءني ذات يوم وأنا في دمشق أحد إخواننا وقد جادله شخص من حزب التحرير هؤلاء كما أظنكم تعلمون تبنوا أصولا وقواعد فقهية خالفوا المعروف عند علماء الأصول من ذلك أن الأمر لا يفيد الوجوب ولا يفيد استحبابا كقاعدة وإنما أنا أعبر من عندي الأمر فلتان إنما ينظر إلى القيود والمناسبات فيفسر النص إما للوجوب وإما للاستحباب وإما للإرشاد إلى آخره أما أن الأصل يفيد الوجوب لا.
الهلالي : ... عندهم قاعدة الأمر يفيد الطلب.
الشيخ : إي هذا هو طلب الوجوب؟
الهلالي : لا.
الشيخ : هذا هو أنا قلت لك أن أفسرها من عندي نعم المقصود جاءني هذا الشخص بيقول اختلفت أنا وصاحبي حول هذه المسألة وما قدرت عليه لأن صاحبه بيكون معلمه في الصنعة فهو معلمه أولا ثم أعلم منه بالثقافة الشرعية ثانيا، فما استطاع أن يجادله فسبحان الله ألهمت ساعتئذ لأن صاحبنا ما فيه عنده الثقافة القوية بحيث إذا أنا شرحت له الموضوع راح يستوعبه وراح ينقله تماما قلت له أنا راح أدلك على طريقة تستريح منه أنت مأمور عامل عنده أجير كل ما أمرك بشيء بالتعبير السوري قلت له طنش اعمل حالك ما سمعت تذكرتها كل ما هيك طنش ما لك سامع بدو يطلع خلقه بقى الرجل بدو بغضب يا فلان ليش ما بترد علي والله يا أستاذ أنا فهمت منك أن الأمر لا يفيد الوجوب فما دام لا يفيد الوجوب فأنا في حل أنا هون شاهدي هلا ليش جبت ها القضية هاي الصحابي لما بيسمع أمر الرسول بشيء أو بيسمع النهي بيبقى الرسول في وضع يشعر بقى السامع مباشرة أن هذا أمر ملزم وإلا لا نهي يعني مرهب وإلا لا فهو ينقل بقى إلينا أولا لفظ الرسول وثانيا فهمه للفظ الرسول من هنا أنا أقول نحن سلفيون.
الشيخ : أظن سبق الجواب ضمنا عن شيء من هذا السؤال أقول إذا اختلف السلف الصالح جاز لنا أن نختلف اختلافهم دون زيادة كما يقول ابن تيمية رحمه الله إذا كان هناك للسلف في المسألة الواحدة قولان فلا يجوز لنا أن نحدث قولا ثالثا ولكن لنا الخيرة بأن نرجح أحد القولين عن الآخر أما أن نأتي بفهم جديد نخالف ما كانوا عليه فهذا مما يدخل في الآية السابقة (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فهذا هو الأمر إذا اختلفوا أما إذا اتفقوا فلا شك في أن مخالفتهم أوضح في المخالفة للآية أما إذا لم يكن هناك إلا قول واحد حسب ما بلغنا وقد يكون هناك أقوال أخرى لم نطلع عليها إذا كان هناك لأحدهم قول في مسألة لا ندري نحن مستنده فيها قد يكون هو النظر وقد يكون هو القياس فأنا في هذه الحالة أرى أن الأسلم أن نتبعه في رأيه ما لم يخالف نصا عندنا إما من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو من فعله وأنا أضرب في هذا مثلا وأذكر قصة فيها نكتة أما المثل ففي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال " نهى رسول الله صلى الله عليه وآله سلم عن الشرب قائما " قيل له أرأيت الأكل؟ قال " شر " الأكل قائما قال شر من الشرب قائما أنا في حدود اطلاعي ما علمت تأييدا لكلام أنس ولا مخالفا من كلام الرسول أو من فعله فأطمئن لقوله ما دام الأمر هكذا يعني لا يوجد ما نستند إليه لنخالفه ولنقول لا ليس كما يريد أن يقول شر يعني أشر بل لا نجد ما يساعدنا أن نقول إنه شر ليس بأشر ما نجد هذا ولا هذا إذ الأمر كذلك فاتباعنا لقول أنس وهو الذي خدم النبي صلى الله عليه وآله سلم عشر سنين أضمن لنا من أن نستدل نحن بمثل قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة لأن هذا الأصل ما يخفى على مثل أنس بن مالك أقول في مثل هذه الحالة أن اتباعه خير لنا من أن نحدث رأيا من عندنا نخالف رأيه كما أنني لا أرى أن نتأول النهي هنا كما يقول كثير من العلماء الذين يجيزون الشرب قائما ويعلمون مثل هذا النهي عن النبي صلى الله عليه وآله سلم ثابتا لكنهم يتأولون النهي بأنه للكراهة لا أرى أيضا هذا التأويل لهذا النص الصحيح لأن هناك في رواية أخرى وفي صحيح مسلم أيضا بدل نهى ( زجر رسول الله صلى الله عليه وآله سلم ) وكما أقول في كثير من مثل هذه المناسبة أنا لا أنسى يا أبا مصعب أصلي يعني ألباني يعني أعجمي والعرق دساس فأتحفظ وأقول أتحفظ حقيقة وأقول مستعينين بأهل العلم وأهل الأصل في العربية أنا أفهم أن قوله ( زجر ) أبلغ في النهي من نهى فإن كان كذلك فأقول أن هذا اللفظ الثاني الثابت أيضا عن أنس يحول بيننا وبين تقبل تأويل نهى أي تنزيها ومعنى ذلك يجوز أن تشرب قائما لكنه خلاف الأولى فزجر لا أجد في اللغة زجر تنزيها وتحريما بخلاف نهى يضاف إلى ذلك والشيء بالشيء يذكر بالمناسبة أن الإمام أحمد رحمه الله روى في مسنده بالسند الصحيح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه عليه الصلاة والسلام رأى رجلا يشرب قائما فقال له ( يا فلان أترضى أن يشرب معك الهر ؟ ) قال " لا يا رسول الله " قال ( فقد شرب معك من هو شر منه الشيطان ) أيضا لا يساعدنا أن نتأول النهي الذي هو من عمل الشيطان أنه مكروه أنه يجوز لكن مع الكراهة التنزيهية وبخاصة أن تمام حديث أبي هر قال له ( قئ قئ ) هذا أمر فيه إجهاد مقابل إيش؟ مخالفة تنزيهية، لا أعتقد هذا لذلك أريد أن أصل إلى النكتة التي أشرت إليها آنفا وهي أن الصحابة يمتازون عن الذين جاؤوا من بعدهم بأنهم باشروا السمع باشروا الاستماع إلى كلام الرسول وفرق بين سامع مباشرة وبين سامع بالواسطة وهنا النكتة ما أدري سمعتها يوما ما أم لا جاءني ذات يوم وأنا في دمشق أحد إخواننا وقد جادله شخص من حزب التحرير هؤلاء كما أظنكم تعلمون تبنوا أصولا وقواعد فقهية خالفوا المعروف عند علماء الأصول من ذلك أن الأمر لا يفيد الوجوب ولا يفيد استحبابا كقاعدة وإنما أنا أعبر من عندي الأمر فلتان إنما ينظر إلى القيود والمناسبات فيفسر النص إما للوجوب وإما للاستحباب وإما للإرشاد إلى آخره أما أن الأصل يفيد الوجوب لا.
الهلالي : ... عندهم قاعدة الأمر يفيد الطلب.
الشيخ : إي هذا هو طلب الوجوب؟
الهلالي : لا.
الشيخ : هذا هو أنا قلت لك أن أفسرها من عندي نعم المقصود جاءني هذا الشخص بيقول اختلفت أنا وصاحبي حول هذه المسألة وما قدرت عليه لأن صاحبه بيكون معلمه في الصنعة فهو معلمه أولا ثم أعلم منه بالثقافة الشرعية ثانيا، فما استطاع أن يجادله فسبحان الله ألهمت ساعتئذ لأن صاحبنا ما فيه عنده الثقافة القوية بحيث إذا أنا شرحت له الموضوع راح يستوعبه وراح ينقله تماما قلت له أنا راح أدلك على طريقة تستريح منه أنت مأمور عامل عنده أجير كل ما أمرك بشيء بالتعبير السوري قلت له طنش اعمل حالك ما سمعت تذكرتها كل ما هيك طنش ما لك سامع بدو يطلع خلقه بقى الرجل بدو بغضب يا فلان ليش ما بترد علي والله يا أستاذ أنا فهمت منك أن الأمر لا يفيد الوجوب فما دام لا يفيد الوجوب فأنا في حل أنا هون شاهدي هلا ليش جبت ها القضية هاي الصحابي لما بيسمع أمر الرسول بشيء أو بيسمع النهي بيبقى الرسول في وضع يشعر بقى السامع مباشرة أن هذا أمر ملزم وإلا لا نهي يعني مرهب وإلا لا فهو ينقل بقى إلينا أولا لفظ الرسول وثانيا فهمه للفظ الرسول من هنا أنا أقول نحن سلفيون.
الكلام على مسألة الشرب قائما.
السائل : لو سمحت ما روي عن علي رضي الله عنه في الشرب من ماء زمزم قائما.
الشيخ : إيش قال؟
السائل : ما روي عن علي رضي الله عنه في الشرب من ماء زمزم قائما هل ثبت ... .
الشيخ : لا هذا مش عن علي بارك الله فيك عن ابن عباس وهو في صحيح البخاري، نعم هذه شبهة تأتي وهناك أحاديث أخرى فيها أن الرسول عليه السلام شرب قائما نحن لا ننكر أن الرسول عليه السلام شرب قائما هناك عدة أحاديث منها أنه ( شرب من ماء زمزم قائما ) نحن جوابنا على مثل هذا الحديث على وجوه أولا: أنه قد يكون لعذر وقد يكون لخصوصية له عليه السلام وقد يكون قبل النهي هذه القدقدة طبعا ليست بحجة لكن هي قد يكون لها وجه من حجة إذا ما قابلناها بأوامره عليه السلام ونواهيه ( شرب معك من هو شر منه الشيطان ) إذا كيف شرب الرسول قائما لا بد من نلاقي له وجه حتى ما يصطدم بقوله عليه السلام والخصوصية والعذر نضطر إلى افتراضهما في حالة علمنا بأن فعله عليه السلام المخالف لنهيه وقع بعد النهي أما إن كان وقع قبل ذلك فالخطب سهل كما لا يخفاك لأنه بيكون ماشي مع الأصل في صحيح البخاري أن الرسول عليه السلام خطب يوما وفي أصبعه خاتم من ذهب فقال ( نظرة إليكم ونظرة إليه ) ورماه كيف يقال هنا الحديث مو صحيح لأنه نهى عن خاتم الذهب وعن الحرير وما شابه ذلك كما هو معلوم في الصحاح؟ لا نقول هذا كان على الأصل ما دام الخمر كانوا يشربونه إلى آخره هذا معروف لديكم تماما لكن إن ثبت أنه عليه السلام فعل شيئا بعد قوله بخلافه حينذاك لا يسعنا أن نقول إلا لعذر أو لخصوصية له عليه السلام أو أن نصرف الأمر أو النهي من الوجوب إلى الاستحباب أو النهي من التحريم إلى الكراهة نجد في بعض الأحاديث المتعلقة بأنه عليه السلام شرب قائما أنه جاء إلى قربة معلقة ففك حل وكاءها وشرب قائما فقربة معلقة كما تعلمون يمكن لا تزالون ترونها في البوادي وأنتم مارون بيعلقوها مشان تبرد براد طبيعي فليس من السهل فك هذه القربة من فوق ويقعد ويشرب ثم يرجع يعلقها فهذا عذر واضح جدا يتضمنه الحديث نفسه أما حديث ابن عباس كما هو في البخاري والآن تذكرت حديث علي بس يمكن اختلط على الشيخ حديث ابن عباس بحديث علي حديث علي أنه توضأ وشرب قائما إي نعم مش في زمزم في زمزم حديث ابن عباس كيف؟
السائل : حديث ... .
الشيخ : المقصود فحديث ابن عباس في شربه عليه السلام من زمزم هذا أمر واضح جدا من شدة الزحام لأن خلق الرسول عليه السلام وتواضعه الذي لا مثل له وكما حدثنا أظن أحد الصحابة اسمه قدامة بن عبد الله العامري أنه حج مع النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أنه كان يمشي بين الصحابة لا طردا ولا إليك إليك مثل ما بيعملو الأمراء عندكم اليوم ... الطريق كله وهون عنا كمان مع الأسف بتلاقي سيارة الأمير ماشية والعياذ بالله المهم لا طردا ولا إليك ولا إليك ورسول الله جاء ليشرب من زمزم والناس ملتفين حوله، وغرضي من هذا المثال وذاك أنه ما بتساهل في تأويل أحاديث الرسول عليه السلام لحوادث عينية وقعت يمكن أن يكون لها وجه ليس هو الوجه الذي يضطرنا إلى أن نتأول أحاديث الرسول عليه السلام الآن صار خير وبركة إن شاء الله.
الشيخ : إيش قال؟
السائل : ما روي عن علي رضي الله عنه في الشرب من ماء زمزم قائما هل ثبت ... .
الشيخ : لا هذا مش عن علي بارك الله فيك عن ابن عباس وهو في صحيح البخاري، نعم هذه شبهة تأتي وهناك أحاديث أخرى فيها أن الرسول عليه السلام شرب قائما نحن لا ننكر أن الرسول عليه السلام شرب قائما هناك عدة أحاديث منها أنه ( شرب من ماء زمزم قائما ) نحن جوابنا على مثل هذا الحديث على وجوه أولا: أنه قد يكون لعذر وقد يكون لخصوصية له عليه السلام وقد يكون قبل النهي هذه القدقدة طبعا ليست بحجة لكن هي قد يكون لها وجه من حجة إذا ما قابلناها بأوامره عليه السلام ونواهيه ( شرب معك من هو شر منه الشيطان ) إذا كيف شرب الرسول قائما لا بد من نلاقي له وجه حتى ما يصطدم بقوله عليه السلام والخصوصية والعذر نضطر إلى افتراضهما في حالة علمنا بأن فعله عليه السلام المخالف لنهيه وقع بعد النهي أما إن كان وقع قبل ذلك فالخطب سهل كما لا يخفاك لأنه بيكون ماشي مع الأصل في صحيح البخاري أن الرسول عليه السلام خطب يوما وفي أصبعه خاتم من ذهب فقال ( نظرة إليكم ونظرة إليه ) ورماه كيف يقال هنا الحديث مو صحيح لأنه نهى عن خاتم الذهب وعن الحرير وما شابه ذلك كما هو معلوم في الصحاح؟ لا نقول هذا كان على الأصل ما دام الخمر كانوا يشربونه إلى آخره هذا معروف لديكم تماما لكن إن ثبت أنه عليه السلام فعل شيئا بعد قوله بخلافه حينذاك لا يسعنا أن نقول إلا لعذر أو لخصوصية له عليه السلام أو أن نصرف الأمر أو النهي من الوجوب إلى الاستحباب أو النهي من التحريم إلى الكراهة نجد في بعض الأحاديث المتعلقة بأنه عليه السلام شرب قائما أنه جاء إلى قربة معلقة ففك حل وكاءها وشرب قائما فقربة معلقة كما تعلمون يمكن لا تزالون ترونها في البوادي وأنتم مارون بيعلقوها مشان تبرد براد طبيعي فليس من السهل فك هذه القربة من فوق ويقعد ويشرب ثم يرجع يعلقها فهذا عذر واضح جدا يتضمنه الحديث نفسه أما حديث ابن عباس كما هو في البخاري والآن تذكرت حديث علي بس يمكن اختلط على الشيخ حديث ابن عباس بحديث علي حديث علي أنه توضأ وشرب قائما إي نعم مش في زمزم في زمزم حديث ابن عباس كيف؟
السائل : حديث ... .
الشيخ : المقصود فحديث ابن عباس في شربه عليه السلام من زمزم هذا أمر واضح جدا من شدة الزحام لأن خلق الرسول عليه السلام وتواضعه الذي لا مثل له وكما حدثنا أظن أحد الصحابة اسمه قدامة بن عبد الله العامري أنه حج مع النبي صلى الله عليه وسلم فيقول أنه كان يمشي بين الصحابة لا طردا ولا إليك إليك مثل ما بيعملو الأمراء عندكم اليوم ... الطريق كله وهون عنا كمان مع الأسف بتلاقي سيارة الأمير ماشية والعياذ بالله المهم لا طردا ولا إليك ولا إليك ورسول الله جاء ليشرب من زمزم والناس ملتفين حوله، وغرضي من هذا المثال وذاك أنه ما بتساهل في تأويل أحاديث الرسول عليه السلام لحوادث عينية وقعت يمكن أن يكون لها وجه ليس هو الوجه الذي يضطرنا إلى أن نتأول أحاديث الرسول عليه السلام الآن صار خير وبركة إن شاء الله.
اضيفت في - 2016-07-01