سلسلة الهدى والنور-1003
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور-جديد
النقاش حول الحزبية والدخول في البرلمانات.
الحلبي : بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد فهذا شريط علمي نادر جمع بين فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزبز آل الشيخ حفظه الله وشيخنا الشيخ العلامة الإمام أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وهذا الشريط بتوفيق الله تعالى هو باكورة إصدارات سلسلة الهدى والنور العلمية في إصدارها الثاني الجديد سائلين الله تعالى التيسير والتوفيق والتسديد.
الشيخ : هذا ابني عبد المصور لعلك تعرفه؟
السائل : ما أعرفه.
الشيخ : ما لقيته يوما ما.
صالح آل الشيخ : ما لقيته.
الشيخ : ما لقيته. كان تخرج منذ سنين من الجامعة جامعة المدينة هو وأخوه محمد يا الله يا كريم كيف حالك؟ طيب.
الحلبي : ... القراءة.
الشيخ : تعرف الوقت أولا يختلف علي بعدين طباعة الكتب والملازم تصحيح البخاري مختصر البخاري لا بد من الاطلاع طبعا يشتغل فيه كثيرون لكن لا بد أمر عليهم أنت عنيت هذا.
السائل : حفظك الله يا شيخ فيه موضوع.
الشيخ : خيرا إن شاء الله.
السائل : وهو موضوع الاتجاه السلفي العام في الكويت لأن أمره في الحقيقة يهمنا جميعا.
الشيخ : كيف؟
السائل : أقول الأمر الذي اتجهوا إليه سبب لنا إشكالات كثيرة وهو أنهم الآن يكاد ... حفظك الله الآن موضوع الاتجاه السلفي في الكويت أحب أني أوضح أولا بعض الأشياء التي سمعتها وبعض الأشياء التي شاهدتها.
الشيخ : متى كنتم ولو قطعت كلامكم؟
السائل : أنا حضرت مؤتمر في أمريكا لجمعية الكتاب والسنة يرأسها الأخ محمود مراد حضرت المؤتمر الماضي والذي شهدته أن المؤتمر يكاد يكون الإخوان في الكويت من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وبعض الشباب وكذا يكاد يسيطرون عليه على الاتجاه. والذي لاحظته أيضا في المؤتمر أنههم فيه يعرضون السلفية بصورة حزبية بحيث أنها شعار يقابل شعار الإخوان لا أنها منهج تام يراد الاقتناع به سواء كان إخوانيا من اقتنع به أو تبليغيا أو غير ذلك، فهذا الاتجاه الآن إذا استمر فيه سيقلب الدعوة إلى دعوة حزبية.
الشيخ : وهو كذلك.
السائل : وستكون دعوة إخوانية حزبية إلا أنها لها صورة سلفية.
الشيخ : نحن نسميها دعوة إخوانية مطعمة بالسلفية تطعيم.
السائل : فما أدري الشيخ ودنا لو تدخلت في مثل هذا الأمر يعني تحده لأن هذا يجني على الدعوة ككل لأنه سيكون يوما ما الإخواني مثلا أو التبليغي أو الشخص العادي في الشارع يكره السلفية لكراهته لهذا الحزب الممثل فيه وهذا سوف يضر الدعوة ككل. مثلا تجد عندهم وهذا شاهدته من بعضهم ما تجد عنده التزام بالسنة تجد عنده تخلف عن الصلوات مثلا في الجماعات أو كذا مثلا ما تجد على الإتزام في ملبسه في هيئته وهذا معناه أنهم أخذوا السلفية إذا بمنظار الشعار الذي يراد به إقامة دولة أو الحظوة بمقاعد في البرلمان أو مقاعد في الوزارة أو شيء من هذا. كنت تكلمت يا شيخ من باب عرض الموضوع مع الشيخ عبد الرحمن في المؤتمر لأنه وجه سؤال أنا كنت ألقيت محاضرة أوجه سؤال ما حكم الدخول في البرلمانات في الدول التي تحكم بغير ما أنزل الله أو تقر الشرك في أراضيها؟ فكان الجواب أن البراءة من المشركين واجبة وأن الدخول معهم في هذا معناه دخول معهم في توطيد أركان الدولة التي تقوم على هذه الهيئة واستمريت في بعض الشيء في هذا الموضوع حتى انتهى وتكلم الشيخ عبد الرحمن معي في الموضوع وغضب يعني شيئا من ذلك وقال أنا استفتيت علماء أكبر وكذا.
الشيخ : تكلم معكم في الموضوع بينك وبينه أم أمام الملأ؟
السائل : أمام ملأ خاص يعني حوالي عشرة كنا.
الشيخ : ليس بعد إلقائك الكلمة على الجمهور.
السائل : هو بعدها لكن ليس أمام الجمهور يعني كنا انصرفنا فقال قلت هذا يا شيخ عبد الرحمن هذه إخوانية ما نعرفها سلفية، قال وهل يضر أن يكون هذا من الحق الذي عند الإخوان الإخوان معناه أنه ليس معهم حق أبدا؟ إذا كان هذا عندهم من الحق فنحن نأخذ به. قلت يا شيخ الضرر من هذا أنه لن يأتي أحد بعد ذلك إخوانيا أو تبليغيا أو غيره ويمكن أن يكون سلفيا لأنه ستكون مقابلة. وهذا جر حتى في آخر المؤتمر السابق تكلم أحد إخواننا في مصر بكلمة أنه قال فيها " وكان بعض مشايخنا يقول لا يدخل الجنة إلا سلفي " بهذا الإطلاق. ما عقب الشيخ عبد الرحمن باعتباره أكبر الموجودين فاستأذنت في التعقيب وعقبت عليه وبينت بطلان هذا الإطلاق، فمن الأشياء التي بينت واستحسنها بعض الإخوة الموجودين أنه لا يدخل الجنة إلا سلفي مثلا بهذا الإطلاق أنتم الآن تمثلون السلفية بحزب معناه تقولون أنه لا يدخل الجنة إلا من كان من حزبنا أو من جماعتنا وهذا بالتعقيب أحرج بعض الموجودين.
الشيخ : الذي قال لا يدخل الجنة إلا سلفي من جماعة الكويت؟
السائل : لا هذا أحد الإخوان المصريين قال وكان بعض مشايخنا.
الشيخ : يعني؟
السائل : لا أدري يعني بعض المشايخ يقول لا يدخل الجنة.
الشيخ : الذي انحرج ممن هم؟
السائل : انحرج لما قلت إن الدعوة السلفية الآن.
الشيخ : لا أقول مم انحرج ممن؟ من أي جماعة من أي الأقوام الذي انحرج؟
الحلبي : من الذين أصابهم الحرج؟
السائل : الكويتيون هم الذين أصابهم الحرج الأخ المصري قام وشكرني أمام الملأ وقال هذا كلام حق أنا ما قصدت يعني العبارة بالجميع، فالشاهد يا شيخ أن أريد هذه قضية مهمة أريد أنه منك التدخل فيها لئلا تنضر الدعوة ككل لأنهم حولوها الآن كما تعلم الآن كونوا " دار التراث " وصار لهم مجلة أو جريدة تصدر باسمهم وصار فيها مقالات تدعو إلى الحزبية ونحو ذلك، فمثلك حفظك الله يطلب منك التدخل في هذا الموضوع لئلا تنضر الدعوة ككل نريد تعليق من الشيخ.
الحلبي : حتى عندنا هنا لا يخفاكم آثار ذلك.
السائل : نريد تعليق من الشيخ على الموضوع بالنسبة للاتجاه في الكويت حتى نفهم الصورة.
الشيخ : نحن على كل حال دعوتنا دائما كنا نقول منذ سنين طويلة من مزية الدعوة السلفية أنها تجمع الأحزاب كلها ولا يجمعها حزب واحد لأنها دعوة عامة لا تنتمي إلى شخص ولا إلى جماعة واحدة وإنما هي تجمع المسلمين جميعا على أساس من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسنة الصحيحة. نحن نقول هذا من زمن بعيد جدا ولا شك أن الانحراف الذي قد يصيب بعض الجماعات له سببان اثنان في اعتقادي، السبب الأول: وهو الأهم نفسي للوصول إلى مآرب يعني أغراض دنيوية محضة، والشيء الآخر: قد يكون يعني بسبب ضعف الشخص في العلم أي في الكتاب والسنة وفي طريقة الدعوة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن كنا نرى منذ عشرات السنين أن بعضا أو أفرادا من الإخوان المسلمين كان عندهم استعداد لتقبل الدعوة السلفية على أنها يعني فكرة وعقيدة يعني ليس مكلفا المعتقد لها بأن يكون داعيا إليها فهو يكون سلفيا في شخصه فقط وليس بالنسبة للمجتمع الذي هو يحياه ويعيش فيه، ولذلك فهم في الحقيقة كما لمست ذلك منذ عشرات السنين الذين يدعون بألسنتهم إلى محاربة الذين يقولون بفصل الدين عن الدولة فهم واقعون في هذا الفصل من حيث يشعرون أو لا يشعرون، لأنهم أنا أتكلم بطبيعة الحال عن الإخوان المسلمين ثم من حذا حذوهم وقلدهم في دعوتهم السياسية مع شيء من الخلط لهذه الدعوة بالدعوة السلفية ولذلك فنحن من زمن بعيد وبخاصة في هذه الآونة القائمة الآن ولعلك عرفت ذلك أنه هنا الشعب معرض الآن لما يسمون بالانتخابات لعلك سمعت هذا؟ فمن مواضيع الساعة كثرة السؤال عن رأيي في الانتخاب أو ترشيح المسلم بنفسه أن يكون منتخبا. فأنا أجيب منذ القديم أجيب بهذا الجواب ولا أزال مقتنعا به فأقول نحن لا ننصح أحدا من المسلمين أن يكون نائبا في البرلمانات هذه لما هو معلوم من أنها لا تحكم بما أنزل الله كمبدأ عام ثم بصورة خاصة أنهم يحلفون أيمانا غير شرعية على تأييد شخصيات أو نظام غير إسلامي.
وأنا أعرف من كثير ممن يتبنى الدعوة السلفية بأنه يرى أنه لا مانع من دخول هذه البرلمانات وكأنه يتبنى القاعدة التي هي ليست قاعدة إسلامية وهي التي تقول بأن الغاية تبرر الوسيلة، فهو يرى أن هذا الدخول وإن كان محاطا بالتعرض لكثير من المخالفات الشرعية لكن هذا الدخول لا بد منه زعموا لأنه بذلك يمكن تطوير الحياة البرلمانية. فأنا حينما أسأل أقول لا أنصح مسلما أبدا أن يرشح نفسه ليكون نائبا في برلمان من هذه البرلمانات لأنه بدل أن يصلح سيفسد هو من قبل الجمهور الذي هو يحياه ويعيشه ولا يستطيع أن يقف أمامه لأن التيار أقوى منه، لكن من جانب آخر أقول بأنه إذا نزل بعض المسلمين من الذين لم يقبلوا هذه النصيحة أنزلوا قوائم ببعض المرشحين من الإسلاميين فأنا أرى أنه لا مانع من انتخابهم واختيارهم من باب دفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى لكن لا نريد أن يكون هؤلاء كبش الفداء أن يعرضوا أنفسهم للفتنة وبخاصة أنهم أو أعني بعضهم قد جربوا الحياة البرلمانية سنين طويلة قديما عندنا في سورية مثل الدكتور السباعي لعلك سمعت به ومحمد المبارك وأمثالهم وهنا أيضا حتى حزب التحرير تورط سنة من السنين رشح بعض أفراد حزبه ثم لم يتمكنوا من أن يصلحوا شيئا، كذلك نفس المصيبة وقعت في إخواننا في الكويت. ونحن بلا شك لنا كلمات في هذا الصدد مبعثرة في كثير من البلاد وأذكر أنه هناك شريطا كان وجه إلي مثل هذا السؤال وأنا في المدينة المنورة في بعض عمراتي التي كنت أعتمرها إلى عهد قريب. ولذلك فنحن نخالف هذا الاتجاه تمام المخالفة لأنه أولا لا يمكن الجمع بينه وبين الدعوة السلفية عمليا وثانيا لأنه ستكون نتيجة كما أشرت أنت آنفا إلى أن تصبح الدعوة السلفية دعوة حزبية مقوقعة على نفسها محصورة ببعض الأفراد، وسوف تستغل أعتقد من ناحيتين سوف ... حكومات من الرؤوس لتحتوي هؤلاء الأفراد باسم أنه هدول جماعة سلفيين. ثم هم أنفسهم إلا من عصم الله وقليل ما هم سيستغلون مناصبهم للوصول إلى مآرب شخصية إلى وظائف عالية ونحو ذلك وكما يقال بهذه المناسبة والتاريخ يعيد نفسه فهؤلاء الإخوان المسلمون مضى عليهم نحو نصف قرن من الزمان وهم يتخبطون في السياسة ثم لا شيء وراء هذه السياسة لا علم ولا تربية أخلاقية و لاشيء، بل كما نقول نحن في سورية على التعبير السوري مكانك راوح يعني فيه حركة ولكن ما فيه تقدم نظام عسكري عندنا الضابط يقول للجنود مكانك راوح يرفعوا رجليهم لا يتقدمون ولا يتأخرون. فهكذا إن لم نقل بأنها في تأخر لأن الانتماء الحزبي من مفاسده إيقاع الحزبيين في الغرور والعجب بالدعوة فينصرفون بسبب ذلك عن العمل الحقيقي بالإسلام وللإسلام لهذا نحن ما نرى أبدا هذا الاتجاه الذي توجه إليه بعض إخواننا السلفيين هناك في الكويت. ولعلك شعرت بأن هناك جماعات كثيرة من إخواننا ما يرضون عن هذا الاتجاه ولذلك فأنا أعتقد والله أعلم وهذا لا يمنعنا من أن يعمل كل منا استطاعته في الدعوة إلى المنهج السلفي العلمي الصحيح والتربوي وأن اتخاذ ذلك حزبا هو ليس من الدعوة السلفية في شيء. لكني أقول آسفا أننا نحن تأخر بنا السن والعمر فلم يعد باستطاعتنا أن نصول ونجول وأن نزور البلاد التي هي بحاجة إلى أن نزورها وإلى أن نحاضر فيها وأنا كنت ذهبت إلى الكويت مرة أو أكثر من مرة ولعله بلغك ذلك ولكن لم يكونوا يومئذ قد ظهر هذا الاتجاه الذي أصبح الآن جليا وإن كنت أتمثل يومئذ بقول الشاعر العربي القديم " أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار من عودين تذكى *** وإن الحرب أولها كلام "
وكنت يومئذ أتكلم بما يناسب الحال وأتكلم مع الإخوان المسلمين وأنا في سورية بأن الدعوة يجب أن تكون بالكتاب والسنة بحيث تشمل العالم الإسلامي بأجمعه ولا ينحاز إلى طائفة دون أخرى. غرضي أن أقول الآن جاء دور الشباب من أمثالكم وأن تكونوا يعني خلفا لنا من بعدنا فتحملون راية الدعوة إن شاء الله صحيحة سليمة قوية كما عرفتموها لا حزبية فيها ولا عصبية جاهلية هذا أملنا فيكم ونحن بقدر ما نستطيع نعمل إن شاء الله ونتكلم مع كل من رأينا منه شيئا فهو بحاجة إلى توجيه وإلى نصيحة تفضل.
أبو ليلى : الله يجزيك الخير يا شيخ.
الحلبي : جزاك الله خيرا شيخ شيخنا قرأت الضعيفة الثالثة أو الرابعة عند ذكر شرح حديث ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ) فذكرت أنك تكلمت في هذا الحديث في التعليق على رسالة " كلمة سواء " وكأن " كلمة سواء " فيما سمعت منك لها علاقة في ذكر الجماعات.
الشيخ : هي حزبية هي والظاهر كاتبها من الإخوان المسلمين.
الحلبي : فتعليقكم عليها ألا ترى فائدة من نشره بالذات هذه الآونة.
الشيخ : يمكن يكون كذلك شوف لي إياها هي رسالة صغيرة مطبوعة وأنا كاتب عليها تعليقات إن شاء الله نبحث عنها ونعيد النظر فيها يظهر الآن آن الأوان لنشرها (( ولكل أجل كتاب )).
أبو ليلى : الله يقويك يا شيخ.
السائل : الآن حفظك الله ذكرت عن الدخول في البرلمانات بعبارة قلت حفظك الله أنا لا أنصح فهل يفهم من هذا الجواز؟
الشيخ : لا، أنا لا أجيز لأن الدين النصيحة هذا لا ينافي أنا لا أجيز لمسلم لكن قصدي من كلمة لا أنصح أنني لا أستطيع أن أفرض رأيي على أحد هذا أسلوبي في المحادثة. لا أستطيع أن أفرض على إنسان لكن أبدي له رأيي وأبدي له نصيحتي. وأقول يعني أنا شخصيا الآن بما عندي من اعتقاد مستحيل إذا ربنا عصمنا وحفظنا أن أرشح لو كان لي شعبا يعني يرشحني ونحن منبوذون معروفون عندهم مستحيل أن أقبل مثل هذا الأمر لأن الحقيقة أن يكفينا بلاش كلام كثير قول الرسول عليه السلام ( ومن أتى باب السلطان افتتن ) فهذا هو من أبواب السلطان الذي فيه فتنة كبيرة. والشاهد يعني الواقع أكبر شاهد على ذلك فأنا لا أجيز أبدا للمسلم أن ينتسب إلى البرلمان لكن قد يقول إيش دليلك؟ بلف وأدور وأصول إلى آخره لكن كثير من الناس بدهم قال الله قال رسول الله لا يجوز دخول البرلمانات، نحن نقول لهم في كثير من المناسبات يا أخي العلم كله ليس بهذا الوضوح فيه هناك اجتهاد واستنباط (( لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) هو خاص بأهل العلم. قصدي من كلمتي السابقة هو هذا إن شاء الله.
الشيخ : هذا ابني عبد المصور لعلك تعرفه؟
السائل : ما أعرفه.
الشيخ : ما لقيته يوما ما.
صالح آل الشيخ : ما لقيته.
الشيخ : ما لقيته. كان تخرج منذ سنين من الجامعة جامعة المدينة هو وأخوه محمد يا الله يا كريم كيف حالك؟ طيب.
الحلبي : ... القراءة.
الشيخ : تعرف الوقت أولا يختلف علي بعدين طباعة الكتب والملازم تصحيح البخاري مختصر البخاري لا بد من الاطلاع طبعا يشتغل فيه كثيرون لكن لا بد أمر عليهم أنت عنيت هذا.
السائل : حفظك الله يا شيخ فيه موضوع.
الشيخ : خيرا إن شاء الله.
السائل : وهو موضوع الاتجاه السلفي العام في الكويت لأن أمره في الحقيقة يهمنا جميعا.
الشيخ : كيف؟
السائل : أقول الأمر الذي اتجهوا إليه سبب لنا إشكالات كثيرة وهو أنهم الآن يكاد ... حفظك الله الآن موضوع الاتجاه السلفي في الكويت أحب أني أوضح أولا بعض الأشياء التي سمعتها وبعض الأشياء التي شاهدتها.
الشيخ : متى كنتم ولو قطعت كلامكم؟
السائل : أنا حضرت مؤتمر في أمريكا لجمعية الكتاب والسنة يرأسها الأخ محمود مراد حضرت المؤتمر الماضي والذي شهدته أن المؤتمر يكاد يكون الإخوان في الكويت من الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وبعض الشباب وكذا يكاد يسيطرون عليه على الاتجاه. والذي لاحظته أيضا في المؤتمر أنههم فيه يعرضون السلفية بصورة حزبية بحيث أنها شعار يقابل شعار الإخوان لا أنها منهج تام يراد الاقتناع به سواء كان إخوانيا من اقتنع به أو تبليغيا أو غير ذلك، فهذا الاتجاه الآن إذا استمر فيه سيقلب الدعوة إلى دعوة حزبية.
الشيخ : وهو كذلك.
السائل : وستكون دعوة إخوانية حزبية إلا أنها لها صورة سلفية.
الشيخ : نحن نسميها دعوة إخوانية مطعمة بالسلفية تطعيم.
السائل : فما أدري الشيخ ودنا لو تدخلت في مثل هذا الأمر يعني تحده لأن هذا يجني على الدعوة ككل لأنه سيكون يوما ما الإخواني مثلا أو التبليغي أو الشخص العادي في الشارع يكره السلفية لكراهته لهذا الحزب الممثل فيه وهذا سوف يضر الدعوة ككل. مثلا تجد عندهم وهذا شاهدته من بعضهم ما تجد عنده التزام بالسنة تجد عنده تخلف عن الصلوات مثلا في الجماعات أو كذا مثلا ما تجد على الإتزام في ملبسه في هيئته وهذا معناه أنهم أخذوا السلفية إذا بمنظار الشعار الذي يراد به إقامة دولة أو الحظوة بمقاعد في البرلمان أو مقاعد في الوزارة أو شيء من هذا. كنت تكلمت يا شيخ من باب عرض الموضوع مع الشيخ عبد الرحمن في المؤتمر لأنه وجه سؤال أنا كنت ألقيت محاضرة أوجه سؤال ما حكم الدخول في البرلمانات في الدول التي تحكم بغير ما أنزل الله أو تقر الشرك في أراضيها؟ فكان الجواب أن البراءة من المشركين واجبة وأن الدخول معهم في هذا معناه دخول معهم في توطيد أركان الدولة التي تقوم على هذه الهيئة واستمريت في بعض الشيء في هذا الموضوع حتى انتهى وتكلم الشيخ عبد الرحمن معي في الموضوع وغضب يعني شيئا من ذلك وقال أنا استفتيت علماء أكبر وكذا.
الشيخ : تكلم معكم في الموضوع بينك وبينه أم أمام الملأ؟
السائل : أمام ملأ خاص يعني حوالي عشرة كنا.
الشيخ : ليس بعد إلقائك الكلمة على الجمهور.
السائل : هو بعدها لكن ليس أمام الجمهور يعني كنا انصرفنا فقال قلت هذا يا شيخ عبد الرحمن هذه إخوانية ما نعرفها سلفية، قال وهل يضر أن يكون هذا من الحق الذي عند الإخوان الإخوان معناه أنه ليس معهم حق أبدا؟ إذا كان هذا عندهم من الحق فنحن نأخذ به. قلت يا شيخ الضرر من هذا أنه لن يأتي أحد بعد ذلك إخوانيا أو تبليغيا أو غيره ويمكن أن يكون سلفيا لأنه ستكون مقابلة. وهذا جر حتى في آخر المؤتمر السابق تكلم أحد إخواننا في مصر بكلمة أنه قال فيها " وكان بعض مشايخنا يقول لا يدخل الجنة إلا سلفي " بهذا الإطلاق. ما عقب الشيخ عبد الرحمن باعتباره أكبر الموجودين فاستأذنت في التعقيب وعقبت عليه وبينت بطلان هذا الإطلاق، فمن الأشياء التي بينت واستحسنها بعض الإخوة الموجودين أنه لا يدخل الجنة إلا سلفي مثلا بهذا الإطلاق أنتم الآن تمثلون السلفية بحزب معناه تقولون أنه لا يدخل الجنة إلا من كان من حزبنا أو من جماعتنا وهذا بالتعقيب أحرج بعض الموجودين.
الشيخ : الذي قال لا يدخل الجنة إلا سلفي من جماعة الكويت؟
السائل : لا هذا أحد الإخوان المصريين قال وكان بعض مشايخنا.
الشيخ : يعني؟
السائل : لا أدري يعني بعض المشايخ يقول لا يدخل الجنة.
الشيخ : الذي انحرج ممن هم؟
السائل : انحرج لما قلت إن الدعوة السلفية الآن.
الشيخ : لا أقول مم انحرج ممن؟ من أي جماعة من أي الأقوام الذي انحرج؟
الحلبي : من الذين أصابهم الحرج؟
السائل : الكويتيون هم الذين أصابهم الحرج الأخ المصري قام وشكرني أمام الملأ وقال هذا كلام حق أنا ما قصدت يعني العبارة بالجميع، فالشاهد يا شيخ أن أريد هذه قضية مهمة أريد أنه منك التدخل فيها لئلا تنضر الدعوة ككل لأنهم حولوها الآن كما تعلم الآن كونوا " دار التراث " وصار لهم مجلة أو جريدة تصدر باسمهم وصار فيها مقالات تدعو إلى الحزبية ونحو ذلك، فمثلك حفظك الله يطلب منك التدخل في هذا الموضوع لئلا تنضر الدعوة ككل نريد تعليق من الشيخ.
الحلبي : حتى عندنا هنا لا يخفاكم آثار ذلك.
السائل : نريد تعليق من الشيخ على الموضوع بالنسبة للاتجاه في الكويت حتى نفهم الصورة.
الشيخ : نحن على كل حال دعوتنا دائما كنا نقول منذ سنين طويلة من مزية الدعوة السلفية أنها تجمع الأحزاب كلها ولا يجمعها حزب واحد لأنها دعوة عامة لا تنتمي إلى شخص ولا إلى جماعة واحدة وإنما هي تجمع المسلمين جميعا على أساس من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسنة الصحيحة. نحن نقول هذا من زمن بعيد جدا ولا شك أن الانحراف الذي قد يصيب بعض الجماعات له سببان اثنان في اعتقادي، السبب الأول: وهو الأهم نفسي للوصول إلى مآرب يعني أغراض دنيوية محضة، والشيء الآخر: قد يكون يعني بسبب ضعف الشخص في العلم أي في الكتاب والسنة وفي طريقة الدعوة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن كنا نرى منذ عشرات السنين أن بعضا أو أفرادا من الإخوان المسلمين كان عندهم استعداد لتقبل الدعوة السلفية على أنها يعني فكرة وعقيدة يعني ليس مكلفا المعتقد لها بأن يكون داعيا إليها فهو يكون سلفيا في شخصه فقط وليس بالنسبة للمجتمع الذي هو يحياه ويعيش فيه، ولذلك فهم في الحقيقة كما لمست ذلك منذ عشرات السنين الذين يدعون بألسنتهم إلى محاربة الذين يقولون بفصل الدين عن الدولة فهم واقعون في هذا الفصل من حيث يشعرون أو لا يشعرون، لأنهم أنا أتكلم بطبيعة الحال عن الإخوان المسلمين ثم من حذا حذوهم وقلدهم في دعوتهم السياسية مع شيء من الخلط لهذه الدعوة بالدعوة السلفية ولذلك فنحن من زمن بعيد وبخاصة في هذه الآونة القائمة الآن ولعلك عرفت ذلك أنه هنا الشعب معرض الآن لما يسمون بالانتخابات لعلك سمعت هذا؟ فمن مواضيع الساعة كثرة السؤال عن رأيي في الانتخاب أو ترشيح المسلم بنفسه أن يكون منتخبا. فأنا أجيب منذ القديم أجيب بهذا الجواب ولا أزال مقتنعا به فأقول نحن لا ننصح أحدا من المسلمين أن يكون نائبا في البرلمانات هذه لما هو معلوم من أنها لا تحكم بما أنزل الله كمبدأ عام ثم بصورة خاصة أنهم يحلفون أيمانا غير شرعية على تأييد شخصيات أو نظام غير إسلامي.
وأنا أعرف من كثير ممن يتبنى الدعوة السلفية بأنه يرى أنه لا مانع من دخول هذه البرلمانات وكأنه يتبنى القاعدة التي هي ليست قاعدة إسلامية وهي التي تقول بأن الغاية تبرر الوسيلة، فهو يرى أن هذا الدخول وإن كان محاطا بالتعرض لكثير من المخالفات الشرعية لكن هذا الدخول لا بد منه زعموا لأنه بذلك يمكن تطوير الحياة البرلمانية. فأنا حينما أسأل أقول لا أنصح مسلما أبدا أن يرشح نفسه ليكون نائبا في برلمان من هذه البرلمانات لأنه بدل أن يصلح سيفسد هو من قبل الجمهور الذي هو يحياه ويعيشه ولا يستطيع أن يقف أمامه لأن التيار أقوى منه، لكن من جانب آخر أقول بأنه إذا نزل بعض المسلمين من الذين لم يقبلوا هذه النصيحة أنزلوا قوائم ببعض المرشحين من الإسلاميين فأنا أرى أنه لا مانع من انتخابهم واختيارهم من باب دفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى لكن لا نريد أن يكون هؤلاء كبش الفداء أن يعرضوا أنفسهم للفتنة وبخاصة أنهم أو أعني بعضهم قد جربوا الحياة البرلمانية سنين طويلة قديما عندنا في سورية مثل الدكتور السباعي لعلك سمعت به ومحمد المبارك وأمثالهم وهنا أيضا حتى حزب التحرير تورط سنة من السنين رشح بعض أفراد حزبه ثم لم يتمكنوا من أن يصلحوا شيئا، كذلك نفس المصيبة وقعت في إخواننا في الكويت. ونحن بلا شك لنا كلمات في هذا الصدد مبعثرة في كثير من البلاد وأذكر أنه هناك شريطا كان وجه إلي مثل هذا السؤال وأنا في المدينة المنورة في بعض عمراتي التي كنت أعتمرها إلى عهد قريب. ولذلك فنحن نخالف هذا الاتجاه تمام المخالفة لأنه أولا لا يمكن الجمع بينه وبين الدعوة السلفية عمليا وثانيا لأنه ستكون نتيجة كما أشرت أنت آنفا إلى أن تصبح الدعوة السلفية دعوة حزبية مقوقعة على نفسها محصورة ببعض الأفراد، وسوف تستغل أعتقد من ناحيتين سوف ... حكومات من الرؤوس لتحتوي هؤلاء الأفراد باسم أنه هدول جماعة سلفيين. ثم هم أنفسهم إلا من عصم الله وقليل ما هم سيستغلون مناصبهم للوصول إلى مآرب شخصية إلى وظائف عالية ونحو ذلك وكما يقال بهذه المناسبة والتاريخ يعيد نفسه فهؤلاء الإخوان المسلمون مضى عليهم نحو نصف قرن من الزمان وهم يتخبطون في السياسة ثم لا شيء وراء هذه السياسة لا علم ولا تربية أخلاقية و لاشيء، بل كما نقول نحن في سورية على التعبير السوري مكانك راوح يعني فيه حركة ولكن ما فيه تقدم نظام عسكري عندنا الضابط يقول للجنود مكانك راوح يرفعوا رجليهم لا يتقدمون ولا يتأخرون. فهكذا إن لم نقل بأنها في تأخر لأن الانتماء الحزبي من مفاسده إيقاع الحزبيين في الغرور والعجب بالدعوة فينصرفون بسبب ذلك عن العمل الحقيقي بالإسلام وللإسلام لهذا نحن ما نرى أبدا هذا الاتجاه الذي توجه إليه بعض إخواننا السلفيين هناك في الكويت. ولعلك شعرت بأن هناك جماعات كثيرة من إخواننا ما يرضون عن هذا الاتجاه ولذلك فأنا أعتقد والله أعلم وهذا لا يمنعنا من أن يعمل كل منا استطاعته في الدعوة إلى المنهج السلفي العلمي الصحيح والتربوي وأن اتخاذ ذلك حزبا هو ليس من الدعوة السلفية في شيء. لكني أقول آسفا أننا نحن تأخر بنا السن والعمر فلم يعد باستطاعتنا أن نصول ونجول وأن نزور البلاد التي هي بحاجة إلى أن نزورها وإلى أن نحاضر فيها وأنا كنت ذهبت إلى الكويت مرة أو أكثر من مرة ولعله بلغك ذلك ولكن لم يكونوا يومئذ قد ظهر هذا الاتجاه الذي أصبح الآن جليا وإن كنت أتمثل يومئذ بقول الشاعر العربي القديم " أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار من عودين تذكى *** وإن الحرب أولها كلام "
وكنت يومئذ أتكلم بما يناسب الحال وأتكلم مع الإخوان المسلمين وأنا في سورية بأن الدعوة يجب أن تكون بالكتاب والسنة بحيث تشمل العالم الإسلامي بأجمعه ولا ينحاز إلى طائفة دون أخرى. غرضي أن أقول الآن جاء دور الشباب من أمثالكم وأن تكونوا يعني خلفا لنا من بعدنا فتحملون راية الدعوة إن شاء الله صحيحة سليمة قوية كما عرفتموها لا حزبية فيها ولا عصبية جاهلية هذا أملنا فيكم ونحن بقدر ما نستطيع نعمل إن شاء الله ونتكلم مع كل من رأينا منه شيئا فهو بحاجة إلى توجيه وإلى نصيحة تفضل.
أبو ليلى : الله يجزيك الخير يا شيخ.
الحلبي : جزاك الله خيرا شيخ شيخنا قرأت الضعيفة الثالثة أو الرابعة عند ذكر شرح حديث ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ) فذكرت أنك تكلمت في هذا الحديث في التعليق على رسالة " كلمة سواء " وكأن " كلمة سواء " فيما سمعت منك لها علاقة في ذكر الجماعات.
الشيخ : هي حزبية هي والظاهر كاتبها من الإخوان المسلمين.
الحلبي : فتعليقكم عليها ألا ترى فائدة من نشره بالذات هذه الآونة.
الشيخ : يمكن يكون كذلك شوف لي إياها هي رسالة صغيرة مطبوعة وأنا كاتب عليها تعليقات إن شاء الله نبحث عنها ونعيد النظر فيها يظهر الآن آن الأوان لنشرها (( ولكل أجل كتاب )).
أبو ليلى : الله يقويك يا شيخ.
السائل : الآن حفظك الله ذكرت عن الدخول في البرلمانات بعبارة قلت حفظك الله أنا لا أنصح فهل يفهم من هذا الجواز؟
الشيخ : لا، أنا لا أجيز لأن الدين النصيحة هذا لا ينافي أنا لا أجيز لمسلم لكن قصدي من كلمة لا أنصح أنني لا أستطيع أن أفرض رأيي على أحد هذا أسلوبي في المحادثة. لا أستطيع أن أفرض على إنسان لكن أبدي له رأيي وأبدي له نصيحتي. وأقول يعني أنا شخصيا الآن بما عندي من اعتقاد مستحيل إذا ربنا عصمنا وحفظنا أن أرشح لو كان لي شعبا يعني يرشحني ونحن منبوذون معروفون عندهم مستحيل أن أقبل مثل هذا الأمر لأن الحقيقة أن يكفينا بلاش كلام كثير قول الرسول عليه السلام ( ومن أتى باب السلطان افتتن ) فهذا هو من أبواب السلطان الذي فيه فتنة كبيرة. والشاهد يعني الواقع أكبر شاهد على ذلك فأنا لا أجيز أبدا للمسلم أن ينتسب إلى البرلمان لكن قد يقول إيش دليلك؟ بلف وأدور وأصول إلى آخره لكن كثير من الناس بدهم قال الله قال رسول الله لا يجوز دخول البرلمانات، نحن نقول لهم في كثير من المناسبات يا أخي العلم كله ليس بهذا الوضوح فيه هناك اجتهاد واستنباط (( لعلمه الذين يستنبطونه منهم )) هو خاص بأهل العلم. قصدي من كلمتي السابقة هو هذا إن شاء الله.
رأي الشيخ الألباني في الاستدلال بآية (( إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )) في عدم جواز دخول البرلمانات.
السائل : حفظك الله يعني في التعقيب الذي كنت عقبت فيه في المؤتمر ذكرت لهذه المسألة قول الله جل وعلا (( إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )) فجعل العداوة والبغضاء حاصلة وغايتها يعني غاية زوالها حصول الإيمان فإذا حصل الإيمان بالله وحده دون الشركاء سواء في التشريع أو في العبادة فهنا يحصل الإلف والمودة. فهذه الآية دليل ظاهر على عدم جواز الدخول في هذه البرلمانات أو حصول مثل هذا التساهل وهو أنه يجلس مع الشيوعي بجنبه أو مع الملحد أو مع الذي يدين بغير دين الإسلام إما مشرك قبوري أو نحو ذلك وكأنهما أخوان. فهل يستقيم هذا الاستدلال؟
الشيخ : لا أعتقد هذا، لا شك أن الآية كما تعلم هي صريحة في مجالسة المسلم للمشركين ونحن لا نستطيع اليوم أن نحكم على البرلمانات القائمة اليوم في البلاد الإسلامية أنهم مشركون. وأظنك تعلم أو على الأقل تعتقد لأنه ما يعلمه الإنسان يعتقده تعتقد بالتفصيل العلمي الذي يدندن حوله ابن تيمية وابن قيم الجوزية بأن الكفر نوعان كفر اعتقادي وكفر عملي فمن وقع في الكفر العملي لا يجوز أن يعامل معاملة من وقع في الكفر الاعتقادي. ما أدري هل ترى هذا التفصيل؟
السائل : هذا التفصيل من حيث الأفراد الفرد بنفسه هذا لا شك في جريانه لكن الآن واقع الدول واقعها أنها تؤيد الشرك بالله وتحميه بل تضاد وتعادي من أنكر الشرك.
الشيخ : هذا أيضا في وجهة نظري لأنك حينما تقول بارك الله فيك الدول أو الحكومات فأنت لا يخفاك أن هذه الحكومات مؤلفة من أفراد ما هي شخصية يعني متميزة عن كل فرد فهي مجموعة أفراد فنحن حينما ننظر إلى هذه المجموعة من الأفراد ننظر إلى الغالبية فيها هل هم في حكم الإسلام الظاهر الذي لا يشق القلوب هل هم عندنا مسلمون أم هم عندنا كفار مشركون؟ إن غلبت الأولى عن الأخرى قلنا إنهم مسلمون ويجب أن نعاملهم معاملة المسلمين وإلا كانت الأخرى. ولذلك فالتفريق بارك الله فيك بين الأفراد والحكومات هذا التفريق نظري ما هو واقعي لأن الحكومات أو الدول هي مؤلفة من الملك الفلاني والوزير الفلاني والوزير الفلاني ووو إلى آخره والنائب الفلاني والنائب الفلاني هذه المجموعة إما أن نحكم عليها بأنها مسلمة على عجرها وبجرها وإما أن نحكم عليها بأنها كافرة يعني نحن الآن بصورة واضحة جدا ما نستطيع أن نحكم على أي برلمان من البرلمانات التي ملكها مثلا يصلي ويصوم وكذلك بعض الوزراء إن لم نقل كلهم وكثير من النواب إلى آخره أن نقول هؤلاء مثلهم كمثل قوم إبراهيم الذين تبرأ منهم إبراهيم عليه السلام في تلك الآية الصريحة ولذلك فالبراءة من الشرك وأهله هذا أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان كما كان يقال في قديم الزمان ولكن المهم في الموضوع أن نحدد هل البراءة من هؤلاء محلها هنا لأنهم مشركون أم ليسوا بمشركين إنما هم منحرفون عن الإسلام قليلا أو كثيرا هذا شيء آخر. لذلك هذا البحث يجرنا إلى معالجة واقع آخر تجاه هذا الانحراف السياسي الذي أصيب به بعض إخواننا السلفيين أيضا هناك انحراف ... سيف التكفير على كل الأفراد الذين يعني ينضمون إلى دولة ليس عنوانها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا شك أنك تعيش معنا وتعرف واقع بعض الجماعات الإسلامية في مصر وفي القاهرة بالذات وأنه كان هناك جماعة عرفوا بجماعة الهجرة والتكفير وأن قسما منهم يعني مع الأسف قتلوا منهم كان منهم اسم إيش اسمه شكري مصطفى، وكان من هؤلاء الأفراد أرسلوا إلى العالم الإسلامي لبث فكر التكفير ليس فقط هؤلاء الحكام بل وكل الموظفين عندهم حتى أئمة المساجد ومؤذني المساجد والمصلين وراء الأئمة ما أدري بلغك شيء من هذا أو لا؟
السائل : نعم
الشيخ : حسنا وقد جاء بعضهم إلى دمشق وجرت بيني وبينهم مناقشات كثيرة ومنهم رجل عملاق صعيدي اسمه إسماعيل نسيت نسبته فيما بعد لقيته في جدة ويعرفه الشيخ محمد عبد الوهاب البنا إي نعم يعرفه جيدا ما أدري أنت لقيت هذا الإنسان؟
سائل آخر : أسمر هيك؟
الشيخ : لا يزال ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : رجع إلى مصر؟
سائل آخر : لا، في جدة
الشيخ : في جدة لا يزال.
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنا عارف بدي أصل إلى هذا الموضوع لقيته في بعض أسفاري وإذا به يشكرني على مجادلاتي إياه هناك في دمشق لأنه فارقني وهو حرذ يعني غضبان وإذا بعد ذلك أرسل إلي خطابا يعني من أعجب الخطابات التي جاءتني بالاعتراف بأننا كنا ضالين وكنا كذا ووو إلى آخره وهنا جماعةكانوا منتسبين إلى هؤلاء إخواننا الحاضرون الآن يعرفون أفرادا منهم قبل أن نهاجر إلى عمان من دمشق إلى هنا كنت أتردد في سبيل الدعوة فقيل لي بأن هناك جماعة يتبنون هذه الدعوة بالتكفير والهجرة إيش رأيك تلتقي معهم؟ قلت لهم ما عندي مانع خلاصة تواعدنا اجتمعنا في أول ليلة من المغرب إلى العشاء فعرفنا منهم أشياء كنا نسمع عن بعضها وهي خطيرة جدا وهذه خلاصتها تكفير المسلمين جميعا لا فرق بين حاكم ومحكوم. الأمر الذي كان يذكرني بنكتة كنت سمعتها من بعض مشايخي الأعاجم الألبان وأمثالهم أنه أحد المشايخ زار قوما في دارهم فلما خرج خرج وهو يكفر الجماعة كلهم لماذا؟ قال لأن العادة في تلك البلاد من إكرامهم لشيوخهم وعلمائهم أن الرجل مثلا الزائر يدخل الدار وينزع النعلين لازم بقى صاحب الدار يوجه النعلين للعالم بحيث ما يتكلف ويلف هيك أو يمد يده ويهيئ النعل باتجاه أين يمشي لا، لا بد رب البيت من إكرام الضيف أنه يوجه له النعل فهو لم يلاحظ هذا الشيء فكفرهم !لم؟ قال لأن هذا يدل على عدم إكرام العالم ومن لم يكرم العالم لا يكرم العلم ومن لا يكرم العلم ما يكرم الرسول الذي جاء به ما يكرم رب العالمين فإذن هو كافر على هذه الطريقة ذكرني هؤلاء فهم يكفرون كل المسلمين دون استثناء لا فرق بين حاكم ومحكوم ولذلك تركوا صلاة الجمعة والجماعة وانطووا على أنفسهم وكنتيجة طبيعية لهذا الرأي منهم في هذه الليلة الأولى التي التقينا فيها. قلت لصاحب الدار وهو صهري أذن للصلاة أذن فانسحب الجماعة طلبوا الإذن تفضلوا صلوا معنا نحن نعرف أنهم ما يصلون فانسحبوا على موعد ثاني ليلة كان اللقاء في الليلة الثانية في دار لأحدهم واستمر النقاش إلى الساعة الحادية عشر تماما قريب لنصف الليل لكن تباشير النقاش ظهرت بدليل أنهم صلوا خلفنا ثم تواعدنا لإتمام البحث في الليلة الثالثة فاستمر البحث بارك الله فيك إلى أذان الفجر من بعد صلاة المغرب إلى أذان الفجر لكن كانت القاضية والحمد لله وهم إلى الآن على الخط السلفي معنا، الشاهد أن هذا الاتجاه لا يزال له أثر في بعض أو كثير من البلاد الإسلامية وبخاصة عقر دار هذه الدعوة هي مصر وهو تكفير حكام المسلمين كما يقال عندنا في الشام على أبو جنب يعني على طول الخط ثم تكفير من لا يكفرهم على التسلسل تكفير من لا يكفرهم. فنحن بارك الله فيك يجب الآن أن نحارب في الحقيقة في الجبهتين الجبهة التي تأخذ بالدعوة السلفية نحو الدعوة الحزبية السياسية والجبهة الأخرى التي تحاول أن تغالي بالدعوة السلفية وتصل بها إلى ما كان عليه الخوارج من قبل وهو تكفير المسلمين لذنوب ارتكبوها وهم متعمقون أشد التعمق في تقصي ما يتوهمون أن فيه أدلة على ما يذهبون إليه من التكفير حتى مثل آية قوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) كانوا قد هيؤوا بعض الأجوبة والتأويلات، الشاهد أنا أخشى ما أخشى بارك الله فيك ولا تؤاخذني لأني أنا عشت هذا السن وأنا صريح مع الناس كلهم وبخاصة مع إخواننا الذين هم في الخط معنا وأنا أخشى من تطبيق هذه الآية هذا التطبيق العام أن يأخذ بنا إلى ذاك الخط المنحرف من المبالغة في تكفير المسلمين لوقوعهم في الكفر العملي، فالكفر العملي لا يجوز نحن أن نكفر المسلمين ونخرجهم من ساحة الإسلام ونعاملهم معاملة الكفار هذا خلاصة جوابي عن الاستدلال بالآية السابقة.
الحلبي : جزاكم الله خيرا، شيخنا قضية التي تفضل فيها أخونا الشيخ بها قضية الحكومة الآن لو غيرنا لفظ الحكومة إلى لفظ النظام يعني نظام الحكم مش أفراد الحكومة نظام الحكم كافر والقوانين كذا لكن لا يستلزم تكفير نظام الحكم تكفير أفراده هذا الشيء الذي أردت أن أقوله مذكرا بكلمة يعني سمعناها منكم أستاذي وهي قضية وإن كان فيها بعد لكن يلتقيان في وجه مثلا الحزب الشيوعي كحزب نكفره لا شك ولا ريب لكن ليس كل من انتسب لهذا الحزب يكون كافرا يجوز الشخص انتمى من أجل راتب آخر الشهر أو كذا فهذا لا نستطيع أن نكفره وإن قلنا أحيانا تجرأنا وقلنا هذا كفر عملي وكلن ليس كفرا اعتقاديا فإن كان على هذه الشاكلة ألا يكون لكلام أخونا الشيخ صالح له وجه؟
الشيخ : صحيح، لكن هذه أخشى منها لأنه أخي قضية الشيوعيين، الشيوعيون أعلنوا دعوتهم أن الإسلام لا يصلح فكل من يعلن هذا فهو كافر مرتد عن دينه لأنه كفر اعتقادي لكن أقل ما نقول إذا كان حاكم من الحكام وأنا لا أستثني أحدا أبدا من هذه الحيثية لا من قريب ولا من بعيد، وإن استثنينا فإنما نستثني بنسبة الانحراف عن الإسلام كثيرا أو قليلا فهؤلاء الحكام جميعا من كان منحرفا عن الإسلام كثيرا أو قليلا إذا ظهر منهم كلام يشعرنا بأن هناك حكما في الإسلام لا يصلح تطبيقه في هذا الزمان فهي ردة صريحة ومن تبنى هذا في قليل أو كثير فهم مرتدون عن دينهم أما لمجرد تبني قوانين ليست هي في أصلها أو في كلها ليست إسلامية هذا كفر عملي فلا بد أن يقترن معها شيء حتى نقتنع بأنه كفر اعتقادي لذلك أنا أفرق بين حزب البعث أو الحزب الشيوعي فهؤلاء أعلنوا في رسائلهم أن الإسلام جاء للعرب ومضى وانقضى إلى آخره لكن كثير من الحكام ولا أقول كل الحكام كثير من الحكام ما يظهر منهم إلا تمسكهم بالكرسي وهذا مصيبة بلا شك وحرصهم على التسلط على الناس لكن هذا أنا لا أعتبره كفرا اعتقاديا فإذا أحد يرى هذا فأرجو أن يبين لنا حتى نتقارب ونتفاهم إن شاء الله.
الشيخ : لا أعتقد هذا، لا شك أن الآية كما تعلم هي صريحة في مجالسة المسلم للمشركين ونحن لا نستطيع اليوم أن نحكم على البرلمانات القائمة اليوم في البلاد الإسلامية أنهم مشركون. وأظنك تعلم أو على الأقل تعتقد لأنه ما يعلمه الإنسان يعتقده تعتقد بالتفصيل العلمي الذي يدندن حوله ابن تيمية وابن قيم الجوزية بأن الكفر نوعان كفر اعتقادي وكفر عملي فمن وقع في الكفر العملي لا يجوز أن يعامل معاملة من وقع في الكفر الاعتقادي. ما أدري هل ترى هذا التفصيل؟
السائل : هذا التفصيل من حيث الأفراد الفرد بنفسه هذا لا شك في جريانه لكن الآن واقع الدول واقعها أنها تؤيد الشرك بالله وتحميه بل تضاد وتعادي من أنكر الشرك.
الشيخ : هذا أيضا في وجهة نظري لأنك حينما تقول بارك الله فيك الدول أو الحكومات فأنت لا يخفاك أن هذه الحكومات مؤلفة من أفراد ما هي شخصية يعني متميزة عن كل فرد فهي مجموعة أفراد فنحن حينما ننظر إلى هذه المجموعة من الأفراد ننظر إلى الغالبية فيها هل هم في حكم الإسلام الظاهر الذي لا يشق القلوب هل هم عندنا مسلمون أم هم عندنا كفار مشركون؟ إن غلبت الأولى عن الأخرى قلنا إنهم مسلمون ويجب أن نعاملهم معاملة المسلمين وإلا كانت الأخرى. ولذلك فالتفريق بارك الله فيك بين الأفراد والحكومات هذا التفريق نظري ما هو واقعي لأن الحكومات أو الدول هي مؤلفة من الملك الفلاني والوزير الفلاني والوزير الفلاني ووو إلى آخره والنائب الفلاني والنائب الفلاني هذه المجموعة إما أن نحكم عليها بأنها مسلمة على عجرها وبجرها وإما أن نحكم عليها بأنها كافرة يعني نحن الآن بصورة واضحة جدا ما نستطيع أن نحكم على أي برلمان من البرلمانات التي ملكها مثلا يصلي ويصوم وكذلك بعض الوزراء إن لم نقل كلهم وكثير من النواب إلى آخره أن نقول هؤلاء مثلهم كمثل قوم إبراهيم الذين تبرأ منهم إبراهيم عليه السلام في تلك الآية الصريحة ولذلك فالبراءة من الشرك وأهله هذا أمر لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان كما كان يقال في قديم الزمان ولكن المهم في الموضوع أن نحدد هل البراءة من هؤلاء محلها هنا لأنهم مشركون أم ليسوا بمشركين إنما هم منحرفون عن الإسلام قليلا أو كثيرا هذا شيء آخر. لذلك هذا البحث يجرنا إلى معالجة واقع آخر تجاه هذا الانحراف السياسي الذي أصيب به بعض إخواننا السلفيين أيضا هناك انحراف ... سيف التكفير على كل الأفراد الذين يعني ينضمون إلى دولة ليس عنوانها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا شك أنك تعيش معنا وتعرف واقع بعض الجماعات الإسلامية في مصر وفي القاهرة بالذات وأنه كان هناك جماعة عرفوا بجماعة الهجرة والتكفير وأن قسما منهم يعني مع الأسف قتلوا منهم كان منهم اسم إيش اسمه شكري مصطفى، وكان من هؤلاء الأفراد أرسلوا إلى العالم الإسلامي لبث فكر التكفير ليس فقط هؤلاء الحكام بل وكل الموظفين عندهم حتى أئمة المساجد ومؤذني المساجد والمصلين وراء الأئمة ما أدري بلغك شيء من هذا أو لا؟
السائل : نعم
الشيخ : حسنا وقد جاء بعضهم إلى دمشق وجرت بيني وبينهم مناقشات كثيرة ومنهم رجل عملاق صعيدي اسمه إسماعيل نسيت نسبته فيما بعد لقيته في جدة ويعرفه الشيخ محمد عبد الوهاب البنا إي نعم يعرفه جيدا ما أدري أنت لقيت هذا الإنسان؟
سائل آخر : أسمر هيك؟
الشيخ : لا يزال ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : رجع إلى مصر؟
سائل آخر : لا، في جدة
الشيخ : في جدة لا يزال.
سائل آخر : ... .
الشيخ : أنا عارف بدي أصل إلى هذا الموضوع لقيته في بعض أسفاري وإذا به يشكرني على مجادلاتي إياه هناك في دمشق لأنه فارقني وهو حرذ يعني غضبان وإذا بعد ذلك أرسل إلي خطابا يعني من أعجب الخطابات التي جاءتني بالاعتراف بأننا كنا ضالين وكنا كذا ووو إلى آخره وهنا جماعةكانوا منتسبين إلى هؤلاء إخواننا الحاضرون الآن يعرفون أفرادا منهم قبل أن نهاجر إلى عمان من دمشق إلى هنا كنت أتردد في سبيل الدعوة فقيل لي بأن هناك جماعة يتبنون هذه الدعوة بالتكفير والهجرة إيش رأيك تلتقي معهم؟ قلت لهم ما عندي مانع خلاصة تواعدنا اجتمعنا في أول ليلة من المغرب إلى العشاء فعرفنا منهم أشياء كنا نسمع عن بعضها وهي خطيرة جدا وهذه خلاصتها تكفير المسلمين جميعا لا فرق بين حاكم ومحكوم. الأمر الذي كان يذكرني بنكتة كنت سمعتها من بعض مشايخي الأعاجم الألبان وأمثالهم أنه أحد المشايخ زار قوما في دارهم فلما خرج خرج وهو يكفر الجماعة كلهم لماذا؟ قال لأن العادة في تلك البلاد من إكرامهم لشيوخهم وعلمائهم أن الرجل مثلا الزائر يدخل الدار وينزع النعلين لازم بقى صاحب الدار يوجه النعلين للعالم بحيث ما يتكلف ويلف هيك أو يمد يده ويهيئ النعل باتجاه أين يمشي لا، لا بد رب البيت من إكرام الضيف أنه يوجه له النعل فهو لم يلاحظ هذا الشيء فكفرهم !لم؟ قال لأن هذا يدل على عدم إكرام العالم ومن لم يكرم العالم لا يكرم العلم ومن لا يكرم العلم ما يكرم الرسول الذي جاء به ما يكرم رب العالمين فإذن هو كافر على هذه الطريقة ذكرني هؤلاء فهم يكفرون كل المسلمين دون استثناء لا فرق بين حاكم ومحكوم ولذلك تركوا صلاة الجمعة والجماعة وانطووا على أنفسهم وكنتيجة طبيعية لهذا الرأي منهم في هذه الليلة الأولى التي التقينا فيها. قلت لصاحب الدار وهو صهري أذن للصلاة أذن فانسحب الجماعة طلبوا الإذن تفضلوا صلوا معنا نحن نعرف أنهم ما يصلون فانسحبوا على موعد ثاني ليلة كان اللقاء في الليلة الثانية في دار لأحدهم واستمر النقاش إلى الساعة الحادية عشر تماما قريب لنصف الليل لكن تباشير النقاش ظهرت بدليل أنهم صلوا خلفنا ثم تواعدنا لإتمام البحث في الليلة الثالثة فاستمر البحث بارك الله فيك إلى أذان الفجر من بعد صلاة المغرب إلى أذان الفجر لكن كانت القاضية والحمد لله وهم إلى الآن على الخط السلفي معنا، الشاهد أن هذا الاتجاه لا يزال له أثر في بعض أو كثير من البلاد الإسلامية وبخاصة عقر دار هذه الدعوة هي مصر وهو تكفير حكام المسلمين كما يقال عندنا في الشام على أبو جنب يعني على طول الخط ثم تكفير من لا يكفرهم على التسلسل تكفير من لا يكفرهم. فنحن بارك الله فيك يجب الآن أن نحارب في الحقيقة في الجبهتين الجبهة التي تأخذ بالدعوة السلفية نحو الدعوة الحزبية السياسية والجبهة الأخرى التي تحاول أن تغالي بالدعوة السلفية وتصل بها إلى ما كان عليه الخوارج من قبل وهو تكفير المسلمين لذنوب ارتكبوها وهم متعمقون أشد التعمق في تقصي ما يتوهمون أن فيه أدلة على ما يذهبون إليه من التكفير حتى مثل آية قوله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) كانوا قد هيؤوا بعض الأجوبة والتأويلات، الشاهد أنا أخشى ما أخشى بارك الله فيك ولا تؤاخذني لأني أنا عشت هذا السن وأنا صريح مع الناس كلهم وبخاصة مع إخواننا الذين هم في الخط معنا وأنا أخشى من تطبيق هذه الآية هذا التطبيق العام أن يأخذ بنا إلى ذاك الخط المنحرف من المبالغة في تكفير المسلمين لوقوعهم في الكفر العملي، فالكفر العملي لا يجوز نحن أن نكفر المسلمين ونخرجهم من ساحة الإسلام ونعاملهم معاملة الكفار هذا خلاصة جوابي عن الاستدلال بالآية السابقة.
الحلبي : جزاكم الله خيرا، شيخنا قضية التي تفضل فيها أخونا الشيخ بها قضية الحكومة الآن لو غيرنا لفظ الحكومة إلى لفظ النظام يعني نظام الحكم مش أفراد الحكومة نظام الحكم كافر والقوانين كذا لكن لا يستلزم تكفير نظام الحكم تكفير أفراده هذا الشيء الذي أردت أن أقوله مذكرا بكلمة يعني سمعناها منكم أستاذي وهي قضية وإن كان فيها بعد لكن يلتقيان في وجه مثلا الحزب الشيوعي كحزب نكفره لا شك ولا ريب لكن ليس كل من انتسب لهذا الحزب يكون كافرا يجوز الشخص انتمى من أجل راتب آخر الشهر أو كذا فهذا لا نستطيع أن نكفره وإن قلنا أحيانا تجرأنا وقلنا هذا كفر عملي وكلن ليس كفرا اعتقاديا فإن كان على هذه الشاكلة ألا يكون لكلام أخونا الشيخ صالح له وجه؟
الشيخ : صحيح، لكن هذه أخشى منها لأنه أخي قضية الشيوعيين، الشيوعيون أعلنوا دعوتهم أن الإسلام لا يصلح فكل من يعلن هذا فهو كافر مرتد عن دينه لأنه كفر اعتقادي لكن أقل ما نقول إذا كان حاكم من الحكام وأنا لا أستثني أحدا أبدا من هذه الحيثية لا من قريب ولا من بعيد، وإن استثنينا فإنما نستثني بنسبة الانحراف عن الإسلام كثيرا أو قليلا فهؤلاء الحكام جميعا من كان منحرفا عن الإسلام كثيرا أو قليلا إذا ظهر منهم كلام يشعرنا بأن هناك حكما في الإسلام لا يصلح تطبيقه في هذا الزمان فهي ردة صريحة ومن تبنى هذا في قليل أو كثير فهم مرتدون عن دينهم أما لمجرد تبني قوانين ليست هي في أصلها أو في كلها ليست إسلامية هذا كفر عملي فلا بد أن يقترن معها شيء حتى نقتنع بأنه كفر اعتقادي لذلك أنا أفرق بين حزب البعث أو الحزب الشيوعي فهؤلاء أعلنوا في رسائلهم أن الإسلام جاء للعرب ومضى وانقضى إلى آخره لكن كثير من الحكام ولا أقول كل الحكام كثير من الحكام ما يظهر منهم إلا تمسكهم بالكرسي وهذا مصيبة بلا شك وحرصهم على التسلط على الناس لكن هذا أنا لا أعتبره كفرا اعتقاديا فإذا أحد يرى هذا فأرجو أن يبين لنا حتى نتقارب ونتفاهم إن شاء الله.
2 - رأي الشيخ الألباني في الاستدلال بآية (( إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )) في عدم جواز دخول البرلمانات. أستمع حفظ
الكلام على تكفير من يحكّم القوانين الوضعية.
السائل : نعم سلمك الله، الآن هناك مسألتان مثلت بالأمرين الأول مسألة تحكيم الشريعة، المسألة الأخرى هي أن هذه مثلا حكومة مصر أو حكومة الكويت أو ليبيا أو تونس إلى آخره أو سورية أو غيرها تنظر لها من جهة أخرى تجد أنها تحمي الأوثان، تحمي الطواغيت وتقر عبادة غير الله جل وعلا ولا شك أن من حمى هذا واعتقد صحة ذلك وأنه يدافع عن الذين يدعون غير الله ويستغيثون بغير الله لا شك أنه مثلهم في الحكم فالمستغيث بغير الله مشرك وكذلك من حماه ودافع عنه وأيد بقاء هذه لا شك أنهم مثلهم فإذا نظرت إلى هذه فيكون هناك شرك في الاعتقاد.
الشيخ : أنت بارك الله فيك جاء في كلامك ما أدري قصدته أو هو سبق لسان وإذا كنت قاصدا له فلا خلاف قلت واعتقد ذلك انتهت المشكلة.
السائل : وهذا الواقع.
الشيخ : هل تعني ذلك؟ لا، الواقع شيء والاعتقاد شيء بارك الله فيك يعني الآن واقع إنسان مسلم يصلي ويصوم لكنه مدير بنك يرابي وموظف في البنك يكتب وو إلى آخره هل نحكم أنه كافر مرتد.
السائل : أعوذ بالله.
الشيخ : لماذا؟
السائل : ما نحكم.
الشيخ : لماذا ؟ المناط الحكم ما هو؟ هذا يرتكب كبيرة من الكبائر والحكم بغير ما أنزل الله هو كذلك لكن الحكم بغير ما أنزل الله إن اقترن به عقيدة فهو كفر بعينه الردة وإن لم يقترن به عقيدة ولذلك أنا كنت أجادل هؤلاء الناس الذين أشرت إليهم آنفا جماعة الهجرة والتكفير قلت لهم كلاما لا مرد له إطلاقا قلت هل عندكم فرق بين من يعلن بأنه يحكم بالقوانين لكن ما تدري هل هو يستحل ذلك بقلبه أم لا وبين من يعلن أن يحكم بالإسلام لكن عند حكمٍ ما حكم بخلاف الإسلام نأخذ هذا الثاني حكم بغير الإسلام قلنا له أو لهم هل تكفرونه فكأنهم يقفون هكذا باهتين يفكرون لأنه يعتقد أن هذا السؤال ما ورد عليهم سابقا أخيرا يأتي الجواب رغم أنفهم لا نكفره.
السائل : أنا سلمك الله أنا مثلت بقضية.
الشيخ : معليش لسه ما انتهيت إذا سمحت.
السائل : يعني الشرك في العبادة.
الشيخ : ما عندي فرق بين الشرك في العبادة والشرك في الحكم كلاهما سواء.
السائل : اعتقاد مثلا الداعي غير الله جل وعلا هذا يعتقد الألوهية في غير الله والذي يحميه يحمي الشرك.
الشيخ : الآن بارك الله فيك لا نتكلم على العقيدة نتكلم على الفعل وإلا أنت لست معي في التفريق بين الفعل والعقيدة.
السائل : الفعل منشؤه العقيدة.
الشيخ : بس العقيدة بارك الله فيك غير ظاهرة.
السائل : لكنها باعثة للعمل.
الشيخ : كل هذا لا أناقشك فيه، لكنها غير ظاهرة يعني نحن ما نستطيع أن نستدل بعمل الإنسان على ما في قلبه، وأكبر دليل على ذلك قصة ذلك الصحابي الذي قتل المشرك حينما رآه سيقتله قال لا إله إلا الله تعرف أنت القصة قال ما قالها إلا تقية قال ( هلا شققت عن قلبه ) فنحن لو أردنا أن ندرس هذه الظاهرة إذا رأينا إنسانا يقاتل كافرا ولما صار هذا الكافر تحت ضربة سيف قال أشهد أن لا إله الله ماذا نحكم؟ نحكم بأنها قالها تقية؟ خوفا من الضرب والقتل نعم لكن كلمة لا إله إلا الله سلاح أقوى من هذا الظاهر في حكم الشرع الإسلامي ولهذا قال عليه السلام ( هلا شققت عن قلبه ) أظنك معي في هذا؟ طيب فالآن أعود وأقول العمل وأتحفظ الآن والقول من العمل فأقول الفعل ما عدا القول أيّ فعل فيه مخالفة للشرع لا يعطينا ما في قلب هذا الفاعل بخلاف قوله فإذا قال أنا أعبد الطاغوت أنا كفرت بمحمد كفرت بهذا الحكم إلى آخره انتهى الأمر واضح كلامي هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : لهذا أعود فأقول الفعل لا ينبئ على ما في القلب وما دام عندنا أمر لا محيد لنا عنه كفر اعتقادي وكفر عملي فإذا رأينا من إنسان مسلم كفرا عمليا لا نستلزم منه أنه قد كفر كفرا اعتقاديا إلا إذا أعرض عنه بلسانه واضح؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب فالآن كنت أحدثك عن المثال الذي ضربته لأولئك القوم حاكم يحكم بالشرع مرة حكم بخلاف الشرع ماذا تقولون؟ قالوا بعد تفكير ما نكفره لماذا؟ قال لأن هذه مرة واحدة هذا ما جعل نظاما ليحكم بخلاف الشرع، قلت له حسنا ثاني مرة في قضية ثانية وحتى ما أطيل عليك الشرح ثالثة ورابعة إلى آخره متى تقول هذا كفر وارتد عن دينه؟ فكانوا يسكتون قلنا إذن يا جماعة المسألة اربطوها بالعقيدة هذا الذي حكم الحكم الأول أي القاضي الشرعي فلنقلها صراحة هذا القاضي الشرعي في عرف الناس في الظاهر قاضي شرعي يحكم بما أنزل الله حكم حكومة ما خالف فيها شريعة الله له حالة من حالتين في قرارة نفسه إما أن يستحل هذا الحكم فهو كافر بمرة واحدة يستحل بقلبه فهو كافر وإلا إذالم يستحل ذلك بقلبه فهو فاسق هذه قضية لا تقبل المناقشة بين مسلمين إطلاقا، ثم هذه القضية نفسها تكررت نفس الجواب يأتي اتركرت نفس القضية نفس التفصيل يأتي وهكذا إلى ما لا نهاية فإذن هذه القضية كلها مربوطة بالعقيدة فمن اعتقد بأن حكما ما من أحكام الشريعة الإسلامية لا تصلح لهذا الزمان فهو كافر أما مجرد حكمه بغير ما أنزل الله أنت تعرف قول المفسرين بخاصة ابن جرير الطبري وابن كثير أن آية (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) إنما نزلت في اليهود لعلك ذاكر هذا وعلى ذلك فمن كان اعتقاده كاعتقاد اليهود أي الذين لا يؤمنون بما جاء في الإسلام فهو كافر كاليهود، أما من كان يعتقد بأن الحكم أنه هو لازم يكون لكن الله يلعن الشيطان التعبير السوري ها الكرسي هذا ما عاد بخلينا نحكم ما بخلينا إلا نشايع الناس ونسايرهم ووو إلى آخره ثم أنا أريد الآن أن أدخل معك في موضوع دقيق جدا لا يوجد اليوم على وجه الأرض حاكم مسلم لا يعني يخرج عن الإسلام في بعض أحكامه ألا تقول معي بهذا؟
السائل : نعم بلا إشكال.
الشيخ : طيب فماذا نقول؟ هل نقول إن كانت النسبة بالمئة عشرة بالمية خمسة ما بيكفر بالمية عشرة يكفر أم لا بد من هذا التفصيل؟ لا بد من هذا التفصيل بدليل أنه أنا ضربت آنفا مثلا لا يقبل الجدل قاضي شرعي حكم بحكومة غير إسلامية لما سألناه قال هذا لا يصلح لهذا الزمان كفر لحكم واحد بل ولا لحكم مجرد أن يقول أن هذا لا يصلح وإنسان آخر دائما يرتشي ويعطي الحق لغير أهله هذا حكم بغير ما أنزل يا أخي ليش هيك؟ هذا حرام ما يجوز إي حرام والله الله يتوب علينا مهما تكرر هذا الفعل ألست معنا بالقول بأن هذا مسلم لكنه فاسق؟ إذن القضية ما هي قضية نسبية يعني لا نقول زيد من الحكام أكثر أحكامه مخالفة للإسلام فهو مرتد عن دينه وزيد من الحكام الآخرين أقل أحكامه مخالفة للإسلام فهو ليس مرتد عن دينه لا المسألة ليس لها علاقة بالكثرة والقلة علاقتها بما استقر في القلب سواء قل أو كثر فمن أنكر صلاحية الحكم بالإسلام ولو في مسألة واحدة فهو كافر هذا من جهة.
الشيخ : أنت بارك الله فيك جاء في كلامك ما أدري قصدته أو هو سبق لسان وإذا كنت قاصدا له فلا خلاف قلت واعتقد ذلك انتهت المشكلة.
السائل : وهذا الواقع.
الشيخ : هل تعني ذلك؟ لا، الواقع شيء والاعتقاد شيء بارك الله فيك يعني الآن واقع إنسان مسلم يصلي ويصوم لكنه مدير بنك يرابي وموظف في البنك يكتب وو إلى آخره هل نحكم أنه كافر مرتد.
السائل : أعوذ بالله.
الشيخ : لماذا؟
السائل : ما نحكم.
الشيخ : لماذا ؟ المناط الحكم ما هو؟ هذا يرتكب كبيرة من الكبائر والحكم بغير ما أنزل الله هو كذلك لكن الحكم بغير ما أنزل الله إن اقترن به عقيدة فهو كفر بعينه الردة وإن لم يقترن به عقيدة ولذلك أنا كنت أجادل هؤلاء الناس الذين أشرت إليهم آنفا جماعة الهجرة والتكفير قلت لهم كلاما لا مرد له إطلاقا قلت هل عندكم فرق بين من يعلن بأنه يحكم بالقوانين لكن ما تدري هل هو يستحل ذلك بقلبه أم لا وبين من يعلن أن يحكم بالإسلام لكن عند حكمٍ ما حكم بخلاف الإسلام نأخذ هذا الثاني حكم بغير الإسلام قلنا له أو لهم هل تكفرونه فكأنهم يقفون هكذا باهتين يفكرون لأنه يعتقد أن هذا السؤال ما ورد عليهم سابقا أخيرا يأتي الجواب رغم أنفهم لا نكفره.
السائل : أنا سلمك الله أنا مثلت بقضية.
الشيخ : معليش لسه ما انتهيت إذا سمحت.
السائل : يعني الشرك في العبادة.
الشيخ : ما عندي فرق بين الشرك في العبادة والشرك في الحكم كلاهما سواء.
السائل : اعتقاد مثلا الداعي غير الله جل وعلا هذا يعتقد الألوهية في غير الله والذي يحميه يحمي الشرك.
الشيخ : الآن بارك الله فيك لا نتكلم على العقيدة نتكلم على الفعل وإلا أنت لست معي في التفريق بين الفعل والعقيدة.
السائل : الفعل منشؤه العقيدة.
الشيخ : بس العقيدة بارك الله فيك غير ظاهرة.
السائل : لكنها باعثة للعمل.
الشيخ : كل هذا لا أناقشك فيه، لكنها غير ظاهرة يعني نحن ما نستطيع أن نستدل بعمل الإنسان على ما في قلبه، وأكبر دليل على ذلك قصة ذلك الصحابي الذي قتل المشرك حينما رآه سيقتله قال لا إله إلا الله تعرف أنت القصة قال ما قالها إلا تقية قال ( هلا شققت عن قلبه ) فنحن لو أردنا أن ندرس هذه الظاهرة إذا رأينا إنسانا يقاتل كافرا ولما صار هذا الكافر تحت ضربة سيف قال أشهد أن لا إله الله ماذا نحكم؟ نحكم بأنها قالها تقية؟ خوفا من الضرب والقتل نعم لكن كلمة لا إله إلا الله سلاح أقوى من هذا الظاهر في حكم الشرع الإسلامي ولهذا قال عليه السلام ( هلا شققت عن قلبه ) أظنك معي في هذا؟ طيب فالآن أعود وأقول العمل وأتحفظ الآن والقول من العمل فأقول الفعل ما عدا القول أيّ فعل فيه مخالفة للشرع لا يعطينا ما في قلب هذا الفاعل بخلاف قوله فإذا قال أنا أعبد الطاغوت أنا كفرت بمحمد كفرت بهذا الحكم إلى آخره انتهى الأمر واضح كلامي هذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : لهذا أعود فأقول الفعل لا ينبئ على ما في القلب وما دام عندنا أمر لا محيد لنا عنه كفر اعتقادي وكفر عملي فإذا رأينا من إنسان مسلم كفرا عمليا لا نستلزم منه أنه قد كفر كفرا اعتقاديا إلا إذا أعرض عنه بلسانه واضح؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب فالآن كنت أحدثك عن المثال الذي ضربته لأولئك القوم حاكم يحكم بالشرع مرة حكم بخلاف الشرع ماذا تقولون؟ قالوا بعد تفكير ما نكفره لماذا؟ قال لأن هذه مرة واحدة هذا ما جعل نظاما ليحكم بخلاف الشرع، قلت له حسنا ثاني مرة في قضية ثانية وحتى ما أطيل عليك الشرح ثالثة ورابعة إلى آخره متى تقول هذا كفر وارتد عن دينه؟ فكانوا يسكتون قلنا إذن يا جماعة المسألة اربطوها بالعقيدة هذا الذي حكم الحكم الأول أي القاضي الشرعي فلنقلها صراحة هذا القاضي الشرعي في عرف الناس في الظاهر قاضي شرعي يحكم بما أنزل الله حكم حكومة ما خالف فيها شريعة الله له حالة من حالتين في قرارة نفسه إما أن يستحل هذا الحكم فهو كافر بمرة واحدة يستحل بقلبه فهو كافر وإلا إذالم يستحل ذلك بقلبه فهو فاسق هذه قضية لا تقبل المناقشة بين مسلمين إطلاقا، ثم هذه القضية نفسها تكررت نفس الجواب يأتي اتركرت نفس القضية نفس التفصيل يأتي وهكذا إلى ما لا نهاية فإذن هذه القضية كلها مربوطة بالعقيدة فمن اعتقد بأن حكما ما من أحكام الشريعة الإسلامية لا تصلح لهذا الزمان فهو كافر أما مجرد حكمه بغير ما أنزل الله أنت تعرف قول المفسرين بخاصة ابن جرير الطبري وابن كثير أن آية (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) إنما نزلت في اليهود لعلك ذاكر هذا وعلى ذلك فمن كان اعتقاده كاعتقاد اليهود أي الذين لا يؤمنون بما جاء في الإسلام فهو كافر كاليهود، أما من كان يعتقد بأن الحكم أنه هو لازم يكون لكن الله يلعن الشيطان التعبير السوري ها الكرسي هذا ما عاد بخلينا نحكم ما بخلينا إلا نشايع الناس ونسايرهم ووو إلى آخره ثم أنا أريد الآن أن أدخل معك في موضوع دقيق جدا لا يوجد اليوم على وجه الأرض حاكم مسلم لا يعني يخرج عن الإسلام في بعض أحكامه ألا تقول معي بهذا؟
السائل : نعم بلا إشكال.
الشيخ : طيب فماذا نقول؟ هل نقول إن كانت النسبة بالمئة عشرة بالمية خمسة ما بيكفر بالمية عشرة يكفر أم لا بد من هذا التفصيل؟ لا بد من هذا التفصيل بدليل أنه أنا ضربت آنفا مثلا لا يقبل الجدل قاضي شرعي حكم بحكومة غير إسلامية لما سألناه قال هذا لا يصلح لهذا الزمان كفر لحكم واحد بل ولا لحكم مجرد أن يقول أن هذا لا يصلح وإنسان آخر دائما يرتشي ويعطي الحق لغير أهله هذا حكم بغير ما أنزل يا أخي ليش هيك؟ هذا حرام ما يجوز إي حرام والله الله يتوب علينا مهما تكرر هذا الفعل ألست معنا بالقول بأن هذا مسلم لكنه فاسق؟ إذن القضية ما هي قضية نسبية يعني لا نقول زيد من الحكام أكثر أحكامه مخالفة للإسلام فهو مرتد عن دينه وزيد من الحكام الآخرين أقل أحكامه مخالفة للإسلام فهو ليس مرتد عن دينه لا المسألة ليس لها علاقة بالكثرة والقلة علاقتها بما استقر في القلب سواء قل أو كثر فمن أنكر صلاحية الحكم بالإسلام ولو في مسألة واحدة فهو كافر هذا من جهة.
مناقشة حول من وقع في الشرك الأكبر.
الشيخ : ومن جهة أخرى أريد من باب التناصح أن أهتبلها فرصة وأتباحث معك وهي أن إطلاق التكفير على المرتكبين للشرك، آنفا كان مش آنفا كنت أظن لما كان العاجز هنا السوري ما كنتم؟
الحلبي : لا.
الشيخ : بس أبو ليلى كان وحده؟
الحلبي : كان أبو ليلى نعم
الشيخ : منذ أيام أقل من أسبوع جاءنا زائران من دمشق، الظاهر أيضا أثاروا هذه المشكلة هناك بين إخواننا السلفيين وأصبحوا مع الأسف هناك يعني غرباء هدول الاثنين حاملين راية التكفير أيضا، الشاهد سألت أحدهما قلت له إيش رأيك هل كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه؟ حملق بعينيه شعرت منه أنه ما فهم علي طورت له الكلام قلت له بعد شيء من المناقشة شو رأيك بأهل الفترة هل هم كفار؟ قال نعم قلت الآن انقطع الكلام وإنما قطعت في الكلام لسبب وهو ...
أبو ليلى : السلام عليك ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله، أنه كانت الجلسة لشخص ودون الشخصين الذين أحضرهما الرجل هذا وغيره حضروا على أساس أن يكونوا مستمعين وفعلا استمعوا فلما انتهت الجلسة الساعة العاشرة تقريبا مثل هذا الوقت أو بعده بقليل أثاروا رغم أنفنا بدهم يثيروا الموضوع مع أنه نحن ما أعطيناهم المجال قال شو رأيك فيه ناس يستغيثون بغير الله فيه خلاف بيننا وبين إخواننا السلفيين أنا ما أعرف إخواننا السلفيين هناك ماذا يقولون لهؤلاء، وهؤلاء ماذا يقولون لأولئك لكن أنا شعرت أنهم من الشباب ولسه ما نضجوا في العلم كما ينبغي فطرحت عليه السؤال السابق فلما ألحقت السؤال الأول بالثاني وهو صريح ومعروف عند العلماء أنه شو رأيك بأهل الفترة هل هم كفار؟ قال إي نعم قلت انتهى الأمر الآن والوقت انتهى، فالذي أريد أن أقوله لا يخفاك أن أهل الفترة لا نستطيع أن نكفرهم بيقولوا عندنا في الشام بالكوم تعرفون الكلمة بلغتكم؟
السائل : نعم.
الشيخ : بالكمشة بالجملة ما نقدر أهل الفترة اللي كانوا في عهد الجاهلية وما قبلها ولكننا نقول كلمة سواء كل من بلغته دعوة نبي وكفر بها فهو كافر وعلى ذلك نقول الأحاديث التي جاءت تبين مثل ( استأذنت ربي في أن أزور قبر أمي ) الحديث تعرفه فهؤلاء الأفراد فنحن نحكم بما حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما نعطي حكما عاما بأن كل أهل الفترة ما بين إسماعيل عليه السلام ومحمد صلوات الله وسلامه عليه كلهم في النار أو كلهم في الجنة لا، وإنما من آمن بالله ورسوله كما أراد الله ورسوله فهو في الجنة أما من لم تبلغه الدعوة فأظنك تعتقد معنا أن هذا له حسابا آخر في الآخرة هذه توطئة ومقدمة وأظن لا اختلاف فيها إن شاء الله بيننا، الآن كثير من إخواننا طلاب العلم ربما من أهل العلم.
الحلبي : لا.
الشيخ : بس أبو ليلى كان وحده؟
الحلبي : كان أبو ليلى نعم
الشيخ : منذ أيام أقل من أسبوع جاءنا زائران من دمشق، الظاهر أيضا أثاروا هذه المشكلة هناك بين إخواننا السلفيين وأصبحوا مع الأسف هناك يعني غرباء هدول الاثنين حاملين راية التكفير أيضا، الشاهد سألت أحدهما قلت له إيش رأيك هل كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه؟ حملق بعينيه شعرت منه أنه ما فهم علي طورت له الكلام قلت له بعد شيء من المناقشة شو رأيك بأهل الفترة هل هم كفار؟ قال نعم قلت الآن انقطع الكلام وإنما قطعت في الكلام لسبب وهو ...
أبو ليلى : السلام عليك ورحمة الله.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله، أنه كانت الجلسة لشخص ودون الشخصين الذين أحضرهما الرجل هذا وغيره حضروا على أساس أن يكونوا مستمعين وفعلا استمعوا فلما انتهت الجلسة الساعة العاشرة تقريبا مثل هذا الوقت أو بعده بقليل أثاروا رغم أنفنا بدهم يثيروا الموضوع مع أنه نحن ما أعطيناهم المجال قال شو رأيك فيه ناس يستغيثون بغير الله فيه خلاف بيننا وبين إخواننا السلفيين أنا ما أعرف إخواننا السلفيين هناك ماذا يقولون لهؤلاء، وهؤلاء ماذا يقولون لأولئك لكن أنا شعرت أنهم من الشباب ولسه ما نضجوا في العلم كما ينبغي فطرحت عليه السؤال السابق فلما ألحقت السؤال الأول بالثاني وهو صريح ومعروف عند العلماء أنه شو رأيك بأهل الفترة هل هم كفار؟ قال إي نعم قلت انتهى الأمر الآن والوقت انتهى، فالذي أريد أن أقوله لا يخفاك أن أهل الفترة لا نستطيع أن نكفرهم بيقولوا عندنا في الشام بالكوم تعرفون الكلمة بلغتكم؟
السائل : نعم.
الشيخ : بالكمشة بالجملة ما نقدر أهل الفترة اللي كانوا في عهد الجاهلية وما قبلها ولكننا نقول كلمة سواء كل من بلغته دعوة نبي وكفر بها فهو كافر وعلى ذلك نقول الأحاديث التي جاءت تبين مثل ( استأذنت ربي في أن أزور قبر أمي ) الحديث تعرفه فهؤلاء الأفراد فنحن نحكم بما حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما نعطي حكما عاما بأن كل أهل الفترة ما بين إسماعيل عليه السلام ومحمد صلوات الله وسلامه عليه كلهم في النار أو كلهم في الجنة لا، وإنما من آمن بالله ورسوله كما أراد الله ورسوله فهو في الجنة أما من لم تبلغه الدعوة فأظنك تعتقد معنا أن هذا له حسابا آخر في الآخرة هذه توطئة ومقدمة وأظن لا اختلاف فيها إن شاء الله بيننا، الآن كثير من إخواننا طلاب العلم ربما من أهل العلم.
اضيفت في - 2016-07-01