سلسلة الهدى والنور-1027
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور-جديد
هل يصلح مجهول العين والمبهم والمنقطع في الشواهد والمتابعات ؟ وهل يعتضد المرسل بالمرسل ؟
السائل : أسأل الله عز وجل أن يجمع شمل المسلمين و أن يوحد صفوف الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى وأن يرزقهم جميعا الإخلاص والسداد والصواب.
الشيخ : آمين.
السائل : ولهذا نستغل الوقت في طرح بعض الأسئلة على شيخنا حفظه الله والتي هي أو منها أسئلة حديثية وأسئلة أخرى فقهية وأسئلة أخرى تتعلق بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فلنبدأ بالأسئلة إلا إذا كان هناك؟
الشيخ : تفضل.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم، الأسئلة كما ذكر الأخ محمد أسئلة متنوعة وإن شاء الله سنطرح سؤالا بسؤال سؤالا حديثيا وفقهيا ودعويا، فالسؤال الأول في الحديث يا شيخ.
أبو ليلى : لو سمحت شيخنا لو تجعل كل الأسئلة يعني تسردها وراء بعضها يعني مثلا دعوية حتى يصير الشريط مستقل في ... .
السائل : طيب خير إن شاء الله طيب إذا نبدأ بالأسئلة الحديثية إن شاء الله السؤال الأول يا فضيلة الشيخ يقول هل يصلح مجهول العين والمبهم والمنقطع في الشواهد والمتابعات وهل يعتضد المرسل بالمرسل؟
الشيخ : أما اعتضاد المرسل بالمرسل فلا.
السائل : مطلقا؟
الشيخ : مطلقا، لأنه يحتمل احتمالا كبيرا أن تكون الواسطة بين كل من المرسلين واسطة واحدة فلما كانت هذه الواسطة مجهولة كانت هذه الجهالة هي سبب رد الاحتجاج بالحديث المرسل فإذا كان هناك مرسل ومرسل بل ومراسيل جمع منها فمن المحتمل احتمالا كبيرا أن تعود هذه المراسيل إلى رواية شخص مجهول ولذلك فلا يحتج بمرسل بتقويته بمرسل آخر إلا أن هنا دقيقة لا بد من ملاحظتها وهي: إذا كان كل من المرسلين، من الشخصين المرسلين مختلفي البلدين وكانا ثابتا عند الباحث على أنه لا يعرف بينهما إما لقاء أو سفر كل منهما إلى بلد الآخر فإذا كان ثابتا مثل هذا الأمر المنفي من اللقاء أو السفر إلى بلد كلّ منهما من الآخر إذا كان هذا منفيا فقد تطمئن النفس لتقوية المرسل بالمرسل بهذا الشرط لأن هنا والحالة هذه يضعف احتمال أن يعود رواية كلّ من المرسلين إلى شخص واحد هذا في الواقع نظري أكثر من أن يكون عمليا، لكن إن ورد مثل هذا الأمر النظري عمليا بالنسبة لبعض الباحثين فله أن يقوي ذلك، بقي الجواب عن تقوية المجهول بالمجهول أو بالمبهم.
السائل : مجهول العين.
الشيخ : مجهول العين نعم، نقول الجواب تقريبا نحو الجواب عن المرسل بالمرسل إذا كانت الجهالة في طبقة واحدة وفي عصر واحد فلا تقوية أما إذا كانت الطبقة مختلفة فيمكن تقوية المجهول بالمجهول بمعنى أن يكون المجهول في إحدى الروايتين هو التابعي مثلا وأن يكون المجهول في الرواية الأخرى من أتباع التابعين أو دون ذلك فالطبقة اختلفت تماما بحيث أن الناظر في هاتين الروايتين يغلب على الظن إن لم نقل يقطع بأنه لا يمكن أن يكون أحدهما أخذ من الآخر كما قيل تماما بالنسبة للمرسلين في هذه الحالة يمكن تقوية إحدى الروايتين بالأخرى ولو كان في كلّ منهما مجهول العين أو من لم يسم.
أبو مالك : بالنسبة للمرسل المرسل كأنما أشرت إلى أن المرسلين الاثنين في عصر واحد وليس ...
الشيخ : هو هذا طبيعة المرسل بارك الله فيك وهو التابعي.
أبو مالك : أما بالنسبة لمجهول العين أو من لم يسم فلو اختلفت الطبقة فلا يؤثر في التقوية.
الشيخ : نعم.
السائل : مجهول العين يعني إذا جاء من رواية أخرى الحديث مسندا ولكن في إسناده ضعف ضعيف أو مجهول الحال مثلا يعني ولو في طبقة واحدة مثلا عندنا سند فيه مجهول عين في طبقة اتباع التابعين وآخر في السند لنفس الحديث فيه مجهول عين فهل يعتضد هذا بهذا لأنه كأن الصورة لا تنطبق على مثل هذا السؤال؟
الشيخ : عفوا الصورة الأولى ما هي؟
السائل : يعني كأنها كانت حول المبهم يعني أنا أسأل الآن مجهول العين ومجهول العين إذا كان في طبقة واحدة هل يعتضد أحدهما بالآخر؟
الشيخ : في طبقة واحدة لا ما يعتضد.
السائل : هو قد سمي ذكر اسمه.
الشيخ : ولو سمّي لأنه المرسل الذي تكلّمنا عليه معروف أن المرسل سمّي وأنه ثقة فلماذا لا نقوّي أحدهم بالآخر لاحتمال أن يكون كل من المرسليمن الثقتين أخذا من شخص واحد فنفس العلة هنا ترد.
السائل : احتمال لكن هنا مجهول العين في هذا السند يأخذ عن راو آخر عن شيخ آخر ومجهول العين في السند الآخر يأخذ عن شيخ آخر أيضا والمتن متفق باللفظ أو بالمعنى.
الشيخ : لكن يرد أن يكون أحدهما أخذ عن الآخر.
السائل : يرد.
الشيخ : يرد هذا الاحتمال.
الشيخ : آمين.
السائل : ولهذا نستغل الوقت في طرح بعض الأسئلة على شيخنا حفظه الله والتي هي أو منها أسئلة حديثية وأسئلة أخرى فقهية وأسئلة أخرى تتعلق بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فلنبدأ بالأسئلة إلا إذا كان هناك؟
الشيخ : تفضل.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم، الأسئلة كما ذكر الأخ محمد أسئلة متنوعة وإن شاء الله سنطرح سؤالا بسؤال سؤالا حديثيا وفقهيا ودعويا، فالسؤال الأول في الحديث يا شيخ.
أبو ليلى : لو سمحت شيخنا لو تجعل كل الأسئلة يعني تسردها وراء بعضها يعني مثلا دعوية حتى يصير الشريط مستقل في ... .
السائل : طيب خير إن شاء الله طيب إذا نبدأ بالأسئلة الحديثية إن شاء الله السؤال الأول يا فضيلة الشيخ يقول هل يصلح مجهول العين والمبهم والمنقطع في الشواهد والمتابعات وهل يعتضد المرسل بالمرسل؟
الشيخ : أما اعتضاد المرسل بالمرسل فلا.
السائل : مطلقا؟
الشيخ : مطلقا، لأنه يحتمل احتمالا كبيرا أن تكون الواسطة بين كل من المرسلين واسطة واحدة فلما كانت هذه الواسطة مجهولة كانت هذه الجهالة هي سبب رد الاحتجاج بالحديث المرسل فإذا كان هناك مرسل ومرسل بل ومراسيل جمع منها فمن المحتمل احتمالا كبيرا أن تعود هذه المراسيل إلى رواية شخص مجهول ولذلك فلا يحتج بمرسل بتقويته بمرسل آخر إلا أن هنا دقيقة لا بد من ملاحظتها وهي: إذا كان كل من المرسلين، من الشخصين المرسلين مختلفي البلدين وكانا ثابتا عند الباحث على أنه لا يعرف بينهما إما لقاء أو سفر كل منهما إلى بلد الآخر فإذا كان ثابتا مثل هذا الأمر المنفي من اللقاء أو السفر إلى بلد كلّ منهما من الآخر إذا كان هذا منفيا فقد تطمئن النفس لتقوية المرسل بالمرسل بهذا الشرط لأن هنا والحالة هذه يضعف احتمال أن يعود رواية كلّ من المرسلين إلى شخص واحد هذا في الواقع نظري أكثر من أن يكون عمليا، لكن إن ورد مثل هذا الأمر النظري عمليا بالنسبة لبعض الباحثين فله أن يقوي ذلك، بقي الجواب عن تقوية المجهول بالمجهول أو بالمبهم.
السائل : مجهول العين.
الشيخ : مجهول العين نعم، نقول الجواب تقريبا نحو الجواب عن المرسل بالمرسل إذا كانت الجهالة في طبقة واحدة وفي عصر واحد فلا تقوية أما إذا كانت الطبقة مختلفة فيمكن تقوية المجهول بالمجهول بمعنى أن يكون المجهول في إحدى الروايتين هو التابعي مثلا وأن يكون المجهول في الرواية الأخرى من أتباع التابعين أو دون ذلك فالطبقة اختلفت تماما بحيث أن الناظر في هاتين الروايتين يغلب على الظن إن لم نقل يقطع بأنه لا يمكن أن يكون أحدهما أخذ من الآخر كما قيل تماما بالنسبة للمرسلين في هذه الحالة يمكن تقوية إحدى الروايتين بالأخرى ولو كان في كلّ منهما مجهول العين أو من لم يسم.
أبو مالك : بالنسبة للمرسل المرسل كأنما أشرت إلى أن المرسلين الاثنين في عصر واحد وليس ...
الشيخ : هو هذا طبيعة المرسل بارك الله فيك وهو التابعي.
أبو مالك : أما بالنسبة لمجهول العين أو من لم يسم فلو اختلفت الطبقة فلا يؤثر في التقوية.
الشيخ : نعم.
السائل : مجهول العين يعني إذا جاء من رواية أخرى الحديث مسندا ولكن في إسناده ضعف ضعيف أو مجهول الحال مثلا يعني ولو في طبقة واحدة مثلا عندنا سند فيه مجهول عين في طبقة اتباع التابعين وآخر في السند لنفس الحديث فيه مجهول عين فهل يعتضد هذا بهذا لأنه كأن الصورة لا تنطبق على مثل هذا السؤال؟
الشيخ : عفوا الصورة الأولى ما هي؟
السائل : يعني كأنها كانت حول المبهم يعني أنا أسأل الآن مجهول العين ومجهول العين إذا كان في طبقة واحدة هل يعتضد أحدهما بالآخر؟
الشيخ : في طبقة واحدة لا ما يعتضد.
السائل : هو قد سمي ذكر اسمه.
الشيخ : ولو سمّي لأنه المرسل الذي تكلّمنا عليه معروف أن المرسل سمّي وأنه ثقة فلماذا لا نقوّي أحدهم بالآخر لاحتمال أن يكون كل من المرسليمن الثقتين أخذا من شخص واحد فنفس العلة هنا ترد.
السائل : احتمال لكن هنا مجهول العين في هذا السند يأخذ عن راو آخر عن شيخ آخر ومجهول العين في السند الآخر يأخذ عن شيخ آخر أيضا والمتن متفق باللفظ أو بالمعنى.
الشيخ : لكن يرد أن يكون أحدهما أخذ عن الآخر.
السائل : يرد.
الشيخ : يرد هذا الاحتمال.
1 - هل يصلح مجهول العين والمبهم والمنقطع في الشواهد والمتابعات ؟ وهل يعتضد المرسل بالمرسل ؟ أستمع حفظ
هل يجوز أن نقول في كل حديث صحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي في " التلخيص " أنه وافقه؟
السائل : السؤال الثاني من المعلوم أن الإمام الذهبي رحمه الله تعالى لخص كتاب المستدرك للحاكم ولكنه لم يشترط أن ينبه على كل وهم وقع من الحاكم فهل يجوز مع هذا أن نقول في كل حديث صحّحه الحاكم وسكت عليه الذهبي أنه وافقه مع العلم أنه قد يكون سكت عليه في " التلخيص " وضعفه في " الميزان " مثلا.
الشيخ : نحن نفرق بين ما سكت فنقول سكت وبين ما وافق فنقول وافق، نفرق بين الأمرين.
السائل : وكيف نعرف أنه سكت أو أنه وافق؟
الشيخ : بيض تارة يعبر بهذا التعبير يعني يكون الحاكم في الأصل قال " صحيح الإسناد " أو قال " صحيح على شرط الشيخين أو أحدهما " كما هو معلوم أما الذهبي في " التلخيص " بيض لم يقل كما قال الحاكم فإذا بيض نقول بيض له الذهبي أو سكت عنه ولو بطريقة الرمز وافق في الرمز الحاكم في هذه الحالة نقول وافقه أما إذا لم يوافق وإنما بيض فنقول بيض أو سكت عنه.
السائل : يعني كون الذهبي رحمه الله تعالى يعني الحاكم أحيانا يقول صحيح على شرط الشيخين، فالذهبي رحمه الله يذكر في " التلخيص " يرمز بخاء ميم أو مثلا خاء إذا قال على شرط البخاري أو ميم إذا كان قال على شرط مسلم أو صحيح إذا كان قال صحيح الإسناد هل هذا الرمز يعتبر موافقة منه أم هو مجرد اختصار لكلام الحاكم.
الشيخ : هو المفروض أن يكون مجرد اختصار ولكن لما رأيناه قد تعقبه في كثير من الأمور حينئذ لا يسعنا الأمر إلا أن نقول وافقه بخلاف ما إذا بيض ولم يتعرض للموافقة.
السائل : يأتي هنا اعتراض من بعض طلاب العلم يقول إن الذهبي رحمه الله نفسه ذكر في ترجمة الحاكم من " سير أعلام النبلاء " أنه اختصر هذا الكتاب أو لخص هذا الكتاب الذي هو " المستدرك " وقال إنه ينقصه تحرير وتنقيح فكلام الذهبي هذا يدل على أنه لم يتتبع الحاكم في كل وهم وقع فيه.
الشيخ : هذا يمكن أن يقال لكن ليس معناه أنه إذا وافقه كما قلت وقلنا من قبل في الرمز أنه خالفه لأننا نعيد الجواب السابق حينما يتعقبه في عشرات إن لم نقل مئات الأحاديث فكيف نوفق بين هذا التعقب وبين التبييض وبين الموافقة فهنا مراتب ثلاث لا بد من أن نعطي كلّ مرتبة من هذه المراتب حقها.
السائل : يعني بعض طلاب العلم أو بعض المشايخ يقول أن الذهبي رحمه الله يعني تعقب الحاكم في ما اتفق له أن يتعقبه وخاصة في الأحاديث التي يكون لبعض المبتدعة فيها متعلّق فمثلا يقول إن تعقبات الذهبي رحمه الله للحاكم في كتاب " فضائل الصحابة " يعني فيما يتعلق بفضائل أهل لبيت التي أكثر منها الحاكم كان أكثر منه في غيره من الكتب.
الشيخ : هذا لا يعني أنه أولا لم يتعقبه في غير هذا الموضع يقينا، ثم ما تعقبه في غير هذا الموضع ليس له علاقة أبدا بالناحية التي أشرت إليها فيما يتعلق بالتعصب لجماعة أو لفرد من الأفراد فكثيرا ما يرد الحديث وليس له علاقة إلا بالفقه فتبقى النظرية التي ذكرتها عن بعضهم لا تعني أنه هو إنما دقّق فيما يتعلق بجنس معيّن من الأحاديث وهذا شيء كثير وكثير جدا والذي أنا أريد أن ألفت النظر وأؤكد القول مرة أخرى لا يجوز لنا أن نسوي بين ما سميناه موافقة وبين ما سميناه تبييضا وبين ما سميناه تعقبا صريحا، لا يجوز أن نسوي بين هذه الأمور فنقول حينما حسب تعبيري وافقه هذا لا قيمة له، لا يجوز أن نقول هذا فيه هدر كبير لمثل هذا العمل الذي قام به الإمام الذهبي أنا أعرف أن كثيرا من طلاب العلم اليوم يلاحظون ما نلاحظه من تناقض الذهبي في تلخيصه وتناقضه في كتب أخرى مع تلخيصه نحن نقول أن هذه الظاهرة لا تلاحظ فقط في الإمام الذهبي وبين كتاب وكتاب آخر بل هذه الملاحظة نلاحظها بين الكثير من العلماء البارزين، من الأمثلة الحديثة التي مرت بي رسالة للحافظ ابن حجر العسقلاني سماها أظن " المبعوث في خبر البرغوث " هذه رسالة أخذها السيوطي كما هي عادته وزاد عليها بعض الروايات وسماها " الطرثوث في خبر البرغوث " الشاهد أن هذه الرسالة الثانية للسيوطي حقّقها أحد الدكاترة في المغرب واطّلعت أنا عليها قبل أن تطبع فوضعت عليها تعقيبا وفي أثناء البحث وصلت إلى رسالة الحافظ ابن حجر العسقلاني التي عليها قامت رسالة السيوطي فوجدت فرقا كما هو واضح بين الرجلين أن الحافظ ابن حجر يذهب إلى تضعيف هذا الحديث أما السّيوطي فيسكت، والحديث لا بد مر بكم أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يسب البرغوث وفي رواية يلعنه فقال ( لا تلعنوا البرغوث فإنه أحيا نبيا ) وهنا فيه اختلاف روايات لسنا الآن في صددها المهم في نهاية الرسالة.
أبو مالك : أقول اللفظ أحيا أم أيقظ؟
الشيخ : لا أيقظ، الشاهد الحافظ ابن حجر يختم الرسالة فيقول بعد أن ذكره من رواية أنس ومن رواية علي فقال وهنا الشاهد " رواية أنس أو حديث أنس متماسك ولكن يعمل به في فضائل الأعمال " ختم الرسالة على هذا ووكل العلم إلى الله فقال " والله أعلم " فالآن أظنكم تذكرون أن الحافظ ابن حجر لا يطلق القول بجواز العمل بالحديث الضعيف كما يطلقه الجمهور وإنما يشترط لذلك شروطا ثلاثة فأنا فكرت كيف هنا أطلق وهناك قيد وأنا غلب على ظني أن شأنه شأن كل طالب علم يبدأ في طلب العلم بطيئا وئيدا ويتقوى رويدا رويدا ثم يصل إلى مرتبة من السمو والعلو في العلم وهكذا كل طالب علم، فالحافظ ابن حجر في ظني هنا الشاهد لما ألف رسالة " المبعوث " هذه كان قبل تقويه في مجاله العلمي الذي أصبح فيما بعد علما من الأعلام وفي ظني أن النساء لم تلد مثله قال هذا الكلام مع الجمهور الذي يقول يعمل بالحديث في فضائل الأعمال وعلى رأسهم الإمام النووي فحينما نضج علم الحافظ ابن حجر وضع تلك الشروط الثلاثة فنحن نلاحظ مثل هذا في كثير من الأحاديث مثلا نقول " الفتح " الذي قال فيه بأنه ما سكت فيه من الأحاديث فهي عنده على الأقل في مرتبة الحديث الحسن مع ذلك تجده قد انتقد كثيرا من هذه الأحاديث في بعض كتبه مثل " التلخيص الحبير " مثلا أو العكس يكون قد ضعف حديثا في " الفتح " وسكت عنه، عفوا أريد أن أقول العكس وضعفه ومع ذلك قواه بشواهد وهذا مما نقع نحن حتى اليوم في مثل هذا الأمر وهذا أمر طبيعي جدا وبعض الجهلة قد يستنكرون ذلك بجهل أو بتجاهل فإذا هذا الذي نراه من الاختلاف أو التناقض بين بعض الأحاديث التي جاءت إما مسكوتا عنها في المستدرك أو موافقا أو منتقدا ونرى خلاف ذلك في الكتب الأخرى فتعليله ليس هو ذاك التعليل أنه ما توجه لنقد المستدرك في الأحاديث التي نسميها أنه وافق الحاكم عليها لا نقول هذا وإنما هذا كان رأيه يوم لخص أما فيما بعد تبين له خلاف ذلك وصرح برأيه فيما بعد كما يصرح أي عالم مما ذكرنا نحن بعض الأمثلة آنفا.
مشهور : في " الفتح " في المجلد الأول يصحح وفي الثامن أو التاسع يضعف ويقول كنت قد صححت.
الشيخ : جميل.
مشهور : وأنا واقف على سبع مواطن في هذا.
الشيخ : جزاك الله خيرا فهذا كتاب واحد هذا أمر طبيعي بارك الله فيك.
الشيخ : نحن نفرق بين ما سكت فنقول سكت وبين ما وافق فنقول وافق، نفرق بين الأمرين.
السائل : وكيف نعرف أنه سكت أو أنه وافق؟
الشيخ : بيض تارة يعبر بهذا التعبير يعني يكون الحاكم في الأصل قال " صحيح الإسناد " أو قال " صحيح على شرط الشيخين أو أحدهما " كما هو معلوم أما الذهبي في " التلخيص " بيض لم يقل كما قال الحاكم فإذا بيض نقول بيض له الذهبي أو سكت عنه ولو بطريقة الرمز وافق في الرمز الحاكم في هذه الحالة نقول وافقه أما إذا لم يوافق وإنما بيض فنقول بيض أو سكت عنه.
السائل : يعني كون الذهبي رحمه الله تعالى يعني الحاكم أحيانا يقول صحيح على شرط الشيخين، فالذهبي رحمه الله يذكر في " التلخيص " يرمز بخاء ميم أو مثلا خاء إذا قال على شرط البخاري أو ميم إذا كان قال على شرط مسلم أو صحيح إذا كان قال صحيح الإسناد هل هذا الرمز يعتبر موافقة منه أم هو مجرد اختصار لكلام الحاكم.
الشيخ : هو المفروض أن يكون مجرد اختصار ولكن لما رأيناه قد تعقبه في كثير من الأمور حينئذ لا يسعنا الأمر إلا أن نقول وافقه بخلاف ما إذا بيض ولم يتعرض للموافقة.
السائل : يأتي هنا اعتراض من بعض طلاب العلم يقول إن الذهبي رحمه الله نفسه ذكر في ترجمة الحاكم من " سير أعلام النبلاء " أنه اختصر هذا الكتاب أو لخص هذا الكتاب الذي هو " المستدرك " وقال إنه ينقصه تحرير وتنقيح فكلام الذهبي هذا يدل على أنه لم يتتبع الحاكم في كل وهم وقع فيه.
الشيخ : هذا يمكن أن يقال لكن ليس معناه أنه إذا وافقه كما قلت وقلنا من قبل في الرمز أنه خالفه لأننا نعيد الجواب السابق حينما يتعقبه في عشرات إن لم نقل مئات الأحاديث فكيف نوفق بين هذا التعقب وبين التبييض وبين الموافقة فهنا مراتب ثلاث لا بد من أن نعطي كلّ مرتبة من هذه المراتب حقها.
السائل : يعني بعض طلاب العلم أو بعض المشايخ يقول أن الذهبي رحمه الله يعني تعقب الحاكم في ما اتفق له أن يتعقبه وخاصة في الأحاديث التي يكون لبعض المبتدعة فيها متعلّق فمثلا يقول إن تعقبات الذهبي رحمه الله للحاكم في كتاب " فضائل الصحابة " يعني فيما يتعلق بفضائل أهل لبيت التي أكثر منها الحاكم كان أكثر منه في غيره من الكتب.
الشيخ : هذا لا يعني أنه أولا لم يتعقبه في غير هذا الموضع يقينا، ثم ما تعقبه في غير هذا الموضع ليس له علاقة أبدا بالناحية التي أشرت إليها فيما يتعلق بالتعصب لجماعة أو لفرد من الأفراد فكثيرا ما يرد الحديث وليس له علاقة إلا بالفقه فتبقى النظرية التي ذكرتها عن بعضهم لا تعني أنه هو إنما دقّق فيما يتعلق بجنس معيّن من الأحاديث وهذا شيء كثير وكثير جدا والذي أنا أريد أن ألفت النظر وأؤكد القول مرة أخرى لا يجوز لنا أن نسوي بين ما سميناه موافقة وبين ما سميناه تبييضا وبين ما سميناه تعقبا صريحا، لا يجوز أن نسوي بين هذه الأمور فنقول حينما حسب تعبيري وافقه هذا لا قيمة له، لا يجوز أن نقول هذا فيه هدر كبير لمثل هذا العمل الذي قام به الإمام الذهبي أنا أعرف أن كثيرا من طلاب العلم اليوم يلاحظون ما نلاحظه من تناقض الذهبي في تلخيصه وتناقضه في كتب أخرى مع تلخيصه نحن نقول أن هذه الظاهرة لا تلاحظ فقط في الإمام الذهبي وبين كتاب وكتاب آخر بل هذه الملاحظة نلاحظها بين الكثير من العلماء البارزين، من الأمثلة الحديثة التي مرت بي رسالة للحافظ ابن حجر العسقلاني سماها أظن " المبعوث في خبر البرغوث " هذه رسالة أخذها السيوطي كما هي عادته وزاد عليها بعض الروايات وسماها " الطرثوث في خبر البرغوث " الشاهد أن هذه الرسالة الثانية للسيوطي حقّقها أحد الدكاترة في المغرب واطّلعت أنا عليها قبل أن تطبع فوضعت عليها تعقيبا وفي أثناء البحث وصلت إلى رسالة الحافظ ابن حجر العسقلاني التي عليها قامت رسالة السيوطي فوجدت فرقا كما هو واضح بين الرجلين أن الحافظ ابن حجر يذهب إلى تضعيف هذا الحديث أما السّيوطي فيسكت، والحديث لا بد مر بكم أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يسب البرغوث وفي رواية يلعنه فقال ( لا تلعنوا البرغوث فإنه أحيا نبيا ) وهنا فيه اختلاف روايات لسنا الآن في صددها المهم في نهاية الرسالة.
أبو مالك : أقول اللفظ أحيا أم أيقظ؟
الشيخ : لا أيقظ، الشاهد الحافظ ابن حجر يختم الرسالة فيقول بعد أن ذكره من رواية أنس ومن رواية علي فقال وهنا الشاهد " رواية أنس أو حديث أنس متماسك ولكن يعمل به في فضائل الأعمال " ختم الرسالة على هذا ووكل العلم إلى الله فقال " والله أعلم " فالآن أظنكم تذكرون أن الحافظ ابن حجر لا يطلق القول بجواز العمل بالحديث الضعيف كما يطلقه الجمهور وإنما يشترط لذلك شروطا ثلاثة فأنا فكرت كيف هنا أطلق وهناك قيد وأنا غلب على ظني أن شأنه شأن كل طالب علم يبدأ في طلب العلم بطيئا وئيدا ويتقوى رويدا رويدا ثم يصل إلى مرتبة من السمو والعلو في العلم وهكذا كل طالب علم، فالحافظ ابن حجر في ظني هنا الشاهد لما ألف رسالة " المبعوث " هذه كان قبل تقويه في مجاله العلمي الذي أصبح فيما بعد علما من الأعلام وفي ظني أن النساء لم تلد مثله قال هذا الكلام مع الجمهور الذي يقول يعمل بالحديث في فضائل الأعمال وعلى رأسهم الإمام النووي فحينما نضج علم الحافظ ابن حجر وضع تلك الشروط الثلاثة فنحن نلاحظ مثل هذا في كثير من الأحاديث مثلا نقول " الفتح " الذي قال فيه بأنه ما سكت فيه من الأحاديث فهي عنده على الأقل في مرتبة الحديث الحسن مع ذلك تجده قد انتقد كثيرا من هذه الأحاديث في بعض كتبه مثل " التلخيص الحبير " مثلا أو العكس يكون قد ضعف حديثا في " الفتح " وسكت عنه، عفوا أريد أن أقول العكس وضعفه ومع ذلك قواه بشواهد وهذا مما نقع نحن حتى اليوم في مثل هذا الأمر وهذا أمر طبيعي جدا وبعض الجهلة قد يستنكرون ذلك بجهل أو بتجاهل فإذا هذا الذي نراه من الاختلاف أو التناقض بين بعض الأحاديث التي جاءت إما مسكوتا عنها في المستدرك أو موافقا أو منتقدا ونرى خلاف ذلك في الكتب الأخرى فتعليله ليس هو ذاك التعليل أنه ما توجه لنقد المستدرك في الأحاديث التي نسميها أنه وافق الحاكم عليها لا نقول هذا وإنما هذا كان رأيه يوم لخص أما فيما بعد تبين له خلاف ذلك وصرح برأيه فيما بعد كما يصرح أي عالم مما ذكرنا نحن بعض الأمثلة آنفا.
مشهور : في " الفتح " في المجلد الأول يصحح وفي الثامن أو التاسع يضعف ويقول كنت قد صححت.
الشيخ : جميل.
مشهور : وأنا واقف على سبع مواطن في هذا.
الشيخ : جزاك الله خيرا فهذا كتاب واحد هذا أمر طبيعي بارك الله فيك.
إذا أعل إمام من أئمة الحديث حديثا ما ولم يبين وجه العلة بل اكتفى بقوله هذا حديث معل أو باطل أو لا يصح أو نحو ذلك فهل يسلم ذلك أم لا بد من التفسير؟
السائل : السؤال الثالث إذا أعل إمام من أئمة الحديث حديثا ما ولم يبين وجه العلة بل اكتفى بقوله هذا حديث معل أو باطل أو لا يصح أو نحو ذلك فهل يسلم له ذلك أم لا بد من التفسير؟
الشيخ : هذا بارك الله فيك نحن نقول في مثل هذا الأمر يختلف بين العالم بالحديث وبين غير العالم في الحديث غير العالم شأنه شأن المقلّد في المسائل الفقهية المقلّد في المسائل الفقهية إما أن يكون مقلدا ولم يصل إلى مرتبة تمكنه من ترجيح قول على قول فهو يلتزم قول الإمام الذي يقلده أو يتبعه، أما إذا وصل إلى مرتبة الترجيح فلا يجوز له أن يظل مقلدا بل لا بد من أن يأخذ بما ترجح لديه كذلك الشأن في كل العلوم ومنها علم الحديث والتّصحيح والتّضعيف والتّعليل ففي مثل سؤالك المذكور أقول التّعليل الذي لم يظهر المعلل سبب تعليله للحديث إما أن يقف أمام هذا التّعليل من ليس عالما فلا بد من أن يسلّم أما إن كان عالما فهو يبحث ويتحرّى فإن لم يبدو له العلة فليس له أن يقلد وإلا اتّبعه على بصيرة.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : جزاكم الله خيرا.
أبو مالك : على كل حال شيخنا أنا أريد أن أقول كلمة في نهاية هذا المجلس الطيب الكريم الذي حقيقة سعدنا فيه بلُقيا إخواننا من اليمن ولعلها المرة الأولى التي نجتمع فيها بإخوان لنا من اليمن وجزاهم الله خيرا عنا خير الجزاء حيث أننا أيضا استمتعنا بحديث شيخنا وأستاذنا الذي يسعد الناس جميعا بلقياه كلما لقوه وهذا من فضل الله على هذه الأمة كلها والحمد لله أن يوجد مثل شيخنا وأستاذنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وإذا كان لنا أن نتعصب نحن في بلادنا أي في ديار الشام فنحن نفخر أن يكون درة ديار الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فالحمد لله الذي منّ علينا بهذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون مجلسنا هذا الذي جلسنا مجلس خير وبركة وأن تنقلوا عنا لإخواننا الذين في اليمن والذين أنتم والحمد لله تمثلون جزءا كبيرا منهم أن تنقلوا لهم تحياتنا وسلاماتنا الحارة العاطرة وأن نتواصى دائما بالخير والحق وأن نكون إن شاء الله على مثل حسن الظن الذي لا أقول نحسن الظن فيه بأنفسنا وإنما أرجو أن نكون عند حسن ظن إخواننا من ورائنا الذين يرون فينا على شيء من العلم والمعرفة وبخاصة وأن ما سمعتموه الآن هو أمانة في أعناقكم تنقلونها إلى إخواننا هناك مع وأستميح شيخنا عذرا إذا قلت أيضا انقلوا لإخواننا سلام شيخنا ودعاءه لهم بالتوفيق والسداد.
الشيخ : جزاك الله خيرا.
الشيخ : هذا بارك الله فيك نحن نقول في مثل هذا الأمر يختلف بين العالم بالحديث وبين غير العالم في الحديث غير العالم شأنه شأن المقلّد في المسائل الفقهية المقلّد في المسائل الفقهية إما أن يكون مقلدا ولم يصل إلى مرتبة تمكنه من ترجيح قول على قول فهو يلتزم قول الإمام الذي يقلده أو يتبعه، أما إذا وصل إلى مرتبة الترجيح فلا يجوز له أن يظل مقلدا بل لا بد من أن يأخذ بما ترجح لديه كذلك الشأن في كل العلوم ومنها علم الحديث والتّصحيح والتّضعيف والتّعليل ففي مثل سؤالك المذكور أقول التّعليل الذي لم يظهر المعلل سبب تعليله للحديث إما أن يقف أمام هذا التّعليل من ليس عالما فلا بد من أن يسلّم أما إن كان عالما فهو يبحث ويتحرّى فإن لم يبدو له العلة فليس له أن يقلد وإلا اتّبعه على بصيرة.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : جزاكم الله خيرا.
أبو مالك : على كل حال شيخنا أنا أريد أن أقول كلمة في نهاية هذا المجلس الطيب الكريم الذي حقيقة سعدنا فيه بلُقيا إخواننا من اليمن ولعلها المرة الأولى التي نجتمع فيها بإخوان لنا من اليمن وجزاهم الله خيرا عنا خير الجزاء حيث أننا أيضا استمتعنا بحديث شيخنا وأستاذنا الذي يسعد الناس جميعا بلقياه كلما لقوه وهذا من فضل الله على هذه الأمة كلها والحمد لله أن يوجد مثل شيخنا وأستاذنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وإذا كان لنا أن نتعصب نحن في بلادنا أي في ديار الشام فنحن نفخر أن يكون درة ديار الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فالحمد لله الذي منّ علينا بهذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون مجلسنا هذا الذي جلسنا مجلس خير وبركة وأن تنقلوا عنا لإخواننا الذين في اليمن والذين أنتم والحمد لله تمثلون جزءا كبيرا منهم أن تنقلوا لهم تحياتنا وسلاماتنا الحارة العاطرة وأن نتواصى دائما بالخير والحق وأن نكون إن شاء الله على مثل حسن الظن الذي لا أقول نحسن الظن فيه بأنفسنا وإنما أرجو أن نكون عند حسن ظن إخواننا من ورائنا الذين يرون فينا على شيء من العلم والمعرفة وبخاصة وأن ما سمعتموه الآن هو أمانة في أعناقكم تنقلونها إلى إخواننا هناك مع وأستميح شيخنا عذرا إذا قلت أيضا انقلوا لإخواننا سلام شيخنا ودعاءه لهم بالتوفيق والسداد.
الشيخ : جزاك الله خيرا.
اضيفت في - 2016-07-01