سلسلة الهدى والنور-1058
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور-جديد
نصيحة الشيخ للمسلمين بأن يلتزموا تقوى الله عزوجل وأنه لا يكون إلا بالعلم النافع والعمل الصلح وذلك بتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بأقسامها الثلاثة ( السنة القولية والفعلية والتقريرية )
السائل : وضع المسلمين العام في العالم أو بمصرنا نريد إيضاحا ما واجبنا بين إخواننا وبين غيرنا.
الشيخ : الواجب هو كلمة جامعة تقوى الله عز وجل ذلك بطبيعة الحال لا يكون إلا بالعلم النافع والعمل الصالح العلم النافع والعمل الصالح دعامتان أساسيتان لكل مسلم حتى يحظى بمغفرة الله عز وجل وبرضاه في العاجلة والآجلة ولأنه كما تعلمون جميعا لا يكون إنما كان معتمدا على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأقسامها الثلاثة المعروفة عند العلماء أي من قوله صلى الله عليه وآله وسلم وفعله وتقريره وينبغي أن يضاف إلى ذلك ما نذكر به دائما وأبدا ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين من الهدى والنور ذلك بأنهم تلقوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيانه للقرآن الكريم بأقسامه الثلاثة المذكورة في ... قول وفعل القول والفعل أمران واضحان جدا أما التقرير ففيه شيء من الخفاء ذلك - وعليكم السلام - ذلك لأنه يعتمد على مشاهدة الصحابي لما وقع من غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقر ذلك الغير على فعله من أجل ذلك كان من الضروري جدا أن نعرف الحياة العملية التي كان عليها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عهده لأننا نتصور أنهم لو فعلوا شيئا نكرا غير مشروع شرعا لما أقرهم الرسول عليه الصلاة والسلام على ذلك فإقرار الرسول بالشيء حكم شرعي وقل من يتنبه بهذا النوع وهو النوع الثالث من السنة قول وفعل وتقرير وكثيرا ما يجري الخلاف بين علماء المسلمين وفقهائهم في بعض المسائل التي لا يوجد فيها نص من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا من فعله فيقع الخلاف في مسألة من هذا النوع ويكون هناك أمرا مقررا لفعل بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقال من بعض من لا يأخذوا بذلك الفعل الصادر من الصحابي بل ومن بعض الصحابة أيضا يقال إن هذا فعل لا حجة فيه لأنه ليس عندنا دليل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اطلع على ذلك الفعل وأقره في هذه المسألة دقة فأرجو الانتباه لها ويحسن من أجل توضيحها أن نضرب مثلا أو أكثر من مثل لها
الشيخ : الواجب هو كلمة جامعة تقوى الله عز وجل ذلك بطبيعة الحال لا يكون إلا بالعلم النافع والعمل الصالح العلم النافع والعمل الصالح دعامتان أساسيتان لكل مسلم حتى يحظى بمغفرة الله عز وجل وبرضاه في العاجلة والآجلة ولأنه كما تعلمون جميعا لا يكون إنما كان معتمدا على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأقسامها الثلاثة المعروفة عند العلماء أي من قوله صلى الله عليه وآله وسلم وفعله وتقريره وينبغي أن يضاف إلى ذلك ما نذكر به دائما وأبدا ما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين من الهدى والنور ذلك بأنهم تلقوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيانه للقرآن الكريم بأقسامه الثلاثة المذكورة في ... قول وفعل القول والفعل أمران واضحان جدا أما التقرير ففيه شيء من الخفاء ذلك - وعليكم السلام - ذلك لأنه يعتمد على مشاهدة الصحابي لما وقع من غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقر ذلك الغير على فعله من أجل ذلك كان من الضروري جدا أن نعرف الحياة العملية التي كان عليها أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عهده لأننا نتصور أنهم لو فعلوا شيئا نكرا غير مشروع شرعا لما أقرهم الرسول عليه الصلاة والسلام على ذلك فإقرار الرسول بالشيء حكم شرعي وقل من يتنبه بهذا النوع وهو النوع الثالث من السنة قول وفعل وتقرير وكثيرا ما يجري الخلاف بين علماء المسلمين وفقهائهم في بعض المسائل التي لا يوجد فيها نص من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا من فعله فيقع الخلاف في مسألة من هذا النوع ويكون هناك أمرا مقررا لفعل بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقال من بعض من لا يأخذوا بذلك الفعل الصادر من الصحابي بل ومن بعض الصحابة أيضا يقال إن هذا فعل لا حجة فيه لأنه ليس عندنا دليل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اطلع على ذلك الفعل وأقره في هذه المسألة دقة فأرجو الانتباه لها ويحسن من أجل توضيحها أن نضرب مثلا أو أكثر من مثل لها
1 - نصيحة الشيخ للمسلمين بأن يلتزموا تقوى الله عزوجل وأنه لا يكون إلا بالعلم النافع والعمل الصلح وذلك بتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بأقسامها الثلاثة ( السنة القولية والفعلية والتقريرية ) أستمع حفظ
ضرب الشيخ أمثلة على السنة التقريرية وأنها حجة بحديث معاذ بن جبل في مسألة صلاة المتلف خلف المفترض
الشيخ : أظن أن الكثيرين منكم إن لم يكن كلكم يعلم إن شاء الله حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه المروي في * صحيح البخاري * من حديث جابر رضي الله تعالى عنه قال: ( كان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه يصلي العشاء الآخرة وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم إماما هي له نافلة وهي لهم فريضة ) هو صلى الفريضة وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم ينطلق إلى قومه فيؤمهم بنفس الفريضة أي صلاة العشاء ولكن لما كان من المعلوم شرعا من قوله عليه الصلاة والسلام الصريح الصحيح ( لا صلاة في يوم مرتين ) فإذا معاذ صلى في يوم مرتين فماذا يدل أو على ماذا يدل قوله عليه السلام وفعل معاذ فعل معاذ قبل أن نستدل به على ما قد يكون معارضا في الظاهر ليس في الحقيقة لقوله عليه السلام وإنما هو يكون مبينا له قبل أن نوضح هذه النقطة بالذات فلا بد من أن نقرر ما كنا آنفا في صدده من أن فعل الصحابي في عهده عليه السلام يعتبر حجة فإذا تبينت لنا هذه الحقيقة عدنا لنقول إن فعل معاذ يوضح لنا قوله عليه السلام ( لا صلاة في يوم مرتين ) ولبيان هذا سقت الحديث بتمامه بمناسبة قولي آنفا إن العلماء قد يختلفون في أمر وقع في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل هو حجة أم لا؟ هذه المسألة أي أن يصلي المفترض فريضته وراء المتنفل هل يجوز ذلك أم لا ؟ في المسألة قولان للعلماء من قائل بالجواز ومن قائل بعدمه القائلون بالجواز هم الشافعية من المذاهب الأربعة وأهل الحديث أما القائلون بعدم الجواز فهم الحنفية وليس عندهم حجة شرعية سوى الرأي حيث يقولون لا يجوز بناء القوي على الضعيف القوي هو الذي يفترض يصلي فريضة الضعيف هو الذي يتنفل كلام قد يبدو بادي الرأي مقبولا أو سليما - وعليكم السلام - ولكن إذا تركنا هذا الرأي جانبا ونظرنا إلى فعل هذا الصحابي الجليل أولا ثم ما هو بيت القصيد من كلمتي هذه ثانيا لوجدنا أن ذاك الرأي لا وزن له شرعا ذلك لأن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه من فقهاء الصحابة وممن جاء في حقه أنه من بين أصحابه عليه الصلاة والسلام أنه كان أعرفهم بالحلال والحرام من هذه الزاوية فقط يكفينا أن نرجح ما فعل معاذ على ذلك الرأي المتأخر الذي يشبه الفلسفة لا يجوز بناء القوي على الضعيف نقول " هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " إذ لا برهان فما فعله معاذ أحب إلينا وأرضى لدينا من رأي نبت فيما بعد بعد الجيل الأول من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ليس هذا فقط هناك ما قلت آنفا أننا في صدده وهو هذا الفعل الذي فعله معاذ أي من صلاة الفريضة وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم لإمامته لقومه في هذه الفريضة هي له نافلة ولهم فريضة قد أقر على ذلك أهل الرأي المذكور آنفا ماذا يقولون ؟ يقولون ليس في حديث جابر في قصة معاذ هذه ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اطلع على ذلك ونقول معهم ليس في الحديث صراحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اطلع على ذلك لكني أستثني فأقول إن كان لا يوجد في القصة أو إذا كان لا يوجد فعلا في القصة نص صريح على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اطلع على فعل معاذ هذا فنحن نتساءل هنا - وعليكم السلام - هل من المعقول أن يفعل أحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فعلا كهذا الفعل المتعلق بالعبادة ويكون هو من حيث الواقع فعلا خطأ ثم يقر عليه؟ الجواب من ناحيتين اثنتين: لا شك أنه لا يمكن أن يقر معاذ على هذا الفعل على افتراض أنه خطأ ولكن أليس من المحتمل نظريا أن يخفى ذلك على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ لا شك أن النظر يسلم بهذا الاحتمال يمكن أن يخفى ذلك على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه بشر ولا يمكننا نحن أن نعتقد فيه أنه أحاط بكل شيء علما لأن هذه صفة تفرد بها ربنا تبارك وتعالى دون الخلق جيمعهم فإذا افترضنا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يطلع على فعل معاذ وهذا نستبعده نظريا لأنه لو وقع مرة أو مرتين لهضمنا الاحتمال السابق أن يكون الرسول ما اطلع أما وكان ذلك صنيعه أي مستمرا عليه فيبعد جدا أن يخفى ذلك على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكننا نقول نفترض جدلا أنه خفي مع هذا التوضيح والاستمار على هذا الفعل نفترض أنه خفي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل يخفى ذلك على رب العالمين؟ الجواب لا هنا النقطة العامة فأرجو الانتباه لها إذا سلمنا جدلا بذلك الاحتمال أي أن الرسول عليه السلام يمكن ما اطلع لكن هذا مستحيل بالنسبة لرب العالمين الذي يعلم السر وأخفى وأنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء إذا يقينا رب العالمين اطلع وثانيا إما أن يكون رب العالمين راضيا عن فعل معاذ أو غير راض فإن كان الأخرى هو لا يمكن أن يقر ذلك بل سيوحي إلى نبيه عليه الصلاة والسلام بأن يذكر معاذا بأن هذا الذي يفعله هو خطأ شرعا فهل جاء شيء من هذا القبيل ؟ الجواب لا، إذا ينبغي أن نربط بين ما وقع في عهد الرسول عليه السلام ورضا الله به ما دام أن الله لم يوح إلى نبيه بإنكاره أو بتغييره بالتالي نصل إلى بيت القصيد فنقول سواء اطلع الرسول أو ما اطلع فإقرار رب العالمين لنبيه على هذا الواقع الذي وقع إما بعلمه أو بدون علمه إقرار رب العالمين هو شرع فرجع الأمر الذي كان البحث يدور حول إقرار الرسول إلى إقرار رب الرسول وهذا أمر لا يشك فيه مسلم إطلاقا حينئذ نستطيع أن نقول أن الأمر الذي يقع في عهد الرسول عليه السلام فهو حكم من الأحكام الشرعية الخمسة أقلها الإباحة إلا في حالة واحدة إذا جاء نص من كلام الرسول عليه السلام أو من فعله يخالف ذلك الذي وقع ويدعى أنه أقره فحينئذ قوله أو فعله يكون مقدما على إقراره، إي هذه النقطة وهي أن السنة فعل وقول الرسول عليه السلام وتقرير منه أو من رب العالمين وهذا بلا شك أقوى كما عرفتم كل ذلك شرع
2 - ضرب الشيخ أمثلة على السنة التقريرية وأنها حجة بحديث معاذ بن جبل في مسألة صلاة المتلف خلف المفترض أستمع حفظ
ذكر مثال آخر على السنة التقريرية على مسألة خروج الدم هل ينق الوضوء أو لا
الشيخ : مثال آخر نؤكد لكم هذه القاعدة وهي أيضا مسألة إختلف العلماء فيها كالمسألة الأولى، إختلف العلماء في خروج الدم من المتوضئ هل ينقض الوضوء أم لا؟ في المسألة الأولى كان فيها قولان أما في المسألة الأخرى ففيها ثلاثة أقوال ينقض مطلقا ولا ينقض مطلقا وينقض بالكثير منه لا القليل ثلاثة أقوال - وعليكم السلام - بادئ ذي بدء أقول لا يوجد نص أيضا صريح من قوله عليه السلام الصحيح أنه ينقض أو لا ينقض من قوله كذلك لا يوجد لدينا نص من فعله لكن عندنا قصة تشبه قصة معاذ مع قومه لكن فيها روعة وفيها رهبة وخشية يخشع لها قلب المسلم حينما يسمعها بسياقها كما جاء ذكره في * سنن الدراقطني و سنن البيهقي * بل و* مستدرك أبي عبد الله الحاكم النيسابوري * أيضا من حديث جابر رضي الله تعالى عنه قال: ( غزونا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصبنا فيها امرأة من المشركين - أي قتلنا في جملة من قتلوا من الكفار الذين هجم المسلمون عليهم في ديارهم قتلوا امرأة - قال: جابر وكان زوجها غائبا فلما رجع وأخبر الخبر حلف ألا يدخل القرية حتى يثأر ثأرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتتبع آثار القوم ) وتعرفون العرب كانوا قديما لهم علم خاص بتتبع آثار الأقدام في سيرهم في الصحراء ( تتبع ذلك المشرك آثار أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى وصل به الأمر إلى واد كان قد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم الليل وهم في هذا الوادي فنزلوا فيه وقال لأصحابه من يكلؤنا الليلة - من يحرسنا الليلة - فقام رجلان شابان من الأنصار أحدهما أوسي والآخر خزرجي فقالا نحن يا رسول الله - أي نقوم بواجب الحراسة - قال: كونا على فم الشعب - طريق في الجبل - فانطلقا للقيام بواجب الحراسة هناك اتفقا على أن يتناوبا الحراسة ) يحرس أحدهما نصف الليل الأول بينما ينامه الآخر والعكس بالعكس فوضع أحدهما جبنه ونام فقام الآخر يحرس ولكن هنا تبدأ الروعة في القصة والخشية لم يرد هذا الصحابي الجليل أن يضيع تلك الليلة الهادئة لوظيفة واحدة وهي الحراسة وهي في الواقع تكفيه فضلا لكن الرغية في عمل الخير قد صور له أن يقوم بعبادة أخرى بالإضافة إلى الحراسة التي جاء فيها قوله عليه السلام في بعض الأحاديث في غير هذه القصة ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين حرست في سبيل الله ) فهو إذا حارس في سبيل الله فقد أخذ هذه البشارة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما تعاهدا للنبي عليه السلام أن يقوما بحراسة الجيش لم يقنع بهذه العبادة فقط بل أراد أن يضم إليها عبادة أخرى وهي أن يصلي لله والناس نيام، قام إذا يصلي وهو يحرس يراقب بعينه لعل عدوا يباغت الجيش النائم - وعليكم السلام - وكان المشرك يراقب الوضع بدقة متناهية لينفذ يمينه ألا يدخل القرية حتى يأثر ثأرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا به يرى ذلك الصحابي ينتصب غير بعيد منه يقوم يصلي فما كان منه إلا أن أخرج حرية من كنانته فوضعها في قوسه فرماه بها يقول جابر وهذه كناية عن دقة الرماية ( فوضعها في ساقه ) ما بيقول أصابه في ساقه وضعها في ساقه كأنما الرماية كانت بالوضع باليد ماذا فعل هذا الصحابي؟ إنه رمى هذه الحربة أرضا والدماء تنضح منه نضحا وهو قائم يصلي فلما رأى المشرك أن هدفه لا يزال قائما عرف أنه لم يصب منه مقتلا فرماه بالحربة الثانية فوضعها في ساقه لكنه استمر ومضى هكذا ثلاث حراب في كل حربة يضعها في ساقه يقول جابر رضي الله تعالى عنه ( فإما استيقظ صاحبه وإما صاحبه أيقظه فلما رأى ما بصاحبه من دماء هاله الأمر وسأله الخبر فقال: ) وهنا الشاهد من حيث الخشية أما المثال فهو قد وضح لكم قال سائلا عما أصابه قال: ( لقد كنت في سورة أقرأها ) هناك عبارة يستعملها الصوفية ويضعونها في غير موضعها يقولون فلان في الذكر " أخذه الحال " تفهمون هذه الكلمة أظن يعني بيكون عم يذكر وإذا به يقع يطيح في الأرض شو بو " أخذه الحال " أكثرهم كاذبون كما جاء عن بعض السلف قيل لأحدهم وهو من فقهاءهم ولا شك أن هؤلاء الناس حينما يقع أحدهم يقولون هذا كيف وقع؟ قال من خشية الله قال ذلك الفقيه العالم قال إن كان صادقا فنحن نضعه على هذا الجدار ثم نقرأ عليه ما شاء الله من كلام الله القرآن فإن أخذه الحال يكون صادقا طبعا هذه الصورة لا تقع لكن حقيقة أن هذا الصحابي الجليل أخذه الحال غاب عن وجوده لم يعد يشعر بألم جراحاته لذلك عبر عن ذلك بقوله ( لقد كنت في سورة أقرأها فوالذي نفسي بيده لو لا أني خشيت أن أضيع ثغرا وضعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حراسته لكانت نفسي فيها ) يعني كان هلاكي فيها لكنه عاقل غاب عن ألمه لكنه سبحان الله ما غاب عن عقله وفكره إنه فكر هو الآن في طاعة الله وفي عبادة الله فلو أنه صبر على ما هو من الشعور بهذا التجلي الإلهي لاستمر المشرك في رميه ثم لا بد أن يأتيه اليقين فإن هو فعل ذلك وصبر على رمي المشرك حتى الموت ضيع وظيفة أمره الرسول عليه السلام بالقيام بها ألا وهي حراسة الصحابة إذا أنا لا أوثر هواي ولو كانت في طاعة الله عز وجل على إضاعة مصلحة حراسة المسلمين لأنه إن آثر هواه فقد يأتي جيش من المشركين فيقضي على هؤلاء الصحابة النائمبن وبكون هو السبب في ذلك لأنه تجاوب مع هواه طاعة للشيطان كلا طاعة للرحمن لكن هناك مصلحة أعظم من مصلحته الشخصية التي هي الاستمرار في تلك العبادة لله عز وجل لذلك هو اقتصر على ركعتين فقط ليس خوفا من الموت وإنما خوفا لنقل من عندي من الموت المعنوي وهو الإخلال بواجبه بالقيام بوظيفة حراسته لأصحابه إلى هنا تنتهي هذه القصة الرائعة كما تشعرون معي الشاهد منها هذا رجل صحابي كمعاذ وأنصاري أيضا كمعاذ لو كان قد تلقى من مدرسته التي تخرج منها وهي مدرسة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لو كان تلقى منها أن الدم ينقض الوضوء مجرد أن شعر بالرمية الأولى وبالمسيلة الأولى من دماءه من بدنه لقطع الصلاة لأنه انتقض وضوءه على دعوى أن خروج الدم ينقض وبانتقاض وضوءه بطلت صلاته، لكن لم يكن شيئا من ذلك بل صبر على كل جراح الرمية الثانية والثالثة حتى صلى ركعتين إذا هذا الصحابي لم يتلق من مدرسته النبوية أن الوضوء ينتقض بخروج الدم مهما كان كثيرا، هنا أيضا يجري النقاش بين المذهبين مذهب الشافعي رحمه الله الذي يقول الدم لا ينقض الوضوء وهذا من حججه ومذهب الحنفية الذين يقولون أن الدم ينقض الوضوء مهما كان قليلا مجرد أن يخرج من مكان الجرح ولو بمقدار الألف هؤلاء ماذا يجيبون عن حديث الأنصاري هذا الجريح قالوا ليس أيضا كما قالوا في قصة معاذ ليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اطلع على ما وقع لهذا الصحابي فأقره لا يوجد شيء من هذا الجواب هو نفس الجواب المتعلق بقصة معاذ لكن هنا الأمر أقوى ذلك أن هذه القصة فيها غرابة متناهية وهذه الغرابة تبعد إبعادا كليا احتمال أن تخفى هذه القصة ليس على محمد عليه السلام باعتباره نبيا رسولا وإنما باعتباره رئيس جيش يلأمر الناس بالنزول في مكان ويأمر الرجلين بالقيام بواجب الحراسة إلى آخره فيصاب أحد الحارسين برمية الأولى وثانية وثالثة ويستمر في صلاته ثم ذلك يعلمه جابر ولا يعلمه نبي جابر هذا أبعد ما يكون عن العقل السليم مع ذلك فجوابنا هو أيضا الجواب السابق إن كان لم يعلم رسول الله هذه الحادثة العجيبة الغريبة فلا شك أن الله عز وجل قد علم ذلك فلو كان خروج الدم ناقضا للوضوء لأوحى الله عز وجل إلى نبيه عليه الصلاة والسلام بأن فلانا وقع له كذا وكذا واستمر في صلاته وهذا لا يجوز لأن خروج الدم ناقض للوضوء إذا كان من قواعد علماء أصول الفقه أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة هذا يقولونه بالنسبة للرسول الذي هو لا يخرج عن كونه بشرا بنص القرآن الكريم لكنه اصطفاه رب العالمين على البشر برسالته كما قال في القرآن الكريم: (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي )) فهو إذا شر مثلنا لكن يوحى إليه فإذا قلنا إنه من المحتمل كما قلنا في القصة الأولى أن يخفى ذلك عن رسول الله وهذا بعيد جدا لما ذكرت آنفا فلا يخفى ذلك على الله فإذا كان لا يجوز لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة فذلك بالنسبة لله رب العالمين المشرع الحقيقي إذا كان يريد أن يحرم شيئا وجاءت مناسبته فإذا هو سوف يبين فهنا جاءت المناسبة وما بين للرسول ليقوم الرسول بواجب (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) إذا إقرار الرسول عليه السلام للشيء يقع في زمانه سواء بافتراض أنه اطلع أو بافتراض أنه ما اطلع كما يريد بعض الفقهاء أن يدعوا ذلك فالله عز وجل من وراءه مطلع ومحيط فإقرار الرسول عليه السلام للشيء يقع في زمنه ولو بغيبة عنه وببعد عنه فما دام أنه لم يصدر حكما يخالف ذلك الواقع يصبح ذلك الواقع حكما شرعيا.
كلمةعلى أن العلم لا يكون نافعا إلا إذا عمل بما علم
الشيخ : إذا العلم النافع هو كتاب الله تبارك وتعالى القائم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأقسامها الثلاثة وباتباع السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم لأنهم هم المعنيون في قوله عز وجل (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) فالمؤمنون المذكورون في هذه الآية أول ما ينصرف هذا النص إليهم هم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم هم الذين أشرفوا على معرفة سنته عليه السلام قولا وفعلا وتقريرا فلن يكون العلم نافعا إلا بهذه القيود بعد ذلك لا بد أن يقترن مع هذا العلم العمل الصالح وإلا كان هذا العلم حجة على صاحبه بينما كان ينبغي أن يكون مرتبة ودرجات عاليات له في الجنة كما قال الله عز وجل: (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) فأريد أن أذكر السائل بأن العلم النافع بعد أن أوضحناه لا ينفع صاحبه بل يضره إذا لم يعمل به والنصوص في ذلك كثيرة من كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن آثار السلف الصالح أيضا فمن كلام الله عز وجل قوله: (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) وأحاديث الرسول عليه السلام في التحذير من الإعراض عن العمل كثيرة وكثيرة جدا أو تحذير من أن يخالف فعل العالم قوله أو من أن يخالف قوله فعله فهذه الأحاديث أيضا كثيرة
ذكر مثال للعلم النافع حديث أبا هريرة الثلاث النفر الذين أول من تسعر بهم النار
وحسبي الآن من تلك الحاديث حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أنه كان في مجلس من مجالس معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنه فطلب منه أن يروي لهم حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في من تسعر بهم النار يوم القيامة أول من تسعر بهم النار فتهيأ رضي الله عنه ليحدث بهذا الحديث الذي طلب منه ولكنه لاستجماعه هول الحديث في نفسه غشي عليه ولما أفاق ولعل في الحديث أنا الآن لا أقطع بهذا ما أفاق حتى نضح بالماء المهم لما أفاق تهيأ أيضا للتحديث به فغشي عليه وهكذا ثلاث مرات ثم جمع همته ونفسه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة عالم ومجاهد وغني يوتى بالعالم فيقال له أي عبدي ماذا عملت فيما علمت فيقول يا رب نشرت في سبيلك فيقال له كذبت إنما علمت ليقول الناس فلان عالم وقد قيل خذوا به إلى النار ) هذا الرجل الأول من الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة نسأل الله عز وجل أن يجيرنا من النار وأن نكون من هؤلاء الثلاثة العالم الذي لا يعمل بعلمه والغني الذي ينفق ماله رياء الناس وذكلك المجاهد فهذا العالم الذي كان يفترض فيه أن يكون في الدرجات العاليات (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )) وإذا به في الدرك الأسفل من النار لماذا؟ لأنه علم الناس ونشر علمه ولكن ما ابتغى بذلك وجه الله لذلك كان الإخلاص في العبادات هو الأصل الأساسي فيها ولذلك قال تعالى: (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) فمن عمل عملا ليس لوجه الله فقد أشرك غير الله مع الله فيه كهذا العالم الذي نشر علمه لماذا ؟ ليقول الناس عنه فلان عالم قيل له يوم القيامة هذا الذي مهدت له ورميت إليه وقصدت إليه قد حصلته قال الناس فلان عالم خذوا به إلى النار لأنه لم يكون مخلصا لله في علمه ( ثم يؤتى بالمجاهد فيقال له أي عبدي ماذا عملت فيما أعطيتك من قوة فيقول يا رب قاتلت في سبيلك فيقال له كذبت إنما قاتلت ليقول الناس فلان شجاع - فلان بطل - وقد قيل خذوا به إلى النار ) أيضا هذا المجاهد حينما جاهد في سبيل الله فيما يظهر لكنه كان لا يقصد بذلك وجه الله وكان لا يقصد بذلك أن تكون كلمة الله هي العليا كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه : ( أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يا رسول الله الرجل منا يقاتل حمية هل هو في سبيل الله ؟ قال: لا، قال: الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله ؟ قال: لا، قال: ثالث هل هو في سبيل الله؟ قال: لا، قالوا فمن هو في سبيل الله ؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) هذا المجاهد الرجل الثاني من الثلاثة إنما قاتل ليقول الناس فلان شجاع فلان بطل وقد حصل ما رمى إليه أيضا من أن يقول الناس عنه إنه بطل فاستحق دخول النار لفقدانه الإخلاص في جهاده في سبيل الله
ذكر مثال آخر على أن العمل يجب أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل حديث أبا هريرة للرجل الذي لم يصبر على جراحه فقتل نفسه
الشيخ : وهنا تأتي مناسبة ذكر حديث في * صحيح البخاري * أيضا هو من أحاديث أحفظ أصحاب النبي لأحاديث النبي وهو أبو هريرة رضي الله تعالى عنه حيث روى البخاري عنه: ( أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض غزواته - وأظنها غزوة حنين - قاتل المشركين قتالا شديدا جدا حتى عجب أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) وهم كما تعلمون جميعا أبطال وشجعان هؤلاء عجبوا من شدة قتال هذا الصحابي وعدم مبالاته بالموت كان يهجم على الكردوس من عسكر المشركين ويقتل فيهم ما شاء الله ثم يعود لا يبالي بالموت حتى من تعجبهم أتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقولوا له يا رسول الله فلان كذا وكذا فكانت المفاجأة العجيبة الغريبة أن قال عليه الصلاة والسلام ( هو في النار ) هذا الذي تتعجبون من جهاده في لمشركين هو في النار أول مرة وثاني مرة وثالث مرة يقول لهم ( هو في النار، فتعاهد أحد الصحابة الذين لاحظوا استبسال الرجل وسمعوا قول الرسول فيه أنه في النار قال: سأكون رفيقه ، كلما هجم كان معه حتى رأى نهايته أنه وضع رأس السيف في بطنه ) هذا الشجاع الذي عجب الأصحاب من شجاعته ( وضع رأس السيف في بطنه واتكأ عليه حتى خرج من ظهره ومات ) لماذا فعل هذا ؟ لم يصبر على الجراحات التي لقيها بطبيعة الحال في أثناء جهاده في المشركين لم يصبر عليها فنحر نفسه قتل نفسه هنا قال عليه السلام حينما جاء هذا الذي صاحبه ورأى نهاية السوء منه ركض إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقول له ( يا رسول الله الذي قلنا لك كذا وكذا وقلت لنا ثلاث مرات هو في النار فعل كذا زكذا وضع رأس سيفه في بطنه واتكأ عليه فخرج من ظهره وقتل نفسه، قال:الله أكبر، رسول الله يقول: الله أكبر صدق الله ورسوله إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر ) وفي رواية ( بأقوام ) قصة أخرى أو حديث آخر ( بأقوام لا خلاق لهم ) ثم قال عليه السلام في هذه القصة ( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ) الجهاد في سبيل الله من عمل أهل الجنة ( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) ومن هنا قال عليه السلام ( إنما الأعمال بالخواتيم ) هذه عاقبة المجاهد الذي جاهد ليقال فيه إنه شجاع وبطل أما الرجل الثالث وبه ينتهي الحديث والمحاضرة أو جواب السؤال فهو الغني يخرج زكاة ماله فحينما يأتي يوم القيامة للحساب ( يقال له ماذا عملت في ما أنعمت عليك من مال؟ فيقول يا رب أنفقته في سبيلك فيقال له كذبت إنما أنفقت ليقول الناس فلان كريم وقد قيل خذوا به إلى النار ) إذا العلم النافع لا ينفع صاحبه إلا بأن يكون على منهج السلف الصالح باختصار ثم أن يقرن العمل به وإلا كان حجة عليه وأن يكون في كل ذلك مخلصا في طلبه للعلم وفي عمله بالعلم يجاهد في سبيل الله فهذا نعم العمل ولكن عليه بالإخلاص يزكي ماله فهو أيضا نعم العمل لكن عليه بالإخلاص فنسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علما وأن يلهمنا العمل مخلصين له الدين ولو كره الكافرون والحمد لله رب العالمين.
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ.
الشيخ : وفيكم بارك.
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ.
الشيخ : وفيكم بارك.
6 - ذكر مثال آخر على أن العمل يجب أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل حديث أبا هريرة للرجل الذي لم يصبر على جراحه فقتل نفسه أستمع حفظ
التنبيه الشيخ على خطأ يقعون فيه الناس إذا دفنوا أحدهم يقولون عبارة " إنتقل مثواه الأخير "
الشيخ : هناك سائل يسأل يقول إن بعض الناس إذا دفنوا الميت ووضعوه في قبره ليلقى وجه ربه أبيض أو أسود علمه عند ربي ولا أقول ليضعوه في " مثواه الأخير " فإن هذه كلمة كلمة كفر لو كانوا يعلمون قول المذيعين في كل البلاد الإسلامية توفي فلان " وسينقل إلى مثواه الأخير " هذه كلمة زندقة كلمة الذين لا يؤمنون باليوم الآخر " مثواه الأخير " هو الحفرة هذه فقط ولذلك من كان منكم يستطيع أن يوصل هذه الكلمة إلى بعض المذيعين الذين يتقون الله ويخشونه أن يمتنعوا من هذه الكلمة " مثواه الأخير " هو فريقان في الجنة فريق في النار فريق في الجنة مثواه إما الجنة وإما النار هذا هو المثوى الأخير وليس هو القبر
فأقول سأل سائل فقال إن بعض الناس حينما يدفنون الميت أحدهم يدعو
فأقول سأل سائل فقال إن بعض الناس حينما يدفنون الميت أحدهم يدعو
7 - التنبيه الشيخ على خطأ يقعون فيه الناس إذا دفنوا أحدهم يقولون عبارة " إنتقل مثواه الأخير " أستمع حفظ
ت
فأقول سأل سائل فقال إن بعض الناس حينما يدفنون الميت أحدهم يدعو ويحض الآخرين بالتأمين على دعاءه سأل هل هذا من السنة فكان الجواب لا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيء بعد الدفن للميت إلا أن يحثى على قبره ثلاث حثيات ودون قراءة الآيات (( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومها نخرجكم تارة أخرى )) هذا التصنيف هذا الترتيب هذا النظام لم يصح عن الرسول عليه السلام وإنما الذي صح أن يأخذ حثوة ويرميها على القبر على النص على الصمت لا شيء يقرأ حثوة أولى وثانية وثالثة ثم ثبت أيضا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) إذا كل من كان عند الدفن عند القبر عند الدفن فهو مخاطب بأمر الرسول عليه السلام ( استغفروا لأخيكم وسلوا الله له التثبيت ) ((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) هذا هو التثبيت الذي أمر الرسول عليه السلام من حول القبرب أن يسألوا الله له ذلك ( وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) هذا وذاك سواهما ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا الحثو ثلاث مرات بدون قراءة أي شيء وثانيا الاستغفار للميت وطلب التثبيت من الله له لا شيء بعد ذلك كلهم ينصرفون إلى مصالحهم إلى أعمالهم إلى بيوتهم أما ما يعرف بالتلقين هذا التلقين لا يفيد شيئا الميت إطلاقا إن لم نقل قد يضره هو تماما كتلقين الممتحن في الامتحان إذا كان الممتحن لم يهيأ نفسه ليحسن جوابه عما سيمتحن فيه هل يفيده التلقين؟ لا يفيده قد يضره هذا مثل (( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون )) لعلهم يعقلون الميت الذي مات وهو نضربها كما يقولون في بعض البلاد علاوية مات ملحدا إيش الفائدة تقول إذا جاءاك فسألاك من ربك فقل ربي الله ما يستطيع لماذا ؟ لأنه لم يمرن نفسه لم يأخذ دروسه في قيد حياته ليتمكن من الإجابة عن ذاك السؤال من الملك الموكل بسؤاله فهذا التلقين أولا لا يصح شرعا ثم هو غير معقول ولا مهضوم عقلا ولهذا نقول ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل ممحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) هات من عنده سؤال.
اضيفت في - 2016-07-01