كتاب الجهاد والسير-201
الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 8.10 ميغابايت )
التنزيل ( 598 )
الإستماع ( 128 )


2 - حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: كتب علي بن أبي طالب الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين يوم الحديبية، فكتب: ( هذا ما كاتب عليه محمد رسول الله )، فقالوا: لا تكتب رسول الله، فلو نعلم أنك رسول الله لم نقاتلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: ( امحه )، فقال: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده، قال: وكان فيما اشترطوا أن يدخلوا مكة فيقيموا بها ثلاثا، ولا يدخلها بسلاح إلا جلبان السلاح، قلت لأبي إسحاق: وما جلبان السلاح؟ قال: ( القراب وما فيه ). حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الحديبية كتب علي كتابا بينهم، قال: فكتب محمد رسول الله، ثم ذكر بنحو حديث معاذ، غير أنه لم يذكر في الحديث: ( هذا ما كاتب عليه ). أستمع حفظ

6 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وأحمد بن جناب المصيصي، جميعا عن عيسى بن يونس، واللفظ لإسحاق، أخبرنا عيسى بن يونس، أخبرنا زكريا، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: لما أحصر النبي صلى الله عليه وسلم عند البيت، صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح، السيف وقرابه، ولا يخرج بأحد معه من أهلها، ولا يمنع أحدا يمكث بها ممن كان معه، قال لعلي: ( اكتب الشرط بيننا، بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله )، فقال له المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فأمر عليا أن يمحاها، فقال علي: لا والله، لا أمحاها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أرني مكانها )، فأراه مكانها فمحاها، وكتب ابن عبد الله، فأقام بها ثلاثة أيام، فلما أن كان يوم الثالث قالوا لعلي: هذا آخر يوم من شرط صاحبك، فأمره فليخرج فأخبره بذلك، فقال: ( نعم )، فخرج، وقال ابن جناب في روايته مكان تابعناك: بايعناك. أستمع حفظ

8 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: ( اكتب، بسم الله الرحمن الرحيم )، قال سهيل: أما باسم الله، فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم، فقال: ( اكتب من محمد رسول الله )، قالوا: لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اكتب من محمد بن عبد الله )، فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاءكم منا رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول الله، أنكتب هذا؟ قال: ( نعم، إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا ). أستمع حفظ

10 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، ح وحدثنا ابن نمير، وتقاربا في اللفظ، حدثنا أبي، حدثنا عبد العزيز بن سياه، حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، قال: قام سهل بن حنيف يوم صفين، فقال: أيها الناس، اتهموا أنفسكم، لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، فجاء عمر بن الخطاب، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: ( بلى )، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: ( بلى )، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا، ونرجع، ولما يحكم الله بيننا وبينهم، فقال: ( يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا )، قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا، فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطاب، إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا، قال: فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح، فأرسل إلى عمر، فأقرأه إياه، فقال: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال: ( نعم )، فطابت نفسه ورجع. أستمع حفظ

12 - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، قال: سمعت سهل بن حنيف، يقول بصفين: " أيها الناس، اتهموا رأيكم، والله، لقد رأيتني يوم أبي جندل، ولو أني أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته، والله، ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر قط، إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه إلا أمركم هذا "، لم يذكر ابن نمير إلى أمر قط. وحدثناه عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق جميعا عن جرير، ح وحدثني أبو سعيد الأشج، حدثنا وكيع، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد، وفي حديثهما: " إلى أمر يفظعنا ". أستمع حفظ

29 - حدثنا زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير، قال زهير: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: كنا عند حذيفة، فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟) فسكتنا فلم يجبه منا أحد، ثم قال: ( ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ ) فسكتنا فلم يجبه منا أحد، ثم قال: ( ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ )، فسكتنا فلم يجبه منا أحد، فقال: ( قم يا حذيفة، فأتنا بخبر القوم )، فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم، قال: ( اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم علي )، فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ولا تذعرهم علي )، ولو رميته لأصبته فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام، فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم، وفرغت قررت، فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائما حتى أصبحت، فلما أصبحت قال: ( قم يا نومان ). أستمع حفظ

34 - وحدثنا هداب بن خالد الأزدي، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، وثابت البناني، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش، فلما رهقوه، قال: ( من يردهم عنا وله الجنة؟ ) - أو ( هو رفيقي في الجنة ) -، فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضا، فقال: ( من يردهم عنا وله الجنة؟ ) أو ( هو رفيقي في الجنة ) -، فتقدم رجل من الأنصار، فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: ( ما أنصفنا أصحابنا ). أستمع حفظ

36 - حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، أنه سمع سهل بن سعد، يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، فقال: " جرح وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم، وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا، ثم ألصقته بالجرح، فاستمسك الدم ". حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن القاري، عن أبي حازم، أنه سمع سهل بن سعد، وهو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أم والله، إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كان يسكب الماء، وبماذا دووي جرحه، ثم ذكر نحو حديث عبد العزيز، غير أنه زاد: وجرح وجهه، وقال مكان هشمت: كسرت . أستمع حفظ