كتاب فضائل الصحابة-280
الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.97 ميغابايت )
التنزيل ( 462 )
الإستماع ( 62 )


2 - حدثنا عمرو الناقد، حدثنا عمر بن يونس اليمامي، حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي كثير يزيد بن عبد الرحمن، حدثني أبو هريرة، قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اهد أم أبي هريرة» فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء، قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة، فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا، قال قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم حبب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين ) فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني . أستمع حفظ

4 - حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، جميعا عن سفيان، قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن الأعرج، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: إنكم تزعمون أن أبا هريرة، يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعد، كنت رجلا مسكينا، أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئا سمعه مني ) فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه، ثم ضممته إلي، فما نسيت شيئا سمعته منه . حدثني عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد، أخبرنا معن، أخبرنا مالك، ح وحدثنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، كلاهما عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة بهذا الحديث، غير أن مالكا، انتهى حديثه عند انقضاء قول أبي هريرة، ولم يذكر في حديثه الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( من يبسط ثوبه ) إلى آخره . أستمع حفظ

7 - وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن عروة بن الزبير، حدثه أن عائشة قالت: ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جنب حجرتي يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، يسمعني ذلك، وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم ). قال ابن شهاب: وقال ابن المسيب: إن أبا هريرة قال: يقولون: إن أبا هريرة قد أكثر، والله الموعد، ويقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدثون مثل أحاديثه؟ وسأخبركم عن ذلك: إن إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أرضيهم، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما: ( أيكم يبسط ثوبه، فيأخذ من حديثي هذا، ثم يجمعه إلى صدره، فإنه لم ينس شيئا سمعه ) فبسطت بردة علي، حتى فرغ من حديثه، ثم جمعتها إلى صدري، فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به، ولولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا: (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى )) [البقرة: 159] إلى آخر الآيتين . وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أخبرنا أبو اليمان، عن شعيب، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنحو حديثهم . أستمع حفظ

11 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر - واللفظ لعمرو قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا - سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن الحسن بن محمد، أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، وهو كاتب علي، قال: سمعت عليا رضي الله عنه، وهو يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: ( ائتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها» فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، فإذا نحن بالمرأة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين، من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا حاطب ما هذا؟ ) قال: لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت امرأ ملصقا في قريش - قال سفيان: كان حليفا لهم، ولم يكن من أنفسها - وكان ممن كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، ولم أفعله كفرا ولا ارتدادا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( صدق ) فقال عمر: دعني، يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال: ( إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم ) فأنزل الله عز وجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) [الممتحنة: 1] وليس في حديث أبي بكر، وزهير، ذكر الآية، وجعلها إسحاق، في روايته من تلاوة سفيان . حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن إدريس، ح وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي، حدثنا خالد يعني ابن عبد الله، كلهم عن حصين، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا مرثد الغنوي، والزبير بن العوام، وكلنا فارس فقال: ( انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب من حاطب إلى المشركين ) فذكر بمعنى حديث عبيد الله بن أبي رافع، عن علي . أستمع حفظ

14 - الكلام على إسناد حديث : ( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن إدريس، ح وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي، حدثنا خالد يعني ابن عبد الله، كلهم عن حصين، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا مرثد الغنوي، والزبير بن العوام، وكلنا فارس فقال: ( انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب من حاطب إلى المشركين ) فذكر بمعنى حديث عبيد الله بن أبي رافع، عن علي ). أستمع حفظ

18 - حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: أخبرتني أم مبشر، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول عند حفصة: ( لا يدخل النار، إن شاء الله، من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها ) قالت: بلى، يا رسول الله فانتهرها، فقالت حفصة: (( وإن منكم إلا واردها )) [مريم: 71] فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد قال الله عز وجل: (( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )) [مريم: 72] . أستمع حفظ

21 - حدثنا أبو عامر الأشعري، وأبو كريب، جميعا، عن أبي أسامة، قال أبو عامر: حدثنا أبو أسامة، حدثنا بريد، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة، ومعه بلال، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجل أعرابي، فقال: ألا تنجز لي، يا محمد ما وعدتني؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أبشر ) فقال له الأعرابي: أكثرت علي من ( أبشر ) فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي موسى وبلال، كهيئة الغضبان، فقال: ( إن هذا قد رد البشرى، فاقبلا أنتما ) فقالا: قبلنا، يا رسول الله ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه، ثم قال: ( اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما، وأبشرا ) فأخذا القدح، ففعلا ما أمرهما به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنادتهما أم سلمة من وراء الستر: أفضلا لأمكما مما في إنائكما فأفضلا لها منه طائفة . أستمع حفظ

23 - حدثنا عبد الله بن براد أبو عامر الأشعري، وأبو كريب محمد بن العلاء، واللفظ لأبي عامر، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبيه، قال: لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم، من حنين، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، فقال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر، قال: فرمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جشم بسهم، فأثبته في ركبته فانتهيت إليه فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار أبو عامر إلى أبي موسى، فقال: إن ذاك قاتلي، تراه ذلك الذي رماني، قال أبو موسى: فقصدت له فاعتمدته فلحقته، فلما رآني ولى عني ذاهبا، فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحيي؟ ألست عربيا؟ ألا تثبت؟ فكف، فالتقيت أنا وهو، فاختلفنا أنا وهو ضربتين، فضربته بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت: إن الله قد قتل صاحبك، قال: فانزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء، فقال: يا ابن أخي انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك أبو عامر: استغفر لي، قال: واستعملني أبو عامر على الناس، ومكث يسيرا ثم إنه مات، فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه، وهو في بيت على سرير مرمل، وعليه فراش، وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقلت له: قال: قل له: يستغفر لي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء، فتوضأ منه، ثم رفع يديه، ثم قال: ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ) حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: ( اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك، أو من الناس ) فقلت: ولي، يا رسول الله فاستغفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما ) قال أبو بردة: إحداهما لأبي عامر، والأخرى لأبي موسى . أستمع حفظ

30 - حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري، وأحمد بن جعفر المعقري، قالا: حدثنا النضر وهو ابن محمد اليمامي، حدثنا عكرمة، حدثنا أبو زميل، حدثني ابن عباس، قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله ثلاث أعطنيهن، قال: ( نعم ) قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوجكها، قال: ( نعم ) قال: ومعاوية، تجعله كاتبا بين يديك، قال: ( نعم ) قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار، كما كنت أقاتل المسلمين، قال: ( نعم ) قال أبو زميل: ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك، لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال: ( نعم ). أستمع حفظ