كتاب التوبة-314
الشيخ عبد المحسن العباد
صحيح مسلم
الحجم ( 7.15 ميغابايت )
التنزيل ( 680 )
الإستماع ( 56 )


2 - تتمة شرح أحاديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: ثم قال: ( أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة، فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب، ثم تاب تاب الله عليه ) قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما قال فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن إني والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم وصدقتم به، فإن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقونني وإني، والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف (( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون )) [يوسف: 18] قالت: ثم تحولت فاضطجعت على فراشي، قالت: وأنا، والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن، والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله عز وجل في بأمر يتلى، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها. أستمع حفظ

4 - تتمة شرح حديث عائشة قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه، ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق، في اليوم الشات، من ثقل القول الذي أنزل عليه، قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها أن قال: ( أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك ) فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله، هو الذي أنزل براءتي، قالت: فأنزل الله عز وجل: (( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة )) منكم عشر آيات فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات براءتي، قالت: فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله عز وجل: (( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى )) إلى قوله: (( ألا تحبون أن يغفر الله لكم )) [النور: 22]، قال حبان بن موسى: قال عبد الله بن المبارك: هذه أرجى آية في كتاب الله، فقال أبو بكر: والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: لا أنزعها منه أبدا، قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش، زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري ( ما علمت؟ أو ما رأيت؟ ) فقالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرا. قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها، فهلكت فيمن هلك ). قال الزهري: فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط وقال في حديث يونس: احتملته الحمية . أستمع حفظ

12 - الكلام على إسناد حديث : ( وحدثني أبو الربيع العتكي، حدثنا فليح بن سليمان، ح وحدثنا الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد، قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، كلاهما عن الزهري، بمثل حديث يونس ومعمر، بإسنادهما، وفي حديث فليح: اجتهلته الحمية كما قال معمر، وفي حديث صالح: احتملته الحمية, كقول يونس، وزاد في حديث صالح: قال عروة: كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان، وتقول: فإنه قال: فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء. وزاد أيضا: قال عروة: قالت عائشة: والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل ليقول: سبحان الله فوالذي نفسي بيده ما كشفت عن كنف أنثى قط، قالت: ثم قتل بعد ذلك شهيدا في سبيل الله، وفي حديث يعقوب بن إبراهيم: موعرين في نحر الظهيرة، وقال عبد الرزاق: موغرين، قال عبد بن حميد: قلت لعبد الرزاق: ما قوله موغرين؟ قال: الوغرة شدة الحر . أستمع حفظ

13 - الكلام على إسناد حديث : ( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن العلاء، قالا: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لما ذكر من شأني الذي ذكر، وما علمت به، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فتشهد، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: ( أما بعد أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي، وايم الله ما علمت على أهلي من سوء قط، وأبنوهم، بمن، والله ما علمت عليه من سوء قط، ولا دخل بيتي قط إلا وأنا حاضر، ولا غبت في سفر إلا غاب معي ) وساق الحديث بقصته، وفيه: ولقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فسأل جاريتي، فقالت: والله ما علمت عليها عيبا، إلا أنها كانت ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها، أو قالت خميرها - شك هشام - فانتهرها بعض أصحابه فقال: اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أسقطوا لها به، فقالت: سبحان الله والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب الأحمر، وقد بلغ الأمر ذلك الرجل الذي قيل له، فقال: سبحان الله والله ما كشفت، عن كنف أنثى قط. قالت عائشة: وقتل شهيدا في سبيل الله، وفيه أيضا من الزيادة: وكان الذين تكلموا به مسطح وحمنة وحسان، وأما المنافق عبد الله بن أبي فهو الذي كان يستوشيه ويجمعه، وهو الذي تولى كبره وحمنة ). أستمع حفظ