ما حكم زيادة ( الدرجة الرفيعة ) وزيادة ( إنك لا تخلف الميعاد ) في الدعاء الوارد بعد الأذان؟
الطالب : جزاك الله خيرا.
الشيخ : وإياك.
1 - ما حكم زيادة ( الدرجة الرفيعة ) وزيادة ( إنك لا تخلف الميعاد ) في الدعاء الوارد بعد الأذان؟ أستمع حفظ
ما حكم وضع اليد على المصحف للحلف عليه؟
الشيخ : إن شاء الله.
السائل : السؤال الأول يقول: ما حكم وضع اليد على المصحف للحلف عليه، وطبعا هذه عادة جرت في محاكمنا يدخل المسلم فيضع يده على المصحف ويقسم بالله، ويدخل النصراني ويضع يده على الإنجيل ويقسم بالله أن يقول الصحيح؟
الشيخ : ضغثا على إبالة. لا شك أن وضع اليد على المصحف بل وتقبيل المصحف الذي يفعل في غير مناسبة الحلف أمام الحاكم كل هذا وهذا لا أصل له في السنة.
وإنما جر الناس إلى مثل هذا العمل وبخاصة ما جاء في السؤال من وضع اليد على المصحف هو لأن الناس أي الحكام لم يعودوا يثقون بمجرد حلف المسلم بالله عز وجل، وهو القسم المشروع الذي لا زيادة عليه، ولذلك يلجؤون إلى أمور مادية فيها تهويل للمكلف بالحلف حتى تأخذه الرعشة والرهبة فيحلف حينما يؤمر بأن يضع يده على المصحف الكريم.
نحن نقول كما نقول في مثل هذه المناسبة:
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف "
وكل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نتعبدها ائتمارا بمثل ما روي عن حذيفة بن اليمان، وهذا المروي مستنبط من أحاديث كثيرة معروفة لديكم، فحذيفة يقول: ( كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا تعبدوها ) أي فلا تتعبدوها ولا تتقربوا بها إلى الله زلفى.
وحتى لا نطيل الكلام ولدينا أسئلة أخرى وحتى لا يدركنا وقت الصلاة نكتفي بهذا التنبيه ألا وهو أن وضع يد على المصحف فضلا عن وضعه في الإنجيل وهذا محظور آخر، كل ذلك ليس له في الإسلام يعني ذكر أو نصيب.
أما وضع اليد على الإنجيل أو ما يسمونه بالكتاب المقدس فهذا في الواقع أخطر من الأول لأن فيه إقرارا من الحاكم الذي يطلب من الذي يحلف على دينه أن هذا كتاب مقدس، ولذلك هو يقبل يمينه إذا حلف بهذا الكتاب المقدس، فهذا منكر أشد إنكاراً من الفعل السابق نعم .
الطالب : جزاك الله خيرا.
رجاء للشيخ أن يكمل مشروعاته مثل تمام المنة وصحيح السيرة النبوية ومشكاة المصابيح، وأن يحقق ويعلق على كتاب في التفسير وأسباب النزول.
الطالب : في لأنه لم يكملها كلها.
الشيخ : آه
الطالب : في لأنه لم يكملها كلها
السائل : وأن يحقق ويعلق لنا على كتاب في التفسير وأسباب نزول الآيات؟ هذا رجاء إن شاء الله.
الشيخ : يحقق الله الرجاء. نحن نقول في هذه المناسبة: أمدونا بمددكم.
الطالب : مدد مدد. مدد يا أم هاشم
الشيخ : وأعني بالمدد هنا أشير به إلى قوله عليه السلام: ( إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم بدعائهم وإخلاصهم ) فأنتم ادعوا لنا حتى نحقق مثل هذا الرجاء وما هو أكثر من ذلك، لكن واقعنا والحمد لله نحن ماضون في تحقيق مشاريع كثيرة وكثيرة جداً، ولكن كما قيل وقلنا آنفاً:
" العلم إن طلبته كثير *** والعمر عن تحصيله قصير
فقدم الأهم منه فالأهم "
فنحن نحاول أن نسادد ونقارب ونقدم الأهم فالأهم، وهذا بلا شك يعني تقديره لا يعود إلى زيد وبكر وعمرو لأنه يختلط الأمر حينذاك، وإرضاء الناس غاية لا تدرك، وإنما هذا الأمر يتعلق بالقائم عليه فحسبكم أن تدعوا لنا بتحقيق الرجاء، والحمد لله.
الطالب : هو الحقيقة أنا كنت يعني ألمحت إلى هذا الأمر في كلمتي التي كنت ذكرتها آنفاً، وقلت بأن شيخنا حفظه الله مشغول بإنجاز مشروعاته، وذلك اللقيا لقياه والاجتماع به نحن أحرص ما نكون عليه لكن انشغاله بهذه المشروعات وهذه الكتب والتحقيقات هذا أمر يعني يحتاج إلى تفرغ كامل، ولذا فإنه يتفضل علينا كثيرا حينما يقبل دعوة أحد الإخوان لنلقاه في هذه الدعوة، ويحدثنا حديث الأستاذ لتلاميذه، فجزاه الله خيرا.
الشيخ : عفوا، ذلك واجبنا، وفي حدود طاقتنا (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )).
3 - رجاء للشيخ أن يكمل مشروعاته مثل تمام المنة وصحيح السيرة النبوية ومشكاة المصابيح، وأن يحقق ويعلق على كتاب في التفسير وأسباب النزول. أستمع حفظ
رجل أصابته غيبوبة في رمضان، فسقوه ماء وهو لا يدري، فهل يعد صومه صحيحا؟
الشيخ : يعني السائل بأنه تسحر ونوى الصيام ثم أغمي عليه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : هكذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : صومه صحيح، ما دام أفاق في النهار ولم يتعاطى شيئا من المفطرات فصومه ماشي صحيح.
الطالب : سقوه ماء وهو في غيبوبته.
الشيخ : سقوه ماء رغم أنفه.
الطالب : وهو في غيبوبته.
طالب آخر : لا يدري.
الشيخ : الجواب هو هو.
الطالب : هو هو
الشيخ : إي نعم.
الطالب : لا يفطر
طالب : لا يفطر.
الشيخ : هو ما أفطر، فطَّره.
الطالب : ...
طالب آخر : ليس في النوم تفريط.
بيان الراجح في طلاق المكره من حيث الوقوع وعدمه.
ما الدليل على أن قص الأظافر من محظورات الإحرام ؟ وهل الجماع يبطل الحج ؟
الشيخ : إي نعم.
السائل : فهل عليه من دليل؟ فالحقيقة أنا حضرني إن ما كنت قلت له بأن المعروف بأن قص الأظفار أو الأظافر في الحج هو من باب الترفه، وهذا طبعا من المحظورات أو هو لا تتحقق به الحكمة أو بعض الحكمة من الحج، ثم هناك لعلى هناك دليلا آخر أو يعني دليل نصي عام في هذه القضية بالذات وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أراد منكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) وهذا إنما يراد به طبعا حتى يضحي كما جاء في الحديث إنما يراد من حكمه أن يكون متشبهاً أو مقلدا لأولئك الحجاج الذين يؤدون حجهم وشعائرهم في مناسك الحج، فذكرت هذا، فأحببت هنا أيضا أن أسأل هل هذا يصلح دليلا أو لا يصلح؟
الشيخ : والله أنا سُئلت أيضا هذا السؤال فكان جوابي موجزا جدا أنه لا يحضرني الجواب، إي نعم، وأن الأمر فيه دقة ويحتاج إلى مراجعة.
أما ما أشرتم إليه من أن قص الأظافر من باب يعني الترفه والحاج ليس كذلك، فهذا ما ينهض في زعمي دليلاً لتحريم القص للظفر على الحاج، ذلك لأن لدينا في السنة الصحيحة ما يجيز للمحرم أن يغتسل وأن يستحم كما يُقال اليوم، ولا شك أن في هذا الاستحمام شيء من الترفه خاصة إذا كان الجو حارا وكان الماء بارداً، فهو بلا شك يجد شيئا من الرفاهية، فلا ينافي الرفاهية الحج، وإنما نحن نتعبد بما أمرنا الله به أو نتقرب إليه بالانتهاء عما نهى الله عنه.
وكما تعلم أن التوسع في موضوع التضييق والتحريم على الناس بطريق القياس فهذا أمر يعني فيه شيء من الوعورة والصعوبة، ولذلك سئلت أيضا بهذه المناسبة: هل مجامعة الرجل الحاج لزوجته يفسد حجه أم هو بس محرم عليه؟ وشتان بين أن يكون محرما عليه والحج صحيح، وبين أن يبطل حجه بمجرد ارتكابه محرماً كهذا المحرم. فأجبت الحقيقة المسألة فيها خلاف بين الفقهاء، المشهور عندهم أن الوطء يفسد الحج، لكن هناك قول بأنه لا دليل على الإفساد للحج مع الاعتراف بأنه من محرمات الحج.
أيضا أجبته أن هذه المسألة أنا ما عندي دراسة خاصة لها، وأرجو أن يتاح لي فرصة أتفرغ لدراستها كما ينبغي حتى نكون مطمئنين من قول الجمهور بأن الحج يبطل، أو لا يبطل ونقف فقط عند التحريم.
كذلك هذه المسألة بالضبط تحتاج إلى دراسة خاصة إنه هل قص الظفر قيل قياسا على قص الشعر مثلا، أو عليه نص خاص؟ هذا ما لا ندريه ويحتاج إلى دراسة خاصة.
كلام للشيخ حول قول العالم لا أدري وأنها نصف العلم.
هذا هو أهل العلم، لا يقولون ما لا يعلمون، لأن الله عز وجل نهى المسلم أن يقول ما لا يعلم، ولذلك نقول دائما في أدعيتنا: رب زدني علما، لماذا؟ لأن الله قال: (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ))، وهذا الذي لم نؤتاه حتى الآن.
جوابي: لا أدري لا أدري. نعم.
السائل : جزاك الله خير
الشيخ : وإياك
ما حكم حديث: (من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد ما بين الخافقين)؟
الشيخ : خندق مذكر.
السائل : خندق مذكر فيؤنث العدد معه.
( كل خندق أبعد ما بين الخافقين ) أخرجه الطبراني وغيره بإسناد حسن، فماذا تقولون في هذا الحديث من حيث الصحة الضعف؟
الشيخ : هذا الحديث من حصة كتابي الذي سيطبع قريبا إن شاء الله وهو الجزء الأول من ضعيف الترغيب والترهيب، فهو ضعيف.
الطالب : ضعيف؟
الشيخ : نعم.
الطالب : يعني كأن الأمر لم يصح في فضل الاعتكاف شيء؟
الشيخ : لأنه ما ذكر الترغيب إلا هذا الحديث. نعم.
8 - ما حكم حديث: (من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد ما بين الخافقين)؟ أستمع حفظ
هل يجوز للولد أن يعطي زكاة ماله لأبيه وأخوته إذا كانوا فقراء وكان هو مستقلاً عنهم ؟
الشيخ : له ذلك، الرسول يقول للولد: ( أنت ومالك لأبيك ). نعم.
الطالب : السؤال على
السائل : هو السؤال مرة أخرى: ابن متزوج ويسكن في مسكن مستقل عن أبيه، أبوه له أولاد وهم فقراء، فهل يجوز لهذا الولد أن يخرج زكاة ماله وصدقة فطره لإخوانه وأبيه أم لإخوانه فقط؟
الشيخ : صدقة ماله وصدقة فطره؟
السائل : إي نعم.
الشيخ : هنا يختلف الأمر إذا كان الوالد والإخوة فقراء ولم يكونوا أغنياء وكانوا يعيشون مستقلين منفردين كما جاء في السؤال، فنحن نرى أنه يجوز إعطاء الفرع للأصل وإعطاء الأصل للفرع إذا كانوا لا يعيشون مع بعض ولا ينفق أحدهم على الآخر، فإذا كان الوالد مع بقية أولاده يعيشون لوحدهم وهذا الولد الغني _ لنفترض أنه غني فيما يبدو من السؤال_ يعيش أيضا لوحده فله أن يقدم زكاة ماله وزكاة فطره لأبيه ولإخوته، بخلاف فيما إذا ما كان هو مسؤولا عنهم في الإنفاق عليهم، فهنا يقال: نفقه وزكاة لا يجتمعان، فلا يجوز أن تعطى الزكاة لمن ينفق عليه، أما إذا كانوا كما قلنا آنفا الأب وأولاده يعيشون لوحدهم مكفيين يعني مستورين كما يقال فيجوز لهذا الولد الغني أن يعطي زكاة ماله لأبيه وإخوته الفقراء.
الطالب : ألا يكون هناك تفريق بين الوالد والأولاد حيث أن النبي عليه الصلاة والسلام جعل الولد من كسب أبيه وجعل ماله لأبيه، فهل يكون هذا الحديث وغيره من الأحاديث الأخرى المشابهة له مانعة من إعطاء الزكاة للوالد وهو الأصل في وجود هذا الولد، كما أن من حقه على ولده أن ينفق عليه الإنفاق الذي يمنعه الخلة والحاجة؟
الشيخ : نحن قلنا شيئا: إذا كانوا مكفيين مستورين، أما إذا كانوا دون ذلك فحينئذ يجب على الولد أن ينفق عليهم، فإذا أنفق عليه لم يجز له أن يقدم إليه زكاة ماله.
وقلنا صراحة بأن صدقة زكاة ونفقة أمران لا يجتمعان، فإذا كان الوالد محتاجا فله أن يفرض على ابنه وأن يأخذ منه ما يكفيه من ماله رغم أنفه، لكن إذا كان يعيش مكفيا، أنت تعلم أن بعض الناس وبخاصة في الزمن الأول كانوا أغنياء لكن كانوا فقراء، كانوا أغنياء وسرعان ما يصبحون فقراء لأنهم يخرجون عن مالهم زهدا في الدنيا، فممكن نحن نتصور والدا زاهدا في الدنيا ما عنده رغبة في أن يكون عنده توسع في الحياة كما هو شأن كثير من الآباء في كل عصر تقريبا، فإذا تصورنا والدا قانعا بدون الوسط من العيش والحياة، ومكفي ولا يطلب من ابنه ما ينفق عليه، ثم يعود الولد فيخرج زكاة ماله إلى أبيه ويقبله أبوه فهو يعني يكون من باب الصلة ومن باب أيش؟ صدقة كما جاء في بعض الأحاديث.
أما الأولاد فكما أشرتم لا شك في فرق بينهم وبين الأب. نعم.
يقول الله عز وجل: (( اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )) فهل هذا يعني هذا النهي يتناول الفاسق من المسلمين؟
الشيخ : يتناول الفاسق من المسلمين.
السائل : يعني هل.
الطالب : هل يظن بالفاسق خيراً؟
الشيخ : أنا لا أرى أن الآية يعني تخص مسلما دون مسلم، لأن هذا الفاسق هو مسلم، ثم هذا الفاسق لا نستطيع نتصوره بأنه فاسق في كل شيء، فلا بد أنه ليس فاسقا في بعض الأشياء، فالآية عامة تشمل من كان معروفا بشيء من الفسق ومن كان غير معروف لكن المهم أن لا يعني يظن متحققا لمجرد الشبهة ومجرد السماع، لما نعلم من قوله عليه السلام: ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )، أما إساءة الظن بالفاسق أو بغير الفاسق فالآية عامة تشمل هذا وهذا.
10 - يقول الله عز وجل: (( اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )) فهل هذا يعني هذا النهي يتناول الفاسق من المسلمين؟ أستمع حفظ
رجل عقد قرانه على امرأة، وحصل خلاف مع وليها، ودخل بها بغير إذنه، ما حكم الزواج، وهل يعتبر زنى، أفيدونا جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : حاشا أن يعتبر زنى ما دام أن السؤال أنه عقد عليها بإذن أبيها أي بإذن ولي أمرها، لكن جرت بعض الأعراف ونحن نعتبرها من الأعراف الجاهلية أن ولي البنت يفرض على زوج البنت أن لا يدخل بها إلا بعد كذا وكذا وما شابه ذلك من القيود التي تقف حجر عثرة في سبيل التعجيل بالخير، ولا شك أن الزواج هو خير والتعجيل به هو أيضا من الخير.
حتى أنا أتصور شيئا أدق من هذا الإجمال الذي قلته آنفا، أتصور بأن ولي البنت لو اشترط على صهره وعلى زوج ابنته أن لا يدخل بها إلا بعد كذا، ثم خالف الشرط ودخل فلا يعتبر زانيا لأنها حلاله، لكنه أخل بهذا الشرط، فإن كان الشرط يعني له وجاهة شرعا فهو آثم في مخالفته لهذا الشرط، وإذا لم يكن له وجاهة فليس هناك أي إثم.
أما أن يتصور بأنه إذا دخل بزوجته قبل الوقت الذي ضربه له عمه أي أبو زوجته فهذا أبعد ما يكون عن الصواب.
الطالب : أنا أعتبره زوج مغفل إذا تأخر.
الشيخ : سبحان الله! سبحان الله!
11 - رجل عقد قرانه على امرأة، وحصل خلاف مع وليها، ودخل بها بغير إذنه، ما حكم الزواج، وهل يعتبر زنى، أفيدونا جزاكم الله خيرا؟ أستمع حفظ
إذا اختلف أهل العلم في راوٍ فقواه بعضهم وضعفه آخرون، فما موقف طالب العلم من هذا الاختلاف؟
الشيخ : طالب العلم في اعتقادي يجب أن يتأنى وأن لا يستعجل الأمر، وعليه أن يدرس أولا علم المصطلح مصطلح الحديث، وثانياً أن يطبق ما درسه من علم المصطلح عملياً على الأسانيد، وذلك بأن يلاحظ طريقة تطبيق علماء الحديث المشهورين بالحفظ والعلم كيف يخرجون الحديث وكيف يوثقون الراوي أو يضعفونه مع الاختلاف الموجود في ترجمته.
من ذلك مثلا أنهم يذكرون في علم المصطلح أنه إذا اختُلف في الراوي ما بين موثق ومضعف، قالوا: " الجرح مقدم على التعديل "، هذه ضابطة رقم واحد. لكن هذ القيد ليس على إطلاقه، فقد قالوا: الجرح مقدم على التعديل مع بيان السبب سبب الجرح.
ثم هذا وحده لا يكفي، فقد يبين الجارح السبب سبب جرحه للراوي، ثم عند دراسة الباحث النير قلبه لهذا السبب يجده سببا غير جارح، يعني لا يكفي أن يكون هناك جرح مفسر، بل يجب النظر في هذا الجرح المفسَّر هل هو فعلا جرح أم ليس بجرح.
مثلا نقول: فلان قال فيه فلان ثقة، وقال فيه الآخر: ضعيف، ضعيف هذا جرح غير مفسَّر، تتبعنا وإذا به يقول أحدهم: هذا كان اختلط، هذا جرح مفسر، فيسقط حديثه، لكن لو وقفنا على جَرح من نوع الآخر، فلان ضعيف، لماذا؟ قال: لأني رأيته راكباً برذونا، والبرذون ما أدري معروف في هذه البلاد، في دمشق في سوريا كان إلى عهد قريب وبخاصة قبل انتشار السيارات بكثرة، كان هذا البرذون هي وسيلة الركوب لبعض التجار الذين يطوفون على المتعاملين معهم ليجمعوا الغلة الفلوس، هذا البرذون عبارة عن فرس هو بين الفرس العربي وبين البغل، إذا سار يمشي هكذا، فترى الراكب عليه يختال كالخيل تماماً.
فأحد أئمة الجرح والتعديل جرح إنسانا، قيل له: لماذا؟ قال: لأنه كان راكبا برذونا، كأنه يقول يتهمه بأنه مُتكبر.
الطالب : خيلاء.
الشيخ : لكن هذا لا يفعله هو، وليس هذا من صنعه، بل هذه نتيجة حركة إيش؟ البرذون.
أحدهم جرح آخر قال: سمعت آلة طرب من منزله. أيضاً هذا جرح لا يجوز أن يُجرح به الراوي الثقة، لماذا؟ لأننا نتصور احتمالات كثيرة وكثيرة جدا، نحن اليوم بلينا بأن نسمع الصوت من جارنا فإذا كان أحد زوارنا في دارنا يتوهم أنه أيش؟
الطالب : من عندنا
الشيخ : أنه من عندنا، وهذا الوهم ممكن أن يقع دائما وأبدا، حتى أنا صار معي من قريب، كنا جالسين في البرندى فأسمع صوت الهاتف، مش صوت غناء والحمد الله، صوت هاتف والله هذا في المنزل، أركض إلى الداخل ما في شيء، أخيرا عرفنا أمس قريب أن هذا الهاتف في البيت التحتاني، سبحان الله! فأنا رب البيت أظن أنه صادر من عندي، فالذي خارج البيت شو بدو يظن؟ بدو يظن مثل ظني.
فلا يجوز الجرح بمثل هذه الأسباب، لأنها تحتمل.
أقول: أيضاً محتمل أن يكون فعلا الصوت خرج من دار ذاك الرجل الذي وثقه بعضهم، لكن عنده ولد شاب ولد ممكن أن نقول يعني غير ملتزم، إذا لم نقل ولد فاسق، والوالد يحسن تربية الولد ويرى من حسن سياسته في تربية ولده أن لا يشدد عليه وأن يطرده من داره بسبب التهائه بآلات الطرب، لأنه لو أخرجه من داره لازداد هذا الولد شرا على شر وخسره، فيرى من السياسة الشرعية أن يبقي هذا الولد على من فيه من ارتكاب ما لا يريده ولا يرضاه، فكون أيضا ذاك الجارح الإمام الذي سمع منه آلات الطرب لا يكفي، ينبغي أن يكون الجرح لأني رأيته يضرب على العود مثلا، لأن هذا يدفع الشبهة التي ذكرناها آنفا.
على أن هناك أشياء أخرى أشياء كانوا يختلفون فيها، مثلاً: بعض الحنفية كانوا..
12 - إذا اختلف أهل العلم في راوٍ فقواه بعضهم وضعفه آخرون، فما موقف طالب العلم من هذا الاختلاف؟ أستمع حفظ
تصحيح فهم خاطئ لحديث ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكى نبيا ضربه قومه وشجوه فقال: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) ؟
أما الرواية فالحديث في صحيح البخاري ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكى نبيا ضربه قومه وشجوه فقال: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) فليس الحديث متعلقا بنبينا عليه السلام، وإنما نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يحكي نبيا قبله ضربه قومه، فيخطئ كثيرون، وليس هذا الخطأ بالأمر الحادث، فهذا خطأ موجود في كتب السيرة، بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ). والصحيح كما ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حكى ذلك عن نبي قبله وبلفظ: ( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ).
والخطأ الثاني ما كان للرسول عليه السلام أن يستغفر للمشركين بعد أن نزل النهي عن ذلك في القرآن الكريم، فلذلك لو أنه كان للحديث علاقة به عليه السلام لكان باللفظ الأول: ( اللهم ) ..
الطالب : ... شاكرين لأخونا أبو مالك فيما بدا له علشان إخواننا الله يجزيك الخير، الله يثبتنا وإياك.
طالب آخر : هذا لا نشكر عليه، هذا واجب، أنا يعني عبد العظيم وصالح يعني هم أبناء لنا قبل كل شيء، ولكن نحن ننتصر لغيرهم أفلا ننتصر لهم.
الشيخ : جزاك الله خيراً.
الطالب : - هذه مش مسكرة الدلة تبعتك هذه - أهل سحاب يعتبروا عبد العظيم وصالح منهم.
الشيخ : سحبوا الخير كله إن شاء الله.
الطالب : فلذلك لما تقول عبد العظيم وصالح على طول يعني الذهن ينصرف إلى سحاب.
الشيخ : الحمد لله. ولعل الأمر كما قيل: " إن الطيور على أشكالها تقع ".
الطالب : إي والله ، والله هم أهل سحاب طيبين حقيقةً.
طالب آخر : ... جميعا.
الشيخ : بارك الله فيكم. لا إله إلا الله.
الطالب : جاء من فلسطين.
الشيخ : ما شاء الله.
الطالب : أنا انتقلت إلى هنا أستاذ.
الشيخ : نعم؟
الطالب : انتقلت إلى هنا.
الشيخ : متى؟
الطالب : من واحد ستة ، لعند أبو عبد الله
طالب آخر : وين؟
طالب آخر : تركت هناك ؟ أريح لك ... يعني الدعوة أحياناً يطيب بها القلب وأحيانا يتردد، هؤلاء الناس سبحان الله عجيبين.
الشيخ : إي نعم.
الطالب : ...
الشيخ : يعني هنا نقلت إلى مسجد أيضا؟
الطالب : إي نعم. مسجد الإسكان القويسمة.
طالب آخر : ... تستريح.
الشيخ : أيضاً إن الطيور على أشكالها تقع.
الطالب : الحمد لله
الشيخ : وكم أليف على ألفه يلفي ...
13 - تصحيح فهم خاطئ لحديث ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكى نبيا ضربه قومه وشجوه فقال: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) ؟ أستمع حفظ
مقدمة من أحد الطلاب فيها ثناء على الشيخ , والشيخ بتواضعه ينكر ذلك .
تفضل يا أبو عبد الله.
الطالب : نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))، (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ))، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً ))، أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إخواني إنها لفرصٌ نادرة تسنح لنا أن نلتقي مثل هذا اللقاء ونحن على منهج في الحق سواء إن شاء الله، لا نريد ما يريد الناس بعلمهم، وإنما نريد خيري الدنيا والآخرة، يقربنا إلى الله تبارك وتعالى، ويزلفنا من جنته، وينيلنا ثوابه إن شاء الله في الآخرة وهي الحيوان كما قال الله تبارك وتعالى، لو كانوا يعقلون.
ومن هنا أقول: بأن وجود شيخنا في بلد لا أقول ونحن قريبون منه لكن لو كان في قارة شاسعة الأطراف وكان عند غير الناس من أهل بلادنا أو من غير أهل بلادنا لكان حرياً لهم أن يسعوا إليه وأن يغرفوا من علمه وأن ينالوا مما أفاء الله عليه من بركة السنة المطهرة التي لا نعلم في زماننا هذا مَن حذقها وأحاط علما بأسانيد الرجال وقدرة على تمييز الضعيف من الحسن والصحيح، ومعرفة مراتب الحديث علوا ونزولا، إلى غير ذلك من علوم السنة المطهرة ما نعلم من شيخنا والحمد لله.
فإذا كان الناس من بعيد يزهدون في علم الشيخ لا لأنه علم فحسب، ولكن لأنهم أعجز من أن يحملوا هذا العلم في عقولهم فيقعوا فريسة له في الحق، فنحن والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات لا نعلم من أنفسنا إلا أننا نحب الحق ونسعى إليه ونجهد أنفسنا مهما استطعنا في سبيل الوصول إليه والعمل به والتحقق منه.
وإذا كان شيخنا جزاه الله خيرا وأطال في عمره وبارك في سعيه ونفعنا بعلمه والمسلمين عامة، وهو موجود بين أظهرنا في بلدنا هذا الطيب إن شاء الله، إذا كان الأمر كذلك فنحن ينبغي أن نكون أحرص ما نكون على تحصيل ما نقدر عليه وتطيقه عقولُنا وقلوبنا معا.
وقد قلتُ مرارا وتكرارا بأن وجود الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في الأردن هو نعمة أفاء الله بها على الأردن وأهله، فهنيئاً لنا نحن أهل الأردن ما أفاء الله به علينا من وجود شيخنا وأستاذنا وحبيبنا ومقدَّمنا ومقدم أهل العلم في زماننا هذا، ولا نغلو في ذلك، ولا نتجاوز الحقيقة، بل نحن نقصر عنها ولا نقول أكثر بل نغمط الشيخ حقه إذا قلنا فيه أقل من ذلك، وهو حقيقٌ بأكثر وأكثر مما ذكرت، والناس يعرفون بآثارهم، وشيخنا حفظه الله وأطال في عمره وأمد في حياته وبارك في سعيه هو مَن هو فيما نعلم ويعلم الناس عنه، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يزيدنا تمسكا بالسنة وسعيا في العمل بها، وأن يجعل قلوبنا موصولة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسبابها، ومن أعظم أسبابها في زماننا شيخنا حفظه الله ورعاه.
وأود هنا أن أقول لإخواني بأن شيخنا في هذه الأيام وقبل هذه الأيام من مدة ليست بالقصيرة هو مشغول بما عنده من ثروات طائلة من العلم، يخرج كنوزها ويقدمها للمسلمين كافة في أرجاء الأرض، بل ولغير المسلمين كذلك، ذلكم أن هذا العلم في هذا الزمان المتفرد به قليلون، والساعون إليه قليلون، والمجدون السير إليه قليلون. فنسأل الله أن نكون من هؤلاء القليلين الذين يسعون لهؤلاء القليلين ويأخذون أنفسهم بجهاد هؤلاء القليلين إن شاء الله.
ومن هنا أقول: حرصنا على أن نأخذ ما نأخذ ليس إلا لشيء واحد فقط هو أننا نعلم بأن هذا العلم هو الذي يقوِّم العقول، وهو الذي يثبت القلوب، وهو الذي يربو به العلم في الصدور، وهو الذي يجعل الإنسان قادراً على تمييز الحق من الباطل، وتستبين له طرائق الرشد، ويعرف بها خطو النبي صلى الله عليه وسلم ليسلك سبيله من ورائه.
فلعل لنا في هذا الحديث إن أذن لنا شيخنا أن نورد حديثاً أمامه، وهو ( أن النبي عليه الصلاة السلام عندما سأل أصحابه: أي المؤمنين أعجب؟ فقالوا: الأنبياء، فقال: وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم. قالوا: نحن ).
أول قال: الملائكة، ( قالوا: الملائكة. قال: ما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم، ثم قالوا: الأنبياء. قال: ما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم. ثم قالوا: نحن يا رسول الله. قال: وما لكم لا تؤمنون وأنا بينكم أو فيكم. إنما أعجب الناس إيماناً قوم يأتون من بعدكم يؤمنون بما في هذه الصحف ). فنسأل الله أن نكون منهم، والآن أدع المقال أو المقام لشيخنا وأستاذنا لعله يفيء علينا مما أفاء الله عليه، ولنكن بحق وصدق إن شاء الله تلامذة خير وهدى وبرور، فجزاك الله عنا خيراً.
الشيخ : بارك الله فيكم جميعا. ليس لي ما أقوله بين يدي هذا الثناء الذي لا أستحقه، ونحن خلاف ما يقوله الأستاذ الفاضل أبو مالك دون ذلك بمراحل كثيرة، ولكن حسن ظنه بهذا العبد الفقير إلى رحمة ربه هو الذي يحفزه ويدفعه إلى مثل هذا الثناء العاطر الذي لا أستحقه. ولذلك فليس لي بهذه المناسبة إلا أن أقتدي بأكبر رجل من سلف الصالح بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألا وهو أبو بكر الصديق، حيث كان يقول وهو يسمع دون هذا الثناء العاطر من بعضهم عليه، يقول: ( اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون، واجعلني خيرا مما يظنون ). هذا الذي يسعني أن أقوله بهذه المناسبة.
الطالب : جزاك الله خيرا.
الشيخ : والأعمال بالنيات، ولا شك ولا ريب بأن نية أستاذنا الفاضل أبو مالك يعني لا يساء فيها الظن إطلاقا، وإن كنا نحن لا نرغب مثل هذا الثناء لما نعلم من أنه هو الذبح كما قال عليه السلام، فنحن نخشى على أنفسنا كما نخشى على غيرنا تماما، ولكن كما قلنا ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ).
الحث على اقتراب الطلاب من بعضهم ومن شيخهم في مجلس العلم , وبيان أن اتصال الأبدان يدل على اتصال القلوب .
كان العُرف قديما في بعض البلاد ولا يزال أن الشيخ الأجل المحترم ينبغي أن لا يتقدم تلامذته بين يديه، وإنما هم يجلسون بكل خشوع وتواضع بعيداً عنه، في حلقة كبيرة، وكلما كانت الحلقة كبيرة دل ذلك على أن الشيخ منزلته عند الله كبيرة.
ونحن نرى هذا من جملة الانحراف الذي أصاب الفكر الإسلامي في بعض العقول، ولو كانت هذه العقول يحسن بها الظن، ويظن فيها العلم. ذلك لما أشرت إليه من الأحاديث، وأنا أذكر لكم ما يحضرني من بعضها.
لقد جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله ( أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا كانوا في سفر ونزلوا في مكان تفرقوا في الشعاب والوديان، فسافروا يوما مع الرسول عليه السلام، ونزلوا كما كانوا ينزلون من قبل، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: إنما تفرقكم هذا في الوديان والشعاب من عمل الشيطان ) تأملوا الأمر في البرية في الصحراء وفي السفر، فأنكر الرسول عليه السلام ذلك عليهم بقوله: ( إنما تفرقكم هذا في الوديان والشعاب من عمل الشيطان )، قال راوي الحديث وهو من الصحابة المعروفين رضي الله عنه، قال: ( فلقد كنا بعد ذلك إذا نزلنا في مكان اجتمعنا، حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا ) وهم في السفر، فما بالكم في الحضر، فما بالكم في مجلس العلم، ينبغي أن يكون التقارب بين الأجسام كعنوان للتقارب بين القلوب.
هذا ما يؤكده عليه الصلاة والسلام في حديث آخر أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد يوما فرآهم متفرقين حلقات حلقات فقال لهم: ما لي أراكم عزين؟! ) أي متفرقين.
التفرق في الأبدان علامة على التفرق في القلوب، والدليل على ذلك ما جاء في الصحيحين: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أقيمت الصلاة لم يكبر حتى يأمر بتسوية الصفوف )، وهذا في الواقع من السنن التي أحياها الأستاذ الفاضل أبو مالك، فقلما تقام الصلاة في مسجده إلا وهو يأمر الناس بتسوية الصفوف أولا، ثم يروي الحديث المناسب لمقامنا هذا ثانيا، ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) وفي رواية أخرى: ( بين قلوبكم ) وهو المعنى بالرواية الأولى.
فأنتم ترون بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل اختلاف المسلمين في تسوية الصف وهذا اختلاف بدني مادي واضح سببا لحصول الاختلاف بين قلوب المسلمين، ولذلك فلا ينبغي التساهل بإصلاح الظواهر بحجة أن العبرة بالبواطن، لأن ثمة ارتباطا وثيقا جدا بين الظاهر والباطن،
15 - الحث على اقتراب الطلاب من بعضهم ومن شيخهم في مجلس العلم , وبيان أن اتصال الأبدان يدل على اتصال القلوب . أستمع حفظ
بيان ارتباط ظاهر الإنسان بباطنه
فلا يغتر أحد بقول بعض الناس أن الظواهر هذه لحية وجلابية أو دشداشة أو ما شابه ذلك هذه أمور شكلية ظاهرة لا قيمة لها، كلا ثم كلا، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بهذه المجموعة من الأحاديث بإصلاح الظواهر لأنها دليل صلاح الباطن. ألا ترون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ) كأن الأمر مادي تماما، كيف إذا كان قلب الرجل الشيخ المسن الكبير إذا كان سليما كان جسده سليما، والعكس بالعكس الشاب القوي المتين إذا فسد قلبه فسد جسده.
كذلك تماما هذا الإيمان الذي وقر في القلب إذا ضعف وضعفه إنما يكون بمخالفة الشرع وارتكاب ما نهى عنه ربنا تبارك وتعالى ونبيه، فيمرض هذا القلب، وبمرض هذا القلب يمرض الإيمان ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ).
إذن صح قول بعض أهل العلم: الظاهر عنوان الباطن، ولذلك نجد عشرات الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنهى بموافقة اليهود والنصارى وتأمر بمخالفتهم حتى في أمور لا يملكها الإنسان، فيأمر الشارع الحكيم بمخالفة اليهود والنصارى. فأنتم تعلمون مثلا قوله عليه الصلاة والسلام: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) الشيب سنة الله عز وجل في خلقه، لا فرق في ذلك بين مسلم وكافر، ومع ذلك فالرسول عليه السلام أمر المسلم أنه إذا شاب وشاب الكفار أيضاً مثله أن يخالفهم في هذا الشيب، علماً أنه ليس من صنعه، وإنما هو من صنع ربه، قال : ( خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصبغون شعورهم فاصبغوا شعوركم ) لذلك كان الصبغ من السنن سنن العبادة التي كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اتباعاً له يصبغون شعورهم، حتى قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ( إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشبه الله بشيبة يشينه بها، وإنما كان في مقدمة لحيته نحو عشرين شعرة بيضاء ) ومع ذلك فمات عليه الصلاة السلام والحناء خليطاً مع الكتم ظاهر على لحيته عليه والسلام، وكذلك فعل أصحابه من بعده، وأصبحت سنة متبعة بين علماء الحديث فيما بعد الذين يهتمون باتباع الرسول عليه السلام حذو القذة بالقذة، كانوا إذا ترجموا الرجل كانوا يقولون: وكان يصبغ، لأن هذه سنة قل من يهتم بها من المسلمين قديماً فضلاً عن مسلمي آخر الزمان.
تتمة الكلام في الحث على اقتراب الطلاب من بعضهم ومن شيخهم في مجلس العلم , وبيان أن اتصال الأبدان يدل على اتصال القلوب .
لذلك فخذوها قاعدة لا تجلسوا في المساجد حلقات كبيرة، إذا أحدكم جلس للتدريس يفيد إخوانه فعليه أن يحضهم على الاقتراب منه ليكونوا قريبا مما قال عليه الصلاة والسلام: ( مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ) إلى آخر الحديث. ( والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ).
17 - تتمة الكلام في الحث على اقتراب الطلاب من بعضهم ومن شيخهم في مجلس العلم , وبيان أن اتصال الأبدان يدل على اتصال القلوب . أستمع حفظ
بيان حكم لفظة المرصوص التي يذكرها بعض الوعاظ في حديث ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ... )
18 - بيان حكم لفظة المرصوص التي يذكرها بعض الوعاظ في حديث ( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص ... ) أستمع حفظ
من بدع الأذكار زيادة ( والدرجة الرفيعة ) بعد ( آت محمداً الوسيلة والفضيلة ) في الذكر الذي يقال بعد الأذان .
الطالب : لا ، أطل أطل.
الشيخ : أذكر بمسألة أخرى، كثير من الناس حينما يسمعون الأذان ويقولون كما أمر الرسول عليه السلام: ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة ) يزيدون من عند أنفسهم: والدرجة الرفيعة، يا جماعة هو هذا المقام الذي.