رأيت رجلاً يشرب وهو يمسك الكأس بيساره وقد وضعه على ظاهر كفه اليمنى , فأنكرت عليه فقال أنا أشرب بيميني , فما رأيك بذلك ؟
الطالب : أستغفر الله، ونسأل الله أن يعفو عنا.
الشيخ : كيف حالك؟
الطالب : الحمد لله بخير.
الشيخ : عيالك كلهم بخير؟
الطالب : إي نعم بخير.
الشيخ : الحمد لله.
السائل : شيخ أنا رأيت بعض الإخوة يأخذون القدح باليسرى ويضعوها على اليمنى هكذا من الخارج ويشرب فأقول له اشرب باليمين، يقول: لا أنا أشرب باليمين، أقول: لكنك قابضها باليسرى.
الشيخ : هذا يشرب باليمين لأنه حينما أكل باليمين خالف سنة سيد المرسلين، فهو يأكل بالقبضة، وصارت القبضة كلها دهن، فهو يستنكر أن يأخذ الكأس بهذه اليمنى لأن رح تصير الكأس كلها دهن، لذلك يحتال عليها هذه الحيلة. ولو أنهم اتبعوا السنة لأراحهم من هذه الحيلة.
السائل : سألت بعض الإخوة قالوا إنه يجوز إذا فعل هذا، قلت: لكن القبض سيكون باليسرى فكيف هذا يكون؟
الشيخ : يا أخي هذه القضية حيلة، والسبب واضح، لو طلبت منه هذه الكأس، كيف يقدمها لك؟
الطالب : بيده اليسرى.
الشيخ : فإن قدمها باليمنى فليقدمها إلى فمه أولى.
الطالب : نعم، إذن حيلة غير مشروعة؟
الشيخ : نعم؟
الطالب : هي حيلة غير مشروعة؟
الشيخ : غير مشروعة.
الطالب : الله يحفظك.
1 - رأيت رجلاً يشرب وهو يمسك الكأس بيساره وقد وضعه على ظاهر كفه اليمنى , فأنكرت عليه فقال أنا أشرب بيميني , فما رأيك بذلك ؟ أستمع حفظ
هل من السنة الأكل في ثلاثة أصابع؟ وهل يكون ذلك في كل الأطعمة؟
الشيخ : كيف؟
السائل : السنة ... الثلاثة؟
الشيخ : ثلاثة أصابع نعم.
الطالب : وكل الأطعمة تؤكل بثلاثة؟
الشيخ : كل الأطعمة التي يمكن أكلها وإلا فالملعقة كالسيارة من الأشياء المبتدعة في العادة وليس في العبادة.
المسافر الذي يسافر مدة سنة أو أكثر هل يترخص برخص السفر طيلة هذه المدة؟
الشيخ : يعني طيلة هذه السنة؟
السائل : نعم.
الشيخ : لا. هو مسافر ما لم يجمع الإقامة، فإذا أجمع الإقامة فهو مقيم
السائل : عليكم السلام رحمة الله
الشيخ : عليكم السلام .
ما حكم الاتكاء على اليد اليسرى، وما الهيئة الممنوعة في ذلك، وهل الاتكاء على اليدين معا له الحكم نفسه؟
الشيخ : هذا له جواب من ناحيتين، أولا: هذه في أثناء الأكل اسمه اتكاء، وهو مكروه غير محرم.
ومن الناحية الثانية صحيح أن الحديث كما قال، لكن هناك ناحية فقهية أنَّ ما قارب الشيء يعطى حكمه، فمثلاً: إذا اتكأ على ألية كفه، هذا هو نص الحديث، لكن لو قبض القبضة ما اتكأ على أليته لكن الصورة هي هي.
يعني أنا أريد من إخواننا طلاب العلم من أمثالنا أنه ما يكونوا ظاهريين، يعني يقفون عند ظواهر النصوص ولا يتعمقون في معانيها، ولا يأخذون من الأحكام الشرعية بأشكالها دون معانيها ومباديها، كما نضرب مثلا على ذلك برأي ابن حزم في تفسير حديث أبي هريرة: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن البول في الماء الراكد )، فقال هو بناء على ظاهر النص لو أن رجلا بال في إناء ثم أراق هذا البول من الإناء في الماء الراكد جاز، لم؟ لأنه لا يَصدق عليه أنه بال في الماء الراكد، لكن كل ... ، سواء بال في الماء الراكد مباشرة، أو بال في أنبوب وصب هذا البول مباشرة في الماء الراكد، أو بال في الإناء الفارغ ثم أراقه في الماء الراكد النتيجة واحدة. فما أرى التمسك بهذه الشكليات إلى هذا الحد.
على كل حال هذه نواحي فقهية، قد يُعذر بعض الناس في عدم الانتباه لها أو في عدم مشاركتهم في فهمها لغيرهم، وفي هذه الحالة يكتفى أن يقفوا مع النص وما يجادلوا النص كما يفعل أهل الرأي والتعصب المذهبي.
أنا أريد منك أن تلاحظ هذه القضية، في فرق بين من يخالف النص، وبين من يخالف مفهوم النص.
السائل : طيب، شخنا هذا الاتكاء يكون فقط في اليسرى أو في الاثنتين؟
الشيخ : الاثنتين من باب أولى.
السائل : نعم
4 - ما حكم الاتكاء على اليد اليسرى، وما الهيئة الممنوعة في ذلك، وهل الاتكاء على اليدين معا له الحكم نفسه؟ أستمع حفظ
هل استعمال كلمة يخلق في وصف فعل البشر جائز؟
الشيخ : وأنت سمعت هذه؟
السائل : نعم.
الشيخ : السؤال الآن موجه لك، استشكالك التعبير هو ملاحظتك كلمة يخلق أو الجملة نفسها: يخلق لهم مشكلة؟
الطالب : أنا اللبس عندي أنه إنسان.
الشيخ : أنت فكر جاوب عن السؤال. وإذا ما وضح لك السؤال مستعد لإعادته.
الطالب : واضح شيخنا. كلمة يخلق.
الشيخ : طيب.
الطالب : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كلمة يخلق هذا مذكور في القرآن على لسان عيسى عليه السلام وأخلق لكم من الطير ، وأخلق إيش ؟
الطالب : (( لكم من الطين كهيئة الطير ))
الشيخ : (( من الطين كهيئة الطير )) فهذا الاستعمال من حيث أصله هو سائغ، لكن هناك أدب علوي نسبة لعلي، يقول: ( كلموا الناس على قدر عقولهم، أتريدون أن يكذب الله ورسوله ) فاستعمال هذه الكلمة عند ناس لا يعرفون هذا الاصطلاح أو لا يبين لهم هذا الاصطلاح حينما تكلم المتكلم به ما ينبغي، من هذا الباب، أما هو أصله جائز بنص القرآن. واضح؟
الطالب : نعم. جزاك الله خيرا شيخنا.
الشيخ : وإياك.
ما حكم قول القائل: يا رضى الله ورضى الوالدين؟
الشيخ : هو المشكلة في رأيي ليست في هذا العطف، لأننا إذا نظرنا إلى رضى الله وإلى رضى الوالدين نكون نظرنا إلى معنى وليس إلى ذات، يعني العبارة هذه _ على أنها غير مشروعة من زاوية أخرى كما سأبين _ ليست كقول القائل: ما شاء الله وشاء محمد، فهذا كما نعلم جميعا شرك لفظي.
لكن هذا التركيب أو هذا التعبير لا يصح استعماله حتى لو أفرد رضى الأب الوالد عن رضى الرب، فلو قال: يا رضى الرب ما يصح هذا النداء، ما يصح هذا النداء ، وإنما ينادى الله المتصف بكل صفات الكمال. فمن هذه الحيثية يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض الفتاوى بعدم جواز مناداة صفة من صفات الله. وبس.
الطالب : جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.
هل المسافة المبيحة للترخص برخص السفر تحدد عرفا أم أن هناك تحديدا آخر؟
الشيخ : عرفاً بس، ليس هناك تحديد شرعي غير العُرف العام في كل بلد من بلاد الإسلام، كما قال رب الأنام: (( فمن كان منكم مريضا أو على سفر )) فما هو المرض؟ ما بدها رشيتا من الطبيب إذا أردت أن تفطر في رمضان ليقول لك الطبيب أنت مريض، وإنما نفس الرجل هو يحكم بأنه مريض أو لا. كذلك المسافر فغير المسافر لا يعرف ما في نفس هذا المسافر، هل نوى السفر أو لم ينو السفر؟ هل هو على علم بأحكام السفر أم على جهل؟ هذه الأمور لا يمكن معرفتها، فلذلك فالأمر كما قال تعالى: (( بل الإنسان على نفسِه بصيرة )).
الطالب : جزاكم الله خيرا شيخنا.
ما حكم لبس العباءة دون إدخال اليدين في الأكمام خارج الصلاة؟
الشيخ : في؟
السائل : في نجد
الشيخ : نجد
السائل : يلبس العباءة يحتبي لا يدخل يديه في الأكمام، سألت بعض الإخوة يعني أنا أرى، آسف أستغفر الله، أعلم بأن رأيكم في هذا بأنه من الكبر، فأبديت لهم مقولتكم فقالوا: هنا عرفا متعارف عليها بأنها عادة، فهل يمكن إذا كان عرفا متعارف عليها يعني يجوز أن يرتديها بهذا الشكل؟
الشيخ : هذا كلام ... فيما لم يكن هناك نص مثل: ( نهى عن السدل ) هذا سدل، هذا الكلام ملاحظة العرف هو كما قلنا آنفا بالنسبة للسفر، فهو قاعدة شرعية، لكن يشترط أن لا يخالف نصاً شرعياً، فلو لم يكن هنا سوى ملاحظة العرف فقط كان قولهم عندهم ما في مانع، ولكن هذا داخل في عموم النهي عن سدل الثوب في الصلاة.
الطالب : إذن مشروطة ... بالصلاة.
الشيخ : كيف؟
الطالب : أقول حتى يلفت نظر أن هذا مشروط داخل الصلاة، أما خارج الصلاة فلا حرج.
الشيخ : هو كذلك
الطالب : لا، هم في الصلاة يلبسون.
الشيخ : أنتم ذكرتم في الصلاة.
الطالب : لا شيخنا أنا ما قلت في الصلاة.
طالب آخر : في الصلاة يلبسون.
طالب آخر : هم في الصلاة يدخلوا الأيدي في الأكمام.
الشيخ : يدخلون.
الطالب : لكن خارج الصلاة يضعوها هكذا ويمشوا.
الشيخ : هنا يرد العرف الذي ذكروه، أما ما دام في الصلاة انتهت المشكلة.
الطالب : جزاكم الله خير.
هل من يدخن في المسجد يكون ارتكب ذنبين ذنب التدخين وذنب كونه في المسجد، أم ذنبا واحدا ذنب التدخين؟
الشيخ : الله أكبر.
السائل : نبهته على أن هذا حرام ثم قلت له: أنت الآن تنتهك أيضا حرمة المسجد، فارتكبت ذنبين، قلت هذا أمام أحد الإخوة الأفاضل، فقال لي: أنت قلت له الذنب صار ذنبين كيف هذا ما صار. قلت له: ... لأنه انتهك حرمة المسجد، هذا بيت الله، فما فهمت تفسيره أنه لا هذا الذنب واحد فقط، فهل هو صائب أم أنا ؟
الشيخ : لا، هو مخطئ أكيد، هو مخطئ لأنه إذا لاحظنا بس هو معك أن شرب الدخان حرام؟
السائل : إي نعم نعم.
الشيخ : طيب، ارتكاب الحرام في المسجد يعني ما يرى فيه شيئا؟
السائل : هو ما رآها أنها ذنب أكبر.
الشيخ : غفلة غفلة هذه.
السائل : إي نعم
9 - هل من يدخن في المسجد يكون ارتكب ذنبين ذنب التدخين وذنب كونه في المسجد، أم ذنبا واحدا ذنب التدخين؟ أستمع حفظ
لو صلى رجل إلى طاولة فهل إذا صلى إلى الفراغ الذي بين قائمتي الطاولة يكون قد صلى إلى سترة أم لا بد أن يصلي إلى قائمتي الطاولة؟
الشيخ : الجواب طبعا تقف أمام قائمة من القائمتين، لكن أنت تعني أن تكون هذه سترة؟
الطالب : أرى ناس يقفوا أمام الطاولة.
الشيخ : أجب عن السؤال الله يهديك.
الطالب : نعم شيخنا.
الشيخ : طيب، لو فرضنا أن هذه القبلة وامتد عمود هيك يعني ماسورة ممتدة هيك، هذا يكون صلى إلى سترة؟
الطالب : لا.
الشيخ : طيب. هذا كهذا.
الطالب : أنا ما وضحت.
الشيخ : أنا سأقول لك شيء، يكون هذا جوابا للذي تريد أن توضحه. في حديث في سنن أبي داود لكن سلفا أقول: إسناده ضعيف، نصه: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى أو اتخذ سترة لم يصمد إليها صمداً، وإنما يمينا أو يساراً )، فهذا الذي يصلي في الفراغ هذا بين القائمتين قد عمل بهذا الحديث، لأنه على يمينه وعلى يساره في سترة، فهو لا يصمد إليها صمداً، لكن الحديث غير صحيح. هذا أولاً.
ثانيا: الأحاديث الصحيحة سواء ما كان منها من قوله عليه السلام أو فعله هي تقول: كان يصلي إلى سترة، أو صل إلى سترة، فذلك يعني أن تتوجه إليها، ولا تجعلها يمينا أو يسارا، فبناء على هذه الأحاديث الصحيحة هذا الذي يصلي في هذا الفراغ والسترة قائمة عن يمينه أو يساره أو عن الناحيتين كلتاهما معا لم يطبق لفظ الحديث.
الآن إذا عندك كلام قله.
الطالب : قد أجبتني جزاك الله خير.
الشيخ : هذا هو.
الطالب : وبارك الله فيك.
الشيخ : وفيك بارك.
10 - لو صلى رجل إلى طاولة فهل إذا صلى إلى الفراغ الذي بين قائمتي الطاولة يكون قد صلى إلى سترة أم لا بد أن يصلي إلى قائمتي الطاولة؟ أستمع حفظ
ما حكم وضع اللافتات التذكيرية على الطرقات مثل: اذكر الله ، صل على النبي، وأمثالها؟ وكذلك حكم تعليق الآيات القرآنية على الجدران؟
الشيخ : اذكروا الله، لا إله إلا الله.
الطالب : صل على النبي.
الشيخ : طريقة نجدية هذه
السائل : الآن يفعلوها هنا، لاحظت هذه الملاحظة وأنا آت.
الشيخ : لذلك عم أقول لك: على الطريقة النجدية، لأن هذه ما كانت هنا. هذه حديثة هنا.
طبعا هذه مثل وضع آية: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ... الموضوع حول الكسب الحلال، فقلنا نحن الآن نزين بيوتنا بمثل هذه الآية وجدرنا، لكن قلوبنا منها خاوية. فهذه الآية يجب أن تكون مطبوعة طبعاً في القلب حتى تحمل صاحبها على تقوى الله، نحن استغنينا عن هذا واستبدلنا كما قال تعالى: (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) فالخير ما أتيناه في قلوبنا، والذي هو أدنى هو الذي اهتممنا به ووضعناه في جدر بيوتنا.
لذلك هذه الكتابات هي في الواقع من وحي الشيطان، وإن كان الإنسان الجاهل يستحسنها كما استحسن كثيرون حتى من بعض الخاصة كثيرا من البدع التي يسمونها بغير اسمها بأنها بدعة حسنة.
الشيطان كما وصفه الله في القرآن أنه للإنسان عدو مبين، فهو يصرف المسلمين عن الخير بشر يوهمهم أنه الخير، وما نحن فيه من هذا القبيل.
أذكر في مثل هذه المناسبة مثالا كنا نراه في سوريا كثيرا، وأظن هنا أيضا له شبه أو مثله، يكونوا الناس جالسين في القهاوي، وقد يكونون منغمسين في بعض المعاصي كاللعب بالشدة أو القمار، وبجانبهم مسجد، فيؤذن المؤذن فيدعون كل شيء ويقوموا تعظيما لَمَّا يقول المؤذن: الله أكبر الله أكبر. هذا تعظيم لله، لكن لا أحد منهم يتحرك إلى المسجد، فالمؤذن يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح، يعني: دعوا أعمالكم وانطلقوا إلى مسجدكم لعبادة ربكم، أوحى إليهم الشيطان: نكتفي منكم بهذا التعظيم قوموا واقعدوا.
وهذا شأن البدع كلها، ولذلك قال بعض السلف: " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة "، هذا الأثر في الحقيقة نحن الذين امتن الله عز وجل علينا باتباع السنة ومتابعة آثارها الحسنة، والانتهاء عن البدعة ومتابعة آثارها السيئة، هذا الأثر نحن نلمسه لمس اليد في واقع حياة الناس، ما هو الأثر؟ " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ".
يدخل أحدهم إلى المسجد فيجد صاحبه يتوضأ، يقول له: زمزم، يقول له: حَرَمًا، طاح السلام عليكم الذي هو واجب اللقاء، ( للمسلم على المسلم خمس: إذا لقيته فسلم عليه )، أنت لقيته ما سلمت عليه، لماذا؟ حلت البدعة محل السنة، بل ومحل الواجب.
كذلك مثلا يلتقيان بعد الصلاة وما كانا التقيا قبل الصلاة: تقبل الله تقبل الله، طاح السلام عليكم، هذا مثال من مئات الأمثلة كيف أن البدعة تميت السنة. زين لهم الشيطان أعمالهم فأضلهم عن سواء السبيل.
الطالب : جزاكم الله خير شيخنا.
11 - ما حكم وضع اللافتات التذكيرية على الطرقات مثل: اذكر الله ، صل على النبي، وأمثالها؟ وكذلك حكم تعليق الآيات القرآنية على الجدران؟ أستمع حفظ
أنكرت على رجل حليق تقدم ليصلي بنا، وتركت الصلاة خلفه وتحولت إلى مسجد آخر، فهل ما فعلته صحيح؟
الشيخ : خارجي يعني.
السائل : فأتى الشيخ أبو مالك إلى الرياض ليتعالج فقلت له الأمر، فهو بيَّن الأمر أنه يعني أنا ما فعلت هو الصواب، أنا أحسنت صنعا أني ما تشجعت وأني ما روحت صلاة الجماعة، لحقتها في مسجد آخر، هو استشهد بحديث: ( أئمتكم شفعاؤكم ).
كانت قد حدثت معي حادثة قبل في عمان، تقدم رجل حليق ولابس بنطال ضيق جدا، رفضت أن أصلي خلفه، فأخونا أبو صهيب اتهمني بأنني سببت فتنة، فأنا خفت أن يكون هو محق، أيضا نفس الشيء سألت الشيخ، لكن أثاروا هذه القصة أمام الشيخ عدنان ونحن في الرياض، يبدو لي بإنه الشيخ عدنان لا يؤيد بأني رفضت الصلاة خلف هذا الحليق اللابس البنطال، فهل ممكن أن ترشدونا للصواب؟
الشيخ : إي نعم. أنا أرى أنه الذي سمعته من الأخ عدنان هو الصواب، ولكن حينما أنكرت على الرجل الحليق فهذا الإنكار هو في موضعه، لكن هنا أقول شيء: أنت يلاحظ عليك في عندك حماس وعندك حرارة زائدة، وكما نقول دائما وأبداً مذكرين إخواننا الدعاة إلى أنه دعوة الحق هي من حيث أنها حق هي ثقيلة، فلذلك قال تعالى: (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) فينبغي أن يقترن مع دعوة الحق الأسلوب الحق، الأسلوب الحق كقاعدة ينبغي أن يقترن مع اللين والعطف والرأفة والرحمة بصاحب المنكر، ولا سيما إذا كان منكراً فاشياً بحيث لم يعد جماهير الناس يعرفون أن هذا أمر منكر، فهنا تتطلب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة الترفق والتلطف بمثل هذا الإنسان، وقد يكون الأمر على العكس من هذا الوصف الذي ذكرته، يكون الأمر معروفاً حُرمته أو عدم شرعيته عند المسلمين، لكن قد يكون هذا الشخص أسلم حديثاً، وأنا أعني حديثاً يعني كأن يكون كان كافراً يهودياً أو نصرانياً أو غير ذلك من الملل الباطلة، فهداه الله إلى الإسلام، فهذا المهتدي لا أتصور أن يكون ألم بكثير من الأحكام الشرعية التي يعرفها المسلمون وراثة والمسلمون الذين يعيشون في مجتمع إسلامي، أو لا يكون أصله كافراً يكون أصله مسلم لكنه كما يقال في بعض الاصطلاحات العصرية: مسلم جغرافي، أو مسلم في النفوس تذكرة النفوس، هو لا يعرف من الإسلام شيئاً، فقد يصدر منه شيء مخالف للشرع يقيناً، لكن كونه حديث عهد بالإسلام فينبغي التلطف به.
الطالب : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فمن هنا جاءت بعض النصوص التي يجب اعتبارها منهجا لنا في استعمالنا للحكمة واللطف في الدعوة. من ذلك مثلاً قصة ذلك الأعرابي الذي دخل المسجد وهو أعرابي بدوي، وقديماً كانوا يكتفون بالقميص وليس هناك لباس، فما كان منه غير أن رفع القميص وراح يصب بوله في المسجد، فهمَّ به أصحابُه عليه السلام، قال لهم: ( لا تزرموه، دعوه ) اتركوه يفش خلقه يعني ببوله، فشوف الفرق بين الصحابي وبين نبي الصحابي، هموا بضربه، الرسول قال لهم اتركوه، ليه؟ لأنه راعى أنه هذا رجل بدوي لا يعرف الإسلام، ثم التفت عليه السلام إليه، وقال: ( إن المساجد لم تبن لشيءٍ من البول والغائط، وإنما بنيت للصلاة وتلاوة القرآن ) .. من كثر ما تضايق من أصحاب الرسول عليه السلام قال في دعائه: ( اللهم ارحمني ومحمداً ولا تشرك معنا أحداً ) ضاق خلقه، فقال عليه السلام أيضاً بلطف: ( لقد حجرت واسعاً من رحمة الله ).
هذا حديث، وقصة معاوية بن الحكم السلمي الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وهي قصة طويلة، والشاهد منها: ( أن رجلاً عطس بجانبه في الصلاة، فقال له: يرحمك الله، فنظروا إليه هكذا، وشعر بذلك، حتى ضاق ذرعا وقال بأعلى صوته: وا ثكل أمياه، ما لكم تنظرون إلي؟! ) مسكين مش عارف شو بدو يعمل، مش عارف أن الكلام يبطل الصلاة، فما كان من الصحابة إلا أخذوا يضربون على أفخاذهم تسكيتا له، في الأخير قال: ( فأقبل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التكبير والتحميد وذكر الله أو وتلاوة القرآن ) إلى آخر الحديث.
الآن أنت حينما أنكرت على هذا الحليق.
الطالب : الشاهد شيخنا ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : أقول دائما تذكرون الشاهد قول معاوية: ( والله ما كهرني ولا نهرني ).
الشيخ : إي والله، صحيح. بعد الصلاة لما سلم الرسول من الصلاة أقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( فوالله ما قهرني ولاكهرني ولا ضربني ولا شتمني، وإنما قال لي: إن هذه الصلاة ) إلى آخر الحديث.
فإنكارك على هذا المتقدم إلى الصلاة وهو حليق هو شرعي، لكن المسألة فيها دقة، الآن يُعرض على مسامعك ما يأتي، وهو: هذا الحليق قد يكون أقرأ القوم الحاضرين ... للقرآن، والرسول يقول: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء ).
الطالب : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام.
( فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنا، فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم هجرة ). ممكن يكون هذا الشخص عند أهل المسجد أقرأ الجماعة مع الأسف، لكن هو يكون أيش؟ فاسق، وهذا بقيد أن يعرف أن حلق اللحية حرام، فيكون فاسق من حيث أنه تلبس بعمل الفساق وهو حلق اللحية، فإذا كان إنكارك ينصب على حلقه اللحية فهو في محله، أما إذا كان ينصب على إمامته لأنه حليق لحية هو ليس في محله. وأظن أن هناك فرقا بين الأمرين، ولعله قد وضح لك أو لا؟
الطالب : لا شيخنا، لأنه قد فُهمت.
الشيخ : لا تحيد.
الطالب : لا لا.
الشيخ : لأنه الحيدة مذهبك مبين عليك.
الطالب : لا.
الشيخ : قل لي قل لي: فهمت علي؟
الطالب : لا شيخنا.
الشيخ : الله يهديك.
الطالب : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام.
كيف إذن بدك تتكلم؟ سامحك الله.
الطالب : آمين.
12 - أنكرت على رجل حليق تقدم ليصلي بنا، وتركت الصلاة خلفه وتحولت إلى مسجد آخر، فهل ما فعلته صحيح؟ أستمع حفظ
متى تقال زيادة ومغفرته في السلام؟
الآن نأمر كما جاء في الحديث: ( كان عليه السلام في مجلس فدخل رجل، فقال: السلام عليكم. قال: عشر. دخل ثان، قال: السلام عليكم ورحمة الله. قال: عشرون. دخل ثالث، قال: السلام عليكم رحمة الله وبركاته. قال: ثلاثون ). الصحابة انتبهوا، قالوا: ما هذا يا رسول الله؟ دخل الأول قلت كذا، الثاني، قال: ( الأول قال: السلام عليكم فكتب له عشر حسنات، الثاني زاد كتب له عشرون، الثالث زاد زيادة ثانية كتب له ثلاثون ) هذا غاية السلام وتمام السلام بالنسبة للمبتدئ، أما بالنسبة للراد إذا كان المبتدي أتم السلام فهو يزيد: ومغفرته، أما إذا ما أتم السلام قال: السلام عليكم، لك أن تقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قال: السلام عليك ورحمة الله، لك أن تقول: بركاته، لا تزيد، قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تقول: ومغفرته.واضح؟
الطالب : واضح.
الشيخ : إذن سجل عندك حتى ما تنسى.
الطالب : جزاك الله خير بارك الله فيك.
الشيخ : وإياك إن شاء الله.
هل من السنة رفع الصوت بالذكر بعد الصلاة؟
الشيخ : إي نعم.
السائل : فهل هذا حديث منسوخ أم كيف نفهم هذا؟
الشيخ : لا، الحديث ليس يمكن أن يقال منسوخا، إنما للعلماء في تأويله وجهان.
الحديث أولاً في صحيح البخاري من حديث ابن عباس، قال: ( كنا نعرف انقضاء صلاة الرسول عليه السلام برفع الصوت بالتكبير ).
إذن كان هذا رفع الصوت بالتكبير دبر الصلاة، لكن للعلماء في تفسيره قولان:
القول الأول : الذي قاله الإمام الشافعي رحمه الله أن رفع الصوت بهذا الذكر كان من أجل التعليم، وهذا يعني أنه إذا لم يكن هناك وجه للتعليم ما في داعي لرفع الصوت، لأنه كما يقول علماء الأصول: " الحكم يدور مع العلة وجوداً وعدما ". الحكم هنا رفع الصوت بالذكر، لماذا رفع الرسول عليه السلام الصوت بالذكر؟ إذا كان كما قال الإمام الشافعي للتعليم، فحيث وجدت العلة علة التعليم وجد رفع الصوت، حيث لا توجد هذه العلة ما في رفع صوت.
وهذا له صور كثيرة، مثلا: إمام نُصِب حديثا في مسجد ما، يوم يومين ثلاثة تبين له أن أهل المسجد لا يحسنون ليس فقط قراءة الأذكار دبر الصلاة، بل لا يحسنون قراءة دعاء الاستفتاح، فيُشرع للإمام: الله أكبر، سبحانك اللهم وبحمدك، دعاء الاستفتاح.
الطالب : كما فعل عمر رضي الله عنه.
الشيخ : لكن الأصل شو هو؟ الإسرار.
كذلك جاء في حديث البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة الأنصاري: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى بهم الظهر والعصر يسمعهم الآية أحياناً ) صلاة سرية، لكن كان يسمعهم الآية أحيانا، مشان يعلموا أنه يقرأ مثلاً من السور القصار أو الطوال أو المفصل أو أو إلى آخره.
فمن باب أولى أن يجوز للإمام أن يرفع صوته بعد الصلاة لتعليم من حوله نوعية الأذكار التي كان الرسول عليه السلام يفعلها.
أما واحد صلى وحده أو صلى هو وأهله وكلهم على السنة، لا، خير الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي، فالإسرار هو السنة.
هذا رأي الإمام الشافعي، أي: لا يقال هذا منسوخ، وإنما يعمل به حسب الحاجة.
هناك آخرون يذهبون إلى أن هذا كان ثم رُفع بدليل قول ابن عباس نفسُه: ( كنا ). كلمة كنا لها مفهوم صِرنا، كُنا وصِرنا، أي: كنا نعرف انقضاء الصلاة من رفع الصوت بالتكبير بعد الصلاة، لكن في زمانه لم يكن هذا الشيء، لماذا؟ لأن الإسلام انتشر والأحكام الفقهية عُرفت ووو إلى آخره.
وأنا إلى رأي الإمام الشافعي أميَل، لأنه بعض النصوص الأخرى التي ذكرنا بعضها آنفا تساعد على هذا المعنى.
أما إخواننا في نجد فآخذينها قاعدة يعني خاصة في التهليلات العشر في صلاة المغرب والفجر، فهم يرفعون أصواتهم.
ثم لا يخلو من وراء هذا الرفع الذي اتخذ نظاماً وقاعدة من التشويش على كثير من الذاكرين، فضلا عن المصلين المسبوقين بركعة أو بأكثر. هذا ما عندي والله أعلم.
الطالب : بارك الله فيك شيخنا.
هل يجوز رد السلام بألفاظ أقل من ألفاظ المبتدئ بالسلام؟
الشيخ : نعم؟
السائل : بالنسبة للسؤال السابق، كأني سمعت من أحد العلماء أنه كان يكفي الرد بكلمة سلام؟
الشيخ : كيف؟ يكفي أيش؟
السائل : الرد على المسلم بكلمة سلام، فهل هذا يكفي، أو في شيء من السنة حول هذا؟
الشيخ : الله يسامحك. من هو المسلم الذي يرد عليه بكلمة هذه؟ الذي قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟ ستقول: لا، أو تقول لا أدري على الأقل.
السائل : أقول نعم.
الشيخ : أيش؟
السائل : أنه يرد بكلمة سلام كما سمعت الفتوى يعني.
الشيخ : سمعت الفتوى أنه لو كان المسلم سلم سلاما كاملا كما شرحنا آنفا فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يكفي في الرد عليه ماذا؟
السائل : سمعت كلمة سلام.
الشيخ : إي. هل هذا رد السلام؟
السائل : هذا الذي أسأل عنه هل يعني؟
الشيخ : هذا واضح. لأنه يقول في الآية: (( فحيوا بأحسن منها أو ردوها )) الرد يكون واحد قال: السلام عليكم، الرد: وعليكم السلام، واحد قال: السلام عليكم ورحمة الله، الرد: وعليكم السلام ورحمة الله، آخر قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يكون الرد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، والأحسن: ومغفرته.
أما واحد كمل السلام بثلاث ألفاظ، أنت تقول: وعليكم، هذا لا يكفي.
السائل : حتى لو بلفظين؟
الشيخ : أخي لفظين مقابل لفظين، ثلاثة ضربت لك أمثلة، سلسلتلك في الموضوع.
إذا غربت الشمس في اليوم الثاني من أيام التشريق على الحاج بمنى، هل يجب عليه المبيت أم يستحب له ذلك استحبابا؟
الشيخ : لا، وجوباً هذا قول الصحابة، وإن كان ليس فيه حديث، لكن إذا قال الصحابي فأكثر قولاً خاصة إذا في شيء لا يمكن أن يقال اجتهاداً أو بمجرد الرأي فلا بد من الاقتداء به، فهو للوجوب.
السائل : طيب، إنسان اضطر يعني للخروج في هذا اليوم اليوم الثاني من أيام التشريق.
الشيخ : يبكر.
السائل : اضطر أن يغادر يعني هو رمى قبل الغروب بساعة على أساس يدرك الخروج ولكن كان زحمة في الطريق وهو ذاهب وهو ناوي الخروج رمى وخرج لكن الزحمة جاءت في الطريق؟
الشيخ : ما في مانع، يتابع طريقه، أما أن يتحرك من منزله بعد الغروب ليس له ذلك.
السائل : بارك الله فيك شيخنا.
16 - إذا غربت الشمس في اليوم الثاني من أيام التشريق على الحاج بمنى، هل يجب عليه المبيت أم يستحب له ذلك استحبابا؟ أستمع حفظ
متى تقال أذكار المساء؟
الشيخ : بعد العصر.
السائل : بعد العصر؟
الشيخ : بعد العصر.
السائل : جزاك الله خيرا.
ما حكم بناء البيت فوق المسجد؟
الشيخ : شوف وضع البيت، نحن ما شفناه.
الطالب : ممكن أن أوضح لك، المسجد هكذا، والبيت فوقه تماماً.
طالب آخر : ... متبع الآن بشكل عظيم جداً، المسجد ثم البيوت أصبحت الآن في المسجد بالطريقة هذه.
الشيخ : أنا سئلت هذا السؤال، وجوابي على ذلك أنه هناك رأي غير صحيح طبعاً أن المسجد إلى سبع سموات، يعني الهواء الذي فوق المسجد هو في حكم المسجد لا يجوز إقامة البنيان عليه، هذا ليس له أصل، ولكن إذا بني هذا المسجد دار يسكنها صاحبها ينبغي أن يلاحظ شيء واحد المراحيض تكون كالبرندى كالشرفة، خارج عن بنيان المسجد، هذا من باب (( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )).
أما المسجد تحتك وأنت تتغوط فوق منه هذا إخلال بهذا الأدب الشرعي، وهذه من المسائل التي تحتاج إلى انتباه وإلى فقه، ونسأل الله أن يرزقنا فهما وفقها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وين الشاي يا؟
الطالب : جزاكم الله خير شيخنا بارك الله فيك.
ما حكم صلاة الرجل بدون أن يغطي رأسه بشيء؟
الشيخ : يرحمك الله.
الطالب : في الصلاة.
الشيخ : بالنسبة؟
الطالب : بالنسبة لغطاء الرأس أو وضع القلنسوة أو أي شيء على الرأس وقت الصلاة.
طالب آخر : يا أخوان اللي ما عنده كتب من هذه يتفضل يأخذ.
طالب آخر : فالإخوان في الرياض قالوا: إنه جائز إنك تصلي بدون قلنسوة، و ... سمعنا لك شريط على ما أعتقد كان إنك أنت ما تجيز، أنت لا تجيز الصلاة بدون.
الشيخ : غطاء رأس.
الطالب : هذا شيخنا تذكر عندما أتيت من السعودية وذهبت إلى أمريكا سألتك سؤال لأني قلت لك: أنا فهمت بأنك تقول لا يجوز الصلاة دون القلنسوة والشيخ عدنان والدكتور باسم قالوا لا، والشيخ جزاه الله خير وضح لي ذلك.
الشيخ : يا أخي نحن لا نقول لا يجوز بالمعنى الذي يفهمه العوام، لكن نقول: من أدب الصلاة أن تقف بين يدي الله في أكمل هيئة، لماذا؟ لحديث وأثر.
أما الحديث فقوله عليه الصلاة والسلام: ( من كان له إزار ورداء فليتزر وليرتدي فإن الله أحق أن يُتزين له ) ( فإن الله أحق أن يتزين له ) الإزار هي الفوطة العليا التي يلبسها الحاج عفواً الرداء ، الإزار هي الأسفل، يقول الرسول عليه السلام: من كان عنده الثوبين هذين فليرتدي وليتزر فإن الله أحق أن يُتزين له.
والله عز وجل يقول في القرآن الكريم: (( خذوا زينتكم عند كل مسجد ))، سبب نزول هذه الآية أن المشركين في الجاهلية كانوا يطوفون عراة حول الكعبة بدعوى جاهلية، وهي من وحي الشيطان ولا شك، كانوا يقولون: " إن الله عز وجل أجل عندنا أن نطوف حول بيته في ثياب عصينا الله فيها" ، إذن يتعروا، ربي كما خلقتني، حتى المرأة، شوف الشيطان كم كيده عظيم في بني الإنسان، حتى المرأة تدخل _الله أعلم من أين جاءت_ المسجد الحرام تلقي ثيابها، وتطوف وهي عاملة هيك، وهي تنشد وتقول:
" اليوم يبدو بعضه أو كله *** وما بدى منه فلا أحله "
هذا من وحي الشيطان، فلما جاء القرآن ونزلت هذه الآية فيه، قال تعالى: (( خذوا زينتكم عند كل مسجد )) أي: استروا عورتكم.
ثم الشارع الحكيم على لسان نبيه الكريم وسع دلالة هذه الآية على معنى غير المعنى الذي من أجله نزلت الآية، الآية نزلت بستر العورة الكبرى، وهي بالنسبة للرجل ما بين السرة والركبة.
لكن هناك عورة صغرى وهي ما فوق السرة، لذلك قال عليه السلام في هذا الحديث: ( من كان له رداء وإزار فليرتد وليتزر فإن الله أحق أن يتزين له ) وهناك أحاديث أخرى لسنا الآن بصددها.
قلت في أول الكلام إن هناك حديث وأثر. أكثر العلماء يقولون إنه لو صلى المسلم ساترا عورته صلاته صحيحة وجائزة، لكن مكروهة، ليه؟ يصلي هيك عاري البدن، صحيح هذا ما هو عورة لكن ( من كان له إزار ورداء فليرتد وليتزر ) إلى آخره.
بل هناك شيء أكبر من هذا، وهذا يقول به بعض العلماء، وهو قال عليه الصلاة والسلام: ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ) بمعنى: إما أن يصلي كما جاء في الحديث السابق برداء يستر المنكبين كما يفعل الحاج إلا عند الطواف يكشف عن منكبه، لكن بغير الطواف يغطي منكبيه، إذا كان له رداء وإزار يستعمل الثوبين، أما إذا لم يكن عنده إلا ثوب واحد، فإن كان الثوب واسعا فضفاضا يتستر به من فوق إلى تحت الركبة، وبذلك يكون صلى وقد غطى منكبيه لقوله عليه السلام: ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ).
الطالب : في في الثوب الواحد شيخنا ولا ما في؟ في الثوب الواحد، لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد وليس على عاتقيه منه شيء ؟
الشيخ : ذاك ( قالوا: يا رسول الله، أيصلي أحدنا في ثوب واحد؟ قال: أو كلكم يجد ثوبين؟ )، لكن التفصيل هو هذا الذي نقوله، له رداء وله إزار فيجب أن يرتدي وأن يأتزر، ليس له إلا ثوب واحد، فإن كان واسعا قال عليه السلام: ( فليلتحف به، وإن كان ضيقا فليتزر به ).
إذن في حال ضيق الثوب الصلاة صحيحة ولو كان مكشوف القسم الأعلى، لكن إذا كان في عنده ثوب ثاني رداء، أو في عنده ثوب واسع يلتحف به فيصلي ومنكبيه مكشوفين القسم الأعلى مكشوف الرسول ينهى عن هذه الصلاة ( لا يصلين أحدكم وليس على عاتقيه من ثوبه شيء ). هذا عرفناه.
نأتي إلى غطاء الرأس، هنا أثر وهنا فقه.
أما الأثر فهو ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في رسالة له لطيفة في لباس المرأة أو حجاب المرأة في الصلاة، ذكر أن ابن عمر رأى مولاه نافعا يصلي وليس على رأسه شيء، بعد الصلاة ناداه، قال: ( أرأيت لو ذهبت إلى أحد هؤلاء الأمراء أكنت تذهب هكذا أم تستر رأسك؟ قال: أستر رأسي. قال: فالله أحق أن يتزين له ).
وكما ترى لا يزال المسلمون الملتزمون يحافظون على ستر الرأس كأدب إسلامي، أما هذا الحسر الذي فشى اليوم في الشباب المسلم هذا من آثار الاستعمار الأوربي حينما هذه البلاد استعمرت من بريطانيا، وسوريا من فرنسا، وإلى آخره، فهؤلاء من عاداتهم أن يكشفوا عن رؤوسهم، أما المسلمون القدامى فهم يسترون رؤوسهم إما بالقلنسوة أو بالعمامة.
شايف. هذا هو الأدب الإسلامي، نحن نقول أن المسلم يصلي في أكمل هيئة، مش معناه ما يجوز يصلي هيك، لا أنا نفسي أحيانا أصلي هيك، لكن في كثير من الأحيان أتقصد أن آخذ القلنسوة أضعها على رأسي تمسكا بهذا الأدب الإسلامي. لعله وضح لك؟
الطالب : جزاك الله خير.
الشيخ : وإياك.
هل ركبة الرجل من العورة؟
الشيخ : هذا هو الراجح.
السائل : هذا هو الراجح؟
الشيخ : اه.
لمن يقال: السلام على من اتبع الهدى؟
الشيخ : لمين لمين تقول؟
السائل : إذا وجدت مسلمين ونصارى موجودين في مجلس، ولا أعرف من منهم مسلم أو نصراني سألتك: هل أقول السلام على من ابتع الهدى؟ قلت لي: لا. ثم سمعت شريطك مع هذا الرجل الذي قال لك ما في الورقة ما في الورقة، تذكر عندما أتى إلى بيتك، عندما ظهر وهو خارج قال: السلام عليكم، سمعتك تقول: وعلى من اتبع الهدى السلام، هل من علة هنا؟
الشيخ : هذا يختلف عن ذاك، أنت تقول مجلس فيه مسلمين وفيه مشركين، تقول: السلام عليكم، أما هذا الرجل معتزلي ينكر السنة فقلت له ما سمعت، أيش المشكلة؟
السائل : يعني إذا هناك من ينكر السنة لا نقول عنه كافر.
الشيخ : ضال.
السائل : ضال.
الشيخ : يلا نخلينا نصلي.
الطالب : قبل الصلاة.