1 - تابع شرح قول المصنف " : فالجواب : أن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن هذا فقال تعالى : (( فلا تدعو مع الله أحداً )) فإذا كنت تدعو الله أن يشفع نبيه فيك فأطعه في قوله : (( فلا تدعو مع الله أحداً ))، وأيضاً ، فإن الشفاعة أعطيها غير النبي صلى الله عليه وسلم فصح أن الملائكة يشفعون ، والأفراط يشفعون والأولياء يشفعون أتقول : إن الله أعطاهم الشفاعة وأطلبها منهم ... " . أستمع حفظ
2 - شرح قول المصنف " فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه وإن قلت لا بطل قولك : أعطاه الله الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله ... " . أستمع حفظ
4 - شرح قول المصنف " ولكن الالتجاء إلى الصالحين ليس بشرك . فقل له : إذا كنت تقر أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنى ، وتقر أن الله لا يغفره ، فما هذا الأمر الذي حرمه الله وذكر أنه لا يغفره ، فإنه لا يدري فقل له : كيف تبرئ نفسك من الشرك وأنت لا تعرفه ؟ كيف يحرم الله عليك هذا ويذكر أنه لا يغفره و لا تسأل عنه ولا تعرفه ؟ أتظن أن الله يحرمه ولا يبينه لنا ؟ فإن قال : الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام فقل له : ما معنى عبادة الأصنام ؟ ... " . أستمع حفظ
5 - شرح قول المصنف " أتظن أنهم يعتقدون أن تلك الأخشاب والأحجار تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها ؟ فهذا يكذبه القرآن ، وإن قال : هو من قصد خشبة أو حجراً أو بنية على قبر أو غيره يدعون ذلك ويذبحون له يقولون : إنه ليقربنا إلى الله زلفى ويدفع الله عنا ببركته ويعطينا ببركته فقل صدقت وهذا هو فعلكم عند الأحجار والأبنية التي على القبور وغيرها فهذا أقر أن فعلهم هذا هو عبادة الأصنام فهو المطلوب ... " . أستمع حفظ
6 - شرح قول المصنف " ويقال له أيضاً : قولك : الشرك عبادة الأصنام هل مرادك أن الشرك مخصوص بهذا ، وأن الاعتماد على الصالحين ودعاءهم لا يدخل في ذلك ؟ فهذا يرده ما ذكر الله في كتابه من كفر من تعلق على الملائكة أو عيسى أو الصالحين ... " . أستمع حفظ
7 - شرح قول المصنف " فلا بد أن يقر لك أن من أشرك في عبادة الله أحداً من الصالحين فهذا هو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب ... " . أستمع حفظ
8 - شرح قول المصنف " وسر المسألة أنه إذا قال : أنا لا أشرك بالله فقل له : وما الشرك بالله ، فسره لي ؟ فإن قال : هو عبادة الأصنام فقل وما معنى عبادة الأصنام فسرها لي : فإن قال : أنا لا أعبد إلا الله فقل : ما معنى عبادة الله فسرها لي ؟ فإن فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب ، وإن لم يعرفه فكيف يدعي شيئاً وهو لا يعرفه ؟ ... " . أستمع حفظ
9 - شرح قول المصنف " وإذا فسر ذلك بغير معناه ، بينت له الآيات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الأوثان وأنه الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينه ، وأن عبادة الله وحده لا شريك له هي التي ينكرون علينا ويصيحون فيه كما صاح إخوانهم حيث قالوا : (( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيءٌ عجابٌ )) ... " . أستمع حفظ
10 - شرح قول المصنف " فإذا عرفت أن هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد هو الشرك الذي نزل فيه القرآن وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه فاعلم أن شرك الأولين أخف من شرك أهل زماننا بأمرين : أحدهما : أن الأولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة والأولياء والأوثان مع الله إلا في الرخاء وأما في الشدة فيخلصون لله الدين كما قال تعالى : (( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الأنسان كفوراً )) وقوله : (( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون )) وقال تعالى : (( وإذا مس الأنسان ضرٌ دعا ربه منيباً إليه ) وقوله : (( وإذا غشيهم موجٌ كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين )) . فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله يدعون الله تعالى ويدعون غيره في الرخاء وأما في الضر والشدة لا يدعون إلا الله وحده لا شريك له ، وينسون ساداتهم تبين له الفرق بين شرك أهل زماننا وشرك الأولين ولكن ، أين من يفهم قلبه هذه المسألة فهماً راسخاً ؟! والله المستعان . والأمر الثاني أن الأولين يدعون مع الله أناساً مقربين عند الله إما أنبياء وإما أولياء ، وإما ملائكة ، أو يدعون أشجاراً أو أحجاراً مطيعة لله ليست عاصية وأهل زماننا يدعون مع الله أناساً من أفسق الناس ، والذين يدعونهم هم الذين يحكمون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك . والذي يعتقد في الصالح أو الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه وفساده ويشهد به . إذا تحققت أن الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصح عقولاً وأخف شركاً من هؤلاء ، فاعلم أن لهؤلاء شبهة يوردونها على ما ذكرنا أستمع حفظ
13 - شرح قول المصنف " وهي من أعظم شبههم فأصغ سمعك لجوابها وهي : أنهم يقولون إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم فكيف تجعلوننا مثل أولئك ؟... " . أستمع حفظ
14 - شرح قول المصنف " أنهم يقولون إن الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحراً ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم فكيف تجعلوننا مثل أولئك ؟ فالجواب أن لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء فإنه كافر لم يدخل في الإسلام وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد بعضه ، كمن أقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة أو أقر بهذا كله وجحد الصوم أو أقر بهذا كله وجحد الحج ولما لم ينقد أناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج أنزل الله في حقهم : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين )) ... " . أستمع حفظ