بيان الشيخ الألباني لما جرى للجبهة الإسلامية وجبهة الإنقاذ في الجزائر وتوضيحه لما جرى من تغيير وتبديل للأجوبة التي أجاب فيها عن أسئلة الجبهة المتعلقة بالانتخابات ، في مقدمة لقراءة الأسئلة عليه من الشيخ مشهور .
القارئ : إن شاء الله ، اللهم يسر
الشيخ : تفضل
1 - بيان الشيخ الألباني لما جرى للجبهة الإسلامية وجبهة الإنقاذ في الجزائر وتوضيحه لما جرى من تغيير وتبديل للأجوبة التي أجاب فيها عن أسئلة الجبهة المتعلقة بالانتخابات ، في مقدمة لقراءة الأسئلة عليه من الشيخ مشهور . أستمع حفظ
رسالة الشيخ اللألباني للجبهة الإسلامية التي أجاب فيها عن أسئلتهم المتعلقة بالانتخابات التشريعة، وجواب أول سؤال وهو: ما الحكم الشرعي في الانتخابات التشريعية ما يسمى بالبرلمان التي نسعى من خلالها إلى إقامة الدولة المسلمة وإعادة الخلافة الراشدة ؟
الشيخ : والمحرمات
القارئ : " والمحرمات إلا ما ندر ، فمن كان يريد أن يقيم الدولة المسلمة حقا لا يجاري الناس ولا " .
الشيخ : ...
القارئ : " على ما بينهم من اختلاف فكري وتربوي كما هو شأن الأحزاب الإسلامية المعروفة اليوم ، بل لا بد من توحيد أفكارهم ومفاهيمهم على الأصول الإسلامية الصحيحة ، الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح كما تقدم ، (( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر االله )) ، فمن أعرض عن هذا المنهج في إقامة الدولة المسلمة ، وسلك طريق الكفار في إقامة دولتهم ، فإنما هو كالمستجير بالرمضاء من النار وحسبه خطأ أن خالف هديه صلى الله عليه وسلم ولم يتخذه أسوة والله عز وجل يقول : (( لقد كان لكم في رسول لله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) " .
2 - رسالة الشيخ اللألباني للجبهة الإسلامية التي أجاب فيها عن أسئلتهم المتعلقة بالانتخابات التشريعة، وجواب أول سؤال وهو: ما الحكم الشرعي في الانتخابات التشريعية ما يسمى بالبرلمان التي نسعى من خلالها إلى إقامة الدولة المسلمة وإعادة الخلافة الراشدة ؟ أستمع حفظ
ما الحكم الشرعي في النصرة والتأييد المتعلقين بالمسألة المشار إليها سابقا الانتخابات التشريعية ؟
الجواب : في الوقت الذي لا ننصح أحدا من إخواننا المسلمين أن يرشح نفسه ليكون نائبا في برلمان لا يحكم بما أنزل االله ، وإن كان قد نص في دستوره : دين الدولة الإسلام ، فإن هذا النص قد ثبت عمليا أنه وُضع لتخدير أعضاء النواب الطيبي القلوب ، ذلك لأنه لا يستطيع أن يغير شيئا من مواد الدستور المخالفة للإسلام ، كما ثبت عمليا في بعض البلاد التي في دستورها النص المذكور ، هذا إذا لم يتورط مع الزمن أن يغير بعض الأحكام ، أو أن يقر بعض الأحكام المخالفة للإسلام ، بدعوى أن الوقت لم يحن بعد ، أن الوقت "
الشيخ : لم يحن بعد لتغيير
القارئ : " لم يحن بعد لتغييرها كما رأينا في بعض البلاد "
الشيخ : تغيير ...
القارئ : " كما رأينا في بعض البلاد لنائب "
الشيخ : ... لأنه ...
القارئ : " كما رأينا في بعض البلاد ... لنائب -شيخنا خط الشيخ يعني ...- بتغيير النائب زيه الإسلامي و "
الطالب : ويتزيا
القارئ : " ويتزيا بالزي الغربي ... "
الطالب : مسايرة
القارئ : " مسايرة منه لسائر النواب فدخل البرلمان ليصلح غيره فأفسد نفسه ، وأول الغيث قطرة ثم ينهمر "
الشيخ : قطر
القارئ : قطر ثم ينهمر ، " وأول الغيث قطر ثم ينهمر ، لذلك فنحن لا ننصح أحدا أن يرشح نفسه ، ولكن لا أرى ما يمنع الشعب المسلم إذا كان في المرشحين من يعادي الإسلام ، وفيهم مرشحون إسلاميون من أحزاب مختلفة المناهج ، فننصح والحالة هذه كل مسلم أن ينتخب من الإسلاميين فقط " .
الطالب : من أقرب
القارئ : " من أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح ، الذي تقدم بيانه أقول هذا وإن كنتُ أعتقد أن هذا الترشيح والانتخابات لا تحقق الهدف المنشود ، لما تقدم بيانه من تقليل الشر أو من باب دفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى كما يقول الفقهاء " .
3 - ما الحكم الشرعي في النصرة والتأييد المتعلقين بالمسألة المشار إليها سابقا الانتخابات التشريعية ؟ أستمع حفظ
ما حكم خروج النساء إلى الانتخابات التشريعية ؟
الجواب : يجوز لهن الخروج بالشرط المعروف في حقهن ، وهو أن يتجلببن الجلباب الشرعي ، وأن لا يختلطن بالرجال هذا أولا ، ثم أن ينتخبن من هو أقرب إلى المنهج العلمي الصحيح ، من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى كما تقدم "
ماهي الأحكام الشرعية المتعلقة بأنماط العمل الشرعي في البرلمان ورجالاته " من الجبهة الإسلامية " ؟
فنقول هذا سؤال غامض ، مرادكم منه غير ظاهر لنا ، ذلك لأن المفروض أن النائب المسلم لا بد أن يكون عالما بالأحكام الشرعية على اختلاف أشكالها وأنواعها ، فإذا ما طرح أمر ما على بساط البحث فلا بد أن يوزن بميزان الشرع فما وافق الشرع أيده ، وإلا رفضه ، كالثقة بالحكومة ، والقسم على تأييد الدستور ، ونحو ذلك ، وأما رجالات البرلمان فلعلكم تعنون : ما موقف النواب الإسلاميين من رجالات البرلمان الآخرين ؟! فإن كان ذلك مرادكم ، فلا شك أنه يجب على المسلمين نوابا وناخبين أن يكونوا مع من كان منهم على الحق كما قال رب العالمين : (( وكونوا مع الصادقين )) ".
5 - ماهي الأحكام الشرعية المتعلقة بأنماط العمل الشرعي في البرلمان ورجالاته " من الجبهة الإسلامية " ؟ أستمع حفظ
بيان من الشيخ الألباني للجبهة الإسلامية أن لا يكون همهم الوصول إلى الحكم وأن يركزوا على تعليم الشعب أحكام دينه، ووصية لهم بالعمل بمنهج التصفية والتربية ..
فجوابهما يفهم مما تقدم من الأجوبة ، ونضيف إلى ذلك : أن لا يكون همكم معشر الجبهة الإسلامية الوصول إلى الحكم قبل أن يصبح الشعب مهيأ لقبول الحكم بالإسلام ، ولا يكون ذلك إلا بفتح المعاهد والمدارس التي يتعلم فيها الشعب أحكام دينه على الوجه الصحيح ، ويربى على العمل بها ، ولا يكون فيهم اختلاف جذري ينشأ من التحزب والتفرق كما هو الواقع ، لأن مع الأسف "
الشيخ : كما هو الواقع !
القارئ : " كما هو الواقع الآن مع الأسف في الأفغان ، ولذلك قال ربنا في القرآن : (( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، وكونوا إخوانا كما أمركم الله ) رواه مسلم ، فعليكم إذن بالتصفية والتربية والتأني ، ( فإن التأني من الرحمن ، والعجلة من الشيطان ) كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ، ولذلك قيل : من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه ، ومن رأى العبرة بغيره فليعتبر ، فقد جرب بعض الإسلاميين من قبلكم في غير بلد إسلامي الدخول في البرلمان بقصد إقامة دولة الإسلام ، فلم يرجعوا من ذلك ولا بخفي حنين ، ذلك لأنهم لم يعملوا بالحكمة القائلة : أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم ، تقم لكم في أرضكم ، وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) . رواه مسلم ، الله سبحانه وتعالى أسأل أن يلهمنا رشدنا وأن يعلمنا ما ينفعنا ، ويهدينا للعمل بشريعة ربنا ، متبعين في ذلك سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، ومنهج سلفنا ، فإن الخير كله في الاتباع ، والشر كله ، في الابتداع وأن يفرج عنا ما أهمنا وأغمنا ، وأن ينصرنا على من عادانا إنه سميع مجيب "
الشيخ : يعطيك العافية
القارئ : الله يعافيك
6 - بيان من الشيخ الألباني للجبهة الإسلامية أن لا يكون همهم الوصول إلى الحكم وأن يركزوا على تعليم الشعب أحكام دينه، ووصية لهم بالعمل بمنهج التصفية والتربية .. أستمع حفظ
ما رأي الشيخ الألباني في مشروعية العمل الجماعي وهل تنظيم عمل الدعوة بين السلفيين بدعة ؟
الطالب : هو الأخ جلب من طلبة العلم في اليمن بعض الأسئلة !
الشيخ : إي ، فأرجو أنه ما يكون فيها تكرار لما سبق الجواب عليه
الطالب : نعم أما السؤال الأول : فأجبت عليه قبل ليلتين ، وأما السؤال الثاني : ولا بأس أن يسمع الإخوة السؤال الأول دون إجابة
الشيخ : طيب
السائل : قال ما رأي الشيخ في مشروعية العمل الجماعي وهل تنظيم عمل الدعوة بين السلفيين بدعة أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟ فأنت أجبت عن العمل بالنسبة للجمعيات فما أدري إذا كان يناسب أن تجيب على هذا السؤال أم ؟
الشيخ : الخلاصة أنه الجواب إذا كان العمل الجماعي لا يتعلق بتكتل وتحزب ضد جماعة أخرى من المسلمين ، فهو من باب : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) نعم
7 - ما رأي الشيخ الألباني في مشروعية العمل الجماعي وهل تنظيم عمل الدعوة بين السلفيين بدعة ؟ أستمع حفظ
أبرم الإخوان المسلمون في اليمن تحالفا مع حزب البعث العربي الاشتراكي ومع الحزب الوحدوي الناصري في اليمن ، ويستدلون على هذا التحالف ببعض النصوص كالاستعانة بالمشركين وتحالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اليهود فهل مثل هذا التحالف يجوز شرعا ؟
الطالب : الحمد لله
الشيخ : يرحمك الله
السائل : ويستدلون على هذا التحالف ببعض النصوص كالاستعانة بالمشركين وتحالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اليهود فهل مثل هذا التحالف يجوز شرعا ؟
الشيخ : أولا : الأصل في الإجابة عن هذه المسألة ، إنما هو قوله تبارك وتعالى : (( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار )) ، ثانيا : الاستدلال بما قام به الرسول عليه السلام من التحالف في بعض الأحيان مع بعض الكفار ، فلا ينبغي أن يقاس عليه تحالف طائفة من المسلمين ، مع طائفة من المسلمين الضالين أو المارقين ، ذلك لأن قياس هذه الطائفة المسلمة لنفسها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وله صفتان لا تنطبقان على هؤلاء المسلمين أولاهما : أنه نبي معصوم فلا يقاس عليه غير المعصوم ، الثانية : أنه حاكم مسؤول عن الأمة ، أما هؤلاء فليسوا كذلك ، وإنما هم يمثلون أنفسهم وبعض من يتحزبون لهم ، ولا يمثلون المسلمين الآخرين ، لو أنهم كانوا قد انتُخبوا من العالم الإسلامي وصار فيهم رئيس بويع بيعة إسلامية وكان هذا الرئيس المبايع إما عالما مجتهدا يأخذ الأحكام مباشرة من كتاب الله ، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفسرها على منهج سلفنا الصالح كما سمعتم في بعض الأجوبة آنفا ، أو على الأقل إن لم يكن هكذا عالما ، فلا بد أن يكون تحت يده لجنة أو مجلس شورى فيهم مثل هؤلاء العلماء ، يستعين برأيهم في اتخاذ بعض المواقف كمثل هذا الموقف ألا وهو التحالف أو التصالح مع الطائفة من الكفار أو المشركين ، ولذلك فاستدلال هؤلاء المشار إليهم في السؤال هو في الحقيقة دليل من عشرات بل من مئات الأدلة على أنهم لا يصلحون أن يقوموا بإدارة شؤون الأمة ، لبعدهم عن العلم الصحيح المستقى من كتاب الله كما ذكرنا ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك أنهم لا يفرقون بين النبي المعصوم من جهة ، وبين الحاكم الأعلى المبايَع من كافة المسلمين من جهة أخرى ، فيقيسون طائفة وشرذمة قليلة لا تمثل الأمة المسلمة على الحاكم المسلم ، وبخاصة أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا القياس كما يقول الفقهاء من باب قياس الحدادين على الملائكة ، أو قياس مع الفارق وهذا أوضح في علم أصول الفقه ، هذا هو الجواب
8 - أبرم الإخوان المسلمون في اليمن تحالفا مع حزب البعث العربي الاشتراكي ومع الحزب الوحدوي الناصري في اليمن ، ويستدلون على هذا التحالف ببعض النصوص كالاستعانة بالمشركين وتحالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اليهود فهل مثل هذا التحالف يجوز شرعا ؟ أستمع حفظ
يستعد الإخوان المسلمون في اليمن الخوض في الانتخابات مع بقية الأحزاب العلمانية ويحثون الناس لترشيح اعضائهم ومن أنكر عليهم قالوا له لا يجوز منك ذلك ، فالواجب أن تتعاون مع إخوانك علما بأن الانتخابات الحكومية تخضع للنظام الديموقراطي ، نرجو من الشيخ حفظه الله بيان ذلك من الناحية الشرعية ؟
الشيخ : ما شاء الله
السائل : نرجو من الشيخ حفظه الله بيان ذلك من الناحية الشرعية ، أي هل يجوز ترشيح الناس هؤلاء الإخوان لأنفسهم وللناس أن ينتخبوهم ؟ علما أنه سبق في إجابات الشيخ لإخواننا في الجزائر ما يدل على ذلك .
الشيخ : وقد سمعتم الآن تفصيل الجواب على هذا السؤال
السائل : بارك الله فيك
الشيخ : فلا نكرر الجواب
السائل : نعم .
9 - يستعد الإخوان المسلمون في اليمن الخوض في الانتخابات مع بقية الأحزاب العلمانية ويحثون الناس لترشيح اعضائهم ومن أنكر عليهم قالوا له لا يجوز منك ذلك ، فالواجب أن تتعاون مع إخوانك علما بأن الانتخابات الحكومية تخضع للنظام الديموقراطي ، نرجو من الشيخ حفظه الله بيان ذلك من الناحية الشرعية ؟ أستمع حفظ
ما هي النصيحة التي يوجهها الشيخ محمد ناصر الدين الألباني إلى السلفيين في اليمن ؟
الشيخ : ما دام أن الأمر كما ذكرت وهذا مما يفرح قلب كل مسلم والحمد لله ، فلا أجد في نفسي ما أنصح به إخواني المشار إليهم في اليمن وهم على الخط معنا على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح إن شاء الله تعالى ، لكني أُذكر ولا أُعلم إلا من كان جاهلا أو غافلا والذكرى كما قال ربنا عز وجل : (( تنفع المؤمنين )) ، أرجو من أخينا الشيخ الفاضل مقبل أنه إذا أذن لبعض الطلبة للخروج في سبيل الدعوة ، أن يختار منهم من كان أقوى ما يمكن أن يكون علما بالكتاب والسنة والآثار السلفية التي تساعدهم على الإجابة على ما قد يوجه إليهم من أسئلة قد تكون لم تمر على مسامعهم من قبل ، يسمعونها من شيخهم أو من غيرهم من العلماء الذين يقرؤون كتبهم وفتاويهم ، ذلك لأن من خرج للدعوة فهو معرض لأن يُسأل عن كل كبير وصغير ، وبالتالي فسيضطر للإجابة إلا إذا كان قد ربي على العلم الصحيح ، الذي منه قول بعض العلماء : نصف العلم لا أدري ، فلا ينبغي لطالب العلم أن يكون جريئا على الإفتاء خجولا عن الامتناع عن الإجابة عن بعض الأسئلة ، لا ينبغي أن يكون كذلك ، بل ينبغي أن يتمثل ... الذين كان يأتيهم من أقصى البلاد أسئلة بالعشرات بل ربما بالمئات : ثم لا يجيب إلا عن القليل منها كما وقع لإمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله : " أنه جاءه رجل خراساني ومعه عشرات أو مئات الأسئلة -لا أستحضر الان- من تلك البلاد القاصية عن المدينة المنورة فأجاب فقط عن ثلاثة أسئلة !! فتعجب هذا الرسول المرسل من قبل خراسان الى الإمام مالك ، فهذا الإمام إمام أهل المدينة لا يجيب عن كل الأسئلة وهي كما قلنا علىالأقل بالعشرات إلا عن ثلاث مسائل فقط ! قال له : لا تجب إلا هكذا ؟! ماذا يقول الناس الذين أرسلوني اليك ؟! قال : ارجع إليهم وقل : إن مالكا ليس عنده علم بتلك الأسئلة إلا بما سمعتم من الأجوبة عن الأسئلة الثلاثة " ، هكذا ينبغي على طالب العلم أن يكون ورعا ، أن يكون شحيحا بالإجابة عن السؤال إلا إذا كان متمكنا في الإجابة عنه بدعم ذلك الجواب بالكتاب أو بالسنة أو برأي من آراء السلف الصالح ، والذي نعرفه نحن بالتجربة هنا وفي سوريا : أن كثيرا من إخواننا طلاب العلم قد لا يعرفون دليل المسألة التي سؤلوا عنها وأجابوا عنها ، وإنما عرفوا رأي رجل يثقون بعلمه ، إما هو من الأحياء أو من الأموات فيجيبون بذلك الجواب ، لكنهم لا يعرفون مأخذه ومصدره أهو من الكتاب أم من السنة أم هو منقول عن السلف أم هو رأي واجتهاد من ذلك العالم ؟!! الذي تلقوا الجواب منه أو عنه ؟؟!! في هذه الحالة أنصح طلاب العلم في كل الأقطار الإسلامية أنهم إن نقلوا رأيا أو جوابا عن مسألة أن لا يصدر هذا الجواب منه بحيث أن السائل يفهم أن هذا رأيه وهذا علمه ، وإنما يقول سمعت فلان العالم قال كذا ، أو قرأت في الكتاب الفلاني كذا وكذا ، وهذا لسببين اثنين : السبب الأول : يعود إلى نص هام جدا من نصوص الأحاديث الصحيحة التي منها قوله عليه الصلاة والسلام : ( من تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور ) ، ( من تشبع بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور ) ، أي : من تظاهر بشيء من العلم وهو ليس له ، فهو كلابس ثوبي زور ، وليس ثوبا واحدا ، هذا أولا ، وثانيا : ولعله أثر لذلك الحديث ، قاله العلماء ، وصار عرفا متبعا عندهم ألا وهو قولهم : من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله ، أنا أضرب لكم مثلا واقعيا في علم الحديث ، قد يسأل أحد إخواننا الطلاب عن حديث ما هل هذا حديث صحيح أم ضعيف ؟ فسواء كان الجواب صحيحا أو ضعيفا ، المسؤول إن كان متمكنا في علم الحديث ، أي يستطيع من دراسة إسناد حديث ما وتتبع طرق هذا الحديث بحيث أنه يحصل عنده غلبة ظن أن هذا الحديث صحيح ، أو أن هذا الحديث غير صحيح ، فأجاب بأحد الجوابين المشار إليهما ، جاز له أن يقول صحيح أو ضعيف ، أما إن كان تلقى هذه الخلاصة من غيره من العلماء سواء كان حيا أو ميتا : فلا يجوز له أن يقول صحيح وضعيف بس ، وإنما عليه أن يقول صحيح كما قال فلان ، ضعيف كما قال فلان ، حتى أولا ينجو من الزور الذي ذكره الرسول عليه السلام في الحديث السابق ، وحتى يعمل بحكمة العلماء السابق ذكرها من بركة العلم أن يعزى كل قول إلى قائله ، هذا ما يخطر في بالي من القول أو النصيحة لطلاب العلم ، من كانوا وحيثما كانوا ، وقد أضيف إلى ذلك : أن يكونوا ورعين بعيدين عن ما يتعلق بالأمور الدنيوية ، سواء كان مالا أو كان جاها أو كان ليتصدروا صدور المجالس ، ويظهروا على الناس بنحو تقبيل اليد ، أو القيام لهم ، أو نحو ذلك
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : -وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته- فعليهم أن يكونوا أبعد الناس عن ذلك ، لأنه هذا كله من سنة سلفنا الصالح رضي الله تعالى عنهم ، وذلك مما تأسوا به أو فيه بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث كان يجلس حيث انتهى به المجلس ، حيث كان يدخل الغريب فلا يميز النبي عليه الصلاة والسلام بزي أو شعار أو لباس عن سائر أصحابه ، وإذا دخل عليه الصلاة والسلام : لا يقومون له ، فلا فرق بينه عليه السلام وبين الصحابة الكرام ، هكذا ينبغي أن يكون طالب العلم بين المسلمين جميعا ، لا يتميز عليهم بشيء ، إلا بما اختاره الله عز وجل له من علم نافع أو عمل صالح هذا ما يحضرني
السائل : بارك الله فيكم شيخ
الشيخ : وفيكم بارك
ما هو منهج أهل السنة والجماعة في فهم بعض الآيات التي قد تستدعي التأويل : مثل (( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون )) و (( تجري بأعيننا )) و (( ولتصنع على عيني )) وغيرها ؟!
(( ولتصنع على عيني )) أو غير ذلك من الآيات التي تكون بأنها تستدعي
الشيخ : التأويل
السائل : بعض التأويل ، فهل يجوز أن تأول مثل هذه الآيات ؟ أو إذا كانت هناك أحاديث قريبة منها أو بمعناها ؟ أن تأول هذه الأحاديث التي جائت في بعض الأسماء والصفات إن كانت هناك قرينة تستدعي ذلك ؟!
الشيخ : أقول جوابا على هذا السؤال : بعد حمد الله تبارك وتعالى ، والتوكل عليه وحده لا شريك له ، إن كان هناك تأويل لبعض الآيات المشار إليها في السؤال ، فلا ينبغي أن يكون صادرا من عندنا نحن المتأخرين ، وإنما نحن متبعون ، كما جاء في الحكمة السلفية : " اتبع ولا ترتفع ، واتبع ولا تبتدع " ، فنحن لسنا مبتدعين ، وإنما نحن متبعون ، ولذلك قلنا آنفا إشارة سريعة عابرة ، ولنا كلمات مطولة متكررة وهي والحمد لله مسجلة وسائرة بين الناس : حول ضرورة فهم الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح ، محاضرات ألقيت لتأكيد ضرورة التمسك في فهم الكتاب والسنة ليس فقط فيما يتعلق بآيات الصفات وأحاديث الصفات ، بل في فهم الإسلام كله ، من أوله إلى آخره ، لا بد أن نفهمهما -أعني الكتاب والسنة- على ما كان عليه سلفنا الصالح ، هذا بصورة عامة ، وفي الأسماء والصفات بصورة خاصة ، لأنها كانت من أخطر المزالق التي انحرف عن منهج الكتاب والسنة ... ذلك إلا لأنهم لم يتسمكوا بهذا القيد الذي أدندن حوله الآن : على منهج السلف الصالح ، ركبوا رؤوسهم ، وفهموا الآيات والأحاديث فهما خاصا صادرا من أفهامهم ومن عقولهم ، ولم يتلقوا تلك المفاهيم وتلك التفاسير عن السلف الصالح ، وبخاصة منهم : أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، الذين تلقوا القرآن من فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم غضا طريا ، ومفسرا جليا ، هؤلاء السلف الصالح هم الذين ينبغي أن نقتدي بهم في فهمنا للإسلام عامة ، ولموضوع آيات الصفات وأحاديث الصفات ثانيا ، فنقول : إن كان هناك آية أو حديث يقال إنه تأويل وكان منقولا عن سلفنا الصالح : فنحن متبعون ولسنا مبتدعين ، كما قلنا آنفا ، ما سلموا به دون تأويل فنحن معهم ، وما قد أولوه ، وأنا أتحفظ لأن ما يقال إنه تأويل في كثير من الأحيان ليس بسبيل التأويل إطلاقا ، لكني أقول على فرض وعلى جدل أن بعض المخاصمين أو المبتدعين أو المخالفين للسلف يزعمون كمثل بعض الآيات التي ذُكرت آنفا ، قال : إنها تأويل كمثل آية : (( والسماء بنيناها بأيد )) ، (( وإنا لموسعون )) ، يقولون : هذا تأويل ، إن كان تأويلا وفسره العلماء بهذا المعنى المـأول وأعني بهم السلف الصالح فنحن تبع لهم لأنهم أعلم منا بما أنزل الله على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم ، لأنهم تلقوا العلم منه مباشرة ، ولكن في كثير من الأحيان ما يقال إنه تأويل ليس تأويلا كما ذكرت آنفا : وهو الآن هذا المثال ولا نقف كثيرا عنده أو عند غيره ، لأن المقصود وضع قاعدة وهي : " إذا السلف أولوا نصا فنحن معهم إن سمي أنه تأويل فليسمى ولا مشاحة في الأسماء وفي الاصطلاح " ، لكن في كثير من الأحيان لا يكون تأويلا وهذا هو المثال (( والسماء بنيناها بأيد )) ، الأيد : هنا ليس جمع يد التي هي الجارحة بالنسبة لنا نحن البشر ، وإنما هي : القدرة ، اليد هي القدرة ، والأيدي الأيد : هي القدرة فليست هي هنا جمع يد التي قد تجمع إلى أيدي وأيادي ، وإنما هي هنا بمعنى القوة والآية التي تتعلق بداود عليه السلام أظن (( ذو الأيد )) نعم ؟
الطالب : (( ذو الأيدي ))
الشيخ : أي ذو القوة ، وليس معناه له أيادي مثلا كالأخطبوط ولا مؤاخذة لا ، وإنما هو صاحب قوة ، فهذا ليس تأويلا مثاله وأكتفي بهذا في الإجابة عن ذاك السؤال ، يقولون : في تفسير آية سورة يوسف عليه السلام : (( واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها )) هذا تأويل ، لأن المعنى اسأل أهل القرية واسأل أهل العير ، يسمونه تأويلا وليس تأويلا ، ذلك لأنهم حينما يفسرون التأويل يقولون : " هو إخراج المعنى عن الظاهر عن الحقيقة إلى المجاز " ، هكذا يقولون ، ويشترطون لهذا التأويل أن تتعذر الحقيقة ، ولا يمكن القول بها لا شرعا ولا عقلا ، فيكون ذلك قرينة عند هؤلاء الذين يقسمون الكلام إلى حقيقة وإلى مجاز ، والمجاز هو: التأويل ، يشترطون أن تتعذر الحقيقة ، ليس الأمر في مثل هذه الآية تتعذر معنى الحقيقة الظاهرة من الآية ، التأويل : " هو أن تفهم من الآية معنى فتفر منه إلى معنى غير ظاهر " ، هذا هو التأويل وأما هنا في الآية الأمر على خلاف ذلك تماما ، لا أحد من أهل اللغة التي نزل القرآن بلغتهم وهم العرب بداهة ، لا أحد يتبادر لذهنه مما حكاه ربنا عز وجل في هذه الآية الكريمة : (( واسأل القرية )) أي : اسأل جدرانها وجبالها وأنهارها وأشجارها وو هذا معنى أبدا لا ينساق إليه الذهن مطلقا ، ما هو الذي ينساق إليه الذهن مباشرة ؟! هو هذا الذي يسمونه بالمضاف المحذوف ، أي أهل القرية ، أهل العير هذا الذي يتبادر إلى الذهن ، إذن هذا المعنى المتبادر الى الذهن هو المعنى الحقيقي ، فليس هذا تأويلا وليس هذا مجازا ، لأنه المعنى الحقيقي هو الذي يتبادر إلى ذهن الإنسان مباشرة ، لكن يقوم هناك دليل في الشرع أو في العقل يمنعه من أن يفهم هذا المعنى، فيضطر إلى التأويل ، ليس الأمر هكذا هنا ، المعنى الذي يتبادر إلى الذهن هو هذا الذي يسمونه مجازا ، مجاز حذف : اسأل أهل القرية هذا المعنى هو الحقيقة ، وعلى ذلك أمثلة وأمثلة كثيرة ، سرت والقمر هذا مجاز أيضا يذكرونه ، سرت والقمر : ما أحد يفهم سار والقمر حاطه في إيده في إيده ماشي والقمر في سمائه وهو يمشي في الأرض ، كذلك : (( وهو معكم أينما كنتم )) ، والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا فالسلف فسروا هذه الآية : (( وهو معكم )) أي: بعلمه هذا ليس تأويلا ، هذا هو المعنى الحقيقي الذي لا يفهم العرب إلا هو ، وعلى هذا جاء عن السلف ، إذن الجواب بإيجاز : إن كان هناك تأويل قال به السلف : فعلى الرأس والعين ، لكن في أكثر الأحيان ليس هناك تأويل ، بل ما يسمونه تأويلا : هو الحقيقة ، وهذا ما جاء في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية مشروحا شرحا وافيا جدا لا مجال لأحد أن يستدرك عليه ، ولعل في هذا ما يكفي إن شاء الله في الجواب.
السائل : بارك الله فيكم .
11 - ما هو منهج أهل السنة والجماعة في فهم بعض الآيات التي قد تستدعي التأويل : مثل (( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون )) و (( تجري بأعيننا )) و (( ولتصنع على عيني )) وغيرها ؟! أستمع حفظ
ما الفهم السلفي الصحيح للعبارة في الحديث (( وكلتا يدي ربي يمين )) ؟
الشيخ : نعم
السائل : حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (( وكلتا يدي ربي يمين ))
الشيخ : نعم
السائل : فنريد أن نفهم يعني الفهم السلفي الصحيح لهذه العبارة من هذا الحديث ؟
الشيخ : أنا قلت في أكثر من مجلس بأن هذا الحديث يؤكد قوله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) فهو يثبت أن الله عز وجل الذي له يدان بنص القرآن والسنة الصحيحة ، أنه ليس كالبشر ، ذلك لأن كلتا يدي ربي يمين ، فهذا يؤكد أن الله عز وجل لا يشابه شيئا من المخلوقات ، ولا نستطيع أن نتوسع في صفات الله عز وجل بأكثر مما يناسب التنزيه والإثبات بدون تشبيه ، هذا هو جوابي عن هذا الحديث الصحيح . نعم ؟
ما المقصود بإماطة الأذى عن الغلام الواردة في حديث ( الغلام مرهون بعقيقة ) ؟ وهل الغلام هنا الذكر أم الأنثى أم كلاهما ؟
السائل : استقرءت في بعض كتب السنن عن العقيقة عن الغلام بالتحديد اللي هي إماطة الأذى عن الغلام فوجدت بأن إماطة الأذى كانت تأتي بعد العقيقة عن الغلام ليس عن المولود ؟
الشيخ : تأتي ؟
السائل : بعد ، قول الرسول : ( الغلام مرهون بعقيقة ، فأميطوا عنه الأذى ) ، ما جاءت مثلا يعني بعد قوله : " المولود مرهون بعقيقة ، فأميطوا عنه الأذى " ، فقوله : الغلام ؟ هل تخص إماطة الأذى اللي هو الشعر المقصود به ، إن كان هو الشعر ، بخص الغلام أم هي للمولود الغلام والأنثى ؟
الشيخ : كلاهما معا ، لا يخص بالذكر دون الأنثى
السائل : طيب ورود إماطة الأذى بعد لفظة الغلام ؟
الشيخ : نعم
السائل : هذا يعني هسا قرأتها في الروايات اللي عن العقيقة في كتب السنن ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : وجدتها جاءت بعد الغلام فقط !
الشيخ : صحيح هذا ، ولكن هنا شيئان اثنان : أحدهما مقطوع به وهو : قوله عليه السلام الذي يعتبر قاعدة : ( إنما النساء شقائق الرجال ) ، فكل حكم جاء في الشرع منصوصا أو متعلقا بالرجال ، ينسحب هذا الحكم إلى النساء أيضا ، إلا ما استثني ، إلا ما استثني ، أي إذا جاء نص يصرح بأن النساء خلاف الرجال في ذاك الحكم الذي جاء مخصصا بلفظ الرجال ، أوضح مثال في ذلك قضية الإرث (( للذكر مثل حظ الأنثيين )) ، أما فيما سوى ذلك إن لم نقل بمثل ما قال الرسول عليه السلام في هذا الحديث : ( إنما النساء شقائق الرجال ) ، لوجدنا أنفسنا بحاجة إلى مئات الأدلة لكي نحكم بالحكم الذي أعطي للرجال للنساء أيضا ، ولا نجد مثل هذا إطلاقا إلا ما ندر جدا جدا وذكرت لك آنفا مثل هذا المثال النادر المتعلق بالإرث ، فلذلك لو كان هناك نهي عن حلق رأس الجارية المولودة كما هو متعلق مثلا بالنسبة للمرأة المحرمة ، فحين إذن نقول الجارية الصغيرة المولودة مستثناة عن هذا الحكم ، الشيء الثاني : وهذا ما أشرت إليه أنني الآن لست مستحضرا له قد يوجد بعض الأدلة التي هي أعم من لفظة الغلام، يعني لفظة المولود ، لفظة المولود فإذا كان وأقول متحفظا لأني غير مستحضر الآن فإذا كان هذا موجودا فهو أيضا مما يؤكد المسألة الاستنباطية التي أشرت إليها آنفا معتمدا على قاعدة : ( إنما النساء شقائق الرجال ).
13 - ما المقصود بإماطة الأذى عن الغلام الواردة في حديث ( الغلام مرهون بعقيقة ) ؟ وهل الغلام هنا الذكر أم الأنثى أم كلاهما ؟ أستمع حفظ
ورد في بعض طرق حديث النزول : قول التبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم يصعد ) فما هو المفهوم لهذه اللفظة ؟
السائل : ورد في بعض طرق حديث النزول : قول التبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم يصعد ) فما هو المفهوم لهذه اللفظة ؟
الشيخ : كالعكس ، ما هو المفهوم من ( ينزل ) ؟! هذا لا داعي لذكر هذا السؤال نزوله كصعوده ، الصفتان تلقيان بربنا عز وجل ، ينزل ليس كنزولنا ويرتفع ليس كارتفاعنا ، ولا إشكال في ذلك
14 - ورد في بعض طرق حديث النزول : قول التبي صلى الله عليه وسلم : ( ثم يصعد ) فما هو المفهوم لهذه اللفظة ؟ أستمع حفظ
هل الأذان والإقامة في أذن المولود ثابت في السنة ؟
السائل : بارك الله فيك يا شيخ ، الأذان في أذن المولود هل هو ثابت في السنة ؟
الشيخ : كنا سابقا نحسنه بشاهد كنا اعتمدنا فيه على ابن قيم الجوزية في رسالته : تحفة المودود تحفة إيش ؟
الطالب : تحفة المولود
الشيخ : وكان عزا هذا الشاهد لكتاب شعب الإيمان للبيهقي وكان اقتصر على تضعيفه ، -فأنا وهذه نصيحة أقولها للحاضرين ردا على بعض المغالين من إخواننا الناشئين في هذه الدعوة الذين يظنون أنهم مجرد أن فهموا شيئا من أصول هذه الدعوة وقواعدها أنهم أصبحوا أحرارا ومستغنين عن الانتفاع باجتهادات العلماء واستنباطاتهم ، فأقول لا بد لطلاب العلم ، وبخاصة إذا كانوا مبتدئين فيه أن يستفيدوا من جهود العلماء المتقدمين وآرائهم واجتهاداتهم ، وإلا ظل جاهلا لا يعلم شيئا من العلم إلا القليل القليل جدا ، الذي قد يصل هو إليه بجهده- ، فأنا قلت : اعتمدت في تقوية الحديث الذي رواه الترمذي وسنده ضعيف ، في الأذن ، في الأذان في أذن المولود ، كنت عالما بضعفه فقويته ورفعت من ضعفه إلى مرتبة الحسن بالشاهد الذي كان ذكره الإمام ابن قيم الجوزية منسوبا إلى شعب الإيمان للبيهقي ، وصرح بأن إسناده ضعيف ، فقلت عملا بقاعدة علماء الحديث أن الحديث يتقوى ، الحديث الضعيف يتقوى بغيره ، ومضى على هذا سنين طويلة ، في هذه الأيام القليلة طبع كتاب شعب الإيمان للبيهقي الذي كان ابن القيم عزا الحديث الذي جعلته شاهدا لحديث الترمذي ، كان عزاه لشعب الإيمان ، فبحثت عن الحديث في الشعب : فوجدت إسناده واهيًا جدًا لا تساعدني قواعد علم الحديث على تقوية حديث الترمذي بهذا الشاهد ، لأنه يُشترط في الشاهد أن لا يكون شديد الضعف ، فلما تبين لي شدة ضعفه ، إلى درجة أن في أحد رواته اتهاما له بالوضع والكذب ، ولذلك تراجعت ، وليس الرجوع عن الخطأ بعيب أو عار أو جهل ، بل هو العلم وهو الصواب الذي لا يجوز لطالب العلم إلا أن يكون كذلك ، هذا هو تاريخ هذه المسألة
السائل : جزاك الله خير ، والإقامة ؟
الشيخ : الإقامة لاحقة بها .
كيف نوفق بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وكلتا يدي ربي يمين ) والحديث الذي يقول : ( أن الجنة تأتي عن يمين الرحمن والنار عن شماله ) ؟
السائل : أستاذنا الكريم : كيف نوفق بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وكلتا يدي ربي يمين ) والحديث الذي يقول : ( أن الجنة تأتي عن يمين الرحمن والنار عن شماله ) ؟
الشيخ : هذا الحديث مين رواه ؟
السائل : ما أعلم شيخنا لكن أعرف أنه صحيح
الشيخ : أنا ما أعرفه ، ولئن صحَّ فلا إشكال ، لأننا حينما نقول : أن كلتا يدي ربي يمين قد أجبنا بأنه : (( ليس كمثله شيء )) : فكون له شمال ، لا يعني أن شماله كشمالنا وهذا هو الجواب ، لكن عليك أن تذكرنا بالحديث وعن مصدره حتى نتأكد من صحته.
16 - كيف نوفق بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وكلتا يدي ربي يمين ) والحديث الذي يقول : ( أن الجنة تأتي عن يمين الرحمن والنار عن شماله ) ؟ أستمع حفظ
هل يجوز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف الجواب عن استدلال البعض لصحة ذلك بالحديث الذي فيه أن آدم قال لربه : ( أسألك بمحمد لما غفرت لي ... ) ؟
السائل : بالنسبة للتوسل والوسيلة شيخ ، بعض الناس يحتجون بالحديث الأعمى في قولهم يدعون الله سبحانه وتعالى بجاه محمد صلى الله عليه وسلم ويقولون : أن هناك حديث في مستدرك الحاكم ( بأن آدم طلب من الله سبحانه وتعالى أن يشفع له خطيئته بحبه للنبي صلى الله عليه وسلم ) فهل هناك تعارض بين الحديث والحديث ؟
الشيخ : أولا : بارك الله فيك وفي جميع الحاضرين أرجو أن تسألوا عن شيء عُرف الجواب عنه ، وأكل الدهر عليه وشرب ، فمثل هذا السؤال : أصبح معروفا عند المخالفين للسنة ، فضلا عن طلاب العلم على وجه السنة ، حديث آدم عليه السلام أولا : ليس فيه أنه توسل بحبه ، وهذا خطأ منك أو ممن نقلت عنه ، فلفظة الحب لم تذكر في الحديث ، إنما جاء في الحديث :
( أسألك بمحمد لما غفرت لي ، قال : وما علمك بمحمد قال رفعت رأسي إلى العرش فرأيت مكتوبا عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تقرن إلى اسمك إلا من هو أحب الخلق إليك ) : هذا نص الحديث ، لكن الحقيقة الأمرر كما يقول العامة عندنا في الشام : " هذا الميت لا يستحق هذا العزاء " ، لأنه حديث ضعيف جداً بل هو موضوع ، لأنه يخالف ظاهر قوله تعالى (( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه )) ، فهو تاب إلى الله عز وجل واستغفره وأناب إليه كما هو شأن الأنبياء والرسل جميعا ، وليس لأنه توسل كما جاء في هذا الحديث الموضوع ، فلذلك الاحتجاج بهذا الحديث احتجاج لباطل ، ثم معلوم عند العلماء الذين يذهبون إلى أنه لا يجوز التوسل إلى الله بخلق من خلق الله عز وجل ، وإنما فالتوسل ...
17 - هل يجوز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف الجواب عن استدلال البعض لصحة ذلك بالحديث الذي فيه أن آدم قال لربه : ( أسألك بمحمد لما غفرت لي ... ) ؟ أستمع حفظ
ما هو الفرق بين بلاد الاسلام وبلاد الكفر ، وكيف نعرف أرض الحرب من أرض الاسلام ؟
أما الجواب عن السؤال الآخر : فهو في الواقع ليس من السهل الجواب عنه ، لأن الفقهاء اختلفوا كثيرا في تحديد أرض الحرب ، وأرض الإسلام ، لكن يبدو لنا أنَّ الأمر ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في بعض فصول فتاويه : " أن الأرض ليست بالجدران ، وإنما هي بالسكان ، فإذا كان الغالب على سكان البلد ونظامهم هو الإسلام ، فهي دار الإسلام " ، وإن كان قد يحكمون بنظام ليس إسلاميا صرفا أو محضا ، وعلى العكس من ذلك إذا كان الحاكم كافرا ، واحتل أرضا مسلمة ، فلا شك أنه لو كان هناك دولة مسلمة لغزت هذه البلاد التي حكمها الكفار، كما وقع قديما حينما احتل النصارى فلسطين ، وحاربهم صلاح الدين فلو كانت البلاد بمجرد السكان : لم يجز لصلاح الدين أن يحاربهم ، ولكن على هؤلاء المسلمين الذين هم أهل البلاد في الأصل أن لا يظلوا في تلك البلدة ، وهذا يعود إلى موضوع الهجرة ، أن لا يظلوا في تلك البلدة التي احتلها الكافر حتى ما إذا هزم الكافر في البلد المحتل منهم لم يُصَب المسلمون أهل البلاد بحراب وبسلاح المسلمين الذين غزوا الكفار المحتلين ، خلاصة الكلام : لا يمكن أن يُعطى في حد علمي وصفًا جامعًا مانعًا لأرض الحرب أو أرض الإسلام ، وإنما ذلك يختلف باختلاف الزمان ... كل يا أخي ؟
السائل : جزاك الله خير يا شيخ
الشيخ : وإياك
هل الأفضل جعل الأطفال والصبيان في صف منفرد في صلاة الجماعة أم يصلون مع الرجال في نفس الصف ؟
السائل : تتمة للفائدة إن شاء الله ، هل نجعل الصبيان في صف منفرد الآن ، وإن لم يكن من الصف الأول ؟
الشيخ : لأ ، يمكن هذا الذي أنت الآن اشتبه عليك الأمر : أنا أقول : إذا كان هناك مسجد عريض ، خاصة في مثل صلاة الفجر ، أو صلاة العشاء ، هذه الصلاة وتلك التي هي أثقل الصلاة على المنافقين ، لا يكتمل الصف الأول عادة ، فجاء بعض الصبية واصطفوا في الصف الأول ما نؤخرهم ، لأنه في هذه الحالة لا يبعدون الرجال عن منزلتهم وهو الصف الأول ، أما إذا كان في هناك صفوف فيأخرون هذا كان ولا يزال هو رأيي .
السائل : جزاك الله خيرا
19 - هل الأفضل جعل الأطفال والصبيان في صف منفرد في صلاة الجماعة أم يصلون مع الرجال في نفس الصف ؟ أستمع حفظ
ما رأيكم بتوضيح صاحب : واقعنا المعاصر لدار الحرب ودار الاسلام بقوله : " والذي عليه جمهور العلماء أن الدار تأخذ وصفها من غلبة الأحكام عليها ، فالارض التي تحكمها شريعة الله ؛ هي دار إسلام ، ولو كان أغلب سكانها غير مسلمين ، كما كانت الهند خلال ثمانية قرون من الحكم الإسلامي وأغلب سكانها من المجوس عباد البقر ، كذلك الأرض التي لا تحكمها شريعة الله ؛ فهي دار حرب ، ولو كان أغلب سكانها مسلمين ، أو دار ردة ؛ إذا كان أهلها مسلمين ثم ارتدوا عن الإسلام " ؟
الشيخ : لا أرى ما يدفع هذا القول !!
السائل : لأننا كنا سمعناكم منذ ، في شريط قديم تقولون : أن مثلا بالنسبة للجزائر وسوريا تقولون : أن ما دام أغلب سكانها مسلمين ، فكون حكامها لا يحكمون بما أنزل الله هذا لا يخرجها من كونها دار إسلام إلى دار حرب !
الشيخ : إي ، لكن هل حكامهم غير مسلمين ؟!
السائل : لا نستطيع الجزم به .
الشيخ : ها ؟
السائل : لا نستطيع القول بهذا
الشيخ : آه ، لذلك يظل القول كما هو
السائل : يعني شو ؟
الشيخ : أنها دار إسلام
السائل : أنها دار إسلام، إذن قوله خطأ لأنه هو يقول :
الشيخ : آه ، هو لا يقول : هو لا يتكلم مع النوع الذي نحن نقول عنه الان ، لا يقول الحكام هم مسلمون ، اقرأ عبارته
السائل : يقول في الفقرة الأخيرة : " كذلك الأرض التي لا تحكمها شريعة الله ، فهي دار حرب ، ولو كان أغلب سكانها مسلمين ، أو دار ردة ، إذا كان أهلها مسلمين ثم ارتدوا عن الإسلام " .
الشيخ : ما بدنا دار الردة ، ما قبل دار الردة إيش يقول ؟
السائل : الى الحرب : " كذلك الأرض التي لا تحكمها شريعة الله ، فهي دار حرب ولو كان أغلب سكانها مسلمين "
الشيخ : أي ما تكلم عن الحكام بقول ، صح ؟
السائل : صح
الشيخ : إي
السائل : إذن لا إشكال
الشيخ : على كل حال تظل المسألة
السائل : خلافية
الشيخ : فيها دقة متناهية
20 - ما رأيكم بتوضيح صاحب : واقعنا المعاصر لدار الحرب ودار الاسلام بقوله : " والذي عليه جمهور العلماء أن الدار تأخذ وصفها من غلبة الأحكام عليها ، فالارض التي تحكمها شريعة الله ؛ هي دار إسلام ، ولو كان أغلب سكانها غير مسلمين ، كما كانت الهند خلال ثمانية قرون من الحكم الإسلامي وأغلب سكانها من المجوس عباد البقر ، كذلك الأرض التي لا تحكمها شريعة الله ؛ فهي دار حرب ، ولو كان أغلب سكانها مسلمين ، أو دار ردة ؛ إذا كان أهلها مسلمين ثم ارتدوا عن الإسلام " ؟ أستمع حفظ
ما هو دليل الشيخ الألباني في أن البلاد الإسلامية لا بد أن يكون صيامها موحد هل هو الاستنباط أم الدليل الصريح ؟
السائل : بالنسبة للصيام ، للصيام مع البلد ، قضية الصيام مع البلد كنتم ذهبتم في كتابكم : تمام المنة إلى أنه حال المسلمين في ظل هذه الأوضاع حاليا مؤسفة أن يصوموا كل واحد مع دولته اتقاءا للفتنة ولاختلاف المسلمين !
الشيخ : نعم
السائل : فهل دليلكم في هذا هو الاستنباط أم هو ؟
الشيخ : الاستنباط
السائل : أم هو قوله صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : الأصل هو أن يصوم المسلمون جميعا
السائل : إذن ليس حديث : ( الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون ) ، ليس بدليل ؟
الشيخ : هذا دليل لصيام المسلمين كلهم جميعاً
السائل : إن بعض إخواننا يستدلوا بهذا الحديث على ما ذهبتم إليه !
الشيخ : لأ
السائل : لكن شيخ
الشيخ : إحنا بس من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى ، وإلا الأصل أن يصوم المسلمون كلهم أهل الغرب يصومون برؤية أهل الشرق ، والعكس إن صح ، فالمسلمون جميعا يصومون صوما واحدا
السائل : لكن الذي يقع
الشيخ : الله يهديك !! لكن الذي يقع : هو أن المسلمين متفرقين في صيامهم كما هم متفرقون في كل شيء ، فإذا صام أهل بلد أو إقليم قبل إقليم آخر ، والإقليم الآخر أراد أن يتمسك بأصل الحكم : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) فسينقسم البلد الواحد إلى قسمين ، ويكفينا نحن انقسام الدول بعضهم على بعض ، ولا نريد أن نزيد في الفرقة فرقة ، وأهل البلد بل أهل البيت الواحد ، يصبح فيهم صائم ويصبح فيهم مفطر ، هذا شيء تأباه الشريعة ، ولذلك فقاعدة : " دفع المفسدة الكبرى بالصغرى " : هي التي أوحت إلينا أن نقول بما سمعت ، وليس هناك دليل خاص ، الدليل الخاص هو أن المسلمين جميعا يصومون صوما واحدا .
السائل : لكن ال
الشيخ : ولو أن إقليم يتأخر عن إقليم ساعة ساعتين ثلاثة أربعة ،كلما اختلفت بعد المسافة واشتدت ، كلما اشتدت مسافة التأخر ، لكن يصومون على رؤية أي بلد كان .
21 - ما هو دليل الشيخ الألباني في أن البلاد الإسلامية لا بد أن يكون صيامها موحد هل هو الاستنباط أم الدليل الصريح ؟ أستمع حفظ
إذا صام الرجل في بلده ثم سافر الى بلد صام قبلهم أو بعدهم فكيف يكون فطره ؟ هل مع أهل بلده الذين صام معهم أم مع أهل البلد الذين حل عندهم ؟
السائل : بالنسبة لقضية الصيام هناك من الناحية الواقعية هنا في إشكال ، لأنه مثلا عندما يكون الشهر تسعة وعشرين يوم والواقع عندنا في الجزائر أنه عادة السعودية يصومون قبلنا ، فمثلا يصومون قبلنا بيوم فالذي يبتديء الصوم مع الجزائر في بلاده طبعا ثم يذهب ليعتمر وهذا كثيرا جدا ، يذهب ليعتمر
الشيخ : كيف يبتديء الصوم ؟
السائل : مع بلاده ، يعني لأنه كان مقيما في الجزائر فيبدأ الصيام مع الجزائر ، ثم يذهب ليعتمر بالعشر الأواخر من رمضان وهذا كثير جدا ، فيدركه العيد وهو في السعودية فيجد نفسه قد صام ثمانية وعشرين يوم ، فهذا الإشكال لا أدري كيف يحل ؟
الشيخ : ما في ثمانية وعشرين يوم في تسعة وعشرين وفي ثلاثين وفي هذه الحالة إذا بقي في البلد الذي يعيد في اليوم التاسع والعشرين بالنسبة للجزائري فهو عليه أن يصوم ، لأنه لم يصم الشهر كاملا ، فما دام أنه ابتدأه في بلده فهو يختمه حسب بلده إلى تسعة وعشرين ، أما إذا بلده صام ثلاثين فهو لا يصوم ثلاثين
السائل : وإذا كان العكس ؟ مثلا ابتدأ الصوم بالسعودية ، ورجع إلى الجزائر فيجد نفسه قد يصوم واحدا وثلاثين يوم ؟
الشيخ : ما في إشكال أيضا نفس الجواب ، يا بصوم ثلاثة تسعة وعشرين يا ثلاثين ،ثمانية وعشرين واحد وثلاثين ما في .
السائل : آه
الشيخ : نعم
السائل : بلكي رأى الهلال وهو في السعودية ، رأى الهلال على الثمانية وعشرين ، يصوم من يرى الهلال ؟
الشيخ : لأ ، هذا مما يبطله الحديث الذي سبق ذكره : ( صومكم يوم يصومون ، وفطركم يوم يفطرون ) .