ما حكم الملهيات التي تكون حاضرة عند الصلاة ؟
الطالب : شيخنا
طالب آخر : بالله لو سمحتوا
الطالب : نفس الموضوع
طالب آخر : لو سمحتوا الله يرضا عليكم ، لهذا والله ما بينتهوا الإخوة ضيوف ، وبدهم يسافروا عندهم أسئلة هامة الله يكرمكم ، الله يجزكم الخير
كيف تفهم نصوص السلف الواردة في آيات الصفات التي يفهم منها التفويض ؟
سائل آخر : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ما يفهم منها ؟!
السائل : التفويض التفويض : كنفي المعاني مثلا عن النصوص ، ونفي التفسير عن النصوص كقول الإمام أحمد مثلا عن بعض آيات الصفات : " نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى " ، وكقول مثلا أبو عبيد القاسم بن سلام : " نروي هذه الأحاديث ولا نطلب لها المعاني " ، وأيضا يعني جاء عن سفيان رحمه الله تعالى أنه نهى عن
سائل آخر : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله
السائل : نهى عن ترجمة آيات الصفات إلى اللغات الأخرى ،
الشيخ : -انضموا انضموا بارك الله فيكم-
السائل : مبدناش نشوشر الإخوان ، مثل العلامة الظاهرة البارزة
الشيخ : نعم
السائل : فكيف يعني نفهم هذه الآثار عن السلف ؟
الشيخ : طيب ، في اعتقادي أنه مما لا خلاف فيه عند عامة المسلمين من كان منهم سلفي المنهج ، أو خلفي المنهج ، كل هؤلاء ، وهؤلاء يتفقون أن هناك آيات معانيها مفهومة حتما ، ومن هذه الآيات بعض الآيات المتعلقة بالصفات ، مثلا : القدير ، العليم ، مثل هذه الصفات معانيها معروفة عند كافة المسلمين بالقسمين المذكورين آنفا ، إذا كانت هذه الحقيقة هي حقيقة مسلمة ، ليس فقط عند السلفيين ! بل وعند الخلفيين ، والمتأولين ، وعلماء الكلام ، حينئذ ما تلوته على مسامعنا من بعض الآثار التي رويتها عن الإمام أحمد وغيره ، يجب أن يحمل على محمل لا يتناقض مع هذه القاعدة التي ذكرتُها آنفا ، أي لا يمكن أن تفسر هذه الآثار إنه كل الآيات تمرر دون أن نفهم معانيها ، هذا أمر مستحيل وهو أمر باطل بداهةً ، وإنما يجب أن يحمل على معنى من معنيين : أحدهما : أن العالم مهما بلغ شأنه في العلم فكما قيل : " نصف العلم لا أدري " ، فقد يقف أمام العالم ، أمام نص ، فلا يجد له معنى واضحا كمعنى المثالين أو الصفتين اللتين ذكرتهما آنفا ، السميع البصير ، فيمرر الآية كما جاءت ولا يبحث عن معناها ، لأنه مغلق عنده ، هذا هو المحمل الأول ، المحمل الثاني : أن يقصد المعنى الذي يتبادر إلى أذهان الناس ، والذي يؤدي إلى التشبيه ، فهنا أيضا يكون موضع وضع ، وضع هذه الآثار التي تلوتها ، هذا جوابي ، لكن مع ذلك عندي شيء لابد من التنبيه عليه ، لأننا نرى العلماء كافة إلا من عصم الله وقليل ما هم : أنهم حينما يوردون الآثار عن بعض السلف ، موقفهم فيها كموقفهم من بعض الأحاديث الضعيفة ، وهم يمرون هذه الأحاديث الضعيفة ما دامت لا تتصادم مع الشريعة ، ولا يدققون في رجالها وأسانيدها ، كذلك يتعاملون مع مثل هذه الآثار ، أي : أعني بصراحة قد تكون هذه الآثار لا تثبت أمام النقد الحديثي ، يعني أولا : قد لا يكون لها أسانيد متصلة ، يروى عن الإمام أحمد كذا ، حينئذ لا يكون لها وزن بحيث أنها تستحق مثل هذا الجواب الذي تسمعه الآن بشيء من التفصيل ، وعلى حد ما يقولون في بعض البلاد العربية : " هذا الميت ما يستحق هذا العزاء " ، ليه ؟ لإنه الرواية لا سنام لها ولا خطام ، فقد تكون هذه الآثار من هذا القبيل ، فإن صح إسنادها إلى قائلها ، فقد عرفت الجواب آنفا
هل هناك ضابط في تقديم القواعد على بعضها عند الترجيح بين الأدلة ؟
الشيخ : لا أستطيع الجواب عن هذا السؤال لأنه مائع ، مش ثابت مش جامد ، لإن القواعد كثيرة ،كيف أستطيع أن أقدم قاعدة على قاعدة ، الحافظ العراقي يذكر أن الوجوه التي يمكن التوفيق بها بين نصين متعارضين أكثر من مئة وجه ، فلو إنه أمكنك أن تحدد دائرة السؤال فربما استطعت الجواب .
الطالب : ربما بالمثال يتضح يا شيخ ؟
الشيخ : تفضل
الطالب : قول البخاري مثلا في حديث : " الفخذ " حديث أنس
الشيخ : حديث ؟
الطالب : الفخذ !
الشيخ : الفخذ !؟
الطالب : نعم
الشيخ : آه
الطالب : قال : " حديث أنس أسند ، وحديث جرهد أحوط " ، فكأن البخاري هنا قدّم قاعدة الأسانيد ، تقديم إسناد على إسناد ، وهناك بعض العلماء يقدمون قاعدة : " قول الرسول صلى الله عليه وسلم مقدم على فعله " ، وهكذا ، فهذا الذي أقصده !
الشيخ : آه ، إذا كنت تقصد هذا فالجواب عنه سهل إن شاء الله ، البخاري حينما قال : " حديث جرهد أحوط " : يشير إلى الغمز من ثبوته ، لكنه لا يمنع من الأخذ به لأنه أحوط ، لكن لو كان الحديث عنده صحيحا ، بل لو كان حسنا فقط في اعتقادي لا يقول هذه القولة التي ذكرها في صحيحه ، لإنه في هذه الحالة تأتي القاعدة المعروفة وهي : " أنه إذا تعارض قوله وفعله عليه الصلاة والسلام ، ولم يمكن التوفيق بين القول والفعل بأي وجه من وجوه التوفيق التي سبقت الإشارة آنفا إليها ، حينئذ صير إلى تقديم القول على الفعل " ، وهنا في ملاحظة في فعله عليه السلام تيسر للباحث ولطالب العلم أن يرجح القول بعد ثبوته ، وهو بلا شك ثابت ، وبخاصة بعد أن يتتبع الباحث طرق هذا الحديث ، يسهل عليه حين ذاك أن يقدم القول على الفعل ، لإن الواقع أن الذي يدرس هذه القصة التي رواها البخاري في صحيحه ، يتبين له أنه لا يصح أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلا ، لإنه متى ينسب الفعل ؟ إذا كان اختياريا ، وهنا لفتة نظر لبيان ضلال الطائفة الجبرية ، الذين يقولون بأن الإنسان مجبور ، وهو غير مختار ، سبحان الله فهم يخلطون أشد الخلط بين إنسان يحرّك يده اختيارا ، وقد خلقه الله عز وجل بشرا سليما ، فهو يحرك يده حسب حاجته ، فمن الضلال والحماقة التي لا نهاية لها التسوية بين هذا الإنسان السوي ، يحرك يده حسب الحاجة ، وبين إنسان مفلوج فيده تتحرك رغم أنفه ، هل يستويان مثلا ؟! الجواب : كلا ، طيب ، الآن في رواية قصة خيبر التي قال الإمام البخاري عنها إنها أسند فيها روايتان : ( حسر رسول الله الإزار عن فخذه ) ، في رواية : ( انحسر الإزار عن فخذه ) ، الرواية الأخرى لا فعل للرسول هنا ، بالرواية الأولى : حسر ظاهر أنه فعل ذلك عن قصد وعن إرادة ، لكن من ينظر القصة ويدرسها : سياقها وسباقها لا يتوقف إطلاقا أن يجزم بأن الرواية الراجحة هي : انحسر ، ذلك لإنه كان يطارد اليهود حينما غزا خيبر وهو لابس الثوب ، فانحسر الإزار وهو راكب ، هذا من جهة من جهة أخرى ، ماذا يعني بالنسبة لهذا الفارس الذي لا مثل له أن يتعمد في هذا الوضع الذي هو وضع الجهاد والقتال ومحاربة الكفار أن يتعمد حسر الإزار عن فخذه ؟! هذا ما يخطر على بال ، فإذا عرفنا هذا التفصيل حين ذاك لا يبقى هناك تعارض بين حديث خيبر وبين حديث : ( الفخذ عورة ) ، أظن أنني قدمت الجواب إن شاء الله .
يقسم بعض العلماء التطوع في الصلاة الى مطلق ومقيد ، فهل يجوز الاقتصار على المقيد دون المطلق ، أم أن الكل سنة ؟
الشيخ : وبعضهم ؟
الطالب : يقتصر على التطوع المقيد دون المطلق بالنسبة للصلاة ؟
الشيخ : هذا البعض ما حجته ؟! لإن من الواضح تماما أنه يخالف بعض النصوص الصريحة في الإطلاق ، بشرط عدم مخالفة نصوص أخرى كالصلاة في وقت الكراهة مثلا ، منها مثلا مما يحضرني الآن قوله عليه الصلاة والسلام : ( الصلاة خير موضوع ، فمن شاء فليستكثر ) ، فما حجة من يقتصر على النوافل المقيدة ، ومجال التطوع في مثل هذا الحديث وأمثاله واسع جدا ، أظنكم تذكرون معي حديث أبي داود -في ظني- من حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن تمت فقد أفلح وأنجح ، وإن نقصت فقد خاب وخسر ) ، في رواية : ( وإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟! فتتموا له به فريضته ) هذا نص مطلق ، هل له من تطوع ؟! وكما أقول في مثل هذه المناسبة : هذا أمر هام جدا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجّه المسلمين إلى أن يكون عندهم رديف احتياطي من الصلوات النوافل حتى يكمل الله عز وجل له النقص الذي قد يقع في فريضته ، إما كماً وإما كيفاً ، كماً : قد يضيّع صلاة من الصلوات بانشغاله باللهو واللعب والتجارة والولد والأهل ونحو ذلك إلى آخره ، وهذا قد يقع من بعض الناس ، أما الكيف : فحدّث عنه ولا حرج ، فكثير من المصلين يقال فيه : صلى وما صلى ، كما قال عليه السلام في الحديث للمسيء صلاته المروي في صحيح البخاري : ( ارجع فصلّ فإنك لم تصلّ ) ، والحديث معروف ، فإذاً من الضروري أن المسلم أن يكثر من التطوع مطلقا ، سواء كان مقيداً كما جاء في السؤال ، أو كان غير مقيد بل كان مطلقا ، كما جاء في الحديث الأول : ( الصلاة خير موضوع فمن شاء فليستكثر ) ، إذاً القول الراجح هو : الاثنان ، الجمع بين النوافل المطلقة والنوافل المقيدة ، ولا شك أن النوافل المقيدة هي أفضل ، بل قد يكون فيها ما هو واجب ومن ذلك كما نرى نحن : صلاة الكسوف والخسوف ، وصلاة تحية المسجد لورود الأمر بذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
4 - يقسم بعض العلماء التطوع في الصلاة الى مطلق ومقيد ، فهل يجوز الاقتصار على المقيد دون المطلق ، أم أن الكل سنة ؟ أستمع حفظ
ما صحة أن البخاري حسّن بعض الأحاديث التي نقلها الإمام الترمذي في السنن الحسن الاصطلاحي ، وهل القول بأن المراد الحسن اللغوي صحيح ؟
الطالب : شيخنا قلتم في بعض الأشرطة : أن شرط البخاري في الحديث الحسن خارج الصحيح هو المعاصرة ، واستدللتم بأن البخاري يحسّن أحاديث أسئلة الترمذي عنها ، فأجاب بأنها حسنة ، وفي تاريخه يقول عنهم أنهم : " لا أحكم لهم لقيا " ، فحمله بعض الأفاضل أن مراد البخاري هو الحسن اللغوي ، واستدلوا بنفس دليلكم فما صحة ذلك ؟
الشيخ : من أين له أنه أراد ، وهل هذا أسلوب معروف عن البخاري ؟! هذا أسلوب يتعاطاه بعض المتأخرين ، أما القدامى فهو عنهم غريب ، هذا هو الجواب ؟
الطالب : لو سمحتم
طالب آخر : تفضل شيخنا ، سجل ولا ما سجل ؟
طالب آخر : أي نعم سجل
الطالب : شيخنا بارك الله فيك ، الحافظ بن حجر ذكر أن البخاري رحمه الله لم يحسن الأحاديث في التاريخ الكبير ، لأنها ليست على شرطه ، لأنها على شرط مسلم !
الشيخ : لم يحسن الأحاديث في التاريخ ؟!
الطالب : في التاريخ الكبير
الشيخ : كيف يعني لم يحسن ؟
الطالب : يعني أعلها ، قال : " أن البخاري أعلّ هذه الأحاديث لأنها ليست على شرطه "
الشيخ : نعم
الطالب : ... لم صحيح مش لم يحسن !
الشيخ : لأ هو يشير إلى قول كنت قلته : أن الإمام البخاري يحسّن بعض الأحاديث فيما ينقل الإمام الترمذي في السنن ، ويكون ، ويكون السند لا يتحقق فيه شرط البخاري : الملاقاة ، فهذا كأنه يعني رد لهذه الدعوى ، والله ما أدري ماذا أقول الآن بالنسبة لهذه الشبهة ، لإنه مثل ما عم يقول الأستاذ هنا إنه هو ما حسّن فقط ، ولا كمان ما صحح ؟
الطالب : هو شيخنا هو قال ابن حجر : " أن شرط البخاري أصلا في الصحة وليس في الصحيح ، ولهذا أعلّ أحاديث في التاريخ الكبير لأنها ليست على شرطه "
الشيخ : هذا أدق هذا
الطالب : وقال ابن حجر ، نفس كلام ابن حجر رحمه الله : " وهذا شرط في أصل الصحة عند البخاري فقد أكثر من تعليل الأحاديث في تاريخه بمجرد هذا الشرط " .
الشيخ : إي هذا ما بينافي ما قلناه ، إنه هنا يتكلم عن الصحة ، الأخ الذي نقل هذا له مشاركة في إبقاء الشبهة ؟
الطالب : إي نعم
الشيخ : إي لكن حينئذ الشبهة غير واردة ، إذا كنت تنقل النص ، وكلام الحافظ العسقلاني يدور حول الصحة !
الطالب : نعم إذاً يبقى الحسن خارجا ؟!
الشيخ : آه ، -هي كلها إلي جزاك الله خير- وغيره يا جماعة حتى الوقت ، نحن قلنا لإخوانا اليوم جينا بدري ، حتى ننصرف بدري ، جينا ورب الدار مش موجود !
الطالب : إن شاء الله مع الغروب إن شاء الله
الشيخ : نعم غيره
5 - ما صحة أن البخاري حسّن بعض الأحاديث التي نقلها الإمام الترمذي في السنن الحسن الاصطلاحي ، وهل القول بأن المراد الحسن اللغوي صحيح ؟ أستمع حفظ
هل في حديث عبدالرحمن بن سمرة ( كنت أرتمي بأسهم لي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسفت الشمس فنبذتها فقلت والله لأنظرن إلى ما حدث من رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس قال فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه ) دليل على القنوت في صلاة الكسوف ، ومن قال بذلك ، وهل هو قبل الركوع أم بعده ؟
السائل : شيخنا بارك الله فيك ، جاء في صحيح مسلم من حديث عبدالرحمن بن سمرة قال : ( كنت أرتمي بأسهم لي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكسفت الشمس فنبذتها ، فقلت : والله لأنظرن إلى ما حدث من رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس ، قال : فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه ) إلى آخر الحديث شيخ ، السؤال :هل في هذا الحديث دليل على القنوت في صلاة الكسوف ؟ وإذا كان كذلك ، فمن قال به من أهل العلم ؟ وهل هو قبل الركوع أم بعد الركوع ؟
الشيخ : أما أن يقال : إنه هذا دعاء قنوت ! فالجواب : لا ، أما أن يقال : إنه لمطلق الدعاء ، هذا هو الظاهر ، هذا يشبه تماما أن في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرض موته لما قال : ( مروا أبا بكر فليصلّ بالناس ) ، وكان أبو بكر فعلا يؤم الناس لمرضه عليه السلام ، ثم في يوم : " لما وجد النبي صلى الله عليه وسلم نشاطا في نفس بدنه ، وخرج إلى المسجد ، وتأخر أبو بكر ليتقدم الأصيل ويتأخر الوكيل ، فرفع أبوبكر يديه : كأنه يدعو الله ويحمده على أن شفى نبيه عليه الصلاة والسلام ، ومكنه من الخروج ليصلي بالناس إماما " ، فمثل هذا الرفع له أصل ، وحديث هذا حديث مسلم ، فيمكن أيضا أن يستدل لمثل هذا الرفع لأمر عارض ، ولا يربط بقضية قنوت ، وبالتالي لا يرد سؤال ، هل هو قبل الركوع أو بعد الركوع ! هذا جوابي ، والله أعلم .
6 - هل في حديث عبدالرحمن بن سمرة ( كنت أرتمي بأسهم لي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسفت الشمس فنبذتها فقلت والله لأنظرن إلى ما حدث من رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس قال فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه ) دليل على القنوت في صلاة الكسوف ، ومن قال بذلك ، وهل هو قبل الركوع أم بعده ؟ أستمع حفظ
ما حكم الاستدلال بأمر عمر بن الخطاب لابنه بأن يطلق زوجته على أمر بعض الأباء لأبنائهم بأن يطلقوا زوجاتهم؟
الشيخ : إذا كان الآمر عمر فهنا يجيبه ، واضح الجواب ؟
السائل : واضح شيخ ، بس هم يستدلون بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : نعم
السائل : إقرار النبي صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ؟
الشيخ : تأمل ما قلتُ في الجواب ، أقرّ من ؟ المقِر هو الرسول والمقَر من ؟
السائل : عمر
الشيخ : عمر ، فأنا أعطيتك الجواب ، أم ، هذا في هناك حديث في مسند الإمام أحمد بيأكد المشكلة ، ويفتح لنا الباب أن نجيب بمثل ذلك الجواب : " جاء رجل إلى أبي الدرداء وقال : أمي تأمرني بأن أطلق زوجتي ، قال : لستُ بالذي آمرك بأن تطلقها ، ولا بأن تعصي أمك " : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الوالد أوسط أبواب الجنة ) ، " فإن شئت فأمسك وإن شئت فطلق " ، ما قال له لأن المسألة مشكلة ، خاصة بزمنا اليوم ، زمنا اليوم : الأباء هوج لا عقل لا فكر وربما لا دين ، ومع ذلك يمكن لكونها مصلية ومتعبدة ما عجبه هذا التدين ، وربما يسمونه تنطعا ، ولذلك هو يريد من ابنه أن يطلق زوجته ، لأ ، الجواب القاطع : إذا كان مثل عمر الذي يفر الشيطان منه فيجب إطاعته .
7 - ما حكم الاستدلال بأمر عمر بن الخطاب لابنه بأن يطلق زوجته على أمر بعض الأباء لأبنائهم بأن يطلقوا زوجاتهم؟ أستمع حفظ
تتمة الكلام حول تصحيح البخاري للأحاديث وتحسينه لها في خارج الصحيح .
الطالب : هل الجواب يتغير لأن ابن حجر رحمه الله ذكر هذا الكلام الذي قلته آنفا بعد نقله لكلام ابن الصلاح لما قال ابن صلاح : " وقد قيل إن القول الذي رده مسلم هو الذي عليه أئمة هذا العلم ، علي بن المديني ، والبخاري وغيرهما " ، ثم قال ابن حجر : " قلت ادعى بعضهم أن البخاري إنما " إلى آخر الكلام ، ونقّله بعد هذه النقل ؟
الشيخ : عفوًا أنت ترجع الآن إلى ماذا ؟
الطالب : إلى قول ابن حجر : " أن البخاري يعل أحاديث، يعل أحاديث في البخاري على شرطه " .
الشيخ : طيب ، الآن ماذا يريد ؟
الطالب : الذي فهمته منكم جزاكم الله خيرا أن هذا في حيّز الصحة ، وليس في حيّز الحسن
الشيخ : إي
الطالب : لكن نقل ابن حجر هذا الكلام بعد أن ذكر كلام الإمام مسلم ورأيه ، طبعا قول مسلم هذا في الحسن والصحة أليس كذلك ؟ أو فقط في الصحة ؟
الشيخ : ماهو قول مسلم بارك الله فيك ، ماهو قول مسلم الذي تعنيه ؟
الطالب : هو الاكتفاء بالمعاصرة
الشيخ : بلى
الطالب : في الصحة والحسن
الشيخ : نعم
الطالب : طيب ، لما ينقل ابن حجر رحمه الله هذا الكلام ، بعد قول ابن صلاح من القول الذي رده مسلم هو الذي عليه نظر ، الجواب ؟
الشيخ : إذا مشينا معك أنه يعني العموم ، فما هي أول مشكلة تتعلق بالنص العام ، لأن كثيرا من النصوص إذا لم نقل أكثر النصوص العامة يدخلها تخصيص ، حتى قيل : ما من عام إلا وقد خصّ ، حتى هذا النص قد خصّ ، المهم إذا سلمنا بأن المقصود هو العموم ووجدنا أن الإمام البخاري يحسن بعض الأحاديث ، مع فقدان شرطه في الصحيح ، حينئذ هذا الأمر الموجود يضطرنا إلى تخصيص الكلام بالصحيح ، والصحيح الذي هو على شرطه في الصحيح ، هذا قيد آخر ، هذا قيد آخر ما ذكرته آنفا ، يعني الصحيح عند البخاري قسمان : قسم وضع له شروط دقيقة جدا فاق بها كل لا أقول من سبقه بل من لحقه في الدقة ، هذه الشروط هي بالنسبة لما سماه بالمسند الصحيح ، لكن هو قد لا يلتزم -وهذا هو الواقع- هذه الشروط في الأحاديث الخارجة عن المسند الصحيح ، مثل مثلا الأدب المفرد للإمام البخاري ، فقد يصحح حديثا ولم تتوفر فيه تلك الشروط التي التزمها في المسند الصحيح ، لكن أنا ما أدعي الآن أنه صحح خارج الصحيح ، مع عدم وجود شرط الملاقاة إنما أدعي التحسين فقط .
الطالب : لكن هم يقولون : بدل أن ما نجعل هذا العموم مطلقا ، يقولون : بأن الحسن الذي وصفه البخاري هو الحسن اللغوي !؟
الشيخ : سبق الجواب عن هذا بارك الله فيك ، تريد أن أكرر الجواب ؟
الطالب : لا
الشيخ : هاه
في تدليس التسوية يسقط المدلس الضعيف بين الثقتين ، هذا هو الأصل ، فهل يشمل تدليس التسوية أيضا إسقاط ثقة بين الثقتين ، وهل يوصف فاعل ذلك بمدلس تدليس تسوية ؟
الشيخ : بالنسبة لإيش ؟
الطالب : تدليس التسوية
الشيخ : آه
الطالب : يكفي في تعريفه أن يقال : أن يسقط المحدث أو الراوي أو المدلّس الضعيف بين الثقتين أم يشمل ذلك الثقة كذلك ؟
الشيخ : لكن قبل أن نجيبك ، ما ثمرة السؤال هذا ؟
الطالب : الثمرة هو : يعني جاء في النكت ونحن ندرسه !
الشيخ : نعم
الطالب : أن هناك بعض الأمثلة ، بعض الرواة أسقطوا ثقة ، ولم يوصفوا بالتدليس
الشيخ : طيب
الطالب : تدليس التسوية أعني ، مع أن الذي نعرفه أنه يسقط رجل
الشيخ : هذه ليست الثمرة ، أنت تتحدث عن الواقع ، أنا أسأل عن ثمرة هذا السؤال ؟ يعني شو بيترتب ؟ نحن ..
الطالب : الثمرة
الشيخ : هاه ؟
الطالب : الثمرة أنه لماذا ، يعني الثمرة هي غير واضحة بالنسبة لي ، لكن أسأل لماذا لم يصفه العلماء بتدليس التسوية ؟
الشيخ : لأنه لا يضرّ تدليسه ، هذا أمر سهل ، لأن تدليسه لا يضر ، يعني أشبه ما يكون بمراسيل الصحابة ، نقطع مثلا بأن ابن عباس يروي حادثة تتعلق بوقعة بدر الكبرى ، وهو لم يشهدها ، إذاً هذا يشبه عمل المدلس الذي يسقط واسطة ، فهو أسقط الصحابي الذي سمع الحادثة منه ، فلماذا لا يتحرّج علماء الحديث من الاعتماد على مراسيل الصحابة ؟ للسبب الذي ذكرته ، جوابا عن سؤالك أنت ، واضح جوابي ؟
الطالب : واضح
الشيخ : طيب تفضل
الطالب : لكن هنا مرسل عندنا تقريبا ظن راجح كبير جدا بأن السقط صحابي أو تابعي ثقة ، وأخذه من صحابي آخر
الشيخ : نفس الجواب هنا !
الطالب : هنا في تدليس التسوية يا شيخ
الشيخ : نفس الجواب هنا ، ماذا عندك ؟ ما الفرق بين هذا وهذا ؟ لإنه أنت سؤالك مدلس يسقط ثقة !
الطالب : ثقة قد يكون عنده !
الشيخ : قد يكون ؟
الطالب : ثقة عنده
الشيخ : هكذا قالوا -أيوا- هكذا قالوا لما أنت عزوت إليهم ؟
الطالب : لا هم ما قالوا هكذا
الشيخ : إذاً أنت تقول هكذا ، حينئذ يكون عنده مثل ما قال الأستاذ هذا سؤال آخر
الطالب : هذا من كيسه يا شيخ
الشيخ : نعم ؟ من كيسه
الطالب : أو من كَيسه !
الشيخ : بسم الله ، على كل حال علم الحديث
الطالب : هو بعد إذنك شيخنا حتى الآن الشبهة لا زالت قائمة في ذهني !
الشيخ : كيف ؟
الطالب : هو أراد
الشيخ : تسمع يا أخا الإسلام !
الطالب : أنا أقول أن الشبهة ما زالت قائمة في ذهني
طالب آخر : شيخنا فعلا
الطالب : أي نعم ، هذا هو
طالب آخر : أنا قصدي
الطالب : أنت سكت على
الشيخ : على مضض
الطالب : على مضض يعني
الشيخ : اممم ، هاه ؟
الطالب : شيخي الراوي أسقط ثقة ، فهل نصفه بالتدليس ؟
الشيخ : من أين عرفت أنه أسقط ثقة ؟
الطالب : هو هذا
طالب آخر : جرب عنه
الشيخ : هاه ؟
الطالب : جرّب
الشيخ : ما فهمت
الطالب : جرّب أنه أسقط ثقة
الشيخ : إي ، هذا الثقة عنده أم عند المجربين ؟
الطالب : لأ ، ثقة ليس عنده فقط ، عنده غيره
الشيخ : كيف ؟
الطالب : ليس عنده فقط عنده غيره
الشيخ : أنت ريّح حالك ، عنده أم عند المجربين ؟ تقول ؟ عند المجربين ، صح ؟
الطالب : نعم عند المجربين
الشيخ : لإنه نحن ما بيهمنا هو ، صح ولا لأ ؟
الطالب : آه
الشيخ : إذاً طاح الإشكال ، طاح الإشكال ، لإنك أنت حينما أعوزك الدفاع قلت قد يكون عنده ، الآن رجعت لتقول : عندهم !
الطالب : وهذا سؤال ثالث ، لكن أنا أقول شيخنا : هو أراد أن يقرب أو ينقل ما قرره أهل المصطلح : أنه يسمى من حيث الواقع ومن حيث الوصف العام أنه يسمى : تدليس ، أليس كذلك ؟
الشيخ : ما بيهم
الطالب : هم ما بيسموه تدليس !
الشيخ : ما بيهم
الطالب : هم ما بيسموه تدليس !
طالب آخر : ولا إيش يسمونه ؟
الشيخ : ما بيهم ، لو فرضنا سموه تدليسا ما بيهم مناقشة لفظية
الطالب : هو يسمى تدليسا
طالب آخر : ما فيه ثمرة
الطالب : ما في ثمرة
الشيخ : أي نعم ، يالله يا جماعة قرب الرحيل
9 - في تدليس التسوية يسقط المدلس الضعيف بين الثقتين ، هذا هو الأصل ، فهل يشمل تدليس التسوية أيضا إسقاط ثقة بين الثقتين ، وهل يوصف فاعل ذلك بمدلس تدليس تسوية ؟ أستمع حفظ
هل يدل حديثي ( فمسحنا يومئذ إلى المناكب ) ( فضربوا بأكفهم التراب ولم يقبضوا من التراب شيئا فمسحوا بوجوههم مسحة واحدة ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى فمسحوا بأيديهم ) على مشروعية التيمم إلى المناكب وضرب التراب مرتين ؟
سائل آخر : عيد عيد !
الشيخ : كيف كيف ؟
السائل : في أحاديث التيمم في بعضها عند ابن ماجة : ( فمسحنا يومئذ إلى المناكب ) قلت : -حفظك الله- صحيح ، وفي بعضها وفي ابن ماجة كذلك : ( فضربوا بأكفهم التراب ولم يقبضوا من التراب شيئا ، فمسحوا بوجوههم مسحة واحدة ، ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى فمسحوا بأيديهم ) ، قلت : صحيح ، هذا يدل على مشروعية التيمم إلى المناكب والضربتين كذلك ؟
الشيخ : لا ، ستقول لم ؟!
السائل : أنتظر لمَ
الشيخ : امممممم
السائل : لأنه ما ما فهم القواعد
سائل آخر : جزاك الله خير
الشيخ : هههههه
السائل : ما يطبق القواعد
الشيخ : هذا تعرف قصة تمرغ عمر بالتراب ؟
السائل : نعم
الشيخ : يجوز ؟
السائل : تمرغ عمر ؟
الشيخ : يجوز ؟
السائل : لا
الشيخ : لمَ ؟
السائل : لأن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن بعد ذلك .
الشيخ : هو الجواب ، هو الجواب
السائل : المنقول في القصة فعله شيخنا ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : المنقول في الحديث فعله
الشيخ : هو هذا بس !
السائل : أما الموافقة أو الإنكار وردت فيه روايات أخرى
الشيخ : هو هذا
السائل : جزاك الله خيرا
الشيخ : لذلك من باب : " خير الكلام ما دل وقل " ، جوابك جوابي وجزاك الله خير ، لسى ما اقتنع صاحبنا !!
السائل : لا لا اقتنعت شيخ ، لكن
الشيخ : تفضل
السائل : لكن القصد
سائل آخر : لكن ما توقع جوابك
السائل : عفوا عفوا ، هنا في قصة عمر علمنا المتأخر ، فهنا في هذا كذلك علمنا المتأخر ؟
الشيخ : ليس من الضروري أن نلاحظ هذه الدقة ، متقدم متأخر ، لكن نحن نعلم أن الشرع استقر على أن على قوله عليه السلام : ( التيمم ضربة واحدة للوجه والكفين ) ، هذا الفعل باعتبار أنه وقع من بعض الصحابة ، وليس فيه أن الرسول عليه السلام علم ذلك وأقرهم ، بل ولو كان في القصة أنه علم ذلك وأقرهم : فإنما كان هذا قبل مجيء التقرير النهائي في صفة التيمم ، ألا وهو الحديث الذي ذكرته آنفا : ( التيمم ضربة واحدة للوجه والكفين ) ، فليس من الضروري أن نعرف متقدم متأخر في كل أمر ، لا إنما هذا عند التعارض الشديد ، قد نضطر حين ذاك أن نعرف التاريخ ، أما هنا ، أما هنا فيكفيك أن تعلم أن فقهاء الأمة اختلفوا على وجهين اثنين في التيمم : منهم من يقول أولا هو ضربة واحدة ، ومنهم من يقول ضربتان ، والأول هو الصحيح الثابت في الصحيح وغيره . ثانيا : منهم من يقول الكفين طبعا مع الوجه ، ومنهم من يقول مع الكفين الذراعين وهذا مرجوح وضعيف ، لكن هل علمت إماما من أئمة المسلم أن التيمم إلى المناكب ؟
السائل : لأ .
الشيخ : هنا ترد بأ قاعدة هي أيضا من القواعد الفقهية المهمة جدا وهي : " أن المسلمين إذا اختلفوا على قولين ، أو ثلاثة ، المسلم العالم الفقيه له أن يختار من هذه الأقوال التي وقعت ما يراه أقرب إلى الصحة ، أما أن يحدث قولا جديدا يخالف كل الأقوال المتقدمة فذلك مما يدخل في وعيد قوله تبارك وتعالى : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) " ، والحقيقة أن هذا من الفقه الدقيق الذي يغفل عنه جماهير الدعاة الإسلاميين اليوم ، الذين يظنون أنه ولو كان علامة زمانه بالقرآن والسنة والحديث وإلى آخره ، أن له الخيرة ، لا يجوز لنا نحن أن نحدث قولا ثالثا بناء على رأي أو اجتهاد أو ما شبه ذلك ، هنا هذا الحديث الذي أنت تسأل عنه - الله أكبر - مع ما ذكرنا من الجواب الذي لا محيد لنا عنه ، يرد عليه أيضا أنه لم يجر عمل المسلمين على التيمم إلى الآباط !
السائل : جزاكم الله خير
الشيخ : وإياك ، حسبك يا أبو ليلى
السائل : الله يحفظك يا شيخ ، الأخ هونا اله سؤال الله يكرمك
10 - هل يدل حديثي ( فمسحنا يومئذ إلى المناكب ) ( فضربوا بأكفهم التراب ولم يقبضوا من التراب شيئا فمسحوا بوجوههم مسحة واحدة ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى فمسحوا بأيديهم ) على مشروعية التيمم إلى المناكب وضرب التراب مرتين ؟ أستمع حفظ
تنبيه الشيخ حول كيفية نطق الله أكبر الله أكبر في الأذان.
الطالب : عيدها عيدها ، خلي يشرحها الشيخ
الشيخ : مش الله أكبر الله أكبر
الطالب : عيدها ؟
الشيخ : هذا خطأ مضاعف ، خطأ لإنه مخالف للسنة ، وخطأ لأنه مخالف للغة
الطالب : هون إخواننا في القصيم يقولوا : الله أكبر الله أكبر
الشيخ : إي نعم ، يا ليت بس في القصيم !
الطالب : كل المساجد !
طالب آخر : بس نصلي أول
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل تحديد الجماعات للالتقاء في وقت معين وفي مكان معين دائمين يعتبر بدعة زمانية ومكانية؟
الشيخ : البدعة أظنكم تعلمون جميعا : التي تدخل في عموم الذم ، إنما هي : الأمر الحادث يراد به زيادة التقرب إلى الله عز وجل ، فإذا نحن استحضرنا هذا القيد سهل علينا أن نفهم البدعة الشرعية ، وأن نميزها من البدعة اللغوية ، وفي ظني أن ما جاء ذكره في السؤال ليس هذا التقييد مهما تعددت أنواعه مما يقصد أصحابها زيادة تقرب إلى الله ، وإنما هو من باب تنظيم اللقاء ، ولا فرق بين مثل هذا التنظيم ، وبين التنظيمات القائمة اليوم في كل المدارس ، سواء كانت ابتدائية أو ثانوية أو جامعية ، وكذلك أي شيخ ومنهم شيخنا الحاضر الداعية هنا ، حاطط عنوان هنيك إنه مثلا اللقاء أو الزيارة أو الدرس في يوم كذا ، هو ليس بحاجة أن تسأله ، بل أولئك ليسوا بحاجة أن تسألهم ، هل أنتم قصدتم التقرب بهذا التحديد ؟ سيكون الجواب : لا ، أليس كذلك ؟ هاه
السائل : نعم
الشيخ : إذاً هذه ليس لها علاقة في الدين فهي جائزة
السائل : وإن قصد تصبح
الشيخ : انتهى الأمر
السائل : نعم بارك الله فيك
سائل آخر : جزاك الله يا شيخنا
الشيخ : الله يسلمك
السائل : جزاكم الله خيرا
الشيخ : وإياكم يالله نصلي
السائل : نصلي ؟
الشيخ : آه
12 - هل تحديد الجماعات للالتقاء في وقت معين وفي مكان معين دائمين يعتبر بدعة زمانية ومكانية؟ أستمع حفظ
هل يجوز لبس الساعة في اليد اليسرى؟
الطالب : الله أكبر !!
الشيخ : أسمعهم !
الطالب : هل يجوز لبس الساعة في اليد اليسرى ؟
الشيخ : طبعا كلمة يجوز ولا يجوز في الاصطلاح الشرعي ، كل من الكلمتين : يجوز ولا يجوز ، تقابل حرام وحلال ، لا يجوز يعني حرام ، ويجوز يعني جائز ، فإذا فسرنا سؤال هذا الغلام بقوله هل يجوز بمعنى ليس حراما ؟ فالجواب : نعم ، ليس حراما ، لكن في الوقت نفسه ليس مستحبا ، وضع الساعة في اليد اليسرى ، ذلك لأنها عادة للكفار ، ونحن في مثل هذه المناسبة نذكر بجزئيتين اثنتين ، إحداهما : معروفة عند عامة طلاب العلم على الأقل ، وهو : ( نهي الرسول عليه السلام عن التشبه بالكفار ) ، لكن ما لا يعلمه الكثيرون : ( أمر الرسول عليه السلام المسلمين بمخالفة الكفار ) ، الأمر بمخالفة الكفار شيء ، والنهي عن التشبه بالكفار شيء آخر ، والفرق أن من لم يخالف الكفار في عاداتهم الغالبة التي يشترك فيها عامة الناس ، فهو ليس متشبها بهم ، لكن في الوقت نفسه هو مأمور بأن يخالفهم ، ويظهر الفرق بين الموضوعين في النهي عن التشبه من جهة ، والأمر بالمخالفة من جهة أخرى ، في ظاهرة كونية طبيعية لا يملك الإنسان مخالفتها ، سواء كان مسلما أو كافرا ، وهو : الشيب ، الذي هو من سنة الله عز وجل في خلقه ، فلا يختص الشيب بالمسلم ولا بالكافر فإنهما بشر يتميزون بالإيمان وبطاعة الرحمن ، أما في الشيب فهو أمر طبيعي كسائر ما يتعلق بالإنسان من حيث أنه خلق من خلق الرحمن ، فإذا شاب المسلم هذا ليس من صنعه ، وإذا شاب الكافر فهذا ليس من صنعه ، فلا يقال : هذا تشبه بهذا لأنه ليس في ملكه وفي قدرته ، مع ذلك يقول الشارع الحكيم : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) ، لا يصبغون فخالفوهم : جاءت المخالفة ، وفي وهناك نصوص كثيرة يأتي فيها الأمر بالمخالفة ، وما العهد عنكم ببعيد في موضوع : ( حفوا الشارب وأعفوا اللحى وخالفوا اليهود والنصارى ) ، يختلف الأمر في موضوع حف الشارب وإعفاء اللحية ، لأن هذا في قدرة الإنسان ومن إرادته واستطاعته ، ومع ذلك فقد ختم هذا الأمر ، الأمرين بقوله : ( وخالفوا اليهود والنصارى ) ، من أجل ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم : اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم : " تكرار الرسول عليه السلام لهذه الجملة تعني أن هناك قاعدة شرعية : وهي أن يتقصد المسلم مخالفة الكافر ولو في شيء لا يملكه " ، كما ضربنا مثلا آنفا في الشيب : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) ، على هذا قد تكشّف لنا أنه يستحب في حقنا أن نتقصد مخالفة المشركين في كل ما يمكننا أن نخالفهم فيه ، وأقرب مثال هو ما سأل عنه هذا الغلام ، نحن نرى الآن كافة البشر لا نستثني مسلما من كافر يضعون الساعة اليدوية في اليد اليسرى ، فنحن قلنا : إعمالا لهذا النص العام الشامل الذي لا حدود له ، وقلنا : مخالفتنا لهؤلاء الكفار في شيء هو من فعلهم وفي شيء هو من فعلنا نحن، فعلينا إذاً أن نخالفهم ، فرأينا أن نضع الساعات في أيماننا ، وليس في شمائلنا ، مخالفة للكفار ، لكن من لم يفعل ذلك ، ما نقول : إنه تشبه ، لأن هذا ليس شعارا لهم ، وليس ظاهرة من ظواهر الكفر لما ترون أن عامة الناس حتى المسلمين يضعون الساعة في اليد اليسرى ، إذاً يجوز باختصار مع الكراهة ، لا مع التحريم ، وقد وضح الجواب إن شاء الله ، لكن من كان له ملاحظة أو سؤال حول موضوع نحب أن نسمعه !
هل يجوز استعمال الكذب في الدعوة إلى الله إذا كانت المصلحة في ذلك ؟
الطالب : ذكر يا شيخنا الشيخ أبو مالك في خطبة اليوم : أنه الكذب قد يكون صدقا !
الشيخ : قد يكون ؟
الطالب : قد يكون صدقا إذا أدى إلى مصلحة ، فهل يجوز يا شيخ استعماله في الدعوة إن لم تكن الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه ؟
الشيخ : هل يجوز استعمال الكذب في ؟
الطالب : في الدعوة إلى الله عز وجل
الشيخ : لأ ما يجوز ، الأصل هو التحريم ، الأصل هو التحريم ولا يصار للكذب إلا حينما تضيق علينا طرق الصدق ، يعني الأمر لا إفراط فيه ولا تفريط ، أما اليوم توسع الناس في استعمال وسائل لم تكن بطبيعة الحال معروفة لدى السلف الصالح ، ومنها إنه بعض الجماعات إن لم نقل الأحزاب ، يستحلون الكذب حتى على المسلمين ، بدعوى إنه مصلحة الدعوة تقتضي ذلك !
الطالب : جحش الدعوة !
الشيخ : هاه ؟
الطالب : جحش الدعوة
الشيخ : وبهذه المناسبة أقول : حتى لا نقع في إفراط أو تفريط ، تعرفوا قول الرسول عليه السلام الذي يعتبر من جوامع الكلم : ( الحربُ خِدعة ) أو خَدعة أو خُدعة ، لما المسلم بده يحارب الكافر ما دام أنت تتخذ كل وسيلة لقتله ، ما بتتخذ وسيلة لمخادعته والكذب عليه ؟! هذا من باب أولى ، لكن أن تخادع المسلم وتكذب عليه في سبيل تنفيذ حزبيتك إنت ، وتكتلك الخاص ضد الجماعات الإسلامية ، هذا بلا شك مخالف ، ( ولا يزال المرء يكذب حتى يكون عند الله أو يكتب عند الله كذابا ) ، بالمقابل لا يجوز أن نحرم الكذب مطلقا لهذا لحديث ، ولحديث أم كلثوم ولا مين هذي يالي في الصحيحين ؟
الطالب : ( ما رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم )
الشيخ : ( ترخص في شيء إلا ) !
الطالب : ( ما رأيته رخص في الكذب إلا في ثلاث )
الشيخ : أيوا !
الطالب : ( في الحرب ، والرجل يكذب على امرأته ، والمرأة تكذب على زوجها ، والإصلاح بين الناس ) .
الشيخ : نعم ، حتى هذا الحديث ، حتى هذا الحديث الذي أباح فيه الرسول عليه السلام للرجل أن يكذب على زوجته ، ما ينبغي أن نأخذه هكذا على إطلاقه ، وإنما يجب أن يوضع كل حكم في النص في موضعه المناسب ، أعني إذا عاش الزوج مع زوجته على قاعدة إن الرسول رخّص للزوج أن يكذب على زوجته ، سوف لا تستقيم الحياة الزوجية بينهما ، وإنما هذه الرخصة في مكان لا يجد وسيلة مشروعة إلا أن يكذب عليها ، خشية أن يقع في مفسدة أكبر من مفسدة الكذب عليها ، أريد أن أقول : إنه هناك بعض الفرق الحديثة اليوم ، وهي بلا شك تعتبر فرقة غير إسلامية ، وهم المعروفون : بالقاديانيين ، هؤلاء يتظاهرون بأنهم أصفى من ماء السماء في التخلق بأخلاق الإسلام ، ومنها : أنهم يحرمون الكذب مطلقا ، ويوجبون الصدق ولو ترتب من وراء ذلك إزهاق نفس مؤمنة
ذكر الشيخ لمناقشة جرت بينه وبين أحد القاديانيين حول مسألة تحريم الكذب مطلقا ، ورده لبعض شبهاتهم حول هذه المسألة .
الطالب : (( إن إبراهيم كان حنيفا مسلما ولم يك من المشركين )) ؟
الشيخ : لا لا
الطالب : (( واذكر في الكتاب إبراهيم ))
الشيخ : أيوا
الطالب : (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ))
الشيخ : (( صديقا نبيا )) قالوا : أعوذ بالله ، كيف يصح مثل هذا الحديث ، والله عز وجل يصف إبراهيم في القرآن الكريم صراحة وكان ؟
الطالب : (( إن إبراهيم ))
الشيخ : (( وكان عند الله صديقا ))
الطالب : (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ))
الشيخ : آه (( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا )) !
الطالب : نعم
الشيخ : فدخلت معه في نقاش ، الحقيقة فيه نغمة ولطف ، وفيه فقه أو قولوا معي فلسفة ، لكنها جميلة كما سترون : قلت لهذا القادياني ، آلكذب حرم لأنه مركب من ثلاثة أحرف هي كاف ذال باء ، والصدق وجب لأنه مركب من أحرف ثلاثة أخرى هي : صاد ذال قاف ، أم أم لأن الكذب يترتب منه ما هو ضرر وما هو فساد في الأرض ، والصدق يترتب منه إصلاح ؟! قالوا : هو كذلك ، قلت : أرأيت إن حلّ محل : كاف ذال باء ، حلّ محل ذلك : صاد دال قاف ، أتقول : أنه كذب لا يجوز ؟! والعكس بالعكس ، إذا ترتب من وراء : صاد دال قاف ، ما يترتب عادة من : كاف ذال باء ، بتقول : إنه هذا واجب ؟ وضربت له مثلا كان يقع هناك في سوريا ، يوم كانت محتلة سوريا من فرنسا ، ويوم كنتم أنتم مع الأسف جميعا محتلين من بريطانيا ، قامت ثورة هناك سورية على فرنسا ، وكانوا الثوار كما يفعل اليوم بعض الثوار الإسلاميين -زعموا- ضد حكوماتهم ، في ليلة لا قمر فيها يهجمون ويقذفون المغفر هاللي فيه الشرطة الفرنسية ، واللي كانوا يسموه هناك : جاندورمة ، كلمة تركية ، فكان هؤلاء الثوار حينما يهجمون يرمون القذيفة أو القذائف ثم يفرون ، فتنتشر كالعادة بقى الشرطة يبحثون عن هؤلاء ، يدقون الباب في عندكم أحد من هؤلاء الثوار ؟ يقول القادياني : يجب أن يقول : نعم ، ههههه ليش ؟ لأن الصدق واجب ، والكذب لا يجوز ، فلما حللت له الصدق والكذب بهذه الطريقة أفحم الرجل ، غرضي أن الكذب هو الأصل أنه حرام ، لكن يجوز كما جاء في الأحاديث التي ذُكرت آنفا ، ويجوز بشرط ضمان عدم انتشار هذه الكذبة ، وعدم انطلاءها على المكذوب عليه ، وهنا نذكر حديث عبدالله بن عمر بن العاص ، حينما كان في مجلس الرسول ، وسمع الرسول عليه السلام يقول : ( الآن يدخل عليكم رجل من أهل الجنة ) ، فدخل رجل من عادي الصحابة ، علق في قلبه هذا الكلام النبوي : أن هذا رجل من أهل الجنة ، لما انصرفوا تبع الرجل ، وتظاهر بأن بينه وبين أبيه خلاف ، فهو أداه هذا الخلاف إلى الفرار من دار أبيه ويريد أن يبات عنده ، يريد أن ير هل هو قائم الليل ؟ هل هو صائم النهار ؟ وإلا بما استحق هذا الخبر رجل من أهل الجنة ؟! بات تلك الليلة عنده ، أصبح الصباح شاف الرجل إنسان عادي ، لا قام الليل ولا صام النهار ، فأباح له وكشف له عن كذبته ، هنا الشاهد : ما ترتب من وراءها أي فساد إطلاقا ، وقال : إنما أنا فعلت هذا حقيقة لأرى ماذا أنت تفعل حتى شهد الرسول لك بأنك رجل من أهل الجنة . قال له : والله ما عندي شيء سوى أني أبيت ولا أحمل في قلبي شيء من ضغينة ضد إيش ؟ أي مسلم .
الطالب : على أحد من المسلمين
الشيخ : آه ، قال له : إذاً فبهذا ، فالشاهد مثل هذه القصة وهي رائعة جدا كذب هذا الرجل ، لكن كذب وكشف عن كذبه ، وما ترتب من وراء ذلك إلا أنه تمكن من البيات عند رجل ليعرف أن هذا الخُلق " ألا يكون في قلبه ضد المسلمين حقد أو حسد أو ما شابه ذلك " ، يستحق المسلم إذا طبعا اتقى الله عز وجل في الأمور الأخرى أن يدخل الجنة ، فإذاً يجب أن نحافظ على المبادئ والقواعد ، الصدق واجب والكذب حرام ، لكن هذا يجوز أحيانا للضرورة ، وأحيانا لمصلحة لا تتحقق بوسيلة أخرى ، أما توسيع الدائرة اليوم فهذا من بدع الأحزاب القائمة على وجه الأرض اليوم ، مع الأسف .
15 - ذكر الشيخ لمناقشة جرت بينه وبين أحد القاديانيين حول مسألة تحريم الكذب مطلقا ، ورده لبعض شبهاتهم حول هذه المسألة . أستمع حفظ
كيف التوفيق بين قول بعض أهل العلم أن الحديث القدسي ألفاظه ومعانيه من الله عز وجل ، وبين قول أهل العلم أن إضافة القول إذا قال فلان، لا يلزم منه أن يكون اللفظ والمعنى من هذا المضاف إليه ، ولكن يكفي أن يكون المعنى منه ، وما توجيه الاختلاف في الألفاظ في الحديث القدسي ؟
الشيخ : أولا : كلمة لا يلزم ، نسلم بها ، لكن هل العكس لازم ؟ إذاً إيش الفائدة ؟
الطالب : التعريف فيه أن الضبط
الشيخ : يعني غاية ما يمكن أن يقال : يجوز ألا يكون هذا الكلام هو كلام رب العالمين ، يجوز ، لكن ألا يجوز العكس ؟ طيب ، بدنا نرجح !
الطالب : شيخ فيه ترجيح يا شيخ !؟
الشيخ : نعم ؟
الطالب : فيه قول معين يجمع بين هذه الأقوال ؟
الشيخ : لأ ، بدنا مرجح يعني من حيث الدليل يعني المقنع مش أقوال ، الأقوال الآن ستختلف علينا ، أريد أن أقول : إذا قال شخص قال : فلان ، ما هو الأصل ؟ أهو قول فلان ، ولا قول الناقل ؟
الطالب : قول الناقل
الشيخ : إذاً حينما نجوّز الأمرين ، في أحد المجوّزين أرجح من الآخر ، واضح ؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب ، حتى ما إذا أردنا أن نعكس هنا نحتاج إلى مرجّح ، نحن أوجدنا مرجحا إلى أنه الأصل إذا قيل قال فلان ، فهو قوله ، هذا هو الأصل ، ما نخرج عن هذا الأصل إلا بدليل يضطرنا أن نخرج عنه ، فأين هذا الدليل ؟
الطالب : شيخ هم يقولوا : قال فلان ، قال فلان ليس معناه اللفظ والمعنى !
الشيخ : ستعيد الدعوى ، فتخسرني الدليل !
الطالب : لأ أنا أعني يا شيخ قال فلان هذا قوله ، الأصل أنه قوله
الشيخ : هاه
الطالب : لكن قوله : ليس معناه أن اللفظ والمعنى له !
الشيخ : ولا ؟
الطالب : ممكن يعني المعنى له ، ويقال قوله ، يعني هو سبقني بالمعنى !
طالب آخر : يعني هو صاغ المعنى بلفظ من عنده
الطالب : بلفظ مختلف ؟
الشيخ : طيب هذا الخلاف اتفقنا عليه آنفا ، ولا ما تفاهمنا الظاهر ؟! أنا حينما وجهت إليك السؤال حينما يقول زيد عن عمرو : قال عمرو ، هذا القول يتضمن شيئين : اللفظ والمعنى ، واضح ؟ يرد السؤال السابق : ما هو الذي يتبادر حينما قال زيد عن عمرو : قال عمر ، أن هذا القول بلفظه ومعناه من عمرو ؟ ولا المعنى فقط من عمرو دون اللفظ ، ما الذي يتبادر ؟
الطالب : هم يعترضوا على المقدمة الأولى يا شيخ
الشيخ : دعني : وهم بارك الله فيك ، خليك أنا وأنت
الطالب : أنا أعني قبلت
الشيخ : معليش إي دعني وهم ، أنت اقبل ما شئت ، كلامنا ما شئت ، بس لا تحط لي العصا في العجل كما يقولون يعني : هم ، لإنه أنا أريد أن أتفاهم أنا وإياك ، فالآن أنا أوجه إليك السؤال على ما تتبناه من رأي ما بيهمني ، المهم التفاهم أولا ، ثم الوصول إلى الحقيقة ثانيا ، مافيه حاجة أظن أن أكرر السؤال ، لأنه وضح ، ولا أعيد ؟
الطالب : أنا يا شيخ أقول : القول ليس اللفظ والمعنى هو نفسه القول !
الشيخ : إذا قلت أنت : قال ناصر ، فعلى الحاضرين أن يفهموا قال المعنى دون اللفظ ؟
الطالب : نعم يا شيخ
الشيخ : ليه ؟
الطالب : لأن القول ليس معناه اللفظ والمعنى .
الشيخ : هذا هو اللغة ؟
الطالب : هو يذكرون هذا من اللغة يا شيخ
الشيخ : كيف ؟
الطالب : يذكرون هذا من اللغة من التفريق بين القول والكلام .
الشيخ : عفوا ما سمعت ؟
الطالب : يقولون : من الفروق بين الكلام والقول
الشيخ : مين يقولون يا أخي ؟
الطالب : يعني أهل العلم
طالب آخر : أهل اللغة
الطالب : أنا أنقل عن الصنعاني الآن يا شيخ ، حتى يعني أن القول يا شيخ يختلف عن الكلام من أن القول يجي بالمعنى !
الشيخ : قال الشاعر كذا ، شو معناه ؟
الطالب : أيضا يا شيخ المعنى
الشيخ : سبحان الله !!! هي بايخة هي !
16 - كيف التوفيق بين قول بعض أهل العلم أن الحديث القدسي ألفاظه ومعانيه من الله عز وجل ، وبين قول أهل العلم أن إضافة القول إذا قال فلان، لا يلزم منه أن يكون اللفظ والمعنى من هذا المضاف إليه ، ولكن يكفي أن يكون المعنى منه ، وما توجيه الاختلاف في الألفاظ في الحديث القدسي ؟ أستمع حفظ
توضيح أحد الطلبة ونقاشه للشيخ حول قضية المراد بالحديث القدسي : وهل المراد به أن اللفظ والمعنى من الله أم من النبي عليه الصلاة والسلام ، وذكره لبعض توجيهات العلماء في ذلك .
الشيخ : تفضل ، عفوا
الطالب : الكلام اللي ذكره الأخ محمد ، هو كلام أراد به واضعوه أن يصلوا إلى حل الإشكال القائم ، لكثرة التعريفات التي تواردت على الحديث القدسي ، أما الحديث النبوي فلا إشكال فيه ، فملخص ما قالوا فيه : أن الحديث النبوي ، أن كل ما جاء في السنة سواء أكان منسوبا الكلام فيه أو القول إلى الله عز وجل ، أم إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، يقولون : لو أمكن التفريق بين ما هو وحي ، ما هو وحي كله ، وبين ما قد يكون من غير الوحي ، لقلنا بأن الكلام كله حديث نبوي ، سواء أكان يسمى قدسيا ، أم كان حديثا نبويا ، هذا أولا ، أما ثانيا فيقولون : بأن التصريح بالحديث النبوي عندما نقول قال الرسول عليه الصلاة والسلام نقطع يقينا بأن هذا القول قوله ، وأن الوحي أوحى به ، فصاغ هذا المعنى الذي أوحى به الله عز وجل إليه بواسطة الوحي بكلام من عنده ، ويقولون : بأن طبعا الواضح في هذا الأمر هو كذلك لأن البلاغة النبوية غير البلاغة القرآنية ، وأما بالنسبة للحديث القدسي فيقولون : بأن المعنى من الله تبارك وتعالى ، ثم أوحي إلى النبي عليه الصلاة والسلام أن ينسب بقوله هذا المعنى إلى الله تبارك وتعالى ، فهو ينقل المعنى عن الله عز وجل بلفظ من عنده عليه الصلاة والسلام ، معزوا إلى رب العزة ، والدليل على هذا أمران اثنان ، إنه هذا ليس من كلام الله عز وجل : أن هذا الكلام متفاوت وأحيانا الحديث القدسي يروى بروايات مختلفة ، ثم لو أنه لم يروا بروايات مختلفة فإننا نجد أن البلاغة فيه أدنى من البلاغة في اللفظ القرآني ، والله أعلم ، هذا جملة ما يقولون في هذا المعنى لعلك أردت هذا أنت ؟ نعم ؟
الطالب : أوافق يا شيخ أوافق
الشيخ : أتوافقه إنه قال الشاعر ، هذه ليس كلامه ؟
الطالب : لا هنا فيه فرق
الشيخ : كيف ؟
الطالب : لو سمحت أقول شيء
الشيخ : أخشى إنه يتفق معك والجملة غير واضحة
الطالب : لا لا خليني أقول
الشيخ : أو العكس تتفق معه ههههه هاه إيش تقول بالنسبة لقال الشاعر ؟
الطالب : بالنسبة عندنا ، الآن مثلا : إذا قال الشاعر قولا فهذا القول المنظوم الذي قاله الشاعر لا يستطيع الناقل ، قد لا يستطيع الناقل أن يغيّر فيه أو يبدل ، لأنه يرويه هكذا محكيا لعدم قدرته على صياغته بل على
الشيخ : لاحظوا شيء شو عم يقول هاد ، قد لا يستطيع انتبهوا
الطالب : نعم
الشيخ : قد لا يستطيع !
الطالب : ولذلك أنا بدي أقول شيء : وبدي أصل إلى نتيجة أو ثمرة
الشيخ : نعم
الطالب : لكن إذا استطاع الشاعر أن يقول قولا من عند نفسه بالتغيير أو بالتبديل ، عندئذ تكون الصورة مختلفة ، ولذلك بالنسبة لقول الشاعر هناك الراوي مثلا ، الذي يروي الشعر في الغالب الرواة أنهم ليسوا شعراء ، الذين رووا خاصة شعر أهل الجاهلية ، الرواة ليسوا من الشعراء إنما هم حفظة ، ولا أدلّ على ذلك أن القصيدة كانت تعلق وبخاصة المعلقات السبع التي عرفت في الجاهلية كانت تعلق في جدار الكعبة ، ويحفظها القاصي والداني ، وكان الشاعر يضعها حتى يمرها بالتجربة التبديلية التغيرية التي يمكن أن ينتقد فيها فلان حرفا أو كلمة أو جملة ، فيعود إلى تنقيحها مرة أخرى ، لذلك بالنسبة للشعر قولا واحدا لا نستطيع إلا أن نعزو الشعر إلى قائله ، لأنه هكذا في الغالب يقال ، لكن هذا الأمر يختلف ، بارك الله فيكم يختلف عن ما يسمى بالحديث القدسي ، وبخاصة وأننا نجد التفاوت واضحا بين كلام الله عز وجل وبين الكلام المنسوب إلى رب العزة على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام
17 - توضيح أحد الطلبة ونقاشه للشيخ حول قضية المراد بالحديث القدسي : وهل المراد به أن اللفظ والمعنى من الله أم من النبي عليه الصلاة والسلام ، وذكره لبعض توجيهات العلماء في ذلك . أستمع حفظ
حديث الشيخ مع الطلاب حول قول " أو كما قال " بعد رواية الحديث ، تعقيبا على السؤال السابق حول المراد بالحديث القدسي.
على هذا سؤال : والجواب هو اللي بيحل الإشكال ، هل يجوز أن يقول المسلم عقب كل حديث " أو كما قال " ؟! ونضرب مثلا أنا أقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ، هل يلزمني أن أقول أو كما قال ؟ أجبني عن هذا السؤال ؟
الطالب : لا أدري
الشيخ : إذاً انتهى الموضوع
الطالب : لا ، أنا أجيبك : الجواب أولا أن الأحاديث النبوية قد دوّنت واستقرت في مظانها ، ولم يعد هناك كلام بأن يقول القائل : أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، لأنه إذا لم يكن حافظا فإنه يعود إلى موارد النصوص ، ولا حجة له في المخالفة عن هذا النص إن كان قادرا على العودة إلى الكتاب الذي دوّن فيه هذا الحديث ، لأنه هذا انتهى واستقر أمره
لكن الآن أنا رجل عامي وليس عندي القدرة على البحث في مظان الأحاديث النبوية ، فماذا يمكن أن أقول إذا أنا أقول يعني أحاول أن أسوق حديثا بعد أن استقر ، وأنا أمي عامي لا أقرأ ولا أكتب ، فربما أقول عند من يظن بأن : " رأس الحكمة مخافة الله " أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، لأنه يظن أن هذا الحديث أو هذه الكلمة من كلام النبوة ، وهذا طبعا نحن نقول في الذي لا يقدر ، واحد مثلا مثلي طالب علم أو مثل علي الحلبي ، أو مثل سليم الهلالي ، أو مثل أي طالب من طلاب العلم ، فإنه لا يكفي أن يقول : أو كما قال عليه الصلاة والسلام في كل حديث ، أما في الأحاديث المقطوع بنسبتها أو ألفاظها معروفة لكل مسلم على وجه الأرض فأنا لما أقول مثلا : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ، أقول : أو كما قال ؟! هذا حديث اشتهر على الألسنة ، وتداولته العقول منذ أن قاله النبي عليه الصلاة والسلام ، وإلى أن تقوم الساعة بهذا اللفظ لا يمكن أن يتغير أو يتبدل ، فعندئذ ما يجوز إني أقول : أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، لكن حديث طويل ، مثلا الآن رويتم حديثا لنا ، اللي هو حديث الرجل الذي ذهب مع عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه ، وقال : " إنه كانت بيني وبين أبي ملاحاة ، وإنه أقسم عليّ ألا أبيت عنده هذه الليلة فهل تأذن لي أن أبيت عندكم " ، هذا حديث في الحقيقة لما أنا أقرأه أو يعني أسوقه من ذاكرتي ربما أعجز عن حفظه ، ولذلك لابد في نهاية الأمر من أن أقول : أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، هناك أمر آخر : يجوز أيضا يعني مثلا شيخنا حفظكم الله تعالى وبارك فيكم ، الله عز وجل أعطاكم من غزارة العلم والقدرة على حفظ الأحاديث الشيء الذي لم يعطه واحدا منا في هذا الزمان مثلا ، فأنتم على ما عندكم من غزارة العلم كثيرا ما نسمع منكم أو كما قال عليه الصلاة والسلام ، وأنتم تروون والحديث وتعتقدون جازمين بأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله كما قلته ، ولكن حيطة للدين ، وحتى لا يكون الإنسان وقع في المخالفة والنهي الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام : ( ليس الكذب عليّ ككذب على أحد ) ، فأنتم بارك الله فيكم طالما سمعنا منكم تقولون : أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
الشيخ : أنا أقول كذلك : حينما لا أستذكر النص ، لكن البحث ليس هنا ، البحث إذا كنا ننقل حديثا من كتاب ، من أصح الكتب بعد كتاب الله ، وذكرت لكم آنفا المثل الواضح : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) أخرجه ستة بهذا اللفظ ، لا يزيد ولا ينقص ، كان السؤال هل نقول أو كما قال ؟ كان الجواب : لا أدري ، تدري أنهم يقولون : أنه ينبغي أن يقول : أو كما قال تدري ؟
الطالب : ما أدري
الشيخ : ما تدري ، لا سلبا ولا إيجابا ، طيب ، الآن ننقل الموضوع إلى ماهو أخطر مما سبق قبل أن أذكر ما أشرت إليه الآن ، أريد أن أذكّر : " بإنه لكل مقام مقال " ، نحن نقول كما ذكر عني أنا شخصيا : أو كما قال ، حينما لا نتذكر النص ، لكن بحثي ليس في هذا النوع ، بحثي فيما نتذكر أن اللفظ هكذا في كتب الحديث هل نقول : أو كما قال ؟! أنا في ظني لا ما نقول ، لماذا ؟ لأننا نعتقد إنه الحديث كما شرحه الأستاذ آنفا ، هكذا تلقاه الخلف عن السلف دون أي اختلاف ، فإذاً الأحاديث التي تتعلق بموضوعنا تنقسم إلى قسمين : قسم لابد أن يقول فيه الإنسان أو كما قال ، لأنه لا يدري النص ، لكن قسم آخر يدريه يحفظه أو يتلوه مش مهم ، هنا على ما قلت أنت آنفا ينبغي أن نقول في كل حديث : أو كما قال صح هذا وارد ولا لأ ، آه ، لا شك إنه هذا أعود لأبيّن لكم أهمية : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) : المسلمون جَروا على ألا يقولوا وراء كل حديث : أو كما قال ، وإنما حينما يشك الراوي يقول : أو ، ويصرحون أحيانا شك فلان وإلى آخره .
18 - حديث الشيخ مع الطلاب حول قول " أو كما قال " بعد رواية الحديث ، تعقيبا على السؤال السابق حول المراد بالحديث القدسي. أستمع حفظ
حديث الشيخ حول خطورة أن القول هو المعنى فقط ، وبيان أن الصواب في كل قول ينسب لقائل : أن المراد به اللفظ والمعنى للمنسوب اليه.
الطالب : نعم
الشيخ : وما أظن مسلما يتبنى منهج السلف الصالح إلا ويعتقد كما هو مقرر في كتب العقيدة أن من عقائد السلف الصالح : أن القرآن كلام الله بحرفه ومعناه ، لفظا ومعناً ، وأنه كلام مسموع ، فإذا ما قيل في الأحاديث القدسية ما قيل ، ثم تسرب هذا القيل إلى الأحاديث النبوية ، أوصلنا هذا إلى أن نقول بقولة الماتريدية والأشاعرة ، نعم هذا كلام الله ، وكلام الله غير مخلوق ويعنون الكلام النفسي ، ليه ؟ لإنه قولنا : قال فلان لا يعني أنه كلامه وإنما هو المعنى فقط ، لا ، الحقيقة التي يجب أن نقف عندها : أن الأصل في كل كلام ينسب إلى شخص أن يكون هو لفظه ومعناه منه ، أما قد يعتوله ويحيط به ما يجعلنا أن نشك في أنه هو من قوله ، هذا شيء آخر ، هذا شيء عارض ، لكن الأصل حينما نقول : قال فلان هذا قوله لفظا ومعناً ، حينما نقول : قال الشاعر هذا لفظا ومعناً ، حينما نقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم لفظا ومعناً ، حينما نقول : قال الله لفظًا ومعنى.