زعم بعض الأساتذة الجامعيين أن ابن تيمية يقول: إن حديث ( إن الله خلق آدم على صورته ) يدل على شَبه الخالق بالمخلوق , وأن آية: (( ليس كمثله شيء )) تنفي المثل ولا تنفي الشَّبه , فهل هذا صحيح، وما الرد عليه ؟
الشيخ : ارفع صوتك مشان أنا أسمع أولاً جيداً ومن كان كذلك بعيداً يسمع جيداً.
السائل : يتهم الإمام ابن تيمية في معنى حديث : ( إن الله خلق آدم على صورته ) يقول أن شيخ الإسلام ابن تيمية لا ينفي شَبه الخالق عن شَبه المخلوق يثبت الشبه، وإنما ينفي المثل ويقول في كلامه بأنه مِثل القمر عندما يرى في الماء، ويحتج بهذا برسالة لحمود التويجري، حمود التويجري أخرج رسالة في هذا الشيء، هل هذا صحيح الكلام؟
الشيخ : أولاً من القائل ؟
السائل : أستاذ في الشريعة عندنا قسم العقيدة، أستاذ في أم القرى، لا أحب أن أذكر اسمه مشان .
الشيخ : معليش ؟ ينسب إلى ابن تيمية ماذا ؟
السائل : ( إن الله خلق آدم على صورته ) يقول على أن الضمير عائد على الله عز وجل وأن النفي نفي المثل وليس نفي الشَّبه .
الشيخ : وين النفي ؟ في الحديث الآن ما في نفي .
السائل : لا (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .
الشيخ : طيب آه في الآية .
السائل : في الآية .
الشيخ : طيب النفي في الآية ماذا ؟
السائل : المثل .
الشيخ : المثل .
السائل : وليس الشَّبه .
الشيخ : وليس الشَّبه .
السائل : هو يقول .
الشيخ : من يقول هذا ؟
السائل : هذا يقوله الاستاذ عن الشيخ ابن تيمية .ينقل.
الشيخ : نعم .
السائل : ويقول أن هذا مذكور في الرسالة التي خرجها الشيخ التويجري.
الشيخ : الذي أخرجه التويجري هذا صحيح، لكن هو صحيح لابن تيمية في بعض كتاباته يميل إلى تبني الحديث الذي صححه التويجري ، الحديث الذي صححه التويجري هو بلفظ: ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) والحديث بهذا اللفظ منكر في نقدي أنا تبعاً لبعض الأئمة أئمة الحديث ومنهم ابن خزيمة، أما الحديث الصحيح فهو بلفظ أو له لفظين :
أولاً : ( إن الله خلق آدم على صورته ) ما في على صورة الرحمن ، هذا الحديث بهذا اللفظ في * صحيح مسلم * وفي * صحيح البخاري * أيضاً .
اللفظ الآخر في * صحيح البخاري * : ( إن الله خلق آدم طوله ستون ذراع ) هذا الحديث في البخاري بيفتح لنا الطريق لفهم شيئين اثنين:
الأول : أن الضمير في الحديث المتفق عليه ( إن الله خلق آدم على صورته ) ( صورته ) مش راجع إلى الله ( إن الله ) وإنما على صورة آدم لأن الحديث الثاني في البخاري صريح ، ( خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعاً )، ولا أحد يستطيع أن يقول حتى أولئك الغلاة المشبهة لا يستطيعون أن يقولوا أن طول الرحمن ستون ذراعاً .
هذه هي الفائدة الأولى التي نستفيدها من حديث البخاري أن الضمير راجع إلى آدم وليس إلى الله .
الفائدة الثانية : بطلان حديث التويجري : ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) لأن هذا يختلف مع حديث البخاري ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ) أما أن يقول ابن تيمية ما نقلته آنفاً فهذا ينافي (( ليس كمثله شيء )).
ويجب أن يعلم المسلمون جميعاً وبخاصة إخواننا الحاضرون أن ابن تيمية رحمه الله أبعد الناس عن التشبيه ، كذلك هو أبعد الناس عن التعطيل والناس من حوله يميناً ويساراً ضالون عن الصراط المستقيم .
هو يعمل بالآية السابقة : (( ليس كمثله شيء )) تنزيه دون تعطيل (( وهو السميع البصير )) إثبات دون تشبيه ، فكل ينسب إلى ابن تيمية -وبخاصة هذا السقاف هذا الذي ابتليت به الأمة الأردنية بخاصة ثم العالم الإسلامي بعامة- هذا رجل كذاب دجال أفاك لا يوثق بنقله إطلاقاً، فهو يتهم ابن تيمية بالجهل والأمة الإسلامية عالة عليه في العلم، ويتهم ابن تيمية بالتجسيم وكل كتبه رد على المجسمة، كما أنه يرد على المؤولة المعطلة، وله كلمة تكتب بماء الذهب ، يقول : " المشبه يعبد صنماً ، والمعطل يعبد عدماً " كلاهما في ضلال لكن أحدهما أضل من الآخر " المشبه يعبد صنماً " يعني: يعبد موجود لكنه يشبهه بالأصنام وهذا كفر .
" والمعطل يعبد عدماً " أي: يكون كالمعطلة الذين ينكرون وجود الله عز وجل ، وتمام كلامه : " المشبه أعشى، والمعطل أعمى " هذه الحقيقة ابن تيمية يجملها في هاتين الكلمتين ويفصلها في كل كتبه، ولذلك فلا يسمع لإنسان ينقل عن ابن تيمية ما يخالف المعلوم من الضرورة من كتبه، وأنا أقول هذه الكلمة لأن الأمر كما قال الإمام الشافعي : " أبى الله أن يتم إلا كتابه " فقد يوجد كلمة مثلاً في بعض الرسائل شط القلم فيها إما من المؤلف أو من الناسخ، وبخاصة إذا تكاثر النساخ فيما بعد، حينئذٍ نفسر الجملة التي وقع فيها شيء من الإشكال بالرجوع إلى الأصول التي نحن أخذنا منه هذه الخلاصة أن ابن تيمية منزل ليس بمشبه، ومثبت للصفات وليس بمعطل .
1 - زعم بعض الأساتذة الجامعيين أن ابن تيمية يقول: إن حديث ( إن الله خلق آدم على صورته ) يدل على شَبه الخالق بالمخلوق , وأن آية: (( ليس كمثله شيء )) تنفي المثل ولا تنفي الشَّبه , فهل هذا صحيح، وما الرد عليه ؟ أستمع حفظ
في حديث : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ... ) قال عبد الله بن عمرو لهذا الرجل: " هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق " هل هذا يدل على أن عبد الله بن عمرو أدنى من هذا الرجل في المسألة المذكورة في الحديث ؟
الشيخ : ما فهمتك .
السائل : هل تحمل هذه العبارة بالفعل على الحقيقة أنه دونه في هذه المسألة أنه لا يحمل في نفسه غلاً ولا حسداً على أحد إلى آخره ؟
الشيخ : يعني هو بيتكلم عن نفسه .
السائل : هو قال شيخنا بضمير الجمع نعم قال : " هي التي بلغت بك وهي التي لا نطيق " .
الشيخ : نعم .
السائل : فهنا السؤال هل هذه بالفعل على الحقيقة ؟
الشيخ : طبعاً على الحقيقة شو الضرورة لصرفها إلى المجاز هذا أولاً لا شك أن الأمر كذلك، وثانياً الإنسان مهما سما وعلا فقد يكون كاملاً في ناحية وناقصاً في ناحية أخرى .
شخص آخر في هذه الناحية الأخرى يكون كاملاً وفي الناحية الأخرى يكون ناقصاً، والأمر كما قال تعالى : (( بل الإنسان على نفسه بصيرة )) فحينما سمع ابن عمرو ذاك الخلق من ذاك الضيف حصر النقطة نقطة الكمال الموجودة في ذلك الضيف والذي اعترف ابن عمرو بأنه لا يطيقها هو ولا من أمثاله ، فهي ناحية معينة فلا يستغرب أن يقول صحابي فاضل مثل ابن عمرو أن يقول هذه التي نحن لا نطيقها، فهي حقيقة .
السائل : يعني شيخنا جزاك الله خير نحن استفدنا منكم قضية الطاقات إن صح التعبير الفروق الفردية في أداء العبادات يعني قد يختلف شخص .
الشيخ : عبادات هنا أظن الأخلاق مش العبادات .
السائل : في أدائها نعم ، لكن هنا كأن هذه يعني هل يفهم منها أن يعني غالب الصحابة أو " هي التي لا نطيق " أو غالب يعني من .
الشيخ : لا ، يقصد جمعاً .
السائل : الجمع .
الشيخ : مش يعني كل فرد فرد إلا ذاك الرجل لا هذا ما يعنيه، لأن أقل الجمع اثنان .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : وإياك .
2 - في حديث : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ... ) قال عبد الله بن عمرو لهذا الرجل: " هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق " هل هذا يدل على أن عبد الله بن عمرو أدنى من هذا الرجل في المسألة المذكورة في الحديث ؟ أستمع حفظ
ما الراجح من أقوال العلماء في وقوع المجاز من عدمه في القرآن الكريم ؟
الشيخ : والله المسألة كما يقال : " وعند جهينة الخبر اليقين " ابن تيمية تكلم بكلام رائع جداً في هذا الموضوع ونحن منه نستقي، أولاً: لأني رجل ألباني ماني عربي .
وثانياً : لأني طالب علم ولست بعالم فلذلك نحن نستقي من أمثال ابن تيمية.
السائل : ...
الشيخ : كلنا سواء، كلنا في الهواء سواء، كلنا طلاب علم .
الطالب : ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء .
الشيخ : هذا فضل الله عظيم .
الشاهد الذي بدا لي في خصوص الحقيقة والمجاز، والمجاز الذي ينفيه ابن تيمية على كثير من علماء اللغة الذين يستعملون كثيراً لفظة المجاز ويطبقونها على بعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة أن هناك خلافاً لفظياً من جهة وخلافاً حقيقياً من جهة أخرى .
الخلاف اللفظي : ابن تيمية يعتقد بوجود ما يسميه علماء اللغة في بعض النصوص مجازاً هو يؤمن بهذا لكن لا يسميه مجازاً ويقول هو حقيقة، وأنا عطفاً على قولي -ليس تواضعاً وإنما بياناً للواقع- لعدم تخصصي في هذا العلم أقول : أضرب مثلاً واحداً فقط مما يسميه العلماء الذين يرددون على ألسنتهم لفظة المجاز مجازاً وابن تيمية يقول : لا هذه الحقيقة وليست مجازاً .
المثل : في سورة يوسف عليه السلام (( واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون )) علماء اللغة يسمون هذا مجاز الحذف تقديره : واسأل أهل القرية ، هو لا يسميه مجازاً لا مجاز حذف ولا مجاز آخر ، يقول هذه حقيقة، ويحاججهم بنفس منطقهم لأنهم يقولون : الأصل في كل عبارة عربية الحقيقة، وأنه لا يجوز الخروج عنها إلى المجاز إلا إذا تعذرت الحقيقة ، فيقول ابن تيمية : في اللغة ما هي الحقيقة : هي المعنى الذي يتبادر إلى ذهن السامع للكلام العربي هو الحقيقة ثم لا عليك بعد ذلك سميتها مجازاً أو سميتها حقيقة، ففي هذا المثال من هو العربي الذي يفهم من هذه الآية ومثيلاتها في الاستعمالات العربية من الذي يفهم ظاهرها ؟ ظاهرها اسأل القرية يعني حيطانها ما أحد يفهم هذا الكلام إذن ما هو المفهوم من هذا الكلام العربي ؟
السائل : أهل القرية .
الشيخ : هو ما يسميه اللغويون مجازاً، إذن هذا يقول ابن تيمية ليس مجازاً لأن المجاز هو الخروج عن الحقيقة إلى معنى غير متبادر لأول ما يسمع الإنسان تلك العبارة .
هنا العكس تماماً ما يخطر في بال إنسان أبداً المعنى المجازي، وإنما المعنى رأساً : اسأل سكان القرية وركاب القافلة ونحو ذلك، ويذكر أمثلة على هذا من الاستعمالات العربية مثلاً يقول العربي: سرت والقمر ، سرت والقمر ، القمر في السماء وأنت في الأرض من يفهم أنه سار هو بجنبك وأنت بجنبه ؟! لكن هم يسموه مجازاً ويقولون لا هذا ليس مجاز هذا حقيقة لأنه لا أحد يفهم إلا هذا المعنى الذي أنتم تسمونه مجازاً، لكن هو حقيقة إذن هنا ما أخرجنا المعنى المتبادر إلى معنى غير متبادر، وإنما بقينا على المعنى المتبادر إلا أن أولئك سموه مجازاً.
السائل : فينا نقول الخلاف لفظي يا شيخ .
الشيخ : أنا قلت لك في التقاء في ناحية ولسا بدي أكمل لك في اختلاف ، في اختلاف لفظي وفي اختلاف حقيقي فهنا الآن أنا في الاختلاف اللفظي أما المعنى متفقين أن في النهاية ما أحد يقول (( واسأل القرية )) حيطانها لا الذي يقول هنا مجاز ولا الذي يقول : لا مجاز متفقون على هذا .
لكن هناك خلاف حقيقي وهو توسع الذين يستعملون المجاز في تطبيق المجاز ويخالفون في تطبيقهم للمجاز القاعدة أن الأصل البقاء على الحقيقة إلا إذا تعذرت هذه الحقيقة شرعاً أو عقلاً .
هنا بقى يظهر خطر القول بالمجاز لأنهم جاؤوا إلى نصوص تتحدث عن الغيب، بل عن غيب الغيوب وهو الله وصفاته العليا ، (( وجاء ربك والملك صفاً صفاً )) مجاز ، لماذا؟ قال لأن إذا قلنا يجيء إذن شبهناه .
هنا بقى بتشتغل الكوانة التأويلية وبيقعوا في الضلال المبين، لأن هذا يؤدي بهم إلى التعطيل المطلق، إلى جحد الله عز وجل كذات موصوفة بكل صفات الكمال.
رد الشيخ على الذين يؤولون صفات الله تعالى بحجة التنزيه.
آه هو سيضطر هنا أن يقول : لا، أنا وجودي ممكن، أما وجود الله عز وجل فواجب الوجود، إذن في وجودين لكن مختلفي الحقيقة تماماً، إذن ما قلت في الذات قله في الصفات وطرد ذلك وتستريح من التعطيل ومن التشبيه.
(( ليس كمثله شيء )) مثله أي: ذاته ، وكذلك في صفاته لأن الذات هي بلا شك متصفة بكل صفات الكمال لذلك عقب على الآية بقوله : (( وهو السميع البصير )) .
المعطلة أنواع منهم: من أغرق في التعطيل حتى وقع في الجحد المطلق كما تسمعون هذا السقاف الذي يقول: الله لا يوصف بأنه داخل العالم ولا بأنه خارج العالم ، هذا كما أقول في مثل هذه المناسبة دائماً وأبداً وهذه حقيقة يجب أن تحفظ لو قيل لأفصح العرب بياناً : صف لنا المعدوم لما استطاع أن يصفه إلا بما يصفون به معبودهم : الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار لا أمام لا خلف لا داخل العالم ولا خارجه، وأغرق بعضهم في التعطيل فقال : لا متصل به ولا منفصلاً عنه ، هذه صفة المعدوم، كذلك المعتزلة.
الطالب : شيخنا الصلاة شو رأيكم ؟
الشيخ : كيف ؟
الطالب : نصلي .
الشيخ : صار الوقت ؟
الطالب : إي نعم أذن .
الشيخ : يلا بسم الله .
سألني صاحب سيارة ركبت معه: أليس الله قد خلق الدنيا في ستة أيام ؟ فأجبته بنعم , فسألني أين الله قبل ذلك ؟ فلم أجبه عملاً بقاعدة " خاطبوا الناس على قدر عقولهم " فما رأيك بذلك ؟
الشيخ : شو ساويت ؟
السائل : ما جاوبته .
الشيخ : لي؟ ما هو سمعت الجواب آنفاً ؟
السائل : يعني.
الشيخ : سمعت الجواب آنفاً ولا ما كنت معنا ؟
السائل : خاطبوا الناس على قدر عقولهم معذرة يعني .
الشيخ : إذن يجب أن نذكر لكم حديث الرسول عليه السلام الذي اتفق علماء الإسلام على تصحيحه ، حديث لا إله إلا الله قولوا معي شو اسمه
السائل : الجارية .
الشيخ : لا لا ، حديث الجارية الجارية لكن الراوي الراوي ؟
السائل : معاوية السلمي.
5 - سألني صاحب سيارة ركبت معه: أليس الله قد خلق الدنيا في ستة أيام ؟ فأجبته بنعم , فسألني أين الله قبل ذلك ؟ فلم أجبه عملاً بقاعدة " خاطبوا الناس على قدر عقولهم " فما رأيك بذلك ؟ أستمع حفظ
شرح حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه ( صليت يوماً خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعطس رجل بجانبي فقلت له يرحمك الله , فنظروا إلي ... ).
وهنا للإفادة الفقهية أقف قليلاً: ضرْب أصحاب الرسول على أفخاذهم خلف الرسول دليل من أدلة كثيرة على أن الإشارة المفهمة في الصلاة لا تبطل الصلاة، لأن بعض المذاهب مذاهب أهل السنة يقولون بأن من أشار في الصلاة إشارة مفهمة بطلت صلاته، لأنهم اعتبروا الإشارة المفهمة كالكلام المفهم ، مثلاً: دخل الولد أو البنت أو الأم والرجل يصلي أنت الآن بتصلي الفرض ولا النفل ؟ أنت الآن بتصلي الفرض مفهوم ولا لا؟ إذن بطلت الصلاة ، الآن تصلي الفرض، الآن تصلي الفرض إذن اقتدى معي السائل هذا
هذه اسمها الإشارة المفهمة ، آخذ الكتاب ؟ آخذ الكتاب فهم إشارة مفهمة، هذه في المذهب الحنفي تبطل الصلاة في المذاهب الأخرى لا تبطل الصلاة ، من أين أخذ الأحناف هذا الحكم ؟ من القياس من الاستنباط ، آخذ الكتاب ؟ خذ الكتاب ، بطلت الصلاة واضح لأنه كلام ، طيب الإشارة المفهمة قامت مقام الكلام ، أخذوا هذا الحكم الخطير من القياس ، من أجل ذلك نحن نقول ونكون في مسألة وننتقل إلى أخرى لأن هذا هو الفقه وهذا هو العلم بالمناسبة تظهر بعض الفوائد العلمية التي قد يكون الناس بل جماهير الناس بحاجة إليها .
القياس لا يصار إليه إلا للضرورة ، ما في ضرورة نحن الآن نثقل كواهل المسلمين بالمسائل الفقهية الثقيلة ، وبخاصة إذا كان هذا الاستنباط يخالف السنة ، السنة الصحيحة التي جرى عليها السلف الصالح، ونحن الآن في مثل هذه السنة
ذاك الرجل اللي اسمه معاوية بن الحكم السلمي يبدو أنه كان حديث عهد بالإسلام، فسمع رجل عطس في الصلاة قال له يرحمك الله ، هذا صار كلام ، الذين حوله يعرفون أن هذا الكلام لا يجوز ، فنظروا إليه نظرة مفهمة، إشارة بالعين مفهمة، فهو ضاق ذرعاً وصاح بأعلى صوته دليل أنه حديث عهد بالإسلام وبالصلاة وأحكامها، فرفع عقيرته وقال: واثكلى أمياه ، شو معنى واثكلى أمياه ؟ يعني: فقدتني أمي شو ساويت لكم تضربوا على أفخاذكم وتنظروا بأعينكم إلى آخره.
لما سمع الضرب على الأفخاذ فهم أنه مخطئ لكن ما بيعرف شو السبب، لكن انتباهه أنه أخطأ صار بقى كما أتصور من الحديث صار يتصور أن الرسول الآن شو راح يساوي معه؟ أخطأ في صلاة في عبادة الله عز وجل، ويمكن يتصور مثل ما بيتصور بعض الناس اليوم أنه إذا إمام أحس بخطأ أحد المصلين خلفه بينهره وربما بيجهله وإلى آخره، يمكن تصور أن الرسول راح يعمل معه هيك عمل، لكن خاب ظنه ما رأى من الرسول إلا كل لطف ، ولذلك يعبر عن بهذه الحقيقة بقوله : ( فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصلاة أقبل إلي ) أقبل إلي شو راح يساوي بقى الرسول معه ، قال : ( فوالله ما ضربني ولا قهرني ولا كهرني ولا شتمني، وإنما قال لي : إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي تسبيح وتكبير وقراءة القرآن ).
لما هذا الرجل وجد هذا اللطف من الرسول عليه السلام وكل شيء من معدنه جميل، تشجع ليسأل الرسول ويتعلم كما سأل صاحبنا آنفاً قال : ( يا رسول الله إنا منا أقواماً يأتون الكهان ، قال: فلا تأتوهم ) .
والكهانة أنواع، أقول أنا الآن: الكهانة أنواع منها: استحضار الجن إلا في الحدود الضيقة التي ذكرناها لكم وليس فيه من معنى الاستحضار شيء إطلاقاً إنما هو الرقية ، ( قال: فلا تأتوهم ، قال : إن منا أقواماً يتطيرون ، قال : فلا يصدنكم ) التطير التشاؤم معروف عندكم ، والتشاؤم قد يقع الإنسان فيه رغم أنفه بدون قصد فلا يؤاخذ، لكنه يؤخذ فيما إذا تجاوب مع التطير ومع التشاؤم.
أنا أضرب مثلاً على النحو الذي كان عليه يتشاءم الجاهليون قديماً وقد يقع مثله حديثاً، قديماً لماذا سمي الطيرة ، الطيرة مشتقة من الطير كان الرجل الجاهلي يهيء نفسه يوم يومين ثلاثة يجمع زاده يهيئ دابته إلى آخره بدو يسافر يركب الدابة ينطلق ، أول طير يطير أمامه إن طار يميناً تيامن واستأنس واستبشر خيراً ، إن طار يساراً هذه سفرة مشؤومة رجع أدراجه إلى داره، بعد كل الاستعداد الطويل العريض سبحان الله !
إن كان هذا الطير يعرف الخير والشر فهل هو يعني أقدر على ذلك من هذا الإنسان، هذا الإنسان عقله أسخف من عقل الطير لأنه آمن بالطير أكثر مما آمن بنفسه، الطير حيوان شاف الإنسان جاي لعنده بدو يطير يا يمين ولا يسارا على غير هدى، مع ذلك هو اعتبرها هذه هداية كأن الطير يقول له الحقني إذا مشيت يميناً تابع طريقك، إذا أنا طرت يساراً لا تتباع طريقك ، من هنا اشتقت الطيرة.
اليوم مثلاً بقول أنا مثال : إنسان تجهز للسفر مسك الشنطة وطلع من الباب وإذ اثنين بيتخانقوا مع بعضهم البعض واحد بيقول للثاني ما له علاقة بهذا المسافر : الله لا يوفقك ، هذه ... مخه يحولها على نفسه وبيتشاءم منها وبطل يسافر .
فهذا إذا تطير ومضى في سبيله ما في عليه مؤاخذة صحيح صار عنده شوية نأزة هيك لما سمع الكلام الله لا يوفقك ، لكن تذكر قول الرسول : ( قال : فلا يصدنكم ) مضى في سبيله .
إذن الطيرة نوعان: طيرة يفاجأ بها الإنسان فلا مؤاخذة، لكن طيرة يتجاوب معها الإنسان فهي جاهلية فلا يجوز.
( إن منا أقوام يتطيرون، قال: فلا يصدنكم، قال يا رسول الله: إن منا أقواماً يخطون ) يعني ضرب الرمي وهذا إلى اليوم موجود ( قال: قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك ) هذا اسمه عند العلماء تعليق بالمحال ، قد كان نبي من الأنبياء أعطي معجزة بالضرب على الرمل ليستكشف بعض المغيبات كالوحي من السماء ينزل عليه وحي فيقول سيقع كذا وكذا خصوصية من الله له ، فالله ذاك النبي أعطاه هذا العلم الضرب على الرمل فيعلق الرسول عليه السلام بطريقة عربية جميلة جداً ( قد كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه خطه فذاك ) وهل يمكن الموافقة من إنسان غير نبي وغير معصوم أن يوافق خطه خط ذلك النبي المعصوم، هذا اسمه تعليق بالمحال، معنى ذلك: لا تضربوا بالرمل لأن هذا أيضاً نوع من الكهانة .
6 - شرح حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه ( صليت يوماً خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعطس رجل بجانبي فقلت له يرحمك الله , فنظروا إلي ... ). أستمع حفظ
بيان جواز السؤال بأين الله ؟ والرد على من ينكر ذلك .
( قال يا رسول الله: عندي جارية ترعى غنماً لي في أُحد ) جبل أحد معروف في المدينة ( فسطا الذئب يوماً على غنمي وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة ) ندم لأن شو عملت هذه المسكينة راعية غنم شو بدها تعمل مع الذئب فندم على هذه الصكة ( قال يا رسول الله: وعلي عتق رقبة ) أي هل أعتقها تلقاء أنني ضربتها ؟
قال: هاتها عفواً ( قال : علي عتق رقبة مؤمنة ، قال: هاتها ، جاءت قال عليه السلام : أين الله ) تسمع ؟
السائل : نعم .
الشيخ : ( قالت: في السماء، قال لها : من أنا ؟ قالت: أنت رسول الله ، فالتفت إلى سيدها وقال: اعتقها فإنها مؤمنة ) .
إذن إذا سألك سائل أين الله؟ فعليك أن تجيبه بجواب الجارية التي شهد لها الرسول عليه السلام بأنها مؤمنة، لأنها أحسنت الجواب على سؤاله عليه السلام، فإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم سَنَّ لنا أن نسأل من تقتضينا الحكمة والسياسة الشرعية أن نسأله أين الله ، سن لنا هذه السنة فإذا أجبنا بجواب الجارية التي شهد لها الرسول عليه السلام بأنها مؤمنة باركنا له الجواب ووضعنا يدنا في يده وهو أخ معنا .
أما إذا كان الجواب كما نسمع اليوم: أين الله ؟ هذا السؤال ما يجوز ، تسمع هذا الجواب ، أعوذ بالله رسول الله سأل هذا السؤال، أنت تعترض على رسول الله وتقول: سؤال وجهه رسول الله ولا يجوز .
أنا أقول لكم الآن: الأمر لا يتعدى أمراً من أمرين بالنسبة لهذا الذي يقول هذا السؤال لا يجوز ، إما أن يكون جاهلاً فيجب أن يُترفق به وأن يعلم ، وإما أن يكون متجاهلاً مكابراً جاحداً أي يعلم هذا الحديث ولكنه يضعفه لمخالفة هواه، لأن تضعيف الحديث ليس هوى، لو بدنا نفتح باب تضعيف الأحاديث وتصحيح الأحاديث حسب هوى كل فرد من أفراد المسلمين، وحسب جهل كل فرد من أفراد المسلمين، لأصاب الإسلام ما أصاب اليهودية والنصرانية، ولكن الله عز وجل لحكمة بالغة ذكرها في القرآن الكريم: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) تعهد ربنا عز وجل بحفظ الإسلام وذلك بحفظ القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
فائدة: أهمية الرجوع إلى أهل الاختصاص في علم الحديث.
أكثر المسلمين لا يحسنون وخذوها عبرة وأنتم من هؤلاء ففيكم من يصدق عليه كلامي، أكثر المسلمين اليوم لا يحسنون تلاوة الفاتحة ، الفاتحة التي هي ركن من أركان الصلاة التي لا تصح الصلاة إلا بها، كما قال عليه السلام : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ، فإذا كان هكذا شأن عامة المسلمين فمن الذي يحفظ القرآن من أوله إلى آخره وكما أنزله الله عز وجل؟ من الذي يحفظ القرآن كما أنزله الله على قلب محمد عليه السلام أهم جماهير المسلمين وعامة المسلمين أم خاصتهم ؟
لا شك أن الجواب سيكون ماذا ؟ خاصتهم هذا أمر بدهي.
الآن نأتي إلى السنة من الذي يحفظ السنة أعامة المسلمين أم خاصتهم ؟ أيضاً الجواب خاصتهم ، من يميز السنة الصحيحة من الضعيفة ؟ أخاصة المسلمين أم خاصة الخاصة ؟ خاصة الخاصة ، هذه حقائق يجب أن تكون راسخة في أذهانكم حتى لا تضلوا مع الضالين .
ومن هذا الضلال: يسمع أحدهم الحديث فيطبقه على ما عنده من ثقافة فإن وافقها قبل الحديث وإلا رفضه ، هذا ما بيمشي مع هذا العلم الذي سلسلناه لكم بطريقة لا تقبل المناقشة أبداً
من الذي يعالج أمراض الأبدان ؟ الطبيب أم الحدادين ؟ طبعاً الأطباء مش الحدادين كله عبارة عن اختصاص ، وقضية الاختصاص اليوم عرفت قيمته أكثر من كل زمن مضى من قبل، وإن كان هذا كان معروفاً عند علماء المسلمين ففيهم المفسرون فيهم المحدثون فيهم الفقهاء لا يعتدي أحدهم على الآخر،
الإمام الشافعي وما أدراكم ما الإمام الشافعي ، نادرة الزمان في فهمه للإسلام فهماً صحيحاً -لكن الأمر أمر تخصص- يقول لتلميذه أحمد بن حنبل : " يا أحمد أنتم أعلم مني بالحديث، فإذا جاءك الحديث صحيحاً فأعلمني به إذا جاءكم الحديث صحيحاً فأعلمني به سواء كان حجازياً أم عراقياً أم شامياً أم مصرياً " هذا هو العقل الرجيح ، الرجل لا يتعصب ، هو أصله عراقي ثم انتقل إلى مصر وصار له فقه آخر هناك في مصر، فلما كان هناك في العراق وفي بغداد قال لأحمد بن حنبل : " أنت أعلم مني في الحديث " وهو تلميذه ، فإذا جاءك الحديث صحيحاً فأخبرني به سواء كان من الحجاز أو من العراق أو من الشام أو من مصر ، إذن القضية قضية تخصص.
رد الشيخ على من ضعف حديث الجارية, التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله ؟ قالت: في السماء ؟
وصل الأمر بهؤلاء الذين ضعفوا هذا الحديث إلى أن يقولوا: أئمنتم من في السماء في اعتقاد في الجاهلية ، هكذا فسروا الآية ، هكذا يكون التلاعب بالقرآن ، هكذا يكون تعطيل القرآن عن دلالاته الصريحة لماذا ؟ لأنهم فهموا هنا في ظرفية وهي ليست ظرفية .
(( أأمنتم من في السماء )) يعني: من في جوف السماء حاشا لله ليس هذا المقصود .
(( أأمنتم من في السماء )) أي: من على السماء ، هكذا فسر الآية سلفنا الصالح ، من جملتهم الإمام البيهقي في كتابه : * الأسماء والصفات * في كتابه * الاعتقاد * من جملتهم ابن الجوزي في تفسيره * زاد المسير * وعد ما شئت من السلف ، (( أأمنتم من في السماء )) أي: من على السماء ، الله أكبر! كم أصاب المسلمين من الانحراف، لكن نحمد الله أن الإسلام قائم لأن الله تعهد بحفظه كتاباً وسنة .
بعض هؤلاء الذين أنكروا حديث الجارية لأنها أجابت بالجواب الإيماني المصرح به في القرآن وصل بهم الأمر إلى إنكار حديث آخر وهو صحيح، لأنه يؤيد أولاً: أن الله كما قال في السماء ، وثانياً : أن في ليست ظرفية وإنما هي بمعنى على، وهذا في اللغة أمر معروف مشهور، قال تعالى حكاية عن فرعون حينما هدد السحرة بالقتل قال لهم : (( ولأصلبنكم في جذوع النخل )) في جذوع النخل مش معناها في جذوع النخل يعني يفتح الجذع هيك على طوله ويضعهم في داخلها، لا، وإنما على على يعني كالصلب تماماً .
كذلك (( قل سيروا في الأرض )) سيروا في الأرض يعني سيروا ديدان حيايا أفاعي ؟! لا، سيروا في الأرض أي على الأرض ، وكثير وكثير جداً من هذا التعبير ، جاء الحديث يؤكد هذا المعنى في بمعنى على ، قال عليه السلام : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ارحموا من في الأرض ديدان يعني ؟! لا، من في الأرض يعني: مع بعضكم البعض الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا أنفسكم كبشر ارحموا الدواب كما جاء في كثير من الأحاديث من ا لأمر بالفرفق بالحيوان ، هذا هو ( ارحموا من في الأرض ) أي: من على الأرض ، ( يرحمكم من في السماء ) أي: من على السماء،
حينئذٍ آية (( أأمنتم من في السماء )) تلتقي مع كل الآيات التي سردنها قبل صلاة العشاء أو عفواً سردنا بعضها منها: (( تعرج الملائكة والروح إليه )) منها: (( الرحمن على العرش استوى )) كل هذه النصوص عطلت بتحكيم العقل ، فقال قائلهم وقال ضالهم : الله ليس داخل العالم ولا خارجه، ورحم الله ذاك الأمير الكيس قال : " هؤلاء قوم أضاعوا ربهم " .
ما هو المعدوم ؟ هو الذي ليس داخل العالم ولا خارجه، إذن هم يعبدون معدوماً كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، " المشبه يعبد صنماً ، والمعطل يعبد عدماً " الله لا داخل العالم ولا خارجه ، الله أكبر! أين الله؟ يا أخي الله كما كان قبل خلق الكون فهو كذلك كما كان قبل خلق الكون ، لما خلق الكون يا بدو يكون هو فوق الكون يا يكون هو الكون فوقه وهذا بلا شك يخالف قوله تعالى : (( وهو القاهر فوق عباده )) أو يقول كما يقول غلاة الصوفية : خلق الكون واندس فيه وصار مثل الشرنقة مع دودة الحرير هذه ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
خلاصة الكلام إذن عرفت الجواب إن شاء الله ما هو ؟
السائل : الله فوق السماء .
الشيخ : آه، ولكن ليس كمثله شيء، ليس في مكان، بسم الله .
9 - رد الشيخ على من ضعف حديث الجارية, التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله ؟ قالت: في السماء ؟ أستمع حفظ
بيان حكم المعانقة عند كل لقاء؟
ثم تفضل الله عز وجل علي فأوقفني على حديث زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي التيهان في نخله، ولكنه عليه السلام حينما استأذن في الدخول استقبلته زوجته فسأل عن زوجها فقالت: إنه ذهب يستقي وقريباً يعود، فلما عاد استقبل النبي صلى الله عليه وسلم وعانقه، فتوسعنا بسبب هذا الحديث في التسامح بالمعانقة ولو لم يكن بعد سفر ، لكن مع ذلك لا أزال أرى أن الأصل هو المصافحة فقط عند التلاقي، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم التعانق كل ما لقي أصحابه من جهة والحض عفواً .
الطالب : المصافحة .
الشيخ : ثبتت المصافحة كلما لقي عليه السلام أحداً من أصحابه كما قال -أشك الآن- هو أبو ذر أو أمامة ( ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وصافحنا ) ما لقينا إلا وصافحنا ، فنستطيع أن نقول بناء على هذا التعبير الجامع ( ما لقينا إلا وصافحنا ) نستطيع أن نقول أن المصافحة سنة مؤكدة لأنه استمر عليها ، ما لقينا إلا وصافحنا هذا فعله، وهناك قوله عليه الصلاة والسلام المعلوم إن شاء الله لديكم: ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجر في الخريف ) إذن فالأصل عند تلاقي المسلمين أن يصافح بعضهم بعضاً، وليس أن يعانق بعضهم بعضاً ، لكن على سبيل الندرة لا بأس من المعانقة استنباطاً لها من حديث أبي التيهان، هذا ما توصل إليه عملي ونسأل الله عز وجل أن يزيدنا وإياكم علمًا.
السائل : كيف معنى المعانقة ؟ التزام يعني ولا كيف معنى المعانقة ؟
الشيخ : هو هذا.
هل هناك عدد معين للعناق؟
الشيخ : حسن هذا ، لا، هو التزام هذه المعانقة الثلاثية هذه ليس لها أصل ولا ينبغي التزامها .
السائل : جميل .
الشيخ : لأنه من باب لزوم ما لا يلزم.
حكم تقبيل اليد
نأخذ الجواز من بعض الحوادث التي ثبت فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قُبلت يده من بعض أصحابه، وكذلك ثبتت هذه الشرعية من بعد الرسول عليه السلام من الصحابة بعضهم مع بعض، فنقول : لا نستطيع أن نقول تقبيل اليد غير جائز كما يروى عن بعض الحفاظ من قوله : " تقبيل اليد السجدة الصغرى " لكن لهذه الكلمة صحة في بعض الأحيان حينما ينحني المقبل يكاد يكون يركع فيصدق مثل هذا الكلام ، فالذي أريد أن أقوله: أنه ما دام ثبت أصل تقبيل اليد من بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وأقرهم عليه، ثم بعض الصحابة فعلوا ذلك بعضهم مع بعض فلا يسعنا إلا أن نقول إنه جائز، لكن أقيد الجواز بأنه جواز مرجوح يعني غير مفضل، لم ؟ لأن هذا التقبيل المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه قليل جداً، ثم المروي عن الرسول عليه السلام لم يفعل ذلك معه كبار أصحابه العارفين بفضله عليه السلام وأنه سيد البشر كأبي بكر وعمر وبقية العشرة المبشرين بالجنة، ما كانوا يزيدون حينما يلقون الرسول عليه السلام أو يلقاهم على المصافحة،
إذن تجويز المصافحة -عفواً- تقبيل اليد لا يترتب من ورائه أولاً ما يترتب من المصافحة .
وثانياً : هذا التجويز من باب ما نقول نحن في الشام تفشيش خلق، يعني واحد بدو يظهر حبه للثاني يقبل يده، ما بنصده ولا بننهره لكن نتلطف به أن لا يفعل ذلك وأن لا يتخذ ذلك عادة له ، لأنه حينما يتخذ التقبيل عادة خرجنا عن السنة التي كان عليها الرسول والصحابة، فإذا ما فعل ذلك أحياناً بيكون تمتعنا بهذه الأحاديث القليلة التي أثبتت جواز تقبيل اليد.
السائل : تفضل شيخ .
الشيخ : جزاك الله خير.
السائل : من الذي قبل يد كعب بن مالك ؟
الشيخ : الرسول؟ يد الرسول ؟
السائل : لا إني حفظتها له لما جاءت البشرى بالتوبة .
الشيخ : طلحة الذي تيب عليه كعب بن مالك .
السائل : إي نعم .
الشيخ : كعب بن مالك قام إليه ما في تقبيل ، لكن في زيد بن ثابت قبل يده ابن عباس هذا ثابت في * مستدرك الحاكم *.
الطالب : هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا .
الشيخ : إي نعم هو هذا .
السائل : شيخنا أبو بكر بن المقرئ كما لا يخفاكم له جزء خاص في تقبيل اليد.
الشيخ : إي نعم .
الطالب : نقل فيه يعني الآثار الواردة في ذلك .
الشيخ : إي نعم رسالة نافعة وجامعة .
هل يجوز للرجل أن يقبل محارمه من الفم أو من الخد؟
الشيخ : تفضل يا أستاذ.
السائل : الآن مثلاً تقبيل العمة النساء تقبيل العمة أو الخالة أو الأم أو بنت أخوي، أو بنت أختي يعني أنا خالها أنا عمها ، أنا خالها أنا عمها وراجع من سفر طويل، يجوز أن أقبل فمها أو خدها مثلاً ؟
الشيخ : أما فمها فقولاً واحداً لا .
السائل : كيف ؟
الشيخ : أما فمها فلا ، لأن هذه بدعة ظاهرة .
السائل : ...
الشيخ : أما خدها ، تقبيلك لخدها انقلها لغيرها .
السائل : نعم .
ورد النهي عن بيع اللحم بالحيوان واختلف العلماء فيما لو اختلف الجنسان كأن يكون لحم ماعز بالبقر , ما حكم ذلك , وهل فيه بحث ؟
الشيخ : أيوا .
السائل : فحبذا إذا يعني عندكم يعني إذا تذكرتم الآن بحثاً معيناً أو رأياً خاصاً في الموضوع ؟
الشيخ : والله ما عندي بحث في هذا الموضوع، لكن أنت تقول ما رأيت دليلاً، الدليل في نفس الحديث .
السائل : لا ، قصدي في توضيح الخلاف لأنهم بيقولوا عن بيع اللحم بالحيوان إذا اختلف الجنسان أو ائتلف الجنسان، يعني لحم مثلاً ماعز .
الشيخ : بماعز .
السائل : بماعز هذا منهي عنه، أما ببقر فهذا جائز هنا الإشكال .
الشيخ : والله ما أستحضر جواباً على هذا.
السائل : نعم.
14 - ورد النهي عن بيع اللحم بالحيوان واختلف العلماء فيما لو اختلف الجنسان كأن يكون لحم ماعز بالبقر , ما حكم ذلك , وهل فيه بحث ؟ أستمع حفظ
مناقشة في حكم ما حدث في انتفاضة فلسطين من قتال اليهود بالحجارة
الشيخ : ولو بالحجارة خطوة خطوة .
السائل : نعم المهم أن يبدأ يا شيخ.
الشيخ : يا شيخ لا مو يبدأ ، المهم أن يعد فيبدأ بارك الله فيك ، ليس المهم أن يبدأ هكذا فوضى المهم أن يعد فيبدأ ، أليست هذه سنة الرسول عليه السلام؟ أليس ربنا يقول لنا في القرآن : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ))؟ أليس هو قدوتنا عليه السلام ؟
السائل : عليه الصلاة والسلام .
الشيخ : بلى .
السائل : نعم .
الشيخ : ألم يكن رسول الله وأصحابه الضعفاء في مكة بإمكانهم أن يحاربوا الكفار الذين كانوا يعذبونهم بالحجارة؟ وما أكثر الحجارة في مكة ، كانوا قادرين على هذا ولم يفعلوا بداهة .
إذن هنا أولاً الإعداد لم يقم به المسلمون في فلسطين ولو قاموا به لما تمكن اليهود من السيطرة عليهم وعلى بلادهم .
ثانياً : كيف تتصورون يا جماعة مع الأسف الشديد أن الانتفاضة هذه بالحجارة والدول الإسلامية القوية محيطة بهذه البلاد وهم لا يحركون ساكناً ويدعون الأطفال يقاتلون يقابلون السلاح بالحجارة كيف تظنون أنكم ستنتصرون بهذا السلاح في حدود ما قلت أنت آنفاً بقدر الطاقة، إيش قدر الطاقة بالحجارة؟ أين الإعداد؟ على أنني أقول وبعض إخونا الحاضرين هنا يذكرون دائماً وأبداً ما أقوله، ولا بد أن تنتبه لهذه النقطة فإنها هامة جداً (( أعدوا )) الخطاب لمن ؟ أليس للمسلمين ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، سؤال صريح جداً ، هل المقصود بالمسلمين في هذه الآية المخاطبين مباشرة بها أو فيها ، هم ما يسمى في بعض البلاد بالمسلمين الجغرافيين ولا المسلمين الحقيقيين ؟
السائل : المسلمين الحقيقيين .
الشيخ : طيب هؤلاء المسلمين الحقيقيين الآن إذا نظرت إليهم في البلاد المحتلة فلسطين كلها هم كثرة ولا قلة ؟
السائل : قلة، ولكنهم موجودين يا شيخ الآن .
الشيخ : قلة .
السائل : نعم .
الشيخ : هذه القلة هل هي متفاهمة وعلى نظام الكتاب والسنة تماماً كما تعلم أنت ؟
السائل : نعم أعتقد هكذا يا شيخ .
الشيخ : كيف من أين جاءك الاعتقاد وأنت باعترافك هاجرت ذاك البلد من سبعة عشر سنة من أين جاءك الاعتقاد ؟
السائل : الناس يعني هناك أشوفهم يعني يطبقون القرآن والسنة ويعلنون الجهاد على اليهود الآن .
الشيخ : دعك عن السياسة ، البحث الآن في المؤمنين حقاً ، الآن نسأل سؤال ثاني ما دام هذا جوابك، هل المسلمون الحقيقيين دعنا بقى عن البعثيين وعن الشيوعيين والاشتراكيين وإلى آخره .
السائل : لا هؤلاء ما لنا علاقة فيهم .
الشيخ : أنا أقول لك دعك ، إيش معنى كلامك أقول لك دعك . طيب هؤلاء المسلمين الحقيقيين تعتقد أنهم متفقون بعضهم مع بعض على عقيدة واحدة وأنه لا خلاف بينهم، وأنهم يفهمون الإسلام فهماً صحيحاً على ضوء الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح ؟
السائل : أعتقد أنهم كذلك يا شيخ .
الشيخ : نعم ؟
السائل : أعتقد أنه كذلك .
الشيخ : لو أنك قلت تظن أن الأمر كذلك، لأن العقيدة تعرف أنت غير الظن .
صار الوقت ؟
السائل : نصلي.
الشيخ : نعم نصلي .
السائل : ...
الشيخ : لا نصلي .
السائل : يلا .
الشيخ : بارك الله فيك المسألة فيها دقة متناهية جداً ولذلك فهي تدرس بالعلم والعقل وليس بالعاطفة.
السائل : جزاك الله خيرًا.
الشيخ : اللهم آمين .
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك .