هل يجوز التعامل مع الشيعة وهم على عقائدهم المعروفة وإدخالهم في الحكومة الإسلامية وما هي ضوابط ذلك إن كان الجواب بالموافقة ؟
فنيابة عن الأخوة في مجلة المجاهد في أفغانستان صرنا نسأل فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بعض الأسئلة التي طلب الأخوة أن نقوم بسؤاله إياها وجزاه الله خير .
السؤال الأول : يقول هل يجوز التعامل مع الشيعة وهم على عقائدهم المعروفة وإدخالهم في الحكومة الإسلامية وما هي ضوابط ذلك إن كان الجواب الموافقة ؟
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
الذي يبدو له والله أعلم أنه إذا كان المقصود بالتعاون مع الشيعة هو أن يكونوا أعضاءً في الحكومة الإسلامية شريطة أن يكون دستور هذه الحكومة قائماً على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح وليس على نظام ما يدين الشيعة به، بل ولا بد في اعتقادي من أن يؤخذ عليهم العهد أن يكونوا في تعاونهم هذا على ما جاء في كتاب الدكتور موسى الموسوي المسمى بـ * الشيعة والتصحيح * فإن في هذا الكتاب إنصافاً كثيراً للشيعة أنفسهم حيث حملهم على أن يعودوا إلى ما كان عليه أئمة أهل البيت رضي الله عنهم من التمسك بالكتاب والسنة ليس على منهج ما جرى عليه الشيعة من بعدهم وما أضافوا إليهم من أقوال لا أصل لها، فإذا رضي الشيعة التعاون مع أهل السنة هناك بهذا الشرط فلا مانع عندي من التعاون معهم، وإلا فيستغنى عن الاستعانة بهم لإقامة دولة الإسلام هناك إن شاء الله .
1 - هل يجوز التعامل مع الشيعة وهم على عقائدهم المعروفة وإدخالهم في الحكومة الإسلامية وما هي ضوابط ذلك إن كان الجواب بالموافقة ؟ أستمع حفظ
الشورى قاعدة عظيمة من قواعد الحكم في الإسلام فما هي الشروط اللازم توافرها في أهل الشورى أي في أعضاء مجلس الشورى ؟
الشيخ : الذي أعتقده وأدين الله به أن هذا المجلس يجب أن يكون قائماً قبل كل شيء على أهل العلم بالكتاب والسنة الصحيحة وعلى منهج السلف الصالح، ولكن ذلك لا يمنع من أن يكون هناك أشخاص آخرون لهم اختصاصاتهم المختلفة فيما لا بد للاستعانة بهم لإدارة الدولة المسلمة، كأن يكون هناك مثلاً اقتصاديون وعسكريون ونحو ذلك، ولكن بشرط أن يكون هؤلاء الأعضاء الذين يستعان بهم في إدارة الدولة المسلمة منسجمين مع دائرة الإسلامة الواسعة العامة بحيث أنهم يخضعون علومهم واختصاصاتهم لما يوافق الكتاب والسنة، لا بد من التعاون مع هؤلاء الأفراد ما داموا أنهم يخضعون أفكارهم وعلومهم لما يراه أهل الاختصاص لمعرفة الكتاب والسنة .
السائل : يعني هل يشترط في أن يكون عنده علم يعني يجتهد أن يكون عنده يعني علم بمبادئ الإسلام.
الشيخ : هما قسمان كما قلنا بالنسبة للذين يحكمون بالكتاب والسنة فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا مقلدين بل عليهم أن يكونوا مجتهدين يستنبطون الأحكام وبخاصة ما كان منها من الأحكام الطارئة الجديدة التي لم يسبق لعلماء المسلمين أن أبدوا فيها رأياً لهم، فهؤلاء لا بد من أن يكونوا علماء بالكتاب والسنة علماً حقيقياً وليس علماً مجازياً، كما قال بعض الدكاترة المعاصرين أن العلماء المقلدين اليوم هم علماء مجازاً وليسوا علماء حقيقة، فالذين ينبغي أن يستشاروا في مجلس الشورى للدولة المسلمة ينبغي أن يكونوا علماء حقيقة وليس علماء مجازاً كما يقول ابن القيم رحمه الله :
" العلم قال الله قال رسوله ** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذراً من التعطيل والتشبيه ".
أما الجنس الثاني من المتخصصين في العلوم الأخرى كما قلنا آنفاً في الاقتصاد والسياسة ونحو ذلك فليس من المفروض بل ليس من الممكن أن يكون هؤلاء كالجنس الأول من العلماء عارفين بالكتاب والسنة، كما أن الجنس الأول ليس بإمكانهم أن يكونوا متخصصين بالاقتصاد والسياسة ونحو ذلك من العلوم العصرية المعروفة اليوم، لكن الواجب أن يتعاون هؤلاء كلهم جميعاً على تنفيذ الأحكام الشرعية على ضوء الكتاب والسنة .
2 - الشورى قاعدة عظيمة من قواعد الحكم في الإسلام فما هي الشروط اللازم توافرها في أهل الشورى أي في أعضاء مجلس الشورى ؟ أستمع حفظ
مع فرحة المسلمين بخروج الروس مهزومين من أفغانستان فماذا يقول فضيلة الشيخ للشعب الأفغاني المسلم لقادة الأفغان وللأمة المسلمة ؟
الشيخ : لا شك أن الأمل بقيام الدولة الإسلامية في أفغانستان أمل ينشده كل مسلم غيور على دينه، ولكن في اعتقادي أن الأفغانيين وبخاصة منهم قوادهم عليهم أن يستعينوا بالعلماء من مختلف البلاد الإسلامية من باب تحقيق الشورى التي تقدم الكلام عليها آنفاً، وتحقيقاً لقوله تبارك وتعالى: (( وتعاونوا على البر والتقوى )) فقد يكون في كل شعب من الشعوب الإسلامية من العلماء العارفين بشتى العلوم سواء ما كان منها من العلوم الشرعية أو من العلوم الاجتماعية ونحوها مما لا يستغني إخواننا الأفغانيون عن الاستعانة بهم، وكما نعلم جميعاً من قوله عليه السلام : ( يد الله على الجماعة ) والجماعة ليست هي جماعة شعب دون شعب وإنما هي الجماعة الإسلامية، فإذا كانت يد الله على الجماعة الذي نراه وننصح الإخوان الأفغانيين جميعاً وبخاصة قوادهم أن لا يغفلوا هذه الناحية من الاستعانة بالعلماء من مختلف البلاد الإسلامية.
السائل : الشق الثاني يقول: وللشعب الأفغاني .
الشيخ : أما الشعب الأفغاني فنراه بحاجة إلى أن يستفيدوا من علوم العلماء من مختلف البلاد الإسلامية، وأن يكونوا أيضاً متجاوبين مع أدلة الكتاب والسنة وأن لا يظلوا متعصبين لما وجدوا عليه آباءهم وأمهاتهم، فإن هذا التعصب لا يرضاه الكتاب ولا السنة فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم : (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً )) نعم (( ذلك خير وأحسن تأويلاً )) فينبغي أن يستعينوا كما قلنا بالنسبة لقادتهم أن يستعين أيضاً الشعب الأفغاني بعلوم العلماء الآخرين الموجودين في البلاد الإسلامية الأخرى وبذلك يحققون مبادئ إسلامية معروفة كمثل قوله عليه الصلاة والسلام: ( مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكا منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).
3 - مع فرحة المسلمين بخروج الروس مهزومين من أفغانستان فماذا يقول فضيلة الشيخ للشعب الأفغاني المسلم لقادة الأفغان وللأمة المسلمة ؟ أستمع حفظ
الأمة تترقب بشوق قيام الدولة الإسلامية في أفغانستان وفي هذه المرحلة الحرجة الحكومة الإسلامية بحاجة لتوجيه ونصح العلماء وأهل الخبرة لتستفيد منهم فما هي الطريقة التي يراها فضيلة الشيخ لتستفيد الحكومة من جميع علماء الأمة المسلمة في الأقطار المختلفة ؟
الشيخ : أظن سبق الجواب عن مثل هذا ، ينبغي عليهم أن يدعو مختلف العلماء من مختلف البلاد وأن يستشيروهم تحقيقاً لما أشير إليه آنفاً من وجوب التعاون والاستفادة من مختلف البلاد لأننا في الحقيقة نريدها دولة إسلامية بالمعنى العام الشامل ولا نريدها دولة إقليمية أفغانية فقط، ولكي تتحق هذه الأمنية فلا يمكن تحقيق ذلك إلا بالاستعانة بالعلماء وبخاصة من كان منهم من العرب لأنهم يكونون عادة أعلم بالإسلام، لأن هذا الإسلام نزل بلغة القرآن وكما يقال : " أهل مكة أدرى بشعابها " ولذلك فالعلماء من العرب يجب على إخواننا الأفغانيين أن يستعينوا بهم لتحقيق هذه الأمنية الغالية ألا وهي قيام الدولة المسلمة الإسلامية العامة الشاملة التي نرجوا أن تكون نواة لتكون الأمة الإسلامية كلها تحت رايتها الإسلامية .
4 - الأمة تترقب بشوق قيام الدولة الإسلامية في أفغانستان وفي هذه المرحلة الحرجة الحكومة الإسلامية بحاجة لتوجيه ونصح العلماء وأهل الخبرة لتستفيد منهم فما هي الطريقة التي يراها فضيلة الشيخ لتستفيد الحكومة من جميع علماء الأمة المسلمة في الأقطار المختلفة ؟ أستمع حفظ
للجهاد في سبيل الله أهداف وغايات عظيمة فما هو الهدف الأساس للجهاد ؟
الشيخ : الذي يبدو لي من هذا السؤال أن الهدف الأكبر من الجهاد في سبيل الله عز وجل إنما هو إقامة حكم الله في الأرض، وإقامة حكم الله في الأرض لا شك أنه لا يمكن تحقيقه إلا بإقامة الدولة الإسلامية وفي حدود الأحكام والأدلة الشرعية، ذلك لا يمكن أن يكون إلا بإيجاد الخليفة المسلم الذي يخضع له كل المسلمين ويجب عليهم جميعاً أن يبايعوه كما كان الأمر كذلك في أول الإسلام ثم الذين تبعوهم على ذلك على هدى من ربهم، فالغاية الكبرى هو تنفيذ أحكام الله عز وجل في الأرض، لأنه بذلك تستقيم الحياة وتكون كلمة الله تبارك وتعالى هي العليا، ولا نعتقد والواقع أكبر شاهد على أنه لا سبيل إلى تحقيق المجتمع الإسلامي وتطبيق الأحكام الإسلامية إلا بطريق إقامة الخلافة الراشدة .
السائل : توضيح يعني هل قضية تطبيق حكم الله في الأرض هل فقط إقامة الحدود أم أن التطبيق معناه: نشر العقيدة وإزالة القبور وما يتعلق بها ؟
الشيخ : لا هو ليس بطبيعة الحال نحن نقول أحكام الشريعة كلها، وإقامة الحدود في الأرض هو جزء، ونحن نعلم جميعاً بأن النبي صلى الله عليه وسلم بل الأنبياء كلهم كان أول ما يدعون الناس إليه إنما هو توحيد الله عز وجل بمعناه المعلوم عند أهل التوحيد، تحقيق عبادة الله عز وجل في الأرض عبادة صحيحة لا يخالطها شيء من الشرك، فهذا أول شيء يجب على الدولة المسلمة أن تعنى بهإذا كان الأمر يستدعي ذلك، وهذا في الواقع هو كما نشاهد في كثير من البلاد الإسلامية أمر يجب العناية به قبل كل شيء، ولذلك كان من مبدأ ومنهج الدعوة السلفية المنتشرة في العالم الإسلامية اليوم هي العناية قبل كل شيء بدعوة المسلمين إلى التوحيد لأن كثيراً منهم مع الأسف الشديد جهلوا هذه الدعوة الطيبة المباركة فوقعوا في كثير من الانحرافات عن التوحيد الصحيح فخالطهم الشرك فانطبق عليهم أو كاد قول الله تبارك وتعالى : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) فلذلك يكون من أول ما تعنى به الدولة المسلمة إذا قامت أحكامها إن شاء الله كما نرجوا بالنسبة لأكثر البلاد الإسلامية هو العناية بدعوتهم إلى عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له .
هناك ملابسات يشيعها الخصوم حول موقفكم من الجهاد الأفغاني إذ يشيعون أنكم لا تجيزون الجهاد الأفغاني ثم رأينا لكم تأييداً عبر صحابة أنصار السنة فنرجوا من فضيلتكم البيان والتوضيح خاصة لقراء مجلتنا المجاهد ؟
الشيخ : نحن بفضل الله منذ قام الجهاد في أفغانستان كنا نصرح بأن هذا الجهاد هو فرض عين على كل مسلم يستطيع الذهاب إلى تلك الجهاد، نقول يستطيع لأن الأمر يتعلق تارة بالشخص الواجب عليه الجهاد وتارة يتعلق بالظروف التي تحيط بهذا الإنسان فإذا ما تيسرت للشاب المسلم الوسائل الميسرة له للذهاب إلى الجهاد في أفغانستان وأزيلت العراقيل كلها التي تحول بينه وبين الذهاب إلى الجهاد في سبيل الله هناك، حينئذٍ لا عذر لأحد بالتخلف عن هذا الجهاد، لأنه جهاد إسلامي وإن كان يتخلله بعض الأمور التي تخالف ما جاء في الشريعة، ولكن الجهاد في سبيل طرد العدو الغازي للبلاد الإسلامية من أي بلد كان أي بلد كان المغزو من قبل الكفار فعلى المسلمين جميعاً أن ينفروا لطرد ذلك العدو من بلد الإسلام، ولهذا نحن قد سجلنا تساجيل كثيرة وكثيرة جداً وتناقشنا مع بعض أهل العلم حول هذه المسألة الهامة، وكان رأيي فيها كما لا يزال أنه يجب على المسلمين أن يذهبوا إلى تلك البلاد ويجاهدوا في سبيل الله حتى تكون كلمة الله هي العليا، والذي نرجوه بهذه المناسبة أن لا تذهب هذه الجهادات والأتعاب والدماء التي أريقت في سبيل هذا الجهاد أن لا يذهب سدى، وذلك بأن يقتطف ثمار ذلك الجهاد وتقوم في بلادهم الدولة المسلمة المرجو أن تكون آنفاً دولة إسلامية يأوي إليها كل مسلم في أي بلد كان.
6 - هناك ملابسات يشيعها الخصوم حول موقفكم من الجهاد الأفغاني إذ يشيعون أنكم لا تجيزون الجهاد الأفغاني ثم رأينا لكم تأييداً عبر صحابة أنصار السنة فنرجوا من فضيلتكم البيان والتوضيح خاصة لقراء مجلتنا المجاهد ؟ أستمع حفظ
يشيع البعض بأن موقفكم في قضية الجهاد الأفغاني بأن المجاهدين عامة يقصدون عموم الشعب الأفغاني وهؤلاء فيهم السلفي وفيهم أيضاً الخرافي وفيهم من كان في العقيدة على غير طريقة أهل السنة والجماعة فيقولون أن هذا هو السبب الذي يمنعكم من أن تجيزوا بحجة اختلاط المجاهدين ؟
الشيخ : هذا رأي في الحقيقة يحمله بعض المشايخ في بعض البلاد العربية، وأنا ناقشتهم في ذلك وجادلتهم في سهرة طويلة عندنا هناك في عَمان ويوجد شريط مسجل في هذا الموضوع من جملة ما قلت لهم هناك : هؤلاء العرب الموحدون الذين يعلمون ما في الأفغان من انحراف في العقيدة وفي العبادة عن الكتاب والسنة الشيء الكثير مع الأسف، هؤلاء العرب يجب عليهم الذهاب إلى تلك البلاد وأن يجاهدوا هناك بالقلم وبالسنان فعليهم الجهاد واجب مرتين: أولاً: لمجاهدة الكفار المحتلين لتلك البلاد، وثانياً: لدعوة أولئك المسلمين الذين أعتبرهم أنهم مرضى فيجب معالجتهم بالعلم الصحيح النابع من الكتاب والسنة، فوجود مثل هذا الانحراف في تلك البلاد يؤكد وجوب الجهاد فيها وليس يكون عذراً لترك الجهاد فيها .
7 - يشيع البعض بأن موقفكم في قضية الجهاد الأفغاني بأن المجاهدين عامة يقصدون عموم الشعب الأفغاني وهؤلاء فيهم السلفي وفيهم أيضاً الخرافي وفيهم من كان في العقيدة على غير طريقة أهل السنة والجماعة فيقولون أن هذا هو السبب الذي يمنعكم من أن تجيزوا بحجة اختلاط المجاهدين ؟ أستمع حفظ
كنت شيعياً ثم هداني الله لمذهب أهل السنة وكنت أصلي على طريقة الشيعة فهل علي إعادة مثل تلك الصلوات أم لا وما علي الآن ؟
الشيخ : لا نجد فيما نعلم من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من كان كافراً أو كان فاسقاً تاركاً للصلاة أو مؤدياً لها تأدية مخالفة لأحكام الشريعة لا نجد في الكتاب والسنة ما يوجب على مثل هذا الإنسان أن يعيد شيئاً من تلك الصلوات وإنما نقول في مثله : عفا الله عما سلف ولعل وهذا بلا شك يفهم من مبادئ الشريعة وقواعدها أولًا: وعدم وجود نص يلزم مثل هذا الإنسان أن يقضي تلك الصلوات، وثانياً: أجد في مثل في بعض الأحاديث ما يمكن أن يتخذ دليل على هذا الذي قلناه آنفاً منها : الحديث المعروف عند علماء الحديث والفقه بحديث المسيء صلاته، وفيه كما هو معلوم أن رجلاً صلى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم ينظر إليه ثم لما انتهى من صلاته جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل ، وهكذا صلى الرجل ثلاث مرات وفي كل مرة يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً وما يكون منه عليه السلام إلا أن يقول: وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل، فتبين للرجل أنه يصلي صلاة غير كاملة أو غير صحيحة فقال : يا رسول الله والله لا أحسن غير هذا فعلمني فعلمه الرسول عليه السلام في تمام الحديث المعروف حيث قال : ( إذا قمت إلى الصلاة توضأ كما أمرك الله ثم استقبل القبلة ثم كبر ) إلى آخره، فأنا أفهم من هذا الحديث أن الرجل هكذا كانت صلاته وليس أول مرة يصلي هذه الصلاة بدليل قوله : والله يا رسول الله لا أحسن غيرها كأنه يقول: منذ أسلمت وأنا أصلي هذه الصلاة فنجد هنا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يأمره بإعادة ما قد صلى من هذه الصلوات الناقصة وإنما قال له معلماً له من جديد : ( إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ) ثم قال له في نهاية الحديث : ( فإذا أنت أتممت صلاتك فقد تمت صلاتك، وإذا أنت أنقصت منها فقد أنقصت من صلاتك ) فهذا الحديث يأمر بتجديد صحة الصلاة حينما يتبين الجاهل ذلك، وإنما لا يكلف أن يصحح في قضاء ما فاته من الصلوات ، هذا ما عندي جواباً على هذا السؤال .
8 - كنت شيعياً ثم هداني الله لمذهب أهل السنة وكنت أصلي على طريقة الشيعة فهل علي إعادة مثل تلك الصلوات أم لا وما علي الآن ؟ أستمع حفظ
لا يخفاكم أن الدعوة إلى الله قد تشعبت أمورها في هذا العصر وحتى تستطيع الدعوة القيام بواجبها فإن ذلك يلزم تنظيم أمورها وتوزيع الأعمال على الأفراد ليقوم كل بدوره فهل مثل هذا التنظيم حرام أو بدعة ، حيث يشيع خصومكم عنكم أنكم تحرمون التنظيم فنرجوا التكرم والإيضاح ؟
الشيخ : لا شك أن التنظيم المذكور هنا مجمل، وإذا نظرنا إليه تعديل التنظيم المذكور في نفس هذا السؤال وهو ليقوم كل بدوره فهل مثل هذا التنظيم حرام أو بدعة ؟
نقول : ما يشاع من أننا ننكر التنظيم فليس هذا هو التنظيم الذي ننكره، وإنما ننكر تنظيماً ليس للأعمال المتعلقة بالدعوة ذلك لأن تنظيم الدعوة من الأمور الواضحة جداً أن الداعية أو الدعاة يجعلون مثلاً لدروسهم أياماً محدثة حتى يتيسر للراغبين بالتعرف على الدعوة أن يأتوها في أوقات معينة، فمثل هذا التنظيم لا يمكن أن يتبادر إلى ذهن إنسان إنه حرام أو بدعة كيف وأصل ذلك معروف في السنة كما جاء في * صحيح البخاري * وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد جعل للنساء فضلاً عن الرجال يوماً معيناً يأتيهن ويعظهن ويعلمهن ، أما إذا كان المقصود من التنظيم هو تنظيم يترتب من ورائه التحزب والتعصب لهذه الجماعة على الجماعات الإسلامية الأخرى بحيث لا يتسع للتنظيم لتقبل أي جماعة أخرى ولو كان لهم نظام خاص، وهذا النظام قد يكون من هذا النوع الذي لا نراه جائزاً، فقد يكون مثلاً نظاماً سرياً يشبه قيام دولة وسط دولة فذلك مما يترتب منه مفاسد كثيرة، وقد وقع مثل ذلك في عصرنا الحاضر أكثر من مرة، وما جنى المسلمون من وراء ذلك إلا كما يقال الحنظل، فإذن التنظيم اسم يطلق ويراد به ما هو جائز مما جاء في السؤال تنظيم الدعوة، ويطلق ويراد شيئاً آخر وهذا الذي نحن ننكره وهو التنظيم الحزبي الذي يفرض على الحزبيين أموراً ونظاماً يجعلهم يتكتلون على ضد المسلمين الآخرين ولا يتعاملون معهم لأنهم ليسوا منتظمين في هذا النظام فإذن فرق بين نظام وآخر، والحد الفاصل بين ذلك أن لا يكون في النظام إلا تنظيم الدعوة إلى الله بصورة علنية، ولم يكن هناك تنظيم سري لأن هذا التنظيم السري ما يأتي على المسلمين إلا بالبلاء العظيم، والتاريخ أكبر شاهد على ذلك هذا جوابي عن هذا السؤال.
السائل : ...
الشيخ : تفضل .
السائل : إذن كأنه يقول الممنوع هو أن ينشأ تنظيم سري يتعصب له لأنه تنظيم .
الشيخ : إي نعم .
السائل : ويوالى ويعادى من أجله .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وهل نستفيد المنع بهذا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : ( يا للأنصار قال: يا للمهاجرين ، ثم قال أبدعوى الجاهلية ) مع أنهم تنادوا إلى اسم شرعي .
الشيخ : هذه عصبية ليس لها علاقة بالتنظيم .
السائل : ما يستفاد منه أن من تداعى إلى جماعة يعني تعصب لها أن يكون هذا من الممنوع ؟
الشيخ : هو ممنوع بلا شك، أما الحديث يعني هي قبلية جاهلية حرمها الرسول عليه السلام ليس له علاقة بالتنظيم الذي نحن ننكره، لكن على كل حال ما أنكره الرسول عليه السلام في هذا الحديث هو لأنهم عادوا إلى ما كان عليه عادتهم في الجاهلية من أن يتعصب كل قبيلة لقبيلتها على الحق وعلى الباطل، فمن هذه الزاوية ممكن أن يلتقي الحديث مع التنظيم السري الذي يعادي من ليس معهم ويحاربهم ولا يتعاونون مع المسلمين ويكونون حزباً منفصلين عن جماعة المسلمين، ولذلك فنحن نرى أن التنظيم كما جاء في السؤال إذا كان تنظيماً للدعوة التي تتسع لكل الجماعات الإسلامية ولا تتقوقع كما يقال على نفسها ولا تقبل إلا من دان بنظامها فهذا التنظيم إذا كان هو المقصود بهذا السؤال كما هو الظاهر هذا لا يمكن لإنسان أن ينكره بل هو يحبذه ويدعو إليه، إلا أنه يجب الملاحظة أن كلمة التنظيم لا شك أنها كلمة عربية قديمة، لكنها في اصطلاح العصر الحاضر تعني شيئاً غير الذي يتبادر مما جاء في السؤال من تعظيم الدعوة والدعاة ليقوم كل منهم بواجبه، فالتنظيم حينما يطلق فإنما يراد شيء لا نراه مشروعاً، ولذلك فإذا ما دعونا إلى التنظيم فلا بد من تحديد المراد وتوضيحه للناس حتى لا يتبادر لأذهان البعض بأنه من نوى ذلك التنظيم الذي جاء بالبلاء على جميع المسلمين وفي كل البلاد .
السائل : جزاك الله خيراً.
9 - لا يخفاكم أن الدعوة إلى الله قد تشعبت أمورها في هذا العصر وحتى تستطيع الدعوة القيام بواجبها فإن ذلك يلزم تنظيم أمورها وتوزيع الأعمال على الأفراد ليقوم كل بدوره فهل مثل هذا التنظيم حرام أو بدعة ، حيث يشيع خصومكم عنكم أنكم تحرمون التنظيم فنرجوا التكرم والإيضاح ؟ أستمع حفظ
الصحوة الإسلامية تناولتها أقلام كثيرة فما هي في رأيكم الأمور الملحة لترشيد هذه الصحوة والأخذ بيدها نحو الإسلام الصحيح ؟
الشيخ : الذي أعتقده بالنسبة لهذا السؤال أن الصحوة الإسلامية التي ترددت هذه الكلمة في العصر الحاضر هي أولاً: صحوة بدائية، وثانياً: أسبابها يعود إلى شيئين اثنين :
الشيء الأول : إنما كانت هذه الصحوة بسبب الضغوط والظلم والجور الذي أحاط بالمسلمين من خارج بلادهم ومن داخلها، فالشدة هذه التي ألمت بهم كانت سبباً لهذه اليقظة ولهذه الصحوة.
وسبب آخر وهو سبب أهم باعتقادي هي أعني الصحوة ناتجة من قيام جماعة من المسلمين كما يعبرون اليوم الأصوليين أي: الذين يعودون في فهمهم لكتاب الله ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقاً وعملاً وعلى منهج السلف الصالح ، دعوة هؤلاء في العصر الحاضر تبعاً لبعض الدعاة المصلحين قديماً ، هذه الدعوة لها السبب الأكبر في إيقاظ جماهير المسلمين وتحقيق هذه الصحوة إذا كانت صحوة علمية ولم تكن فقط صحوة بسبب ما ذكرته آنفاً من السبب الأول وهو الجور والظلم الذي أحاط بالمسلمين، ولكي نستفيد من هذه الصحوة وهي في أول طريقها فلا بد من تمهيد السبيل وتوضيح السبيل لها باستمرار الدعاة المصلحين على الطريقة التي ذكرناها آنفاً من الاعتماد على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح من أن يوسعوا دعوتهم وأن يتصلوا مع كل الجماعات الإسلامية قدر إمكانهم قدر إمكانهم لكي تتضح لهم هذه الدعوة المباركة ، لكي تتضح لهم من جميع نواحيها وبخاصة ما كان منها متعلقاً بالعقيدة عقيدة التوحيد على الوجه الصحيح الذي كان عليه سلفنا الصالح .
لكني بهذه المناسبة لا بد لي من أن أذكر أن هذه الصحوة التي يعني ظهر رأسها أو أولها يجب أن يقترن معها توجيه المسلمين مع الدعوة الفكرية الصحيحة إلى ضرورة العمل بهذا الإسلام وعدم الوقوف عند اليقظة وعند الصحوة الفكرية العلمية فقط، بل لا بد من أن يقترن معها العمل بمقتضى هذه الصحوة التي تعود على الكتاب والسنة ، أما بقاء كثير من الجماعات أو الأحزاب الإسلامية في دعوة الناس إلى الإسلام إسلاماً غير معلوم غير مبين فهذا لا يفيد العالم الإسلامي شيئاً، فعليهم هم في ذوات أنفسهم قبل كل شيء أن يتفهموا الإسلام فهماً صحيحاً لكي يستطيعوا أن يقدموه إلى العالم الإسلامي واضحاً بيناً وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه .
باختصار : يجب أن نعلم الناس وأن نرشدهم إلى الإسلام الصحيح المأخوذ من الكتاب والسنة ووجوب العمل بذلك، فإننا نرى كثيراً من الدعاة الإسلاميين فضلاً عمن دونههم يعرفون كثيراً من الأحكام الشرعية ثم هم لا ينفذونها ولا يقومون بها، بل إن بعضهم ليصرح بأنه لا ينبغي البحث في هذا من الناحية العملية ولفت النظر إلى هذه الناحية، لأن في ذلك قد يوجد شيئاً من الفرقة والاختلاف، فهم إذن يخشى أن ينطبق عليهم قول الله تبارك وتعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) فالدعوة إذن يجب أن تكون إلى الكتاب العمل بالكتاب والسنة فهماً وتطبيقاً هذا ما عندي جواباً عن هذا السؤال .
10 - الصحوة الإسلامية تناولتها أقلام كثيرة فما هي في رأيكم الأمور الملحة لترشيد هذه الصحوة والأخذ بيدها نحو الإسلام الصحيح ؟ أستمع حفظ
ما هي آخر مشاريعكم العلمية وهل هناك نية للعودة للسيرة النبوية وتحقيقها ؟
الشيخ : نعم .
السائل : يقول ما هي آخر مشاريعكم العلمية وهل في النية العودة للسيرة النبوية وتحقيقها ؟
الشيخ : والله الآن أتيحت لنا الفرصة لطبع الكتب أو تجديد طباعتها فهي تأخذ وقتاً أكثر مما كنت أقرره لمتابعة البحوث العلمية على منهجي المعلوم، فقلما يتيسر لي الوقت لإتمام مثلاً مشروعي القديم الذي يدخل تحت المشروع العام تقريب السنة بين يدي الأمة أعني بالمشروع القديم * صحيح سنن أبي داود * و * ضعيف سنة أبي داود * قلما تتاح لي الفرصة للعمل في هذا المشروع، لأني الآن منكب على تصحيح التجارب والملازم التي تقدر بالطبع كثير من كتبي وآخر ما عندنا الآن من حيث الطباعة المجلد الخامس من * سلسلة الأحاديث الصحيحة * والمجلد الخامس أيضاً من السلسلة الأخرى * سلسلة الأحاديث الضعيفة * أما من حيث التأليف فأنا الآن في صدد في شيء من الاستمرارية بقدر الإمكان بوضع فهرس هذا يصلح أن يكون مرجعاً عاماً للمشتغلين بعلم السنة ألا هو .
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أهلين يعطيك العافية ، هذا ابني عبد الرزاق .
هذا المشروع هو أني أخذت * كتاب الثقات * لابن حبان فبدأت أرتبه على الحروف الهجائية وأريد أن أسميه وقد يكون لي غير هذه التسمية * تيسير اتباع الخلان لكتاب ثقات ابن حبان *.
الطالب : السلام عليكم .
الشيخ : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ذلك لأن الانتفاع بهذا الكتاب صعب جداً جداً ذلك لأنه قسم الكتاب على أربع طبقات، الصحابة والتابعون وأتباعهم وأتباع أتباعهم، فإذا مر بنا شخص نريد أن نعرف ترجمته في تاريخ ابن حبان قبل كل شيء يجب أن تحدد الطبقة ، ليس صحابياً هذا سهل عادة، لكن كونه تابعي أو تابع التابعي ليس سهلاً وكذلك كونه تابع تابعي أو من أتباع تابع التابعين ليس سهلاً ، ثم إذا تيسر لنا تحديد الطبقة وقد يكون تحديد الطبقة مختلف بين ابن حبان وغيره فهو مثلاً يورده في طبقة التابعين، غيره يورده في أتباع التابعين فيغلب على الظن مثلاً أنه من أتباع التابعين، فترجع وتراجع اسمه في هذه الطبقة في كتاب الثقات فلا تحصل عليه لأنه أورده في طبقة التابعين والعكس بالعكس .
والعقبة الأخيرة : أن كل طبقة فيها من كل الأسماء من الألف إلى الياء، فهو أولاً لا يرتب أسماء المترجمين على الحروف الهجائية فمثلاً إذا أردت أنت أن تعرف ترجمة إسحاق بن إبراهيم ما تعرف أن إسحاق هو عنده قبل اسماعيل أم إسماعيل قبل إسحاق مع أنهم قريبين من بعضهم البعض، وعلى العكس من ذلك إذا مر بك اسم أزهر ما تدري أزهر أورده قبل اسماعيل وإسحاق ولا بعده تجده بعده وهكذا، والعقبة الكبرى أن من يسمى بإسماعيل وإسحاق وأحمد ومحمد لا يرتبهم على أسماء آبائهم، فإذا أردت اسم رجل اسمه محمد فقد تحتاج أن تقرأ المجلد كله ثم قد تجده وقد لا تجده فتبديداً لهذه العقبات ولهذه الصعوبات، بدأت أعمل منذ بضع سنين في هذا الكتاب أرتبه ترتيباً دقيقاً بحيث يستطيع الباحث بلحظة واحدة أن يحصل ترجمة وفيها خلاصة ما قال ابن حبان فيه كأن يكون ثقة أو يكون ثقة يخطئ أو يعتبر به أو نحو ذلك، ومع المحافظة على تاريخ الولادة وتاريخ الوفاة بأوجز عبارة ممكنة، هذا المشروع نحن الآن في تقريباً أواخر مراحله ونرجوا الله عز وجل أن ييسر لنا التمام، هذا الحياة العلمية التي يعيشها.
يرجو إخوانكم السلفيون أن توجهوا لهم نصيحة خاصة وقد كشر أهل البدع عن أنيابهم وأظهروا عداوتهم للتوحيد وأهله فإخوانكم وأبناءكم في الخنادق وعلى أرض الجهاد يرجونكم الدعاء والنصيحة لهم
الشيخ : أوصي إخواننا بما أوصي به نفسي أن يستمروا في جهادهم الفكري والحربي في آن واحد، وأن لا يهتموا بمعادات أعدائهم من النوعين من كان خارج دائرة الإسلام أو من كان في هذه الدائرة منحرفاً إما عن كثير من عقائد هذا الإسلام الصحيح أو منحرفاً عن أخلاقه التي يأمر بها كل مسلم من التحابب والتوادد، وفي اعتقادي أن الذين يحاربون دعوة التوحيد وأصحاب هذه الدعوة هم قسمان اثنان :
القسم الأول : الجهل بحقيقة هذه الدعوة المباركة، فهؤلاء ينبغي أن ننظر إليهم نظرة الطبيب المشفق على مريضه فهو يحاول أن يعالجه بكل دواء لا يزعج المريض ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .
أما من كان عارفاً بحقيقة هذه الدعوة ثم هو مع ذلك يعادي أهلها فليس لنا أن نعاديهم إلا بأن نكل أمرهم إلى الله تبارك وتعالى وهو الذي ينتصر للمظلومين على الظالمين وربنا عز وجل يقول : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) فأوصي إخواننا على أن يصبروا على ما يصابون به من العداء من أي نوع كان هذا العداء والله عز وجل مع الصابرين و (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) مع الاستمرار بدراسة هذا الإسلام على المنهج الذي نحن ماشون عليه جميعاً إن شاء الله من فهم الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ودعوة الناس إلى ذلك كما قال تعالى : (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) والذي أعرفه بتجربتي الطويلة أن أكثر هؤلاء المعادين إنما هم جاهلون بحقيقة هذه الدعوة التي نحن ندعوا إليها، فعلينا أن نلازم الدعوة وأن نصبر عليها حتى يحكم الله عز وجل بيننا وبين المخالفين لها.
وسلامي إلى جميع إخواننا راجياً لهم أن ينصرهم الله تبارك وتعالى على أعدائهم مهما كان أمرهم وفي أي مكان كان شأنهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السائل : في الختاب نتوجه بالشكر نيابة عن جماعة القرآن والسنة وعلى رأسهم الأخ الكريم الشيخ جميل الرحمن ، والأخوة في أسرة تحرير مجلة مجاهد، ونشكر فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على ما بذل لنا من وقت فجزاه الله خير، ونسأل الله عز وجل أن ينفعنا جميعاً إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد .