متفرقات-027
مقدمة الشيخ
الشيخ : واعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )) أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )) أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أهمية كتاب رياض الصالحين
الشيخ : وبعد:
فقد آن لنا بعد أن تيسرت لنا الأسباب والظروف أن نلتقي بكم في كل أسبوع مرة على الأقل لنتدارس الإسلام من مصدريه الصافيين : كتاب الله وحديث رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا بد لمثل هذا الدرس من سند يستند إليه المدرس حتى أولاً يكون سنداً له وعوناً له على تحديد الموضوع
وثانياً لكي يرتبط من شاء من الحاضرين من إخواننا طلاب العلم بهذا الكتاب ليتدارسه هو بنفسه ليتذكر ما سبق من الدروس المتقدمة
وقد وقع اختياري على كتاب الإمام النووي المعروف برياض الصالحين من كلام سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وذلك لسببين اثنين :
الأول: أن هذا الكتاب من كتب الحديث النادرة التي تقصد فيه مؤلفه الأحاديث الصحيحة وتجنب ما استطاع الأحاديث الضعيفة فضلاً عن الأحاديث الموضوعة وهذه خصلة مهمة جداً في كتب الحديث الكثيرة ذلك لأن هذه الكثرة الكاثرة من كتب الحديث المشهورة والتي يتداولها العلماء فضلاً عن طلاب العلم قد حوت كثيراً من الأحاديث الواهية والمنكرة بل والموضوعة
فقد آن لنا بعد أن تيسرت لنا الأسباب والظروف أن نلتقي بكم في كل أسبوع مرة على الأقل لنتدارس الإسلام من مصدريه الصافيين : كتاب الله وحديث رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا بد لمثل هذا الدرس من سند يستند إليه المدرس حتى أولاً يكون سنداً له وعوناً له على تحديد الموضوع
وثانياً لكي يرتبط من شاء من الحاضرين من إخواننا طلاب العلم بهذا الكتاب ليتدارسه هو بنفسه ليتذكر ما سبق من الدروس المتقدمة
وقد وقع اختياري على كتاب الإمام النووي المعروف برياض الصالحين من كلام سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وذلك لسببين اثنين :
الأول: أن هذا الكتاب من كتب الحديث النادرة التي تقصد فيه مؤلفه الأحاديث الصحيحة وتجنب ما استطاع الأحاديث الضعيفة فضلاً عن الأحاديث الموضوعة وهذه خصلة مهمة جداً في كتب الحديث الكثيرة ذلك لأن هذه الكثرة الكاثرة من كتب الحديث المشهورة والتي يتداولها العلماء فضلاً عن طلاب العلم قد حوت كثيراً من الأحاديث الواهية والمنكرة بل والموضوعة
بيان ما يكون به صلاح أمة الإسلام
الشيخ : ونحن نعتقد قاطعين جازمين على أن صلاح هذه الأمة إنما هو بأن ترجع إلى ما كان عليه سلف هذه الأمة وكل ذي لب وفقه يجزم معنا ويقطع بأن سلفنا الصالح كان على بينة من دينه وذلك لقرب عهده بنبيهم صلى الله عليه وسلم والذين تلقوا العلم عنه مباشرة قبل أن يخالطه وأن يداخله قليل أو كثير مما يتبرأ منه الإسلام ، بخلاف واقع المسلمين اليوم فإنهم لا يرجعون إلى سند وإلى مرجع أو مستند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذاك الذي كان يرجع إليه سلف الأمة، فإنكم في اعتقادي تعلمون جميعاً أن أعداء الإسلام من جهة وأهواء بعض المسلمين من جهة أخرى كانت من أكبر الأسباب التي جعلت الإسلام جعلت الإسلام لا يقوم بوظيفته من حيث تمام الهداية للناس الذي يتبنونه لهم ديناً لسبب هذه - إذا صح هذا التعبير - هذه الجراثيم هذه الميكروبات هذه الغرائب التي دخلت في الإسلام والإسلام بريء منه
ولذلك أعتقد بأننا إذا أردنا أن نرجع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح من التمسك بالكتاب والسنة الصحيحة فلا بد لنا من أن نستعين على ذلك بعلماء الحديث الذين خصهم الله تبارك وتعالى دون سائر علماء المسلمين بالعناية بتصفية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مما دخل فيه ومما هو بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب
ولذلك أعتقد بأننا إذا أردنا أن نرجع إلى ما كان عليه سلفنا الصالح من التمسك بالكتاب والسنة الصحيحة فلا بد لنا من أن نستعين على ذلك بعلماء الحديث الذين خصهم الله تبارك وتعالى دون سائر علماء المسلمين بالعناية بتصفية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مما دخل فيه ومما هو بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب
بيان أن علماء الحديث منهم من تخصص برواية الأحاديث وجمعها ، ومنهم من زاد على ذلك بتصفية الأحاديث وغربلتها
الشيخ : وعلماء الحديث في هذا المجال أقسام وأنواع خيرهم من تخصص ليس في رواية الحديث فقط وإنما وفي غربلة هذا الحديث وتصفيته من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ولقد كان عدد هؤلاء العلماء من المحدثين ثلة من الأولين وقليلٌ من الآخرين ، في مقدمة الأولين الإمام البخاري ومسلم رحمهم الله الذين ألفوا قبل كل محدث كتابيهما في الصحيح الذين عرفا بصحيح البخاري وصحيح مسلم بينما كان هم المحدثين الذين سبقوهما أو عاشروهما إنما هو جمع الحديث من مختلف الرواة الذين كانوا تفرقوا في مختلف البلاد بسبب الفتوحات الإسلامية ولا ينبغي أن ننسى أن الفضل الأول لهذين أن الفضل الأول لتمكين هذه الإمامين من تأليف صحيحيهما إنما يعود فضل ذلك إلى أولئك الرواة الذين أشرنا إليهم الذين كان همهم جمع الأحاديث من صدور الرجال في مختلف البلاد كما ذكرنا ، وإلا لو لم يوجد هذا الجهد الطويل الواسع من أولئك الرواة في جمع مادة الحديث لما كان هناك بين يدي الإمامين البخاري ومسلم المادة التي تساعدهم على اختيار ما صح من الحديث مما لم يصح
أقول هذا لقول الله تبارك وتعالى : (( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ))
أقول هذا لقول الله تبارك وتعالى : (( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ))
4 - بيان أن علماء الحديث منهم من تخصص برواية الأحاديث وجمعها ، ومنهم من زاد على ذلك بتصفية الأحاديث وغربلتها أستمع حفظ
بيان سبب جمع المحدثين الحديث في كتبهم دون التمييز بين صحيحه وسقيمه ؟
الشيخ : لكي لا يقول غافل أو جاهل وقد سمعنا هذا مراراً وتكراراً : ما بال أولئك المحدثين الذين جمعوا الحديث في كتبهم دون التمييز بين صحيحه وسقيمه كما فعل الإمامان البخاري ومسلم؟ يقولون هذا بالاستفهام الاستنكاري جاهلين هذه الحقيقة التي أشرت إليها وهي أن هذا الجمع الذي كان عمل الجمهور الكبير من علماء الحديث أمر لا بد منه وهو كما ذكرنا أيضاً توطئة لتمييز الصحيح من الضعيف
فنحن مثلاً نجد من الكتب المشهورة الآن بين المسلمين مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في ستة مجلدات ضخمة ولكن واقع هذا الكتاب العظيم هو أن فيه من كل أنواع الحديث من الصحيح والحسن بقسميه الصحيح لذاته والصحيح لغيره والحسن لذاته والصحيح لغيره
الطالب : والحسن لغيره
الشيخ : لا، فيه الصحيح بقسميه : الصحيح لذاته والصحيح لغيره ، وفيه الحسن بقسميه الصحيح لذاته والحسن لغيره، وفيه الضعيف وهو أيضاً بقسميه المعروفين في مصطلح الحديث : الضعيف الذي لم يشتد ضعفه والذي يصلح أن يقوي غيره مما كان مثله، وفيه الضعيف الواهي الذي لا يفيد الواقف عليه شيئاً إلا أن يعرف وهاءه وضعفه، وفيه بعض الأحاديث الضعيفة .
هذا الكتاب هذا الكتاب الضخم يقول بعض الناس لماذا لم يصف الإمام أحمد هذا الكتاب المسند من الأحاديث الضعيفة والموضوعة نقول : كفى الإمام أحمد فضلاً أنه كرّس حياته كلها في سبيل جمع هذا المسند من مختلف البلاد الإسلامية، أنتم تعلمون أن الإمام أحمد هو أحد الأئمة الأربعة من الفقهاء فقهاء المسلمين الذي يقلدهم جماهير المسلمين من أهل السنة ولعلكم تعلمون معي أن هذا الإمام الذي هو آخر الأئمة الفقهاء الأربعة هو أكثر هؤلاء الأئمة بل وغيرهم ليس فقط من الفقهاء بل ومن المحدثين هو أكثرهم حديثاً لماذا ؟ لأنه صرف جهده لجمع هذه الأحاديث في هذا الكتاب العظيم وبذلك مهد الطريق لتصفية هذه الأحاديث وتمييز صحيحها من ضعيفها
ولا غرابة في أن يكون هذا الإمام الإمام أحمد من شيوخ الصحيحين من شيوخ البخاري ومسلم فقد رويا عنه في الصحيحين فضلاً عن غيرهما كثيراً من الأحاديث
قلت : إن أكثر علماء الحديث كان همهم جمع الحديث من صدور الرواة يومئذٍ ثم تلاهم جمهور آخر كان همهم كتابة هذه الأحاديث وجمعها في الكتب أيضاً على ذلك النمط من التقميش دون التفتيش ، من الجمع دون التمييز بين الصحيح والضعيف فكانت هذه الكتب الكثيرة التي يتداولها المسلمون اليوم من العلماء وطلاب العلم لكن بين هؤلاء من تقصد الغاية من ذلك الجمع والتقميش ألا وهو التمييز كان من هؤلاء كما قلنا ثلة من الأولين منهم الإمام البخاري والإمام مسلم وقليل من الآخرين
فنحن مثلاً نجد من الكتب المشهورة الآن بين المسلمين مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في ستة مجلدات ضخمة ولكن واقع هذا الكتاب العظيم هو أن فيه من كل أنواع الحديث من الصحيح والحسن بقسميه الصحيح لذاته والصحيح لغيره والحسن لذاته والصحيح لغيره
الطالب : والحسن لغيره
الشيخ : لا، فيه الصحيح بقسميه : الصحيح لذاته والصحيح لغيره ، وفيه الحسن بقسميه الصحيح لذاته والحسن لغيره، وفيه الضعيف وهو أيضاً بقسميه المعروفين في مصطلح الحديث : الضعيف الذي لم يشتد ضعفه والذي يصلح أن يقوي غيره مما كان مثله، وفيه الضعيف الواهي الذي لا يفيد الواقف عليه شيئاً إلا أن يعرف وهاءه وضعفه، وفيه بعض الأحاديث الضعيفة .
هذا الكتاب هذا الكتاب الضخم يقول بعض الناس لماذا لم يصف الإمام أحمد هذا الكتاب المسند من الأحاديث الضعيفة والموضوعة نقول : كفى الإمام أحمد فضلاً أنه كرّس حياته كلها في سبيل جمع هذا المسند من مختلف البلاد الإسلامية، أنتم تعلمون أن الإمام أحمد هو أحد الأئمة الأربعة من الفقهاء فقهاء المسلمين الذي يقلدهم جماهير المسلمين من أهل السنة ولعلكم تعلمون معي أن هذا الإمام الذي هو آخر الأئمة الفقهاء الأربعة هو أكثر هؤلاء الأئمة بل وغيرهم ليس فقط من الفقهاء بل ومن المحدثين هو أكثرهم حديثاً لماذا ؟ لأنه صرف جهده لجمع هذه الأحاديث في هذا الكتاب العظيم وبذلك مهد الطريق لتصفية هذه الأحاديث وتمييز صحيحها من ضعيفها
ولا غرابة في أن يكون هذا الإمام الإمام أحمد من شيوخ الصحيحين من شيوخ البخاري ومسلم فقد رويا عنه في الصحيحين فضلاً عن غيرهما كثيراً من الأحاديث
قلت : إن أكثر علماء الحديث كان همهم جمع الحديث من صدور الرواة يومئذٍ ثم تلاهم جمهور آخر كان همهم كتابة هذه الأحاديث وجمعها في الكتب أيضاً على ذلك النمط من التقميش دون التفتيش ، من الجمع دون التمييز بين الصحيح والضعيف فكانت هذه الكتب الكثيرة التي يتداولها المسلمون اليوم من العلماء وطلاب العلم لكن بين هؤلاء من تقصد الغاية من ذلك الجمع والتقميش ألا وهو التمييز كان من هؤلاء كما قلنا ثلة من الأولين منهم الإمام البخاري والإمام مسلم وقليل من الآخرين
الكلام على أن المتأخرين لم يجتهد الكثير منهم في تمييز الصحيح من الضعيف
الشيخ : وهنا أقف معكم قليلاً : كان المفروض أن يكون المشتغلون بتمييز الصحيح من الضعيف من هؤلاء المتأخرين أكثر إنتاجاً وإثماراً من المتقدمين، ذلك لأن همة المتقدمين حتى الذين ميزوا الصحيح من الضعيف كالإمامين المذكورين كانت متوجهةً لهذا الجمع الذي لا سبيل إليه إلا بطريق الرواية وبطريق الإسناد كما هو معلوم أن يقول أحدهم حدثني فلان قال حدثني فلان
وأما المتأخرون فقد كفاهم الله تبارك وتعالى أن يفرغوا وأن يشغلوا وقتهم بجمع الحديث من صدور الرجال فقد جمعت هذه الأحاديث من أولئك الأئمة كالإمام أحمد في ذلك الكتاب العظيم كما ذكرنا فلم يبق لهؤلاء المتأخرين إلا أن يتوجهوا إلى هذه الكتب ويعملوا فيها علمهم ووقتهم تمييزاً وتحقيقاً فصلاً للصحيح عن الضعيف أن يوضع كل منهما في كتاب ولكن مع الأسف إن أكثر المتأخرين لم يتوجهوا لمثل هذا الواجب أقول هذا واجب بلا شك لأن الغاية من جمع الحديث هو معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان من الواقع وهو أمر يجب أن نعترف به لأنه أمر واقع ما له من دافع أنه دخل في حديث الرسول عليه السلام ما ليس منه فبدهي جداً أن يكون تمييز الصحيح من كلام الرسول عليه السلام عما لم يصح عنه فرض الواجب على جماعة من علماء المسلمين بحيث يسهل - يرحمك الله - يسهل على كل طالب علم أن يعرف الصحيح من الضعيف كان هذا هو الواجب ولكن لحكمة يعلمها الله تبارك وتعالى مضى على المسلمين أكثر من عشرة قرون وهم لم يفعلوا شيئاً يذكر تجاه القيام بهذا الواجب واجب التمييز بين صحيح الحديث وضعيف الحديث ، وكان من آثار ذلك أنه كلما تأخر الزمن كلما انتشرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة مختلطة بالأحاديث الصحيحة والثابتة ثم يكون عاقبة ذلك أن تضيع الأحاديث الصحيحة والحسنة في غمرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة فيعيش المسلمون في جهل بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام باختلاط الحابل بالنابل كما يقال
لم يقم جماهير هؤلاء المحدثين المتأخرين بهذا الواجب إلا قليلاً منهم وكان من هذا القليل مؤلفنا الإمام النووي لهذا الكتاب الذي رأينا أن نقرأه عليكم ألا وهو كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين
وأما المتأخرون فقد كفاهم الله تبارك وتعالى أن يفرغوا وأن يشغلوا وقتهم بجمع الحديث من صدور الرجال فقد جمعت هذه الأحاديث من أولئك الأئمة كالإمام أحمد في ذلك الكتاب العظيم كما ذكرنا فلم يبق لهؤلاء المتأخرين إلا أن يتوجهوا إلى هذه الكتب ويعملوا فيها علمهم ووقتهم تمييزاً وتحقيقاً فصلاً للصحيح عن الضعيف أن يوضع كل منهما في كتاب ولكن مع الأسف إن أكثر المتأخرين لم يتوجهوا لمثل هذا الواجب أقول هذا واجب بلا شك لأن الغاية من جمع الحديث هو معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان من الواقع وهو أمر يجب أن نعترف به لأنه أمر واقع ما له من دافع أنه دخل في حديث الرسول عليه السلام ما ليس منه فبدهي جداً أن يكون تمييز الصحيح من كلام الرسول عليه السلام عما لم يصح عنه فرض الواجب على جماعة من علماء المسلمين بحيث يسهل - يرحمك الله - يسهل على كل طالب علم أن يعرف الصحيح من الضعيف كان هذا هو الواجب ولكن لحكمة يعلمها الله تبارك وتعالى مضى على المسلمين أكثر من عشرة قرون وهم لم يفعلوا شيئاً يذكر تجاه القيام بهذا الواجب واجب التمييز بين صحيح الحديث وضعيف الحديث ، وكان من آثار ذلك أنه كلما تأخر الزمن كلما انتشرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة مختلطة بالأحاديث الصحيحة والثابتة ثم يكون عاقبة ذلك أن تضيع الأحاديث الصحيحة والحسنة في غمرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة فيعيش المسلمون في جهل بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام باختلاط الحابل بالنابل كما يقال
لم يقم جماهير هؤلاء المحدثين المتأخرين بهذا الواجب إلا قليلاً منهم وكان من هذا القليل مؤلفنا الإمام النووي لهذا الكتاب الذي رأينا أن نقرأه عليكم ألا وهو كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين
بيان سبب وجود أحاديث ضعيفة في رياض الصالحين .
الشيخ : ولكن للسبب الذي ذكرته وهو انصراف جماهير المتأخرين من المحدثين عن التحقيق إلى مجرد الجمع لم ينضج هذا العلم النضج الذي يستحقه أعني بهذا حقيقة فطرية طبيعية وهي أن كل علم إذا ما بدئ به يكون غير ناضج وغير تام وكلما مضى عليه الزمن كلما تم نضجه واستقام أمره
فإذا ما وجدنا الآن مثل الإمام النووي كما ستسمعون يصرح أنه ألف هذا الكتاب وجمعه من الأحاديث الصحيحة ، إذا رأينا فيه بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة التي لا تدخل في الغاية التي رمى إليها والمقصد الذي قصد إليه، فيأتي الاستغراب من بعض الطلاب كيف يكون هذا وهو إنما قصد في هذا الكتاب الأحاديث الصحيحة ؟
الجواب : الجواب هو مما أشرت إليه أن العلماء لم يستمروا بحثاً في الأحاديث الصحيحة وتحقيقاً حتى يأخذ هذا العلم مستواه الذي يليق به وإنما كان في كل عصر وفي كل قرن ولا أقول وفي كل مصر كان يوجد الواحد والاثنان والثلاثة ممن توجهوا لهذه التصفية للأحاديث الصحيحة وتمييزها من الأحاديث الضعيفة
لهذا لا غرابة أن يمر بنا بعض الأحاديث الضعيفة وهي في كتاب رياض الصالحين للإمام النووي الذي قصد فيها الأحاديث الصحيحة.
فإذا ما وجدنا الآن مثل الإمام النووي كما ستسمعون يصرح أنه ألف هذا الكتاب وجمعه من الأحاديث الصحيحة ، إذا رأينا فيه بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة التي لا تدخل في الغاية التي رمى إليها والمقصد الذي قصد إليه، فيأتي الاستغراب من بعض الطلاب كيف يكون هذا وهو إنما قصد في هذا الكتاب الأحاديث الصحيحة ؟
الجواب : الجواب هو مما أشرت إليه أن العلماء لم يستمروا بحثاً في الأحاديث الصحيحة وتحقيقاً حتى يأخذ هذا العلم مستواه الذي يليق به وإنما كان في كل عصر وفي كل قرن ولا أقول وفي كل مصر كان يوجد الواحد والاثنان والثلاثة ممن توجهوا لهذه التصفية للأحاديث الصحيحة وتمييزها من الأحاديث الضعيفة
لهذا لا غرابة أن يمر بنا بعض الأحاديث الضعيفة وهي في كتاب رياض الصالحين للإمام النووي الذي قصد فيها الأحاديث الصحيحة.
بيان الأسباب التي تجعل بعض المحققين تزل به القدم فيصحح أو يحسن الحديث الضعيف.
الشيخ : ولعله من المفيد في هذا الدرس الأول أو في هذه المقدمة بين يدي تدريس الرياض أن نذكر سبباً من الأسباب التي تجعل بعض العلماء المحققين والمميزين للصحيح من الضعيف من الحديث تزل به القدم فيصحح أو على الأقل يحسن ما لا يستحق التصحيح والتحسين
من هذه الأسباب هو كما هو طبيعة البشر عامة إلا ما قل وندر ممن اصطفاهم الله تبارك وتعالى ونجاهم من التقليد والجمود على اتباع الآباء والأجداد ولو كانوا من العلماء على أن هذا التقليد يختلف فيه الناس قلة وكثرة والناجي هو الذي يتخذ مذهباً له ترك التقليد والاعراض عنه ما استطاع إليه سبيلاً هذا هو الناجي وإن كان هو بنفسه قد يضطر إلى أن يقلد لأن المرء لا يستطيع أن يجتهد في كل ما يعرض له من بحث وتحقيق في علم الحديث أو في علم الفقه أو في أصول الحديث أو في أصول الفقه لا بد من التقليد ولكن هناك فرق بين تقليد وتقليد وبين مقلد ومقلد فهناك مقلد يستسلم لمقلده كما يستسلم لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم المعصوم الذي كما قال تعالى : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) وبين مقلد آخر يقلد غير ناس أن الواجب عليه أولاً الاتباع على بصيرة وأنه يقلد حينما يعجز عن أن يكون متبعاً على بصيرة
هذا النوع الثاني من التقليد هو شأن العلماء أما النوع الأول الذي هو التقليد وجعله مذهباً فهذا هو مذهب عامة الناس وجمهور المسلمين وهذا خطأ لا يجوز في دين الله تبارك وتعالى، قلت إن الأصل عدم التقليد إلا لضرورة وهذا ما يقع فيه بعض العلماء وفي اعتقادي أن مثل هذا التقليد هو الذي يجعل مثل الإمام النووي يقع في بعض الأخطاء التي أشرنا إليها آنفاً
فهو مثلاً يأتي إلى حديث وسنذكر الأمثلة في أثناء دراستنا لهذا الكتاب إن شاء الله تعالى، يأتي إلى حديث يعزوه للإمام أبي داود وهو كان قد درس على شيوخه بل هو بنفسه قرر في بعض كتبه أن ما سكت عنه أبو داود في سننه فهو صالح علماً بأن هذه الكلمة من أبي داود وهو صالح اختلف العلماء في تفسيرها اختلافاً لست الآن في صدد شرحه وبيان الصواب منه لكني أريد أن أذكر ما لا بد منه فيما يتعلق بالإمام النووي ألا وهو أن الإمام النووي حينما يقرر في بعض كتبه أن ما سكت أبو داود عنه فهو صالح يقرر هذا مصرحاً ومذكراً بأن هذا الأمر ليس مضطرداً في أحاديث كتابه السنن على ما ذكرنا من الخلاف في تفسير صالح
مع هذا مع قوله أن هذا ليس أمراً مضطرداً بل وتصريحه بأن أبا داود رحمه الله يروي في كتابه أحاديث ضعيفة صراحة ومع ذلك فهو يسكت عنها وأغرب من هذا كله أن الإمام النووي هذا يقول في بعض كتبه ومنه كتابه العظيم * المجموع شرح المهذب * يقول هذا حديث رواه أبو داود وإسناده ضعيف وإنما سكت أبو داود عنه لظهور ضعفه، وهذا كلام صحيح لأنك تجد الحديث بسند عن رجل عن فلان رجل لم يسم فهو مجهول مع ذلك سكت عنه أبو داود فيقول الإمام النووي إنما سكت عنه لوضوح ضعفه إذن لا ينبغي أن نستسلم لكل حديث سكت عنه أبو داود بل لا بد من البحث طبعاً لا أريد من قولي لا بد من البحث لكل فرد من أفراد الناس لأن هذا علم يختص به بعض الأفراد من العلماء فماذا نقول عن عامة الناس وإنما إذن أريد أن أقول بالنسبة لأولئك العلماء الجماهير الذين كان همهم فقط التقميش والتجميع دون التفتيش والتحقيق والذين باستطاعتهم أن يقوموا بواجب التمييز هؤلاء من الواجب عليهم أن لا يستسلموا لهذه القاعدة : ما سكت عنه أبو داود فهو صالح ، لما ذكره النووي نفسه أن أبا داود رحمه الله يروي بعض الأحاديث
الترغيب والترهيب ، كالإمام السيوطي مثلاً في الجامع الصغير والكبير وإنما الإمام النووي قد تقصد أن يورد في كتابه فقط كما قلنا الأحاديث الصحيحة والحسنة ، إذن كيف أورد أحاديث سكت عنها هو وعزاها لأبي داود ؟ لأن القاعدة عنده أن ما سكت عنه فهو صالح فاعتمد عليها ثم لا ندري هل هو استطاع أن يتفرغ لتحقيق الكلام في كل حديث عزاه أبو داود ففعل ثم زل به القلم أم لم يتفرغ لذلك
وهذا الأمر الثاني هو الذي يغلب على ظني وذلك لأن ظهور جهالة الرجل للذي يطلع على الحديث ... له لا يخفى على مثل الإمام النووي بل على من دونه فالظاهر أنه طبق القاعدة العامة واعتمد عليها ولم يتفرغ بإمعان النظر لإسناد كل حديث ، هذا مثال من الأسباب التي دفعت الإمام أن يقع في كتابه بعض الأحاديث الضعيفة.
من ذلك أيضاً اعتماده على تصحيح وتحسين الإمام الترمذي، والإمام الترمذي معروف بالتساهل في تصحيح الأحاديث وفي تضعيفها
وهناك سبب آخر يبدو للباحث والمحقق أن نسخ الترمذي تختلف في بعض الأحاديث خلافاً جزرياً ففي بعض النسخ حتى المطبوعة تجد يقول حديث حسن صحيح ، على الهامش تجد وفي نسخة : حديث حسن غريب ، وفي نسخة أخرى : حديث غريب وشتان بين هذه النسخ ، في هذه الحالة لا بد للباحث المحقق أن يتأكد أولاً هل نسخ الترمذي كلها متفقة فإذا كانت متفقة فهو لا يعتمد على الترمذي لأن العلماء قالوا إن الترمذي متساهل في التصحيح ولذلك لا ينبغي للعالم أن يعتمد عليه بل ينبغي أن يعيد نظره فيما صححه أو حسنه ، أما إذا اختلفت النسخ فهذا أدعى وأحرى أن يتأكد العالم بل وطالب العلم المتمكن في هذا العلم من أن يتحقق من النسخة الصحيحة التي تطابق ما عليه علماء الحديث في أصولهم في الجرح والتعديل وفي أقوالهم في التوفيق وفي التجريح .
هذا ما أردت أن أذكره بين يدي تدريس كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله
من هذه الأسباب هو كما هو طبيعة البشر عامة إلا ما قل وندر ممن اصطفاهم الله تبارك وتعالى ونجاهم من التقليد والجمود على اتباع الآباء والأجداد ولو كانوا من العلماء على أن هذا التقليد يختلف فيه الناس قلة وكثرة والناجي هو الذي يتخذ مذهباً له ترك التقليد والاعراض عنه ما استطاع إليه سبيلاً هذا هو الناجي وإن كان هو بنفسه قد يضطر إلى أن يقلد لأن المرء لا يستطيع أن يجتهد في كل ما يعرض له من بحث وتحقيق في علم الحديث أو في علم الفقه أو في أصول الحديث أو في أصول الفقه لا بد من التقليد ولكن هناك فرق بين تقليد وتقليد وبين مقلد ومقلد فهناك مقلد يستسلم لمقلده كما يستسلم لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم المعصوم الذي كما قال تعالى : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) وبين مقلد آخر يقلد غير ناس أن الواجب عليه أولاً الاتباع على بصيرة وأنه يقلد حينما يعجز عن أن يكون متبعاً على بصيرة
هذا النوع الثاني من التقليد هو شأن العلماء أما النوع الأول الذي هو التقليد وجعله مذهباً فهذا هو مذهب عامة الناس وجمهور المسلمين وهذا خطأ لا يجوز في دين الله تبارك وتعالى، قلت إن الأصل عدم التقليد إلا لضرورة وهذا ما يقع فيه بعض العلماء وفي اعتقادي أن مثل هذا التقليد هو الذي يجعل مثل الإمام النووي يقع في بعض الأخطاء التي أشرنا إليها آنفاً
فهو مثلاً يأتي إلى حديث وسنذكر الأمثلة في أثناء دراستنا لهذا الكتاب إن شاء الله تعالى، يأتي إلى حديث يعزوه للإمام أبي داود وهو كان قد درس على شيوخه بل هو بنفسه قرر في بعض كتبه أن ما سكت عنه أبو داود في سننه فهو صالح علماً بأن هذه الكلمة من أبي داود وهو صالح اختلف العلماء في تفسيرها اختلافاً لست الآن في صدد شرحه وبيان الصواب منه لكني أريد أن أذكر ما لا بد منه فيما يتعلق بالإمام النووي ألا وهو أن الإمام النووي حينما يقرر في بعض كتبه أن ما سكت أبو داود عنه فهو صالح يقرر هذا مصرحاً ومذكراً بأن هذا الأمر ليس مضطرداً في أحاديث كتابه السنن على ما ذكرنا من الخلاف في تفسير صالح
مع هذا مع قوله أن هذا ليس أمراً مضطرداً بل وتصريحه بأن أبا داود رحمه الله يروي في كتابه أحاديث ضعيفة صراحة ومع ذلك فهو يسكت عنها وأغرب من هذا كله أن الإمام النووي هذا يقول في بعض كتبه ومنه كتابه العظيم * المجموع شرح المهذب * يقول هذا حديث رواه أبو داود وإسناده ضعيف وإنما سكت أبو داود عنه لظهور ضعفه، وهذا كلام صحيح لأنك تجد الحديث بسند عن رجل عن فلان رجل لم يسم فهو مجهول مع ذلك سكت عنه أبو داود فيقول الإمام النووي إنما سكت عنه لوضوح ضعفه إذن لا ينبغي أن نستسلم لكل حديث سكت عنه أبو داود بل لا بد من البحث طبعاً لا أريد من قولي لا بد من البحث لكل فرد من أفراد الناس لأن هذا علم يختص به بعض الأفراد من العلماء فماذا نقول عن عامة الناس وإنما إذن أريد أن أقول بالنسبة لأولئك العلماء الجماهير الذين كان همهم فقط التقميش والتجميع دون التفتيش والتحقيق والذين باستطاعتهم أن يقوموا بواجب التمييز هؤلاء من الواجب عليهم أن لا يستسلموا لهذه القاعدة : ما سكت عنه أبو داود فهو صالح ، لما ذكره النووي نفسه أن أبا داود رحمه الله يروي بعض الأحاديث
الترغيب والترهيب ، كالإمام السيوطي مثلاً في الجامع الصغير والكبير وإنما الإمام النووي قد تقصد أن يورد في كتابه فقط كما قلنا الأحاديث الصحيحة والحسنة ، إذن كيف أورد أحاديث سكت عنها هو وعزاها لأبي داود ؟ لأن القاعدة عنده أن ما سكت عنه فهو صالح فاعتمد عليها ثم لا ندري هل هو استطاع أن يتفرغ لتحقيق الكلام في كل حديث عزاه أبو داود ففعل ثم زل به القلم أم لم يتفرغ لذلك
وهذا الأمر الثاني هو الذي يغلب على ظني وذلك لأن ظهور جهالة الرجل للذي يطلع على الحديث ... له لا يخفى على مثل الإمام النووي بل على من دونه فالظاهر أنه طبق القاعدة العامة واعتمد عليها ولم يتفرغ بإمعان النظر لإسناد كل حديث ، هذا مثال من الأسباب التي دفعت الإمام أن يقع في كتابه بعض الأحاديث الضعيفة.
من ذلك أيضاً اعتماده على تصحيح وتحسين الإمام الترمذي، والإمام الترمذي معروف بالتساهل في تصحيح الأحاديث وفي تضعيفها
وهناك سبب آخر يبدو للباحث والمحقق أن نسخ الترمذي تختلف في بعض الأحاديث خلافاً جزرياً ففي بعض النسخ حتى المطبوعة تجد يقول حديث حسن صحيح ، على الهامش تجد وفي نسخة : حديث حسن غريب ، وفي نسخة أخرى : حديث غريب وشتان بين هذه النسخ ، في هذه الحالة لا بد للباحث المحقق أن يتأكد أولاً هل نسخ الترمذي كلها متفقة فإذا كانت متفقة فهو لا يعتمد على الترمذي لأن العلماء قالوا إن الترمذي متساهل في التصحيح ولذلك لا ينبغي للعالم أن يعتمد عليه بل ينبغي أن يعيد نظره فيما صححه أو حسنه ، أما إذا اختلفت النسخ فهذا أدعى وأحرى أن يتأكد العالم بل وطالب العلم المتمكن في هذا العلم من أن يتحقق من النسخة الصحيحة التي تطابق ما عليه علماء الحديث في أصولهم في الجرح والتعديل وفي أقوالهم في التوفيق وفي التجريح .
هذا ما أردت أن أذكره بين يدي تدريس كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله
قراءة في مقدمة رياض الصالحين للإمام النووي وتعليق الشيخ الألباني عليها
الشيخ : والآن أبدأ فأقرأ لكم مقدمة كتابه لأن بها يتبين للسامع مزية هذا الكتاب وبذلك يستطيع أيضاً من كان من طلاب العلم من إخواننا أن يعرف الفرق بين *رياض الصالحين* مثلاً وبين كتاب * الترغيب والترهيب * وبين *رياض الصالحين* مثلاً والمشكاة *مشكاة المصابيح ونحو ذلك من الكتب التي أشرنا إليها آنفاً مما جمعها بعض العلماء المتأخرين على التفصيل السابق منهم من جمع ولم يحقق ومنهم من جمع وحقق ومن هؤلاء إمامنا الإمام النووي رحمه الله فهو يقول :
" بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مكور الليل على النهار، تذكرة لأولي القلوب والأبصار، وتبصرة لذوي الألباب والاعتبار، الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار، وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار، وملازمة الاتعاظ والادكار، ووفقهم للدأب في طاعته، والتأهب لدار القرار، والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار، والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار. أحمده أبلغ حمد وأزكاه، وأشمله وأنماه.
وأشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم، الرؤوف الرحيم، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الهادي إلى صراط مستقيم، والداعي إلى دين قويم، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى سائر النبيين، وآل كل، وسائر الصالحين.
أما بعد :
فقد قال الله تعالى: (( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون )) وهذا تصريح بأنهم خُلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشرع انفصام لا موطن دوام. فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل الناس فيها هم الزهاد. قال الله تعالى: (( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ))
والآيات في هذا المعنى كثيرة. ولقد أحسن القائل:
إن لله عبادا فطنا ** طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا *** أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا *** صالح الأعمال فيها سفنا
فإذا كان حالها ما وصفته، وحالنا وما خلقنا له ما قدمته، فحق على المكلف أن يذهب بنفسه مذهب الأخيار ، ويسلك مسلك أولي النهى والأبصار، ويتأهب لما أشرت إليه، ويهتم بما نبهت عليه. وأصوب طريق له في ذلك، وأرشد ما يسلكه من المسالك: التأدب بما صح عن نبينا سيد الأولين والآخرين، وأكرم السابقين واللاحقين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين. وقد قال الله تعالى: (( وتعاونوا على البر والتقوى )) وصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) وأنه قال: ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) وأنه قال: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ) وأنه قال لعلي رضي الله عنه: ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ).
فرأيت أن أجمع مختصرا من الأحاديث الصحيحة، مشتملاً على ما يكون طريقاً لصاحبه إلى الآخرة ، ومحصلا لآدابه الباطنة والظاهرة، جامعاً للترغيب والترهيب وسائر أنواع آداب السالكين: من أحاديث الزهد، ورياضات النفوس، وتهذيب الأخلاق، وطهارة القلوب وعلاجها، وصيانة الجوارح وإزالة اعوجاجها، وغير ذلك من مقاصد العارفين.
وألتزم فيه أن لا أذكر إلا حديثاً صحيحاً من الواضحات، مضافا إلى الكتب الصحيحة المشهورات، وأصدر الأبواب من القرآن العزيز بآيات كريمات "
هذه مزية من مزايا كتاب الرياض على كتب السنة التي تجمع فيها الأحاديث على هذا النحو من جمع الأبواب حيث يقدم بين يدي كل أحاديث باب من الأبواب ما يناسب هذه الأحاديث من الآيات البينات لذلك يقول : " وأصدر الأبواب من القرآن العزيز بآيات كريمات ، وأوشح ما يحتاج إلى ضبط أو شرح معنى خفي بنفائس من التنبيهات"
" بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مكور الليل على النهار، تذكرة لأولي القلوب والأبصار، وتبصرة لذوي الألباب والاعتبار، الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار، وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار، وملازمة الاتعاظ والادكار، ووفقهم للدأب في طاعته، والتأهب لدار القرار، والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار، والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار. أحمده أبلغ حمد وأزكاه، وأشمله وأنماه.
وأشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم، الرؤوف الرحيم، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الهادي إلى صراط مستقيم، والداعي إلى دين قويم، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى سائر النبيين، وآل كل، وسائر الصالحين.
أما بعد :
فقد قال الله تعالى: (( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون )) وهذا تصريح بأنهم خُلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشرع انفصام لا موطن دوام. فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل الناس فيها هم الزهاد. قال الله تعالى: (( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ))
والآيات في هذا المعنى كثيرة. ولقد أحسن القائل:
إن لله عبادا فطنا ** طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا *** أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا *** صالح الأعمال فيها سفنا
فإذا كان حالها ما وصفته، وحالنا وما خلقنا له ما قدمته، فحق على المكلف أن يذهب بنفسه مذهب الأخيار ، ويسلك مسلك أولي النهى والأبصار، ويتأهب لما أشرت إليه، ويهتم بما نبهت عليه. وأصوب طريق له في ذلك، وأرشد ما يسلكه من المسالك: التأدب بما صح عن نبينا سيد الأولين والآخرين، وأكرم السابقين واللاحقين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين. وقد قال الله تعالى: (( وتعاونوا على البر والتقوى )) وصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) وأنه قال: ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) وأنه قال: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ) وأنه قال لعلي رضي الله عنه: ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ).
فرأيت أن أجمع مختصرا من الأحاديث الصحيحة، مشتملاً على ما يكون طريقاً لصاحبه إلى الآخرة ، ومحصلا لآدابه الباطنة والظاهرة، جامعاً للترغيب والترهيب وسائر أنواع آداب السالكين: من أحاديث الزهد، ورياضات النفوس، وتهذيب الأخلاق، وطهارة القلوب وعلاجها، وصيانة الجوارح وإزالة اعوجاجها، وغير ذلك من مقاصد العارفين.
وألتزم فيه أن لا أذكر إلا حديثاً صحيحاً من الواضحات، مضافا إلى الكتب الصحيحة المشهورات، وأصدر الأبواب من القرآن العزيز بآيات كريمات "
هذه مزية من مزايا كتاب الرياض على كتب السنة التي تجمع فيها الأحاديث على هذا النحو من جمع الأبواب حيث يقدم بين يدي كل أحاديث باب من الأبواب ما يناسب هذه الأحاديث من الآيات البينات لذلك يقول : " وأصدر الأبواب من القرآن العزيز بآيات كريمات ، وأوشح ما يحتاج إلى ضبط أو شرح معنى خفي بنفائس من التنبيهات"
تعليق الشيخ على قول النووي في رياض الصالحين " وإذا قلت في آخر حديث: متفق عليه, فمعناه: رواه البخاري ومسلم "
الشيخ : " وإذا قلت في آخر حديث: متفق عليه، فمعناه: رواه البخاري ومسلم "
في هذه الجملة يشير المؤلف رحمه الله إلى اصطلاح لأهل الحديث كافة لا نستثني من ذلك إلا الإمام بن تيمية جد أحمد بن تيمية في كتابه : *المنتقى من أخبار المصطفى * علماء الحديث اتفقوا على أن أي حديث يقولون فيه متفق عليه فإنما يعنون رواه البخاري ومسلم فاختصار لقولهم رواه البخاري ومسلم يقولون متفق عليه بخلاف ابن تيمية في ذاك الكتاب فإنه يعني في هذه العبارة "متفق عليه " البخاري ومسلم زائد الإمام أحمد هذا خاص بالمنتقى فإذا قرأ أحدكم حديثاً في المنتقى ومخرج كلمة متفق عليه فلا يغلب عليه هذا الاصطلاح الذي ذكره الإمام النووي الآن فإن هذا اصطلاح غالب علماء الحديث وذاك اصطلاح ذلك المؤلف وهو ابن تيمية في كتابه المنتقى
في هذه الجملة يشير المؤلف رحمه الله إلى اصطلاح لأهل الحديث كافة لا نستثني من ذلك إلا الإمام بن تيمية جد أحمد بن تيمية في كتابه : *المنتقى من أخبار المصطفى * علماء الحديث اتفقوا على أن أي حديث يقولون فيه متفق عليه فإنما يعنون رواه البخاري ومسلم فاختصار لقولهم رواه البخاري ومسلم يقولون متفق عليه بخلاف ابن تيمية في ذاك الكتاب فإنه يعني في هذه العبارة "متفق عليه " البخاري ومسلم زائد الإمام أحمد هذا خاص بالمنتقى فإذا قرأ أحدكم حديثاً في المنتقى ومخرج كلمة متفق عليه فلا يغلب عليه هذا الاصطلاح الذي ذكره الإمام النووي الآن فإن هذا اصطلاح غالب علماء الحديث وذاك اصطلاح ذلك المؤلف وهو ابن تيمية في كتابه المنتقى
10 - تعليق الشيخ على قول النووي في رياض الصالحين " وإذا قلت في آخر حديث: متفق عليه, فمعناه: رواه البخاري ومسلم " أستمع حفظ
تعليق الشيخ على كلام النووي في مقدمة رياض الصالحين " وأرجو إن تم هذا الكتاب أن يكون سائقا للمعتني به إلى الخيرات... "
الشيخ : أخيراً يقول الإمام النووي في خاتمة مقدمة كتابه:
" وأرجو إن تم هذا الكتاب أن يكون سائقا للمعتني به إلى الخيرات، حاجزا له عن أنواع القبائح والمهلكات. وأنا سائل أخا انتفع بشيء منه أن يدعو لي، ولوالدي، ومشايخي، وسائر أحبابنا، والمسلمين أجمعين، وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وحسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم"
هنا يمكن أن نذكر بشيء أظن أن الإمام النووي يشير إليه أقول أظن لأن الإمام النووي يمكن أن يقال له في المسألة قولان هو خص هنا بأنه يطلب ممن يقرأ كتابه ويستفيد منه من إخوانه في حياته وممن يقرؤون فيه بعد وفاته بدعاء صالح فهو لا يطلب مثلاً قراءة الفاتحة أو قراءة ختمة أو نحو ذلك وإنما يطلب أمراً مجمعاً بين المسلمين شرعيته وهو أن يدعو المسلم لأخيه المسلم لاسيما لمن أحسن إليه بل وبصورة خاصة لمن كان سبباً في هدايته أو هداية له أصابته بسبب قراءة كتابه
أقول هذا يمكن لأن الإمام النووي هو كما يعلم جميع الحاضرين إن شاء الله أنه شافعي المذهب والإمام الشافعي يصرح بخلاف ما عليه الشافعية اليوم من التهافت على قراءة القرآن على روح الأموات هذا خلاف مذهب الإمام الشافعي ثم انضم إلى ذلك شيء آخر وإن كان مرويا عن الإمام الشافعي لكن خرجوا بنتيجة لا يرضاها الإمام الشافعي يذكر عن الإمام الشافعي أنه يجيز أخذ الأجر يجيز جواز أخذ الأجر على تعليم القرآن وعلى قراءة القرآن فإذا كان في سبيل التعليم فهي مسألة خلافية والصواب أنه لا يجوز ولا أريد أيضاً أن أقف هنا كثيراً لكن الإمام الشافعي صرح كما نقل ذلك عنه الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) أن الإنسان لا ... من قراءته إلى غير شيخ صريح في هذه الآية (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) أما الدعاء فهو مشروع بنص القرآن الكريم (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )) ونحن نرجوا أن يكون الإمام النووي من هؤلاء الذين سبقونا بالإيمان فنحن ندعو له خيراً ونسأل الله أن يجزيه عن كتابه وما أفاد به المسلمين خير الجزاء .
" وأرجو إن تم هذا الكتاب أن يكون سائقا للمعتني به إلى الخيرات، حاجزا له عن أنواع القبائح والمهلكات. وأنا سائل أخا انتفع بشيء منه أن يدعو لي، ولوالدي، ومشايخي، وسائر أحبابنا، والمسلمين أجمعين، وعلى الله الكريم اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي، وحسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم"
هنا يمكن أن نذكر بشيء أظن أن الإمام النووي يشير إليه أقول أظن لأن الإمام النووي يمكن أن يقال له في المسألة قولان هو خص هنا بأنه يطلب ممن يقرأ كتابه ويستفيد منه من إخوانه في حياته وممن يقرؤون فيه بعد وفاته بدعاء صالح فهو لا يطلب مثلاً قراءة الفاتحة أو قراءة ختمة أو نحو ذلك وإنما يطلب أمراً مجمعاً بين المسلمين شرعيته وهو أن يدعو المسلم لأخيه المسلم لاسيما لمن أحسن إليه بل وبصورة خاصة لمن كان سبباً في هدايته أو هداية له أصابته بسبب قراءة كتابه
أقول هذا يمكن لأن الإمام النووي هو كما يعلم جميع الحاضرين إن شاء الله أنه شافعي المذهب والإمام الشافعي يصرح بخلاف ما عليه الشافعية اليوم من التهافت على قراءة القرآن على روح الأموات هذا خلاف مذهب الإمام الشافعي ثم انضم إلى ذلك شيء آخر وإن كان مرويا عن الإمام الشافعي لكن خرجوا بنتيجة لا يرضاها الإمام الشافعي يذكر عن الإمام الشافعي أنه يجيز أخذ الأجر يجيز جواز أخذ الأجر على تعليم القرآن وعلى قراءة القرآن فإذا كان في سبيل التعليم فهي مسألة خلافية والصواب أنه لا يجوز ولا أريد أيضاً أن أقف هنا كثيراً لكن الإمام الشافعي صرح كما نقل ذلك عنه الإمام ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) أن الإنسان لا ... من قراءته إلى غير شيخ صريح في هذه الآية (( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )) أما الدعاء فهو مشروع بنص القرآن الكريم (( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )) ونحن نرجوا أن يكون الإمام النووي من هؤلاء الذين سبقونا بالإيمان فنحن ندعو له خيراً ونسأل الله أن يجزيه عن كتابه وما أفاد به المسلمين خير الجزاء .
11 - تعليق الشيخ على كلام النووي في مقدمة رياض الصالحين " وأرجو إن تم هذا الكتاب أن يكون سائقا للمعتني به إلى الخيرات... " أستمع حفظ
شرح قول النووي في رياض الصالحين : "باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية "
الشيخ : الآن يبدأ بالكتاب فيقول : "بسم الله الرحمن الرحيم
باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية "
ثم يذكر آيات وبعض الأحاديث الواردة في ذلك لكن لا بأس من الإشارة إلى ... ما أشار إليه بقوله: " الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال "
لم يخص الإخلاص وإحضار النية في الطاعات والعبادات فقط وإنما جعل الباب أعم من ذلك فقال : جميع الأعمال ، فهو يشير إلى ما هو معلوم عند كثير من طلاب العلم بأن الأمر العادي المباح الذي حكمه فصلاً في الإسلام أنه لا يثاب عليه فاعله ولا يعاقب تاركه فهو أمر مباح إن شاء فعل وإن شاء ترك هذا هو المباح في الإسلام إجماعاً ، لكن بعض هذه الأعمال إذا نوى فيها صاحبها نية حسنة هذا العمل المباح ينقلب إلى أمر مستحب يثاب عليه فاعله لأنه نوى خيراً وهذا مأخوذ من حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه وهو الذي فيه أن الفقراء جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشكوا إليه الفقر وذكروا له حسدهم وغبطتهم للأنبياء الأغنياء الذين يصلون كما يصلي الفقراء ويحجون كما يحج الفقراء ويفعلون الخيرات التي يفعلها الفقراء ثم هم يمتازون عليهم بأنهم يتصدقون ولا يتصدق الفقراء لأنهم لا يستطيعون فدلهم عليه الصلاة والسلام على كثير من أعمال الخير والخصال الكريمة والأخلاق الطيبة حاثاً لهم على أن يكثروا من العمل بها حتى يسابقوا الأغنياء في كثرة أجورهم فقال لهم : ( إن لكم بكل تسبيحة صدقة وبكل تحميدة صدقة وبكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وإصلاح بين اثنين صدقة ) ثم ذكر خصالاً أخرى ومن ذلك أن قال : ( وفي بضع أحدكم صدقة أي في جماع أحدكم من زوجته صدقة ) تعجب الفقراء من هذه الفقرة الأخيرة أن يجامع المسلم زوجته وأن يكون له على ذلك صدقة فأراد عليه الصلاة والسلام أن يبين لهم ويشرح لهم هذا الأمر الذي استغربوه بطريقة علمية وهذه الطريقة يجب على أهل العلم أن يتمسكوا بها وأن يمرنوا طلابهم عليها وأن لا يكون جوابهم دائماً أبداً حرام حلال جائز مستحب إلى آخره وإنما بطريق السؤال والجواب قال لهم عليه الصلاة والسلام : ( أليس إذا وضعها في الحرام يكون عليه وزر ؟ قالوا: بلى ، قالوا: وكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر ) إذن المسلم حينما يتزوج حينما يعقد عقد نكاحه على زوجته ينبغي أن ينوي في تلك الساعة ليس قضاء شهوته فقط وإنما ... نفسه عن أن يعصي ربه ويقصد بذلك إطاعة ربه تبارك وتعالى واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم حينما أمر بالنكاح في كثير من الآيات والأحاديث وذلك لكي يصبح جماعه لزوجته صدقة جارية على طول الخط ومعنى هذا أن فيه حظاً غير مباشر للزوج أن يقوم بحق الزوجة من هذه الناحية الجنسية لأنه في الوقت الذي يقضي فيها وطره ووطر زوجته يكون له على ذلك أجر وبالتالي أيضاً للزوجة ولكن باعتقادي أن كثيراً من الزوجات غافلات عن هذه النكتة التي أشار إليها الإمام النووي وهو الإخلاص وإحضار النية في كل إيش؟ الأعمال أي سواء ما كان منها مشروعاً أصلاً أو كان مباحاً يستوي فيه الأمر والترك فعلى المسلم كل مسلم رجلاً أم أنثى أن يستحضر هذه النية ليكتب له أجور متواصلة كلما أتى بعمل مباح الأصل
باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية "
ثم يذكر آيات وبعض الأحاديث الواردة في ذلك لكن لا بأس من الإشارة إلى ... ما أشار إليه بقوله: " الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال "
لم يخص الإخلاص وإحضار النية في الطاعات والعبادات فقط وإنما جعل الباب أعم من ذلك فقال : جميع الأعمال ، فهو يشير إلى ما هو معلوم عند كثير من طلاب العلم بأن الأمر العادي المباح الذي حكمه فصلاً في الإسلام أنه لا يثاب عليه فاعله ولا يعاقب تاركه فهو أمر مباح إن شاء فعل وإن شاء ترك هذا هو المباح في الإسلام إجماعاً ، لكن بعض هذه الأعمال إذا نوى فيها صاحبها نية حسنة هذا العمل المباح ينقلب إلى أمر مستحب يثاب عليه فاعله لأنه نوى خيراً وهذا مأخوذ من حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه وهو الذي فيه أن الفقراء جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشكوا إليه الفقر وذكروا له حسدهم وغبطتهم للأنبياء الأغنياء الذين يصلون كما يصلي الفقراء ويحجون كما يحج الفقراء ويفعلون الخيرات التي يفعلها الفقراء ثم هم يمتازون عليهم بأنهم يتصدقون ولا يتصدق الفقراء لأنهم لا يستطيعون فدلهم عليه الصلاة والسلام على كثير من أعمال الخير والخصال الكريمة والأخلاق الطيبة حاثاً لهم على أن يكثروا من العمل بها حتى يسابقوا الأغنياء في كثرة أجورهم فقال لهم : ( إن لكم بكل تسبيحة صدقة وبكل تحميدة صدقة وبكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وإصلاح بين اثنين صدقة ) ثم ذكر خصالاً أخرى ومن ذلك أن قال : ( وفي بضع أحدكم صدقة أي في جماع أحدكم من زوجته صدقة ) تعجب الفقراء من هذه الفقرة الأخيرة أن يجامع المسلم زوجته وأن يكون له على ذلك صدقة فأراد عليه الصلاة والسلام أن يبين لهم ويشرح لهم هذا الأمر الذي استغربوه بطريقة علمية وهذه الطريقة يجب على أهل العلم أن يتمسكوا بها وأن يمرنوا طلابهم عليها وأن لا يكون جوابهم دائماً أبداً حرام حلال جائز مستحب إلى آخره وإنما بطريق السؤال والجواب قال لهم عليه الصلاة والسلام : ( أليس إذا وضعها في الحرام يكون عليه وزر ؟ قالوا: بلى ، قالوا: وكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر ) إذن المسلم حينما يتزوج حينما يعقد عقد نكاحه على زوجته ينبغي أن ينوي في تلك الساعة ليس قضاء شهوته فقط وإنما ... نفسه عن أن يعصي ربه ويقصد بذلك إطاعة ربه تبارك وتعالى واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم حينما أمر بالنكاح في كثير من الآيات والأحاديث وذلك لكي يصبح جماعه لزوجته صدقة جارية على طول الخط ومعنى هذا أن فيه حظاً غير مباشر للزوج أن يقوم بحق الزوجة من هذه الناحية الجنسية لأنه في الوقت الذي يقضي فيها وطره ووطر زوجته يكون له على ذلك أجر وبالتالي أيضاً للزوجة ولكن باعتقادي أن كثيراً من الزوجات غافلات عن هذه النكتة التي أشار إليها الإمام النووي وهو الإخلاص وإحضار النية في كل إيش؟ الأعمال أي سواء ما كان منها مشروعاً أصلاً أو كان مباحاً يستوي فيه الأمر والترك فعلى المسلم كل مسلم رجلاً أم أنثى أن يستحضر هذه النية ليكتب له أجور متواصلة كلما أتى بعمل مباح الأصل
12 - شرح قول النووي في رياض الصالحين : "باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال والأحوال البارزة والخفية " أستمع حفظ
شرح قول الله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ))
الشيخ : ثم ابتدأ هذا الباب كما نص عليه في المقدمة السابقة الذكر بآيات فقال : قال الله تعالى: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ))
الحقيقة أن هذه الآية هي أساس التوحيد ، أساس ما يسميه بعض العلماء المحققين بتوحيد العبادة (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) وواضح جداً من هذه الآية أنها تعني وما أمروا إلا ليعبدوا لله وحده لا شريك له ، فإذا ما وحد المسلم ربه بالعبادة لا يكون توحيده هذا مع أنه توحيد العبادة لا يكون سليماً إلا إذا كان أخلص فيها لله عز وجل كل الإخلاص لا تشوبه شائبة من إرادة الغير سواء كان ذلك إرادة جاه أو مال أو أي معنى لا يتصل بعبادة الله عز وجل وحده لا شريك له
فهذه الآية : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )) في رأيي أيضاً أنها تتضمن الإشارة إلى الشهادتين: لا إله إلا الله محمد رسول الله ذلك أن الشهادة الأولى شهادة الله عز وجل بالوحدانية تتضمن كما ذكرنا عبادة الله وحده لا شريك له فهي الشهادة الثانية تتضمن اتباع الرسول عليه السلام فيما أمرنا به فحينما يقول الله في هذه الآية : (( وما أمروا )) أمروا إما بطريق الكتاب وإما بطريق السنة إمام بطريق الإيمان بالله وحده لا شريك له وإما بطريق اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وحده أيضاً لا شريك له في هذا الاتباع فالآية تشير إلا الشهادتين:
الشهادة الأولى في قوله تعالى: (( وما أمروا )) لأن الأمر كما يكون من الله تبارك وتعالى يكون في كثير من الأحيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتم إسلام المرء إلا بهاتين الشهادتين اللتين تتضمنان عبادة الله وحده لا شريك له من جهة وعبادة الله من حيث اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأنه هو الذي يأتي بالأمر إما من الله مباشرة أو منه وهو يتلقى ذلك بطريق من طرق الوحي المعروفة في كتب السنة ، إذن قوله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) في الوقت الذين تضمنت هذه الآية الكريمة التنبيه على وجوب الإخلاص بالتدين والتعبد لله عز وجل ففيها إشارة إلى توحيد العبادة وإلى توحيد الرسول صلى الله عليه وسلم في اتباعه بالعبادة ولعلنا نزيد هذا بياناً في الدرس الآتي إن شاء الله ، نقف هنا لنذكركم بأننا في دروسنا الآتية سيكون نظامنا دراسة ما ييسر الله عز وجل من الأحاديث والآيات في كتابنا هذا ما بين صلاة المغرب إلى أذان العشاء ثم نصلي جماعة هنا أو في المسجد لمن تيسر له ذلك وبعد الصلاة نبتدئ فأجيب أو تلقي أسئلة من إخواننا لنجيب عليها بنحو نصف ساعة من الوقت على أن تكون هذه الأسئلة مسجلة بخط واضح حتى نتحاشى بذلك الفوضى التي قد تعرض لمثل هذا الاجتماع لتطاحن الناس الحاضرين وتزاحمهم على توجيه الأسئلة هذا من جهة ومن جهة أخرى نلاحظ في كثير من الأحيان أن الأسئلة
الحقيقة أن هذه الآية هي أساس التوحيد ، أساس ما يسميه بعض العلماء المحققين بتوحيد العبادة (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) وواضح جداً من هذه الآية أنها تعني وما أمروا إلا ليعبدوا لله وحده لا شريك له ، فإذا ما وحد المسلم ربه بالعبادة لا يكون توحيده هذا مع أنه توحيد العبادة لا يكون سليماً إلا إذا كان أخلص فيها لله عز وجل كل الإخلاص لا تشوبه شائبة من إرادة الغير سواء كان ذلك إرادة جاه أو مال أو أي معنى لا يتصل بعبادة الله عز وجل وحده لا شريك له
فهذه الآية : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )) في رأيي أيضاً أنها تتضمن الإشارة إلى الشهادتين: لا إله إلا الله محمد رسول الله ذلك أن الشهادة الأولى شهادة الله عز وجل بالوحدانية تتضمن كما ذكرنا عبادة الله وحده لا شريك له فهي الشهادة الثانية تتضمن اتباع الرسول عليه السلام فيما أمرنا به فحينما يقول الله في هذه الآية : (( وما أمروا )) أمروا إما بطريق الكتاب وإما بطريق السنة إمام بطريق الإيمان بالله وحده لا شريك له وإما بطريق اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وحده أيضاً لا شريك له في هذا الاتباع فالآية تشير إلا الشهادتين:
الشهادة الأولى في قوله تعالى: (( وما أمروا )) لأن الأمر كما يكون من الله تبارك وتعالى يكون في كثير من الأحيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يتم إسلام المرء إلا بهاتين الشهادتين اللتين تتضمنان عبادة الله وحده لا شريك له من جهة وعبادة الله من حيث اتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأنه هو الذي يأتي بالأمر إما من الله مباشرة أو منه وهو يتلقى ذلك بطريق من طرق الوحي المعروفة في كتب السنة ، إذن قوله تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) في الوقت الذين تضمنت هذه الآية الكريمة التنبيه على وجوب الإخلاص بالتدين والتعبد لله عز وجل ففيها إشارة إلى توحيد العبادة وإلى توحيد الرسول صلى الله عليه وسلم في اتباعه بالعبادة ولعلنا نزيد هذا بياناً في الدرس الآتي إن شاء الله ، نقف هنا لنذكركم بأننا في دروسنا الآتية سيكون نظامنا دراسة ما ييسر الله عز وجل من الأحاديث والآيات في كتابنا هذا ما بين صلاة المغرب إلى أذان العشاء ثم نصلي جماعة هنا أو في المسجد لمن تيسر له ذلك وبعد الصلاة نبتدئ فأجيب أو تلقي أسئلة من إخواننا لنجيب عليها بنحو نصف ساعة من الوقت على أن تكون هذه الأسئلة مسجلة بخط واضح حتى نتحاشى بذلك الفوضى التي قد تعرض لمثل هذا الاجتماع لتطاحن الناس الحاضرين وتزاحمهم على توجيه الأسئلة هذا من جهة ومن جهة أخرى نلاحظ في كثير من الأحيان أن الأسئلة
اضيفت في - 2021-08-29