متفرقات-042
مقدمة
الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ))
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
وبعد : فإني أقول بين يدي كلمتي التي عنوانها : السنة بين أتباعها وأعدائها أقول : إني لأشكر صديقنا القديم الأستاذ عصام عطار على كلمته الطيبة والتي جاء فيها من الثناء ما لا أستحق إلا الشيء القليل منه ولذلك فإني لا أستطيع أن أقابله بمثله فإني عاجز عن ذلك ولكن حسبي في هذا المجال أن أقتدي بالخليفة الأول الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد ثبت لدينا عنه أنه كان إذا أثني علي خيراً من بعض الناس يقول : اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون
إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
(( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ))
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
وبعد : فإني أقول بين يدي كلمتي التي عنوانها : السنة بين أتباعها وأعدائها أقول : إني لأشكر صديقنا القديم الأستاذ عصام عطار على كلمته الطيبة والتي جاء فيها من الثناء ما لا أستحق إلا الشيء القليل منه ولذلك فإني لا أستطيع أن أقابله بمثله فإني عاجز عن ذلك ولكن حسبي في هذا المجال أن أقتدي بالخليفة الأول الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد ثبت لدينا عنه أنه كان إذا أثني علي خيراً من بعض الناس يقول : اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون
تعريف السنة في الاصلاح الشرعي وفي الاصطلاح الفقهي
الشيخ : السنة بين أتباعها وأعدائها، يجب أن نعلم أن للسنة اصطلاحين عند العلماء : الاصطلاح الأول اصطلاح شرعي والآخر اصطلاح فقهي
أما الاصطلاح الشرعي فيقصد به المنهج والطريقة التي سلكها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعوته الناس إلى ما أنزل الله تبارك وتعالى عليه من القرآن
أما الاصطلاح الآخر فيراد بالسنة ما فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من العبادات والطاعات بنية زيادة التقرب إلى الله عز وجل وذلك من باب التنفل والتطوع فالسنة في هذا المعنى لا تشمل الفرائض بخلاف المعنى الشرعي الأول فهي أعم من ذلك فإنها تشمل كما ذكرنا المنهج والطريقة التي سلكها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بيان القرآن الكريم وإذا نحن عرفنا الاصطلاح هذا الشرعي وذاك الاصطلاح الفقهي زال بعض الإشكال عن بعض الناس حينما يسمعون بعض الأحاديث وفيها ذكر السنة فيتبادر إلى أذهانهم أن المقصود بهذه السنة هي السنة الفقهية الاصطلاحية والواقع أن المقصود بها إنما هو المعنى الشرعي الذي هو منهج الرسول عليه السلام وطريقته في بيان القرآن الكريم
من تلك الأحاديث ما أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( جاء رهط إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يجدوه ووجدوا نساءه فسألوهن عن عبادته صلى الله عليه وآله وسلم عن قيامه في الليل وعن صيامه في النهار وعن قربانه للنساء فأخبرنهم بما يعلمن من ذلك فقلن أن النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل وينام ويصوم ويفطر ويتزوج النساء ، قال أنس : فلما سمعوا ذلك تقالوها ) أي وجدوا عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم قليلة هكذا زعموا ( فرجعوا إلى أنفسهم معللين قلة عبادة النبي صلى الله عليه وسلم بزعمهم فقالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) أما نحن فيجب أن نظل نتعبد ربنا حتى نستحق بذلك مغفرته فاتفقوا على أن يتخذ كل منهم منهجاً وطريقة خاصة به لعبادة ربه عز وجل لعله يحظى بذلك على مغفرة الله
( فقال أحدهم : أما أنا فأقوم الليل ولا أنام وقال الثاني : أما أنا فأصوم ولا أفطر ، وقال الثالث : أما أنا فلا أتزوج النساء ، وسرعان ما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انصرافهم فأخبرته نساؤه عما سمعن من الرهط فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن جمع الناس في المسجد وخطبهم قائلاً : ما بال أقوام يقولون كذا وكذا أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أصوم وأفطر وأقوم الليل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )
فقوله عليه الصلاة والسلام في آخر هذا الحديث : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) مما يدلكم على المعنى الشرعي الذي ذكرته آنفاً فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رد على أولئك الرهط الذين تبنى كل منهم طريقة يعبد الله عز وجل فيها لا يعلمونه من النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفونه فرد الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم تلك الطرق بقوله وبيانه أنه يقوم الليل وينام وليس كما قال أحد الرهط أنه يقوم الليل ولا ينام وأنه صلى الله عليه وآله وسلم يصوم ويفطر وليس كما قال الرجل الآخر الثاني أنه يصوم ولا يفطر وقال عليه الصلاة والسلام : وأنه يتزوج النساء وليس كما قال ذلك الرجل الثالث: إنه لا يتزوج النساء ، ثم ختم ذلك عليه السلام بقوله : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) أي من رغب عن أن يسلك هذا النهج وهذا الطريق الذي أنا عليه من الاعتدال في الأمور فليس مني أي ليس على طريقتي وليس معنى هذا الحديث أن السنة التي ذكرها الرسول عليه السلام فيه إنما هي السنة بمعنى ما دون الفرض
أما الاصطلاح الشرعي فيقصد به المنهج والطريقة التي سلكها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعوته الناس إلى ما أنزل الله تبارك وتعالى عليه من القرآن
أما الاصطلاح الآخر فيراد بالسنة ما فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من العبادات والطاعات بنية زيادة التقرب إلى الله عز وجل وذلك من باب التنفل والتطوع فالسنة في هذا المعنى لا تشمل الفرائض بخلاف المعنى الشرعي الأول فهي أعم من ذلك فإنها تشمل كما ذكرنا المنهج والطريقة التي سلكها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بيان القرآن الكريم وإذا نحن عرفنا الاصطلاح هذا الشرعي وذاك الاصطلاح الفقهي زال بعض الإشكال عن بعض الناس حينما يسمعون بعض الأحاديث وفيها ذكر السنة فيتبادر إلى أذهانهم أن المقصود بهذه السنة هي السنة الفقهية الاصطلاحية والواقع أن المقصود بها إنما هو المعنى الشرعي الذي هو منهج الرسول عليه السلام وطريقته في بيان القرآن الكريم
من تلك الأحاديث ما أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( جاء رهط إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يجدوه ووجدوا نساءه فسألوهن عن عبادته صلى الله عليه وآله وسلم عن قيامه في الليل وعن صيامه في النهار وعن قربانه للنساء فأخبرنهم بما يعلمن من ذلك فقلن أن النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل وينام ويصوم ويفطر ويتزوج النساء ، قال أنس : فلما سمعوا ذلك تقالوها ) أي وجدوا عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم قليلة هكذا زعموا ( فرجعوا إلى أنفسهم معللين قلة عبادة النبي صلى الله عليه وسلم بزعمهم فقالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) أما نحن فيجب أن نظل نتعبد ربنا حتى نستحق بذلك مغفرته فاتفقوا على أن يتخذ كل منهم منهجاً وطريقة خاصة به لعبادة ربه عز وجل لعله يحظى بذلك على مغفرة الله
( فقال أحدهم : أما أنا فأقوم الليل ولا أنام وقال الثاني : أما أنا فأصوم ولا أفطر ، وقال الثالث : أما أنا فلا أتزوج النساء ، وسرعان ما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انصرافهم فأخبرته نساؤه عما سمعن من الرهط فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن جمع الناس في المسجد وخطبهم قائلاً : ما بال أقوام يقولون كذا وكذا أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله أما إني أصوم وأفطر وأقوم الليل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )
فقوله عليه الصلاة والسلام في آخر هذا الحديث : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) مما يدلكم على المعنى الشرعي الذي ذكرته آنفاً فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رد على أولئك الرهط الذين تبنى كل منهم طريقة يعبد الله عز وجل فيها لا يعلمونه من النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفونه فرد الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم تلك الطرق بقوله وبيانه أنه يقوم الليل وينام وليس كما قال أحد الرهط أنه يقوم الليل ولا ينام وأنه صلى الله عليه وآله وسلم يصوم ويفطر وليس كما قال الرجل الآخر الثاني أنه يصوم ولا يفطر وقال عليه الصلاة والسلام : وأنه يتزوج النساء وليس كما قال ذلك الرجل الثالث: إنه لا يتزوج النساء ، ثم ختم ذلك عليه السلام بقوله : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) أي من رغب عن أن يسلك هذا النهج وهذا الطريق الذي أنا عليه من الاعتدال في الأمور فليس مني أي ليس على طريقتي وليس معنى هذا الحديث أن السنة التي ذكرها الرسول عليه السلام فيه إنما هي السنة بمعنى ما دون الفرض
تقسيم السنة إلى قول وفعل وإقرار
الشيخ : وإنما هي الطريقة والمنهج الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم في بيانه لكتاب ربه بياناً يكون على ثلاثة أنواع : تارة يكون بيانه صلى الله عليه وآله وسلم بالقول وتارة يكون بالفعل وتارة يكون بإقراره عليه الصلاة والسلام لما يراه من بعض أصحابه الكرام ، هذا البيان الذي تعهد به الرسول صلى الله عليه وسلم ليقدمه للناس لم يكن منه عليه الصلاة والسلام إلا تنفيذاً لأمر من أوامر القرآن الكريم التي وجهها إليه رب العالمين
من ذلك قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) وأنزلنا إليك الذكر أي القرآن لتبين للناس بقولك أو فعلك أو تقريرك ما أنزل إليهم من القرآن الكريم والعلماء الذين تتبعوا سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجدوها تبين القرآن الكريم من النواحي التي هي بحاجة إليها
فالرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً بين آية السرقة : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )) قال عليه الصلاة والسلام : ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً ) ولو أن رجلاً أراد أن يفهم هذه الآية الكريمة اعتماداً منه فقط على اللغة العربية وأساليبها وآدابها لما وسعه أن يفهم من إطلاق لفظة السارق والسارقة إلا أنه أي سارق وأية سارقة مهما كان المال المسروق فهو سارق لغة وعلى ذلك يفسر الآية ويحكم بقطع يد كل سارق ولو سرق بيضة أو درهماً أو شيئا حقيراً
فجاء بيان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القولي رداً لهذا الفهم الذي يتبادر إلى أي عربي بياناً منه صلى الله عليه وسلم للقرآن تنفيذاً للأمر السابق الذكر فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً ) وهذا الحديث والأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما واللفظ لمسلم فهذا كما ترون ينفي إقامة الحد على السارق فيما إذا سرق ما دون ربع الدينار ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً ) فكذلك بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية من زاوية آخرى وكان بيانه بياناً فعلياً ذلك أن اليد أطلقت في الآية المذكورة فهي تشمل الكف والذراع والعضد لغة ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين بفعله أن المقصود باليد ها هنا إنما هو الكف على ذلك جرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في قطع يد السارق عند الرسغ بينما أطلقت الآية أطلقت الآية اليدين في آية الوضوء : (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )) فكان هذا التحديد مبيناً في نفس الآية من جهة وفي سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من جهة آخرى
هذا المثال من عشرات الأمثلة تبين لكم أنه لا مجال لأي مسلم مهما كان قوياً في اللغة العربية وآدابها تبين لنا أنه لا يمكن بأي وجه من الوجوه أن يستقل المسلم في فهم القرآن الكريم دون الاعتماد على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كانت قولية أو فعلية أو تقريرية
من أجل هذا جاءت الآيات الكثيرة في القرآن الكريم كلها تدندن حول حقيقة واحدة ألا وهي أنه يجب على المسلمين أن يطيعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما يطيعون رب العالمين أن يطيعوا أمره كما يطيعون أمر الله تبارك وتعالى كما في كثير من آيات القرآن الكريم من ذلك قوله تبارك وتعالى : (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) وكمثل قوله تبارك وتعالى : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً )) وكذلك قول الله تبارك وتعالى : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً )) ومثل ذلك أيضاً قول الله تبارك وتعالى : (( وأطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ))
من ذلك قوله تبارك وتعالى في القرآن الكريم : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) وأنزلنا إليك الذكر أي القرآن لتبين للناس بقولك أو فعلك أو تقريرك ما أنزل إليهم من القرآن الكريم والعلماء الذين تتبعوا سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجدوها تبين القرآن الكريم من النواحي التي هي بحاجة إليها
فالرسول صلى الله عليه وسلم مثلاً بين آية السرقة : (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )) قال عليه الصلاة والسلام : ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً ) ولو أن رجلاً أراد أن يفهم هذه الآية الكريمة اعتماداً منه فقط على اللغة العربية وأساليبها وآدابها لما وسعه أن يفهم من إطلاق لفظة السارق والسارقة إلا أنه أي سارق وأية سارقة مهما كان المال المسروق فهو سارق لغة وعلى ذلك يفسر الآية ويحكم بقطع يد كل سارق ولو سرق بيضة أو درهماً أو شيئا حقيراً
فجاء بيان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القولي رداً لهذا الفهم الذي يتبادر إلى أي عربي بياناً منه صلى الله عليه وسلم للقرآن تنفيذاً للأمر السابق الذكر فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً ) وهذا الحديث والأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما واللفظ لمسلم فهذا كما ترون ينفي إقامة الحد على السارق فيما إذا سرق ما دون ربع الدينار ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعداً ) فكذلك بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية من زاوية آخرى وكان بيانه بياناً فعلياً ذلك أن اليد أطلقت في الآية المذكورة فهي تشمل الكف والذراع والعضد لغة ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين بفعله أن المقصود باليد ها هنا إنما هو الكف على ذلك جرت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في قطع يد السارق عند الرسغ بينما أطلقت الآية أطلقت الآية اليدين في آية الوضوء : (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )) فكان هذا التحديد مبيناً في نفس الآية من جهة وفي سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من جهة آخرى
هذا المثال من عشرات الأمثلة تبين لكم أنه لا مجال لأي مسلم مهما كان قوياً في اللغة العربية وآدابها تبين لنا أنه لا يمكن بأي وجه من الوجوه أن يستقل المسلم في فهم القرآن الكريم دون الاعتماد على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كانت قولية أو فعلية أو تقريرية
من أجل هذا جاءت الآيات الكثيرة في القرآن الكريم كلها تدندن حول حقيقة واحدة ألا وهي أنه يجب على المسلمين أن يطيعوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما يطيعون رب العالمين أن يطيعوا أمره كما يطيعون أمر الله تبارك وتعالى كما في كثير من آيات القرآن الكريم من ذلك قوله تبارك وتعالى : (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) وكمثل قوله تبارك وتعالى : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً )) وكذلك قول الله تبارك وتعالى : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً )) ومثل ذلك أيضاً قول الله تبارك وتعالى : (( وأطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ))
فائدة : في بيان السبب بذكر فعل الطاعة مرتين عند قوله تعالى : (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) وعدم ذكره مرة ثالثة عند قوله : (( وأولي الأمر منكم ))
الشيخ : ومن النكت البلاغية التي ذكرها الإمام المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله في هذه الآية أنه لفت النظر إلى أن الله عز وجل أعاد الأمر أعاد الفعل بالإطاعة مرتين : المرة الأولى فيما يتعلق بطاعة الله والمرة الأخرى فيما يتعلق بطاعة رسول الله ولكنه لم يعد فعل الأمر بالإطاعة فيما يتعلق بولاة الأمر فقال تعالى : (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم )) ولم يقل: وأطيعوا أولي الأمر منكم
قال ابن القيم رحمه الله : " والسر في ذلك أن أمر الرسول عليه الصلاة والسلام يجب أن يطاع استقلالاً كما يطاع أمر الله تبارك وتعالى استقلالاً دون أن يكون هناك ما يعضده من عقل أو رأي أو نحو ذلك كذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجب أن يطاع سواء كان ما يطاع فيه عليه الصلاة والسلام مذكوراً في القرآن أو غير مذكور بخلاف إطاعة ولاة الأمور فلا ينبغي إطاعتهم إلا ما أطاعوا الله ورسوله " لكن هذا لا يقال في طاعة الرسول لا يقول قائل وهو مسلم لا نطيع الرسول إلا إذا كان مطيعاً لله أي متبعاً لكتاب الله فقط ، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد بين أنه يوحى إليه وحي آخر غير وحي القرآن المنزل.
فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) تركت فيكم أمرين الأمر الأول القرآن الكريم والآخر سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) أيضاً هذا اللفظ سنتي كاللفظ السابق في حديث أنس ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) المقصود بالسنة هنا أيضاً الطريقة والمنهج الذي سلكه الرسول عليه السلام في بيانه للقرآن
كذلك أكد هذا المعنى ألا وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطاع استقلالاً ولو لم يكن ما أمر به منصوصاً في القرآن الكريم قال عليه الصلاة والسلام ( لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يقول هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حلالاً حللناه وما وجدنا فيه حراماً حرمناه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) وفي حديث آخر : ( ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) فهذا الحديث والذي قبله يبين لنا ذلك المعنى الجميل الدقيق الذي لفت ابن القيم رحمه الله النظر إليه حين قال : إنما أعاد الله عز وجل العطف بالإطاعة على إطاعته فقال : (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) أي أطيعوا الرسول سواء كان ما أمركم به مذكوراً في القرآن أو غير مذكور في القرآن ، والنصوص في هذا الصدد كثيرة وكثيراً جداً
قال ابن القيم رحمه الله : " والسر في ذلك أن أمر الرسول عليه الصلاة والسلام يجب أن يطاع استقلالاً كما يطاع أمر الله تبارك وتعالى استقلالاً دون أن يكون هناك ما يعضده من عقل أو رأي أو نحو ذلك كذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجب أن يطاع سواء كان ما يطاع فيه عليه الصلاة والسلام مذكوراً في القرآن أو غير مذكور بخلاف إطاعة ولاة الأمور فلا ينبغي إطاعتهم إلا ما أطاعوا الله ورسوله " لكن هذا لا يقال في طاعة الرسول لا يقول قائل وهو مسلم لا نطيع الرسول إلا إذا كان مطيعاً لله أي متبعاً لكتاب الله فقط ، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد بين أنه يوحى إليه وحي آخر غير وحي القرآن المنزل.
فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) تركت فيكم أمرين الأمر الأول القرآن الكريم والآخر سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) أيضاً هذا اللفظ سنتي كاللفظ السابق في حديث أنس ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) المقصود بالسنة هنا أيضاً الطريقة والمنهج الذي سلكه الرسول عليه السلام في بيانه للقرآن
كذلك أكد هذا المعنى ألا وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطاع استقلالاً ولو لم يكن ما أمر به منصوصاً في القرآن الكريم قال عليه الصلاة والسلام ( لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يقول هذا كتاب الله فما وجدنا فيه حلالاً حللناه وما وجدنا فيه حراماً حرمناه ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) وفي حديث آخر : ( ألا إنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله ) فهذا الحديث والذي قبله يبين لنا ذلك المعنى الجميل الدقيق الذي لفت ابن القيم رحمه الله النظر إليه حين قال : إنما أعاد الله عز وجل العطف بالإطاعة على إطاعته فقال : (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) أي أطيعوا الرسول سواء كان ما أمركم به مذكوراً في القرآن أو غير مذكور في القرآن ، والنصوص في هذا الصدد كثيرة وكثيراً جداً
4 - فائدة : في بيان السبب بذكر فعل الطاعة مرتين عند قوله تعالى : (( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول )) وعدم ذكره مرة ثالثة عند قوله : (( وأولي الأمر منكم )) أستمع حفظ
بيان ضلال القرآنيين والتحذير منهم
الشيخ : ونكتفي بهذا القدر الآن لنذكر الإخوان الحاضرين بأن الإسلام إنما هو قرآن وسنة وأنه على ذلك جرى السلف الصالح والأئمة المجتهدون جميعاً والمسلمون لا يزالون كذلك والحمد لله حتى اليوم لا يعرفون الإسلام إلا كتاباً وسنة وليس كتاباً فقط إنما كتاباً وسنة وما تفرع منهما من الأخذ بالقياس الصحيح مثلاً وبالمصالح المرسلة عند من يقول بها ونحو ذلك فكله لا يخرج عن الكتاب وعن السنة ، إذا عرفنا هذه الحقيقة وهي بفضل الله واضحة جلية
يجب أن نحذر ما حدث في العصر الحاضر من بعض الطوائف التي تنتمي إلى الإسلام بزعمها ومن أخطرها وأبعدها عن الإسلام تلك الطائفة التي تعرف بالقرآنيين زعموا أنهم يعملون بالقرآن ويصرحون بأنهم لا يعتدون بشيء سوى القرآن والسنة والحديث النبوي الذي تعب فيه الائمة أئمة الفقه وأئمة الحديث وأئمة الأصول ، هذه الجهود الجبارة التي قام بها أولئك الأئمة لا قيمة لها إطلاقاً عند هؤلاء القرآنيين زعموا فإنهم لا يعتمدون على شيء سوى ما في القرآن وفي هذا خطر كبير جداً لو أنهم تمكنوا من تضليل الشباب المسلم عما دل عليه القرآن نفسه من إطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واتباعه فيما جاءنا به من كتاب وسنة فهؤلاء القرآنيون بدعوتهم الجديدة قد قطعوا الصلة بين المسلمين وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن أنهم قطعوا الصلة بالسلف الصالح وبجميع الأئمة لأنه لا شيء عندهم إلا هذا القرآن فلا يهمهم أن يعرفوا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أخلاقه من سيرته من شمائله فضلاً عن أنهم لا يهمهم مطلقاً أن يعرفوا بيانات الرسول عليه السلام لآيات القرآن لاسيما ما كان منها مجملا كقوله تبارك وتعالى : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وراكعوا مع الراكعين )) كان من نتيجة إعراضهم عن الأخذ بالوحي الثاني ألا وهو سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنهم جاءوا بدين جديد جاءوا بصلاة ليس لها أركان وليس لها شروط وليس لها فرائض وواجبات لأن هذه الأمور كلها إنما جاءت في سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم تأت في القرآن الكريم
خذو مثلاً حديثاً من أصح الأحاديث التي تتعلق ببيان شيء من إقامة الصلاة ذلك الحديث هو ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( أنه كان في مسجده جالساً لما دخل رجل فقام يصلي فما فرغ من صلاته أقبل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً : السلام عليك يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام : وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل ، فرجع وصلى كما صلى أول مرة ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً فقال له عليه السلام أيضاً : ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع أيضاً وصلى للمرة الثالثة ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً فقال له أيضاً : ارجع فصل فإنك لم تصل قال : والله يا رسول الله لا أحسن غيرها فعلمني ، فقال له عليه السلام : إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ثم استقبل القبلة ثم كبر ثم اقرأ ما تيسر من القرآن وفي رواية : ثم اقرأ بأم الكتاب - أي الفاتحة - ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تطمئن قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها فإن أنت فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن أنت أنقصت من ذلك فقد أنقصت من صلاتك ) مثل هذا الحديث الذي جاء في أصح الكتب بعد كتاب الله البخاري ومسلم كما ذكرنا وتلقته الأمة كلها بالقبول هذا الحديث لا قيمة له عند أولئك الناس، لأنهم أعرضوا عن التمسك بكثير من الآيات التي سبق ذكرها لأنهم يتأولونها بغير تأويلها فأداهم ذلك إلى رد الأصل الثاني من أصلي الشريعة رد السنة المطهرة من جهة وأداهم ذلك كما ذكرت آنفاً إلى أن يأتوا بمفاهيم جديدة للآيات التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله أو بفعله أو بتقريره
فيجب علينا ونحن في عصر تكاثرت فيه الشبهات وتغلب فيه الجهل على أكثر المسلمين مع الأسف الشديد، أن نعلم هذه الحقيقة لأن العلم بها ضمان للمحافظة على عقيدة المسلم هذه هي الاحتفاظ بالكتاب وبالسنة وعدم الاكتفاء بالقرآن الكريم عن السنة
يجب أن نحذر ما حدث في العصر الحاضر من بعض الطوائف التي تنتمي إلى الإسلام بزعمها ومن أخطرها وأبعدها عن الإسلام تلك الطائفة التي تعرف بالقرآنيين زعموا أنهم يعملون بالقرآن ويصرحون بأنهم لا يعتدون بشيء سوى القرآن والسنة والحديث النبوي الذي تعب فيه الائمة أئمة الفقه وأئمة الحديث وأئمة الأصول ، هذه الجهود الجبارة التي قام بها أولئك الأئمة لا قيمة لها إطلاقاً عند هؤلاء القرآنيين زعموا فإنهم لا يعتمدون على شيء سوى ما في القرآن وفي هذا خطر كبير جداً لو أنهم تمكنوا من تضليل الشباب المسلم عما دل عليه القرآن نفسه من إطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واتباعه فيما جاءنا به من كتاب وسنة فهؤلاء القرآنيون بدعوتهم الجديدة قد قطعوا الصلة بين المسلمين وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن أنهم قطعوا الصلة بالسلف الصالح وبجميع الأئمة لأنه لا شيء عندهم إلا هذا القرآن فلا يهمهم أن يعرفوا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أخلاقه من سيرته من شمائله فضلاً عن أنهم لا يهمهم مطلقاً أن يعرفوا بيانات الرسول عليه السلام لآيات القرآن لاسيما ما كان منها مجملا كقوله تبارك وتعالى : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وراكعوا مع الراكعين )) كان من نتيجة إعراضهم عن الأخذ بالوحي الثاني ألا وهو سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنهم جاءوا بدين جديد جاءوا بصلاة ليس لها أركان وليس لها شروط وليس لها فرائض وواجبات لأن هذه الأمور كلها إنما جاءت في سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم تأت في القرآن الكريم
خذو مثلاً حديثاً من أصح الأحاديث التي تتعلق ببيان شيء من إقامة الصلاة ذلك الحديث هو ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( أنه كان في مسجده جالساً لما دخل رجل فقام يصلي فما فرغ من صلاته أقبل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً : السلام عليك يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام : وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل ، فرجع وصلى كما صلى أول مرة ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً فقال له عليه السلام أيضاً : ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع أيضاً وصلى للمرة الثالثة ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً فقال له أيضاً : ارجع فصل فإنك لم تصل قال : والله يا رسول الله لا أحسن غيرها فعلمني ، فقال له عليه السلام : إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ثم استقبل القبلة ثم كبر ثم اقرأ ما تيسر من القرآن وفي رواية : ثم اقرأ بأم الكتاب - أي الفاتحة - ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تطمئن قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها فإن أنت فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن أنت أنقصت من ذلك فقد أنقصت من صلاتك ) مثل هذا الحديث الذي جاء في أصح الكتب بعد كتاب الله البخاري ومسلم كما ذكرنا وتلقته الأمة كلها بالقبول هذا الحديث لا قيمة له عند أولئك الناس، لأنهم أعرضوا عن التمسك بكثير من الآيات التي سبق ذكرها لأنهم يتأولونها بغير تأويلها فأداهم ذلك إلى رد الأصل الثاني من أصلي الشريعة رد السنة المطهرة من جهة وأداهم ذلك كما ذكرت آنفاً إلى أن يأتوا بمفاهيم جديدة للآيات التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله أو بفعله أو بتقريره
فيجب علينا ونحن في عصر تكاثرت فيه الشبهات وتغلب فيه الجهل على أكثر المسلمين مع الأسف الشديد، أن نعلم هذه الحقيقة لأن العلم بها ضمان للمحافظة على عقيدة المسلم هذه هي الاحتفاظ بالكتاب وبالسنة وعدم الاكتفاء بالقرآن الكريم عن السنة
بيان منزلة السنة عند القاديانيين والفرق بينهم وبين القرآنيين في ذلك.
الشيخ : ومثل هذه الطائفة في الخروج عن الإسلام باسم القرآن طائفة أخرى ابتلي بها المسلمون أيضاً في عصرنا هذا وهي طائفة القاديانية الذين يتسمون بالأحمدية وفي علمي وفي اعتقادي أن في هذه التسمية تضليلاً للناس عن حقيقة دعوة هذه الجماعة ولست أريد أن أتكلم عنها بهذه المناسبة إلا بمقدار ما له صلة بكلمتي هذه
هؤلاء لا فرق بينهم وبين الطائفة الأولى من المنكرين لحجية السنة والحديث النبوي إلا بفرق واحد ألا وهو التظاهر باحتجاجهم بالسنة خلافاً للطائفة الأولى فهي صريحة بإنكار هذا الاحتجاج أما القاديانيون الذين يتسمون بالأحمديين فهم يتظاهرون بأنهم يؤمنون بالسنة ويحتجون بها وأنه لا يجوز الخروج عنها ولكن الباحث حينما يدرس أقوالهم يتبين له أن قولهم بالاحتجاج بالسنة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً ذلك لأنهم قبل كل شيء هم كالطائفة الأولى لا يقيمون وزناً مطلقاً لعلم مصطلح الحديث ولا لعلم الجرح والتعديل ولا لهذا التاريخ الحافل بتراجم رواة الحديث سواء من كان منهم من المؤلفين والحفاظ كأصحاب الكتب الستة أو كانوا من رواتهم لأحاديث كتبهم كل هذا العلم الحافل لا قيمة له عندهم ولا وزن لأن الحديث عندهم في الصحيح كما صرحوا بذلك وصرح به بصورة خاصة محمود ميرزا محمود بشير الذي هو ابن ميرزا غلام أحمد القادياني صرح بأن الحديث الصحيح إنما هو ما وافق القرآن الكريم
أما علم الجرح والتعديل وما عطفنا عليه من آنف الذكر فذلك مما لا يلتفتون إليه إن كان الحديث موافقاً للقرآن فهو عندهم حجة وإلا فالحجة فقط القرآن الكريم ولعلكم تشعرون معي أن هذا القول لا يفيد قائله شيئاً ولا يخرجه عن أن يكون نسخة طبق الأصل لأولئك القرآنين ذلك لأن كون الحديث موافقاً للقرآن هو تحصيل حاصل لأن الحديث إذا كان مطابقاً للقرآن فهو لم يأت بشيء جديد وإذا تركنا العمل بهذا الحديث فلا نكون قد تركنا شيئاً هاماً لأنه موافق لما في القرآن فوجوده والحالة هذه وعدمه سواء ولذلك فهذا أعتبره من التضليل البياني الذي يلجأ إليه عادة كثير من الفرق الإسلامية
فقولهم إن الحديث حجة وتفسيرهم للحديث بما وافق القرآن ليس فيه شيء له طائل ، وإنما هذا من باب التضليل لهؤلاء الشباب الذين يدعونهم إلى اتباعهم فلا يسعهم أن يتظاهروا بحقيقة أمرهم وأنهم لا يعتمدون إلا على القرآن فيضيفون لفظاً إلى القرآن الاحتجاج بالسنة يضيفون إلى القرآن احتجاجهم بالسنة وذلك سياسة منهم خبيثة
هؤلاء لا فرق بينهم وبين الطائفة الأولى من المنكرين لحجية السنة والحديث النبوي إلا بفرق واحد ألا وهو التظاهر باحتجاجهم بالسنة خلافاً للطائفة الأولى فهي صريحة بإنكار هذا الاحتجاج أما القاديانيون الذين يتسمون بالأحمديين فهم يتظاهرون بأنهم يؤمنون بالسنة ويحتجون بها وأنه لا يجوز الخروج عنها ولكن الباحث حينما يدرس أقوالهم يتبين له أن قولهم بالاحتجاج بالسنة كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً ذلك لأنهم قبل كل شيء هم كالطائفة الأولى لا يقيمون وزناً مطلقاً لعلم مصطلح الحديث ولا لعلم الجرح والتعديل ولا لهذا التاريخ الحافل بتراجم رواة الحديث سواء من كان منهم من المؤلفين والحفاظ كأصحاب الكتب الستة أو كانوا من رواتهم لأحاديث كتبهم كل هذا العلم الحافل لا قيمة له عندهم ولا وزن لأن الحديث عندهم في الصحيح كما صرحوا بذلك وصرح به بصورة خاصة محمود ميرزا محمود بشير الذي هو ابن ميرزا غلام أحمد القادياني صرح بأن الحديث الصحيح إنما هو ما وافق القرآن الكريم
أما علم الجرح والتعديل وما عطفنا عليه من آنف الذكر فذلك مما لا يلتفتون إليه إن كان الحديث موافقاً للقرآن فهو عندهم حجة وإلا فالحجة فقط القرآن الكريم ولعلكم تشعرون معي أن هذا القول لا يفيد قائله شيئاً ولا يخرجه عن أن يكون نسخة طبق الأصل لأولئك القرآنين ذلك لأن كون الحديث موافقاً للقرآن هو تحصيل حاصل لأن الحديث إذا كان مطابقاً للقرآن فهو لم يأت بشيء جديد وإذا تركنا العمل بهذا الحديث فلا نكون قد تركنا شيئاً هاماً لأنه موافق لما في القرآن فوجوده والحالة هذه وعدمه سواء ولذلك فهذا أعتبره من التضليل البياني الذي يلجأ إليه عادة كثير من الفرق الإسلامية
فقولهم إن الحديث حجة وتفسيرهم للحديث بما وافق القرآن ليس فيه شيء له طائل ، وإنما هذا من باب التضليل لهؤلاء الشباب الذين يدعونهم إلى اتباعهم فلا يسعهم أن يتظاهروا بحقيقة أمرهم وأنهم لا يعتمدون إلا على القرآن فيضيفون لفظاً إلى القرآن الاحتجاج بالسنة يضيفون إلى القرآن احتجاجهم بالسنة وذلك سياسة منهم خبيثة
أهمية السنة عند المسلمين.
الشيخ : وبهذه المناسبة أريد أن ألفت النظر إلى أمر هام يبين لكم ما تقدمت به من أن السنة هي بيان القرآن وأن الاعراض عنها هو خروج عن القرآن نفسه
لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة أن الأمة الإسلامية ستختلف إلى فرق كثيرة فقال عليه الصلاة والسلام : ( تفرقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة والنصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : من هي يا رسول الله ، قال: هي الجماعة ) وفي رواية أخرى لها ما يعضدها ويقويها قال: ( الفرقة الناجية هي ما أنا عليه وأصحابي ) يقوي هذه الرواية الأخرى حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله ، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) في الحديث الآخر زيادة ( وكل ضلالة في النار ) وليست هذه الزيادة في حديث العرباض بن سارية
فنجد في هذا الحديث أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بسنته وعطف على ذلك قوله : ( وسنة الخلفاء الراشدين ) كما قال في الحديث السابق : ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) ففي الحديثين المذكورين دلالة قوية على أن المسلمين في كل زمان ومكان لا يجوز لهم أن يقطعوا صلتهم العلمية بسلفهم الصالح وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز للمسلمين في أي زمان ومكان أن يقطعوا صلتهم العلمية بالسلف الصالح ذلك لأنهم قد جاءتهم رسالة الله بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم مباشرة لا واسطة بينهم وبينه عليه الصلاة والسلام فهم تلقوا القرآن بلفظه ومعناه ليس فقط بلفظه ويجب أن نتذكر هذه الحقيقة فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال الله له في القرآن الكريم : (( يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم مأمور بتبليغ أمرين اثنين بتبليغ اللفظ وتبليغ المعنى بل المعنى هو المقصود بالذات من اللفظ ولذلك فإن كثيرين من الكتاب الإسلاميين اليوم يغفلون عن هذه الحقيقة فيتوهمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما قام بتبليغ اللفظ الموحى به إليه من الله فقط والواقع أنه بلغ بالإضافة إلى ذلك معنى الآيات التي أوحاها الله عز وجل إليه وذلك من وظيفته عليه الصلاة والسلام أيضاً كما دلتنا على ذلك الآية السابقة (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فإذن قد بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للسلف الأول اللفظ والمعنى معاً فكما أننا تلقينا اللفظ القرآني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بواسطة أصحابه وهؤلاء نقلوه إلى التابعين وهؤلاء لأتباعهم حتى وصل إلينا كذلك يجب أن نتلقى البيان الذي بينه عليه الصلاة والسلام للقرآن من نفس الطريق الذي وصلنا به القرآن الكريم هذه حقيقة يجب أن يكون المسلم على علم بها وعلى تدين وإيمان بها حتى لا يضل يميناً ويساراً ويكون من الفرقة الناجية التي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم صفتها أنها تكون على ما كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه
فإذن لا بد هنا من أمر هام جداً لكي نعرف معنى الآيات التي بينها الرسول عليه السلام لأصحابه ذلك هو علم الحديث لا سبيل لأحد أن يعرف بيان الرسول صلى عليه وآله وسلم للقرآن الذي فيه بيان الشريعة كلها لا سبيل إلى ذلك إلا بطريق الحديث بطريق علم الحديث مصطلح الحديث وتراجم رجال الحديث وعلم الجرح والتعديل ذلك هو الطريق الوحيد ليعرف المسلم بيان الرسول عليه السلام وتفسيره للقرآن والأحكام التي جاء بها وبلغها إلى أمته إذا عرفنا هذه الحقيقة
لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة أن الأمة الإسلامية ستختلف إلى فرق كثيرة فقال عليه الصلاة والسلام : ( تفرقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة والنصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : من هي يا رسول الله ، قال: هي الجماعة ) وفي رواية أخرى لها ما يعضدها ويقويها قال: ( الفرقة الناجية هي ما أنا عليه وأصحابي ) يقوي هذه الرواية الأخرى حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله ، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) في الحديث الآخر زيادة ( وكل ضلالة في النار ) وليست هذه الزيادة في حديث العرباض بن سارية
فنجد في هذا الحديث أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بسنته وعطف على ذلك قوله : ( وسنة الخلفاء الراشدين ) كما قال في الحديث السابق : ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) ففي الحديثين المذكورين دلالة قوية على أن المسلمين في كل زمان ومكان لا يجوز لهم أن يقطعوا صلتهم العلمية بسلفهم الصالح وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز للمسلمين في أي زمان ومكان أن يقطعوا صلتهم العلمية بالسلف الصالح ذلك لأنهم قد جاءتهم رسالة الله بواسطة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم مباشرة لا واسطة بينهم وبينه عليه الصلاة والسلام فهم تلقوا القرآن بلفظه ومعناه ليس فقط بلفظه ويجب أن نتذكر هذه الحقيقة فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قال الله له في القرآن الكريم : (( يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم مأمور بتبليغ أمرين اثنين بتبليغ اللفظ وتبليغ المعنى بل المعنى هو المقصود بالذات من اللفظ ولذلك فإن كثيرين من الكتاب الإسلاميين اليوم يغفلون عن هذه الحقيقة فيتوهمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما قام بتبليغ اللفظ الموحى به إليه من الله فقط والواقع أنه بلغ بالإضافة إلى ذلك معنى الآيات التي أوحاها الله عز وجل إليه وذلك من وظيفته عليه الصلاة والسلام أيضاً كما دلتنا على ذلك الآية السابقة (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فإذن قد بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للسلف الأول اللفظ والمعنى معاً فكما أننا تلقينا اللفظ القرآني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بواسطة أصحابه وهؤلاء نقلوه إلى التابعين وهؤلاء لأتباعهم حتى وصل إلينا كذلك يجب أن نتلقى البيان الذي بينه عليه الصلاة والسلام للقرآن من نفس الطريق الذي وصلنا به القرآن الكريم هذه حقيقة يجب أن يكون المسلم على علم بها وعلى تدين وإيمان بها حتى لا يضل يميناً ويساراً ويكون من الفرقة الناجية التي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم صفتها أنها تكون على ما كان عليه الرسول عليه السلام وأصحابه
فإذن لا بد هنا من أمر هام جداً لكي نعرف معنى الآيات التي بينها الرسول عليه السلام لأصحابه ذلك هو علم الحديث لا سبيل لأحد أن يعرف بيان الرسول صلى عليه وآله وسلم للقرآن الذي فيه بيان الشريعة كلها لا سبيل إلى ذلك إلا بطريق الحديث بطريق علم الحديث مصطلح الحديث وتراجم رجال الحديث وعلم الجرح والتعديل ذلك هو الطريق الوحيد ليعرف المسلم بيان الرسول عليه السلام وتفسيره للقرآن والأحكام التي جاء بها وبلغها إلى أمته إذا عرفنا هذه الحقيقة
بيان موافقة القاديانيين للقرآنيين في إنكار السنة وعدم الحاجة إلى علم الحديث
الشيخ : فتظاهر القاديانيين بأنهم يؤمنون بالحديث ثم يصرحون بأن الحديث الصحيح إنما يعرف بموافقته للقرآن فقد التقى هؤلاء مع إخوانهم السابقين المصرحين بإنكار التمسك أو الاحتجاج بالسنة التقوا معهم أيضاً في عدم الاحتجاج بالسنة لا فارق بين الطائفتين الضالتين مطلقاً إلا من حيث اللفظ فأولئك يصرحون بما يعتقدون وهؤلاء يبطنون خلاف ما يظهرون فيقولون إن الحديث حجة ولكن الحديث الصحيح إنما يعرف بموافقته للقرآن ، إذن لا حاجة لهؤلاء أيضاً إلى علم الحديث الذي يوصلهم إلى أن يعرفوا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه من بعده ليكونوا من الفرقة الناجية لأنه ليس عندهم فرقة ناجية إلا التي وافقت أهواءهم وكل ما سوى ذلك فهم في ضلال مبين
مخالفة القاديانيين لعقائد المسلمين، وإنكارهم ما هو معلوم من الدين بالضرورة بسبب إعراضهم عن السنة
الشيخ : لذلك حينما انطلقوا يتفلتوا من التمسك ببيان الرسول عليه الصلاة والسلام الذي هو يقيد الآيات بمفاهيم صحيحة لما تفلتوا من ذلك جاء الآخرون أيضاً بشريعة جديدة تتضمن عقائد مخالفة لإجماع الأمة فلعلكم جميعاً تعلمون أن نبيهم المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني ادعى النبوة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع شيء أيضاً من التلبيس على الأمة فهو يقول : إنها نبوة إيحاء من الله عز وجل وليست نبوة تشريع هذا مما اشتهر به القاديانيون ولكن الكثير من الشباب المسلم أن هذا هو الخلاف على أنه خلاف خطير يظن أن لا خلاف بين القاديانيين وبين المسلمين إلا في هذه الناحية
هناك نقط كثيرة جداً خالفوا فيها المسلمين وهذا أمر بدهي بعد أن تركوا التمسك بالعصمة التي أشار إليها الرسول عليه السلام في الحديث السابق : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) فهم لما تركوا التمسك بالسنة تركوا التمسك أيضاً بالقرآن لأن القرآن له مفهوم واضح في السنة فحينما يعرضون عن السنة فقد أعرضوا عن المفهوم الواضح وحينما يعرضون عن المفهوم الواضح فقد أعرضوا عن القرآن بطبيعة الحال
ولذلك فهم كالطائفة الأولى لا يمكن اعتبارهم من الجماعة الإسلامية مع الاعتراف بأن هذه الجماعة الإسلامية يوجد بينها خلافات كثيرة ولكن لم يبلغ الأمر في هذه الخلافات الكثيرة من بين أفراد الجماعة الإسلامية إلى إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة
فهم مثلاً ينكرون وجود الملائكة كذلك ينكرون وجود الجن ويتأولون الآيات الصريحة في إثبات الملائكة وإثبات الجن بتآويل أشبه ما تكون بتآويل الباطنيين القدامى .
كذلك مثلاً هم يقولون بأن الكفار الذين أخبر الله عز وجل في القرآن الكريم بأنهم مخلدون في النار ودعمت ذلك السنة الصحيحة وأجمع على ذلك الأمة الإسلامية منذ عهدها الأول حتى اليوم هؤلاء يخالفون تلك النصوص وهذا الإجماع فيقولون إن الله عز وجل برحمته سوف يأتي يوم يخاطب أهل النار بقوله : (( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )) هكذا زعموا أن الله عز وجل يخاطب الكفار الذين هم في النار بمثل هذه الآية (( فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ))
هذا سببه كله في اعتقادي الانصراف عن التمسك بالأصل الثاني من الشريعة ألا وهي السنة ولذلك فلا ضمان ولا حياة ولا نجاة للمسلمين من التفرق القديم والجديد إلا بالرجوع إلى هذه السنة الصحيحة
هناك نقط كثيرة جداً خالفوا فيها المسلمين وهذا أمر بدهي بعد أن تركوا التمسك بالعصمة التي أشار إليها الرسول عليه السلام في الحديث السابق : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) فهم لما تركوا التمسك بالسنة تركوا التمسك أيضاً بالقرآن لأن القرآن له مفهوم واضح في السنة فحينما يعرضون عن السنة فقد أعرضوا عن المفهوم الواضح وحينما يعرضون عن المفهوم الواضح فقد أعرضوا عن القرآن بطبيعة الحال
ولذلك فهم كالطائفة الأولى لا يمكن اعتبارهم من الجماعة الإسلامية مع الاعتراف بأن هذه الجماعة الإسلامية يوجد بينها خلافات كثيرة ولكن لم يبلغ الأمر في هذه الخلافات الكثيرة من بين أفراد الجماعة الإسلامية إلى إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة
فهم مثلاً ينكرون وجود الملائكة كذلك ينكرون وجود الجن ويتأولون الآيات الصريحة في إثبات الملائكة وإثبات الجن بتآويل أشبه ما تكون بتآويل الباطنيين القدامى .
كذلك مثلاً هم يقولون بأن الكفار الذين أخبر الله عز وجل في القرآن الكريم بأنهم مخلدون في النار ودعمت ذلك السنة الصحيحة وأجمع على ذلك الأمة الإسلامية منذ عهدها الأول حتى اليوم هؤلاء يخالفون تلك النصوص وهذا الإجماع فيقولون إن الله عز وجل برحمته سوف يأتي يوم يخاطب أهل النار بقوله : (( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )) هكذا زعموا أن الله عز وجل يخاطب الكفار الذين هم في النار بمثل هذه الآية (( فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ))
هذا سببه كله في اعتقادي الانصراف عن التمسك بالأصل الثاني من الشريعة ألا وهي السنة ولذلك فلا ضمان ولا حياة ولا نجاة للمسلمين من التفرق القديم والجديد إلا بالرجوع إلى هذه السنة الصحيحة
9 - مخالفة القاديانيين لعقائد المسلمين، وإنكارهم ما هو معلوم من الدين بالضرورة بسبب إعراضهم عن السنة أستمع حفظ
أهمية الرجوع إلى فهم السلف للقرآن والسنة.
الشيخ : وثمة ضميمة أخرى لا بد منها دل عليها حديث العرباض والذي قبله ألا وهو التمسك بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح أي لا يجوز أن نأتي إلى نص في القرآن أو إلى حديث من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وقد فسره السلف أو فسرها بنوع من التفسير والبيان لا يجوز لنا أن نخالفهم فنأتي بتفسير على خلاف ما فهموه لما سبق بيانه من أن السلف إذا فسروا النص بوجه فذلك معناه أنهم تلقوا هذا التفسير من الرسول عليه الصلاة والسلام كما تلقوا اللفظ المفسر هذا حينما يكون على اتفاق في تفسير وصف ما ، أما إذا اختلفوا فهنا يرد كلمة للإمام أبي حنيفة رحمه الله: " فهم رجال ونحن رجال " أما إذا اتفقوا فلا يجوز مخالفتهم لقول ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً )) الشاهد من هذه الآية قوله تعالى : (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) إن الله عز وجل عطف هذه الجملة على قوله : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) قال: (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) ترى ما النكتة وما الحكمة في هذه الجملة المعطوفة على قوله: (( ومن يشاقق الرسول )) هل ثمة فرق بين الآية كما أنزلت وبين ما لو كانت على النحو الآتي : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى )) نوله ما تولى إلى آخر الآية هل هناك فرق ؟ قد لا يتنبه لهذا الفرق بعض الناس وهو فرق جوهري عظيم
ذلك أن الله عز وجل أراد بهذه الآية أن يتمسك الخلف بالمفهوم للدين الذي كان عليه السلف وإلا فكل فرقة من تلك الفرق الضالة التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ورأينا بعضها قديماً أو سمعنا ببعضها قديماً ورأينا بعضها حديثاً كل هذه الفرق إلا الطائفة الأولى القرآنيين يصرحون بأننا نحن على الكتاب والسنة ولكنك حينما تبحث معهم تفاصيل عقائدهم وآرائهم تجدهم قد جاؤوك بدين ليس هو الإسلام إلا بالدعوى فقط
فالله عز وجل تنبيهاً للمسلم أن لا يتورط مع هؤلاء الضالين قال : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) يعني أن كل مسلم لا يُكتفى منه أن يقول : أنا على الكتاب والسنة وإنما يجب أيضاً أن يكون على سبيل المؤمنين ذلك لأن الكتاب يحتمل وجوهاً من المعاني كثيرة والسنة قريباً من ذلك ولكنها أوضح وأوضح لذلك روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : " إذا جادلكم أهل الرأي بالقرآن فجادلوهم بالسنة فإن القرآن ذو وجوه " يعني يتحمل أكثر من معنى واحد ولهذا كلف الله عز وجل نبيه ببيان القرآن ليضع كما يقال اليوم النقاط على الحروف فسبيل المؤمنين هذه الجملة التي ذكرت في الآية أراد بها أن الذي يخالف النص القرآني الذي جرى المسلمون على تفسيره بوجه ما فنوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً إذن الآن نحن نعيش بين طائفتين خرجتا من الإسلام باسم الإسلام وما خطيئتهما إلا اعراضهما عن التمسك بالسنة ذلك جزاء من يخالف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المأمور باتباعه كتاباً وسنة
الواقع أن هاتين الطائفتين لا أخشى على كثير من الشباب المسلم أن يضل بضلالهما لظهور ضلالهما
ذلك أن الله عز وجل أراد بهذه الآية أن يتمسك الخلف بالمفهوم للدين الذي كان عليه السلف وإلا فكل فرقة من تلك الفرق الضالة التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ورأينا بعضها قديماً أو سمعنا ببعضها قديماً ورأينا بعضها حديثاً كل هذه الفرق إلا الطائفة الأولى القرآنيين يصرحون بأننا نحن على الكتاب والسنة ولكنك حينما تبحث معهم تفاصيل عقائدهم وآرائهم تجدهم قد جاؤوك بدين ليس هو الإسلام إلا بالدعوى فقط
فالله عز وجل تنبيهاً للمسلم أن لا يتورط مع هؤلاء الضالين قال : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) يعني أن كل مسلم لا يُكتفى منه أن يقول : أنا على الكتاب والسنة وإنما يجب أيضاً أن يكون على سبيل المؤمنين ذلك لأن الكتاب يحتمل وجوهاً من المعاني كثيرة والسنة قريباً من ذلك ولكنها أوضح وأوضح لذلك روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : " إذا جادلكم أهل الرأي بالقرآن فجادلوهم بالسنة فإن القرآن ذو وجوه " يعني يتحمل أكثر من معنى واحد ولهذا كلف الله عز وجل نبيه ببيان القرآن ليضع كما يقال اليوم النقاط على الحروف فسبيل المؤمنين هذه الجملة التي ذكرت في الآية أراد بها أن الذي يخالف النص القرآني الذي جرى المسلمون على تفسيره بوجه ما فنوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً إذن الآن نحن نعيش بين طائفتين خرجتا من الإسلام باسم الإسلام وما خطيئتهما إلا اعراضهما عن التمسك بالسنة ذلك جزاء من يخالف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المأمور باتباعه كتاباً وسنة
الواقع أن هاتين الطائفتين لا أخشى على كثير من الشباب المسلم أن يضل بضلالهما لظهور ضلالهما
بيان ضلال من رد أحاديث الآحاد في العقائد.
الشيخ : ولذلك فإني أريد أن أنتقل من هاتين الطائفتين إلى طائفة ثالثة لها أصل في التاريخ الإسلامي ولو بعد السلف الصالح ثم نبتت نابتة اليوم فتبنت انحرافاً قديماً باسم الإسلام أيضاً ألا وهو تقسيم السنة من حيث الثبوت إلى قسمين اثنين ما كان منها ثابتاً على مرتبة اليقين وهو في اصطلاح المحدثين يسمى بالحديث المتواتر وما كان منها ثابتاً على مرتبة الظن وهو في اصطلاح المحدثين يسمى بحديث الآحاد هذا التقسيم وإن كان مطابقاً للواقع ولكن جعلهم هذا التقسيم يفرق في بعض الأحيان بين الأخذ بالنوع الثاني والنوع الأول يقولون : إن الإسلام ينقسم إلى عقيدة وإلى أحكام فما كان من الحديث متعلقاً بالقسم الأول فينظر إن كان حديث تواتر أخذ به وإن لم يكن كذلك بل كان حديث آحاد لا يؤخذ به وهنا تفصيل لهم اضطربوا فيه اضطراباً كثيراً لست بحاجة إلى ذكره إلا إن دعت الحاجة إليه وإنما المهم أنهم لا يوجبون الأخذ والإيمان بحديث الآحاد فيما يتعلق بالعقيدة أما ما كان من القسمة الثاني من الشريعة ألا وهو الأحكام فهم مع جماهير المسلمين في وجوب الأخذ بحديث الآحاد فيها
إذن إنما يهمنا من هذا البحث هو هذا التفصيل يقولون : لا يؤخذ بحديث الآحاد في العقيدة وهذا معناه رد مئات الأحاديث الصحيحة المتفق على صحتها بين علماء الحديث بمثل هذه الفلسفة الجديدة التي لا يعرفها السلف الصالح إطلاقاً
والبحث في هذا طويل وطويل جداً ولي فيه رسالتان مطبوعتان : إحداهما تحت عنوان حديث الآحاد * وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والأحكام *والرسالة الأخرى : حديث الآحاد يؤخذ به في العقيدة أو يجب الأخذ به في العقيدة والرد على شبهات بعض الناس هما رسالتان مطبوعتان لذلك لا أطيل القول في هذا المجال.
وإنما أذكر بأمر يسهل فهمه على كل مسلم لديه ثقافة بسيطة عن سيرة الرسول عليه السلام وإرساله رسله الدعاة إلى الإسلام إلى مختلف الأقطار
حينما نذكر التفصيل السابق أنه لا يؤخذ بحديث الآحاد في العقيدة إما لازم ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما أرسل مثلاً معاذ بن جبل
إذن إنما يهمنا من هذا البحث هو هذا التفصيل يقولون : لا يؤخذ بحديث الآحاد في العقيدة وهذا معناه رد مئات الأحاديث الصحيحة المتفق على صحتها بين علماء الحديث بمثل هذه الفلسفة الجديدة التي لا يعرفها السلف الصالح إطلاقاً
والبحث في هذا طويل وطويل جداً ولي فيه رسالتان مطبوعتان : إحداهما تحت عنوان حديث الآحاد * وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والأحكام *والرسالة الأخرى : حديث الآحاد يؤخذ به في العقيدة أو يجب الأخذ به في العقيدة والرد على شبهات بعض الناس هما رسالتان مطبوعتان لذلك لا أطيل القول في هذا المجال.
وإنما أذكر بأمر يسهل فهمه على كل مسلم لديه ثقافة بسيطة عن سيرة الرسول عليه السلام وإرساله رسله الدعاة إلى الإسلام إلى مختلف الأقطار
حينما نذكر التفصيل السابق أنه لا يؤخذ بحديث الآحاد في العقيدة إما لازم ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما أرسل مثلاً معاذ بن جبل
اضيفت في - 2021-08-29