كلمة من فضيلة الشيخ في حث إخوانه وأحبابه على الصدقة للمجاهدين الأفغان.
الطالب : فضيلة الشيخ ! إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستنحُ الفرص مع أحبائه من الصحابة ليُرشدهم إلى ما فيه خير دينهم ودُنياهم، فعندما جاءَه قوم مجتابي النمار، فقراء الحال، حثّ الصحابة على الصدقة، فهؤلاء القوم الذين حضروا إلى هذا المسجد يُحبونك في الله، فهل لك أن تُحيي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتحثّ هؤلاء الأحباء على دفع الصدقات للمجاهدين الأفغان، الذين يعيشون حياة صعبة في جبال البرد والثلوج يجاهدون الشيوعية الحمراء، تفضل جزاكم الله خير.
الشيخ : ما في شيء جديد غير ما سبق، إيش في أنا ما فهمتُ جيدًا ؟
الطالب : هنالك صناديق للتبرعات في المسجد، هؤلاء الأحبة الذين أحبوك في الله لو وجهت لهم كلمة لكي يتبرعوا في هذه الصناديق.
الشيخ : هذا السؤال يُذكرني بما جاء في صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : ( أنّ قومًا من الأعراب دخلوا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعليهم نمار ) أي: عباءات أو بطانيات، يقول الراوي: ( مجتابي النمار، متقلدي السيوف ) أي: قد فتحوا طاقة في تلك البطانيات لنقل، وأدخلوا رؤوسهم حتى يتدفوا من البرد. قال: ( عامتهم من مضر بل كلهم من مضر، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تمعّر وجهه ) أي: أسفًا وحزنًا عليهم، وقال لأصحابه عليه الصلاة والسلام: (( وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقناكُم مِّن قَبلِ أَن يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَولَا أَخَّرتَنِي إِلَى أَجَل قَرِيب فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّـالِحِينَ ))، ثم قال لهم عليه الصلاة والسلام مؤكدًا لهم ما جاء من الأمر في الآية الكريمة بالصدقة فقال : ( تصدق رجلٌ بدرهمه، بديناره، بصاع بره، بصاع شعيره ) أي: ليتصدق كل منكم بما يتيسر له من الصدقة، بصاع بره أو على الأقل بصاع شعيره، فما أتمَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم خطبته وتذكيره لأصحابه إلا قام واحدٌ من أصحابه لينطلق إلى داره ويعود من فوره إلى مجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليضع بين يديه ما تيسر له من طعام أو دراهم أو دنانير، فلما رأى بقية أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما فعل صاحبهم قام كل منهم إلى بيته ليعود أيضًا بما تيسر له من صدقة، فوُضعت أمام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قال جرير: ( فاجتمع أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطعام والدراهم والدنانير كأكوام الجبال، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهلل وجهه كأنه مُذهبة ) أي: تنوّر وجهه عليه السلام كالفضة المطلية بالذهب، تلألأ فرحًا باستجابة أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمره لهم بالصدقة، ثم قال مشجعًا للمسلمين أن يقتدوا بالرجل الأول الذي جاء بالصدقة قبل الآخرين، قال بهذه المناسبة الحديث الصحيح المشهور، والذي يضعه المبتدعة في غير موضعه الصحيح، قال صلى الله عليه وآله وسلم بهذه المناسبة: ( من سنَّ في الإسلام سُنة حسنةً فله أجرها وأجرُ من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيئًا )، فأنا أحضكم بحض النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه على الصدقة، والصدقة الآن من البُر والشعير لا تُفيد، وإنما الذي يُفيد إنما هي الدراهم والدنانير، فتصدَّقوا كما قال عليه السلام في الحديث الآخر: ( تصدقوا ولو بشق تمرة ) كناية أن هذه الصدقة مهما كانت ضئيلة وخفيفة، فصدقة مع صدقة مع صدقات تُغني أقوامًا، وتُشبع جياعًا فتصدَقوا ولو بِشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة، والكلمة الطيبة هنا بالنسبة لإخواننا المجاهدين من الأفغانيين أو العرب المساعدين لهم إنما هي على الأقل الدعاء لهم بأن ينصرهم الله عز وجل نصرًا مؤزرًا قريبًا على عدوهم.
ما صحة الأحاديث المنشورة والمنسوبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي فيها: يا علي، وما مدى صحة كلام الصاغاني في بطلانها كلها إلا واحدا؟
السائل : فضيلة الشيخ : نقرأ في أوراق مطبوعة توزع دائمًا أحاديثَ يقول فيها الرسول صلى الله عليه وسلم : يا عليّ كذا، مثل حديث: ( يا علي لا تنم حتى تعمل خمسة أشياء ) الحديث، وما رأيكم في قول الصاغاني في كتابه *قانون الموضوعات*: " كل حديث فيه: يا عليّ فهو باطل إلا حديث: ( يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) " ؟
الشيخ : هذه النشرات التي تُنشر وتُطبع مع الأسف بسخاء كأن وراءها أناساً يريدون أن يفسدوا على الأمة ثقافتها، ويريدون أن ينشروا من بينهم الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة، لأننا مع الأسف الشديد ما وجدنا نشرة من هذه النشرات فيها حديث صحيح، مع كثرة الأحاديث الصحيحة وبحسب الواحد من هؤلاء لو كان يريد الخير للأمة أن يضع بين يديه أحد الصحيحين وأن يختار منه حديثًا يروق له، هذا إن لم يستعن بأهل العلم وهذا هو الواجب في الحقيقة لمن كان الله عز وجل قد أنعم عليه بالمال ويريد أن يفيد الناس بنشر حديث ما يكون الناس بحاجة إليه أو في غفلة عنه، فعليه أن يختار هو بنفسه حديثاً صحيحًا، وإن كان لا يستطيع ذلك فعليه أن يسأل أهل العلم كما قال تعالى: ( فَسأَلُواْ أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لَا تَعلَمُونَ )، لذلك أنا أخشى أن يكون وراء هذه النشرات من يريد -كما قلت آنفاً- إفساد ثقافة الأمة، لأنهم لا ينشرون إلا الأحاديث الواهية والمنكرة والموضوعة.
2 - ما صحة الأحاديث المنشورة والمنسوبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي فيها: يا علي، وما مدى صحة كلام الصاغاني في بطلانها كلها إلا واحدا؟ أستمع حفظ
ما رأيكم في قول الصاغاني في كتابه *قانون الموضوعات*: " كل حديث فيه: يا عليّ فهو باطل إلا حديث: ( يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) " ؟
3 - ما رأيكم في قول الصاغاني في كتابه *قانون الموضوعات*: " كل حديث فيه: يا عليّ فهو باطل إلا حديث: ( يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) " ؟ أستمع حفظ
توضيح الشيخ للخطوات التي يجب على طالب العلم اتباعها عند تقصيه ثبوت لفظة ما في الحديث، كلفظة: يا علي.
ثم بعد ذلك لا بد من إجراء عملية التصفية، وهي تطبيق قاعدة من قاعدتين: في علم المصطلح معروف قولهم: " زيادة الثقة مقبولة "، وقولهم: " الحديث الشاذ مرفوض مردود " ، وهذا لا مجال الآن لتفصيل الفرق بين القاعدتين، وقد فعلناه في بعض جلساتنا مع بعض إخواننا في هذه السفرة هنا، لكني أقول لتمييز كون هذه الزيادة من قبيل زيادة الثقة مقبولة أو كونها زيادة شاذة تحتاج عملية واسعة ضخمة جدًّا، ثم لا فائدة تُذكر من وراء ذلك، فحسبنا أن نقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعليٍّ - لأن هذا هو الصحيح - : ( أنت مني ) إلى آخره.
أما بقية الأحاديث فلا شك في ضعفها، أما هذا الحديث فيتوقف فيه الحكم بصحة هذه الزيادة أو بشذوذها أو بضعفها.
4 - توضيح الشيخ للخطوات التي يجب على طالب العلم اتباعها عند تقصيه ثبوت لفظة ما في الحديث، كلفظة: يا علي. أستمع حفظ
ما صحة حديث خالد بن الوليد الطويل : ( جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سل عما بدا لك: قال: أريد أن أكون أعلم الناس ) الحديث ؟
السائل : فضيلة الشيخ لقد كثُرت المنشورات بنشر مثل هذه الأحاديث المطولة وتعليقها على الجدران وغير ذلك، فهذا بين أيدينا حديث: الحديث الشريف الذي جمع فأوعى، يقول كاتب هذا الحديث الطويل وهو صفحة كاملة: " عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: ( جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سل عما بدا لك، قال: أريد أن أكون أعلم الناس، فقال - صلى الله عليه وسلم -: اتق الله تكن أعلم الناس، قال: أريد أن أكون أغنى الناس، فقال - صلى الله عليه وسلم -: كن قانعاً تكن أغنى الناس ) "، إلى آخر هذه الروايات، ثم قال: " قال الإمام المستغفري: ما رأيت حديثاً أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث، رواه الإمام أحمد بن حنبل ".
الشيخ : كان مرّ عليّ هذا الحديث وجوابي عنه إنه حديث مركب من مجموعة من الأحاديث، بعضها له أصل في بعض الأحاديث الصحيحة، وبعضها ليس له أصل، وهذا هو الغالب على هذا الحديث.
5 - ما صحة حديث خالد بن الوليد الطويل : ( جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سل عما بدا لك: قال: أريد أن أكون أعلم الناس ) الحديث ؟ أستمع حفظ
قاعدة في الحديث وهي: الأحاديث الطوال التي فيها المواعظ والنصائح يغلب عليها الضعف، وتوجيه كلام المستغفري على حديث خالد الماضي.
أما ما ذكره الناشر عن المستغفري، فالمستغفري ففي الحقيقة له كتاب اسمه: *الدعوات* ولما يطبع فيما علمتُ حتى الآن، إلا أنه فيما ينقله الحافظ السيوطي - ولا أستبعد أن يكون هذا الحديث نقله الناقل من الجامع الكبير للسيوطي - ففيما ينقله السيوطي عن المستغفري هذا من كتابه الدعوات فيه أحاديث ضعيفات كثيرات، ولذلك فلا يُعتمد على ما يرويه هذا المحدث المستغفري إلا بعد الرجوع إلى إسناد الحديث، ولا سبيل للرجوع إلى إسناده، لأن الكتاب لايزال في عالم المخطوطات بل في عالم المفقودات فيما أعتقد، لكن على كل حال لا يُذكر في الأحاديث التي تُعنى بذكر أحاديث المواعظ والنصائح منتقاة من الأحاديث الثابتة.
هذا ما يحضرني ذكره الآن بمناسبة السؤال عن هذا الحديث الطويل.
6 - قاعدة في الحديث وهي: الأحاديث الطوال التي فيها المواعظ والنصائح يغلب عليها الضعف، وتوجيه كلام المستغفري على حديث خالد الماضي. أستمع حفظ
متى يكون موقوف الصحابي له حكم الرفع؟
السائل : فضيلة الشيخ : متى يكون موقوف الصحابي له حكم الرفع؟
الشيخ : إذا جاء الحديث موقوفًا على صحابي ما تارةً يكون له حكم الرفع وتارةً لا يكون له هذا الحكم، والذي يمكن البتّ فيه: أن الحديث الموقوف على الصحابي بعد ثبوت السند إليه يكون مرفوعًا في حالة واحدة وبقيد لابد من ذكره، هذه الحالة أن يكون متعلقًا في الأمور الغيبية التي لا يمكن عادة للعقل البشري أن يتحدث عنها، فإذا كان الحديث الموقوف على الصحابي يتحدث عن أمر غيبي فهو في حكم المرفوع، لأنه كما يقول العلماء في كثير من مثل هذه المناسبة: " لا يقال بمجرد الرأي " .
ما هو الشرط ؟
أن لا يكون أو أن لا يحتمل هذا الحديث الموقوف أن يكون من الإسرائيليات، فإذا احتمل أن يكون من الإسرائيليات لا يجوز حين ذاك أن يُدّعى أنه في حكم المرفوع لأن له علاقة بالغيب، لأن الإسرائيليات أيضًا تتحدث عن أمور غيبية.
ضرب الشيخ لمثالين من الأحاديث الموقوفة والتي لواحد منها حكم الرفع والآخر ليس له حكم الرفع.
أحدهما للحديث الموقوف على الصحابي وهو في حكم المرفوع، والآخر موقوف على الصحابي ولكن ليس في حكم المرفوع لما سبق ذكره آنفًا.
الأول: روى الحاكم في مستدركه وغيره من علماء الحديث عن ابن عباس قال: ( نزل القرآن إلى سماء الدنيا في بيت العزة جملة واحدة، ثم نزل أنجمًا حسب الحوادث ) كما ترون هنا من حيث الرواية قال ابن عباس، لكن هذا مما يقال فيه: إنه في حكم المرفوع، لماذا ؟
لأنه أولًا: يتحدث عن نزول القرآن وهذا غيب محض لا يعرفه إلا من أُنزل عليه وهو رسولنا صلوات الله وسلامه عليه.
ثانيًا: يأتي بشيء من التفصيل يؤكد أنه لا مجال للعقل أن يجول فيه وهو قوله: ( نزل القرآن الكريم جملة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ) فهذه تفاصيل لا يستطيع العقل البشري أن يحيط بها أبدًا، ولذلك قال العلماء: هذا موقوف في حكم المرفوع.
أما المثال الثاني الذي لا يصلح أن يكون في حكم المرفوع وهو ما يذكر في تفسير ابن جرير وغيره في تفسير قوله تعالى في حق سليمان : (( وَأَلقَينَا عَلَى كُرسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ )) هكذا الآية؟
قالوا : الجسد الذي أُلقي على كُرسي سليمان هو الشيطان في هذا المضمار، لماذا ؟
قال: ألقي الشيطان على كُرسي سليمان ليحكم مكانه وليدير مملكة سليمان عليه السلام التي كان يُسيطر فيها على الإنس والجن كما هو معروف في القرآن الكريم، وأين سليمان ؟!
من تمام القصة الباطلة أنه -وهذا معروف لدى العامة عندنا في الشام، ما أدري والله في البلاد الأخرى- يقولون: كان ملك سليمان في خاتمه، فذات يوم دخل الخلاء وخلع الخاتم وأعطاه لامرأته، ولعل اسمها جرادة كما يقولون زعموا.
فجاء الشيطان -وهذه مصيبة أخرى- متزييًا بزي سليمان عليه السلام فأخذ منها الخاتم فوضع الخاتم في إصبعه، فخضع له ملك سليمان وجلس على كرسيه ، هذه بلا شك من الإسرائيليات التي لا يليق نسبة شيء منها إلى رجل مؤمن صالح فضلًا عن أن يُنسب إلى نبي كريم ابن نبي كريم، سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام.
8 - ضرب الشيخ لمثالين من الأحاديث الموقوفة والتي لواحد منها حكم الرفع والآخر ليس له حكم الرفع. أستمع حفظ
ما هو أصح ما وقفتم عليه في تفسير قوله تعالى : ( على كرسيه جسدًا ) ؟
الجواب : أصح ما رأيتُه ما ذكره الإمام الآلوسي في تفسيره *روح المعاني*: " الجسد الذي أُلقي على الكرسي هو شق ولدٍ "، وجاء ذكره في الحديث الصحيح، في البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( أن سليمان قال : لأطوفنَّ الليلة على مئة امرأة، تأتي كل امرأة بولدٍ يجاهد في سبيل الله، فقيل له: قل: إن شاء الله، فنُسّي ولم يقل، فلم تأت منهنّ إلا امرأة واحدة بشق ولد )، هذا تأديب من الله لأنبيائه المصطفين الأخيار أنهم يجبُ عليهم أن يكلوا الأمر إلى مشيئة الله تبارك وتعالى على نحو ما نزل على نبينا صلوات الله وسلامه عليه : (( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً * إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ ))، هذا الشق هذا الجسد هو الذي أُلقي على ملك سليمان وكان ذلك سببًا لبكائه وتوبته وأوبته إلى ربه.
هل تمّ طبع كتاب صحيح السيرة أم هو تحت الطبع ومتى يُنشر؟
السائل : فضيلة الشيخ : هل تمّ طبع كتاب صحيح السيرة أم هو تحت الطبع ومتى يُنشر؟
الشيخ : أما صحيح السيرة فنأسف أنه بعدُ لم يتيسر لي إتمامه، وأرجو أن تدعو لي بأن يبارك الله لي في عُمري أولًا وفي وقتي ثانيًا لأتمكن من القيام بإتمام هذا المشروع وغيره من المشاريع العلمية المتعلقة بخدمة السنة المحمدية.
السائل : جزاك الله خير.
الشيخ : وإياك.
فضيلة الشيخ نسمع الحديث: ( الشفاء في ثلاث: شربة من عسل، أو كية من نار أو آية من كتاب ) فما صحة هذا الحديث ؟
السائل : فضيلة الشيخ نسمع الحديث: ( الشفاء في ثلاث: شربة من عسل، أو كية من نار، أو آية من كتاب ) فما صحة هذا الحديث ؟
الشيخ : ما أذكر الحديث فيه آية من كتاب الله، أما الشفاء بالعسل وشرطة محجم فالحديث صحيح وفي البخاري، أما آية في كتاب الله فلا أذكر أن فيه حديثًا.
11 - فضيلة الشيخ نسمع الحديث: ( الشفاء في ثلاث: شربة من عسل، أو كية من نار أو آية من كتاب ) فما صحة هذا الحديث ؟ أستمع حفظ
الشيخ في صلاة المغرب ما ترك لنا فرصة في قراءة الفاتحة ، هل هو على صواب أم نحن على صواب ؟
السائل : فضيلة الشيخ : الشيخ في صلاة المغرب ما ترك لنا فرصة في قراءة الفاتحة ، هل هو على صواب أم نحن على صواب ؟
الشيخ : يعنون بالشيخ أنت يعني ؟
السائل : إيوا هههههه
الشيخ : أنا ظننت أني أنا المقصود فما فهمت الكلام.
هذا السؤال في الواقع مهم عندي، لأن سكوت الإمام بعد فراغه من قراءة الفاتحة ليتمكن المقتدي من قراءته للفاتحة فيه أمران اثنان أو مشكلتان اثنتان:
الأولى : أن هذه السكتة لا أصل لها في السنة، ولا يجوز للمسلم بصورة عامة وللأئمة بصورة خاصة أن يُحدثوا في دين الله ما لا أصل له فيه، كل ما يمكن أن يستدل الذاهبون إلى شرعية هذه السكتة إنما هو حديث مروي في السنن من طريق الحسن البصري عن سمُرة بن جندَب: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له سكتتان، سكتة إذا كبر في الصلاة، وسكتة إذا فرغ من القراءة ) ثم اختلف الرواة في ضبط هذه القراءة وهي: إذا سكت من القراءة.
والحديث طرقه كثيرة على يونس بن عُبيد الأيلي وهو يرويه عن الحسن البصري وهو تابعي جليل، وهذا يرويه عن سمرة بن جندب الحديث.
هذه الطرق التي تروى عن الراوي عن الحسن وهو يونس بن عُبيد الأيلي، اختلفوا عن الحسن ، فمن قائل ما سمعتم: ( إذا فرغ من القراءة ) ومن قائل: ( إذا فرغ من قراءة الفاتحة ) ومن قائل: ( إذا فرغ من القراءة كلها ).
هذا الحديث حينما ينظر الباحث المحدث في اختلاف الرواة عن هذا الراوي على هذه الوجوه الثلاثة يقول: هذا الحديث مضطرب المتن.
12 - الشيخ في صلاة المغرب ما ترك لنا فرصة في قراءة الفاتحة ، هل هو على صواب أم نحن على صواب ؟ أستمع حفظ
ما هو الحديث المضطرب المتن ومتى يقبل ؟
نقل الشيخ لكلام ابن القيم وتوجيهه لحديث سمرة في سكتات الإمام وهو قائم.
ومن حيث المتن قال: " لأن السكتة بعد الفراغ من القراءة هي ليجدد الإمام أخذ النفس استعدادًا للهوي للركوع ومتابعة الحركات والأركان وما بين ذلك ".
والشيء الثاني -وهذا مهم جدًا- يقول: " لا يمكن أن تكون الرواية المرجوحة وهي: ( إذا فرغ من قراءة الفاتحة ) لا يمكن أن تكون راجحةً " ، لماذا ؟
لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو كان يسكت هذه السكتة الطويلة لكانت الدواعي تتطلب نقلها كما وقع بالنسبة للسكتة الأولى، فقد جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا كبر للصلاة سكت هنيّة ، فقلنا يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ) إلى آخر الدعاء المعروف والمذكور في أول أدعية استفتاح الصلاة في *صفة الصلاة*، قال ابن القيم رحمه الله: " فلو كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسكت كهذه السكتة الطويلة بعد فراغه من الفاتحة لتوجه إليه مثل ذاك السؤال كما قالوا له: ( أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول؟ ) لقالوا له أيضًا أرأيت سكوتك بعد قراءتك الفاتحة ماذا تقول، فلما لم يرد مثل هذا السؤال دلَّ على أن هذه الرواية أنه كان يسكت بعد فراغه من الفاتحة أي: سكتة طويلة تتسع لقراءة الفاتحة هذا لا يمكن أن يكون صحيحًا " .
من أجل هذا قلنا إن سكوت الإمام بعد الفاتحة ليقرأ المؤتم لا أصل له في السنة.
والشيء الثاني والأخير: أن ي سكوت الإمام قد لقضية القدوة، المفروض أن المقتدي يقتدي بالإمام وأن الإمام لا ينبغي له أن يقتدي بالمقتدين خلفه، وإلا إيش معنى قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به ) وليس الإمام يأتم أي يقتدي بالمقتدي، أي إذا كان هناك وراءه أناس يرون وجوب قراءة الفاتحة وراء الإمام ولو في الصلاة الجهرية إذن أنا أسكت من أجلهم، هذا قلبٌ لوظيفة الإمامية ووظيفة الاقتداء بالإمام.
لذلك لا نرى أن لسكوت الإمام وجهٌ مطلقًا سكوتًا يتّسع لقراءة الفاتحة.
ومن عجب أن الذين سنّوا للناس ولا أقول شرعوا، سنّوا للناس هذه السكتة سنّوها بألسنتهم ويخالفونها بأفعالهم، لأنك تجد الإمام الذي يرى هذه السكتة يسكت، لكن ما يكاد المقتدي يقرأ آيتين أو ثلاث آيات من الفاتحة إلا ويكون قد شرع في قراءة ما تيسر له من القرآن بعد تلك السكتة، فالحق أن يكون سكوته ما يراه صوابًا وهو بقدر ما تتسع هذه السكتة لقراءة من خلفه أو لا يسكت مطلقًا وهذا هو السنة، لأن هذه السكتة كما عرفتم لم تُنقل عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
غيره ؟
السائل : يا إخواننا جزاكم الله خيرًا الأسئلة طويلة وكثيرة والشيخ متعب كما ترون، وصحة الشيخ لا تسمح له بإطالة الكلام، فلابد أن تعذروه لهذا الظرف، وجزاكم الله خيرًا.