توضيح الشيخ وبيانه لحال المشركين قبل دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما كانوا يعتقدونه في الله عز وجل وأين كان شركهم.
الشيخ : عقيدة ؟
السائل : نعم، ما رأيك في قول الإمام أبي حنيفة في متن شرح الفقه الأكبر لعلي القارئ ، صفحة 51: " أن الله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق "، نظرًا إلى أن هذا القول إن ثبت عن أبي حنيفة يوافق فيه فقه الأشاعرة في المسألة، وأن أبا حنيفة من السلف بلا خلاف ؟
الشيخ : سؤالك هذا يفتح لي بابًا جديدًا من العلم لابد أن أُذكرك به وأن أُلفت نظرك إليه: الإسلام كما تعلم قال في القرآن الكريم وهذا من مزاياه، أنه حذر المسلمين أن يقعوا في مثل ما وقع الأولون من اليهود والنصارى فقال في حق هؤلاء: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله والمسيحَ ابن مريم ))، هذه الآية حين نزلت كان في المجلس رجل عربي من العرب النوادر الذي كان بالتعبير العصري مثقفًا يومئذ غير أُمّي، العرب أُمّيون إلا النادر منهم فهذا كان من هؤلاء النادرين كان مثقفًا، كان متعلمًا، قرأ الكتاب المعروف بالكتاب المقدس الذي يحوي التوراة والإنجيل فوجد التوراة والإنجيل خيرًا مما وجد عليه قومه يعبدون التماثيل والأصنام، وجد هناك شيء من الأخلاق شيء من التشريعات حيث لا يجد شيء من ذلك إطلاقًا في الوثنية الجاهلية فتنصّر، ولما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على نصرانيته جاء وقد علّق الصليب على صدره، فأنكر الرسول عليه السلام ذلك عليه، ثم هداه الله عز وجل وأسلم وحسُن إسلامه، وأخذ يتفقه ويجلس في مجالس الرسول عليه السلام، ذات يوم لما نزلت هذه الآية: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله )) وهو كان من أولئك النصارى، قال: ( يا رسول الله ما اتخناهم أربابًا من دون الله ) فبادر إلى ذهن عَدي بن حاتم رضي الله عنه إلى أن مقصود الآية: يعني اعتقدوا في أحبارهم أنهم يخلقون ويرزقون ويميتون ويحيون وو إلى آخره، قال: ( ألستم كنتم إذا حرّموا لكم حلالًا حرّمتموه، وإذا حللوا لكم حرامًا حللتموه، قال: أما هذا فقد كان، قال: فذاك اتخاذَكم إياهم أربابًا من دون الله ).
فالمقصود المسلمون حتى اليوم والحمد لله لا يزالون يوجد فيهم من يحافظ على التوحيد بكامله، لأن التوحيد الذي يُستنبط من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يختلف تمامًا عن التوحيد الموجود عند النصارى وعند اليهود بل -وأرجو أن لا يقع ثقيلًا على مسامعك- وحتى بعض المسلمين، التوحيد الذي جاء في القرآن وفي السنة يجهله كثير من المسلمين فضلًا عن أهل الأديان الأخرى، ذلك لأن التوحيد الذي دعت إليه الرسل كلهم دون استثناء أحد منهم هو يعني توحيد الله عز وجل في ذاته أي: لا ندّ له، لا خالق معه، لا رازق معه، وهذا أمر يشترك فيه حتى المشركون، المشركون الذين بعث إليهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانوا يعتقدون أن الخالق هو واحد، لا نِدّ له في خالقيتِه، ولكنهم مع ذلك وصفوا في عديد من الآيات بأنهم مشركون، وأن الله قال لهم: (( فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون ))، فما هي الأنداد التي جعلوها لله عز وجل وأنكرها الله عليهم مع أنهم كانوا يقولون بصريح القرآن الكريم كما قال عزوجل: (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولُن الله )) إذن: خلق السماوات والأرض هم يعتقدون أنه واحد لا شريك له، فإذن أين شركهم ما دام أنهم يُوحدون الله في ذاته؟!
هنا يكمن جهل كل الأديان التي أشرنا إليها آنفاً وبعض الجهلة من المسلمين حيث يفهمون معنى لا إله إلا الله، حتى رأيت بعض الرسائل لبعض المشايخ فسر لا إله إلا الله أي: لا ربّ إلا الله!!!
وهذا تفسير خاطئ جدًّا جدًّا بحيث يترتب منه أن مشركًا يهوديًا كان أو نصرانيًا قال: لا ربّ إلا الله لا يدخل في الإسلام، لأن لا رب إلا الله كان المشركون كما سمعت آنفًا من القرآن يقولون: الخالق واحد، ورب العالمين هو واحد، إذن لماذا بُعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى هؤلاء المشركين أن يدعوهم إلى أن يعتقدوا أن خالق السماوات والأرض هو الله وحده لا شريك له ؟!
لا، هذا اسمه تحصيل حاصل، تفهم مني تحصيل حاصل ؟
السائل : نعم.
الشيخ : نعم ؟
السائل : قبل.
الشيخ : أحسنت، يعني شيء كان موجود في قرارة نفوس المشركين هؤلاء.
1 - توضيح الشيخ وبيانه لحال المشركين قبل دعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما كانوا يعتقدونه في الله عز وجل وأين كان شركهم. أستمع حفظ
ما هي حقيقة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين؟
قال الله عزوجل في القرآن الكريم -هذه الآية جواب لتساؤلي السابق: لماذا أرسل الله محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى هؤلاء المشركين مادام أنهم كانوا يعترفون بأن الخالق هو واحد لا شريك له ؟!-
قال تعالى: (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى )) هنا في شيء يسمى عن العلماء بطيّ من الكلام وهذا من إعجاز القرآن، (( والذين اتخذوا من دونه أولياء )) أين الطي ، أين الاختصار ؟
إذا قيل لهم: لماذا اتخذتم هؤلاء أولياء من دون الله ؟
قال: (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زُلفى )) فهم اعترفوا بشيئين:
الشيء الأول: أنهم يعبدونهم من دون الله، وأنهم إنما يعبدونهم ليوصلوهم إلى الله، فإذن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُرسل إليهم ليُخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له، لم يدعهم إلى الاعتقاد بأن الخالق واحد، لأن هذا كما قلنا تحصيل حاصل، لكن مع اعترافهم أنه الخالق المحيي المميت هو واحد لا ند له ولا شريك له كانوا يعبدون معه غيره كما في هذه الآية وآيات كثيرة وكثيرة جدًّا.
مثلًا: نحن قلنا آنفًا : لو أن مشركًا مهما كان دينه قال: لا رب إلا الله، لا يدخل في الإسلام، لأنه آمن إيمان المشركين، هو يجب أن يؤمن إيمان الموحدين، الموحدون حقًا يوحدون الله في ذاته، يوحدون الله في عبادته لا يعبدون معه غيره -كما يفعل النصارى مثلاً يعبدون عيسى عليه السلام- يوحدونه في أسمائه وفي صفاته.
فإذا مسلم آمن بأن الله واحد في ذاته كما كان المشركون يختصرون على هذا التوحيد ثم أضاف هذا المسلم إلى ذلك أنه يعبُد الله وحده لا يعبد معه غيره، مثلًا: لعلك تسمع أن كثيرًا من المسلمين الطيبين الصالحين إذا وقعوا في ضيق ينادون من ؟
من يسمونه بالبدوي وسيدي عبد القادر ونحو ذلك من الأولياء والصالحين يدعونهم من دون الله، فهم يفعلون فعل الجاهلية الأولى.
توضيح الشيخ لأنواع التوحيد وما يقابله من الشرك، وبيان من الموعود الحق بلا إله إلا الله ممن اعتنقها.
أما الإخلال بشيء من هذا التوحيد الثالث وهو توحيد الأسماء والصفات أو توحيد العبادة فهذا لا يكون مسلمًا، لذلك قال تعالى في حق المشركين الذين آمنوا بأن الله هو الخالق : (( وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) لماذا يستكبرون وهم يقولون: الله هو الذي خلق السماوات والأرض، لماذا يستكبرون أن يقولوا لا إله إلا الله ؟!
لأنهم عرب وأنهم يفهمون أن معنى لا إله إلا الله ليس معنى لا رب إلا الله، بل المعنى أوسع بكثير من هذا المعنى الضيق، لا رب إلا الله هذا أساس التوحيد، ثم لابد أن يُضم إلى ذلك عبادته وحده لا شريك له في العبادة ثم توحيد الأسماء والصفات.
وأنا أضرب لك الآن مثلًا فيما يُخل بتوحيد الصفات: إذا مسلم اعتقد بأن الشيخ الفلاني يعلم الغيب هل يكون موحدًا ؟!
السائل : هذا غير.
الشيخ : نعم ؟
السائل : فرقوا بين الغيب عن بعض الناس والغيب عن كل الناس.
الشيخ : ممكن أن تشرح لي لأفهم عليك ؟
السائل : مثلًا هذا الرجل الذي يجلس هنا يعرف ماذا في خلف هذا الكرسي فهذا غيب بالنسبة إليّ.
الشيخ : آه.
السائل : وليس غيبًا بالنسبة له.
الشيخ : معليش، لكن هذا أمر واقع، هذا الغيب النسبي، وأنا أقول لك: ما هو أبعد عن الناس، هؤلاء الفلكيون الذين يخبروننا قبل سنين بخسوف الشمس والقمر، هذا غيب نسبي صحيح، ولكن هل يستطيع أحد أن يقول: أنا أعلم ما في اللوح المحفوظ ؟!
السائل : كيف يعلم !!
الشيخ : فإذا قال فلان يعلم الغيب ويقرأ ما في اللوح المحفوظ هل يكون شهد بلا إله إلا الله ؟!
هل يكون آمن بكتاب الله: (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيبَ إلا الله ))، نحن نعلم مع الأسف الشديد لذلك قلت لك وأنا لك ناصح أمين: أخشى على إسلامك أن يداخله شيء مما يُفسد عليك إسلامك مما قد تسمعه من بعض من يُظن أنه مسلم وصالح وعالم، فنحن نعلم من الكتب ومن مشاركتنا ومخالطتنا الناس أن كثيراً من هؤلاء المسلمين مع الأسف الشديد يعتقدون بأن بعض الأولياء والصالحين يعلمون الغيب بالرغم من النصوص القاطعة في القرآن وفي السنَّة، وأنا تلوت على مسامعك الآن الآية الصريحة: (( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيبَ إلا الله ))، وهناك حديث في صحيح البخاري : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرّ بجواري من الأنصار وهن يغنين ويقلن فيما يقلن : وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال: لا يعلم الغيب إلا الله، دعي هذا وقولي ما كنت تقولين ) :
هي قالت: يعلم ما في غد.
3 - توضيح الشيخ لأنواع التوحيد وما يقابله من الشرك، وبيان من الموعود الحق بلا إله إلا الله ممن اعتنقها. أستمع حفظ
صور بعض الشركيات والمديح الشركي عند الصوفية بحق النبي صلوات الله وسلامه عليه.
" فإن من جودك الدنيا وضَرّتها *** ومن علومك علمَ اللوح والقلم "
ألم تسمع هذا ؟
السائل : لم أسمع.
الشيخ : احمد الله عز وجل، ولكن أنا أذكرك الآن، لابد أنك ستسمع إن لم تكن سمعت كما قلت، هذا يتقربون به إلى الله، وينشدون هذا النشيد يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة الكفر، وأنا أعرف في سوريا كانوا إذا جلسوا مجلس ذكر جاؤوا بوعاء فيه ماء يسمونها شَربة، شو بتسموها أنتم ؟
السائل : شَربة.
الشيخ : شَربة، عرفت هذه؟ وعاء من الفخار، كهذه الشربة شايف هذه، فخار ممتلأة ماءً فيضعونه في وسط الحلقة وهم ينشدون ويطربون ويميلون ويخاطبون الرسول عليه السلام بقولهم:
" فإن من جودك الدنيا وضَرّتها *** ومن علومك علمَ اللوح والقلم ".
السائل : ضرتها !، شو معنى ضرتها ؟
الشيخ : الضرة: الآخرة " فإن من جودك الدنيا وضَرّتها " يعني: الآخرة.
السائل : الدنيا والآخرة.
الشيخ : وهذا هو عين الكفر، لأنه كيف يتصور المسلم أن المسلم -يجود في الدنيا معليش- لكن الآخرة التي وصفها الرسول عليه السلام بقوله: ( فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر )، وفيها أكبر نعمة هي رؤية الله عز وجل في الآخرة، كما قال رب العالمين (( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ))، وقال في القرآن الكريم: (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )) : للذين أحسنوا في الدنيا آمنوا بالله ورسوله، لهم الحسنى أي: الجنة، وزيادة أي: رؤية الله عز وجل في الآخرة، وجاء في بعض الأحاديث أن أهل الجنة حينما يرون ربهم ينسون نعيم الجنة لا شك، وهذا أمر طبيعي جدًّا حينما يرى إنسان حبيبًا له من البشر من طين ينسى كل شيء، فما بال هذا الإنسان يرى رب العالمين، كيف يقال أن مسلمًا عاديًا يطلق الدنيا ويجود بالدنيا وبضرتها الآخرة لو نُسب هذا القول لمسلم أقل مسلم علمًا وعملاً صالحًا لكان خطئًا كبيرًا فكيف يُنسب هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
ثم: " ومن علومك علم اللوح والقلم " وأنت تعلم فيما أظن: مِن للتبعيض، تعرف هذا ؟
السائل : نعم.
الشيخ : (( خذ من أموالهم صدقة )) مش خذ أموالهم كلها، خذ بعض أموالهم، من بعض أموالهم، إلى آخره.
فهون يخاطب الرسول عليه السلام الذي قال للجارية: ( لا يعلم الغيب إلا الله )، هو يقول:
" فإن من جودك الدنيا وضرَّتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم "
علم اللوح والقلم أحاط بكل شيء كان وما سيكون، إذن الرسول عليه السلام أحاط بهذا علمًا وهذا بعض علمه، فهذا كله مما يوجد في عقائد كثير من المسلمين اليوم.
السائل : توحيد الأسماء والصفات ... بالنسبة إلى نفي الحروف المنسوب إلى أبي حنيفة ؟
الشيخ : أحسنت، هذا لسا ما وصلنا إليه، أنا أريد أن أُذكرك بأشياء قد تسمعها فتكون على بصيرة منها أنها لا صلة لها بالإسلام.
الواجب على المسلم أن يعرف أقسام التوحيد وما يقابلها.
ما رأيكم يا شيخ في قول الإمام أبي حنيفة في متن شرح الفقه الأكبر لعلي القارئ ، صفحة 51: " أن الله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق "، وهل يصح هذا عنه ؟
لنقول: إذا جاءنا قولٌ عن إمام من أئمة المسلمين، نحن هذا الإمام لا نتخذه إلهًا كما فعلت النصارى بعيسى، نحن نؤمن بإماميته ولا نؤمن بعصمته، واضح ؟
السائل : نعم.
الشيخ : حينئذ أي قول جاءنا عن إمام قبل كل شيء نريد أن نتثبت من نسبته إليه، بعد ذلك إن صح هذا القول عرضناه على الكتاب والسنة، مثل هذا القول نحن لا نؤمن به.
6 - ما رأيكم يا شيخ في قول الإمام أبي حنيفة في متن شرح الفقه الأكبر لعلي القارئ ، صفحة 51: " أن الله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق "، وهل يصح هذا عنه ؟ أستمع حفظ
شيخنا هل نسبة كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة صحيحة ؟
الشيخ : لا، ليس بصحيح، يعني أبو حنيفة لم يؤلف كتابًا في حياته، هذا الذي ألفه بعض أتباعه من بعده، ففي هذا الكتاب ما يوافق الكتاب والسنة، وما يخالف ذلك.
السائل : مُدلَّس عليه ؟
الشيخ : كيف ؟
السائل : مدلَّس على أبي حنيفة هذا الكتاب ؟
الشيخ : منسوب إليه لا يقال مدلَّس، منسوب إليه، هناك كتب كثيرة منسوبة لغير مؤلفيها، لكن أنت ما يهمك هذه الناحية مع أني أجبتك .
هذا الكتاب منسوب إلى أبي حنيفة، أبو حنيفة ليس له كتاب، كل الأئمة الأربعة لهم كتب بنِسب متفاوتة كثرة وقلة إلا الإمام الأول بالنسبة للطبقة وهو أبو حنيفة فليس له كتاب، وإنما هناك له تلامذة وله روايات تُروى عنه، ولذلك فما ينبغي أن نهتم نحن بهل هذا الكتاب صحيح النسبة لأبي حنيفة أو لا فيما يتعلق بموضوعنا.
السائل : نعم.
الشيخ : مع أني قلت لك الذي نعرفه أن هذا الكتاب لا تثبت نسبته إلى أبي حنيفة، لكن افترض.
كلام الشيخ عن بعض المتعصبين للأئمة كأبي حنيفة رحمه الله.
ما صحة نسبة كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة، وقد جاء في شرحه لعلي القارئ ، صفحة 51: " أن الله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق "، فما توجيهكم لهذا القول؟
لأننا نعلم أن المبتدعة الذين خالفوا عقيدة السنة وأهل السنة وأهل الحديث هم الذين يقولون بنفي هذه الأشياء أي الحروف واللفظ ونحو ذلك يتوصلون منها لنفي ما صرَّح القرآن الكريم والسنة الصحيحة، مثلًا أنا أربطك الآن بالمشكلة الأساسية: لاشك أن الله عزوجل من صفته الكلام حيث قال رب الأنام: (( وكلَّم الله موسى تكليمًا )) والقرآن باتفاق المسلمين هو كلام الله عز وجل، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، لا أقول: ألم حرف، بل ألف حرف، لام حرفُ، ميم حرف ) إذن قد قال الله: (( كلَّم الله موسى تكليمًا )) إذن نُثبت كلام الله عزوجل ولا ننفيه بشيء من التأويل، ونُثبت أن كلام الله حروف كما سمعت من قوله عليه السلام: ( من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات ) لكننا حينما نُثبت هذا وذاك لا نقول كلام الله ككلامنا ولا نقول الحرف الذي يخرج من كلام الله عزوجل هو ككلامنا (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فنثبت ما أثبت وننفي ما نفى، ما الذي نفى؟ (( ليس كمثله شيء ))، ما الذي أثبت؟ أثبت السمع والبصر، هذا هو السمع هو هذا ؟ الذي أثبته لنفسه هو هذا ؟!
حاشا، أثبت لنفسه السمع هو هذا ؟ حاشا، إنما هنا كلمة لبعض المحدثين وهو بالضبط أبو بكر الخطيب صاحب *تاريخ بغداد* تسمع به ولا بد، يقول كلمة حق لو وقف عندها الفرق التي اختلفت في الكلام الإلهي اختلافًا كبيراً لاتفقوا جميعًا على كلمة سواء كما قال تعالى: (( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله )) كذلك لو اتفقوا على هذه الكلمة التي ذكَّرنا بها الخطيب رحمه الله لزال الخلاف وهو: " يقال في الصفات ما يقال في الذات "، هل نحن نعلم كيفية الذات ؟
السائل : لا.
الشيخ : لا نعلم كيفية الذات، أليس كذلك ؟
السائل : بلى.
الشيخ : لكننا نؤمن بأن الله ذات، مش معنى ذهني قائم فقط ليس له وجود خارج، فالذي نقوله في الذات نقوله في الصفات، لأن الصفات متعلقة بالذات، فكما نؤمن بوجود الذات الإلهية نؤمن تمامًا بوجود الصفات الإلهية، كما نؤمن بأن ذاته ليست كالذوات كذلك نقول: صفاته ليست كالصفات.
9 - ما صحة نسبة كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة، وقد جاء في شرحه لعلي القارئ ، صفحة 51: " أن الله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق "، فما توجيهكم لهذا القول؟ أستمع حفظ
بيان الشيخ لمذاهب العلماء من السلف والمبتدعة في صفة الكلام .
ثلاثة مذاهب، تعرف هذا أنت ولا بد.
السائل : سمعت.
الشيخ : ثلاث مذاهب: مذهب المعتزلة يقولون: الله لا يتكلم، وحينما يأتون إلى قوله تعالى: (( وكلَّم الله موسى تكليمًا )) يقولون: الله ما تكلم إنما التي تكلمت هي الشجرة، فنفوا الكلام صراحة، لماذا؟
قالوا: لأن الكلام صفة الإنسان فإذا قلنا الله يتكلم معناه شبهناه بالمخلوق، هذا منتهى الجهل والضلال.
السائل : قُتل جهم لأجل هذه المسألة.
الشيخ : هذا هو، أقول: هذا منتهى الجهل والضلال لمَ ؟
أنت وأنا وكل هذه المخلوقات من إنس وجن وملائكة وجماد وو إلى آخره كمان موجودات، فنحن بين أحد شيئين: إما أن نقول: الله غير موجود لأننا إذا قلنا موجود صار في اشتراك بيننا وبينه وهذا هو التشبيه، فإذن ماذا نقول؟ نقول كما قالت المعتزلة، ننفي، نقول: الله غير موجود لأن هذا فيه تشبيه للرب الموجود بالمخلوقات إذن هو غير موجود وهذا ضلال بيّن، إذن ماذا نفعل ؟
نقول كما قال أهل وحدة الوجود -أظن تعرف شيء عنهم- ؟
السائل : سمعت.
الشيخ : آه، هؤلاء الذين يقولون:
" وما الكلب والخِنزير إلا إلهنا *** وما الله إلا راهب في كنيسة "
وكل ما تراه بعينك فهو الله، ولما عبد المجوس النار ما عبدوا إلا الواحد القهَّار: أي: هو هو، لا شيء إلا هو، حينئذ فكل ما تراه بعينك فهو الله هذا هو الوجود، لذلك هم يُسمون أنفسهم بأهل التوحيد، نحن الذين نقول: لا إله إلا الله نحن مشركون، لأننا أوجدنا شيئاً مع الله، هذا هو الضلال المبين بسبب إيش ؟
عدم التمسك بالآية (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) نثبت ما أثبت مع التنزيه، وننزه كما نزه، الشاهد: المعتزلة قالوا: الله لا يتكلم.
الأشاعرة قالوا: كيف!! الله يتكلم، لكن داروا ولفّوا ووصلوا عند المعتزلة بالتأويل فقالوا: بالكلام النفسي، سمعت بهذا ؟
السائل : نعم.
الشيخ : الكلام النفسي، آه، الكلام النفسي معناه أنهم التقَوا مع المعتزلة بأن الله لا يتكلم كلامًا مسموعًا، وأنت ذاكر معي قول الله عزوجل: (( إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدَّس طوى )) بعدين قال: (( فاستمع لما يُوحى )) هنا الشاهد (( فاستمع لما يوحى )) الكلام النفسي لا يُسمع، الآن أنا في صدري كلام أنت ما تسمعه وأنت في صدرك كلام أنا لا أسمعه، لا يحسن لي أن أخاطبك أنت: اسمع لكلامي الذي في نفسي، وإنما قد أقول لك: افهم ما في نفسي، أما اسمع هذا لا يقال، فكيف يؤول الكلام الإلهي المصرح بالآية عند الأشاعرة بأنه كلام نفسي، الله يقول: (( فاستمع لما يوحى )) إذن هو كلام أي: كلام مسموع لكن نحن ما نقول: كيف ولهاة وفم وأضراس وأسنان وإلى آخره هذه أشياء نبرأ إلى الله من أن نقول فيها، فإذن الأشاعرة لما أوّلوا الكلام أثبتوا شيئاً لم يتعرض له القرآن، القرآن تعرَّض لإثبات العلم الإلهي، فإذا قلنا بالكلام النفسي وفسرناه بالعلم الإلهي ممكن أن يكون هذا كلام معقول، لكن هو العلم ولماذا نسميه بالكلام النفسي؟ تضليلًا.
في النهاية هم يقولون بأن القرآن هذا لم يصدر من الله عزوجل وهذا خلاف عقيدة المسلمين جميعًا، والسبب أنهم وقفوا عند صفة الكلام فاختلفوا ثلاث مذاهب:
المعتزلة صرّحوا بأن الله لا يتكلم، أي: أنهم وقعوا في شرِّ ما منه فرُّوا، الذي لا يتكلم هو الجماد، صح ؟
السائل : نعم.
الشيخ : فإذن وصفوا الله عز وجل بالجماد، إذن ما الحل؟ الحل إنكار وجوده وانتهت المشكلة كلها.
فالمهم الأشاعرة التقَوا مع الأشاعرة في إنكار الكلام الإلهي وهذا يلزم منه يا أخا الإسلام إنكار عشرات الآيات، ربنا عزوجل حينما خاطب الملائكة وقال لهم: (( اسجدوا لآدم فسجدوا )) أليس هناك كلام تسمعه الملائكة ويأمرهم، وأيضًا كان إبليس يعبد الله معهم فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس، إي (( ءأنت قلت للناس اتخذوني وأميَ إلهين من دون الله )) ما يسمع عيسى عليه السلام حينما يخاطبه رب الأنام بهذا الكلام ؟!
هذا كله تعطيل لعشرات إن لم نقل مئات النصوص للكتاب والسنة بسبب إيش ؟
التأويل وتحكيم العقل وقياس الغائب -غيب الغيوب هو الله تبارك وتعالى- على الشاهد وهو البشر.
توضيح الشيخ لمذهب أهل السنة والأثر في صفات الله ومنها صفة الكلام.
السائل : لا.
الشيخ : ما سمعته ! هنيئًا لك، ههههه، نحن نسمعه كثيرًا، لو سألت الآن سائلًا أي إنسان ممن تعرفه أو لا تعرفه: أين الله ؟! سيقول لك: الله في كل مكان، وأنا أعجب منك كيف تقول: ما سمعت هذا الكلام وعشت أنت في القاهرة.
السائل : وأيضًا في عَمان.
الشيخ : لا أدري لعله حديث عهد في عَمان.
السائل : لا قديم.
الشيخ : آه قديمًا تعرفه ؟
السائل : نعم.
الشيخ : أنت قديم هنا ؟
السائل : نعم من بضع سنين.
الشيخ : سنين ؟
السائل : نعم.
الشيخ : ما شاء الله! المهم !
السائل : مقيم هنا.
الشيخ : مقيم هنا ؟
السائل : نعم.
الشيخ : أين يقيم ؟
السائل : هنا جاري.
الشيخ : يعني أقصد قريب عندكم ؟
السائل : نعم.
الشيخ : آآه إن شاء الله إذن يكون لنا جلسة أخرى.
السائل : هو يا شيخنا طلب زيارتكم من حوالي شهور، يريد يكتب لك ترجمة في ترجمته لكتاب عمدة السالك في الفقه الشافعي، لعلي ذكرت لك شيئًا من هذا.
الشيخ : إي نعم.
السائل : لكن كنتم في تلك الفترة مشغولين شوي يعني، هذا هو، الحمد لله ربنا يسر اللقاء.
الشيخ : المهم بارك الله فيك فهذا السؤال جوابه معروف عند الناس اليوم مشايخ ووعاظ ومرشدين ودكاترة وإلى آخره الله موجود في كل مكان.
السائل : هذا حلول.
الشيخ : هذا حلول بارك الله فيك، هذا حلول، والعقيدة الصحيحة ما قاله مالك.
السائل : منزه عن الحلول.
الشيخ : بس، وقال مالك: (( الرحمن على العرش استوى )) أما أن نقول: الله موجود في كل مكان !! ما تعرفوا أن من الأماكن الكهاريز والمجاري والبارات والسنمايات وو ما لا يدخله الإنسان حتى الكافر حتى الفاسق إلا مضطرًا، فيجعلون ربهم في أماكن ما يدخلونها هم إلا مضطرين، هذا توحيد ؟!
هذا اسمه : توحيييل، باللام، هذا اسمه توحيل، لذلك قال أحد فقهاء الحنفية الماتوريدية: الماتوريدية هنا طائفتان:
طائفة تلتقي مع الأشاعرة في نفي العلو لله عزوجل، ويلتقون مع المعتزلة الله موجود في كل مكان، وطائفة منهم يلتقون مع أهل السنة وقال قائلهم:
" ورب العرش فوق العرش لكن *** بلا وصف التَّمكّن واتِّصال "
مفهوم هذا الكلام ؟
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا تفسير لقوله عز وجل: (( ولله على الناس حِج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين ))، إن الله غني عن العالمين كل العالمين المخلوقين فضلًا عن كرسي أو عن عرش يحمله، فهذه العقائد أخي يجب أن تؤخذ من الكتاب والسنة وليس من الفقه المسمى بالفقه الأكبر حتى لو صحَّت النسبة إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله وهي غير صحيحة النسبة.
من هو المتهم بكتاب الفقه الأكبر المنسوب لأبي حنيفة ؟
الشيخ : إي نعم.
قصة يرويها الشيخ وقعت له مع أحد الأشاعرة الأزهريين حول علو الله عز وجل.
السائل : تفضل يا شيخ.
الشيخ : كنا في بعض سنين الحج في مِنى وأنا جالس في ليلة صافية جدًّا، واجتمعنا مع بعض الشباب منهم أنصار السنة في مصر، لما دخل علينا أحد المشايخ الأزهريين سمع وشعر بأن هناك مجلس علم فجلس، وانتبه بأن الأرض مسكونة بمن يسمونهم بالوهابية، أن الجو علمي وهابي، قال: بس أنتم معشر الوهابية تُجسمون، قلت: كيف؟ قال: أنتم تقولون أن الله على العرش، قلت له سبحان الله! نحن نقول ولا رب العالمين قال؟! (( الرحمن على العرش استوى ))، قال: لكن أنتم تقولون أن الله له مكان، الشاهد: الآن جرى النقاش وهذا النقاش الحقيقة يُشبه الفلسفة لأنه نقاش عقلي منطقي، ولكن المسلم ليس بحاجة أن يُناقش بالمسائل الاعتقادية مناقشة عقلية، لكن قد يضطر أحيانًا لمناقشة هؤلاء الذين يحكمون العقل على النقل فيضلون ضلالاً بعيدًا.
لما قال: لكن أنتم تجعلون لله مكانًا قلت: أسألك وأرجو أن تجيبني، قال: تفضل، قلت له: المكان شيء عدمي أم وجودي؟ مفهوم السؤال ؟
السائل : نعم.
الشيخ : قال: وجودي، قلت: كان منذ الأزل أم وجد بعد أن لم يكن؟ قال: وجد بعد أن لم يكن، قلنا إذن نحن الآن في مكان؟ قال: نعم، قلنا: فوقنا السماء الأولى؟ قال: نعم، مكان؟ قال: نعم، السماء الثانية ووالسماء السابعة، مكان، أمكنة كلها ؟ قال: نعم، قلت له: فوق السماء السابعة إيش في؟ قال: العرش، قلت مكان؟ لأنه مخلوق طبعًا، قال: نعم مكان، قلت: وفوق العرش إيش في؟ ففاجئني بشيء لم يكن في الحسبان، قال: الملائكة الكُروبيون، قلت ما هم الكروبيون!! قلت إيش هؤلاء الملائكة الكروبيون ؟
السائل : هم بيكربوا.
الشيخ : هههههه قال: هؤلاء ملائكة، قلت: في عندك آية تثبت أنّ على العرش ملائكة ولهم اسم كروبيون؟ قال: لا، قلت: حديث نبوي عن الرسول عليه السلام؟ قال: لا، قلت: عجبًا أنت رجل أزهري ونحن نعلم أن مشايخ الأزهر يُلقنونكم أنه لا يجوز إثبات عقيدة بحديث صحيح آحاد، إلا إذا كان متواترًا، فأنت كيف تُثبت عقيدة أمر غيبي أن هناك فوق العرش ملائكة كروبيون بلا حديث؟! قال: هيك لقنونا أنّ هناك ملائكة فوق العرش، قلنا له: لا حول ولا قوة إلا بالله نمشي معك الآن، بزعمك فوق العرش الملائكة الكروبيون، فوق الملائكة الكروبيين إيش في؟ سكت، قلت: الكون محدود أم لا محدود؟! قال: محدود، قلنا له المحدود إذن نهايته العرش، وبزعمك أن فوق العرش ملائكة كروبيون، فوق الملائكة الكروبيون ما في إلا العدم، أليس كذلك؟ مادام الكون محدود؟ قال: نعم، إذن إذا قال السلفيون إن الله عزوجل على العرش فليش أنت تنسبهم إلى أنهم جعلوه في مكان وليس هناك مكان لأن الخلق انتهى ؟!
السائل : هذا ما يجاوب !
الشيخ : جزاك الله خير ماذا يجيب المُـفحَم بالحجة؟ حسبه أن يبلع ريقه، فهذا منطق يتماشى مع نصوص الشريعة، الله قال: (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ لا ندري، هل ندري صفة من صفاته تعالى مما سبق الكلام عليها السمع والبصر والكلام؟ لا، إن كنا ندري شيئًا عن ذاته فندري شيئًا عن صفاته، وإن كنا لا ندري فلا ندري، نحن بس مؤمنون بكل ما جاء عن الله ورسوله، نُثبت ما أثبت وننفي ما نفى، (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) هذا منتهى علوم البشر كلهم إذا وقفوا مع قول الله عزوجل.
السائل : قلت أثناء النكتة كلمة الوهابية.
الشيخ : آه.
السائل : فهاي كلمة بتخوف اليوم.
الشيخ : إي والله بتخوف.
السائل : فبدنا نشوف إيش معناها.
هل وافقتم الصنعاني فيما نسبه لشيخ الإسلام ابن تيمية من قوله بفناء النار ؟
الشيخ : آه تفضل.
السائل : بالنسبة لتحقيقك لكتاب كشف الأستار للأمير الصنعاني.
الشيخ : كشف الأستار ؟!
السائل : *رفع الأستار* للأمير الصنعاني فكأنك في تحقيقك أنت توافق قول الأمير الصنعاني في نسبه بالقول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية مع أن هذا القول بظني ما ثبت عن شيخ الإسلام.
الشيخ : ما فهمت، ماذا قال ؟
السائل : الأمير الصنعاني في كتابه *رفع الأستار* نسب القول بفناء النار إلى شيخ الإسلام !
الشيخ : هذا ثابت، كيف ما هو ثابت ؟
السائل : في ظني أنه ما ثبت هذا القول لشيخ الإسلام.
الشيخ : نحن نرجو ذلك، نرجو ذلك مُخلصين، أنت قرأت هذا الكتاب ؟
السائل : نعم، مع بعض الحواشي والتعليقات.
الشيخ : آه.
السائل : نتكلم عن هذا الموضوع بعد العشاء إن شاء الله !
الشيخ : استأذن من نوح.
السائل : خمس دقائق بس.
الشيخ : هههههه.
السائل : يبرد الطعام.
الشيخ : تفضل.
الواجب التركيز على الأولويات قبل الثانويات كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل.
بدأ بالأولويات ولا بالثانويات ؟
السائل : بدأ برأس الأولويات.
الشيخ : كويس ونحن الآن تكلمنا بإيش ؟
السائل : أنتم تكلمتم بلعب الأطفال.
الشيخ : ها، لسا ما طلعنا لبرا!!، هههههه ما حفظت من درسنا غير لعب الأطفال ؟!
توضيح الشيخ لوجوب الرجوع إلى أهل الاختصاص في معرفة الأولويات من الثانويات وأن ذلك ليس للعامة.
السائل : كلامك صحيح.
الشيخ : فبارك الله فيك فإذا كانت إذن القضية قضية اختصاصات والبحث كان في تصنيف الأولويات فهذه يجب أن يُرجع فيها إلى أهل الاختصاص، وأنا واحد مثلي مثلًا لو بحث في الطيران وبماذا ينبغي طالب العلم الذي يريد أن ينتمي إلى الطيران يبدأ أظن أنه بيكون معتدي، ويكون باغي، ويكون مخالف للنص القرآني : (( ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولاً )) وهذا علم طيران علم مادي، مش علم قال الله قال رسول الله، علم جاءنا من الكفار ونحن تلقيناه منهم ونجد أن هذا علم ضروري أن نأخذ به، مع ذلك علم جاي من الكفار أنا ما بجوز أتكلم فيه، ليش؟ مالي علم فيه، والله أدبني وقال لي: (( ولا تقفُ ما ليس لك به علم ))، فإذا كان من المتفق عليه أن العلم درجات والعلم اختصاصات فحينئذ يجب أن يتكلم كل عالم باختصاصه، وهذه في الحقيقة نصيحة قرآنية حينما أمرنا عزوجل ألّا نتكلم بغير علم، وبخاصة فيما يعود إلى ما هو حرام، ما هو حلال، ما هو عقيد، ما هو فرض، ما هو سنة، ما هو مستحب إلى آخره، وقد جاء في السنة الصحيحة: أن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجوا في سرية للجهاد في سبيل الله ووقعت المعركة بينهم وبين الكفار، وفرّق الليل بينهم، وكان لابد فيهم جرحى، أحد الجرحى احتلم في الليل، أصبح الصباح وجب عليه الغُسل، سأل من حوله أنا قصتي كذا وكذا، أنا جريح كما تروني لكن وجب عليّ الغُسل، احتلمت في الليل، لاقوا لي رخصة أن لا أغتسل في هذه الحالة التي أنا فيها، قالوا له: لا بد أن تغتسل، والرجل مؤمن وسأل وأفتوه واغتسل وكان هلاكه بالغسل هذا لأنه مجروح فهبّت عليه وقيّحت وإلى آخره وارتفعت الحرارة فمات، بلغ الخبر إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فغضب غضبًا شديدًا وقال: ( قتلوه قاتلهم الله، قتلوه قاتلهم الله، ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العِيّ السؤال )، فأولائك الذين أفتوه قفَوا ما لا علم لهم به، أفتوه بغير علم فكانوا سبب قتله، فدعا الرسول عليه السلام عليهم بأن يقاتلهم الله، ولاشك من قاتله الله قُتل وهلك، فنحن نأخذ من هذه القضية تأكيدًا لما سبق أن المسلم لا ينبغي أن يُدخل نفسه فيما لا علم له فيه، خاصة في هذه المسألة الخطيرة التي نحن نحياها الآن، والتي لا يشك مسلم أن المسلمين اليوم وقعوا في ذل ما يعرفه التاريخ الإسلامي إطلاقًا.
16 - توضيح الشيخ لوجوب الرجوع إلى أهل الاختصاص في معرفة الأولويات من الثانويات وأن ذلك ليس للعامة. أستمع حفظ
توجيه الشيخ إلى ضرورة ضبط النفس والأخذ بالأسباب خاصة في قضايا العصر من قتال الأعداء وخاصة اليهود.
17 - توجيه الشيخ إلى ضرورة ضبط النفس والأخذ بالأسباب خاصة في قضايا العصر من قتال الأعداء وخاصة اليهود. أستمع حفظ
هل تستطيع الشعوب العربية أن تتهيأ ماديًا لمقاتلة أعدائها وخاصة اليهود؟
السائل : هل يستطيع الشعب الأردني، قلها مرة ثانية لو سمحت.
الشيخ : أن يتسلح يهيأ نفسه، ينفذ الآية القرآنية : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) هل الشعب الأردني يستطيع أن ينفذ هذه الآية ؟
السائل : والله يا فضيلة الشيخ لو سمحت لي رح أجاوبك بصراحة وبدون !
الشيخ : عفوًا أنا ليس فقط أسمح، أنا إن كان لي أمر آمر.
السائل : شكرًا هذا من لطفك.
الشيخ : ليس فقط سماح، لأنه الآن جلسة تواصي بالحق (( والعصر * إن الإنسان لفي خُسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) أُذكرك أول سلاح هو الإيمان وقد سلَّمت معي آنفًا بأن الأمة الآن لا إيمان عندها، فرضنا وحسّنّا الظن بالشعب ليس فقط الشعب الأردني الشعوب العربية كلها إنها مؤمنة، ولكن هل هذه الشعوب تستطيع أن تتسلح لمقاتلة اليهود، وأترك الجمع الشعوب وأُفرد وأقول الشعب الأردني يستطيع أن يتسلح كشعب ؟! قلها الآن صريحة.
السائل : الشيء الذي في متناول الشعب أنه إذا كان استطاع أن يشتري مسدس أو بندقية هذا بالتسليح الحديث هذا ليس بتسليح.
الشيخ : مبين المكتوب من عنوانه.
السائل : يقول هذا ليس بتسليح نفس.
الشيخ : أنا فاهم بس هو بدأ بالصغيرة لنشوف شو وراها.
السائل : ما في تسليح هذا ليس تسليحًا.
الشيخ : أنا ما عم بسألك هذا تسليح، أنا أرجو أن تقول لي كلمة صريحة يستطيع أو لا يستطيع ؟
السائل : لا يستطيع.
الشيخ : يعني اليهود الآن عندهم أسلحة ؟
السائل : عندهم أسلحة.
الشيخ : طيب وأسلحة يعني خارقة ممكن سبقت أمريكا ربما ؟!
السائل : لا.
الشيخ : لا، يعني ساوت أمريكا ؟
السائل : لا.
الشيخ : لا، قاربت أمريكا ؟ إي.
السائل : مقارنة بنا نحن هم متطورين جدًّا ولا قوة لنا عليهم.
الشيخ : حاد عن الجواب، حدت عن الجواب.
السائل : ليش ؟
الشيخ : أنا مشيت معك: سبقت أمريكا قلت لا، قلت لك: لا، ساوت أمريكا قلتَ: لا، وأنا مشيت معك قلتُ: لا، قاربت ؟! ما قلت لي لا إي ولا لأ.
السائل : أنا بقول لك لا.
الشيخ : طيب فاقتنا ؟
السائل : فاقتنا.
الشيخ : جزاك الله خير، فالآن مادام نحن ما نستطيع أن نتسلح كما أمرنا الله، ونحن من قبل ما تسلحنا بسلاح الإيمان الذي هو السلاح الأول، شلون أنت بتتحرق هيك وبدك تجاهد اليهود ؟!
السائل : أنا سأظل ساكتًا وأنت مش معطيني مجال أجاوبك.
الشيخ : الآية ماذا تقول: (( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدة )) فنحن لما نريد نقاتل اليهود أولًا نتسلح بسلاح الإيمان الذي هو الشرط الأساسي بالقرآن : (( إن تنصروا الله ينصركم )) ثاني شيء: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ))، فإذا نحن بارك الله فيك متفقين لا سلاح إيماني ولا سلاح مادي عندنا فبماذا نقاتل ؟!
أليس الأولى أن نرجع بتفكيرنا للوراء وندع العواطف الجامحة ونستعمل عقولنا الناجحة ونقول: والله ما دام المسلَّم به أن الإيمان هو الأصل وأن الجهاد يحتاج إلى إعداد معنوي ومادي إذن خلينا نربي أنفسنا على الإيمان ونسلح أيضًا أنفسنا بالسلاح المادي لتنفيذ -مش حتى نساوي اليهود، أو نساوي الأمريكان بالسلاح- لا نحن إذا أردنا أن نساويهم بالسلاح بدنا سنين طويلة إذا ما قلنا عصور عديدة، لكن نحن الإيمان بإمكاننا لأن الله عزوجل ما نصر محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم وصحبَه بكثرة عددهم وعُددهم، أليست هذه حقيقة ؟
السائل : نعم.
الشيخ : إذن فيجب أن يتحقق قول المؤرخين : " التاريخ يُعيد نفسه " فيوم نحن نعود مؤمنين حقًا يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله والله ينصر من يشاء.
بيان الشيخ لبعض المشاكل التي تمر بها الأمة الإسلامية من معاصي وغيرها.
قال عليه الصلاة والسلام: ( إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) أظن هذا الحديث لا بد سمعته قرأته إلى آخره .
السائل : نعم.
الشيخ : شو رأيك أليس يصدق علينا هذا الحديث بكل فقراته؟ إذا تبايعتم بالعينة: وهو نوع من أنواع الربا، واليوم الربا فاشي من الدولة إلى الشعب، صح ؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب، ( إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر ) أي: اشتغلتم بالدنيا بالزرع بالضرع إلى آخره، ( وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله ) نحن من متى تركنا الجهاد في سبيل الله ؟! اليوم ؟! من زمان، أليس كذلك ؟
السائل : نعم.
الشيخ : ( وتركتم الجهاد في سبيل الله ) إذا شرطية في اللغة العربية، إذا فعلتم كذا وكذا وكذا ما هو الجواب ؟
( سلّط الله عليكم ذلًّا ) فيذلون، ( لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) لذلك بارك الله فيك الهوينا الهوينا لا تطلب مجاهدة اليهود
" وجاهد النفس والشيطان واعصهما *** وإن هما محضاك النصح فاتّهم "
نحن لازم الآن نتهم أنفسنا، نحن نعتقد أن نحن ما سلط الله علينا اليهود الذين هم أذل الأمم بنص القرآن الكريم، وإذا نحن صرنا تحت أذل أمم، تُرى ربنا ظلمنا؟! (( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )) ، ولذلك إذا كان الرسول عليه السلام يقول بلسان عربي مبين إذا فعلتم كذا وكذا وكذا ( سلّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) نحن نريد أن نرفع هذا الذل الذي ران بنا وحلّ علينا فما هو العلاج ؟
مذكور في الحديث: بسيطة واضحة وبينة، ولكن مثلنا نحن مثل المريض الذي يقف على يدي طبيب مطاسي كبير كما يقولون ويقدم له راشيته واضحة بياخذها وبيحطها على الرف بدل ما هو عليه يعمل ويطبقها هذه الراشيته، وإذا هو يزداد مرضًا على مرض حتى يأتيه الهلاك وهو عنده راشيته، وهكذا نحن مثلنا اليوم، فالرسول صلى الله عليه وسلم بما جاءنا من الهدى والكتاب المبين المنير قد وصف لنا العلاج، أن هذا الذل إذا وقع فلا يمكن أن يُرفع إلا أن ترجعوا إلى دينكم، فإذن الوصفة موصوفة، وما علينا إلا أن نطبقها، تطبيقها الآن بقول في التعبير السوري: بدها هز كتاف، بدها عمل ما بيكفي.
السائل : مهو أنت قاعد بتقول هدوا شوي.
الشيخ : نعم ؟
السائل : أنت المتبني وجهة النظر كمان ستمائة سبعمائة سنة، نحن نقول لك خلينا نهز كتافنا أنت بتقول لأ.
الشيخ : أنا بقول لك هيك ؟!
السائل : آه إنت تقول اتركها.
الشيخ : مشكلة كبيرة هيك، أنا بقول بدها هز كتاف، بدها عمل بالكتاب والسنة.