سلسلة الهدى والنور-190
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
كلمة من الشيخ في التمسك بالكتاب والسنة والمحافظة على ما أمر الله به والإبتعاد عما نهى الله عنه . والكلام على حديث : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) . وحديث : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) .
علي الحلبي : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد !
الشيخ : قبل الأسئلة لي كلمة .
علي الحلبي : لأستاذنا الفاضل محمد ناصر الدين الألباني كلمة يقدمها لنا كنصيحة عامة ، ودعوة لنا بين يدي الأسئلة فليتفضل .
الشيخ : لقد جاء في الحديث الصحيح كما تعلمون إن شاء الله جميعا قوله عليه الصلاة والسلام : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) والسنة في لغة النبي صلى الله عليه وآله وسلم معناها أعم من السنة في اصطلاح الفقهاء ، الفقهاء اصطلحوا ـ ولا مشاحة في الاصطلاح ـ أن السنة هي التي تقابل الفريضة ، أي التي تكون دون الفريضة ، والتي يخير فيه المسلم بين أن يأتي بها ويكون له على ذلك أجر عظيم ، وبين أن يدعها ولا يكون عليه إثم لا كبير ولا صغير ، وهذا مأخوذ من مثل قوله عليه الصلاة والسلام لذلك الرجل الذي جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأله عما فرض الله عليه فذكر له خمس صلوات في كل يوم وليلة ، وذكر له صيام رمضان ، قال في آخر الحديث الرجل .
السائل : هل علي غيرهن ؟ قال : ( لا إلا أن تطَّوع ) لا إلا أن تطوع ، أي لا إلا أن تتنفل ، لا عليك إلا أن تأتي بما فرض الله عليك إلا إذا شئت أن تتنفل ، أي أن تأتي بالنوافل والسنن التي لم تفرض عليك فهذا أفضل لك ، ماذا قال ذلك الرجل ؟ قال : والله لا أزيد عليهن ولا أنقص ، أنا رجال قنوع أرض بأن آتي فقط بالفرائض ، وما سوى ذلك لا أزيد ولا آتي بشيء من النوافل ، فماذا كان موقف الرسول عليه السلام تجاه هذا الكلام ؟
لم يكن ما جاء في الحديث الذي لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ويأتي ذكره في بعض كتب الفقه للمتأخرين : ( من ترك سنتي لم تنله شفاعتي ) هذا الحديث ليس له أصل ، ولم يذكر الرسول عليه السلام شيئا من ذلك بل على العكس من ذلك قال : ( دخل الجنة إن صدق ، أفلح الرجل إن صدق ) يعني إذا حافظ على ما فرض الله عليه فقط ولم يزد شيئا من السنن الرواتب والمستحبات عليها ، فإذا صدق فيما وعد به فهو يدخل الجنة ، والإتيان بالفرائض يشمل في الواقع الابتعاد عن المحرمات ، لأن الابتعاد عن المحرمات هو من الفرائض والواجبات ، ولذلك جاء في حديث آخر أن سائلا سأل : يا رسول الله أرأيت إن أنا حرمت الحرام وحللت الحلال وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان أأدخل الجنة ؟ قال : ( نعم ، إن أنت حللت الحلال وحرمت الحرام وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان دخلت الجنة ) إذا على المسلم أن يحرص على الأقل أن يحافظ على الإتيان بالفرائض والابتعاد عن المحرمات ، إن فعل ذلك فهو دخل الجنة كما يقال بالتعبير العصري اليوم : ترانزيت بدون توقف ، أما إذا خالطه شيء من التقصير من القيام بشيء مما فرض الله عليه ، أو من مواقعة وارتكاب بعض ما حرم الله عليه ، فهذا حسابه عند الله عز وجل ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .
أريد بأن أقول بأن السنة في الحديث السابق : ( كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) لا يقصد به السنة التي هي دون الفريضة ، وإنما يقصد به معنى الغوي الشرعي يجب أن تتنبهوا له فيما إذا مرت بكم هذه اللفظة (السنة) في شيء من الأحاديث الصحيحة ، فلا تفهموا منها معنى السنة اصطلاحا ، وإنما المعنى الشرعي ، وهو الطريقة والمنهج الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) ليس المقصود هنا سنتي فقط النوافل أو الرواتب ، وإنما الطريقة التي جاء بها عليه الصلاة والسلام يجب أن تُتَبنى كلا وليس بعضا وجزءا ، أولا فكرا وعقيدة ، وثانيا تطبيقا وعملا بقدر ما يستطيع الإنسان و (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) هذه السنة معناها الطريقة والمنهج وليس معناها السنة التي دون الفريضة ، فما جاء به عليه الصلاة والسلام من الشرع والبيان هو السنة ، أي الطريقة التي سار عليها الرسول عليه السلام .
والسنة بهذا المعنى الشرعي اللغوي المحدد هو المقصود بالحديث الصحيح المشهور : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) من رغب عن سنتي فليس مني ، لا يجوز لأحد أن يفهم من هذا الحديث ، من ترك السنن الرواتب مثلا وتمسك بمذهب ذلك الأعرابي الذي قال : ( والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص ) ليس المعنى السنة بهذا المعنى الاصطلاحي الفقهي ، وإنما معنى السنة أيضا في هذا الحديث : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) نفس معنى الحديث الأول : ( كتاب الله وسنتي ) أي طريقتي ومنهجي التي كنت عليها ومت عليها ، هذه الطريقة وهذه السنة إذا أعرض الإنسان المسلم عنها فليس في شيء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا نحن ذكرنا لكم سبب رواية أو سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الحديث الثاني : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) يتضح لكم تمام الوضوح هذا المعنى الشرعي اللغوي للفظة : ( سنتي ) ذلك أن رهطا أي جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدوه ، فسألوا نساءه عن صلاته عليه الصلاة والسلام في الليل وصومه في النهار وقربانه للنساء ، فأجبنهم بأنه عليه الصلاة والسلام يقوم الليل وينام أي أنه لا يقوم الليل كله كما يفعل بعض الغلاة المتعبدين ، ولا أنه أيضا ينام كل الليل كما يفعل بعض الراغبين الزاهدين عن الأجر الكبير من قيام الليل ، وإنما هو يقوم وينام ، وفيما يتعلق بالصوم قالت أزواج الرسول عليه السلام بأنه يصوم ويفطر ، فليس هو صائم الدهر ، وليس هو مفطرا للدهر ، وإنما هو تارة تراه صائما وتارة تراه مفطرا كما قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه : ( ما نشاء أن نراه صائما إلا رأيناه صائما ، وما نشاء أن نراه مفطرا إلا رأيناه مفطرا ) وفيما يتعلق بالنساء قلن : يتزوج النساء ، فماذا كان موقف هذا الرهط من هذا الجواب ؟ لقد قال أحدهم : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، يقولون عبادة الرسول عليه السلام هذه التي سمعوها من أزواجه ، هذه عبادة قليلة ، لكن سبب القلة هو أن الله غفر له ، فلماذا يكثر من العبادة ؟ وهذا خطأ منهم ، ولا يجوز أن يصدر مثله من مسلم في حق نبيه عليه السلام ولكنهم كانوا كما يبدوا حديثي عهد بالإسلام ، حديثي عهد بالعلم الإسلام ولذلك صدرت منهم هذه العبارة ، لما سمعوا هذه العبادة قال : تقالوها ، وجدوها قليلة ، ثم عادوا فعللوا القلة بأن الله غفر له فلماذا يتعب نفسه بقيام الليل كله ، بصيام الدهر كله ، في الترهب عن النساء كلهن ، لماذا ؟ وقد غفر الله له ، إذا هو ما ينبغي أن يكثر من العبادة ، وما ينبغي أن ينصرف عن النساء ، أخطئوا في ذلك أشد الخطأ ولاشك ، لكن الصحبة تمحوا مثل هذه الحوبة ، جاء الرسول عليه السلام بعد قليل فأخبرنه بما سأل الرهط ، وما أجبن به وما قالوا ، فصعد عليه السلام المنبر وقال : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ) ماذا قال هذا الرهط بعد أن وجدوا عبادة الرسول عليه السلام قليلة ؟ قالوا : نحن يجب أن نتعب أنفسنا وأن نزداد عبادة لربنا ، لماذا ؟ ليغفر لنا خطايانا ، الرسول الله غفر له وانتهى أمره ، أما نحن المساكين فعلينا أن نكثر من العبادة حتى يغفر الله لنا ، وليحصلوا على هذه العبادة بزعمهم ، قال أحدهم : أما أنا فأقوم الليل ولا أنام البتة ، وقال الثاني : أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر ، وقال الثالث : أما أنا فلا أتزوج النساء ، لماذا ؟ لأن النساء مشغلة .
وقد جاء بالمناسبة في الحديث على طريقتنا " نرمي عصفورين بحجر واحد " جاء في الحديث الموضوع : ( ضاع العلم بين أفخاذ النساء ) ضاع العلم بين أفخاذ النساء ، يضحك رحمه الله ، فلماذا يتزوج هذا الإنسان ، والمرأة على كل حال لها حقوق ، ولابد للزوج من القيام بهذه الحقوق ، فقيامه بهذه الحقوق يشغله بزعمه عن القيام بحق رب العالمين عليه ، لذلك هو يترهب ولا يتزوج .
قال عليه السلام في الخطبة : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ) حكى عبارة هؤلاء : ( أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله ، أما إني أصوم وأفطر ، وأقوم الليل وأنام ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) إذا من رغب عن سنتي ليس المقصود عن سنة النافلة ، المقصود الخط الذي مشى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام . ويدخل في هذا هو بيت القصيد من هذا الحديث أنه لا يجوز للمسلم أن يتعبد الله بكيفه ، بما يخطر في باله كما خطر في بال هؤلاء الثلاثة ، أحدهم يقوم الليل ولا ينام ، أكثر الناس اليوم لا يعبدون الله باتباع سنة الرسول عليه السلام ، وإنما يعبدون الله بأهوائهم بكيفهم ، ولذلك حينما يقيض لبعضهم من يعلمه السنة ويقول له : يا أخي لا تفعل هذا الشيء ، يقول له رأسا شو فيها يا أخي ، هذه عبادة أنا أتقرب بها إلى الله عز وجل زلفى ، نقول له فيها أن الذي سن لنا السنن لم يأت بها ، أحد هؤلاء الرهط أراد أن يقوم الليل كله ، ماذا رد عليه الرسول عليه السلام ؟ قال : ( أنا أخشاكم لله وأتقاكم لله ومع ذلك ما أقوم الليل كله ) أقوم الليل وأنام ، ورد على الشخص الثاني الذي قال : أصوم الدهر ، من أجل التقرب إلى الله بالزيادة ، فرد عليه الرسول عليه السلام فقال : ( أما أنا فأصوم وأفطر ) إذا السنة يعني النهج والطريقة التي جرى عليها الرسول عليه السلام هي أن يصوم نوافل وأن يفطر وأن لا يصوم الدهر ، فليس لإنسان أن يتقرب إلى الله عز وجل بما لم يتقرب به رسول الله إلى الله ، ليس لأحد أبدا أن يتقرب إلى الله بما لم يشرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو على فعله وعمله كما هو في هذه السنة . إنه كان يقوم الليل كله ؟ لا ، تقول السيدة عائشة في صحيح مسلم : ( وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة تامة كاملة ، وما علمت أنه صام شهرا كاملا إلا رمضان ، وإلا شعبان يوصله برمضان ) كما في بعض الروايات .
الشاهد إذا السنة في هذا الحديث وذاك الحديث هو المنهج الذي سرى عليه الصلاة والسلام طيلة حياته ، وترك الأمة على ليلة هي كالنهار الأبلج الأبيض ، كما قال في الحديث الصحيح : ( ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا هالك ) .
الشيخ : قبل الأسئلة لي كلمة .
علي الحلبي : لأستاذنا الفاضل محمد ناصر الدين الألباني كلمة يقدمها لنا كنصيحة عامة ، ودعوة لنا بين يدي الأسئلة فليتفضل .
الشيخ : لقد جاء في الحديث الصحيح كما تعلمون إن شاء الله جميعا قوله عليه الصلاة والسلام : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) والسنة في لغة النبي صلى الله عليه وآله وسلم معناها أعم من السنة في اصطلاح الفقهاء ، الفقهاء اصطلحوا ـ ولا مشاحة في الاصطلاح ـ أن السنة هي التي تقابل الفريضة ، أي التي تكون دون الفريضة ، والتي يخير فيه المسلم بين أن يأتي بها ويكون له على ذلك أجر عظيم ، وبين أن يدعها ولا يكون عليه إثم لا كبير ولا صغير ، وهذا مأخوذ من مثل قوله عليه الصلاة والسلام لذلك الرجل الذي جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأله عما فرض الله عليه فذكر له خمس صلوات في كل يوم وليلة ، وذكر له صيام رمضان ، قال في آخر الحديث الرجل .
السائل : هل علي غيرهن ؟ قال : ( لا إلا أن تطَّوع ) لا إلا أن تطوع ، أي لا إلا أن تتنفل ، لا عليك إلا أن تأتي بما فرض الله عليك إلا إذا شئت أن تتنفل ، أي أن تأتي بالنوافل والسنن التي لم تفرض عليك فهذا أفضل لك ، ماذا قال ذلك الرجل ؟ قال : والله لا أزيد عليهن ولا أنقص ، أنا رجال قنوع أرض بأن آتي فقط بالفرائض ، وما سوى ذلك لا أزيد ولا آتي بشيء من النوافل ، فماذا كان موقف الرسول عليه السلام تجاه هذا الكلام ؟
لم يكن ما جاء في الحديث الذي لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ويأتي ذكره في بعض كتب الفقه للمتأخرين : ( من ترك سنتي لم تنله شفاعتي ) هذا الحديث ليس له أصل ، ولم يذكر الرسول عليه السلام شيئا من ذلك بل على العكس من ذلك قال : ( دخل الجنة إن صدق ، أفلح الرجل إن صدق ) يعني إذا حافظ على ما فرض الله عليه فقط ولم يزد شيئا من السنن الرواتب والمستحبات عليها ، فإذا صدق فيما وعد به فهو يدخل الجنة ، والإتيان بالفرائض يشمل في الواقع الابتعاد عن المحرمات ، لأن الابتعاد عن المحرمات هو من الفرائض والواجبات ، ولذلك جاء في حديث آخر أن سائلا سأل : يا رسول الله أرأيت إن أنا حرمت الحرام وحللت الحلال وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان أأدخل الجنة ؟ قال : ( نعم ، إن أنت حللت الحلال وحرمت الحرام وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان دخلت الجنة ) إذا على المسلم أن يحرص على الأقل أن يحافظ على الإتيان بالفرائض والابتعاد عن المحرمات ، إن فعل ذلك فهو دخل الجنة كما يقال بالتعبير العصري اليوم : ترانزيت بدون توقف ، أما إذا خالطه شيء من التقصير من القيام بشيء مما فرض الله عليه ، أو من مواقعة وارتكاب بعض ما حرم الله عليه ، فهذا حسابه عند الله عز وجل ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .
أريد بأن أقول بأن السنة في الحديث السابق : ( كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) لا يقصد به السنة التي هي دون الفريضة ، وإنما يقصد به معنى الغوي الشرعي يجب أن تتنبهوا له فيما إذا مرت بكم هذه اللفظة (السنة) في شيء من الأحاديث الصحيحة ، فلا تفهموا منها معنى السنة اصطلاحا ، وإنما المعنى الشرعي ، وهو الطريقة والمنهج الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) ليس المقصود هنا سنتي فقط النوافل أو الرواتب ، وإنما الطريقة التي جاء بها عليه الصلاة والسلام يجب أن تُتَبنى كلا وليس بعضا وجزءا ، أولا فكرا وعقيدة ، وثانيا تطبيقا وعملا بقدر ما يستطيع الإنسان و (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) هذه السنة معناها الطريقة والمنهج وليس معناها السنة التي دون الفريضة ، فما جاء به عليه الصلاة والسلام من الشرع والبيان هو السنة ، أي الطريقة التي سار عليها الرسول عليه السلام .
والسنة بهذا المعنى الشرعي اللغوي المحدد هو المقصود بالحديث الصحيح المشهور : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) من رغب عن سنتي فليس مني ، لا يجوز لأحد أن يفهم من هذا الحديث ، من ترك السنن الرواتب مثلا وتمسك بمذهب ذلك الأعرابي الذي قال : ( والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص ) ليس المعنى السنة بهذا المعنى الاصطلاحي الفقهي ، وإنما معنى السنة أيضا في هذا الحديث : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) نفس معنى الحديث الأول : ( كتاب الله وسنتي ) أي طريقتي ومنهجي التي كنت عليها ومت عليها ، هذه الطريقة وهذه السنة إذا أعرض الإنسان المسلم عنها فليس في شيء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا نحن ذكرنا لكم سبب رواية أو سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الحديث الثاني : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) يتضح لكم تمام الوضوح هذا المعنى الشرعي اللغوي للفظة : ( سنتي ) ذلك أن رهطا أي جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجدوه ، فسألوا نساءه عن صلاته عليه الصلاة والسلام في الليل وصومه في النهار وقربانه للنساء ، فأجبنهم بأنه عليه الصلاة والسلام يقوم الليل وينام أي أنه لا يقوم الليل كله كما يفعل بعض الغلاة المتعبدين ، ولا أنه أيضا ينام كل الليل كما يفعل بعض الراغبين الزاهدين عن الأجر الكبير من قيام الليل ، وإنما هو يقوم وينام ، وفيما يتعلق بالصوم قالت أزواج الرسول عليه السلام بأنه يصوم ويفطر ، فليس هو صائم الدهر ، وليس هو مفطرا للدهر ، وإنما هو تارة تراه صائما وتارة تراه مفطرا كما قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه : ( ما نشاء أن نراه صائما إلا رأيناه صائما ، وما نشاء أن نراه مفطرا إلا رأيناه مفطرا ) وفيما يتعلق بالنساء قلن : يتزوج النساء ، فماذا كان موقف هذا الرهط من هذا الجواب ؟ لقد قال أحدهم : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، يقولون عبادة الرسول عليه السلام هذه التي سمعوها من أزواجه ، هذه عبادة قليلة ، لكن سبب القلة هو أن الله غفر له ، فلماذا يكثر من العبادة ؟ وهذا خطأ منهم ، ولا يجوز أن يصدر مثله من مسلم في حق نبيه عليه السلام ولكنهم كانوا كما يبدوا حديثي عهد بالإسلام ، حديثي عهد بالعلم الإسلام ولذلك صدرت منهم هذه العبارة ، لما سمعوا هذه العبادة قال : تقالوها ، وجدوها قليلة ، ثم عادوا فعللوا القلة بأن الله غفر له فلماذا يتعب نفسه بقيام الليل كله ، بصيام الدهر كله ، في الترهب عن النساء كلهن ، لماذا ؟ وقد غفر الله له ، إذا هو ما ينبغي أن يكثر من العبادة ، وما ينبغي أن ينصرف عن النساء ، أخطئوا في ذلك أشد الخطأ ولاشك ، لكن الصحبة تمحوا مثل هذه الحوبة ، جاء الرسول عليه السلام بعد قليل فأخبرنه بما سأل الرهط ، وما أجبن به وما قالوا ، فصعد عليه السلام المنبر وقال : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ) ماذا قال هذا الرهط بعد أن وجدوا عبادة الرسول عليه السلام قليلة ؟ قالوا : نحن يجب أن نتعب أنفسنا وأن نزداد عبادة لربنا ، لماذا ؟ ليغفر لنا خطايانا ، الرسول الله غفر له وانتهى أمره ، أما نحن المساكين فعلينا أن نكثر من العبادة حتى يغفر الله لنا ، وليحصلوا على هذه العبادة بزعمهم ، قال أحدهم : أما أنا فأقوم الليل ولا أنام البتة ، وقال الثاني : أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر ، وقال الثالث : أما أنا فلا أتزوج النساء ، لماذا ؟ لأن النساء مشغلة .
وقد جاء بالمناسبة في الحديث على طريقتنا " نرمي عصفورين بحجر واحد " جاء في الحديث الموضوع : ( ضاع العلم بين أفخاذ النساء ) ضاع العلم بين أفخاذ النساء ، يضحك رحمه الله ، فلماذا يتزوج هذا الإنسان ، والمرأة على كل حال لها حقوق ، ولابد للزوج من القيام بهذه الحقوق ، فقيامه بهذه الحقوق يشغله بزعمه عن القيام بحق رب العالمين عليه ، لذلك هو يترهب ولا يتزوج .
قال عليه السلام في الخطبة : ( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا وكذا ) حكى عبارة هؤلاء : ( أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله ، أما إني أصوم وأفطر ، وأقوم الليل وأنام ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) إذا من رغب عن سنتي ليس المقصود عن سنة النافلة ، المقصود الخط الذي مشى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام . ويدخل في هذا هو بيت القصيد من هذا الحديث أنه لا يجوز للمسلم أن يتعبد الله بكيفه ، بما يخطر في باله كما خطر في بال هؤلاء الثلاثة ، أحدهم يقوم الليل ولا ينام ، أكثر الناس اليوم لا يعبدون الله باتباع سنة الرسول عليه السلام ، وإنما يعبدون الله بأهوائهم بكيفهم ، ولذلك حينما يقيض لبعضهم من يعلمه السنة ويقول له : يا أخي لا تفعل هذا الشيء ، يقول له رأسا شو فيها يا أخي ، هذه عبادة أنا أتقرب بها إلى الله عز وجل زلفى ، نقول له فيها أن الذي سن لنا السنن لم يأت بها ، أحد هؤلاء الرهط أراد أن يقوم الليل كله ، ماذا رد عليه الرسول عليه السلام ؟ قال : ( أنا أخشاكم لله وأتقاكم لله ومع ذلك ما أقوم الليل كله ) أقوم الليل وأنام ، ورد على الشخص الثاني الذي قال : أصوم الدهر ، من أجل التقرب إلى الله بالزيادة ، فرد عليه الرسول عليه السلام فقال : ( أما أنا فأصوم وأفطر ) إذا السنة يعني النهج والطريقة التي جرى عليها الرسول عليه السلام هي أن يصوم نوافل وأن يفطر وأن لا يصوم الدهر ، فليس لإنسان أن يتقرب إلى الله عز وجل بما لم يتقرب به رسول الله إلى الله ، ليس لأحد أبدا أن يتقرب إلى الله بما لم يشرعه الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو على فعله وعمله كما هو في هذه السنة . إنه كان يقوم الليل كله ؟ لا ، تقول السيدة عائشة في صحيح مسلم : ( وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة تامة كاملة ، وما علمت أنه صام شهرا كاملا إلا رمضان ، وإلا شعبان يوصله برمضان ) كما في بعض الروايات .
الشاهد إذا السنة في هذا الحديث وذاك الحديث هو المنهج الذي سرى عليه الصلاة والسلام طيلة حياته ، وترك الأمة على ليلة هي كالنهار الأبلج الأبيض ، كما قال في الحديث الصحيح : ( ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا هالك ) .
1 - كلمة من الشيخ في التمسك بالكتاب والسنة والمحافظة على ما أمر الله به والإبتعاد عما نهى الله عنه . والكلام على حديث : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) . وحديث : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) . أستمع حفظ
نصيحة من الشيخ للذين يسرعون في الذكر دبر الصلوات .
الشيخ : بعد هذه التوطئة وهذه المقدمة أريد أن أذكر بقضيتين اثنتين ثم أتوجه إلى ما عندكم من الأسئلة والإجابة عليها بما يسر الله تبارك وتعالى لنا ولكم :
المسألة الأولى : أرى كثيرا من الناس الذين يظهر أنهم ملتزمين ليس فقط للفرائض بل وللنوافل وللأمور المستحبة كالذكر بعد الصلاة مثلا والتسبيح والتحميد والتكبير ونحو ذلك ، فأرى بعضهم حينما يريد أن يعمل بقوله عليه السلام : ( من سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين ثم قال تمام المئة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ) هذا الحديث صحيح ، ورواه الإمام مسلم في صحيحه ، حينما يريدون العمل بهذا الحديث ترى بعضهم لا يكاد يبين بلسانه عن تسبيح الله وتحميده وتكبيره ، فماذا تسمع ؟ اس اس ... رأيتم كما رأيت أنا أظن ، لست وحدي في هذه الدعوى ، هذه ماذا نسميها .؟ السبسبة ، ثم الحمد لله ... هذا ليس تسبيحا وليس تحميدا ، الله أكبر ... بلحظات بثواني انتهى من المئة ، هذه المائة من جاء بها ما هو أجرها ؟ غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ، ولو كان الإتيان بها بهذه البسبسة حاشا لله ، إنما يجب أن يتأنى فيقول : سبحان الله سبحان الله سبحان الله ، الحمد لله الحمد لله الحمد لله إلى آخره ، لا أريد بما يأتي من كلامي التالي أن أصد الناس عن التسبيح ثلاثا وثلاثين وما جاء في بقية الحديث ، وإنما أريد أن أقرب إليهم ما هو أفضل لهم شرعا وأيسر لهم عملا ، أفضل لهم شرعا وأيسر لهم عملا ، وأظنكم ستسمعون هذا الحديث لأول مرة أو على الأقل بعضكم ، وهو حديث هام جدا وهو صحيح أيضا أخرجه الإمام النسائي والحاكم وغيرهما عن صحابيين بسندين صحيحين : أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام شخصا يسأله ما الذي علمكم الرسول عليه السلام ؟ قال : علمنا سبحان الله ، وذكر هذا العدد الذي سبق بيانه في الحديث السابق ، فقال ذلك الشخص للرائي في المنام قال : اجعلوهن خمسا وعشرين ، اجعلوهن خمس وعشرين ، يعني : قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فبدل ما يعد الإنسان مئة وحدة ، راح يعد كم ؟ خمسة وعشرين وحدة ، والخمسة والعشرين وحدة سوف يضطر أن يتباطأ في العد ، ما يقدر يسارع المسارعة هذه التي نستنكرها أشد الاستنكار ، فهو مهما استعجل بسبحان الله لأنه في بعد منها الحمد لله ، مهما استعجل ما راح تطلع منه إلا أكمل مما لو قال : سبحان الله سبحان الله سبحان الله ... مثل هؤلاء الذين يذكرون الله : لا إله إلا الله وبعدين يسحبوها سحبة ما تسمع منهم إلا : الله الله إلى آخره .
فوقاية لهؤلاء المستعجلين بعد الصلاة في التسبيح والتحميد المذكور في الحديث الأول ، عليهم أن يجمعوا بين الأربع ويقولوها خمسة وعشرين مرة ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، خمسة وعشرين مرة ، وهذا أفضل بدليل تمام الحديث ، ذلك الرائي رأى مناما ، قد يكون هذا المنام أضغاث أحلام وليس له تفسير لأننا لسنا نعلم تأويل الأحلام ، لكن هذا الرجل الرائي للرؤية قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فكان جوابه : ( فافعلوا إذا فافعلوا إذا ) .
هنا يرد سؤال فقهي هل هذا نسخ للحديث الأول ؟ ثلاث وثلاثين تسبيحة ثلاث وثلاثين تحميدة ثلاث وثلاثين تكبيرة آخرها تهليلة واحدة ؟ لا ، ليس نسخا ، وإنما تفضيل ، فإذا جاء المصلي بالثلاث والثلاثينات هذه بعد الصلاة بتؤدة وبروية ما في مانع منها ، لكن الأفضل له أن يجمع الأربع في خمسة وعشرين مرة : سبحان الله والحمد لله ولا إلا الله والله أكبر ، سبحان الله والحمد لله ... هكذا خمسة وعشرين مرة ، يكون أفضل له من ما جاء في الحديث الأول ، هذه المسألة الأولى .
المسألة الأولى : أرى كثيرا من الناس الذين يظهر أنهم ملتزمين ليس فقط للفرائض بل وللنوافل وللأمور المستحبة كالذكر بعد الصلاة مثلا والتسبيح والتحميد والتكبير ونحو ذلك ، فأرى بعضهم حينما يريد أن يعمل بقوله عليه السلام : ( من سبح الله دبر كل صلاة ثلاث وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين ثم قال تمام المئة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ) هذا الحديث صحيح ، ورواه الإمام مسلم في صحيحه ، حينما يريدون العمل بهذا الحديث ترى بعضهم لا يكاد يبين بلسانه عن تسبيح الله وتحميده وتكبيره ، فماذا تسمع ؟ اس اس ... رأيتم كما رأيت أنا أظن ، لست وحدي في هذه الدعوى ، هذه ماذا نسميها .؟ السبسبة ، ثم الحمد لله ... هذا ليس تسبيحا وليس تحميدا ، الله أكبر ... بلحظات بثواني انتهى من المئة ، هذه المائة من جاء بها ما هو أجرها ؟ غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ، ولو كان الإتيان بها بهذه البسبسة حاشا لله ، إنما يجب أن يتأنى فيقول : سبحان الله سبحان الله سبحان الله ، الحمد لله الحمد لله الحمد لله إلى آخره ، لا أريد بما يأتي من كلامي التالي أن أصد الناس عن التسبيح ثلاثا وثلاثين وما جاء في بقية الحديث ، وإنما أريد أن أقرب إليهم ما هو أفضل لهم شرعا وأيسر لهم عملا ، أفضل لهم شرعا وأيسر لهم عملا ، وأظنكم ستسمعون هذا الحديث لأول مرة أو على الأقل بعضكم ، وهو حديث هام جدا وهو صحيح أيضا أخرجه الإمام النسائي والحاكم وغيرهما عن صحابيين بسندين صحيحين : أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأى في المنام شخصا يسأله ما الذي علمكم الرسول عليه السلام ؟ قال : علمنا سبحان الله ، وذكر هذا العدد الذي سبق بيانه في الحديث السابق ، فقال ذلك الشخص للرائي في المنام قال : اجعلوهن خمسا وعشرين ، اجعلوهن خمس وعشرين ، يعني : قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فبدل ما يعد الإنسان مئة وحدة ، راح يعد كم ؟ خمسة وعشرين وحدة ، والخمسة والعشرين وحدة سوف يضطر أن يتباطأ في العد ، ما يقدر يسارع المسارعة هذه التي نستنكرها أشد الاستنكار ، فهو مهما استعجل بسبحان الله لأنه في بعد منها الحمد لله ، مهما استعجل ما راح تطلع منه إلا أكمل مما لو قال : سبحان الله سبحان الله سبحان الله ... مثل هؤلاء الذين يذكرون الله : لا إله إلا الله وبعدين يسحبوها سحبة ما تسمع منهم إلا : الله الله إلى آخره .
فوقاية لهؤلاء المستعجلين بعد الصلاة في التسبيح والتحميد المذكور في الحديث الأول ، عليهم أن يجمعوا بين الأربع ويقولوها خمسة وعشرين مرة ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، خمسة وعشرين مرة ، وهذا أفضل بدليل تمام الحديث ، ذلك الرائي رأى مناما ، قد يكون هذا المنام أضغاث أحلام وليس له تفسير لأننا لسنا نعلم تأويل الأحلام ، لكن هذا الرجل الرائي للرؤية قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فكان جوابه : ( فافعلوا إذا فافعلوا إذا ) .
هنا يرد سؤال فقهي هل هذا نسخ للحديث الأول ؟ ثلاث وثلاثين تسبيحة ثلاث وثلاثين تحميدة ثلاث وثلاثين تكبيرة آخرها تهليلة واحدة ؟ لا ، ليس نسخا ، وإنما تفضيل ، فإذا جاء المصلي بالثلاث والثلاثينات هذه بعد الصلاة بتؤدة وبروية ما في مانع منها ، لكن الأفضل له أن يجمع الأربع في خمسة وعشرين مرة : سبحان الله والحمد لله ولا إلا الله والله أكبر ، سبحان الله والحمد لله ... هكذا خمسة وعشرين مرة ، يكون أفضل له من ما جاء في الحديث الأول ، هذه المسألة الأولى .
بيان الشيخ حكم اللحم الذي يأتي من بلغارية .
الشيخ : والمسألة الأخرى قلت آنفا لبعض إخواننا سألني ، وكثيرا ما نسأل فيسألونني الناس إلى اليوم عن اللحم البلغاري ، وأنا الحقيقة أتعجب من الناس ، اللحم البلغاري بلينا به منذ سنين طويلة كل هذه السنين ما آن للمسلمين أن يفهموا شو حكم هذا اللحم البلغاري ، أمر عجيب ، فأنا أقول لابد أنكم سمعتم إذا كنتم في شك وفي ريب من أن هذه الذبائح تذبح على الطريقة الإسلامية أو لا تذبح على الطريقة الإسلامية ، فلستم في شك بأنهم يذبحون إخواننا المسلمين هناك الأتراك المقيمون منذ زمن طويل ، يذبحونهم ذبح النعاج ، فلو كان البلغاريون يذبحون هذه الذبائح التي نستوردها منهم ذبحا شرعيا حقيقة ، أنا أقول لا يجوز لنا أن نستوردها منهم بل يجب علينا أن نقاطعهم حتى يتراجعوا عن سفك دماء إخواننا المسلمين هناك ، فسبحان الله مات شعور الأخوة التي وصفها الرسول عليه السلام بأنها كالجسد الواحد : ( مثل المؤمنين في تواددهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسحر ) لم يعد المسلمون يحسون بآلام إخوانهم فانقطعت الصلات الإسلامية بينهم ، ولذلك همهم السؤال هل يجوز أكل لحم البلغاري .؟! يا أخي أنت عرفت أن البلغار يذبحون المسلمين هناك ، ولا فرق بين مسلم عربي ومسلم تركي ومسلم أفغاني إلى آخره ، والأمر كما قال عليه السلام : ( إنما المؤمنون إخوة ) .
فإذا كنا إخوانا فيجب أن يغار بعضنا على بعض ويحزن بعضنا لبعض ، ولا يهتم بمأكله ومشربه فقط ، فلو فرضنا أن إنسانا ما اقتنع بعد في أن اللحم البلغاري فطيسة ، حكمها فطيسة لأنها تقتل ولا تذبح ، لا نستطيع أن نقنع الناس بكل رأي ، لأن الناس لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك كما جاء في القرآن الكريم ، فإذا كنا لا نستطيع أن نقنع الناس بأن هذه اللحوم التي تأتينا من البلغار هي حكمها كالميتة ، لكن ألا يعلمون أن هؤلاء البلغار يذبحون إخواننا المسلمين هناك.؟ أما يكفي هذا الطغيان ، وهذا الاعتداء الأليم على إخواننا من المسلمين هناك أن يصرفنا عن اللحم البلغاري ولو كان حلالا ؟ هذا يكفي ، وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
فإذا كنا إخوانا فيجب أن يغار بعضنا على بعض ويحزن بعضنا لبعض ، ولا يهتم بمأكله ومشربه فقط ، فلو فرضنا أن إنسانا ما اقتنع بعد في أن اللحم البلغاري فطيسة ، حكمها فطيسة لأنها تقتل ولا تذبح ، لا نستطيع أن نقنع الناس بكل رأي ، لأن الناس لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك كما جاء في القرآن الكريم ، فإذا كنا لا نستطيع أن نقنع الناس بأن هذه اللحوم التي تأتينا من البلغار هي حكمها كالميتة ، لكن ألا يعلمون أن هؤلاء البلغار يذبحون إخواننا المسلمين هناك.؟ أما يكفي هذا الطغيان ، وهذا الاعتداء الأليم على إخواننا من المسلمين هناك أن يصرفنا عن اللحم البلغاري ولو كان حلالا ؟ هذا يكفي ، وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين .
دعوة الكتاب والسنة دعوة علم وعمل ، ما هي حقيقة هذه الكلمة أمام الواقع العملي والأماني المرجوة .؟
الشيخ : هات الآن ما عندك .؟
الحلبي : جزاكم الله خيرا ، السؤال الأول أستاذنا يقول السائل : دعوة الكتاب والسنة دعوة علم وعمل ، ما هي حقيقة هذه الكلمة أمام الواقع العملي والأماني المرجوة ؟ .
الشيخ : الحقيقة هي كما جاء في السؤال ، ولكن قد قلت أنا آنفا تعليقا على حديث ذلك الأعرابي الذي قال : ( والله لا أزيد عليهن ولا أنقص ) وتابعت كلامي وقلت أن من الفرائض الابتعاد عن المحرمات ، وأن الإنسان عليه أن يجمع بين الإتيان بالفرائض والابتعاد عن المحرمات ، قلت في أثناء هذه الكلمة ، وأن يفعل من ذلك ما يستطيع ، وإذا كان يستطيع أن يضم إلى ذلك شيئا من الطاعات والعبادات الأخرى التي هي غير واجبة فذلك خير وأبقى ، الشاهد : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) والناس اليوم في الحقيقة ، وأعني بالناس الذين يهتمون بدينهم ويلتزمون أحكام شريعتهم ، ولا أعني أولئك الآخرين الذين ...
في الصنف الأول من الناس الملتزمين للأحكام الشرعية هم حيارى ماذا أو كيف يسلكون وكيف يعملون في الإسلام ، والإسلام اليوم محكوم بأحكام غير إسلامية وبدول لا تحكم بما أنزل الله ، فماذا العمل ؟ نقول نحن كلمة مختصرة والبحث في هذا طويل الذيل ، نقول كلمة مختصرة جدا قرأناها لأحد الدعاة الإسلاميين رحمه الله ، وهي عندي كأنها من وحي السماء ، ولا وحي بعد رسول الله ، ولكن هناك الإلهام ، تلك الكلمة التي هي تقول : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " .
اليوم هناك جماعات كثيرة جدا ، كل جماعة تدعي أنها تعمل للإسلام وتعمل لإقامة حكم الإسلام والنظام الإسلامي في الأرض ، وبعضهم يكاد قد مضى عليهم نحو قرن من الزمان ثم لا شيء إلا الهتافات والصياحات ، ما هو السبب يا ترى .؟
السبب أننا لا نبدأ من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعض هذه الجماعات لا تفكر إطلاقا بتهذيب النفس وإصلاح الأفراد ، ووضع القاعدة التي تبنى عليها الدولة أو يتحقق بها المجتمع الإسلامي ، كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في أمة جاهلية جهلاء ، ترتكب مختلف المآثم والذنوب ، ومع ذلك فقد ظل نحو أكثر من عشرة سنين بل بالضبط ثلاثة عشر سنة وهو يدعوا إلى التوحيد ، إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وهو لا يجاهد ولا يقاتل ولا يحرم الخمر والميسر وقتل النفس البريئة بغير حق إلى آخره ، وإنما : (( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) ثلاثة عشر سنة هكذا ، ثم هاجر الرسول عليه السلام إلى المدينة ، وهناك بدأت الأحكام تنزل بشيء من التفصيل ، وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤسس الدولة المسلمة بعد أن أوجد الأفراد ورباهم عليه الصلاة والسلام على عينه ، وأحسن تأديبهم ، ووثق من تربيته إياهم ، فأصبح يقينا يشعر بأنهم يفدونه بكل شيء ، بأنفسهم وبأموالهم وبكل عزيز لديهم ، بعد ذلك بدأت المعركة بينه وبين العرب وبين اليهود ، وهذا له سيرة طويلة تعرفونها .
الشاهد أن الرسول عليه السلام أول ما بدأ إنما بدأ بتأسيس قاعدة الإسلام ، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، كثير من الجماعات الإسلامية اليوم حريصين على إقامة الحكم الإسلامي ، ولكن يصدق فيهم قول ذلك الشاعر العربي :
" أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
كل من يخالف منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والآن أقول بعد أن أوضحت لكم معنى السنة ، كل من يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وقد عرفتم معنى السنة المنهج الذي سار عليه الرسول عليه السلام ـ فلن ينجح أبد الحياة ، لن ينجح ، لأنه لم يسلك الطريق التي سنها لنا الرسول عليه السلام ، قال في الحديث الأول : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) فالذين يريدون إقامة حكم الله في الأرض إذا لم يسلكوا الطريق التي سلكها الرسول عليه السلام فلن يصلوا إلى بغيتهم بتاتا ، بل كلما تأخر العهد بهم كلما ابتعدوا عن الهدف الذي وضعوه نصب أعينهم ، كيف لا وعامة العالم الإسلامي اليوم ـ وفيهم الأفراد الذين ينتمون إلى كثير من تلك الجماعات ـ لا يعرفون بعد معنى لا إله إلا الله ، لا يعرفون هذه الشهادة ، هذه الكلمة الطيبة ، والله عز وجل يقول في القرآن الكريم : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) فإذا كان هذا الأمر الإلهي الموجه إلى أمة الرسول عليه السلام في شخص الرسول ، الخطاب لمن ؟ (( فاعلم )) الخطاب لفرد ، لكن هو في الواقع الخطاب لأمة الرسول عليه السلام ، لأن الله تبارك وتعالى حينما اصطفى نبيه عليه الصلاة والسلام رسولا للعالمين رحمة جميعا لهم ، بلا شك هو يعلم معنى التوحيد معنى لا إله إلا الله ، فحينما يقول : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) هو من باب ـ وإن كان هذا ربما لا يناسب لكن لا بأس ـ هو من باب : الكلام إليك يا كنه لكن اسمعي يا جارة ، فالخطاب هذا ليس للرسول في القصد والمرمى، في اللفظ هو له ، لكن في القصد والمرمى لمن ؟ لأمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أمة الرسول الآن تبلغ الملايين المملينة لا أعنيها بكلامي هذا ، وإنما أعني بهذا الكلام الجماعات التي تعمل لإقامة حكم الإسلام في الأرض ، هذه الأمة هل علمت هل ائتمرت بهذا الأمر الإلهي الذي وجه إلى الأمة جميعا في شخص نبيهم عليه السلام .؟
أقول مع الأسف لا ، أقول مع الأسف لا ، أكثرهم لا يعلمون معنى هذه الكلمة الطبية ، هم يقولونها بلاشك ، وقد قالها من صار تحت ضربة السيف ، لكن هو يعلم .؟ الله أعلم ، مع ذلك لما قالها هذا الرجل ولم يثق المسلم حينما رآه قالها تقية ، لم يثق بهذه الكلمة فضربه وقتله ، لكن الرسول عليه السلام الذي جاء بشريعة تمشي على ظواهر الأمور ، قال له : ( هلا شققت عن قلبه ؟ ) فما يجوز إجراء الأحكام هكذا في بواطن الأمور لأنه لا يعلمها إلا الله عز وجل ، لكن المسلم الذي يرجوا أولا النجاة من الخلود في النار بسبب الإشراك بالله عز وجل ، وليس هذا هو فقط الذي يرجوه هؤلاء ، وإنما يرجون أن يقيموا حكم الله في الأرض ، هؤلاء الناس ينبغي أن يكونوا في الحقيقة نخبة المسلمين ، نخبة الأمة الإسلامية التي خوطبت بقوله : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) فهما وعملا وخلقا ، فأين هؤلاء وهم يبعدون كل البعد عن فهم كلمة التوحيد فضلا عن تفصيل هذه السنة التي ذكرنا فيها حديثين اثنين .؟! ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) ، ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) إذا نحن الذين ننتمي إلى جماعات عديدة كلها تشملها دائرة الإسلام يجب أن نتفق على كلمة سواء ، ما هي هذه الكلمة السواء.؟ ليست الكلمة هي كلمة لفظ يتلفظ به أحدنا ثم هو لا يدري مغزاها ولا مرماها ، وإنما نتفق على كلمة سواء : (( أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )) أن لا نعبد إلا الله ، هل هناك في كثير من الأمة المسلمة التي خوطبت بتلك الآية الكريمة من يعبد غير الله .؟ البلاد الإسلامية ممتلئة بعبادة المسلمين لغير الله ، لكن أكثر الناس لا يعلمون ، لكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يشكرون رب العالمين الذي أرسل إليهم هذا النبي الكريم ، وتركهم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك .
فالكلمة السواء عودا إلى الكتاب والسنة فهما وعملا ، وبدون ذلك لا حياة للمسلمين إطلاقا ، هذا الذي يجب أن نعمل به ويجب أن لا نستبق الأمور ونفعل ، أو يصدق علينا تلك النكتة التي تروى عن ذلك الراعي الذي كان يرعى غنم أهل القرية ، فجلس ذات يوم في خيمته المتواضعة وقد علق تحتها القدر الممتلئ بقليل من السمن الذي جمعه من الغنم ، فجلس ذات يوم في الظهيرة يرتاح وأخذ يفكر أنه أنا بكرة يكثر مالي وأتزوج وربنا عز وجل يرزقنا من الأولاد ويصيروا يعاونوني ، وإذا واحد ما منهم ما يسمع كلامي والله لأفعل وأفعل ، وأرفع العصا هذه وأضربه ، وما راح غير العصاية ضربت الجرة فوق رأسه وتلبست السمنة بدنه كله ، فهذا عم يفكر في الخيال ، وعليه أن يعمل ما فرض الله عليه من طاعته وفي حدود ما يستطيع .
نحن الآن نستبق الأمور ، نفكر كيف نقيم الدولة المسلمة ، كيف نتخلص من هذا الظلم ، وهذا الذل المحيط بنا من كل جانب ، بينما الدويلة الصغيرة التي أمرنا الحكيم بقوله : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " هذه الدويلة الصغيرة بعد ما أقمناها في قلوبنا ، فكيف نقيم هذا الصرح الشامخ ، هذه الدولة العظيمة التي تحتاج إلى نوعيات من المسلمين ثقافة إسلامية عامة بالإسلام كما قلنا آنفا فهما وتطبيقا ، ثم تحتاج إلى نوعيات معينة جمعوا من العلم الذي يحتاجه المسلمون اليوم في العصر الحاضر ما به يتحقق الفرض الكفائي في تعبير الفقهاء ، نسأل الله عز وجل أن يلهمنا رشدنا ، وأن يسر لنا الطريق التي إذا سلكناها هذبنا أنفسنا ، وكنا لبنة صالحة لإقامة حكم الله عز وجل في الأرض .
الحلبي : جزاكم الله خيرا ، السؤال الأول أستاذنا يقول السائل : دعوة الكتاب والسنة دعوة علم وعمل ، ما هي حقيقة هذه الكلمة أمام الواقع العملي والأماني المرجوة ؟ .
الشيخ : الحقيقة هي كما جاء في السؤال ، ولكن قد قلت أنا آنفا تعليقا على حديث ذلك الأعرابي الذي قال : ( والله لا أزيد عليهن ولا أنقص ) وتابعت كلامي وقلت أن من الفرائض الابتعاد عن المحرمات ، وأن الإنسان عليه أن يجمع بين الإتيان بالفرائض والابتعاد عن المحرمات ، قلت في أثناء هذه الكلمة ، وأن يفعل من ذلك ما يستطيع ، وإذا كان يستطيع أن يضم إلى ذلك شيئا من الطاعات والعبادات الأخرى التي هي غير واجبة فذلك خير وأبقى ، الشاهد : (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) والناس اليوم في الحقيقة ، وأعني بالناس الذين يهتمون بدينهم ويلتزمون أحكام شريعتهم ، ولا أعني أولئك الآخرين الذين ...
في الصنف الأول من الناس الملتزمين للأحكام الشرعية هم حيارى ماذا أو كيف يسلكون وكيف يعملون في الإسلام ، والإسلام اليوم محكوم بأحكام غير إسلامية وبدول لا تحكم بما أنزل الله ، فماذا العمل ؟ نقول نحن كلمة مختصرة والبحث في هذا طويل الذيل ، نقول كلمة مختصرة جدا قرأناها لأحد الدعاة الإسلاميين رحمه الله ، وهي عندي كأنها من وحي السماء ، ولا وحي بعد رسول الله ، ولكن هناك الإلهام ، تلك الكلمة التي هي تقول : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " .
اليوم هناك جماعات كثيرة جدا ، كل جماعة تدعي أنها تعمل للإسلام وتعمل لإقامة حكم الإسلام والنظام الإسلامي في الأرض ، وبعضهم يكاد قد مضى عليهم نحو قرن من الزمان ثم لا شيء إلا الهتافات والصياحات ، ما هو السبب يا ترى .؟
السبب أننا لا نبدأ من حيث بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعض هذه الجماعات لا تفكر إطلاقا بتهذيب النفس وإصلاح الأفراد ، ووضع القاعدة التي تبنى عليها الدولة أو يتحقق بها المجتمع الإسلامي ، كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في أمة جاهلية جهلاء ، ترتكب مختلف المآثم والذنوب ، ومع ذلك فقد ظل نحو أكثر من عشرة سنين بل بالضبط ثلاثة عشر سنة وهو يدعوا إلى التوحيد ، إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وهو لا يجاهد ولا يقاتل ولا يحرم الخمر والميسر وقتل النفس البريئة بغير حق إلى آخره ، وإنما : (( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) ثلاثة عشر سنة هكذا ، ثم هاجر الرسول عليه السلام إلى المدينة ، وهناك بدأت الأحكام تنزل بشيء من التفصيل ، وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤسس الدولة المسلمة بعد أن أوجد الأفراد ورباهم عليه الصلاة والسلام على عينه ، وأحسن تأديبهم ، ووثق من تربيته إياهم ، فأصبح يقينا يشعر بأنهم يفدونه بكل شيء ، بأنفسهم وبأموالهم وبكل عزيز لديهم ، بعد ذلك بدأت المعركة بينه وبين العرب وبين اليهود ، وهذا له سيرة طويلة تعرفونها .
الشاهد أن الرسول عليه السلام أول ما بدأ إنما بدأ بتأسيس قاعدة الإسلام ، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، كثير من الجماعات الإسلامية اليوم حريصين على إقامة الحكم الإسلامي ، ولكن يصدق فيهم قول ذلك الشاعر العربي :
" أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
كل من يخالف منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والآن أقول بعد أن أوضحت لكم معنى السنة ، كل من يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وقد عرفتم معنى السنة المنهج الذي سار عليه الرسول عليه السلام ـ فلن ينجح أبد الحياة ، لن ينجح ، لأنه لم يسلك الطريق التي سنها لنا الرسول عليه السلام ، قال في الحديث الأول : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ) فالذين يريدون إقامة حكم الله في الأرض إذا لم يسلكوا الطريق التي سلكها الرسول عليه السلام فلن يصلوا إلى بغيتهم بتاتا ، بل كلما تأخر العهد بهم كلما ابتعدوا عن الهدف الذي وضعوه نصب أعينهم ، كيف لا وعامة العالم الإسلامي اليوم ـ وفيهم الأفراد الذين ينتمون إلى كثير من تلك الجماعات ـ لا يعرفون بعد معنى لا إله إلا الله ، لا يعرفون هذه الشهادة ، هذه الكلمة الطيبة ، والله عز وجل يقول في القرآن الكريم : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) فإذا كان هذا الأمر الإلهي الموجه إلى أمة الرسول عليه السلام في شخص الرسول ، الخطاب لمن ؟ (( فاعلم )) الخطاب لفرد ، لكن هو في الواقع الخطاب لأمة الرسول عليه السلام ، لأن الله تبارك وتعالى حينما اصطفى نبيه عليه الصلاة والسلام رسولا للعالمين رحمة جميعا لهم ، بلا شك هو يعلم معنى التوحيد معنى لا إله إلا الله ، فحينما يقول : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) هو من باب ـ وإن كان هذا ربما لا يناسب لكن لا بأس ـ هو من باب : الكلام إليك يا كنه لكن اسمعي يا جارة ، فالخطاب هذا ليس للرسول في القصد والمرمى، في اللفظ هو له ، لكن في القصد والمرمى لمن ؟ لأمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أمة الرسول الآن تبلغ الملايين المملينة لا أعنيها بكلامي هذا ، وإنما أعني بهذا الكلام الجماعات التي تعمل لإقامة حكم الإسلام في الأرض ، هذه الأمة هل علمت هل ائتمرت بهذا الأمر الإلهي الذي وجه إلى الأمة جميعا في شخص نبيهم عليه السلام .؟
أقول مع الأسف لا ، أقول مع الأسف لا ، أكثرهم لا يعلمون معنى هذه الكلمة الطبية ، هم يقولونها بلاشك ، وقد قالها من صار تحت ضربة السيف ، لكن هو يعلم .؟ الله أعلم ، مع ذلك لما قالها هذا الرجل ولم يثق المسلم حينما رآه قالها تقية ، لم يثق بهذه الكلمة فضربه وقتله ، لكن الرسول عليه السلام الذي جاء بشريعة تمشي على ظواهر الأمور ، قال له : ( هلا شققت عن قلبه ؟ ) فما يجوز إجراء الأحكام هكذا في بواطن الأمور لأنه لا يعلمها إلا الله عز وجل ، لكن المسلم الذي يرجوا أولا النجاة من الخلود في النار بسبب الإشراك بالله عز وجل ، وليس هذا هو فقط الذي يرجوه هؤلاء ، وإنما يرجون أن يقيموا حكم الله في الأرض ، هؤلاء الناس ينبغي أن يكونوا في الحقيقة نخبة المسلمين ، نخبة الأمة الإسلامية التي خوطبت بقوله : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) فهما وعملا وخلقا ، فأين هؤلاء وهم يبعدون كل البعد عن فهم كلمة التوحيد فضلا عن تفصيل هذه السنة التي ذكرنا فيها حديثين اثنين .؟! ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) ، ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) إذا نحن الذين ننتمي إلى جماعات عديدة كلها تشملها دائرة الإسلام يجب أن نتفق على كلمة سواء ، ما هي هذه الكلمة السواء.؟ ليست الكلمة هي كلمة لفظ يتلفظ به أحدنا ثم هو لا يدري مغزاها ولا مرماها ، وإنما نتفق على كلمة سواء : (( أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )) أن لا نعبد إلا الله ، هل هناك في كثير من الأمة المسلمة التي خوطبت بتلك الآية الكريمة من يعبد غير الله .؟ البلاد الإسلامية ممتلئة بعبادة المسلمين لغير الله ، لكن أكثر الناس لا يعلمون ، لكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يشكرون رب العالمين الذي أرسل إليهم هذا النبي الكريم ، وتركهم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك .
فالكلمة السواء عودا إلى الكتاب والسنة فهما وعملا ، وبدون ذلك لا حياة للمسلمين إطلاقا ، هذا الذي يجب أن نعمل به ويجب أن لا نستبق الأمور ونفعل ، أو يصدق علينا تلك النكتة التي تروى عن ذلك الراعي الذي كان يرعى غنم أهل القرية ، فجلس ذات يوم في خيمته المتواضعة وقد علق تحتها القدر الممتلئ بقليل من السمن الذي جمعه من الغنم ، فجلس ذات يوم في الظهيرة يرتاح وأخذ يفكر أنه أنا بكرة يكثر مالي وأتزوج وربنا عز وجل يرزقنا من الأولاد ويصيروا يعاونوني ، وإذا واحد ما منهم ما يسمع كلامي والله لأفعل وأفعل ، وأرفع العصا هذه وأضربه ، وما راح غير العصاية ضربت الجرة فوق رأسه وتلبست السمنة بدنه كله ، فهذا عم يفكر في الخيال ، وعليه أن يعمل ما فرض الله عليه من طاعته وفي حدود ما يستطيع .
نحن الآن نستبق الأمور ، نفكر كيف نقيم الدولة المسلمة ، كيف نتخلص من هذا الظلم ، وهذا الذل المحيط بنا من كل جانب ، بينما الدويلة الصغيرة التي أمرنا الحكيم بقوله : " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " هذه الدويلة الصغيرة بعد ما أقمناها في قلوبنا ، فكيف نقيم هذا الصرح الشامخ ، هذه الدولة العظيمة التي تحتاج إلى نوعيات من المسلمين ثقافة إسلامية عامة بالإسلام كما قلنا آنفا فهما وتطبيقا ، ثم تحتاج إلى نوعيات معينة جمعوا من العلم الذي يحتاجه المسلمون اليوم في العصر الحاضر ما به يتحقق الفرض الكفائي في تعبير الفقهاء ، نسأل الله عز وجل أن يلهمنا رشدنا ، وأن يسر لنا الطريق التي إذا سلكناها هذبنا أنفسنا ، وكنا لبنة صالحة لإقامة حكم الله عز وجل في الأرض .
4 - دعوة الكتاب والسنة دعوة علم وعمل ، ما هي حقيقة هذه الكلمة أمام الواقع العملي والأماني المرجوة .؟ أستمع حفظ
ما توجيهات الشيخ في ما وقع في هذا الزمان من ضعف القلوب و حب الصدارة.؟
الشيخ : نعم .
الحلبي : يقول السائل : ضعف القلوب وأدواء النفوس وحب الصدارة أمراض أصابت المسلمين بشكل عام ، والدعاة إلى الله بشكل خاص ما هي توجيهاتكم لتدارك هذا الحال المؤسف .؟
الشيخ : والله هذه قضية الحقيقة دقيقة جدا وليس لها مخلص ومنجى إلا تقوى الله تبارك وتعالى ، وليس يملك هداية القلوب إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يرسل بعض أصحابه لغزوة أو لدعوة كان يكتفي بأن يأمره بتقوى الله ، واجتناب محارم الله ، وأن يخالط الناس بخلق حسن ، يخالطهم ويخالقهم بخلق حسن ، فإذا كانت هذه المصائب حلت بجمع كبير من المسلمين وفيهم بعض الدعاة وهذا حقيقة مرة ، فالأمر ليس له علاج إلا بأن يراقب كل مسلم سواء كان داعية أو مدعوا ، أن يراقب الله عزوجل ويتقيه في كل ما يأتي وما يذر ، القضية تحتاج في الواقع كوسائل إلى مربين ، هذا أمر لا ينكر ، إلى مربين ، لكن هؤلاء المربون يجب أن يكونوا أولا : قد تهذبت نفوسهم وخلصت نواياهم لرب العالمين ، وثانيا : قد أوتوا حضا كبيرا من العلم بالكتاب والسنة حتى يتوجهوا لتوجيه أفراد الأمة كلها إلى التمسك بالأخلاق الإسلامية ، الابتعاد مثلا عن العجب وعن الغرور وعن طلب الدنيا بالآخرة ، ونحو ذلك مما أصيب به كثير من الناس اليوم .
وقد جاء في الحديث الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام : ( بشر هذه الأمة بالرفعة والثناء والمجد والتمكين في الأرض ، ومن عمل منهم عملا للدنيا من عمل الآخرة فليس له في الآخرة من نصيب ) هذه الناحية وهي قضية عدم الإخلاص في الدعوة وعدم الإخلاص في العمل للإسلام هي مشكلة المشاكل في العصر الحاضر ، فكثير من الدعاة الإسلاميين لا يدعون إلا للوظيفة ، وكثير من طلبة العلم لا يطلبون العلم لله وإنما يطلبون العلم ، وهذا أمر واضح جدا ، وأصبح أمر بدهي غفل كل الطلاب عنه إلا من عصم الله منهم ، يطلب العلم لينال الشهادة ، ونيل الشهادة الغرض منها أن يتوظف ، فهو يطلب العلم لينال به الدنيا ، وهذا كما سمعتم في الحديث السابق ليس له في الآخرة من نصيب ، الجهاد في سبيل الله الذي قام في فلسطين وانقطع مع الأسف الشديد ، وقام في أفغانستان ونرجو أن لا ينقطع ، هذا الجهاد في سبيل الله إذا لم يكن المجاهد فيه يقصد به وجه الله فالمتقاعد عن الجهاد خير منه ، المجاهد في سبيل الله إذا قصد غير وجه الله في جهاده هذا يكون المتقاعس والمتقاعد عن الجهاد في سبيل الله خيرا منه ، لماذا ؟ لأن هذا المتقاعس تارك فرض ولا شك ، ولكن ذاك الذي يجاهد في سبيل الله لم يقم بهذا الفرض بل اكتسب إثما ، لماذا ؟ لأنه لم يأتمر بقوله تعالى أو لم يتأدب بقوله تبارك وتعالى : (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) لا يشرك بجهاده أحدا في سبيل الله ، لا يجاهد ليقال فلان ترك بلده وذهب وتغرب من أجل ماذا ؟ من أجل أن يجاهد في أفغانستان ، كل هذه الأفكار والمعاني يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن ذهن المجاهدين في سبيل الله ، وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( قال رجل : يا رسول الله الرجل منا يقاتل حمية هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، قال : الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، قال : الرجل منا يقاتل عصبية هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، قال: فمن في سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) فإذا المهم اليوم بالنسبة لكل أفراد المسلمين وبخاصة الدعاة منهم أن يخلصوا نواياهم وأن يحسنوا أخلاقهم ، ومن ذلك أن يعتادوا على الدعاء الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إياه بفعله حيث كان يقول : ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) هكذا يجب أن ندعو الله عز وجل في خلواتنا وجلواتنا .
الحلبي : يقول السائل : ضعف القلوب وأدواء النفوس وحب الصدارة أمراض أصابت المسلمين بشكل عام ، والدعاة إلى الله بشكل خاص ما هي توجيهاتكم لتدارك هذا الحال المؤسف .؟
الشيخ : والله هذه قضية الحقيقة دقيقة جدا وليس لها مخلص ومنجى إلا تقوى الله تبارك وتعالى ، وليس يملك هداية القلوب إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يرسل بعض أصحابه لغزوة أو لدعوة كان يكتفي بأن يأمره بتقوى الله ، واجتناب محارم الله ، وأن يخالط الناس بخلق حسن ، يخالطهم ويخالقهم بخلق حسن ، فإذا كانت هذه المصائب حلت بجمع كبير من المسلمين وفيهم بعض الدعاة وهذا حقيقة مرة ، فالأمر ليس له علاج إلا بأن يراقب كل مسلم سواء كان داعية أو مدعوا ، أن يراقب الله عزوجل ويتقيه في كل ما يأتي وما يذر ، القضية تحتاج في الواقع كوسائل إلى مربين ، هذا أمر لا ينكر ، إلى مربين ، لكن هؤلاء المربون يجب أن يكونوا أولا : قد تهذبت نفوسهم وخلصت نواياهم لرب العالمين ، وثانيا : قد أوتوا حضا كبيرا من العلم بالكتاب والسنة حتى يتوجهوا لتوجيه أفراد الأمة كلها إلى التمسك بالأخلاق الإسلامية ، الابتعاد مثلا عن العجب وعن الغرور وعن طلب الدنيا بالآخرة ، ونحو ذلك مما أصيب به كثير من الناس اليوم .
وقد جاء في الحديث الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام : ( بشر هذه الأمة بالرفعة والثناء والمجد والتمكين في الأرض ، ومن عمل منهم عملا للدنيا من عمل الآخرة فليس له في الآخرة من نصيب ) هذه الناحية وهي قضية عدم الإخلاص في الدعوة وعدم الإخلاص في العمل للإسلام هي مشكلة المشاكل في العصر الحاضر ، فكثير من الدعاة الإسلاميين لا يدعون إلا للوظيفة ، وكثير من طلبة العلم لا يطلبون العلم لله وإنما يطلبون العلم ، وهذا أمر واضح جدا ، وأصبح أمر بدهي غفل كل الطلاب عنه إلا من عصم الله منهم ، يطلب العلم لينال الشهادة ، ونيل الشهادة الغرض منها أن يتوظف ، فهو يطلب العلم لينال به الدنيا ، وهذا كما سمعتم في الحديث السابق ليس له في الآخرة من نصيب ، الجهاد في سبيل الله الذي قام في فلسطين وانقطع مع الأسف الشديد ، وقام في أفغانستان ونرجو أن لا ينقطع ، هذا الجهاد في سبيل الله إذا لم يكن المجاهد فيه يقصد به وجه الله فالمتقاعد عن الجهاد خير منه ، المجاهد في سبيل الله إذا قصد غير وجه الله في جهاده هذا يكون المتقاعس والمتقاعد عن الجهاد في سبيل الله خيرا منه ، لماذا ؟ لأن هذا المتقاعس تارك فرض ولا شك ، ولكن ذاك الذي يجاهد في سبيل الله لم يقم بهذا الفرض بل اكتسب إثما ، لماذا ؟ لأنه لم يأتمر بقوله تعالى أو لم يتأدب بقوله تبارك وتعالى : (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) لا يشرك بجهاده أحدا في سبيل الله ، لا يجاهد ليقال فلان ترك بلده وذهب وتغرب من أجل ماذا ؟ من أجل أن يجاهد في أفغانستان ، كل هذه الأفكار والمعاني يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن ذهن المجاهدين في سبيل الله ، وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( قال رجل : يا رسول الله الرجل منا يقاتل حمية هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، قال : الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، قال : الرجل منا يقاتل عصبية هل هو في سبيل الله ؟ قال : لا ، قال: فمن في سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) فإذا المهم اليوم بالنسبة لكل أفراد المسلمين وبخاصة الدعاة منهم أن يخلصوا نواياهم وأن يحسنوا أخلاقهم ، ومن ذلك أن يعتادوا على الدعاء الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إياه بفعله حيث كان يقول : ( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي ) هكذا يجب أن ندعو الله عز وجل في خلواتنا وجلواتنا .
ما حكم المسح على القلنسوة .؟ وهل ثبت عن السلف المسح عليها .؟
الشيخ : نعم .
الحلبي : يقول السائل : هل صح عن عمر بن الخطاب وأنس بن مالك وأبي موسى الأشعري مسحهم على القلنسوة كما نقله ابن قدامة ، وإذا صح فهل يجوز المسح عليها .؟
الشيخ : لا أعلم إذا صح ذلك عنهم ، ورأيي أن السنة أثبتت المسح على العمامة ، أما المسح على القلنسوة فليس فيها نص عن الرسول عليه السلام من جهة ، ومن جهة أخرى ليس هناك حرج في أن يمسح الإنسان هكذا ويزيل العمامة من رأسه ، لكن الحطة هذه الغضاضة ربما يكون فيها شيء من الحرج ، ويجوز أن يمسح عليها أولا إتباعا للرسول عليه السلام ، وثانيا ملاحظة لهذا التعليل ، أما القلنسوة فلا سنة فيها ولا تعليل ناجح ، هذا رأيي .
الحلبي : يقول السائل : هل صح عن عمر بن الخطاب وأنس بن مالك وأبي موسى الأشعري مسحهم على القلنسوة كما نقله ابن قدامة ، وإذا صح فهل يجوز المسح عليها .؟
الشيخ : لا أعلم إذا صح ذلك عنهم ، ورأيي أن السنة أثبتت المسح على العمامة ، أما المسح على القلنسوة فليس فيها نص عن الرسول عليه السلام من جهة ، ومن جهة أخرى ليس هناك حرج في أن يمسح الإنسان هكذا ويزيل العمامة من رأسه ، لكن الحطة هذه الغضاضة ربما يكون فيها شيء من الحرج ، ويجوز أن يمسح عليها أولا إتباعا للرسول عليه السلام ، وثانيا ملاحظة لهذا التعليل ، أما القلنسوة فلا سنة فيها ولا تعليل ناجح ، هذا رأيي .
هل يجوز للمسلمبن أن يصلوا صلاة الجمعة بدون خطبة إذا غاب الإمام أم يصعد من لا يحسن ذلك .؟
الحلبي : يقول السائل : إذا غاب الخطيب في مسجد فهل يصلي المسلمون دون خطبة ، أم يصعد من لا يستطيع ذلك وربما وقع في الحرج الشديد .؟
الشيخ : أظن أن السؤال قائم على فهم خطأ ، وهو أن الخطبة لها شروط ، وأن الخطبة لا يستطيعها إلا رجل عالم مثقف ، الخطبة عبارة عن موعظة وتذكير كما قال رب العالمين : (( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع )) إلى آخر الآية ، فالمقصود بالخطبة هو تذكير الحاضرين بشيء ، فإذا افترضنا أن الخطيب خطيب مسجد ما لم يحضر لسبب ما ، وافترضنا أنه لا يوجد في هؤلاء الحاضرين ـ وهذه مصيبة كبرى ـ أن يصعد على المنبر ويذكرهم بآية من آيات الله في القرآن الكريم ، أو بحديث من أحاديث الرسول عليه السلام أو ينبههم على خطأ من الأخطاء التي يقع فيها الناس ، إذا لم يوجد فيهم واحد يقوم بهذا الواجب فقد سقط الواجب عن هؤلاء ، ألا وهو الخطبة ، لكن الصلاة ما سقطت عنهم ، فهم يصلون الجمعة ركعتين ، لكني أنا أتصور أن مشكلتنا هو ما أشرنا إليه آنفا البعد عن الهدي النبوي واتباعنا للتقاليد والمراسيم التي أصبحت جزءا من الدين ، وهي ليست من الدين في شيء ، فالخطبة هي موعظة وليس من الضروري أن الإنسان يحفظ عشرات الآيات وعشرات الأحاديث ، وليس من الضروري أن تكون الخطبة أطول من الصلاة ، الصلاة خمس دقائق والخطبة ربع ساعة أو ثلث ساعة وربما أكثر من ذلك ، لا ، إذا خطب دقيقتين ثلاثة وصلى الصلاة خمس دقائق جزاءه الله خيرا وهو فقيه ، فهلا يوجد في هذا المجتمع الذي جاء السؤال عليه لا يوجد إنسان يعظ الناس بموعظة في دقيقة أو دقيقتين ثم ينزل ويصلي بالناس ؟ إن لم يوجد ذلك فهذه مع الأسف يعني بشرى سوء ، ولكن الصلاة صلاة الجمعة لا تسقط عنهم ، فعليهم أن يصلوها وراء هذا الإمام ، وهذا الإمام يا ترى يحسن أن يصلي إماما بالناس أم لا ؟ أفترض أنه لابد أن يوجد ، هذا الإمام هو يخطب خطبة ، يجيب آية أو آيتين من سورة أو سورتين وكفى الله المؤمنين القتال ، فالأمر سهل ولا حرج ولا صعوبة فيه ، نعم .
السائل : بالنسبة لهذه الصورة حصلت في مسجدنا هنا في مخيم الزرقاء ، وأنا جئت متأخرا الإمام يحسن القراءة ، وهو يحفظ شيئا كثيرا من القرآن ، ولكنه لا يعرف أن يعظ الناس أو أن يشرح حديثا أو أن يفسر آية ، والذي يعرف صعد المنبر ولكنه وقع في حرج شديد حتى أنني يعني انزعجت من أجله لشدة حرجه .
الشيخ : يعني أشفقت عليه .
السائل : أي نعم أشفقت عليه ، السؤال أنه في مثل هذه الحالة وهو ربما يستطيع ولكنه يوقع نفسه في حرج شديد جدا ، في هذه الحالة هل يصعد المنبر ويتوكل على الله ويطلب من الله العون أو لا يصعد ويصلي بهم فقط الجمعة ؟ .
الشيخ : جوابي قال عليه السلام : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) شو كان خاتمة هذا الإنسان خطب أم لم يخطب ؟ .
وفيق : خطب .
الشيخ : خلاص ، نعم .
السائل : هل نفهم من ذلك أن الخطبة واجبة أو ركن ؟ .
الشيخ : لا واجبة ، واجبة طبعا لو كانت ركنا بطلت الصلاة .
الشيخ : أظن أن السؤال قائم على فهم خطأ ، وهو أن الخطبة لها شروط ، وأن الخطبة لا يستطيعها إلا رجل عالم مثقف ، الخطبة عبارة عن موعظة وتذكير كما قال رب العالمين : (( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع )) إلى آخر الآية ، فالمقصود بالخطبة هو تذكير الحاضرين بشيء ، فإذا افترضنا أن الخطيب خطيب مسجد ما لم يحضر لسبب ما ، وافترضنا أنه لا يوجد في هؤلاء الحاضرين ـ وهذه مصيبة كبرى ـ أن يصعد على المنبر ويذكرهم بآية من آيات الله في القرآن الكريم ، أو بحديث من أحاديث الرسول عليه السلام أو ينبههم على خطأ من الأخطاء التي يقع فيها الناس ، إذا لم يوجد فيهم واحد يقوم بهذا الواجب فقد سقط الواجب عن هؤلاء ، ألا وهو الخطبة ، لكن الصلاة ما سقطت عنهم ، فهم يصلون الجمعة ركعتين ، لكني أنا أتصور أن مشكلتنا هو ما أشرنا إليه آنفا البعد عن الهدي النبوي واتباعنا للتقاليد والمراسيم التي أصبحت جزءا من الدين ، وهي ليست من الدين في شيء ، فالخطبة هي موعظة وليس من الضروري أن الإنسان يحفظ عشرات الآيات وعشرات الأحاديث ، وليس من الضروري أن تكون الخطبة أطول من الصلاة ، الصلاة خمس دقائق والخطبة ربع ساعة أو ثلث ساعة وربما أكثر من ذلك ، لا ، إذا خطب دقيقتين ثلاثة وصلى الصلاة خمس دقائق جزاءه الله خيرا وهو فقيه ، فهلا يوجد في هذا المجتمع الذي جاء السؤال عليه لا يوجد إنسان يعظ الناس بموعظة في دقيقة أو دقيقتين ثم ينزل ويصلي بالناس ؟ إن لم يوجد ذلك فهذه مع الأسف يعني بشرى سوء ، ولكن الصلاة صلاة الجمعة لا تسقط عنهم ، فعليهم أن يصلوها وراء هذا الإمام ، وهذا الإمام يا ترى يحسن أن يصلي إماما بالناس أم لا ؟ أفترض أنه لابد أن يوجد ، هذا الإمام هو يخطب خطبة ، يجيب آية أو آيتين من سورة أو سورتين وكفى الله المؤمنين القتال ، فالأمر سهل ولا حرج ولا صعوبة فيه ، نعم .
السائل : بالنسبة لهذه الصورة حصلت في مسجدنا هنا في مخيم الزرقاء ، وأنا جئت متأخرا الإمام يحسن القراءة ، وهو يحفظ شيئا كثيرا من القرآن ، ولكنه لا يعرف أن يعظ الناس أو أن يشرح حديثا أو أن يفسر آية ، والذي يعرف صعد المنبر ولكنه وقع في حرج شديد حتى أنني يعني انزعجت من أجله لشدة حرجه .
الشيخ : يعني أشفقت عليه .
السائل : أي نعم أشفقت عليه ، السؤال أنه في مثل هذه الحالة وهو ربما يستطيع ولكنه يوقع نفسه في حرج شديد جدا ، في هذه الحالة هل يصعد المنبر ويتوكل على الله ويطلب من الله العون أو لا يصعد ويصلي بهم فقط الجمعة ؟ .
الشيخ : جوابي قال عليه السلام : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) شو كان خاتمة هذا الإنسان خطب أم لم يخطب ؟ .
وفيق : خطب .
الشيخ : خلاص ، نعم .
السائل : هل نفهم من ذلك أن الخطبة واجبة أو ركن ؟ .
الشيخ : لا واجبة ، واجبة طبعا لو كانت ركنا بطلت الصلاة .
7 - هل يجوز للمسلمبن أن يصلوا صلاة الجمعة بدون خطبة إذا غاب الإمام أم يصعد من لا يحسن ذلك .؟ أستمع حفظ
ما حكم الصلاة في المساجد التي تكثر فيها البدع .؟ و ما حكم الصلاة خلف المبتدع .؟
الحلبي : يقول السائل : ما هو حكم الصلاة في المساجد التي تكثر فيها البدع وبالتالي حكم الصلاة خلف الإمام المبتدع .؟
الشيخ : هذا أيضا سؤال يكثر كثيرا في هذه الآونة ، وهو وإن كان يبشر بخير من جهة ، ولكنه يبشر بشر من جهة أخرى ، يبشر بخير أن الحريصين على السنة الحمد لله أصبحوا يتكاثرون يوما بعد يوم ، وأنهم أصبحوا يتنبهون للبدع الكثيرة في المساجد وفي الأئمة والمؤذنين ونحو ذلك ، ولذلك فهم قد يتحرجون من الصلاة في هذه المساجد الممتلئة بالبدع ، ومن الاقتداء بهؤلاء الأئمة الذين يخالفون السنة في كثير من صلواتهم ، فهذا خير ، لكن إلى متى نستمر أيضا في مثل هذا السؤال ونحن نكرر دائما وأبدا شيئين اثنين :
الشيء الأول : ما يتعلق بالاقتداء بالإمام المبتدع ، لقد توارثنا خلفا عن سلف أن من السنة الصلاة وراء البر والفاجر ، هذه عقيدة تذكر في عقيدة أهل السنة والجماعة ، الصلاة وراء كل بر وفاجر ، خلافا للشيعة لأن الشيعة لا يرون الصلاة إلا ، لا أقول إلا وراء الشيعة ، لا ، الأمر أضل عندهم ، إلا وراء إمام معصوم ، إلا وراء إمام معصوم ، وهذا الإمام المعصوم بطبيعة الحال عندهم لا يكون إلا من الشيعة من أهل البيت ، فالسلف قعدوا لنا هذه القاعدة أن نصلي حتى وراء الفاجر ، لماذا ؟
لأنه جاء في أحاديث كثيرة تفيدنا بأن الصلاة وراء أئمة الجور والظلم جائزة ، من ذلك قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم : ( سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها فإذا أدركتموهم فصلوا أنتم الصلاة في وقتها ثم صلوها معهم ، فإنها تكون لكم نافلة ) وفي الحديث الآخر وهو أهم وأشمل وأعظم قال في الأئمة : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) شو عاد يهمه الإنسان يصلي وراء المبتدع ، يصلي على السنة أم يخالفها ، إن أصاب فله ولنا ، وإن أخطأ فعليه ولنا ، فنحن على كل حال كسبانين ، مثل المنشار على الطالع على النازل ، إن صلينا وراء إمام سني فلنا ، وإن صلينا وراء إمام بدعي فلنا ، لكن بدعته عليه ولا يلحقنا من إثمها شيء ، نكرر هذا دائما وأبدا بالنسبة للاقتداء بالأئمة هؤلاء ...
فهذه أيضا مسألة طالما كررناها ، وذكرنا أن المطلوب من كل مسلم أن يبتعد عملا عن الصلاة في المساجد المزخرفة والممتلئة بالبدع ، ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ) أصبحت المساجد اليوم نادرا ما تجد فيها مسجدا ليس فيه بدعة أو ليس فيه من الزخارف التي يتقربون زعموا بها إلى الله تبارك وتعالى ، لو كان هناك مساجد من النوعين لقلنا لا تصلوا في هذه المساجد التي فيها هذه الزخارف وفيها هذه البدع ، فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أنه دخل مسجدا ليصلي صلاة الظهر وإذا به يفاجئ بإنسان يقول بعد الأذان ، ينادي ويصيح ويقول : الصلاة الصلاة ، فقال لصاحبه : " اخرج بنا من هذا المسجد فإن فيه بدعة " نحن إذا أردنا أن نفعل فعل ابن عمر للزمنا البيوت للزمنا الدور ، لأنه لا يكاد مسجد إلا وفيه من الزخارف ، ويكفي هذه البسط السجاجيد وما فيها من صور ، أحيانا فيها صور محرمة ، إما أن تكون هذه الصورة محرمة فرس أو نحو ذلك أسد أو يكون صلبان أو ما شابه ذلك ، فلا يكاد مسجد إلا وفيه ما يلهي ، لكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، إذا دار الأمر بين أن نصلي فرادى في البيوت وبين أن نصلي في المساجد المزخرفة والتي يؤمها الأئمة المبتدعة فحينئذ ندفع الشر الأكبر بالشر الأصغر ، لاسيما أن هذا الشر الأكبر لسنا نحن يعني مكلفين فيه أو صادر منا ، وإنما يصدر من غيرنا ، إذا تأخرنا عن صلاة الجماعة فقد أثمنا وخالفنا قول ربنا : (( واركعوا مع الراكعين )) لأنه قال هذه الجملة بعد قوله : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) ليس هنا تكرار قال : وأقيموا الصلاة واركعوا مع الراكعين ، هذه ملاحظة يجب أن لا ننساها ، وأقيموا الصلاة واركعوا مع الراكعين ، ما النكتة ؟ (( أقيموا الصلاة )) أي أدوها أداء تاما (( واركعوا مع الراكعين )) أي مع جماعة المسلمين ، فنحن إذا تركنا صلاة الجماعة في هذه المساجد ، ونحن لسنا مسئولين عما فيها من زخارف ، وما فيها من إساءة الصلاة من بعض الأئمة فنحن لسنا مسئولين عن هذه الإساءة وتلك ، لكننا نكون مسئولين إذا صلينا في بيوتنا لمخالفتنا لقول ربنا : (( واركعوا مع الراكعين )) نعم .
الشيخ : هذا أيضا سؤال يكثر كثيرا في هذه الآونة ، وهو وإن كان يبشر بخير من جهة ، ولكنه يبشر بشر من جهة أخرى ، يبشر بخير أن الحريصين على السنة الحمد لله أصبحوا يتكاثرون يوما بعد يوم ، وأنهم أصبحوا يتنبهون للبدع الكثيرة في المساجد وفي الأئمة والمؤذنين ونحو ذلك ، ولذلك فهم قد يتحرجون من الصلاة في هذه المساجد الممتلئة بالبدع ، ومن الاقتداء بهؤلاء الأئمة الذين يخالفون السنة في كثير من صلواتهم ، فهذا خير ، لكن إلى متى نستمر أيضا في مثل هذا السؤال ونحن نكرر دائما وأبدا شيئين اثنين :
الشيء الأول : ما يتعلق بالاقتداء بالإمام المبتدع ، لقد توارثنا خلفا عن سلف أن من السنة الصلاة وراء البر والفاجر ، هذه عقيدة تذكر في عقيدة أهل السنة والجماعة ، الصلاة وراء كل بر وفاجر ، خلافا للشيعة لأن الشيعة لا يرون الصلاة إلا ، لا أقول إلا وراء الشيعة ، لا ، الأمر أضل عندهم ، إلا وراء إمام معصوم ، إلا وراء إمام معصوم ، وهذا الإمام المعصوم بطبيعة الحال عندهم لا يكون إلا من الشيعة من أهل البيت ، فالسلف قعدوا لنا هذه القاعدة أن نصلي حتى وراء الفاجر ، لماذا ؟
لأنه جاء في أحاديث كثيرة تفيدنا بأن الصلاة وراء أئمة الجور والظلم جائزة ، من ذلك قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم : ( سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها فإذا أدركتموهم فصلوا أنتم الصلاة في وقتها ثم صلوها معهم ، فإنها تكون لكم نافلة ) وفي الحديث الآخر وهو أهم وأشمل وأعظم قال في الأئمة : ( يصلون بكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) شو عاد يهمه الإنسان يصلي وراء المبتدع ، يصلي على السنة أم يخالفها ، إن أصاب فله ولنا ، وإن أخطأ فعليه ولنا ، فنحن على كل حال كسبانين ، مثل المنشار على الطالع على النازل ، إن صلينا وراء إمام سني فلنا ، وإن صلينا وراء إمام بدعي فلنا ، لكن بدعته عليه ولا يلحقنا من إثمها شيء ، نكرر هذا دائما وأبدا بالنسبة للاقتداء بالأئمة هؤلاء ...
فهذه أيضا مسألة طالما كررناها ، وذكرنا أن المطلوب من كل مسلم أن يبتعد عملا عن الصلاة في المساجد المزخرفة والممتلئة بالبدع ، ولكن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ) أصبحت المساجد اليوم نادرا ما تجد فيها مسجدا ليس فيه بدعة أو ليس فيه من الزخارف التي يتقربون زعموا بها إلى الله تبارك وتعالى ، لو كان هناك مساجد من النوعين لقلنا لا تصلوا في هذه المساجد التي فيها هذه الزخارف وفيها هذه البدع ، فقد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أنه دخل مسجدا ليصلي صلاة الظهر وإذا به يفاجئ بإنسان يقول بعد الأذان ، ينادي ويصيح ويقول : الصلاة الصلاة ، فقال لصاحبه : " اخرج بنا من هذا المسجد فإن فيه بدعة " نحن إذا أردنا أن نفعل فعل ابن عمر للزمنا البيوت للزمنا الدور ، لأنه لا يكاد مسجد إلا وفيه من الزخارف ، ويكفي هذه البسط السجاجيد وما فيها من صور ، أحيانا فيها صور محرمة ، إما أن تكون هذه الصورة محرمة فرس أو نحو ذلك أسد أو يكون صلبان أو ما شابه ذلك ، فلا يكاد مسجد إلا وفيه ما يلهي ، لكن حنانيك بعض الشر أهون من بعض ، إذا دار الأمر بين أن نصلي فرادى في البيوت وبين أن نصلي في المساجد المزخرفة والتي يؤمها الأئمة المبتدعة فحينئذ ندفع الشر الأكبر بالشر الأصغر ، لاسيما أن هذا الشر الأكبر لسنا نحن يعني مكلفين فيه أو صادر منا ، وإنما يصدر من غيرنا ، إذا تأخرنا عن صلاة الجماعة فقد أثمنا وخالفنا قول ربنا : (( واركعوا مع الراكعين )) لأنه قال هذه الجملة بعد قوله : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) ليس هنا تكرار قال : وأقيموا الصلاة واركعوا مع الراكعين ، هذه ملاحظة يجب أن لا ننساها ، وأقيموا الصلاة واركعوا مع الراكعين ، ما النكتة ؟ (( أقيموا الصلاة )) أي أدوها أداء تاما (( واركعوا مع الراكعين )) أي مع جماعة المسلمين ، فنحن إذا تركنا صلاة الجماعة في هذه المساجد ، ونحن لسنا مسئولين عما فيها من زخارف ، وما فيها من إساءة الصلاة من بعض الأئمة فنحن لسنا مسئولين عن هذه الإساءة وتلك ، لكننا نكون مسئولين إذا صلينا في بيوتنا لمخالفتنا لقول ربنا : (( واركعوا مع الراكعين )) نعم .
كيف يفعل الإمام الذي ينسى قراءة الفاتحة و يتذكرها في الركوع .؟
الحلبي : يقول السائل : إمام مسجد نسي قراءة الفاتحة في ركعة ولم يتذكر ذلك إلا راكعا ، كيف يتصرف هذا الإمام ؟ .
الشيخ : يلغي الركوع وينهض إلى القيام ويأتي بالفاتحة ثم يتابع الصلاة ، يلغي الركوع يقطع الركوع ، يقوم فورا ويقرأ الفاتحة ثم إن كان بعد منها يعني كانت الركعة الأولى أو الثانية يأتي بسورة أو بعض سورة ثم يركع ويتابع الصلاة .
السائل : والمأتمين شيخنا ؟ .
الشيخ : يفعلون فعله ، إنما جعل الإمام إلا ليأتم به ، نعم .
الشيخ : يلغي الركوع وينهض إلى القيام ويأتي بالفاتحة ثم يتابع الصلاة ، يلغي الركوع يقطع الركوع ، يقوم فورا ويقرأ الفاتحة ثم إن كان بعد منها يعني كانت الركعة الأولى أو الثانية يأتي بسورة أو بعض سورة ثم يركع ويتابع الصلاة .
السائل : والمأتمين شيخنا ؟ .
الشيخ : يفعلون فعله ، إنما جعل الإمام إلا ليأتم به ، نعم .
ما هو الجمع بين الحديثين : ( لا يقولن أحدكم لشجرة العنب كرم ) وحديث : ( لا يصومن أحدكم يوم السبت فإن لم يجد إلا عود كرم فليفطر عليه ) .؟
الحلبي : جاء في الحديث : ( لا تسموا العنب كرما فإنما الكرم الرجل المؤمن ) وفي حديث آخر : ( لا يصومن أحدكم يوم السبت فإن لم يجد إلا عود كرم أو لحاء شجرة فليفطر عليه ) فما هو الجمع بينهما .؟ .
الشيخ : الجمع بينهما سهل ، إذا صح ذكر لفظ الكرم في هذا الحديث ، وأنا لا أحفظه ، لكن هناك أحاديث فيها تسمية العنب بالكرم ، فالجواب على كل حال بأن النهي عن تسمية العنب كرما هو من باب قطع دابرة العقول التي كانت تخمرت بشرب الخمر ، قطع دابرة هذه العقول عن أن يكون لها صلة ولو بالألفاظ بتلك الشجرة التي منها تستخرج تلك المادة المحرمة بنص الكتاب والسنة ألا وهي الخمر ، فالرسول عليه السلام من باب تهذيب الألفاظ وتذكير القلوب بما لا يجوز قال : ( لا يسمين أحدكم العنب كرما فإنما الكرم ـ كما في رواية صحيحة ـ قلب الرجل المؤمن ) الكرم الذي هو نبات السخاء والكرم إنما هو قلب الرجل المؤمن ، وليست تلك الشجرة التي كان المدمنون لعصيرها الخمر يعتقدون ولا يزالون بأنها تطبع عاقرها وشاربها بخصال الكرم والجود ، ولذلك سموها قديما بالكرمة ، فنهى الرسول عليه السلام لهذه الحكمة أن يسمي الرجل المسلم العنب كرمة .
أما إذا صدر من الرسول عليه السلام تسمية العنب بالكرم فذلك له وجهان : الوجه الأول : إما أن يكون ذلك قبل نزول هذا الشرع ، لأننا نعلم أن الأحكام الشرعية وبخاصة ما كان منها من باب تهذيب الألفاظ فهذه لم تأت فجأة ، وإنما جاءت تدرجا كما ذكرنا آنفا في التعليق على قوله تعالى : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) أن الرسول عليه السلام استمر في العهد المكي يعلم الناس التوحيد ويدعوهم إليه ، في المدينة المنورة هناك كثرت الأحكام وبيانها ، ومن ذلك هذا الحديث : ( لا يسمين أحدكم العنب كرما ) إلى آخره ، فإذا كان الرسول عليه السلام سمى العنب كرما في بعض الأحاديث فذلك يحمل كما قلنا على محملين : المحمل الأول : أنه كان قبل أن يؤمر بنهي المسلمين أن يسموا العنب كرما .
والأمر الآخر : أنه يجوز له عليه السلام ما لا يجوز لعامة المسلمين ، وأنه يخصص من الأحكام ما لا يخصص به عامة المسلمين ، وهذا أمر بدهي جدا ، فإن الرسول عليه السلام إذا سمى العنب كرما لا يدور في ذهن أحد المسلمين أنه هو يسمي العنب كرما وهو يعني ذلك المعنى الجاهلي ، بينما أي مسلم آخر يمكن أن يظن فيه هذا الظن ، ولذلك نهاه أن يحوم حول الحمى ، كما قال عليه السلام : ( فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) هذا رأيي في جوابا عن السؤال السائل .
الحلبي : جزاكم الله خيرا .
السائل : في حديث النهي لفظه صريح : ( لا تسموا العنب كرم ) وفي حديث آخر في صحيح الجامع أيضا : ( فليفطر على عود كرم ) فهنا معنى الكرم يتبادر من سياق حديث النهي وحديث الجواز أنه أراد بالكرم هو العنب .؟
الشيخ : لاشك هذا أجبنا عنه بارك الله فيك ، أجبنا عنه آنفا ، فأنا قلت وأعيد فأقول ، وأنت على كل حال أرجعتنا إلى سند قوي ، قلت إنه إذا صح أن الرسول عليه السلام سمى العنب كرما ، فالجواب من ناحيتين ألم تمشي معنا .
السائل : في حديث الصيام لما سمى العنب كرما .
الشيخ : معليش يا أخي ما يهمنا ، الذي يهمنا أنه نحن قلنا كلاما عاما ، إذا ثبت أن الرسول عليه السلام سمى العنب كرما فالجواب من وجهين ، وأي حديث ثبت فيه لفظة الكرم ما هو الجواب ؟ أحد الجوابين المذكورين آنفا ، نعم .
الشيخ : الجمع بينهما سهل ، إذا صح ذكر لفظ الكرم في هذا الحديث ، وأنا لا أحفظه ، لكن هناك أحاديث فيها تسمية العنب بالكرم ، فالجواب على كل حال بأن النهي عن تسمية العنب كرما هو من باب قطع دابرة العقول التي كانت تخمرت بشرب الخمر ، قطع دابرة هذه العقول عن أن يكون لها صلة ولو بالألفاظ بتلك الشجرة التي منها تستخرج تلك المادة المحرمة بنص الكتاب والسنة ألا وهي الخمر ، فالرسول عليه السلام من باب تهذيب الألفاظ وتذكير القلوب بما لا يجوز قال : ( لا يسمين أحدكم العنب كرما فإنما الكرم ـ كما في رواية صحيحة ـ قلب الرجل المؤمن ) الكرم الذي هو نبات السخاء والكرم إنما هو قلب الرجل المؤمن ، وليست تلك الشجرة التي كان المدمنون لعصيرها الخمر يعتقدون ولا يزالون بأنها تطبع عاقرها وشاربها بخصال الكرم والجود ، ولذلك سموها قديما بالكرمة ، فنهى الرسول عليه السلام لهذه الحكمة أن يسمي الرجل المسلم العنب كرمة .
أما إذا صدر من الرسول عليه السلام تسمية العنب بالكرم فذلك له وجهان : الوجه الأول : إما أن يكون ذلك قبل نزول هذا الشرع ، لأننا نعلم أن الأحكام الشرعية وبخاصة ما كان منها من باب تهذيب الألفاظ فهذه لم تأت فجأة ، وإنما جاءت تدرجا كما ذكرنا آنفا في التعليق على قوله تعالى : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) أن الرسول عليه السلام استمر في العهد المكي يعلم الناس التوحيد ويدعوهم إليه ، في المدينة المنورة هناك كثرت الأحكام وبيانها ، ومن ذلك هذا الحديث : ( لا يسمين أحدكم العنب كرما ) إلى آخره ، فإذا كان الرسول عليه السلام سمى العنب كرما في بعض الأحاديث فذلك يحمل كما قلنا على محملين : المحمل الأول : أنه كان قبل أن يؤمر بنهي المسلمين أن يسموا العنب كرما .
والأمر الآخر : أنه يجوز له عليه السلام ما لا يجوز لعامة المسلمين ، وأنه يخصص من الأحكام ما لا يخصص به عامة المسلمين ، وهذا أمر بدهي جدا ، فإن الرسول عليه السلام إذا سمى العنب كرما لا يدور في ذهن أحد المسلمين أنه هو يسمي العنب كرما وهو يعني ذلك المعنى الجاهلي ، بينما أي مسلم آخر يمكن أن يظن فيه هذا الظن ، ولذلك نهاه أن يحوم حول الحمى ، كما قال عليه السلام : ( فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) هذا رأيي في جوابا عن السؤال السائل .
الحلبي : جزاكم الله خيرا .
السائل : في حديث النهي لفظه صريح : ( لا تسموا العنب كرم ) وفي حديث آخر في صحيح الجامع أيضا : ( فليفطر على عود كرم ) فهنا معنى الكرم يتبادر من سياق حديث النهي وحديث الجواز أنه أراد بالكرم هو العنب .؟
الشيخ : لاشك هذا أجبنا عنه بارك الله فيك ، أجبنا عنه آنفا ، فأنا قلت وأعيد فأقول ، وأنت على كل حال أرجعتنا إلى سند قوي ، قلت إنه إذا صح أن الرسول عليه السلام سمى العنب كرما ، فالجواب من ناحيتين ألم تمشي معنا .
السائل : في حديث الصيام لما سمى العنب كرما .
الشيخ : معليش يا أخي ما يهمنا ، الذي يهمنا أنه نحن قلنا كلاما عاما ، إذا ثبت أن الرسول عليه السلام سمى العنب كرما فالجواب من وجهين ، وأي حديث ثبت فيه لفظة الكرم ما هو الجواب ؟ أحد الجوابين المذكورين آنفا ، نعم .
10 - ما هو الجمع بين الحديثين : ( لا يقولن أحدكم لشجرة العنب كرم ) وحديث : ( لا يصومن أحدكم يوم السبت فإن لم يجد إلا عود كرم فليفطر عليه ) .؟ أستمع حفظ
هل يجوز للمرأة حضور الأعراس التي تحتوي على الغناء والتصفيق والرقص .
الحلبي : يقول السائل : هل يجوز للمرأة المشاركة في حفلات الأعراس التي تحتوي على الغناء والتصفيق والرقص وما شابه ذلك ؟ .
الشيخ : قال تعالى : (( فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) الذين يحتفلون احتفالات مخالفة للشريعة سواء كانوا من الرجال أو النساء ، فهؤلاء لا يجوز مجالستهم ولا شهود حفلاتهم ، لهذه الآية الكريمة ، ولما في مشاركتهم ومجالستهم من تأييد هذه المنكرات وإقرارها ، فلا يجوز للمسلم ولا للمسلمة أن تجلس في هذه المجالس ، نعم .
الشيخ : قال تعالى : (( فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) الذين يحتفلون احتفالات مخالفة للشريعة سواء كانوا من الرجال أو النساء ، فهؤلاء لا يجوز مجالستهم ولا شهود حفلاتهم ، لهذه الآية الكريمة ، ولما في مشاركتهم ومجالستهم من تأييد هذه المنكرات وإقرارها ، فلا يجوز للمسلم ولا للمسلمة أن تجلس في هذه المجالس ، نعم .
هل يستدل بحديث : ( كان يكبر في كل خفض و رفعٍ ) على أنه يكبر عند سجود التلاوة في الصلاة .؟
الحلبي : يقول السائل صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في كل خفض ورفع ، فهل يستدل بهذا الحديث على التكبير عند سجود التلاوة في الصلاة ؟ .
الشيخ : لا ، لأنه يقصد في كل خفض ورفع في الصلوات المعتادة ، وليس من العادة فيها تلاوة آية سجدة إلا نادرا ، فالنادر لا حكم له ، ولذلك وقد جاء في أحاديث عديدة أن الرسول عليه السلام كان يقرأ آية سجدة في الصلاة وكان يسجد لها ، ولم يأت في حديث ما ولو ضعيف السند أن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سجد سجدة التلاوة في الصلاة كبر وسجد ، فلا يدخل تكبير لسجدة التلاوة في الصلاة ضمن هذا الحديث الصحيح .
سائل آخر : ولا في حديث ضعيف ؟ .
الشيخ : إه لكن عفا الله عني وعنك ، شغلت عنا وشغلت أيضا معك غيرك ، أنت ما سمعت قلت : في الصلاة ولو في حديث ضعيف في الصلاة ...
الشيخ : لا ، لأنه يقصد في كل خفض ورفع في الصلوات المعتادة ، وليس من العادة فيها تلاوة آية سجدة إلا نادرا ، فالنادر لا حكم له ، ولذلك وقد جاء في أحاديث عديدة أن الرسول عليه السلام كان يقرأ آية سجدة في الصلاة وكان يسجد لها ، ولم يأت في حديث ما ولو ضعيف السند أن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سجد سجدة التلاوة في الصلاة كبر وسجد ، فلا يدخل تكبير لسجدة التلاوة في الصلاة ضمن هذا الحديث الصحيح .
سائل آخر : ولا في حديث ضعيف ؟ .
الشيخ : إه لكن عفا الله عني وعنك ، شغلت عنا وشغلت أيضا معك غيرك ، أنت ما سمعت قلت : في الصلاة ولو في حديث ضعيف في الصلاة ...
12 - هل يستدل بحديث : ( كان يكبر في كل خفض و رفعٍ ) على أنه يكبر عند سجود التلاوة في الصلاة .؟ أستمع حفظ
هل تأثم المرأة بلبس الحذاء الذي يحدث صوتاً عند المشي .؟
الحلبي : يقول السائل : هل تأثم المرأة بلباس الحذاء الذي يخرج صوتا عند المشي ؟.
الشيخ : وكيف لا ، إن الأحذية ذات الكعاب المحددة بالحديد أو ما يشبهه المعادن التي لها صدى في أثناء المشي هذا تطبق أو تحقيق لنص قرآني بأسلوب آخر ، قال تعالى : (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )) أصبح اليوم هذا النص القرآني يخالف ليس بطريقة الخلاخل المخفية ، وهي الخلائل تعرفونها أساور الساقين ، هذه الآية تطبق اليوم ليس بطريقة الخلاخل والضرب بالأرجل من النساء لتسميع صوت الخلاخل ، وإنما ضرب الأرجل لتسميع ضرب النعال ، وهذه النعال ذات الكعاب العالية والمحددة كما قلنا ، نحن نعلم أن الحديد لبعض الحيوانات ، لكن تطور الأمر وترقت المدنية الأوروبية الفاجرة فوضعوا الحديد لمن يسمونهم بالجنس اللطيف ، والحديد إنما يكون للدواب التي تحمل الأثقال ، أينعم ، فهذا الخلاصة لا يجوز وعلى المرأة أن تخفض نظرها ، وأن تكون مشيتها مشية فيها الخفض والخفت والأناة . وسبحان الله بعدنا جدا جدا عن الآداب الإسلامية ونحن نريد نزعم أننا نريد أن نحقق المجتمع الإسلامي ، يا جماعة إذا ما حققنا المجتمع الإسلامي في بيوتنا في حارتنا في قرانا ما راح نستطيع نحققها في مدننا وفي عواصمنا وفي دولنا .
السنة بهذه المناسبة أذكر والذكرى تنفع المؤمنين ، ونحن نساءنا ، نحن أعني الذين نزعم أننا نتمسك بالكتاب والسنة ، نساءنا اليوم بعيدات إلى حد كبير عن تطبيق السنة أي المنهج النبوي ، من ذلك المرأة في عهد الرسول عليه السلام علما بأن الطرق يومئذ لم تكن معبدة هذا التعبيد ، كانت تدع صدر الطريق للرجال ، وتمشي هي مع الجدار حتى ليكاد ثوبها وجلبابها يتعلق بالجدار ، لأن الجدر يومئذ ليست ملساء كجدرنا اليوم ما شاء الله ، وإنما عبارة عن طين وخشب ونحو ذلك ، فهي تأخذ حافة الطريق جانب الطريق ، اليوم المرأة ما شاء الله يعني ماذا أقول أشجع ، ما يجوز أن نقول أشجع ، اقول أقل حياء من الرجال ، فإنها تستلم صدر الطريق وتدخل بين الشباب والرجال ولا تبالي ، هذا ما يجوز ، يجب أن تأخذ جانب الطريق يمينا ويسارا ، هذه المرأة ذات الحياء التي ذكرتها السيدة عائشة ووصفت الأنصار بهذه الخصلة الحميدة ، الحياء خير كله ، الحياء من الإيمان ، قالت : " رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن حياءهن أن يتفقهن في الدين " كن ذات حشمة وذات حياء ووقار ، مع ذلك في الدين ما كان عندهم حياء ، اليوم طلق الحياء من صدور النساء إلا القليل منهن ، نسأل الله عزوجل أن يصلحنا ، وأن يصلح نساءنا وأولادنا ، ويلهمنا رشدنا ، وبهذا القدر كفاية ، ونقوم إلى الصلاة ، صلاة العشاء إن شاء الله ، والحمد لله رب العالمين ، فإذا كان هناك من يريد أن يستعد فليستعد للصلاة .
الشيخ : وكيف لا ، إن الأحذية ذات الكعاب المحددة بالحديد أو ما يشبهه المعادن التي لها صدى في أثناء المشي هذا تطبق أو تحقيق لنص قرآني بأسلوب آخر ، قال تعالى : (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )) أصبح اليوم هذا النص القرآني يخالف ليس بطريقة الخلاخل المخفية ، وهي الخلائل تعرفونها أساور الساقين ، هذه الآية تطبق اليوم ليس بطريقة الخلاخل والضرب بالأرجل من النساء لتسميع صوت الخلاخل ، وإنما ضرب الأرجل لتسميع ضرب النعال ، وهذه النعال ذات الكعاب العالية والمحددة كما قلنا ، نحن نعلم أن الحديد لبعض الحيوانات ، لكن تطور الأمر وترقت المدنية الأوروبية الفاجرة فوضعوا الحديد لمن يسمونهم بالجنس اللطيف ، والحديد إنما يكون للدواب التي تحمل الأثقال ، أينعم ، فهذا الخلاصة لا يجوز وعلى المرأة أن تخفض نظرها ، وأن تكون مشيتها مشية فيها الخفض والخفت والأناة . وسبحان الله بعدنا جدا جدا عن الآداب الإسلامية ونحن نريد نزعم أننا نريد أن نحقق المجتمع الإسلامي ، يا جماعة إذا ما حققنا المجتمع الإسلامي في بيوتنا في حارتنا في قرانا ما راح نستطيع نحققها في مدننا وفي عواصمنا وفي دولنا .
السنة بهذه المناسبة أذكر والذكرى تنفع المؤمنين ، ونحن نساءنا ، نحن أعني الذين نزعم أننا نتمسك بالكتاب والسنة ، نساءنا اليوم بعيدات إلى حد كبير عن تطبيق السنة أي المنهج النبوي ، من ذلك المرأة في عهد الرسول عليه السلام علما بأن الطرق يومئذ لم تكن معبدة هذا التعبيد ، كانت تدع صدر الطريق للرجال ، وتمشي هي مع الجدار حتى ليكاد ثوبها وجلبابها يتعلق بالجدار ، لأن الجدر يومئذ ليست ملساء كجدرنا اليوم ما شاء الله ، وإنما عبارة عن طين وخشب ونحو ذلك ، فهي تأخذ حافة الطريق جانب الطريق ، اليوم المرأة ما شاء الله يعني ماذا أقول أشجع ، ما يجوز أن نقول أشجع ، اقول أقل حياء من الرجال ، فإنها تستلم صدر الطريق وتدخل بين الشباب والرجال ولا تبالي ، هذا ما يجوز ، يجب أن تأخذ جانب الطريق يمينا ويسارا ، هذه المرأة ذات الحياء التي ذكرتها السيدة عائشة ووصفت الأنصار بهذه الخصلة الحميدة ، الحياء خير كله ، الحياء من الإيمان ، قالت : " رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن حياءهن أن يتفقهن في الدين " كن ذات حشمة وذات حياء ووقار ، مع ذلك في الدين ما كان عندهم حياء ، اليوم طلق الحياء من صدور النساء إلا القليل منهن ، نسأل الله عزوجل أن يصلحنا ، وأن يصلح نساءنا وأولادنا ، ويلهمنا رشدنا ، وبهذا القدر كفاية ، ونقوم إلى الصلاة ، صلاة العشاء إن شاء الله ، والحمد لله رب العالمين ، فإذا كان هناك من يريد أن يستعد فليستعد للصلاة .
رجل يعمل بشركة يقتطع من راتبه كل شهر عشرة بالمئة ، تقوم الشركة بتشغيل هذا المال المقتطع ، ولا يعلم فيما استعمل هذا المال ، ثم تعود الفائدة على العامل ، فماذا يفعل بهذه الفائدة .؟
السائل : سؤال كالآتي : نحن في شركة مصفاة البترول ، الشركة واضعة صندوق اسمه صندوق الادخار ، هذا الاشتراك طبعا يخصم منه كل شهر ... بالمبلغ والشركة تضع مقابله ، تشغل هذا الصندوق على مدار العام ، نحن لا نعرف بالضبط كيف يشغلونه ، يذكروا أنه فيه شيء يذهب بالأسهم وشيء يذهب قرضا للبنوك مثل هيك ، تأتينا الأرباح آخر السنة 15/1 تأتي أرباحه ، في نسبة هم يقولوا عنها حلال وفي نسبة حرام ، نسبة الحرام قد الحلال على ثلاث مرات ، نحن مجبورين مرغمين على الخصم ، وتشغيل الأموال بطريقتهم الخاصة ، مثل ما ذكرنا فيه أسهم فيه قروض ... الأرباح هذه نحن نريد نكون صادقين النية معك ، أنا واحد من الموظفين ، فأنا أوزع هذا المبلغ وما أخذه ، سألنا شيوخ قالوا أنت لازم تمسك هذه الفلوس ولا تروح توزعها على إنسان قريب لك تعرفه لأنك سوف تطعمه حرام ، طيب ماذا نعمل الآن .؟ تروح أنت إلى أحد الشوارع في عمان أو الزرقاء في الليل بشرط أن لا يراك أحد وصدق المصاري ، طيب من الذي سيأخذها ؟ لنفترض أن الذي جاء وأخذ هذا المال واحد حشاش واحد سكرجي ...
الشيخ : على كل حال بارك الله فيك نحن فهمنا السؤال ، والجواب بعد الاستيضاح ، كل موظف في هذه الشركة يعرف كل ما يخصم منه من راتبه كل شهر أم لا يعرف ؟ .
السائل : لا ، يعرف لأنه في خصم عشرة بالمائة .
الشيخ : نعم ، ويعرف كم يضاف من الشركة ؟ .
السائل : نعم مقابله عشرة بالمائة .
الشيخ : مقابله عشرة بالمائة ، مثلا إذا كان واحد معاشه بالشهر مائة دينار فيطلع له بالشهر مائة وعشرين .
السائل : يخصم من معاشه من المائة عشرة وتحط أيضا مقابلهم عشرة .
الشيخ : إذا نفترض أنه يطلع له من المائة عشرة ؟ .
السائل : مش يطلع له سيدي ...
الشيخ : بعد ما خصموا ، أنا بدي أفهم ، لأنك أنت بدك تعيد كلامك طول بالك ، أنا بدي أفهم الآن ، كلامك أنت واضح ، لكن أنا أريد أن أستوضح ، الموظف الذي يأخذ مائة ...
السائل : لنفترض أنه يأخذ خمسين مئة أو ألف المهم الشركة تحط له.
الشيخ : يا أخي أنت خلص ، دورك في الكلام خلص ، جاء دوري الآن ، أنت بتقول أنهم يخصموا من المعاش خمسة صح ؟ .
السائل : عشرة .
الشيخ : عشرة أم خمسة ؟ .
السائل : عشرة .
الشيخ : ويضيفون من عندهم عشرة ، إذا أنا راح أصحح المثال ، هذا له شهريا مائة وعشرة كويس ، خصموا عشرة كم بقي ؟ مائة ، ضموا على العشرة عشرة أخرى كم صار ؟ .
السائل : عشرين .
الشيخ : عشرين ، هو في آخر الشهر سيأخذ على الطريقة هذه مائة وعشرين صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : لكن فهمنا من كلامك أن هذه العشرين يشغلوهم ، وأنت ما بتعرف كيف يشغلوهم ، أنت فصلت في الكلام ، الآن جوابي لك : هب أنك أنت الرجل الذي لك مائة وعشرة خصموا عشرة أضافوا عشرة في آخر الشهر أنت بطلع لك مائة وعشرين ، لكن كم أعطوك هم ؟ مائة وأربعين ، هذه العشرين الثانية من أين جاءت ؟ أنت ما تعرف كذلك قلت ، وأنا بدي أتعلم منك ، أنت الآن معي أم مش معي لأنك تشتغل بالورق ، أنا فهمت منك وبقي عليك أن تفهم مني ، لأن الجماعة ينتظروا ونريد الصلاة ونحن كمان بدنا نمشي . الآن معاشك مائة وعشرة خصموا العشرة وأضافوا عشرة ، أصبح المجموع عشرين ، فأنت في آخر الشهر يطلع لك مائة وعشرين ، لكن الواقع يعطوك مائة وثلاثين مائة وأربعين إلى آخره ، هذه الزيادة على العشرين في مثالنا ما تعرف أنت من أين جاءت صح ؟ .
السائل : نعم ، نعم .
الشيخ : يعني أنا فاهم عليك إلى هنا ، جزائي الآن أن تفهم علي مثل ما فهمت عليك ، كويس ... أرجع أقول لك أنت في مثالنا تأخذ مائة وعشرين ، إذا طلع لك مائة وثلاثين أو أربعين أو أقل ، الزائد على المائة وعشرين تأخذها ما ترميها بالطريق كما قيل لك ، وإنما تصرفها في المرافق العامة ، ما هي المرافق العامة ؟
يعني في أمر فيه مصلحة لعامة المسلمين ليس لفرد من أفراد المسلمين ولو كان فقيرا مثلا ، مكان محله لا يوجد بها ماء فتسحب سبيل ، سبيل للجيران لأصحاب المحلات ، ينتفع منه الجمهور وليس ينتفع منه شخص واحد ، طريق وعر طين ما تجي البلدية أو لأمانة كما تقولون إلى آخره ، فتعبدها ، تصرف هذه الأموال التي تتجمع عندك من هذه الطريقة على تعبيد هذه الأرض ، من أجل امرأة من أجل ولد إلى آخره ، أو جسر ، أمثلة كثيرة وكثيرة جدا تدخل في باب المرافق العامة ، وغير هيك ما في جواب ، أنت ما بحل لك تأخذ إلا الذي خصموا من مالك من معاشك ، والذي هم أضافوه لك ، أما الذي ربحوه بسبب التشغيل بالمئة عشرة وعشرة ، هذا لا يجوز أنك تأخذه ، إذا أخذته ولابد أن تأخذه أحسن من أن يبقى عندهم تصرفه في المرافق العامة وبس ، والسلام عليكم .
وفيق : قرضا جر نفعا أعتبره .
الشيخ : هذا ليس قرض يا أخي ، هذا مفروض عليه فرض .
السائل : بالنسبة للعشرة يلي دفعوها وخصموها منه ما هو حكمها ؟ .
الشيخ : الله إذا أعطاك معاش وأنت جالس ، شو تقول ؟ .
السائل : الدولة خصمت عليه عشرة دنانير ودفعوا له في المقابل عشرة دنانير ...
الشيخ : أنا فاهم الدولة إذا أعطتك معاش وأنت جالس ، شو تقول ؟ .
وفيق : أقول جزاها الله خيرا .
السائل : في مقابل .
الشيخ : طيب إذا كان في مقابل أحسن أم بدون مقابل ، شو المقابل .؟ .
السائل : المقابل أنه هم أخذوا منه عشر دنانير ، بناء على ذلك أعطوه عشر دنانير .
الشيخ : يا أخي العشرة هو دفعها ؟ .
السائل : هم خصموها منه .
وفيق : هم يخصموها منه رغما عنه العشرة الأولى ، فلماذا يرضى بالعشرة الثانية .؟ .
الشيخ : لأنها منحة من الدولة .
وفيق : لماذا يعتبرها منحة ؟ .
الشيخ : ...
السائل : ... الربح جزؤه حلال وجزؤه حرام ، فيعطيك شيك بمبلغ بسيط هذا اسمه حلال ، وشيك بالأرباح الكبيرة هذا اسمه حرام .
الشيخ : نحن جاوبنا عن سؤالك .
السائل : في هذه الحالة الحرام موزع .
الشيخ : لا ليس الحلال والحرام توزعه ، يعني الآن هذا التفضيل حجة عليكم المسألة واضحة .
وفيق : في زعمهم أنه حلال ، هم ليسوا من أهل الاختصاص .
الشيخ : بزعم القابضين .
وفيق : ما يعرفوا يسألون . بس العشرة الثانية شيخنا .
السائل : ... علي فلوس لإنسان ستين دينار ، فهل يجوز لي أن أعتبرهم زكاة من أمواله ؟ فأنا جئت عند أبي ليلى وقال لك في واحد يريد يسألك سؤالا ، فأنت قلت خلي الجواب بعد العشاء ...
الشيخ : طيب شو بدك مني مادام أخذت الجواب ... ؟
الآن أقيمت الصلاة ، الشيخ الألباني رحمه الله يؤم المصلين في الصلاة .
الشيخ : على كل حال بارك الله فيك نحن فهمنا السؤال ، والجواب بعد الاستيضاح ، كل موظف في هذه الشركة يعرف كل ما يخصم منه من راتبه كل شهر أم لا يعرف ؟ .
السائل : لا ، يعرف لأنه في خصم عشرة بالمائة .
الشيخ : نعم ، ويعرف كم يضاف من الشركة ؟ .
السائل : نعم مقابله عشرة بالمائة .
الشيخ : مقابله عشرة بالمائة ، مثلا إذا كان واحد معاشه بالشهر مائة دينار فيطلع له بالشهر مائة وعشرين .
السائل : يخصم من معاشه من المائة عشرة وتحط أيضا مقابلهم عشرة .
الشيخ : إذا نفترض أنه يطلع له من المائة عشرة ؟ .
السائل : مش يطلع له سيدي ...
الشيخ : بعد ما خصموا ، أنا بدي أفهم ، لأنك أنت بدك تعيد كلامك طول بالك ، أنا بدي أفهم الآن ، كلامك أنت واضح ، لكن أنا أريد أن أستوضح ، الموظف الذي يأخذ مائة ...
السائل : لنفترض أنه يأخذ خمسين مئة أو ألف المهم الشركة تحط له.
الشيخ : يا أخي أنت خلص ، دورك في الكلام خلص ، جاء دوري الآن ، أنت بتقول أنهم يخصموا من المعاش خمسة صح ؟ .
السائل : عشرة .
الشيخ : عشرة أم خمسة ؟ .
السائل : عشرة .
الشيخ : ويضيفون من عندهم عشرة ، إذا أنا راح أصحح المثال ، هذا له شهريا مائة وعشرة كويس ، خصموا عشرة كم بقي ؟ مائة ، ضموا على العشرة عشرة أخرى كم صار ؟ .
السائل : عشرين .
الشيخ : عشرين ، هو في آخر الشهر سيأخذ على الطريقة هذه مائة وعشرين صح ؟
السائل : نعم .
الشيخ : لكن فهمنا من كلامك أن هذه العشرين يشغلوهم ، وأنت ما بتعرف كيف يشغلوهم ، أنت فصلت في الكلام ، الآن جوابي لك : هب أنك أنت الرجل الذي لك مائة وعشرة خصموا عشرة أضافوا عشرة في آخر الشهر أنت بطلع لك مائة وعشرين ، لكن كم أعطوك هم ؟ مائة وأربعين ، هذه العشرين الثانية من أين جاءت ؟ أنت ما تعرف كذلك قلت ، وأنا بدي أتعلم منك ، أنت الآن معي أم مش معي لأنك تشتغل بالورق ، أنا فهمت منك وبقي عليك أن تفهم مني ، لأن الجماعة ينتظروا ونريد الصلاة ونحن كمان بدنا نمشي . الآن معاشك مائة وعشرة خصموا العشرة وأضافوا عشرة ، أصبح المجموع عشرين ، فأنت في آخر الشهر يطلع لك مائة وعشرين ، لكن الواقع يعطوك مائة وثلاثين مائة وأربعين إلى آخره ، هذه الزيادة على العشرين في مثالنا ما تعرف أنت من أين جاءت صح ؟ .
السائل : نعم ، نعم .
الشيخ : يعني أنا فاهم عليك إلى هنا ، جزائي الآن أن تفهم علي مثل ما فهمت عليك ، كويس ... أرجع أقول لك أنت في مثالنا تأخذ مائة وعشرين ، إذا طلع لك مائة وثلاثين أو أربعين أو أقل ، الزائد على المائة وعشرين تأخذها ما ترميها بالطريق كما قيل لك ، وإنما تصرفها في المرافق العامة ، ما هي المرافق العامة ؟
يعني في أمر فيه مصلحة لعامة المسلمين ليس لفرد من أفراد المسلمين ولو كان فقيرا مثلا ، مكان محله لا يوجد بها ماء فتسحب سبيل ، سبيل للجيران لأصحاب المحلات ، ينتفع منه الجمهور وليس ينتفع منه شخص واحد ، طريق وعر طين ما تجي البلدية أو لأمانة كما تقولون إلى آخره ، فتعبدها ، تصرف هذه الأموال التي تتجمع عندك من هذه الطريقة على تعبيد هذه الأرض ، من أجل امرأة من أجل ولد إلى آخره ، أو جسر ، أمثلة كثيرة وكثيرة جدا تدخل في باب المرافق العامة ، وغير هيك ما في جواب ، أنت ما بحل لك تأخذ إلا الذي خصموا من مالك من معاشك ، والذي هم أضافوه لك ، أما الذي ربحوه بسبب التشغيل بالمئة عشرة وعشرة ، هذا لا يجوز أنك تأخذه ، إذا أخذته ولابد أن تأخذه أحسن من أن يبقى عندهم تصرفه في المرافق العامة وبس ، والسلام عليكم .
وفيق : قرضا جر نفعا أعتبره .
الشيخ : هذا ليس قرض يا أخي ، هذا مفروض عليه فرض .
السائل : بالنسبة للعشرة يلي دفعوها وخصموها منه ما هو حكمها ؟ .
الشيخ : الله إذا أعطاك معاش وأنت جالس ، شو تقول ؟ .
السائل : الدولة خصمت عليه عشرة دنانير ودفعوا له في المقابل عشرة دنانير ...
الشيخ : أنا فاهم الدولة إذا أعطتك معاش وأنت جالس ، شو تقول ؟ .
وفيق : أقول جزاها الله خيرا .
السائل : في مقابل .
الشيخ : طيب إذا كان في مقابل أحسن أم بدون مقابل ، شو المقابل .؟ .
السائل : المقابل أنه هم أخذوا منه عشر دنانير ، بناء على ذلك أعطوه عشر دنانير .
الشيخ : يا أخي العشرة هو دفعها ؟ .
السائل : هم خصموها منه .
وفيق : هم يخصموها منه رغما عنه العشرة الأولى ، فلماذا يرضى بالعشرة الثانية .؟ .
الشيخ : لأنها منحة من الدولة .
وفيق : لماذا يعتبرها منحة ؟ .
الشيخ : ...
السائل : ... الربح جزؤه حلال وجزؤه حرام ، فيعطيك شيك بمبلغ بسيط هذا اسمه حلال ، وشيك بالأرباح الكبيرة هذا اسمه حرام .
الشيخ : نحن جاوبنا عن سؤالك .
السائل : في هذه الحالة الحرام موزع .
الشيخ : لا ليس الحلال والحرام توزعه ، يعني الآن هذا التفضيل حجة عليكم المسألة واضحة .
وفيق : في زعمهم أنه حلال ، هم ليسوا من أهل الاختصاص .
الشيخ : بزعم القابضين .
وفيق : ما يعرفوا يسألون . بس العشرة الثانية شيخنا .
السائل : ... علي فلوس لإنسان ستين دينار ، فهل يجوز لي أن أعتبرهم زكاة من أمواله ؟ فأنا جئت عند أبي ليلى وقال لك في واحد يريد يسألك سؤالا ، فأنت قلت خلي الجواب بعد العشاء ...
الشيخ : طيب شو بدك مني مادام أخذت الجواب ... ؟
الآن أقيمت الصلاة ، الشيخ الألباني رحمه الله يؤم المصلين في الصلاة .
اضيفت في - 2004-08-16