هل من مانع أن تحتجب المرأة وتلتزم بالزي الإسلامي المطلوب وتواصل دراستها في الجامعة المختلطة ؟
أما بعد:
فإن مجلة الاستجابة السلفية
قد هيأت لقاء مع فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فبعون الله سبحانه وتعالى فنبدأ بالسؤال الأول:
فضيلة الشيخ في جميع الجامعات السودانية اختلاط بين الجنسين الطلبة والطالبات وبتوسع الدعوة السلفية ولله الحمد ودخولها في الجامعات والمعاهد العليا توسع، فبتوسع الدعوة دخلت طالبات الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، لكنَّ المشكلة التي تواجههن مشكلة الاختلاط في الجامعات، فهل من مانع أن تحتجب المرأة وتتزيا بالزي الإسلامي المطلوب ثم تواصل دراستها والحالة هذه ؟
الشيخ : لا أرى ذلك جائزاً، لأنكم تعلمون أن الإسلام من كماله في تشريعاته أنه يضع السدود والعراقيل بين المسلمين وبين المحرمات هذا ما يسمى عند العلماء: " باب سد الذرائع "، فمثل هذا الباب عليه شواهد كثيرة وكثيرة جداً معروفة لدى أهل العلم، مثل ما جاء في القرآن الكريم من النهي عن سب المسلمين للمشركين خشية أن يعود هؤلاء المشركون فيسبوا الله بغير علم، علماً أن سب المشركين أمر جائز في الإسلام.
وكذلك مثلاً نذكر مثلين آخرين من السنة: قوله عليه السلام: ( إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل أباه، قالوا: يا رسول الله وكيف يسب الرجل أباه؟ قال: يسبُّ الرجلُ أبا الرجل فيسبّ الرجل أباه )، يعني يسب الرجلُ رجلاً في أبيه فيعود هذا فيدفع عن نفسه فيسب بدوره أبا الساب الأول فنهى عن هذا الباب سد ذريعة ألا يسب أبوه بسببه هو
والمثال الثاني من السنة والثالث من الأمثلة: قوله عليه الصلاة والسلام الثابت في الصحيح: ( كتب على ابن آدم حظه من الزنا وهو مدركه لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش ) هذا رواية الصحيح، وفي رواية في مسند أحمد فيها عبد الله بن لهيعة وهو كأنه رواه بالمعنى قال: ( واليد تزني وزناها اللمس، والرجل تزني وزناها المشي، والفرج يصدق لك كله أو يكذبه ) فحرم الشارع الحكيم على لسان نبيّه الكريم هذه النَّظرات، وهذه الاستماعات، وتلك اللَّمسات، وتلك الخطوات خشية أن تؤدي إلى العاقبة الوخيمة ألا وهي الزنا، فهذه الأشياء محرمة من باب سد الذريعة، ولقد أحسن شوقي مصر حينما اقتبس من هذا الحديث شعراً مشهور:
" نظرةٌ فابتسامة فسلام *** فكلام فموعدٌ فلقاءٌ "
هذا من الأحاديث أو النصوص القولية من كتاب الله أو من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ثم نجد في السنة العملية شيئاً من التطويق يحول الرسول عليه السلام بذاك التطويق بين المسلمين وأن يقعوا فيما حرم الله عليهم
لقد روى الإمام البخاري في صحيحه من حديث أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سلم من الصلاة يمكث في مكانه قليل، فكُنا نُرى ) وهنا كلام المحدثين، رجح الحافظ ابن حجر فيما أذكره أن هذا القول ليس من تمام حديث أم سلمة وإنما هو مدرج في حديثها وهو من قول أحد الرواة ولعله الزهري قال: " فكنا نُرى -أي: نظن- أن ذلك إنما كان مِنه عليه الصلاة والسلام ليقوم النساء وينصرفن من المسجد قبل الرجال حتى لا يختلط الرجال بالنساء عند الخروج من المسجد " هذا فعل منه عليه السلام تحقيق وتطبيق لما سبق من البيان من أقواله عليه السلام وكذلك في الآية القرآنية.
ومن هذا القبيل أيضاً تنظيم تسوية الصفوف في المسجد بحيث جعل صف النساء متأخر أفضل من الصف المتقدم خلاف صفوف الرجال، كل ذلك لتبتعد المرأة عن التقارب مع الرجال مع صف الرجال في أقدس مكان على وجه الأرض
وقد سئل الرسول عليه السلام كما تعلمون عن خير البقاع وشر البقاع فأجاب بأن ( خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق )، وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتخذ هذه الوسيلة وهذه الذريعة وهذا الفصل بين الرجال والنساء في أقدس مكان، فماذا نقول في الأماكن الأخرى لاسيما إذا كانت هذه الأماكن لم يقم القائمون عليها على تنفيذ أحكام الله وشريعته كهذه الجامعات التي تسألون عنها، وإذا وقع ما يأتي في خير بقاع الأرض وهو المسجد بصورة عامة كما علمتم وخير بقاع الأرض كلها بعد مكة ألا وهو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا وقع فيه ما يأتي فماذا نقول عما قد يقع من الأماكن الأخرى التي منها الجامعات القائمة اليوم؟!
لقد جاء في سنن الترمذي في تفسير قوله تعالى: ( (( ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين )) أن هذه الآية نزلت أن رجلاً كان يتقصد الصلاة في آخر صفوف الرجال، وكانت امرأة تصلي -لا أقول تتقصد- تصلي في الصف الأول فكان ذاك الرجل إذا سجد نظر هكذا تحت إبطه إلى تلك المرأة )، فكان يتعمد الصلاة في الصف الأخير ليتمكن من أن يلقي نظرته إلى تلك المرأة، فقال تعالى منزلاً هذه الآية تأديباً وتحذيراً (( ولقد علمنا المستقدمين منكم )) في الصفوف الأُول، (( ولقد علمنا المستأخرين ))
هذا كله تشريع من الرسول عليه السلام قولاً وفعلاً وحيلولة أن يتدخل الشيطان بين النساء وبين الرجال، فإذا كنتم ترون أن هذه الوسائل التي ذكرناها شرعها اللهُ على لسان نبيه وعلى فعله لكي لا يختلط النساء والرجال بخير البقاع كما ذكرنا، يتبين لنا حينذاك جلياً أنه لا يجوز الاختلاط في هذه الجامعات حتى لو كانت جامعة إسلامية، أي تدرس الإسلام كتاباً وسنة، فلابد والحالة هذه أن يكون التدريس منفصلاً، الرجال لهم صفوفهم ولهم غرفهم والنساء كذلك لهن كذلك.
لهذا أنا أنصح المسلمات الفتيات والطالبات اللاتي استجبن والحمد لله لدعوتكم أن يتحاشين الدراسة في هذه الجامعات لأن الشر الذي قد يُصبن به يكون أكثر من الخير إن وجدن خيراً في الدراسة في هذه الجامعات.
السائل : أحسنت يا شيخ لكن ... إن شاء الله.
1 - هل من مانع أن تحتجب المرأة وتلتزم بالزي الإسلامي المطلوب وتواصل دراستها في الجامعة المختلطة ؟ أستمع حفظ
هل من باب المصلحة نتجوّز وتدرس المرأة في الجامعة المختلطة لكن بضوابط معينة ؟
الشيخ : نعم
السائل : صحيح الاختلاط حرام ولكن المصلحة الإسلامية تقتضي ذلك لأننا الآن والحمد لله نسعى لإقامة دولة إسلامية فنحتاج إلى كوادر إلى معلمات إلى طبيبات إلى نساء يعملن في وظائف تتعلق بالنساء.
الشيخ : نعم.
السائل : فهل من باب المصلحة يعني نتجوّز وتدرس المرأة في الجامعة لكن بضوابط معينة؟
مثلاً من الضوابط التي يراها بعض الإخوان أنها تخرج من بيتها ومعها إما محرمها أو أن تكون محتجبة ومعها بعض النساء، ثم تجلس في الدرجات الأخيرة من القاعة، خلف القاعة ولا يكون وراءهن أحد من الرجال، فإذا انتهت المحاضرة أخذت نفسها ثم خرجت.
الشيخ : طيب ما في فسحة ... ؟
السائل : إذا كان هنالك فسحة يعني أنهن يمكثن إما في القاعة أو يخرجن إلى مكان آخر، يعني ليس هنالك اختلاط وتزاحم بين الرجال والنساء.
الشيخ : طيب نسأل سؤالًا: الدخول إلى غرفة التدريس، يُسمى عندنا في سوريا بالصف هل له بابان أم باب واحد ؟
السائل : يختلف مِن قاعة لقاعة.
الشيخ : يعني في كثير من الغرف لها باب واحد.
السائل : نعم.
الشيخ : فإذن سيدخل من هذا الباب النساء والرجال ؟
السائل : نعم.
الشيخ : طيب فكيف الضمان في هذا؟
وهذا يُذكرني بشيء آخر سبحان الله خطر في بالي آنفاً، لما تجمعت الأفكار والأمثلة في ذهني خطر في جملة ما خطر في بالي مثال فأنسيته وما أنسانيه إلا الشيطان، أنت لما أحوجتني أن أسألك أنه الصف له مدخل واحد باب واحد وإلا أكثر من باب تذكرتُ ذلك المثال الذي أُنسيته.
لقد جاء في سنن أبي داوود بالسند الصحيح عن نافع عن ابن عمر: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل يوماً من باب من أبواب المسجد ) لا يزالُ يُعرف حتى اليوم بباب النساء، ( دخل الرسول عليه السلام من هذا الباب ومعه ابن عمر، فقال حاضّاً لو تركنا هذا الباب للنساء )، لو تركنا هذا الباب للنساء، قال نافع: " فما دخل عبد الله بن عمر المسجد من هذا الباب حتى مات "، هذا لا يُتخذ في مثل هذه الجامعة إطلاقاً، ولا يمكن فرضه، ما ذكرته آنفاً يتعلق بفتاة بشخصها ممكن ضمان هذا أن لا تخرج لوحدها مثلاً، لكن الواقع تنظيم بنيان الجامعة لم يلاحظ فيه أبداً هذه السدود وهذه الدوائر التي وضعها الشارع الحكيم
ولذلك مهما احتيط في الأمر فيبدو أن الاختلاط أمر واقع لا مناص منه، هذا شيء
الشيء الثاني يا إخواننا: نحن نسمع مثل هذه التعليلات، أي نحن نريد أن نؤسس دولة مسلمة وبحاجة نحن إلى مثقفات وإلى طبيبات وإلى مرشدات وإلى وإلى إلى آخره، لكن سبحان الله!! امرأة واحدة إذا أُصيبت في عرضها بسبب تجاوز هذه السدود والذرائع التي وضعها الشارع أمامها يكفي لهدم كل هذه المبررات مفهوم أظن كلامي ؟!
ثم إذا كنتُ أنا أغار على زوجتي الفتاة الحديثة السن الجامعية أغار عليها أن تدخل جامعة وأن يراها الشاب فيغمزها وتغمزه وو إلى آخره ويصدق ما أشار إليه الرسول عليه السلام لا سمح الله ولو في واحدة، فإن لم يقع هذا في زوجتي قد يقع ذلك في ابنتي إن لم يقع في زوجتي وابنتي سيقع أنت لا سمح الله في زوجتك وابنتك، ما وقع هؤلاء المسلمين لابد أن يصابوا في أعراضهم بسبب تجاوزهم حدود الله، لذلك أنا لا أرى مثل هذه الأعذار تبرر ارتكاب ما خالف شريعة الله تبارك وتعالى.
أنا أقول مثلاً فعلاً نحن بحاجة إلى طبيبات ولا يشك عاقل ونحن دائماً نكرر أنه لا يجوز للمرأة إذا اضطرت أن تضع حملها في المستشفى أن يكشف عليها طبيب رجل بل لابد أن يكون الطبيب طبيبة امرأة، نعرف هذا وأنه لابد منه، وأن الأمر كما يقول الفقهاء: الضرورات تبيح المحظوورات لكن " الضرورة تقدر بقدرها "، لكن ما الفرق بين أن نقول هذه المرأة الحامل نسمح لها بأن تذهب إلى المستشفى ويعالجها الطبيب، ما الفرق بين هذه الصورة وهنا الضرورة مباشرة وبين نسمح للفتاة أن تجلس مع الطبيب أثناء التمرين نفسها مع نفسه وربما في غرفة واحدة ونقول: هذا لابد منه لأننا نريد طبيبات نريد ممرضات، صحيح لكن ليس هذا هو السبيل، إذن ما حل المشكلة ؟
أنا عندي جواب: نحن نعلم أن ليس كل المسلمين والمسلمات في مرتبة واحدة في الاستجابة لأحكام الله عزوجل، وهذا مُشاهد مثلاً في الحجاب الذي ليس فيه ضغط من قبل النظام الحاكم مثلاً أي نظام كان، فأكثر النساء متبرجات، فلابد أنه سيكون هناك جنس من النساء لا يلتزمن هذه الفتوى ولا يلتزمن هذه الآداب وبيقولوا هذا تشدد في الدين وهذه رجعية ونحو ذلك من كلمات، إذن فلتكن كبش الفداء هذا النوع من النساء اللاتي لا يستجبن لأحكام الله ولا يكن الكبش كبش الفداء هو زوجتي وأختي وزوجتك وأختك.
بعد ذلك تنحل المشكلة لأننا سنقول: هذه النسوة الطبيبات والممرضات اللاتي كنّ هنّ كبش الفداء هنّ سيكن معلمات نسائنا الملتزمات والمحتجبات، فتزول المشكلة، لعل الأمر وضح إن شاء الله ؟
السائل : وضح الأمر.
ما رأيك في احتجاج بعض الإخوان بصلاة النساء مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد الواحد وليس هناك ساتر، وكذلك طواف الرجال مع النساء بالبيت على أن جواز الاختلاط إذا كانت المرأة بالجلباب ومحتجبة ؟
الشيخ : وكذلك ؟
السائل : الطواف بالبيت في اختلاط الرجال مع النساء في الطواف
الشيخ : الطواف آه نعم
السائل : فلم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً يوماً للنساء في الطواف أو يوما للرجال أو ساعة للرجال وساعة للنساء
الشيخ : نعم
السائل : فيستدلون بهذه العموميات أن الاختلاط يجوز إذا كانت المرأة محتجبة؟
الشيخ : هذا في الواقع ليس ينهض في هذا القول أو هذا الاحتجاج البحث العلمي الحر كما يقولون اليوم، أي عدم التحيز لرأي نريد أن نؤيده كيفما كان الأمر
نحن قدمنا أقوالاً من كتاب الله ومن أحاديث رسول الله وأفعالاً كلها تلتقي مع قاعدة سد الذرائع، فلماذا لا يلتفتون إلى هذه النصوص كلها وهي
أولاً: أكثر من التي يحتجون هم بها زعموا، وأوضح دلالة على ما ندّعي نحن.
ثانياً: ليس هناك نص في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يمنع النساء من أن يختلطن مع الرجال في الطواف، بل قد ثبت في السنة وأظن ذلك في طبقات ابن سعد إن لم تخني ذاكرتي ( أن السيدة عائشة رضي الله عنها رُؤيت تطوف حجرة عن الرجال ) يعني محجورة بعيدة عن الرجال.
فهذه أم المؤمنين تلاحظ معاني ما ذكرنا من الأدلة من كتاب الله ومن حديث رسول الله وليس عندنا أي نص أن النساء في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كن يطفن خليطات مع الرجال حتى يُحتجّ لما نقلت أنت عن أولئك
هذه مجرد دعوى ونحن نقول لأمثال هؤلاء لو لم يكن عندنا تلك النصوص التي تخالف دعواكم لاكتفينا بأن نقول لكم: " والدّعاوي ما لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء ".
السائل : جزاك الله خير.
3 - ما رأيك في احتجاج بعض الإخوان بصلاة النساء مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد الواحد وليس هناك ساتر، وكذلك طواف الرجال مع النساء بالبيت على أن جواز الاختلاط إذا كانت المرأة بالجلباب ومحتجبة ؟ أستمع حفظ
كيف نحدد أو نفصل القول في مجتمعنا المعاصر اليوم بأن الدعوة وصلت في جماعة معينين أو أن نقول أُقيمت الحجة عليهم ؟
الشيخ : نعم.
السائل : يعني نقاش حول في وسط إخواننا السلفيين.
الشيخ : نعم.
السائل : قضية إقامة الحجة على المعاندين فمثلاً عندنا طوائف مثل الصوفية القبوريين وأكثرهم قبوريين، فبعض الإخوان السلفيين لا يصلون خلف هؤلاء بدعوى أن هؤلاء كفار ومشركين وقبوريين، والبعض الآخر يقول لا، نتوقف في أمرهم إلى أن تصل إليهم الدعوة غير مشوهة لأن الدعوة الآن ... أو سابقا في السودان مشوهة، الدعوة السلفية أنهم وهابية يكرهون الرسول صلى الله عليه وسلم كذا فهي مشوهة فيقولون: إن هؤلاء لهم أعذار، لأن الدعوة لم تصلهم إما لم تصلهم بتاتاً أو وصلتهم مشوهة.
الشيخ : لا أرى من الصواب بأن نقول بأن الدعوة السلفية وصلت إلى المعاندين الذين أشرت إليهم مشوهة، لا، وصلت إليهم سليمة منزهة عن التشويه لكن اقترن معها الافتراء عليهم.
السائل : هذا الذي أقصده.
الشيخ : هذا الذي تقصده لكن عبارتك كانت بعض الشيء قاصرة، وأنا فهمت ما الذي تقصد، طيب هذه جملة ممكن نعتبرها جملة معترضة، هل تم سؤالك ؟
السائل : نبدأ بسؤال آخر.
الشيخ : لا سؤال سؤال يكون هذا أولاً، بسم الله:
السائل : السؤال الأول: كيف نحدد في مجتمعنا المعاصر اليوم كيف نحدد أو نفصل القول بأن الدعوة وصلت في جماعة معينين وكيف نستطيع أن نقول أُقيمت الحجة عليهم ؟
الشيخ : نعم، بلا شك أن المسألة تختلف من بلد إلى آخر، في حدود ما علمتُ أن الدعوة السلفية في بعض البلاد أقوى ومنظمة أكثر ودائرة تبليغها أوسع من كثير من البلاد الأخرى، ويجمع ذلك حينما يكون السلفيون -أو أنصار السنة أو أهل الحديث أسماء كلها تدل على مسمى واحد- حينما يكونوا جماعة منظمين، هؤلاء يستطيعون أولاً: أن يبلغوا الدعوة إلى الشعب الذين هم يعيشون بين ظهرانيهم أكثر من فردٍ أو أفرادٍ يكونون في شعب آخر لا يستطيعون أن يوصلوا صوت كلمتهم الحقة إلى أُولئك الشعب
فأنا أستطيع أن أقول في الحالة الأولى: أن هؤلاء جماعة قد أقاموا الحجة على ذلك الشعب، لكن أُولئك الأفراد ما نستطيع أن نقول إنهم أقاموا الحجة لأنه لم يسمعهم إلا أفراد قليلين من ذلك الشعب فلا نستطيع والحالة هذه أن نقول: إن هذا الشعب قد أُقيمت الحجة عليه.
فيجب الآن أن نلاحظ وضع الجماعة في قوم ما أو في شعب ما وسعة دائرة تبليغهم للدعوة بين جماعة أخرى لا يمكن أن يقال إنها جماعة وإنما هناك أفراد، هذا طرف من الجواب.
الطرف الثاني: أنا ألاحظ كثيراً من إخواننا أفراد كثيرين من الإخوان السلفيين في كل البلاد يسألني يستفتيني: ماذا تقول في الصلاة خلف الشيخ الفلاني هو يستغيث بغير الله ويحلف بغير الله وينذر لقبور الأموات الصالحين وإلى آخره، هل أُصلي خلفه ؟
أنا أقول كما نقلت عن بعضهم: نحن لا نجرؤ على تكفير مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويُحافظ على القيام ببقية الأركان ولو على شيء من الانحراف عن السنة فيها إلا بعد أن تقام الحجة عليه
يقول سائلي هذا الذي أُشير إلى جنسه: يقول: أنا أَقمت الحجة عليه! وهو لا يحسن أن يقرأ آية لا يحسن أن يقرأ حديثاً فهو كيف يعتد بنفسه ويشهد بأنه أقام الحجة على الشيخ الفلاني، وقد يكون الشيخ الفلاني أزهري تعبان على نفسه بطلب العلم وطلب الحديث والأصول والآداب ووو إلى آخره وهو يظن نفسه أنه أقام الحجة على هذا، هذا خطأ بل هذا عُجب وغرور من إخواننا السلفيين.
لذلك فهذا الشرط الثاني يجب أن نستحضره حينما نريد أن نتصور أن جماعة سلفية أقاموا الحجة على جماعة أُخرى أو على شعب أو على قوم أولاً: أن يكونوا كتلة يشعرون بأن دعوتهم انتقلت إلى تلك الجماعة أو ذلك الشعب أو القوم
وأن يكونوا عند حسن الظن بأن يكونوا علماء حقاً بالكتاب والسنة يستطيعون أن يقيموا الحجة بقولهم قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا هو العلم، وليس العلم أن نقول إنه هذا كفر هذا استغاثة بالله وهذا شرك وهذا ضلال، هذا ثمرة الحجة، لكن الثمرة لا تكون حجة في نفسها إلا إذا كانت مقبولة لحجتها، وكما تعلمون قول الإمام ابن قيم الجوزية-رحمه الله- حين قال:
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ
ما العلم نصبَك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلّا ولا جحدُ الصفاتِ ونفيُها *** حذراً مِن التعطيل والتشبيهِ "
فإذن يجب أن نلاحظ جماعة أقاموا الحجة على جماعة أخرى هم أهل للدعوة ولتبليغها إلى أولئك الناس لنتمكن أن نقول بعد ذلك هؤلاء كفار لأن الحجة قد أُقيمت عليهم.
4 - كيف نحدد أو نفصل القول في مجتمعنا المعاصر اليوم بأن الدعوة وصلت في جماعة معينين أو أن نقول أُقيمت الحجة عليهم ؟ أستمع حفظ
هل وجود القرآن الآن بين أواسط المسلمين ووجود السنة ودعاة الإسلام هو نفسه حجة ؟
الشيخ : هذه سطحية عجيبة، هذا الحقيقة من أبسط الأمور وتعجب كيف يقول بعض الناس هذا، لقد سمعت هذا من نحو عشرين سنة من بعضهم، هل القرآن الآن يذاع إلى ألمانيا وفرنسا وأمريكا، يا جماعة قال الله عزوجل: (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) فهذا القرآن الذي فعلاً أحاط بالكرة الأرضية كلها تبليغاً وتسميعاً ولكن هل أُفهم ؟!
من أين لهؤلاء الأعاجم المسلمين فضلاً عن الكافرين، من أين لهم أن يفهموا القرآن الكريم ونحن ما أفهمنا المسلمين العرب، ما أفهمناهم معاني القرآن الكريم فضلاً عن المسلمين الأعاجم فضلاً عن الكفار الأعاجم.
أليس المقصود يعني تبليغ لفظ القرآن المقصود فيه تبليغ معاني القرآن، العرب كما أشرت آنفاً أصبحوا بعيدين عن لغة القرآن، لا يفهمون القرآن بينما العربي في زمن الرسول عليه السلام وهم بنص القرآن أمة أُميّة لكن أُنزل القرآن بلغتهم ففهموه، ولذلك نحن نضرب المثل دائماً وأبداً عجيب مشايخ وعلماء كبار من علماء الأزهر ما يفهمون حتى اليوم معنى لا إله إلا الله، ولا يفهمون لماذا كان المشركون يقولون كما قال تعالى: (( وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) قالوا: (( أجعل الآلهة إله واحداً إن هذا لشيء عجاب )) لماذا ؟
لأنهم فهموا معنى هذه الكلمة الطيبة وأنها تعني تحطيم الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله وينذرون لها ويذبحون لها وإلى آخره، حتى اليوم ما يفهم كثير من أهل العلم هذه الكلمة كما فهمها أبو جهل، والفرق بين الفريقين: أبو جهل فهم معناها وكفر بها، هؤلاء المشايخ لم يفهموا معناها وآمنوا بها فقالوا: لا إله إلا الله، لكن بدون فهم وهذه عقيدة لا تفيدهم شيئاً إطلاقاً.
لذلك إذن المقصود بالتبليغ للقرآن ليس هو اللفظ إلى الأعاجم الذين لا يفقهون معاني القرآن إنما المقصود المعنى، فهل بلغ معنى القرآن إلى هؤلاء الأمم الجواب: لا، إذن لم تقم الحجة.
وعلى هذا أنا أقطع اليوم بأن الكفار في أمريكا وفي أوروبا كشعوب وكأمم
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم تبلغهم دعوة القرآن، وتبلغهم كما أشرت أنت على سجيتها وطبيعتها.
وأنا قلت مرة لهذا الشخص الذي أشرتُ آنفاً أنه قال: هاي القرآن يصل إلى أوروبا وألمانيا وأمريكا ووو إلى آخره، قال: فهذا معناه أنه بلغهم القرآن، قلت له: أنت تعلم أنّا إذا لم نقل أنشط جماعة ينتمون إلى الإسلام في الدعوة إلى الإسلام ولو على مفهومهم الخاطئ أو الكافر هم جماعة القاديانيين، لابد تعرفون عنهم الشيء الكثير، فهؤلاء في ألمانيا لهم نشاط، في إنجلترا لهم نشاط، رأينا مسجدهم يوم قيض لي الذهاب إلى لندن، ودخلنا المسجد ووجدنا الإمام هناك وأحببنا أن نناقشه وإذا به هو ليس عنده شيء من العلم الإسلامي إلا أنه شكلياً هو إمام ذلك المسجد.
الشاهد قلت لمن أشير إليه في كلامي: هل تظن أن هؤلاء الأوروبيين البريطانيين مثلاً والألمان الذين اتصل بهم القاديانيون وأبلغوهم دعوة الإسلام بمفهومهم الخاص ومن ذلك أن قوله تعالى: (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) قالوا: خاتم النبيين لا يعني أنه لا نبي بعد الرسول عليه السلام، وإنما يعني خاتم النبيين أي: زينة النبيين أي: أفضلهم، فلما لقن القاديانيون هؤلاء الأعاجم من البريطانيين والألمان هذه المعاني المحرفة هل بلغوا أولئك الناس الإسلام ؟
ما بلغوهم الإسلام، وإذ الأمر كذلك، فهل أُقيمت الحجة على هؤلاء الأقوام ؟
لم تقم الحجة لأنه لم يُنقل إليهم الإسلام كما أُنزل على قلب محمد عليه السلام، حينما يسمع النصارى من مبشريهم عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم تلك الاتهامات الكثيرة المعروفة على مر الزمان أنه هذا الرجل بالتعبير السوري: نسونجي، يعني بحب النساء، وأنه تزوج كذا وكذا من النساء وإلى آخره، فيصورون النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خلاف ما كان عليه من مكارم الأخلاق.
والرسول عليه السلام يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ما من رجل من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلّا دخل النار ) تُرى لمـّا سمع النصارى من قسيسيهم ورهبانهم وصف الرسول بتلك الأباطيل والأكاذيب هل سمعوا بالنبي؟ ما سمعوا بالنبي إذن هؤلاء ما بلغتهم الدعوة، إذن يشترط أن يلاحظ في تبليغ الدعوة كما جاء في سؤالك أن تكون على صفائها ونقاوتها كما أنزلها الله على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن تكون مقرونة بالحجة من الكتاب والسنة.
هل يحكم بإسلام القبوريين إذا قلنا إن الحجة لم تقم عليهم أم يتوقف فيهم ؟
الشيخ : نعم
السائل : هل يُحكم بأنهم مسلمين أو يُتوقف في أمرهم ... ؟
الشيخ : هذا لا أرى التوقف إذا كانوا يشهدون ويُصلون ويُزكون ويحجون لا يجوز نحن أن نتوقف لأن معهم شعار الإسلام
كلنا يعلم قصة ذلك الصحابي الذي بارز رجلاً من المشركين فلما شعر المشرك أنه صار تحت ضربة سيف المسلم قال: أشهد أن لا إله إلا الله فما بالاه الصحابي وقتله، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم غضب وقال: ( كيف قتلته وقد قال لا إله إلا الله، قال: ما قالها إلا تقية، قال: هلا شققت عن قلبه ؟! ) طبعاً الجواب: لا، ونحن إذا درسنا هذه الحادثة في المئة تسعة وتسعين إنه هذا الكافر ما قال لا إله إلا الله في هذه اللحظة إلا فعلاً فراراً من القتل خوفاً من القتل، لكن الإسلام يحكم بالظاهر ويدع الحكم على السرائر كما هي القاعدة الفقهية وهي مستقاة من حديث في صحيح مسلم: أي نعم ( إنكم تتخاصمون إليّ وإن أحدكم ألحن بحجته من بعض، فإنما أحكم لكل رجل بما أسمع منه، فمن حكمتُ له من حق أخيه فإنما أحكم له بقطعة من النار ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
فإذا كان الرسول عليه السلام أنكر على ذلك الصحابي قتله لذلك الكافر لأنه قال في تلك اللحظة لا إله إلا الله، فليس ولا يجوز لنا أن نحكم على من يظل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ثم يأتي بكثير من أركانها نراه بأُم أعيننا ليس لنا أن نحكم أنه غير مسلم لكن قد نحكم بأنه لم يفهم الإسلام فهماً صحيحاً وهذا نحن نقطع به على كثير من هؤلاء الناس، وهنا نقول: لابد من إقامة الحجة عليهم لنقول بعد ذلك: هؤلاء ليسوا مسلمين.
ما رأيكم في قول بعض الإخوان بأن قضية التوحيد لا تحتاج إلى إقامة الحجة ككون الله سبحانه وتعالى هو الرازق وهو المحيي وهو المميت ؟
الشيخ : سبحان الله!! وما الدليل على هذا الكلام؟! وهم سلفيون ؟!
السائل : فيهم.
الشيخ : معليش لكن نحن لا نقبل كلاماً يرتجله أي إنسان عارياً عن الدليل.
السائل : هذا معرفة الله سبحانه وتعالى ومن صفاته تكفي في الإسلام.
الشيخ : مهما فلسف هذا القول لابد له من دليل ملزم لتكون حجة الله قائمة على الناس، وإيش معنى حينئذ (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً )) ؟
... وهل يكفي التوحيد وحده للنجاة يوم القيامة إذا لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
هذه حجة أخرى لو سلمنا جدلاً بكلام هؤلاء ولا نُسلم به لأنه لا دليل معهم فيه، فهل يكفي التوحيد كما نسمع إنه في أوروبا ناس موحدون بالفطرة بعلمهم وتشغيلهم لعقولهم ونظرهم في ملك السموات والأرض وما خلق فيها من عجائب خاصة، ودائرة العلم يكتشف أشياء عجيبة وعجيبة جداً هب أنهم وحدوا الله لكنهم ما اتّبعوا شريعة الله، وما جعلوا الإسلام دينهم، هل يكونوا يا تُرى مِن الناجين يوم القيامة إذا فرضنا أنهم موحدون فعلاً ؟!ّ
لا أحد يقول هذا، لأن الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله إلى آخره.
7 - ما رأيكم في قول بعض الإخوان بأن قضية التوحيد لا تحتاج إلى إقامة الحجة ككون الله سبحانه وتعالى هو الرازق وهو المحيي وهو المميت ؟ أستمع حفظ
كيف يستطيع الداعية أن يقول أنا قد أقمت الحجة على الناس ؟
الشيخ : قبل كل شيء يجب أن ندنن أن الداعية يجب أن يكون عالماً، ويجب أن لا نسترخص هذه الكلمة، ولا أن لا نقيم لها وزناً (( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين )) الذي يدعو إلى الله كما قلنا آنفاً يدعو إلى كتاب الله وليس إلى مذهب وليس إلى طريق، فلا يكفي أن يكون الداعية مثلاً سلفي العقيدة، لكن هو لا يستطيع أن يعرض التوحيد بأدلته الشرعية التي جاءت في الكتاب والسنة ثم لا يستطيع أن يعرض دعوة الرسول عليه السلام كما جاء بها ولو بصورة موجزة، ليس كلُّ داعية يستطيع أن يقوم بهذا الواجب، ولذلك فنحنُ نعرف أنه قام بالواجب إذا كان عالماً مشهودًا له بالعلم، وبالعلم الذي هو العلم، قال الله قال رسول الله كما سبق أن ذكرنا آنفاً، أما أنه كل إنسان يعني رجل عاميّ سلفي العقيدة والحمد لله صلاته على السنة إلى آخره لكنه لا يحسن أن يدعو إلى هذا الذي هو عليه، كالتلميذ مع الأستاذ تماماً.
السائل : ...
الشيخ : طيب.
ما حكم الدخول في البرلمان والانتخابات ؟
الشيخ : نعم.
السائل : فقضية الانتخابات كذلك تأخذ مجال أخذ ورد عند بعض الشباب.
الشيخ : نعم.
السائل : فالبعض يقول إنه دخول الجماعة في المجلس التأسيسي والانتخابات هذه غير شرعية والبعض يقول لمصلحة الدعوة لابد من أن تنتخب شخص أو شخصين للدخول في هذا المعترك، ويقولون إن تركنا لهذا المجال يعطي فرصة للتيارات الهدامة والجماعات اليسارية وغيرها مجال لهم، فما رأي سماحتكم ؟
الشيخ : هذا السؤال هو من الأمثلة التي كانت في ذهني يوم قلت لكم يا أخي جاءنا إخوان من السودان وفي هذا المكان -ولعل صهري هذا يذكر- وسألوني أسئلة منها هذا السؤال.
فقلت لكم: إن كانت هذه الأشياء هي التي سئلنا عنها فهذا في الواقع إضاعة وقت بالنسبة لي، هذا السؤال أنا تكلمت محاضرة طويلة مع إخواننا وانتهيت فيها. نعم
السائل : نريد الآن مختصراً.
الشيخ : مختصراً أقول: انتهيت فيها إلى أنه لا يجوز لنا أن نوالي هؤلاء الناس الذين يحكمون بالقوانين الأوروبية وبالنظم الأوروبية، وإنما نحن نظل في طريقنا ندعو إلى الله حتى يتنور الشعب ويعرف أن السبيل لإقامة حكم الله ليس هو طريق البرلمانات والانتخابات، وسيأتي دور السؤال هل تنتخب المرأة وهل تُنتخب، في عندكم هذا ؟
السائل : نعم.
الشيخ : ما في داعي لمثل هذه الأمور إطلاقاً وأنا سأعتقد بل أعتقد جازماً أنه يومَ يدخل إخواننا أنصار السنة في البرلمان قضي على الدعوة، لأنهم سينشغلون بالسياسة وما أدراك ما السياسة
هذا إذا لم ينجرفوا هم أنفسهم فخرجوا عن الدعوة أما أن الدعوة ستموت لأنهم سينشغلون في السياسة هذه قضية لابد أن يقعوا فيها، لكن أخشى ما نخشاه أن كثيراً من الأفراد الذين سيُرشحون من أنصار السنة ليكونوا مثلاً أعضاء في البرلمان ثم يأتي دور أن يكون وزيراً في البرلمان وزير في المعارف وزير مثلاً لا أدري في ماذا وهو لا يستطيع أن يقوم بأحكام الإسلام.
ثم مالنا نذهب بعيداً نحنُ أنصار السنة تفضل الله علينا فجعلنا نؤمن بأن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه هو طريقتنا إلى الله عزوجل، وهو الذي نصل به إلى السعادتين في الدنيا والآخرة، ماذا كان موقف الرسول من المشركين ؟
هل ركن إليهم بعض الشيء لكي يجذبهم، أنتم تعلمون قول الله: (( لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً * إذن لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات )) إلى آخر الآية الكريمة
أنا لست أؤيد أبداً أولئك الناس الذين يقولون بأن الغاية تبرر الوسيلة، إذا نحن لم ننضم إلى البرلمان كأعضاء فسيحل محلنا أولئك المخربون أو الشيوعيون وأمثالهم، فليفعلوا ما شاءوا نحن ماضون في دعوتنا، نحن سنجعل شعبنا مسلمين حقاً بدعوتنا وهناك سيُفلس أولئك الشيوعيون وأمثالهم وسوف لا يكون لهم مكان في الحكم الذي سيقام بإذن الله عز وجل على كتاب الله وعلى حديث رسول الله ولكنهم قوم يستعجلون.
هل نصوت في الانتخابات للإسلاميين من باب أخف الضررين ؟
الشيخ : مفهوم.
السائل : فهل يجوز مثلا للمسلم أن يدلي بصوته لرجل يراه كفؤاً ؟
هذا بالنسبة للرجل سيأتي أسئلة بالنسبة للنساء.
الشيخ : يعني أحد أنصار السنة يختار مثلاً فرداً من أفراد المسلمين على فرد من أفراد الشيوعيين؟
السائل : نعم.
الشيخ : هذا ما أردت؟!
أنا أقول: لا مانع من ذلك، ما دام هو لا يحترق من جهة، وما دام أنه يأخذ بقاعد: " حنانيك بعض الشر أهون من بعض " فلا مانع من ذلك وهذا ما كنا نفعله نحن في سوريا يوم كان هناك انتخابات.
ما حكم مشاركة المرأة بالانتخابات ؟
الشيخ : بالنسبة إيش ؟
السائل : للمرأة، كونها تُنتَخب هذا شيء مفروغ منه لكن أنها تَنتخب، تُدلي بصوتها ؟
الشيخ : إذا كانت في منجاة من الاختلاط والدخول إلى أماكن الصناديق ونحو ذلك فلا بأس.
ما رأيكم بكتاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق *المسلمون والعمل السياسي* وما توجيهكم لما فيه ؟
الشيخ : نعم
السائل : في كتاب هنا لأحد الدعاة !
الشيخ : أيوا.
السائل : المسلمون والعمل السياسي، في خلاف هنا بالاسم يا شيخ.
الشيخ : ها *المسلمون والعمل السياسي*، عبد الرحمن عبد الخالق، هذا تلميذنا في الجامعة الإسلامية لكن أظن أنه يعني حرفته السياسة، تفضل اقرأ لنشوف.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم يقول: " ونعود فنقول: إن الحزب السياسي والجمعية الخيرية والتجمع والنقابة والاتحاد هذه المؤسسات التي يَسمح بها نظام الحكم الديمقراطي يجب على المسلمين المبادرة إليها واتخاذها سبيلاً وطريقاً لنشر دينهم وتمكين عقيدتهم وتجميع قواهم وتدريب وتعليم عناصرهم بل يجب على المسلمين أن يسعوا إلى مثل هذا التشريع الذي يسمح بذلك لو كان النظام القائم لا يسمح به، لأن هذا حق من حقوقهم بل واجب من واجباتهم أن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يكونوا جمعيات وجماعات وأحزاب تدعو إلى الله وتنشر دينه وتُعلي كلمته
ونستطيع أن نستدل من واقع السيرة النبوية جواز استصدار مثل هذه الجمعية أو الحزب أو حتى مجرد الأمان والعهد والحماية لفرد أو مجموعة بأن تنشر الدين وتدعو إلى الله، وأن استصدار هذا التشريع جائز في ظل دولة كافرة قلباً وقالباً، فكيف بدولة تعلن الإسلام في بعض جوانب حياتها.
ومما يدل على ذلك "
الشيخ : تفضل
السائل : " أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من بعض الكفار الحماية ليتمكن من تبليغ دين الله بعد أن منعته قريش وآذته
فقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هل أتى عليك يوماً كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال: ما لقيت من قومك كان أشد منه، يوم أن عرضتُ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال، فلم يجبني إلى ما أردت ) قال: فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على كافر ليحميه حتى يبلغ رسالة ربه فإذا جاز هذا فمن باب أولى والله تعالى أعلم أنه يجوز الحصول على إذن للدعوة إلى الله وتأسيس مؤسسة فتكون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجمع علم وخير ".
الشيخ : هذا الآن مش موضع خلاف هذا، تأسيس جمعية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر هذا مش موضع خلاف، لكن هناك الدعوة أوسع من ذلك، فهل انتهى كلامه أم له تتمة.
السائل : نعم.
الشيخ : تفضل.
السائل : " وقد يقول قائل: إنما حدث لرسوله صلى الله عليه وسلم كان فضلاً عابراً وهذا خطأ أيضاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما فتئ في مكة يطلب من يحميه ليبلغ رسالة الله، فقد عرض نفسه كذلك على الأخنس بن شريق وسهيل بن عمرو فأبيا أن يجيراه، ثم لما عرض نفسه على المطعم بن عَدي أجابه لهذا، ومعلوم أن المطعم بن عَدي مات مشركاً ومع لك حفظ له الرسول صلى الله عليه وسلم جميله وقال يوم أسارى بدر: ( لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له ) ويعني النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء أسارى بدر، فإذا جاز ذلك في وقت ضعف المسلمين فلا شك أنه جائز ما وجد هذا الضعف، ومعلوم ما آلت إليه حال المسلمين اليوم " .
الشيخ : عفواً : إذا جاز ذلك ، اسم الإشارة يعود إلى ماذا ؟
السائل : يعني إلى طلب الحماية
الشيخ : نعم
السائل : طلب الحماية من الكفار ليتمكن من تطبيق دينه.
الشيخ : طيب وين الأدلة على تلك المقدمة الطويلة العريضة التي ذكرها في أول الكلام ؟!
السائل : ما أدري.
الشيخ : هذه مشكلة هنا يقول العلماء: " الدليل أخص من الدعوى " ، العلماء في مثل هذا الكلام والدليل يقولون: " الدليل أخص من الدعوى "، يعني ما دل عليه الحديث الصحيح الذي ذكره لا أحد يناقشه في ذلك، لكن دعواه الطويلة العريضة لم يأت عليها بدليل.
ونحن نقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طلب الحماية والنصرة من أولئك الأقوام وهم كفار : هل طلب ذلك بشرط الانحراف عن شيء من دعوته ؟! حاشاه، طيب، الذي يريد أن يعمل في حزب سياسي غير مسلم أليس هو سيخالف الشرع في كثير من أحكامه ؟
السائل : بلى.
الشيخ : فأين هذا الكلام وأين هذا الدليل ؟!
12 - ما رأيكم بكتاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق *المسلمون والعمل السياسي* وما توجيهكم لما فيه ؟ أستمع حفظ
التعليق على كتاب عبد الرحمن عبد الخالق في جواز الدخول للبرلمانات والعمل السياسي.
الشيخ : نعم
السائل : يتعرض لبعض الشبه في هذه .
الشيخ : أي نعم.
السائل : في مجال العمل السياسي يقول: " أولاً: إن الداعي إذا دخل المعترك السياسي فإنه لا يسلم من بعض المخالفات الشرعية "
الشيخ : ها إذن يعترف بهذا طيب.
السائل : ... على هذا.
الشيخ : إي نعم.
السائل : يقول: " كثير من الدعاة يُحجم عن خوض المعترك السياسي والذي شرحناه آنفاً فإنه لابد للداخل في هذا الميدان من أن يرتكب بعض المخالفات الشرعية كمخالطة المخالفين ومشاركة العصاة وهذا تصور خاطئ للعمل السياسي الإسلامي، لأن حقيقة ذلك هو الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " .
الشيخ : اصبر قليلاً جاء بمثال أيضا ليس موضع نقاش
السائل : نعم.
الشيخ : أليس الرسول كان يخالط المشركين وكان يحضر نواديهم ؟!
السائل : نعم.
الشيخ : ولكن كان يدعوهم إلى الله تبارك وتعالى وليس هذا هو المنكر، لكن المنكر مثلاً خاصة في الدولة التي هو يعيش فيها الآن أنه يُطالب أن يحلف لتأييد الدستور وما أدري إيش الأمين وما الأمين إلى آخره، هذه المخالفات هل تعرض لذكرها وأتى بالدليل على جوازها أم ماذا؟
السائل : نعم.
الشيخ : تفضل.
السائل : قال: " فإن الخير لا يتمحض مطلقاً في مثل هذا المجتمع الذي نعيش فيه، فلا يستطيع مسلم أن يمارس تجارة ولا زراعة، ولا صناعة، ولا عملاً، إلا بأن يرتكب بعض الحرام مما فرضه الواقع المخالف للدين، وعلى المسلم في هذا المجتمع الذي نعيش فيه ألا يصمد للحرام صمداً، وألا يطلبه لذاته كأن يرابي أو يقامر، أو يغش، أو يرتشي، ولكن أن يتاجر فيفرض عليه مكس، وضريبة، ويتعامل مع بنك ربوي لا حيلة له إلا في التعامل معه، وأن يتعلم فلا يكون له مندوحة من جامعات يقع فيها اختلاط وخلط بين تعاليم الإسلام وتعاليم الكفر، وأن يتولى عملاً من أعمال المسلمين فيفرض عليه بعض الشر الذي لا بد منه، ولا مندوحة له عنه، فإن مثل هذا ولا شك من المعفو عنه -إن شاء الله تعالى- رفعاً للحرج ".
الشيخ : إن شاء الله، ما الدليل ؟
السائل : سيقول يعني مثل.
الشيخ : هات نشوف أعطني الدليل على أنه يجوز للمسلم أن يعرض نفسه للوقوع في الحرام.
تُرى تُرى هل تعرض الصحابة للوقوع في الحرام بمحض اختيارهم في زمن حكم الكفار المشركون هل تعرضوا ؟!
السائل : لا لم يتعرضوا.
الشيخ : طيب، فلماذا نحن نتعرض دونهم باختيارنا، ولماذا لا يمكن أن نقيم دولة الإسلام إلا بمعصية ربنا، ما الدليل على ذلك؟!
أمسكني دليل، نعم.
السائل : هنا يأتي بالشبهة: قال: " لا شك أننا إن رجعنا إلى نصوص الشريعة، وسياسة النبوة، والخلافة الراشدة، وجدنا أنه يجب دفع المفسدة العظمى بالمفسدة القليلة."
الشيخ : نعم
السائل : " وهذا من باب " ارتكاب أخف الضررين " ".
الشيخ : مثاله؟
السائل : هذا هو.
الشيخ : هذا دعوى يا أخي نرجع لنقول: " والدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات "، أين في سياسة الخلفاء الراشدين أنهم ارتكبوا محرمات في سبيل إقامة دولة الإسلام.
السائل : مثال صلح الحديبية يا شيخ.
الشيخ : صلح الحديبية! طيب ماذا في صلح الحديبية ؟!
السائل : أن في ظاهرها مخالفات.
الشيخ : معليش مسكني واحدة منها، وين المخالفة ؟
السائل : قوله: لا يسافر مثلاً من أتى من مكة وأسلم عند الرسول صلى الله عليه وسلم يُرجع إلى مكة مرة أخرى ويُعذب.
الشيخ : هذا باختيار الرسول عليه السلام وإلا مرغماً ؟!
السائل : الرسول صلى الله عليه وسلم رضي على هذا ووقع.
الشيخ : هو وقع على هذا لانه يستطيع أن لا يوقع ؟
السائل : يستطيع أن لا يوقع.
الشيخ : يستطيع أن لا يوقع ؟!
السائل : يترك المعاهدة جملة وتفصيلاً، يستطيع أن يفعل هذا .
الشيخ : لا هو ما يستطيع لأنه يعمل على قاعدة: (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )) فهو يستطيع شيئاً ولا يستطيع شيئاً آخر -يرحمك الله- لا هذا لا يصلح هذا المثال إطلاقاً
هنا انظر ماذا قال آنفاً بالنسبة للمعاملات، ماذا قال ؟ " وبعض أساليب الدعوة الحديثة " أساليب الدعوة مش يعني أمور تفرض على الإنسان، لا هو يدخلها كأساليب من أساليب الدعوة.
" لا يخلو من ارتكاب مخالفات شرعية لو افترضنا هذا جدلاً فإن هذا يكون من المعفو عنه -إن شاء الله تعالى- فإن الخير لا يتمخص لايتمحص "
السائل : لا يتمحض
الشيخ : هذا هو " مطلقاً في مثل هذا المجتمع الذي نعيش فيه، فلا يستطيع مسلم أن يمارس تجارة ولا زراعة، ولا صناعة، ولا عملاً، إلا بأن يرتكب بعض الحرام " صحيح هذا ؟
السائل : إذا فسرنا برأينا نقول.
الشيخ : لا لا، أقول: صحيح هذا في الشرع وفي الدليل.
السائل : نعتبره لا يجوز هذا.
الشيخ : صحيح لكن هو يدّعي هذا ، فأين دليل هذا الكلام ؟
وسألت أنا آنفاً هل وقع المسلمون في مثل هذا الأمر الأولون ؟!
طبعاً أعتقد أنه لم يقع، فإذن هو يستدل ببعض الأمور على ما هو أعم من الدعوة، فالحادثة التي ذكرتها أنت آنفاً هي حادثة صحيحة، لكن لا تدل على أنه كل فرد من أفراد الشعب يجوز له أن يرتكب بعض المحرمات في سبيل الحصول على رزقه صناعة وزراعة
وأنا أضرب لكم مثلاً في نفسي مثلا من الأشياء التي ابتُلي المسلمون اليوم بها هو التعامل بالربا المكشوف والربا المكتوم، ما نتكلم عن الربا المكشوف لكن نتكلم عن بيع العينة أولاً، وأظنكم على علم بصفة عين بيع العينة وأنه محرم في الإسلام
فندع هذه الصورة ليأتي ما هو أدق منها وهو: بيع التقسيط: أن يبيع الإنسان الحاجة بثمنين ثمن النقد أقل وثمن التقسيط أكثر، ما تكاد تجد تاجراً إلا ويتعامل بهذه المعاملة، هو سيقول الآن هذا المثال: " لا يمكن إنسان يشتغل في صناعة أو زراعة إلا يرتكب بعض المحرمات من ذلك " هو له رسالة نافعة في بيان تحريم بيع التقسيط بالزيادة، رأيتم هذه الرسالة ؟
السائل : نعم
الشيخ : طيب
السائل : ونشرناها كذلك في السودان.
الشيخ : نعم
السائل : ونشرناها كذلك في الاستجابة في المجلة.
الشيخ : أيوا جميل.
الرد على شبهة عبد الرحمن عبد الخالق في أنه لابد من أن يواقع بعض المحرمات في سبيل الحياة.
ولذلك فحن يجب أن نلفت نظر المسلمين إلى الإيمان بالغيب وأنه (( من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ))
أنا كنت نحو ثلاثين سنة ساعاتياً أصلح الساعات وأبيع الساعات وما بعت بالتقسيط ولا قرش واحد ولا اشتريت من التجار بالتقسيط، كلما تجمع عندي القليل من الفلوس اشتريت ساعتين ثلاثة وعرضتها في الدكان، يأتي إنسان عنده فلوس يشتريها ما عنده فلوس بعتها إياه، والله عزوجل أحياني وأقامني رغم وما اماتني جوعا لأنني ما استعملت ما يستعمله جماهير الناس.
فالقصد المثال تبع صلح الحديبية :
أولاً يتعلق بالحاكم المسلم الذي يزن الأمور بالقسطاس المستقيم وبدقة ويضع الأشياء مواضعها هذا شيء، وأن يُذاع لكل مسلم هكذا علناً أنه لابد من أن يواقع بعض المحرمات في سبيل الحياة العيش كسب الرزق، هذا والعياذ بالله من أشد الأخطاء التي تقع من أخ لنا مسلم وبخاصة وقد درس في الجامعة الإسلامية والله المستعان. أظنه قد طال الوقت فلعلكم تكتفون بما ..
السائل : ... بعض ... أسئلة فقط إجابات مختصرة للغاية
الشيخ : كم سؤال يعني عندك مختصر
السائل : ... ما نكثر إجابة
الشيخ : طيب تفضل تفضل
14 - الرد على شبهة عبد الرحمن عبد الخالق في أنه لابد من أن يواقع بعض المحرمات في سبيل الحياة. أستمع حفظ
يقال: إن السلفيين لا يهتمون إلا بجانب العقيدة فما رأيكم في هذا الموضوع ؟
الشيخ : نعم
السائل : فما رأيكم في هذا الموضوع؟
الشيخ : هم يعلمون كذب هذه الدعوى لأن السلفيين يهتمون بالعقيدة ولا يصح أن يقال: لا يهتمون إلا بالعقيدة .
نحن نقول ولا نسمي أحداً : لا يهتمون إلا بالسياسة، طيب أي الفريقين أهدى سبيلاً وأقوم قيلاً لو صح ما يقال عن كل منهما ؟ هنا ناس لا يهتمون إلا بالتوحيد والعقيدة وهناك أناس لا يهتمون إلا بالسياسة فأي الفريقين أهدى؟
لا شك أنه الفريق الأول، لكن هذا الفريق الأول يُفترى عليه حين يقال: لا يهتمون إلا بالعقيدة، لماذا ؟
لأن هذه الحركة التي نراها الآن انتشرت في العالم الإسلامي وصار أجهل الناس الذي كان يخبط خبط عشواء في ليلة ظلماء يدعو إلى الله في دروسه وفي خطبه يقول: قال رسول الله كذا وكذا رواه البخاري رواه مسلم ، هذا ليس له علاقة بالعقيدة هذا له علاقة بالعلم ، ثم أصبح من المعروف عند عامة المسلمين حتى المخالفين للسلفيين اعتادوا أن يطلبوا كل مسألة بدليلها من الكتاب والسنة، إيش هذا هذا له علاقة بفتريتهم أنهم لا يدعون.
السلفيون في الحقيقة هم الجماعة الوحيدون في العالم الإسلامي الذين يدعون إلى الإسلام كاملاً من جميع نواحيه لكن فعلاً لا يهتمون بالسياسة كما يهتم الآخرون بها وابتعدوا بسبب ذلك عن العمل بكثير من أحكام الإسلام.
هذه حقيقة نقولها وهذا يعني كما قيل ايش:
" تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا *** "
تعرفون هذه الأبيات وإلا ما تحفظونها مثلي
" تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا *** إِنَّ الكِرامَ قَليلُ "
نسيت والله شعر قديم كنت أحفظه الشاهد أننا نحن والحمد لله لسنا فقط ندعو إلى التوحيد، هذه كتبنا، هذا هو الألباني الذي يُتهم مثلاً بأنه لا يُدعو إلا إلى التوحيد، هاتوا كتاب وضعه في التوحيد !؟
كتبه كلها في الفقه والحديث، فما هذا الافتراء ؟! هذا من باب الحقد والحسد.
كيف الرد على من يقول من أعداء الدعوة إن السلفيين يحرمون التقليد على غيرهم ويقلدون مشايخهم ؟
الشيخ : نعم.
السائل : فيحرمون التقليد على غيرهم وهم مقلدون.
الشيخ : هذه تريك سابقتها، صحيح يقول السلفيون وأنا قلت آنفاً: قال ابن القيم: " العلم قال الله قال رسوله ... " إلى آخره
لكن السلفيون يقولون للألباني إيش الدليل على ما تقول ؟ هذا لا يقوله أكبر رجل لرئيسه، لا يمكن أن يقول هذا الكلام، لكن إذا قال هذا الذي سأل الشيخ الألباني عن مسألة ودليلها، إذا قال: قال الألباني كذا فهذا من الحق أن يعزو القول لقائله، وإذا قلت أنا قال ابن تيمية كذا فهذا هو أدب العلم، لكن أنا ما أتبع ابن تيمية لأن ابن تيمية قال، لكن أتبع ابن تيمية لأنه شرح هذا المقال وأتى عليه بأدلة من الكتاب والسنة، فشتان بين التقليد الذي نحن نحاربه وبين هذا التقليد الذي يتهمون إخواننا السلفيين به.
16 - كيف الرد على من يقول من أعداء الدعوة إن السلفيين يحرمون التقليد على غيرهم ويقلدون مشايخهم ؟ أستمع حفظ
هل يمكن من فضيلتكم المشاركة في مجلة السلفية في السودان بكتابات أو مخطوطات ؟.
السائل : حقيقة يا شيخ الأسئلة كثيرة ولكن نسبة للظروف.
الشيخ : نعم.
السائل : في سؤالين أخيرين ولابد منهما.
الشيخ : نعم.
السائل : المجلة السلفية في السودان بحوجة إلى أن يكتب فيها بعض المشهورين السلفيين وكذا فنطلب منك أحد الأمرين: إما أن تحاول تساعد المجلة بمواضيع، كتابات تكون متتالية، لأن مشاركتكم إن شاء الله في المجلة ترفع من مستوى المجلة العلمي.
الشيخ : نعم.
السائل : هذا الأمر الأول، والأمر الثاني أن تنشر من بعض مخطوطاتك تباعاً في المجلة، وخاصة إن شاء الله ستنشر هناك ...
الشيخ : جوابي على هذا
أولاً : لا أستطيع أن أعد بتحقيق هذه الرغبة التي هي في الأصل رغبة مقبولة وينبغي أن أكون معكم فيها، لا أستطيع لظروفي الخاصة العلمية طبعاً.
ثانياً: إن استطعتُ فقد يكون ذلك بعد أن أطلع على منهج المجلة وعلى مسيرتها في منطلقها والتي أرجو أن تكون موفقة وأن يبارك الله عزوجل فيها، هذا ما عندي.
السائل : ليس لديكم مانع إن شاء الله؟
الشيخ : أنا أقول: لا أستطيع أن أعدك، وإن استطعتُ فبعد أن أطلع.
السائل : هذا بالنسبة للكتابة فيها ولكن إذا مثلا وقفت على المجلة ثم لم تستطع مساعدتها بكتابة موضوعات هل تسمح لها بنشر بعض كتاباتك ؟
الشيخ : هو بارك الله فيك مشكلتي أنا صعب أن تتصوروها، أنا تأتيني خطابات وأسئلة من مختلف البلاد الإسلامية فلا أستطيع أن أكتب رداً عليها، فأنا إذا أردت مثلاً أن آخذ رسالة عندي فلابد من أن أنسخها أو أصورها فهذا يأخذ من وقتي ، ثم أنا لازم أضعها في البريد وأرسلها مضمونة مسجلة، هذا صعب عليّ جدًّا لذلك أنا أتحفظ في الجواب فأقول: إن استطعتُ فبعد، فاعذروني يعني لا تؤاخذوني.
السائل : نحن نعرف الظروف تماماً.
الشيخ : بارك الله فيكم.
السائل : طيب السؤال الأخير إذا أحببت ... وهذا سئلت عنه كثيراً ؟
الشيخ : نعم.
السائل : موضوع ما استجد زيارة إخوانك السلفيين في السودان.
الشيخ : ما أستطيع.
السائل : جزاك الله خيراً.
الشيخ : وإياك، وأهلاً وسهلاً ومرحباً
هل من نصيحة تقدمها لإخوانك السلفيين في السودان ؟
الشيخ : أنا نصيحتي أن تستمروا في الدعوة وما تشغلكم السياسة وذلك خير لكم وأبقى.
السائل : جزاك الله خيراً.
وفي ختام هذا اللقاء المبارك مع فضيلة شيخنا الأستاذ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لفضيلته ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك له في عمره وأن يوفقنا وإياه إلى ما يحب ويرضى، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.